ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

Broken Flowers

2005

أزهار متكسرة

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 21 فبراير 2007

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

تاريخ العرض الأول: 5 أغسطس 2005 ـ النّوع: دراما/ كوميدي - التقدير: R ـ زمن العرض: 106 دقيقة ــ بطولة: بيل موراي، جيفري رايت، شارون ستون، فرانسيس كونري، جيسيكا لانج ـ إنتاج: ستيسي سميث، جون كليك، أن رورك ـ توزيع: أفلام فوكس فيوتشر العالمية ـ شباك التذاكر الأمريكي: $13,736,078 ـ إخراج: جيم كارموش.

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

Broken Flowers

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

أزهار متكسرة.. صدمة الماضي

أزهار متكسرة.. فيلم هادئ، شاعري وحزين، قدمه الطليعي الأمريكي (جيم جارموش)، الذي يعد من أبرز الممخرجين المستقلين في أمريكا.. هذا الفيلم حاز على جائزة مهرجان كان الدولي الكبرى، بعد أن رشحه غالبية النقاد للسعفة الذهبية.

المثير في هذا الفيلم.. أنه غير مثير، أو بمعنى آخر ليس به أحداث مثيرة.. بل هادئ وحزين.. حزن تلك الذكريات التي أنتجتها ذاكرة بطل الفيلم دون جونستون (بيل موراي). هذا الإنسان زير النساء السابق، والعجوز البوهيمي المسالم في الوقت الحاضر، والذي يحاول الابتعاد عن كل ما يثيره.. بل أننا نراه لا يثيره ابتعاد آخر عشيقاته عنه في بداية الفيلم.. تهجره لأنه رفض أن يكون لها ابن منه.

نراه أيضاً.. لا يحرك ساكنا، عندما تصله رسالة من امرأة مجهولة، يتبين بأنها إحدى عشيقاته القدامى.. لنعرف بأن سنوات شبابه كانت سنوات مفعمة باللهو والحب والتنقل من عشيقة إلى أخرى.. دون جوان لا يأبه بأن هذه العلاقات ستتحول إلى قصة هذا الفيلم.. حين استلامه تلك الرسالة التي تقول بأن له ابناً منها، وإنه خرج للبحث عن والده. هو في المقابل لا يهتم ولا يبدي أي حماس للبحث عنه الآن، إلا أن جاره وصديقه المولع بتفسير الغموض، هو من يوقظ فيه هذا الإحساس، يرتب له كل شيء للبدء في طريق مجهول.. وربما محفوف بالمخاطر.. نراه يحدد خمس عشيقات سابقات، يقنعه ويطلب منه إعداد قائمة بأسماء عشيقاته في تلك الفترة، ليجمع معلومات عن أكثر النساء الخمس تخميناً.. ويعرض عليه الذهاب في رحلة لرؤيتهم.. يمكن أن تكون أماً لولده هذا.. ودليله في ذلك بأن الرسالة مكتوبة على ورق وردي.. وبالآلة الكاتبة.. ليبدأ رحلة داخل ذكرياته.. رحلة إلى الداخل ليكشف عن الكثير من الضرر الذي تسبب هو فيه لمن أحبه وقدره.. هذا ما تخبئه الأحداث البطيئة والثقيلة على نفسه.

نتابع دون في رحلته هذه، ونراقب وجوه نسائه، ونبحث معه عن أي دليل قد يهدينا إلى ما يصبو إليه.. إلا أنه يعود إلى منزله خائباً، يعيش كل لحظة منها في مخيلته.. صور وحكايات لا تنتهي تمر كشريط سينمائي.. وعندما يعود، يجد أزهار منزله وقد ذبلت تماماً، وبجانبها رسالة فرنفلية جديدة من عشيقته التي هجرته في بداية الفيلم.. هل هي من خطط لكل هذا..؟! هل كان الأمر مزحة..؟!

في الطريق، وأمام منزله يلتقي دون بشاب يقدم له الطعام معتقداً بأنه ابنه.. إلا أنه بعد محادثة سريعة يهرب تاركاً دون أكثر حيرة.. يقف في مفترق الطريق.. لتمر سيارة وبداخلها شاب آخر.. وتنطلق موسيقى من مذياع السيارة.. هي نفسها التي صاحبت دون طوال الرحلة.. تبتعد السيارة، ويظل دون واقفاً في منتصف الطريق، حتى النهاية..!!

في (أزهار متكسرة) نحن أمام فيلم يقدم دراما هادئة، يأخذنا في رحلة اكتشاف لدواخل الشخصية.. ويواجهها بأسئلة صعبة.. تجسد البحث عن ماضي الأمريكي التائه.. نحن أمام فيلم صعب التفاصيل.. تتناول روح الإنسان المعقد، بأفكار في غاية البساطة، وحبكة تبتعد عن الإثارة.. ولكنها ذات صبغة فلسفية..

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004