ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

The Kingdom

2007

المملكة

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج البحرينية على حلقتين في 09 ـ 16 ديسمبر 2007

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

مدة العرض: 109 دقيقة ـ التقدير: R ـ العرض الأول: 22 أغسطس 2007

تمثيل: جيمي فوكس، أشرف برهوم، كريس كوبر، جينيفر غارنر، جيسون باتمان، كايل تشاندلر، ريتشارد جانكينز، علي سليمان ـ قصة  وسيناريو وحوار: ماثيو مايكل كارنهان ـ تصوير: مورو فيوري ـ مونتاج: كولبي باركر، كيفن ستيف ـ موسيقى: داني إلفمان ـ إنتاج: مايكل مان، سكوت ستوبر ـ إخراج: بيتر بيرغ

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

The Kingdom

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

المملكة..(السعودية)..!!

بدأ في الشهر الماضي عرض فيلم (المملكة ـ 2007) في صالات العالم.. وهو إنتاج أمريكي، وتم تصوير معظم مشاهده في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى واشنطن وولاية أريزونا الأمريكية. وبلغت تكاليف الإنتاج 80 مليون دولار.. وكما صرح المنتج المنفذ للفيلم المخرج مايكل مان، بأن ميزانية الفيلم قدمها رجال أعمال من السعودية فضلوا عدم الإعلان عن أسمائهم. وقد بدأ عرض الفيلم في 32 دولة.

كتب سيناريو الفيلم الأمريكي مايكل كارنهان، وقام ببطولته صاحب الأوسكار الممثل جيمي فوكس مع كريس كوبر وجنيفر غارنر، إضافة إلى الممثلين العربيين أشرف برهوم وعلي سليمان.

يبني الكاتب السينمائي ماثيو كازناهان قصته من واقعة حقيقية لهجوم إرهابي على مجمع سكني للأجانب وقع في مدينة الخبر السعودية عام 1996، وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة أكثر من 160 آخرين بجراح، بينهم بالطبع عدداً من الأمريكان.. أما بقية الأحداث فتجمع بين الحقيقة والخيال في إطار فيلم من أفلام الأكشن والمغامرات.. حيث يقتل في هذا الإنفجار أحد ضباط المباحث الفيدرالية الأمريكية، ما يدفعها إلى إرسال لجنة من المحققين المتخصصين في قضايا الإرهاب للعمل مع السعوديين في القبض على مرتكبي هذا الهجوم.

وتتوالي أحداث الفيلم، حيث التحقيق جاري في هذا الحادث الذي هز كيان جميع الأوساط العربية والعالمية.. ونتابع كيف اهتمت السلطات السعودية في ملاحقة مرتكبي هذا الحادث.. بمساعدة لجنة التحقيق الأمريكية، والإفادة بخبراتهم في هذا المجال.. لتكون النهاية بانتصار الخيرة والحنكة الأمريكية على الإرهاب.

ربما لأول مرة نشاهد فيلماً أمريكياً يتناول العلاقة الأمريكية السعودية بشكل مباشر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنه (الفيلم) لم يحاول الدخول في عمق هذه العلاقة، ومناقشتها من وجهة النظر الأمريكية.. ولا أعتقد بأن صناع الفيلم قد اهتموا بالكشف في دهاليز هذه العلاقة.. بل تفرغوا لصنع فيلم أكشن عادي ومحبوك الصنع، مليء بالمطاردات والمعارك الدموية، التي من الممكن حدوثها في أي بقعة جغرافية ساخنة في العالم، دون المساس أو الإخلال ببناء الفيلم وأحداثه.. وكان جل اهتمامهم هو استغلال تلك الظروف السياسية في المنطقة لتقديم فيلم مثير وجذاب للمتفرج في المنطقة العربية والعالم.. دون التأمل العميق والقراءة الفكرية المتأنية لتلك الظروف السياسية القائمة، على عكس فيلم (سيريانا) مثلاً، الذي قدم تأملاً عميقاً لتورط الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط وعلاقاتها المشبوهة والمتشعبة بمنابع النفط بالمنطقة والسلطات القائمة عليها.

يتحدث المخرج بيتر بيرغ عن الفيلم، فيقول: نقدّم في فيلم المملكة ضابطا سعوديا معتدلا، أي شخصية عربية تعمل على محاربة التطرف، لكي ننقل للمشاهدين ثقافة مغايرة للتغطية الإخبارية التي يتعرضون لها، وأن فيلم المملكة يطرح المشكلة من ثلاثة جوانب: السعودي والأميركي والإرهابيون. أما منتج الفيلم، وهو المخرج المعروف مايكل مان، فيقول: إن الفيلم يجمع بين قصة مثيرة ورحلة عاطفية فيما تتعود ثقافتان مختلفتان على التفاهم والتعايش.

 

ماذا بعد "المملكة"..؟!

يسعى فيلم (المملكة) ليقدم نفسه كفيلم سياسي يتعرض لقضية خطيرة من خلال حرصه على إظهار الجانب الجيد لدى الطرفين السعودي والإمريكي.. في حين أنه، من خلال أحداثه الدرامية، لا يعدو أن يكون فيلماً أمريكياً يقدم الأكشن التقليدي بنفس الصبغة الهوليوودية المعتادة والتفاصيل الشهيرة، في انتصار قوى الخير (الجندي الأمريكي) على الطغيان والشر المتواجد على الأرض مع نهاية الفيلم.

من الناحية الفنية، يتميز فيلم (المملكة) ببراعة في الإخراج، واهتمام واضح من قبل طاقم الفيلم الفني في تقديم فيلم يجمع بين الأكشن والمعامرات والمعارك المثيرة على خلفية سياسية مشوقة تشد المتفرج منذ بداية الفيلم وحتى نهايته.. هذا إضافة إلى تألق الأداء التمثيلي من أبطال الفيلم، وعلى رأسهم جيمي فوكس وكريس كوبر وجنيفر غارنر، في مقابل تألق الفلسطيني أشرف برهوم، في أول ظهور له في هوليوود، في تقمصه لشخصية الضابط السعودي بشكل أشاد به النقاد، وهو الذي قام بدور ثانوي في فيلم (الجنة الآن) للفلسطيني هاني أبو أسعد منذ ثلاث سنوات.

المملكة.. فيلم منع من العرض في البحرين والكويت، وبعض دول المنطقة.. أما حين عرضه في مصر فقد حذف منه مشاهد مجموعها 40 دقيقة..!!

الفيلم في مجمله ومن خلال توجهه الهوليودي هذا، لا يدين بتاتاً السلطات السعودية أو العربية، إنما يمكن أن يدين تلك الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تسببت في هذا الحادث، وغيره في بعض البلاد العربية والأجنبية.. ويكفي الإشارة إلى أن الفيلم ينتهي باستشهاد ضابط المخابرات السعوديي (أشرف برهوم)، إثر تعقبه لملاحقة الإرهابيين.. بمعنى أن الفيلم يساعد على نشر فكرة طيبة عن السلطات السعودية وينفي تهمة أن السعودية هي دولة مصدرة للإرهاب، هذه التهمة التي تنتشر في أوساط كثيرة في أمريكا والغرب..!!

إذن.. من خلال ما ذكرناه سابقاً، يتوارد السؤال في ذهن المتفرج.. لماذا منع الفيلم في بعض الدول العربية.. وحذف مشاهد منه في البعض الآخر..؟!!

فكرة المنع أساساً، هي فكرة غير محببة.. بل هي غير مجدية في عالم اليوم.. هذا العالم الذي تسيطر عليه تقنية المعلومات.. المعلومات التي يمكن الوصول إليها بمجرد نقرة زر على الكمبيوتر الخاص.. في المنزل..!!

ونعتقد (من الإعتقاد).. بأن القائمين على الرقابة.. عند منعهم لهذا الفيلم، قد فاتهم بأن الممنوع مرغوب في كل مكان.. بل أن المستهلك سينجح بكل الطرق للوصول إلى هذا الممنوع.. بل إنهم بهذا المنع سيعطون الفيلم دعاية ربما لا يستحقها..!!

ولابد من الإشارة هنا.. بأن هوليوود ـ هذا العام ـ قدمت ما يقارب العشرة أفلام، جميعها تدور حول الإرهاب، وقضايا الشرق الأوسط.. فماذا بعد "المملكة"..؟!!

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004