حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

سينما مجهولة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

كيف بَدَأتْ ( 2 )

فيلم لوميير الشهير لم يكن تسجيلياً

 

     

  

الجواب على سؤال الأسبوع الماضي حول ما إذا كانت الصور المتتالية التي صنعتها بخيالك وبالمقص ووضعتها داخل أسطوانة لتراها تتحرك، هي روائية او تسجيلية هو أنها ليست تسجيلية. هل هذا يعني أنها روائية؟

لنرى

أنت قصصت صوراً لرجل وإمرأة ينحني عليها ويقبّلها فتصفعه. هذه قصّة. النتيجة روائية.

في الأيام الأولى جداً من حياة السينما كان إحداث حركة مرتبطة بغاية أمر يمر من خلال الحاجة لوضعها في إطار قصصي. سنة 1671 حاول أثاناسيوس كيرشر خلق حركة من الظلال. بنى غرفة وعمد الى أنبوب فيه ما نسمّيه اليوم بعدسة ونقلها من خلالها صورة هيكل عظمي يحمل آلة حصاد الأرواح. هذا ليس فعلاً تسجيلياً بل خيالاً يحاول به مبدعه الوصول الى إثارة الخوف.

التسجيل هو ماقام به، كما مرّ معنا، الفرنسي لا برنس، حين صوّر جسراً من شرفة منزله في نحو ست ثوان نرى فيها عربات ومشاة يسيرون. لو أنه تدخّل مصدراً إشارة لبدء سير العربات والمشاة لكان ذلك تدخلا في التسجيلي ما يجعل الفيلم  ينسحب من كامل الصفات التسجيلية.

 لكن «خروج العمّال من مصانع لوميير» (وتستطيع بالبحث المضني بين المواقع مشاهدة الفيلمين) الذي أخرجه الأخوين لوميير سنة 1895 هو أمر حائر.

لقد دار بيني وبين الزميل صلاح سرميني بحضور بعض الأصدقاء والزملاء، بينهم حسن حدّاد وعماد النويري، حديث حول ما إذا كان هذا الفيلم تسجيلياً أم لا. الحقيقة أن الغاية منه تلتقي والخطوط الأساسية للفيلم التسجيلي: كاميرا تصوّر الخارجين من المصنع. لا شيء أكثر «تسجيلية» من هذا- ولكن.... ماذا عن حقيقة أن هناك أكثر من نسخة لا زالت متداولة من هذا الفيلم والنسخ تختلف قليلاً من واحدة الى أخرى. مثلاً في إحدى هذه النسخ يختلف عدد الذين يخرجون بدراجاتهم الهوائية عن النسخ الأخرى. في نسخة ثانية يوجد كلب في الأخرى لا يوجد كلب. بمراجعة ما كُتبه المؤرخون عن الفيلم، وبمراجعة الفيلم نفسه، تدرك أن لوميير صوّرا الفيلم بالإتفاق مع كل العمّال الخارجين من ذلك المصنع. من النظرة الأولى، هو الفيلم نفسه في أي من هذه النسخ وهو بذلك تسجيلي لا محالة، لكن مع وجود الإختلافات بين النسخ لم يعد تسجيلياً الا عند واحدة من محطّات تفسيره. إنه مرتّب وكان يمكن أن يكون تمهيداً لقصّة تتبع واحداً من الشخصيات الى حياتها المنفردة عن ذلك المجموع.

يبدو أنني آيل الى المضي عمقاً في التاريخ لكي أكتب شيئاً عن السنوات المئة السابقة لنجاح لوميير دخول السينما وتحويل ما كان -الى حد بعيد- عرض تسلية خاص، الى عرض جماهيري مادي المنحى. هذا أتركه للأسابيع المقبلة إن شاء الله.

سينماتك في 8 سبتمبر 2007