حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

سينما مجهولة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

الرجل الذي باع نفسه

 

     

  

الفيلم: DOKTOR FAUSTUS   ***       «دكتور فاوستوس»

إخراج: فرانز سايتز Franz Seitz

تمثيل: جون فينش، هانز زيشلر، سيمون رويهاك، ماري هلين بريات، أندريه هيلر.

سيناريو: سايتز.  تصوير: رودولف بلاهاشك توليف: كيرت هوفمان،  موسيقى: بنجامين بريتن، رولف ويلهلم. المنتج: فرانز سايتز إنتاج:  Franz Seitz Films/ Iduna Film

ألمانيا (1982) ـ إقتباس أدبي  [C] 137 دقيقة 

إقتباس المخرج الألماني فرانز سايتز، الذي سبق له وأن قدّم أيضا «الجبل السحري» كما كان أنتج فيلم فولكر شلندروف «الطبل النحاسي»، لرواية توماس مان المنشورة سنة 1947

«دكتور فاوستوس» فيلم منسي تماماً لكنه عمل متين الحرفة وماهر الدلالات ولو أنه استسلم   أمام صعوبة الإقتباس من كتابات توماس مان الذي  عُرف بمنحاه الأدبي والفلسفي المجهد، وأعماله التي من الصعب تحويلها الى أفلام من دون إجراء تغييرات شاسعة في الأحداث وفي الأجواء على نحو ما فعل لوكيانو فيسكونتي في رائعته «موت في البندقية» سنة 1971 .

صعوبة الإقتباس  تتّضح في معالجة تميل الى الإيقاع البطيء الناتج عن التفصيل الرتيب لمجرى الأحداث. كما الرواية، يتبلور الحديث هنا حول الموسيقار أدريان (البريطاني جون فينش) الذي يبرم إتفاقاً مع الشيطان. روحه مقابل عبقرية غير محدودة. ويبدأ كل ذلك عندما يلتقط أدريان السفليس من عاهرة (كانت حذّرته لكنه لم يأبه للتحذير)  وتبعات ذلك التي أودت به الى توسل الشيطان حليفاً وقيام ذلك بعزله أكثر مما هو منعزل بقتل صديقه الوحيد، والى اشتداد مرضه و-فيما بعد- جنونه.

مثل الرواية هناك رغبة مقارنة انهيار ذلك الألماني الموهوب بصعود وإنهيار الروح الألمانية كما صعود وإنهيار النازية التي وعدت التعبير عن تلك الروح وملامحها التي أعتبرتها النازية منفردة.  والمخرج يستغل ذلك التزاوج عن طريق تزويد الفيلم بمشاهد تسجيلية للحرب والدمار وموت الجنود الألمان عند أبواب ستالينغراد. تلك المشاهد تتمحور حول الموت تماماً كما تفعل رواية «موت في فانيسيا» التي صوّرت أيضاً موتاً ناتجاً عن إصابة مرضية لا شفاء لها تجسّد في ذات الوقت مرض الفن والثقافة في أوروبا الشاحبة عند مطلع القرن  العشرين. كذلك، وكما يفيد العنوان، فإن الرواية تستمد من شخصية فاوست الخيالية، تلك الشخصية الألمانية التي صوّرتها رواية جوهان وولفغانغ فون غوتيه كرجل رضى ببيع نفسه للشيطان مقابل المزيد من القوة والقدرة على سبر الممنوع. وهي الشخصية التي كتب  عنها الشاعر البريطاني كريستوفر مالرو في «دكتور فاوستوس» استلهاما من رواية غوتيه.

سينماتك في 22 يونيو 2007