النجوم العالميون كريستيان هايدن صاحب «حرب النجوم»، وطوني
شلهوب وميشيل يوه سيكونون على رأس قائمة الضيوف في مهرجان دبي السينمائي
الدولي، وفقاً لرئيس المهرجان الإماراتي عبدالحميد جمعة الذي كشف في حديث
الى «الحياة»، عن أبرز الشخصيات التي تشارك في الدورة الرابعة منه التي
تنطلق في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 2007. كما كشف عن أن أفلام «العرض
العالمي الأول» بلغت 16 فيلماً من بين 141 ستعرض في المهرجان. بينما سيكون
من بينها 76 فيلماً تعرض لأول مرة خارج بلد إنتاجها وبالتالي في المنطقة.
وطالب بضرورة قيام مؤسسة جديدة تكون مهمتها دعم إنتاج الفيلم العربي ملمحاً
إلى أن دبي في طريقها لإنشاء مثل هذه المؤسسة. وقال إن الفيلم الإماراتي
الطويل جاهز وسيولد قريباً. بينما وصف الفيلم الخليجي بأنه «خرج من إطاره
الخليجي» وأثبت حضوره العربي.
وكشف جمعة عن مبادرات جديدة للمهرجان بينها « أفلام الموبايل»
التي تم انتاجها شراكة مع قناة «أم بي سي» و «شركة «نوكيا». مدة كل فيلم
منها دقيقتان وتعرض في المهرجان ولها جوائز لتشجيع طلبة المدارس على
الإبداع وتعلم التصوير. كما تبنى مبادرة أخرى مع «اليونيسيف» بإقامة ورش
عمل سينمائية لشباب في العشرينات في عواصم عدة لتصوير أفلام قصيرة مدة كل
منها دقيقة واحدة عن قضية من إبداعهم. وستعرض هذه الأفلام أيضاً في
المهرجان. وتم اختيار القاهرة ومومباي ودبي أماكن لورش العمل، هذه الدورة.
على أن تتغير العواصم كل دورة ويبقى المبدأ ثابتاً. وأكد جمعة أن المهرجان
تلقى الكثير من المشاركات الناجحة والملفتة من خلال المبادرتين. كما سينظم
ورش عمل للرسوم المتحركة بالتعاون مع الإماراتي محمد سعيد حارب ومجموعة عمل
«فريج» وهو العمل الإماراتي الشهير للرسوم المتحركة الذي أثار اهتمام
الجمهور الخليجي.
سينما/
موسيقى
أما أكثر مبادرات الدورة الجديدة للمهرجان إبداعاً فهي الدمج
بين السينما والموسيقى من دون أن يتحول إلى مهرجان للموسيقى. ففي حديقة
مفتوحة وعلى غير عادة أهل السينما ستنتصب شاشة عملاقة أمامها مسرح. وبينما
تعرض الشاشة فيلماً سينمائياً قصيراً عن الموسيقى التي غيرت العالم في
ستينات القرن الماضي مثل أعمال «البيتلز» والانفجار الموسيقى خلال تلك
الفترة والفرق الكثيرة التي ظهرت، ستهب من أمام الشاشة فرق موسيقية بشحمها
ولحمها في عزف حي أمام جمهور عريض تعودت عليه حديقة مدينة دبي للإعلام في
مهرجانات كثيرة مماثلة، لكنها المرة الأولى في مهرجان سينمائي. ثلاثة أفلام
عالمية مهمة ستعرض في هذه الحديقة أحدها عربي عن الموسيقى المغاربية الآخذة
بالانقراض شعاره «المرأة في الموسيقى». إضافة الى آخر أميركي جنوبي يحكي
قصة المغنية الكوبية غلوريا ستيفان، التي ستحضر العرض وتغني في الهواء
الطلق في أول محطة لها ضمن جولة عالمية خارج بلدها.
واعتبر جمعة إقبال السينما العالمية على عرض أفلامها في
المهرجان دلالة واضحة على أهميته، وإن تجنب تصنيفه، قائلاً إن هذا دور جهات
الاختصاص والخبراء. لكنه أشار إلى أن الإقبال على المشاركة في المهرجان
سواء من خلال الأفلام المعروضة بمستوياتها العالمية، أو مستوى الحضور يبرز
الأهمية التي حققها خلال تلك الفترة القصيرة. كما أشار إلى استفتاء لصحيفة
«يو أس أيه توداي» الأميركية وضع مهرجان دبي ضمن 22 مهرجاناً عالمياً
اعتبرتهم «الأكثر سخونة». مع أن متوسط عمر كل مهرجان ذكر في هذا الاستفتاء
17 سنة، فيما لا يزيد عمر مهرجان دبي عن ثلاث دورات. اذ بدأ عام 2004 حيث
شهد عرض 67 فيلماً من 45 دولة فيما تشهد الدورة الجديدة عرض 141 فيلماً من
52 دولة، فضلاً عن المبادرات التي أطلقها ومنها فصل الإنتاج الخليجي وتخصيص
مهرجان مستقل له سيعقد في نيسان «أبريل» من كل عام.
عملية
شاقة
ورداً على سؤال عما إذا كان مهرجان دبي حقق الهدف الأساس من
وراء إطلاقه بدعم تسويق الأفلام العربية، أكد جمعة أن التسويق عملية طويلة
وشاقة وأن المهرجان بدأ بها لكنه لا يزال في بداية الطريق. وأكد في الوقت
ذاته على أن المشكلة الأكبر في التسويق هي مشكلة إنتاج تواجه السينما
العربية إذ ان الإنتاج ضئيل إضافة الى أن غالبيته دون المستوى المطلوب.
وعدد الأفلام التي تصل الى المستويات العالمية قليل جداً ما يصعب مهمة
التسويق. كما تحدث عن مشاكل في التوزيع وفي دور العرض السينمائي. ولفت إلى
ان تلك المشكلة لا تخص السينما العربية وحدها بل تواجه السينما الفرنسية
والإيطالية والإسبانية وغالبية الإنتاج السينمائي غير الناطق بالإنكليزية.
وكشف جمعة عن مبادرة لمهرجان دبي بعمل إحصاء سنوي لعدد الأفلام العربية
التي يتم إنتاجها أو المدرجة على قائمة الإنتاج كل سنة بطريقة تشكل قاعدة
بيانات مهمة تكون الخطوة الأولى في طريق العلاج. وقال ان المبادرة بدأت من
المغرب حيث تم الاتفاق مع السلطات المغربية على التنسيق وإخطار إدارة
المهرجان بكل الأفلام على قائمة الإنتاج لديها. وأشار إلى أن مهرجانات غير
عربية عدة تأتي إلى دبي لتسأل عن الإنتاج السينمائي العربي، ما يدل على
تنامي الاهتمام بالإنتاج العربي، «لكن المشكلة دائماً عدم توافر
المعلومات».
وأكد عبدالحميد جمعة أن أزمة السينما العربية ليست أزمة «موهبة
عربية» بل المواهب موجودة وتثبت ذاتها إذا اتيحت لها الفرصة لكنها أزمة
صناعة سينمائية. وأكد أن المهرجان كمنصة «احتفاء» بصناع السينما استطاع
إخراج الكثير من هذه المواهب إلى النور بإنتاج يرقى بعضه الى العالمية،
مشيراً إلى ان أحد الأفلام التي دعمها المهرجان في دوراته السابقة مرشح هذه
الدورة الى الجائزة. وقال ان وجود مؤسسة أخرى لدعم الإنتاج من شأنه أن يعزز
تلك القدرات ويرفع شأن الإنتاج السينمائي العربي.
الحياة اللندنية في 7
ديسمبر 2007
|