أ. ف. ب. / دبي: وزع مهرجان دبي السينمائي الدولي الرابع مساء
السبت جوائز المهر للابداع السينمائي العربي مانحا المهر الذهبي لفيلم
اللبناني فيليب عرقتنجي " تحت القصف " الذي تدور احداثه خلال حرب تموز 2006
في لبنان متوجا هذا الفيلم كافضل فيلم روائي عربي للسنة. فقد حصل " تحت
القصف " الذي يروي قصة حب بين رجل مسيحي وامراة شيعية خلال الحرب
الاسرائيلية على لبنان في صيف 2006 على جائزة المهر الذهبي التي اهداها
عرقتنجي " لشهداء هذه الحرب " في كلمة القاها امام الحاضرين في حفل توزيع
الجوائز موضحا ان فيلمه " صرخة ضد الكراهية ". كما فازت بطلته ندى ابو
فرحات بجائزة افضل ممثلة عن دور المرأة اللبنانية الشيعية التي اندفعت إلى
وسط الحرب لانقاذ ولدها.
ويمزج الفيلم وهو انتاج لبناني فرنسي بريطاني قدم اولا في
مهرجان البندقية قبل ان يخرج الى الصالات في باريس وبيروت، بين الواقعي من
خلال يوميات الحرب، والروائي من خلال شخصيات من الحياة العامة وممثلين ادوا
ادوارهم مباشرة في الايام الاولى التي اعقبت الحرب. وفازت تونس بجائزتي
المهر الفضي والبرونزي.
فقد فاز بالمهر الفضي للافلام الروائية "آخر فيلم" للمخرج
للتونسي نوري بو زيد الذي سبق ان نال 21 جائزة في عدد من المهرجانات
الدولية اولها قرطاج، ويعالج الفيلم قصة انجراف شاب نحو الضياع والعنف في
عالم انقسم الى عالمين. ومنح المهر البرونزي لفيلم المخرج التونسي الفرنسي
عبد اللطيف كشيش "اسرار الكسكس" الذي سبق وحاز جائزة السيناريو في مهرجان
البندقية الاخير.
وتنافس 12 فيلما على جوائز المهر في فئة الافلام الروائية
الطويلة ووزعت الجوائز في حفل لم يحظ بتنظيم جيد، لكن حضره العشرات من صناع
السينما من العالم اضافة الى الممثل والناشط الاميركي الشهير داني غلوفر.
وكان غلوفر حصل على تكريم خاص من المهرجان شانه شانه المخرج المصري يوسف
شاهين والكوري الجنوبي ايم كوون تيك، وذلك لمسيرتهم السينمائية.
وكانت اجواء كواليس المهرجان اشارت قبيل اعلان النتائج الى
خلاف بين اعضاء لجنة التحكيم حول الجائزة الكبرى مع توجه القسم الاكبر منهم
الى تغليب العامل السياسي على الفني. وفي فئة الافلام الوثائقية التي تضم
12 فيلما كذلك، فاز بالمهر الذهبي "صنع في مصر" للمصري الفرنسي كريم جوري،
وهو يروي قصة شاب فرنسي يعود الى مصر بحثا عن جذوره.
وفاز فيلم "مغارة ماريا" للفلسطينية بثينة كنعان خوري بالمهر
الفضي وهو فيلم يعرض لظاهرة جرائم الشرف في المجتمعات العربية المحافظة
والتي غالبا ما تبقى طي الكتما، فيما فاز "ظل الغياب" للفلسطيني ايضا نصري
حجاج بالمهر البرونزي، وهو فيلم يعرض لهواجس فلسطينيي الشتات حول مسألة
مكان دفنهم بعد موتهم. وفي فئة الافلام القصيرة (12 فيلما)، فازت المخرجة
البلجيكية خديجة لوكلير بالمهر الذهبي عن فيلم "سارا"، فيما فاز الاماراتي
وليد الشحي بالجائزة الفضية عن "حارسة الماء"، كما فاز التونسي لطفي عاشور
بالبرونزية عن "العز".
الى ذلك، حصل الموسيقي المغربي نجيب شرادي على جائزة أفضل
موسيقى تصويرية عن "آخر فيلم". وحصل الممثل الأردني المقيم في لندن نديم
صوالحة على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الاردني "كابتن أبو رائد"،
حيث قام بأداء شخصية عامل تنظيف في أحد المطارات يتصادق مع مجموعة من
الأطفال في الحي الفقير الذي يقطن فيه.
كما فاز "خلص" للمخرج اللبناني برهان علوية بجائزتين هما
جائزة أفضل سيناريو حصل عليها علوية نفسه وجائزة أفضل مونتاج فازت بها
فرانس دويز . وذهبت جائزة أفضل تصوير سينمائي إلى بيير بوفيتي عن فيلم
"القلوب المحترقة" للمغربي احمد المعنوني. وتم خلال حفل توزيع الجوائز
تكريم صانعي الأفلام الإماراتيين، حيث فاز محمد سعيدحارب مبدع مسلسل الرسوم
المتحركة "فريج" بجائزة أفضل موهبة إماراتية، وحصلت نايلة الخاجة على جائزة
أفضل مخرجة إمارتية، كما فاز بجائزة أفضل مخرج إماراتي المخرج علي مصطفى.
موقع "إيلاف" في 15
ديسمبر 2007
مهرجان
دبي السينمائي الدولي يكرّم يوسف شاهين
إيلاف/ دبي:يكرم مهرجان دبي السينمائي الدولي اليوم المخرج
يوسف شاهين الذي يعتبر واحدا من اهم مخرجي السينما العربية، التكريم سوف
يكون ضمن برنامج تكريم إنجازات الفنانين. المهرجان اعد تكريما خاصا للمخرج
الكبير الذي تمتد مسيرته الإخراجية لأكثر من 50 عاماً أبدع خلالها ما يزيد
عن 40 فيلماً من أمهات الأفلام العربية. وتقارن مسيرة شاهين السينمائية
المتجذرة في عمق الثقافة العربية، بتلك التي حققها كبار المخرجين العالميين
أمثال فلليني وبيرغمان وكيروساوا. وقد تككلت هذه المسيرة بتكريم شاهين في
مهرجان كان السينمائي الدولي والعديد من المهرجانات العالمية. وقد ساهم
شاهين في عرض مجموعة من الأعمال الروائية على الشاشة الفضية لنخبة من كبار
الكتاب العرب مثل نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي.
وقد كان للمخرج يوسف الشاهين الفضل الأول في اكتشاف نخبة من
المواهب السينمائية التي كرست أسماءها في عالم السينما، أمثال الممثل
العالمي عمر الشريف، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والمطربة الايطالية
من أصول مصرية الأسطورة داليدا. كما عمل شاهين مع السيدة فيروز والأخوين
رحباني في فيلم بياع الخواتم.
يعد يوسف شاهين المولود في الاسكندرية عام 1926 أحد أكثر
المخرجين العرب استقلالية وجرأة. وقد أنتج أعمالاً كثيرة تتعلق في معظمها
بسيرته الذاتية، وعلى نفقته الخاصة. وقد أثارت أفلامه جدلاً كبيراً، حيث
تعرض للتهديد بالسجن خلال عمله على فيلم صلاح الدين (1963)، كما واجه فيلم
المهاجر (1997) معارضة واسعة من قبل مجموعات دينية تعترض على تجسيد
الشخصيات الدينية في الأعمال الفنية.
وعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي فيلمين ليوسف شاهين في تحية
تقدير للمخرج الكبير. فيلم باب الحديد لم يحظ بالتقدير الذي يستحقه لمدة 20
عاماً بعد أن رفضه الجمهور الذي اعتاد نمط الأفلام الملودرامية. وكان السبب
الرئيس لابتعاد الجمهور عن الفيلم مشاهد العنف الذي احتواها وتعاطف الفيلم
مع امرأة اعتبرها المجتمع في حينه لا تستحق التعاطف.
وقد قام يوسف شاهين بدور البطولة في الفيلم، حيث أدى شخصية
قناوي، الرجل الأعرج البسيط الذي يعمل في بيع الجرائد في محطة مصر. يقع
قناوي في حب هنومة، الشابة الجميلة المخطوبة لأبو سريع والتي تستعد للزواج
منه، وعندما يشهد قناوي مشاجرة بينهما يبوح بحبه لهنومة ما يتسبب بنتائج
كارثية.
كما عرض المهرجان فيلم شاهين الأخير هي فوضى الذي أخرجه في عام
2007، ويعود من خلاله إلى القضايا ذاتها التي تناولها فيلم باب الحديد وهي
تأثير علاقة الحب غير المتبادل على الأفراد. هذه المرة بين ضابط الشرطة
الفاسد حاتم الذي يحب نور الشابة المتحررة التي تعشق شابا آخر هو المدعي
العام شريف. ويبدأ حاتم الغيور بإزعاج العاشقين محولاً حياة نور إلى كابوس.
وسيحضر النجمان منة شلبي وخالد صالح عروض هذا الفيلم المتميز، الذي يسلط
الضوء على مختلف نواحي الحياة العصرية في مصر.
موقع "إيلاف" في 15
ديسمبر 2007
زياد الخزاعي:هذا مهرجان للاقليات في دبي!
حاوره محمد
موسى من دبي
يحتل الناقد زياد الخزاعي ومنذ اكثر من عشر سنوات مكانة شديدة
الاهمية في النقد السينمائي العربي، وهوه بالاضافة الى عمله المتواصل في
الكتابة النقدية السينمائية للصحف والمجلات العربية، يتولى بين الحين
والآخر مسؤليات ادارية في مهرجانات سينمائية عربية داخل وخارج العالم
العربي. زياد الخزاعي يتولى مع الناقد السينمائي محمد رضا تقديم الأفلام في
مهرجان دبي السينمائي، كما يتولى الناقدين ادارة الاسئلة والاجوبة التي
تجري بعد نهاية الأفلام بين الجمهور وصناع الأفلام وابطالها. ايلاف التقت
الناقد زياد الخزاعي ليتحدث عن الدورة الاخيرة لمهرجان دبي السينمائي.
·
ماهو رايك ببرنامج هذا العام من الأفلام؟
مشكلة اي مهرجان سينمائي عربي الآن هي معنية بالمنجز السينمائي
العربي، المشكلة ليست بعدد الأفلام او نوعية الأفلام، المشكلة هي غياب
الأفلام ذات الأفكار الكبيرة، هذه النوعية من الأفلام قليلة جدا، المهرجان
يقبل ما يتوفر من افلام من نتاج هذا العام، وهذا ما يفسر جيلان الأفلام من
مهرجان الى آخر، وهي الأفلام التي تجمع ادارات المهرجانات بانها الأفلام
الأفضل!، فضيلة مهرجان دبي السينمائي انه لا يستبعد اي عمل لمخرج عربي، ولو
ان العمل انتج خارج العالم العربي وبظروف مختلفة عن بقية نتاجات العالم
العربي. مهرجان دبي اكتشاف المخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش وضمه
الى خانة اكتشافات مهرجان دبي السينمائي قبل ثلاث سنوات، انا انتصرت وقتها
لفيلم المخرج "المراوغة"وهو واحد من الأفلام النادرة لمخرج موهوب، انتصرت
انا للموضوع وفضاضته على الشرط الانساني لابناء المهاجرين في فرنسا، في
عوالم مليئة بالتعصب، ولحسن حظي وحظ فيشيش حصل فيلمه ذاك على 3 جوائز سيزار
فرنسية وهي المعادلة لجوائز الاوسكار الفرنسية.
هذه السنة عمدت ادارة المهرجان الى دعوة المخرج نفسه الى عرض
فيلمه "اسرار الكسكس" مما يعطي نظرة اوسع للمنجز السنمائي العربي. انا ضد
تصنيف القوة والضعف في مهرجان سينمائي، المهم هو استقطاب مهرجان سينمائي
لافلام متنوعة وجذب الجمهور، وتغير السائد التجاري، الامر الذي يفشل فيه
مهرجان القاهرة السينمائي، الذي على الرغم من ان عمره تجاوز 31 عاما الا
انه لم ينجح للاسف في تغيير السائد التجاري في مصر، الذي يهمين الآن على
السينما المصرية.
اذا عرفنا ان ميزة مهرجان دبي السينمائي هو التوجه الى
الاقليات الكثيرة في مدينة دبي، فاني ارى وبدون مجاملة للمهرجان لاني اعمل
فيه انه حقق المعادلة المعقدة بين أفلام تتوجه الى أقلياتها في مجتمع عربي
مسلم، هذا يدفع الطرف العربي الى مشاهدة أفلام من الدول التي جاء منه
الاجانب في المدينة، ويدفع ايضا الأجانب الى مشاهدة افلام عربية، والتعرف
اكثر على المجتمع العربي الذي يعيشون فيه.
·
هذه هي الدورة الرابعة لمهرجاني دبي
السينمائي، فهل من المبكر التحدث عن هوية للمهرجان؟
الأقلوية هي ما يميز مهرجان دبي السينمائي، وهو لا يمكن ان
يطلق على اي مهرجان سينمائي آخر، النمو غير المعقول وغير المنطقي لمدينة
دبي، هو ما يضع الاقلوية في مقدمة شروط المهرجان، هذا مهرجان للأقليات في
دبي، وهذه نقطة لصالح مهرجان دبي السينمائي وادارته.هذا هو المهرجان
السينمائي العربي الوحيد الذي يفرد مساحات دائمة للسينما الهندية
والافريقية .
·
انته تقدم الأفلام وتتولى ادارة الندوات التي
تجري بين صناع الأفلام والجمهور والاعلام الحاضر للمهرجان، ماالذي يميز
جمهور مهرجان دبي السينمائي.
الجمهور كأي جمهور في العالم هو جمهور متعدد الثقافات، الذي
ادهشني ان الجمهور بحاجة الى المبادرات لتحفيزه،للتفكير في الفيلم .هناك
تفاوتات كبيرة بين الجمهور الاوربي الذي يعيش في دبي والجمهور العربي،
المتفرج الاوربي لا يسقط اي فكرة مسبقة على الفيلم، هو ينظر عليه على انه
منتج سينمائي فقط، لذلك يطرح اسئلة واضحة ومباشرة تعكس رغبة حقيقة للفهم.
مهرجان دبي السينمائي تاخر كثير عن هذا الجمهور! . اما الجمهور العربي
فمشكلته الكبيرة الاساسية انه يسال ليكشف عيبه، في مشاهدته للفيلم، هوه
يسال غالبا اسئله تحمل نصف الاجوبة، هو كثيرا ما يعرف الاجوبة لاسئلته لكنه
يستمر على السؤال!
موقع "إيلاف" في 15
ديسمبر 2007
|