حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

سينما مجهولة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

جان فيغو: أتالانتي

L’ATALANTE   **** 

 

     

  

أتالانتي   L’ATALANTE   **** 

إخراج: جان ڤيغو (Jean Vigo)

تمثيل: ديتا بارلو، جان داستي، ميشيل سيمون، جيل مارغاريتيس.

سيناريو: جان جيونيه، ألبرت رييرا، جان ڤيغو، تصوير: جان بول ألفا، لويس بيرغر، بوريس كوفمان، موسيقى: موريس جويبر توليف: لويس شيفانس. المنتج: جاك لويس نونيز. إنتاج: Gaumont/ Franco film Aubert

(DVD) 89 دقيقة (B/W  ) ـ فرنسا (1934) دراما عاطفية 

جان ڤيغو (1905 ـ 1934) الذي توفي عن 29 سنة كان معتل الصحّة حين أخرج هذا الفيلم الروائي الطويل الوحيد بين أعماله الأربعة.

العنوان هو إسم المركب صغير الذي يملكه جان (جان داستي) الذي يتزوّج من الفتاة الريفية جولييت (ديتا بارلو) وينقلها للعيش معه فوق المركب الهائم. تتعرف جولييت هناك على معاون أسمه بير وفتى وست قطط تعيش فوق المركب. وُجودها يخلق جواً غير مريح بينها وبين بير الذي يحاول نزعها من باله أول ما يتوقف المركب عند ميناء نهري في باريس.

الرحلة الى باريس كانت فكرتها بعدما أصابها الملل، لكن إذ يختفي بير في المدينة باحثاً عن المتعة التي لا يمكن له الحصول عليها على ظهر المركب، يضطر الزوج الى البقاء مفترضاً أن زوجته ستبقى معه، لكنها تنسل هائمة في المدينة. يعود بير وينتظر الزوج قليلاً ثم يقرر أن زوجته لن تعود بعدما ضاقت ذرعاً بالعيش على المركب فيبحر. لكنها تعود ولا تجد المركب. في تلك الليلة كلاهما يتقلب في نومه بحاجة الى الآخر.

هناك مشاهد، وكل المشاهد محلاّة بقدر من الشعرية الرقيقة، يشعر الزوج بالغيرة من بير حين يرى زوجته تمشط شعر ذاك. وحين تراقص ساحراً. في المرة الأولى ينقض على غرفة بير فيعبث بها، وفي الثانية يضرب الساحر نفسه. إنه يتصرّف بحمق بقدر ما يتصرّف عن حب لها. وبالنسبة إليها فإن باريس التي حلمت بها تتحوّل الى كابوس (يسرق مالها لص  ويتحرش بها متصعلكين وتشعر بالوحدة التي كانت دوماً تحاول أن تتحاشاها). إنها تحبّه وهو يدرك ذلك متأخراً. يسترجع ما قالته له ذات مرة من أنها حين وضعت رأسها في الماء وفتحت عيناها شاهدت وجهه «لقد رأيتك قبل أن ألتقي بك». الآن في وحدته على ظهر المركب يحتضن صوتها وصورتها المتخيلة.

فرانسوا تروفو كان في الرابعة عشر من عمره حين شاهد هذا الفيلم معروضاً للمرة الأولى في باريس (وهو لابد شاهد نسخة منقوصة كون المنتجين قطعوها على هواهم قبل أن يتم جمع المشاهد المبتورة وضمّها الى نسخة مرممة في العام 1990) وكتب يقول إنه وقع في حب الفيلم من دون أن يعرف شيئا عن جان ڤيغو الذي يستخدم في هذا الفيلم لقطات تعبّر عن شفافية رؤيته للحب ومحاولته التعليق على ما يعرضه من باب التحذير من عواقب الا يعرف العاشق ما عنده الا من بعد أن يفتقده. الى جانب شعرية المشاهد نجد ڤيغو يخوض في الإثارة العاطفية مستعيناً بقاموس صغير من المفردات البسيطة ولأنها بسيطة فهي صادقة حتى حين تبدو غريبة مثل ذلك المشهد الذي يتعثّر فيه الزوج على سطح المركب فيقع بين يدي زوجته. يضمّها بقوّة تعكس غضبه وغيرته كما حبّه. يلي ذلك نزولهما من سطح المركب الى غرفتهما لممارسة الغرام. من دون أن تدخل الكاميرا غرفتهما، تدرك كل المعاني المتجسّدة في هذا الموقف العاطفي غير المتوقع.

سينماتك في 7 يوليو 2007