مبدعون في ســـــيـنماتك

 

 
 
 
 
 

يوخنا دانيال

 
سيرةكــتـــابـــةبانوراما الأفلام
 
 
 

بانورامــــــا

 

أفلام السيرة الذاتية

 
 

الموضوع

الصورة

   

الطيار

(The Avaitor)

فيلم دراما وسيرة ذاتية من إخراج الفنان الكبير "مارتن سكورسيزي"، وتمثيل نجوم كبار مثل "ليوناردو دي كابريو"، ألن ألدا"، "أليك بالدوين"، "كيت بيكنسيل"، "كيت بلانشيت" وآخرين. وقد كتب النصّ السينمائي واحد من أهم كتّاب هوليوود، "جون لوغان". يحكي الفيلم السيرة الذاتية (المحيّرة) لرائد الطيران "غريب الأطوار" الملياردير الأمريكي "هوارد هيوز"،الذي كان صناعيا بارزا وصانع أفلام كبير أيضا. لقد ارتبطت حياة هيوز بكبار السياسيين والفنانين، ودخل في علاقات عاطفية عديدة مع بعض من أجمل فنانات هوليوود في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. يتابع الفيلم بتفصيل حياة هيوز الذي يلعب دوره ببراعة وإتقان النجم الشاب "دي كابريو" منذ نهاية العشرينات وخلال الأربعينات من القرن الماضي، وهي الفترة "الذهبية" التي كان فيها هيوز ينتج ويخرج الأفلام ويجرّب الطيران بطائرات جديدة من تصميمه وإنتاج مصانعه الضخمة. كما يتابع الفيلم أيضا، بداية "انحرافه" العقلي الذي أدّى  - في النهاية - إلى عزلته الشديدة عن المجتمع، عندما حبس نفسه في غرفة مغلقة لسنوات طويلة. النقّاد كانت لهم ملاحظات عديدة حول الفيلم والمغزى منه في هذا الوقت بالذات، مع اعترافهم بتفوّق الفيلم وروعته. ويقرّ الجميع بأنه فيلم مثير جدا على مختلف المستويات، لذا استحق الترشيح لبعض من أهم جوائز الأوسكار : لأفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل ممثل في دور رئيسي، أفضل ممثل في دور ثانوي، أفضل ممثلة في دور ثانوي، أفضل تصوير، أفضل مونتاج، أفضل كتابة أصلية، أفضل أزياء، وغيرها من الجوائز التقنية. ويعتقد العديد من المراقبين، إن الفيلم سيفتح الأبواب أمام آخرين للنظر في جوانب مجهولة أو "خفية" في حياة هيوز ودوره في السياسة الأمريكية الخارجية والصراع ضد الكتلة الشرقية السابقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 
   

مذكرات دراجة بخارية

(The Motorcycle Diaries)

دراما ومغامرات واقعية طريفة من تمثيل "غايل غارسيا برنال"، "رودريغو دي لاسيرنا"، و"ميا مايسترو"، وإخراج البرازيلي"والتر ساليس". الفلم يسجل الوقائع الحقيقية لمرحلة معينة من حياة الثائر العالمي - الأرجنتيني المولد - "شي غيفارا"؛ عندما كان يدرس الطب في الثالثة والعشرين من العمر، وقرر الجولان حول بلدان أمريكا الجنوبية على ظهر دراجة بخارية بصحبة صديقه الحميم البرتو غرانادو. هذه "الأوذيسة" اللاتينية، ألهمت غيفارا فيما بعد، ليصبح مقاتلا ثوريا امتد تأثيره واشعاعه على العديد من البلدان والشعوب في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وحتى الولايات المتحدة. يخوض الصديقان الحميمان العديد من المغامرات المثيرة والكوميدية في رحلتهما هذه …. السفر بطريقة غير شرعية على ظهر سفينة شحن، استكشاف آثار حضارة "الإنكا"، الركض وراء البنات، السكر والعربدة الشبابية، السقوط عن ظهر الدراجة البخارية .… إضافة الى التطوّع للعمل في مستعمرة للبرص او المجذومين بصفتيهما طالبي طبّ. ينجح الفلم بين المشاهدين والنقاد على السواء بفضل الأداء المتفوّق لبطليه، مثلما ينجح في توضيح كيفية تشكّل وعي – وشخصية – غيفارا بطريقة سينمائية ساحرة، بعيدا عن الخطاب السياسي المباشر. والفلم يلاقي رواجا كبيرا في كل مكان بفضل شعبية  شخصية غيفارا المعروفة عالمياً.

 
   

راي

(Ray)

دراما موسيقية وفنون أدائية تحكي السيرة الذاتية لأسطورة الغناء الأمريكي والعالمي "راي تشارلز"، الذي توفي منذ أشهر. هذا العمل الرائع من إخراج "تايلر هكفورد"، الذي عمل جاهدا لخمسة عشر عاماً من أجل نجاز هذا المشروع، وتعاون مع الفنان الراحل حتى في أيامه الأخيرة ليأتي الفلم مليئا بالصدق الفني والواقعية. يلعب الفنان الشاب "جيمي فوكس" دور تشارلز بطريقة مذهلة ومقنعة الى ابعد الحدود، مازجاً الكوميديا والدراما في أدائه لهذه الشخصية الغنية، ويشاركه البطولة الفنانَين "ريجينا كينغ" و"كيري واشنغتن". ولد تشارلز في مدينة ألباني عام 1930، في ولاية جيورجيا في الجنوب الأمريكي، ثم انتقلت عائلته الفقيرة جداً الى فلوريدا. فقد نعمة البصر وهو في السابعة من العمر، بعد وقت قصير من مقتل شقيقه الأصغر في حادثة أمام عينيه. وبتأثير والدته القوية، ذات الشخصية المستقلة، التي أصرّت على ان يشق طريقه الخاص في الحياة … اكتشف "راي" دعوته وموهبته خلف مفاتيح آلة البيانو، حينما كان يدرس في مدرسة لأصحاب الحاجات الخاصة (المعاقين). و قبل ان يبلغ العشرين من العمر، كان قد جال في معظم الدوائر والحلقات الموسيقية في الولايات الجنوبية، حيث اكتسب سمعة وشهرة كبيرة، بفضل ريادته في مزج الأنواع الموسيقية المختلفة والشائعة في الجنوب الأمريكي؛ ونقصد "الكونتري" و"الجاز" و"البلوز" مع "الموسيقى الكنائسية السوداء" و"الأداء الأوركسترالي" الحديث … خالقاً بذلك نمطاً موسيقياً فريداً، أكثر عصرية وأكثر تعبيراً، ممهداً الطريق للموسيقى الغربية الحديثة، وخصوصاً موسيقى "السول"  و"الروك أند رول". هذه الإنجازات لم تمر بسهولة وواجهت الكثير من المعارضة وخصوصا بين المتدينين من السود والمحافظين من البيض. وفي الوقت الذي عمل على تثوير الطريقة التي يستقبل بها الناس الموسيقى ويستمتعون بها، حارب مظاهر الفصل العنصري في نفس النوادي والصالات التي أطلقته نحو الشهرة المحلية والعالمية فيما بعد، كما دافع عن حقوق الفنانين ببسالة في عالم شركات التسجيل الموسيقي في تلك الأوقات الصعبة في الخمسينات. ان الفلم يقدم أصدق صورة عن عبقرية تشارلز الموسيقية، وهو يتغلّب على إدمانه على المخدرات وعلى عوقه الخاص، ليصبح واحداً من أهم الموسيقيين في أمريكا والعالم. في العالم العربي، يذكرنا "راي تشارلز" بالموسيقي والمغني الراحل "الشيخ إمام"، الذي عاش صعوبات كبيرة بسبب فقدانه البصر وفقره وسلوكه خطاً سياسياً معارضا لنظام عبد الناصر مع رفيق دربه الشاعر "أحمد فؤاد نجم". ان سيرة "الشيخ إمام" بقلم الأستاذ والمفكر"شاكر النابلسي"، تنتظر من يحولها الى السينما منذ سنوات. كما يذكرنا تشارلز بالموسيقي العراقي الضرير الراحل "الملاّ عثمان الموصلّي" … إمام والموصلّي وتشارلز، تغلّبوا على عوقهم الفيزياوي وظروفهم الاجتماعية، ومزجوا الموسيقى والانشاد الديني بموسيقى وغناء الناس العاديين، ليقدموا فناً شعبياً عظيما، غير قابل للنسيان او التجاهل.

ان فلم "راي" واحد من أهم واجمل أفلام هذا العام، وبانتظاره ترشيحات لجوائز رفيعة عديدة  في حقول التمثيل والموسيقى والإخراج. ويجمع النقّاد على عظمة وتفوّق أداء فوكس وتفسيره الذكي والمتقن للشخصية؛ وعلى حد قول الذين عاصروا تشارلز لسنوات طويلة :" لا يخطر بالبال أبداً، ان هناك ممثلاً يؤدي دور تشارلز طوال وقت الفلم …"، وبعض النقّاد يعتبرون أداء فوكس او تفسيره للشخصية بمثابة العمود الفقري للفلم ككل. لقد تحول "جيمي فوكس" خلال سنوات قلائل، من ممثل كوميدي خفيف الظل الى ممثل درامي متمكِّن من حرفته، يلعب أعقد الشخصيات وأغناها، بفضل التزامه ومثابرته واقترابه العميق من الأدوار والشخصيات.

 
   

الإسكندر المقدوني

(ALEXANDER)

ملحمة تاريخية ضخمة من إخراج أوليفر ستون، وتمثيل نجوم كبار مثل : كولين فاريل، أنجلينا جولي، فال كيلمر، انتوني هوبكنز، وروزاريو دوسون وآخرين. لقد كان الاسكندر الأعظم فاتحا عسكريا قاسيا، لا يلين، كوّن أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ، وهو لا يزال في الثانية والثلاثين من العمر، في الثلاثينات من القرن الثالث قبل ميلاد المسيح، وعمل على ملاقحة الفكر الاغريقي الرفيع بحضارات الشعوب القديمة في مصر وبلاد الرافدين وفارس والهند. وفي الفلم، يتصادم الماضي والحاضر ليشكّلا اللغز الذي يمثله البطل الاسكندر؛ فنشاهد نسيجا من الانتصارات والمآسي، تتوضّح من خلاله ذكريات الطفولة جنباً الى جنب مع واقع توسّع الإمبراطورية المذهل، حتى نصل الى الانحدار التدريجي للبطل وسقوطه المفاجئ والنهائي؛ او موته، وهو في الثالثة والثلاثين من العمر في مدينة بابل العراقية. الفلم يتتبع مراحل حياة الاسكندر منذ طفولته، حيث كان ممتلئا بأحلام المجد والمغامرة، وحتى موته الغامض وحيداً، كحاكم لدولة شاسعة، مترامية الأطراف … مرورا بعلاقاته الصاخبة والمضطربة مع أبيه الملك الجبار فيليب ( الممثل فال كيلمر)، وأمه الملكة أولمبيا ( الممثلة أنجلينا جولي) المصمّمة على وضع ابنها الاسكندر ( الممثل كولن فاريل) على العرش مهما كان الثمن – حتى لو كان القتل … ثم علاقاته المثيرة للدهشة – التي تختلط فيها الأخوّة والعواطف الجسدية أحيانا – مع أصدقائه المقرّبين ورفاقه وقادة جيشه الضخم؛ هذا الجيش الذي قضى السنوات في ساحات المعارك الممتدة من البقاع المشمسة الحارة للإمبراطورية الفارسية – بضمنها مصر وأرض الرافدين – حتى جبال الهند التي تغطي قممها الثلوج الدائمة … ليحكي لنا كيف أصبح الاسكندر أسطورة حية، بعد ان سيطر على أرجاء العالم القديم – المعروف – برمّته. وكما يقول الشاعر العظيم الروماني فرجيل :" ان الحظ يبتسم للشجعان" … إذ لا ملك او إمبراطور، من قبل الاسكندر، او من بعده، استطاع ان يحقق مثل هذا النجاح الذي حققه الاسكندر، او تمتع بالشجاعة والإقدام الذين تمتع بهما الاسكندر. هذا الفلم  الكبير المنتظر منذ أشهر، المليء بالنجوم، ويقف وراءه واحد من كبار المخرجين، وتجاوزت تكلفته 150 مليون دولار … تفاوتت في حقه الآراء وردود الأفعال؛ أغلبية المشاهدين لم يحبوه، وخصوصا بسبب إبرازه – بوضوح – العلاقات الجنسية المزدوجة للاسكندر مع الذكور والإناث على حد سواء، لذا ظل الفلم  قابعا في منتصف شباك التذاكر لأسابيع قليلة وغادرها بسرعة، اما النقّاد فقد كان موقفهم يميل الى السلبية عموما في تقييم الفلم مع تقديرهم العالي للجهد الذي بذله صنّاع الفلم، وبرأيهم ان الفلم يمزج الوقائع التاريخية بالخيالات والتفسيرات المعاصرة، و ان أكثر الأشياء موثوقية في الفلم هي الحروب والمعارك، كما ان الفلم في نظرهم  يفتقد الى التركيز او البؤرة أحيانا …  لكن بالرغم من كل هذه الملاحظات، فان الرحلة مع الاسكندر، تظل ممتعة وعظيمة، ملحمة إنسانية كبرى.

 
   
   
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)