الفنان الكويتي ابراهيم الصلال يرى أن مهرجان دبي السينمائي
الدولي يساعد في التمهيد لوجود السينما الخليجية التي ينقصها التمويل
المادي في ظل وجود المقومات البشرية المبدعة، ويؤكد أنه ظلم فنياً حينما
حبسه المخرجون في دور الرجل العجوز ولم يستطيعوا اكتشاف قدراته الفنية،
مشيراً إلى أن مسلسله الأخير “الدروازة” لم ينل النجاح المرجو جماهيريا في
رمضان الماضي وأنه مليء بالأخطاء الاخراجية التي تتعلق بفكرة توثيق المرحلة
التي يدور بها العمل.
ويوضح بأن الدراما الكويتية تتراجع بسبب الرقابة على الابداع
والعربية تكرر ذاتها مما يستدعي وجود “ترزيه” سيناريوهات حتى ينهضوا بمستوى
الأعمال المقدمة. وعلى هامش مهرجان دبي الذي يتابع فعالياته كان هذا الحوار
مع ابراهيم الصلال:
§
هل تعتقد بأن المهرجانات السينمائية العربية
تساعد على النهوض بالفيلم العربي؟
بالتأكيد، فمهرجان عالي المستوى والأداء والتنظيم كدبي
السينمائي وكذلك القاهرة السينمائي لا شك انهما إلى جوار باقي المهرجانات
السينمائية العربية يعملان على المساعدة في النهوض بالسينما العربية
والخليجية وإيجاد صناعة لها تستوعب كل هؤلاء المبدعين من الخليجيين.
§
وماالذي ينقص لتأسيس صناعة سينما خليجية؟
السينما صناعة وبالتالي تحتاج لرؤوس أموال ضخمة سواء أكانت
حكومية أو من القطاع الخاص فالمهم أن يؤمن القائمون عليها بأهمية السينما
ودورها في التعبير عن المجتمع، فالتمويل المادي هو ما ينقص لصناعة افلام
خليجية على مدار العام خاصة في ظل وجود الكوادر البشرية المؤهلة والدارسة
للسينما والموهوبة بشكل كبير ولا ينقصها سوى ممارسة الفن السينمائي كي
تتحلى بالخبرة والنضج والاحتراف الفني.
§
شاركت في عدة أفلام سينمائية منها “جمال
عبدالناصر” فما الدور الذي تحلم بأدائه سينمائياً؟
ليس هناك دور بعينه لكني متعطش للعمل بالسينما في ظل إحساسي
بأنه بالرغم من عملي لما يزيد على 40 عاما بالفن وتعاوني مع عدد من كبار
المخرجين إلا أنهم لم ينجحوا في اكتشاف قدراتي التمثيلية الكبيرة مما ظلمني
فنياً حيث وضعت في قالب فني معين يتعلق بالجد أو الرجل العجوز فأنا كما
عبدالوارث عسر، ولدت عجوزاً على صعيد الفن.
§
لم يحظ مسلسلك الرمضاني الأخير “الدروازة”
بالنجاح الجماهيري، فما السبب؟
أعتقد بأنه مسلسل تراثي وتاريخي جيد شاركني التمثيل به
عبدالمحسن نمر وسعد الفرج ومريم الصالح وأخرجه خلف العنزي وتدور أحداثه حول
تعرض الكويت لمرض الطاعون عام 1831 وقد عرض في رمضان الماضي على قناة
“الوطن” إلا أنه ظلم في عرضه الرمضاني وأظن انه سيلقى النجاح الذي يستحقه
حينما يعرض في الأشهر القادمة على عدد من القنوات الخليجية بعيداً عن زحمة
الأعمال الرمضانية.
§
حتى في ظل الأخطاء الاخراجية التي اعترته؟
لا يمكن إنكار الأخطاء، فالمخرج لم يستطع توثيق تلك المرحلة
بالشكل المطلوب حيث الأخطاء كثيرة على صعيد الملابس والأزياء والديكور الذي
يتعلق بتلك المرحلة التاريخية إلا أن ذلك لا يمنع أن العمل في مجمله جيد.
§
هل هناك تراجع على صعيد الدراما الكويتية؟
التراجع والإحباط يخيمان على كافة المجالات في الكويت بما في
ذلك المجال الفني حيث تراجع مستوى الجرأة في الطرح في ظل الرقابة التي تقتل
الإبداع، إضافة إلى التكرار.
§
وهل بين ذلك وجود أزمة نصوص؟
ليست أزمة نصوص لكننا في حاجة ل “ترزي” ورق بمعنى كاتب
سيناريو متميز يصنع مشاهد العمل بحرفية عالية تعلي من شأنه ومستواه.
§
وهل تؤيد القول إن الدراما السورية سحبت
البساط من تحت اقدام المصرية؟
لا إطلاقا فالعين لا تعلو عن الحاجب إذ إن الدراما المصرية
كانت وستظل في المقدمة وتحتل المرتبة الأولى عربياً بلا منازع والابداعات
العربية سواء السورية أو غيرها هنا وهناك لا ترتقي في النهاية لمستوى
الدراما المصرية، وأعجبت بعدد من المسلسلات على رأسها الملك فاروق، كما راق
لي أداء حياة الفهد في “الخراز” وسعاد العبدالله في “شاهين”.
§
وما جديدك الفني؟
يجمعني عمل بعنوان “التنديل” وتعني الكلمة رئيس العمال مع
الفنانين عبدالحسين عبدالرضا وشيماء سبت.
§
كيف استقبلت شائعة وفاتك المنتشرة؟
شيء مزعج وراءه أحد صحافيي جريدة “الوطن” الكويتية الذي لا
أريد ذكر اسمه حتى لا أصنع منه نجما صحافيا إلا أنني وأسرتي اعتدنا على مثل
هذه الشائعات التي هي في النهاية ضريبة الفن والشهرة.
الخليج الإماراتية في 13
ديسمبر 2007
|