ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
سوق المتعة

2000

Fun market

 
 
 
نشر هذا المقال في هنا البحرين في 19 فبراير 2003
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

 

 

تمثيل: محمود عبدالعزيز، إلهام شاهين، فاروق الفيشاوى، حمدى أحمد

تأليف: وحيد حامد ـ إخراج: سمير سيف ـ موسيقى: نبيل علي ماهر ـ انتاج: أفلام وحيد حامد

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

سوق المتعة

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

متعة مستلبة

(سوق المتعة) فيلم من إنتاج العام الماضي ناقش الأزمة النفسية التي يعاني منها رجل قضى في السجن أكثر من عشرين عاماً.. وتناولت ذلك التحول، أو لنقل التشويه النفسي والاجتماعي، الذي تعرض له خلال تلك الفترة. وعدم تكيفه مع مجتمع جديد عليه بعد خروجه من السجن.. حيث كان قد افتقد أبرز ملامح الإنسانية وهو الشعور بالحرية والتمتع بها.

نتعرف في هذا الفيلم على إنسان اضطر لمجاراة الوضع الاجتماعي اللاإنساني في السجن، من أجل تخليص نفسه من مغبة الأفعال السلوكية الشاذة التي تمارس داخل السجن، فكان كما أطلق عليه مأمور السجن "سجين عجين". وللتأكيد بأن كل تلك الممارسات الاجتماعية قد أثرت بشكل سلبي على هذه الشخصية، نرى بطل الفيلم بعد خروجه من السجن، ومع توفر وضع مادي مريح، يسعى لإعادة الوضع السابق في السجن إلى الحقيقة، وعمل سجن إرادي من صنعه هو، وتوفير نفس الجو والمناخ النفسي والاجتماعي الذي عاشه في السجن، بل ونراه يمارس نفس الدور الذي كان يعيشه داخل السجن، إضافة إلى أننا نلاحظ كيف أن البطل لا يغفو له جفن إلا في العتمة والرطوبة، ولا يستلذ من الطعام إلا ما كان يتلذذ به داخل السجن. ولعل أبلغ مشاهد الفيلم، ذلك الذي نرى فيه البطل وهو يستمتع ويتلذذ بتنظيف الحمام في السجن.. استطاع أن يكون له سجنا وهميا جدير باحتضان إنسانا مشوها، وشخصية مستلبة من صفاتها الآدمية، الأمر الذي جعلها تنزع إلى الانتحار في النهاية،تجسد في مشهد فلسفي قوي نقبل به نهاية لهكذا فيلم، كان حقاً، تعبير واضح عن ذلك التشوه النفسي الذي تعرض له إنسان سويّ، ليتحول إلى مسخ.

أعتقد بأن فكرة وشخصية مركبة من هذا النوع، ستكون قنبلة فنية موقوتة، لو أنها صيغت بشكل أكثر عمقاً.. فالسيناريو الذي كتبه وحيد حامد لم يعطي الفكرة حقها، فقدم سيناريو عادي وأحياناً ممل، نتيجة للتمطيط في الأحداث. واكبر حسنات السيناريو ، تلك النهاية القوية والمفاجئة.. وعلى صعيد الإخراج فان المخرج سمير سيف لم يتعامل مع هذا السيناريو بشكل يشير إلى انه سبر أغوار الفكرة والشخصية.

وكعادته محمود عبد العزيز.. كان مقنعاً إلى حد كبير، في تجسيد تلك الحالة النفسية الاستثنائية، التي أكدت بأنه قادر بملامح وجهه البارزة فقط، أن يمتلك مفاتيح الشخصية ومواصفاتها رغم أن عامل السيناريو والإخراج قد حد من انطلاقته كثيرا بل انه هو من أعطى رونقا لمجمل الفيلم، ليضيف إلى رصيده دوراً قوياً ومتميزاً.. لم نشاهد مثله منذ أن قدم دور عمره في فيلم (الكيت كات).

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004