Our Logo

 سيرةجديد عبدالقادركــتـــابـــة  

 

مبدعون في سينماتك

تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

سجل الزوار

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

كتابة

 

العيون ترصد السينما الهندية الجديدة

بقلم: سنديب واسليكار     ترجمة: عبدالقادر عقيل

موهان جوشي، موظف متقاعد رعديد يعيش في إحدى المباني القائمة من أصل 16,000 مبنى متهدم في بومباي، وقد طرده المالك من شقته بطريقة غير مشروعة حتى يتمكن من بيع الأرض إلى أحد أقطاب البناء. يلجأ جوشي الخائف إلى المحكمة لحمايته، لكنه يكتشف ان المحكمة تحكمها المصالح المشتركة الثابتة. وتؤول مصير العدالة، مع جوشي، إلى برميل النفايات.

موهان جوشي، هو الشخصية الرئيسية في الفيلم الهندي الذي يحمل نفس الاسم، والذي تدور قصته حول الفساد في صناعة البناء في الهند،وعجز النظام القضائي في البلاد .

هذا الفيلم يعد نموذجاً لسلسة أفلام جديدة تركز على المظالم السياسية والاجتماعية وتعرض في بلد ممسوس بالأفلام.

أفلام سينما الموجة الجديدة عادة ما تنفذ بميزانيات بسطة من قبل جيل جديد من المخرجين الشبان، يعالجون قضايا مثل جشع الطبقة الرجعية، وحشية الشرطة، مشاكل المرأة الاجتماعية، الفساد البيروقراطي والسياسي.

بعض أفلام هذه الموجة تكتفي بالتحليل وتقديم المشكلة كما هي إلى الجمهور، بينما أفلام أخرى تبحث عن الحلول.

وتعد أفلام الوعي الاجتماعي نقلة راديكالية من القصص الهروبية التي تضخها صناعة السينما التقليدية في الهند. فالتوليفة غير المنطقية للبطل الشهم الذي يتخلص من عشرة من قطاعي الطرق، ويتودد للبطلة حول الأشجار والأدغال، مع إقحام حوالي ست أغنيات في الفيلم كانت مقبولة جداً في الستينيات والسبعينيات، فالمتفرج كان يتخلص من مشاكله الواقعية لمدة ثلاث ساعات في عالم من الخيال المحض .

يقول سعيد ميرزا، مخرج فيلم " موهان جوشي ": (ان أفلامنا - التقليدية – أفسدت الجماهير، انها تأخذهم إلى حفرة مظلمة وعميقة جداً).

الابتعاد عن أفلام الحب الساذجة لاقى في البدء قبولاً من الطبقة المتعلمة والنخبة المثقفة، بينما أصبح الجمهور الآن راغباً في الأفلام ذات المضامين.

يقول بركاش جا، الذي لاقى فيلمه Damul   استحساناً كبيراً لمعالجته قضايا الريف الهندي بأن: (هناك نقلة نوعية في توجهات الجمهور). ويقول في مقابلة له: (في سينما الموجة الجديدة يحاول المخرجون أن يواجهوا واقعية الظلم الاجتماعي والإصلاحات المطلوبة، والتي تجعل مثل هذه الأفلام مقبولة عند الجمهور الذي يتزايد عدده) .

يقول سعيد ميرزا: (انبثاق السينما شبه الجادة يثبت بأن هناك متفرجاً يتوق إلى التغيير).

أما المخرجون المعروفون على المستوى العالمي أمثال ستياجيت راي وشيام بنيغال وميرنال سن فانهم يعتبرون رواداً للسينما الواقعية في الهند.

مرة قال بنيغال لناقد: ( أفلامي تتصل بفهم البيئة الاجتماعية، وأنا أحاول خلق البيئة المحلية، الحياة اليومية. معظم أفلامنا تفتقر إلى البيئة، إذا لم تعرف بيئتك فلن ترى الناس ) .

يقول كيتان مهتا، أحد مخرجي الموجة الجديدة الموهوبين: (نحن نعيش في عصر التدفق الهائل حيث لا توجد هناك حلول عن طريق المواعظ، في حين ان انعكاسات الأفراد الحادة على القضايا الراهنة والمعاصرة ضرورية) .

فيلم " العيد " للمخرج مهتا أوصله إلى مراتب الشهرة، وهذا الفيلم يحكي عن مجموعة من طلبة الجامعة يتحول فشلهم إلى عصيان مفتوح ضد المؤسسة.

كثير من المخرجين الجريئين الجدد تخرجوا من المؤسسة الهندية للسينما والتلفزيون، والذي أقامته الحكومة الهندية في مدينة بونا جنوبي بومباي، لتشجيع السينما الهادفة. كما ان الحكومة تمنح أيضاً مساعدات مالية مباشرة.

يقول بي. ك. كارانجيا، رئيس مجلس الإدارة السابق لمؤسسة تمويل السينما (والتي تعرف الآن بالمؤسسة الوطنية لتطوير السينما) بأن: (المؤسسة موّلت في حوالي عام 68 - 1969 ثلاثة أفلام جديدة، وقد كان نجاح هذه الأفلام حافزاً لنا لرصد مبالغ أكبر).

أما الآن فان الحكومة تدعم سنوياً ما بين 15 - 20 فيلماً من أفلام الموجة الجديدة. وقد طلب سانجيف نارفيكار، المحرر الإخباري في مجلة السينما، الحكومة بتمويل 50 فيلماً سنوياً.

إلى أي مدى تساهم سينما الموجة الجديدة في عملية الإصلاح الاجتماعي في الهند؟.

يقول كيتان مهتا: (ان عملنا هو أن نحدد بدقة مواقع الخلل الاجتماعي فقط).

بإمكان الأفلام أن تحدد المشكلة وتحللها وتقدمها للجمهور ولكن دون أن تقدم الحل. يقول مهتا: (لا بد أن يأتي الجواب منك أنت) .

لكن ليس معظم مخرجي السينما الجديدة يقبلون القيام بدور سلبي تجاه المشاكل. يقول المخرج المعروف ميرنال سن: (بد أن نواصل ونقدم الحلول). في حين أن مخرجين آخرين يؤمنون بأن الفيلم القوي يمكن أن يبدأ عملية التغيير.

ما هو مستقبل سينما الإصلاح الاجتماعي في الهند ؟

ان كثيراً من أفلام هذه السينما حققت نجاحاً تجارياً كبيراً، ولاقى الممثلون والمخرجون استحساناً عالمياً. فقد اختيرت الممثلة سميتا باتيل، الممثلة الرئيسية في أفلام الموجة الجديدة، عضواً في لجنة التحكيم في مهرجان مونتريال السينمائي في عام 1984، في حين حصل كل من نصير الدين شاه و أوم بوري، وهما يمثلان في أفلام الموجة الجديدة، على جائزتي أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي، ومهرجان كارلو فيفاري السينمائي على التوالي.

في بلد ينتج فيه أكبر عدد من الأفلام في العالم ( 737 فيلما في 1982 مقابل 323 فيلما يابانياً و 205 فيلماً أمريكياً)، ويشاهد هذه الأفلام أعداداً هائلة من الجمهور، فان السينما الإصلاحية تعد تطوراً يلفت انتباه علماء الاجتماع ورجال السياسة وأيضا أثرياء صناعة السينما.

أخبار الخليج البحرينية في 2 يناير 1989

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)