درجت المؤسسة العالمية لانتاج الافلام الوثائقية المعروفة باسم "هوت دوكس -Hot Docs على إقامة مهرجاناتها السنوية في تورونتو - كندا, كتقليد فني سينمائي وتلفزيوني يتكرر منذ احد عشر عاماً في الفترة الممتدة بين 23 نيسان (أبريل) و2 ايار (مايو). والغاية من هذه المهرجانات هي اتاحة الفرصة امام جيل الشباب المتخصص بانتاج الافلام الوثائقية القصيرة والطويلة لابراز مواهبه واطلالته على الجمهور واستقطاب الكثير من شركات التوزيع والتسويق وابرام العقود معها والترويج لاعماله في الاسواق الدولية. كما في كل عام, تتولى لجنة خاصة منبثقة من المهرجان تحضير الاجواء الفنية والاشراف على مجمل الاجراءات المتعلقة بالدعاية والعروض اليومية وتجهيز صالات العرض والنظر في المشاريع المقدمة من شركات الانتاج العالمية. وتحضر لذلك بحملة اعلامية واسعة في المحطات الكندية والأميركية التلفزيونية والاذاعية والصحف والمجلات وعلى شبكات الانترنت اضافة الى الملصقات التي تتصدر واجهات دور العرض والمسارح في تورونتو قبل بدء المهرجان وخلاله. (تتوزع عروض الافلام على سبع صالات استؤجرت خصيصاً لهذه الغاية). كما تنظر اللجنة في الشروط المتوجب توافرها لدى المرشحين كتقديم ملخص عن حياتهم المهنية وتجاربهم السابقة وعرض نماذج من اعمالهم وتسديد بدل الاشتراك (مقداره 500 دولار) وتوزيع الافلام المختارة (عددها 106) نهائياً بنسبة 25 في المئة للانتاج الكندي و75 في المئة للانتاج الاميركي والعالمي وتجهز جميعها في "كاتالوغات" خاصة توضع بين ايدي ممثلي شركات التوزيع والتسويق. ويؤم المهرجان سنوياً اكثر من 75 مخرجاً عالمياً من دول اوروبا وأميركا وأستراليا وكندا ويلاقي إقبالاً شديداًَ من المشاهدين الذين يقدر عددهم بنحو 40 الفاً الأمر الذي يجعل المهرجان الاول من نوعه في الشمال الأميركي على حد تعبير اللجنة المنظمة التي خصصت له موقعاً ثابتاً على الانترنت تحت عنوان ( hotdocs.ca). على رغم ان مجمل الافلام الوثائقية المقدمة الى المهرجان تشتمل الموضوعات العلمية والاجتماعية والانسانية والسياسية والتاريخية والطبيعية ومشاركة اكثر من 30 بلداً في العالم, الا ان اللجنة التنظيمية ارتأت هذا العام تصنيف تلك الافلام وتوزيعها على سبع فئات: افلام تقديرية للمخرج والصحافي الأميركي مايكل ماكلير وافلام خاصة بالمخرجين الكنديين الشباب تعرض للمرة الأولى وافلام هولندية تتناول جوانب عدة من الحياة وأفلام من دولة جنوب افريقيا تتعرض للتجربة الديموقراطية بعد زوال الحكم العنصري فيها وأفلام تستعرض مشكلات الاطفال والمراهقين في دول عدة من العالم وأفلام تتحدث عن تجربة التعايش الحضاري في المجتمع الكندي المتعدد الاثنيات والثقافات وهي الفئة الأكثر عدداً (نحو 30 فيلماً). واللافت في هذه البانوراما من الافلام الوثائقية العالمية ان اسرائيل حصلت على حصة كبيرة واحتكرت تمثيل الشرق الأوسط في غياب عربي شبه كامل ما خلا مشاركة يتيمة من ليبيا, علماً ان مجمل العروض الاسرائيلية تركز على تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي منذ حدوث النكبة عام 1948 الى الاحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية اليوم مروراً باتفاقات السلام والمبادرات الدولية المتعددة. وتنطلق بمعظمها من سيناريوات معادية للعرب والفلسطينيين مع بعض الاستثناءات العرضية الداعية للتعايش والسلام. وافتتح المهرجان اعماله مساء 23 نيسان (أبريل) بعرض اول فيلم من انتاج يهودي بعنوان "ريتشي بويز" للمخرج كريستيان باور. ويتمحور مضمونه حول مجموعة من المهاجرين اليهود الفارين من ألمانيا بعيد الحرب العالمية الأولى والذين لجأوا الى أميركا حيث جرى تدريبهم في معسكر "ريتشي بويز" واستخدامهم في الجيش والاستخبارات الأميركية. وكان لافتاً اثناء فترة المناقشة ظهور المخرج بصحبة اثنين من الممثلين اليهود الذين نددوا بالحروب ومن بينها الحرب على العراق, فقوبلوا بتصفيق الجمهور. ثم عرّف احدهم عن نفسه بأنه يهودي يساري يعمل مع مجموعة من الفلسطينيين ويتبادل الحوار معهم في شأن قيام دولتين يهودية وفلسطينية تتعايشان جنباً الى جنب. وقبل انتهاء العرض كشفت اللجنة المنظمة ان المهرجان سيختتم عروضه بفيلم وثائقي بعنوان "كونترول رووم" للمخرجة الأميركية من اصل مصري جيهان نجيم وفيه تلقي الضوء على جوانب من غزو العراق وتعامل الاعلام العربي معه, خصوصاً ما كانت تبثه قناة الجزيرة الفضائية. جريدة الحياة في 14 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
المهرجان العالمي للأفلام الوثائقية غاب عنه العرب فاحتكرت اسرائيل الشرق الاوسط علي حويلي |
|