في الجلسة النقاشية لبرنامج الجسر الثقافي في المهرجان التي
عقدت مساء أمس الأول على مسرح مدينة الجميرا بدبي أشار الروائي العالمي
باولو كويلو إلى أنه لردم الفجوة ما بين الأجناس المختلفة لا بد من لغة
مشتركة للتواصل. وأكد أن الثقافة ليست حقيبة نحملها معنا أينما ذهبنا
ولكنها تسكن عقولنا وقلوبنا وتشكل سلوكياتنا، ومن المهم معرفة كيف أوظف
معرفتي في الخروج من المآزق المختلفة التي أمر بها وإلا فالاستعانة بما لهم
أكثر خبرة ودراية ومثلما حدث معه حينما ذهب لزيارة الصحراء في دبي مؤخراً
ليقود السيارة بها فعلق في رمالها محاولاً الاستعانة بكافة الخبرات التي
يعرفها دون جدوى مما جعله يستعين في النهاية بأهل الخبرة.
وأكد باولو كويلو أن هناك قيماً مشتركة بين كافة الثقافات
والحضارات لا بد من التركيز عليها والانطلاق منها نحو ايجاد جسور للتواصل
الثقافي والحضاري مع الآخر، ونوه إلى أنه من الضروري أن يتحلى المرء
بالإرادة التي تقهر المستحيل فيعرف إلى أين وكيف يتجه مختصراً الطريق على
ذاته في تحقيقه لأهدافه المختلفة.
أما الممثل والمنتج العالمي داني جلوفر فنوه بالأفلام التي
شارك بها وتتحدث عن الأمريكيين الأفارقة وعن كوبا وعن المضطهدين في بقاع
مختلفة من العالم، كما يعكف حالياً على إخراج فيلم تموله الحكومة
الفنزويلية عن ثورة هاييتي، مشيراً إلى أن الأفلام هي تعبير عن معاناة
وهموم وحياة الناس وهي فرصة لاجتماعهم والتواصل فيما بينهم خاصة إذا ما
كانت تتناول القضايا الإنسانية من ظلم وعبودية والتي تحقق نجاحاً واسعاً.
وأكد أن هذا هو سحر السينما وسرها إذ إنها بهذا المعنى تستطيع أن تخلق
نوعاً من الحوار والنقاش بين الشعوب بشرط توفر الإرادة لفعل ذلك مع الإيمان
بالتعددية ووجود اختلافات بيننا كبشر على صعيد الثقافة والعادات والتقاليد
التي يجب أن نحترمها ونقدرها حتى يكون لحوارنا وتواصلنا معنى وقيمة.
وأكدت الروائية والممثلة والمخرجة رايدا جيكوبز التي تنحدر من
عائلة جنوب إفريقية بأنها حاولت التحدث عن تاريخ بلدها والمعاناة التي
تعترض الناس بها عبر السينما التي تجمع الناس ويمكن أن تكون بمثابة الجسر
الذي يصل بين الجميع مغلباً لغة الحوار والنقاش على ما سواه من الأساليب
الأخرى.
وأشارت إلى أنها صنعت فيلماً يضم العديد من الأطفال ممن ينتمون
لديانات مختلفة لترصد أحلامهم وطموحاتهم ومعاناتهم رغبة في التأكيد أن ما
يجمعنا كبشر أكثر مما يفرقنا وهذا هو حال المرأة المسلمة التي تتشابه في
كثير من الأشياء مع من سواها من ديانات أخرى فهي امرأة وأم لها مشاكلها
ومعاناتها. وقالت إنها تحاول التركيز في المرحلة المقبلة على تحسين صورة
المرأة المسلمة بهدف تعريف الآخر بها مؤكدة أهمية وجود إنتاج فني مشترك
يتيح التواصل سينمائياً قبل أن نطالب به إنسانياً.
وأشارت الإعلامية جيزيل خوري إلى أن التنوع والاختلاف في
النسيج اللبناني حيث ينتمي الشعب لثقافات ورؤى وأيديولوجيات وطوائف مختلفة
إحدى نقاط تميز لبنان وتفرده. وقالت: هذه صورة للتعايش السلمي الذي يجب أن
يسود العالم أجمع إلا أنه وبعد عشر سنوات من الحرب الأهلية والدمار والخراب
وبينما بدأنا نستعيد استقلاليتنا وحريتنا إذ ببعض الأيادي الغادرة تمتد
لتقتل رموز هذه الحركة وكان أولهم زوجي سمير قصير ومؤخراً كان اغتيال
فرنسوا الحاج أحد أركان الجيش اللبناني مما يهدد مشروعنا الديمقراطي الذي
هو السبيل للبنان موحد يعيش بأمان وسلام وحرية.
وفتح بعدها باب النقاش مع الجمهور الذي دارت أسئلته حول كيف
يمكن لصناعة السينما بناء جسور للتواصل الثقافي والحضاري وأن تكون أداة
لتكريس السلام العالمي وبأنه لا بد من شباب السينمائيين العرب الجري وراء
حلمهم في إنتاج سينما جيدة وعالمية وعدم انتظار الفرصة كي تأتيهم على طبق
من ذهب.
وعن موقف داني جلوفر مما يجري في دارفور أشار إلى أن مهمته هو
وكبار الفنانين الأمريكيين القاء الضوء على هذه القضية المهمة، أما باولو
كويلو وفي معرض اجابته عن سؤال حول إذا ما كان تحويل روايته إلى أفلام يحد
من الإبداع والخلق الموجود بها فقال هذا يعتمد على رؤية المخرج الذي يجب
ألا يأخذ ما هو مكتوب حرفياً ولكن يحاول الإبداع فيه بطرق مختلفة حتى لا
يكون شيئاً جامداً لا روح فيه، مشيراً إلى أن المتعة في قراءة الكتابة
تتلخص في كونك تقوم بإخراج ما تقرأ عبر صور ذهنية تتوارد في مخيلتك.
الخليج الإماراتية في 16
ديسمبر 2007
يسلط الضوء
على ختان
الفتيات
منال علي بن عمرو: "وجه
عالق" فيلم نسائي لضرورة درامية
حوار: هاني
نورالدين
تشارك منال علي بن عمرو بفيلمها “وجه عالق” في برنامج “أصوات
اماراتية” بمهرجان دبي السينمائي، والفيلم الذي كان قد فاز بجائزة المهرجان
لأفضل موهبة اماراتية في مسابقة افلام الامارات لهذا العام يناقش ختان
الفتيات بصفتها أول لحظة مفزعة في حياة الفتاة مما يولد عندها هواجس داخلية
تصاحب ذكرياتها القديمة مع الختان. وترى منال علي بن عمرو بأن الضرورة
الدرامية هي ما جعلت فيلمها نسائياً حيث لم تبرز الحاجة لوجود شخصيات
رجالية، مشيرة الى أنها لا تزال تعتبر نفسها هاوية سينما تنفق من جيبها على
افلامها رغبة في اكتساب المزيد من الخبرة السينمائية وحتى لا تراوح مكانها
منوهة بأن صناع السينما الاماراتيين لا تنقصهم الموهبة أو القدرة بقدر ما
يحتاجون للتمويل لأجل صناعة سينما اماراتية متميزة، ومعها كان اللقاء:
·
كيف جاء دخولك لمجال الاخراج السينمائي؟
- أولى تجاربي السينمائية الفيلم القصير “الحذاء” الذي عرض في
عرض خاص بمسابقة افلام من الامارات ومن ثم كان عملي الثاني “وجه عالق” الذي
جاءتني فكرته بعد كتابتي لقصيدة تحمل ذات العنوان وقمت بتحويلها الى فيلم
قصير كتبت السيناريو له واخرجته، بينما لعب دور البطولة به الممثلات اشواق
وفَي والطفلة فاطمة حسن واستغرق تصويره يوماً واحداً وبميزانية اقتربت من
الأربعة آلاف درهم دفعتها من جيبي الخاص.
·
وما الذي تناقشينه من قضايا في “وجه عالق”؟
- “وجه عالق” يسلط الضوء على ختان البنت بصفتها أول لحظة فزع
في حياتها تكبر لتكبر معها تلك الهواجس المفزعة الداخلية المحيطة بهذا
الأمر، وكيف أن الآباء والامهات وبحجة العادات والتقاليد قد يفعلون أشياء
قد تشكل ندبات في نفسية اطفالهم لا يستطيعون الخلاص منها مهما كبروا،
وتطاردهم لتفزعهم وتلون حياتهم بالألم والحزن، كما سلطت الضوء على شخصية
تكاد تكون اختفت من حياتنا وكانت منتشرة ومعروفة في الماضي وهي تلك التي
تقوم بختان الاناث.
·
وما الرسالة التي يحملها الفيلم؟
- اخرج من المعنى الخاص وهو الألم النفسي قبل الجسدي الذي
يخلفه الختان عند الفتيات، الى المعنى العام المتعلق بكل ما قد يشوه ويجرح
نفسية اطفالنا في الصغر، في محاولة لتلافي ذلك وتفهمه من قبل الوالدين
والاقارب.
·
وهل يعتبر الفيلم نسائياً؟
- لم اتعمد ان يكون نسائياً كما أني ضد مثل هذه المسميات ولكن
الضرورة الدرامية اقتضت هذا الأمر، فالفيلم يدور حول شخصيات نسائية تصنع
الحدث ويدور حولها وتتأثر به من دون حاجة لوجود شخصيات رجالية على الاطلاق.
·
هل كنت تودين المشاركة في المسابقة الرسمية
بمهرجان دبي السينمائي الدولي؟
- فخورة بعرض عملي بالمهرجان حتى وان كان خارج المسابقة، فأنا
اقدم بالطبع محاولات سينمائية جادة احاول من خلالها التعبير عن وجهات نظري
والقضايا التي تشغلني بصورة ولغة سينمائيتين راقيتين وحصلت على دورة مؤخرا
في الاخراج السينمائي بأكاديمية منهاتن للسينما سيكون لها اكبر الأثر في
نضجي واحترافي الاخراجي.
·
وهل تعتبرين نفسك محترفة اخراج سينمائي؟
- أنا لا أزال هاوية سينما وسأظل، لأن الاحتراف عندي يعني أن
انفق على ذاتي عبر الاخراج السينمائي وهو ما لم يحدث الى الآن كوني انفق
على افلامي من جيبي الخاص.
·
وما الذي يدفعك لذلك؟
- رغبتي في التعلم وتطوير أدواتي وأساليبي الفنية والاخراجية،
والوجود سينمائيا هو ما يدفعني للانفاق على أعمالي لأني اذا لم افعل سأظل
مكاني ولن اضيف حينها أي خبرات جديدة لنفسي على الصعيد السينمائي، فالانسان
يتعلم عبر التجربة والخطأ والصواب.
·
وما الذي يحول دون وجود صناعة سينما اماراتية؟
- المواهب والطاقات والامكانات البشرية المبدعة الاماراتية
موجودة وبشكل كبير لكن ينقصها جهة ما تتولى دعم وتمويل افلامنا وتشجيع
مواهبنا السينمائية رغبة في وجود صناعة سينما اماراتية.
·
وما الدور الذي يمكن أن يقوم به مهرجان دبي
السينمائي الدولي في هذا الإطار؟
- لا شك أنه يلعب دوراً كبيراً كمنصة لعرض أفلامنا والقاء
الضوء عليها كما يتيح لمختلف صناع السينما العالميين رؤيتها وهو شيء مشجع
لنا للغاية ويحملنا مسؤولية كي لا تكون أعمالنا اقل مما يعرض بالمهرجان من
أعمال أخرى متميزة رغبة في التأكيد على مدى موهبتنا وابداعنا وتميزنا
سينمائياً.
الخليج الإماراتية في 16
ديسمبر 2007
أفضل
الأفلام في عروض
اليوم الأخير
بالرغم من أن حفل ختام المهرجان أقيم أمس، إلا أنه ما يزال
متواصلاً، فهناك يوم آخر يزخر بأفضل الأعمال السينمائية العالمية بما في
ذلك الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الفائزة بجوائز المهر للإبداع
السينمائي العربي.
ويوفر عرض الأفلام الفائزة فرصة مثالية لحضور أقوى الأفلام
السينمائية العربية الجديدة، حيث سيتم عرض الأفلام الوثائقية الفائزة
بالمهر الذهبي، والمهر الفضي، والمهر البرونزي، في الواحدة والثالثة و50
دقيقة والخامسة و45 دقيقة على التوالي في سيني ستار 2 بمول الإمارات. في
حين ستسدل الأفلام الروائية الفائزة بجوائز المهر الستار على فعاليات
المهرجان، حيث سيتم عرض الفيلمين الفائزين بالمهر الفضي، والمهر البرونزي
الساعة 7،45 في سيني ستار، بينما سيعرض الفيلم الفائز بالمهر الذهبي في نفس
الوقت على مسرح سوق مدينة جميرا.
فيلم “ظلال الليل” الذي يصور 24 ساعة في حياة خمس شخصيات تتحدى
الصورة الجميلة لمدينة جنيف، سيعرض في الساعة 12،25 في سيني ستار ،1 بينما
سيعرض فيلم “وتدفق السياح” في سيني ستار 7 عند الساعة 12،30.
كما سيعرض عند الساعة 12،30 أيضاً فيلم “أربع نساء” للمخرج
أدور غولبالاكريشنان في مسرح سوق مدينة جميرا، يصور الفيلم موضوع خضوع
المرأه الهندية في المنطقة الجنوبيه من ولاية كيرلا. وفي الساعة 3،30 وفي
نفس المكان، يعرض فيلم “قبل الأمطار” الذي يرصد المشكلة التي يتعرض لها
ضابط بريطاني متزوج في ثلاثينات القرن الماضي في الهند، عندما تنكشف علاقته
العاطفية مع خادمته.
من بنجلاديش يعرض فيلم “على أجنحة الأحلام” ويصور قصة قروي
مسكين تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يعثر بالصدفة على كمية من المال،
يعرض الفيلم الساعة 3،15 في سينما سيني ستار 1 بمول الإمارات. في نفس الوقت
تعرض سيني ستار 7 فيلم “العدو الحميم” الذي يرصد الصراع بين ملازم شاب يحمل
أفكاراً مثالية ورقيب متهكم يعملان في جيش الاحتلال الفرنسي خلال حرب
الاستقلال في الجزائر.
آخر الأفلام الروائية الطويلة خارج المسابقة هو “المنفي”، فيلم
العصابات والتشويق للمخرج جوني تو. ويرصد الفيلم الذي سيعرض الساعة 6،15 في
سيني ستار ،7 قصة قاتلين مأجورين من هونغ كونغ توكل لهما إحدى العصابات
مهمة قتل عضو متمرد في العصابة.
تتوزع مواقع شباك تذاكر المهرجان بين سوق مدينة جميرا، وبهو
مبنى “سي إن إن” في مدينة دبي للإعلام، وسينما سيني ستار في مول الإمارات،
وجراند سينيبلكس. كما يمكن شراء التذاكر عبر الموقع الإلكتروني
www.dubaifilmfest.com،
أو من خلال خط هاتف المبيعات 04 367-6701.
الخليج الإماراتية في 16
ديسمبر 2007
|