حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

 

محمّد رُضا يكتب لـ"سينماتك"

سينما مجهولة

 

خاص بـ"سينماتك"

ملفات خاصة

أخبار ومحطات

سينماتك ملتيميديا

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

اكتشف لورل وهاردي

 

     

  

الفيلم:   Way Out West

إخراج:    James W. Horne

تمثيل:   Stan Laurel, Oliver Hardy, Sharon Lynne, James Finlayson 

إنتاج:                 الولايات المتحدة  [1937]

تقييم الناقد: *****  (من خمسة) 

ستان لورِل وأوليڤر هاردي هما أفضل ثنائي ظهر في السينما الكوميدية في تاريخ السينما وجغرافيّتها. ليس من قبل وليس من بعد عرفت السينما ثنائياً متجانساً ومتآلفاً  كهذا الثنانى، وليس في أي مكان من العالم شهدت السينما ممثّلان يعرفان كيف يمنح كل واحد منهما الآخر المساحة التي ينشدها لكي ينجح مدركاً أن نجاح الآخر هو فعلاً نجاحه هو، كما هذين الممثلين بد أبوت ولو كوستيللو؟ قد تسأل. لا. بد أبوت كان المتجهم ولو كوستيللو كان وحده مصدر النكتة. هذا جعلهما سريعاً ما يقعان في المألوف والمتكرر، كما أثّر على علاقة كل منهما بالآخر حيث أدرك الأول أن الثاني هو من يلفت النظر أكثر منه فغار منه دون أن يستطيع أن يتركه.

مع لورِل وهاردي لا أحد مصدر الضحكة وحده. هذا ما يضمن غياب المتوقع ويبدّد من خطر السقوط في التكرار. «في الغرب البعيد» هو نموذج رائع لما سبق قوله ومثال على الطاقة الكوميدية التي تمتّعا بها في كل فيلم من أفلامهما معاً.

هنا يلعبان دور إثنين من الباحثين عن فرص الثراء في الغرب الأميركي. يصلان الى بلدة أسمها براشوود بمهمّة خاصة. عليهما إيجاد الفتاة ماري التي آلت إليها ثورة كبيرة من دون أن تعلم. الوصية التي يحملانها تتيح لها إمتلاك منجم ذهب. يجدان الفتاة (روزينا لورنس) تعمل في حانة يملكها ميكي (جيمس فينلايسون) الذي يستمع لهما وتخطر له فكرة تقديم زوجته على أنها الفتاة التي يبحثان عنها. يقعا في مطب الحيلة المذكورة ويعطيا الوصيّة الى الزوجة (شارون لِن)... ويستعدّان لمغادرة المكان حين يكتشفان أن ماري ليست سوى عاملة بسيطة. يحاولان إسترداد الوصيّة وجزء مهم من الفيلم يمضي في محاولات مستميتة تتبادل فيها ثمانية أيدي (الكوميديان والزوجان) الوصية كما يتقاذف اللاعبون بالكرة. خلال الجولة الأولى يفوز الزوجين بالوصية لكن في الجولة الثانية، تلك التي تتم من بعد طردهما من البلدة والعودة إليها ليلاً، ينجحان في استرجاعها وتحقيق حلم فتاة بالسعادة والثراء.

هناك رقصة يؤديها لورِل وهاردي في هذا الفيلم لا أبالغ إذا ما قلت أنها تساوي كل الرقصات التي صوّرتها السينما تقريباً. لا أعني مساواتها بذخاً في التصاميم الإنتاجية بل في القدرة على الإقدام على حركات هي في ذات الوقت كوميدية وإنسانية رقيقة. منذ ظهورهما في المشهد الأول لا يمكن التوقّف عن الضحك المتأتّي من أبسط الحركات بساطة. من مشهد الى آخر يستخدم لورِل وهاردي كل ما يبدو بسيطاً على السطح غير مثير بحد ذاته لإثارة ضحك لا يتوقّف. وهما يفعلان ذلك مستندين الى تفاهم جلي حتى حين يتسبب لورِل (وكعادته) في إيذاء هاردي من دون أن يقصد.

تشاهد لوريل وتشاهد هاردي متكاتفان ومتحاببان في هذا الفيلم (وفي أفلامهما معاً) ويغمرك قدر من الحزن لهما. شخصان بسيطان، ساذجان، عفويان طيّبا القلب يقعان دائماً في المشاكل، لكنهما لا يقبلان الهوان.

سينماتك في 15 يونيو 2007