غداً تعلن جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ٣١ الذي
افتتح ٢٧ نوفمبر الماضي، اشترك في مسابقة الأفلام الطويلة ١٩ فيلماً من ١٦
دولة (فيلمان من كل من مصر والمغرب وبريطانيا وفيلم من كل من فرنسا
وإسبانيا وروسيا وهولندا وبولندا ورومانيا والمجر وإيطاليا والهند وتركيا
وباكستان والفلبين والمكسيك). ومن اللافت طبعاً غياب أهم سينما في العالم
عن المسابقة وهي السينما الأمريكية، وغياب ألمانيا من صناعات السينما
الكبري في أوروبا.
خلت المسابقة من اسم أي مخرج كبير في العالم، ولكن لجنة
التحكيم (عشرة أعضاء، أي عدد زوجي وليس فرديا كالعادة) بها فنان سينمائي
كبير من أعلام السينما المعاصرة هو البولندي كريستوف زانوس إلي جانب رئيس
اللجنة البريطاني نيكولاس روج. وتمنح اللجنة ٧ جوائز (الهرم الذهبي والهرم
الفضي وأحسن ممثلة وممثل ومخرج وكاتب سيناريو ومخرج جديد وأحسن اسهام فني).
ومن المذهل أن يكون الهرم الذهبي للمنتج وليس للمخرج خلافاً لكل الجوائز
الذهبية في العالم.
كان مهرجان القاهرة يمنح جائزة إضافية من وزارة الثقافة لها
قيمة مالية مائة ألف جنيه مصري لأحسن فيلم عربي، ومن دون مبرر تحولت إلي
مسابقة كاملة لها لجنة تحكيم خاصة، فلا توجد في أي مهرجان دولي مسابقة
إقليمية إلي جانب المسابقة الدولية.
وفي مسابقة ٢٠٠٧ العربية في مهرجان القاهرة عشرة أفلام من ٥
دول عربية (٤ من الجزائر و٢ من كل من مصر وسوريا وفيلم من المغرب وآخر من
لبنان)، ومن الغريب أن الأفلام العربية الأربعة في المسابقة الدولية من مصر
والمغرب تشترك أيضاً في هذه المسابقة، والسؤال لماذا لا تنظم وزارة الثقافة
مهرجانا «للسينما العربية بمعزل عن مهرجان القاهرة الدولي»؟
ومنذ الدورة الماضية نظم المهرجان مسابقة دولية لأفلام
الديجيتال، ولها لجنة تحكيم خاصة بدورها، وفي هذا العام تضمنت ١٢ فيلماً من
١٠ دول (٢ من كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفيلم من كل من إيطاليا
وبريطانيا والصين واليابان وسنغافورة وأرمينيا وكولومبيا والمغرب).
ومن الطريف أن جوائز المسابقة ذهبية وعشرة آلاف دولار أمريكي
وفضية و٦ آلاف دولار أمريكي، فلماذا الجائزة العربية بالجنيه المصري
وجائزتا الديجيتال بالدولار الأمريكي بينما الصحيح أن تكون أي جوائز مالية
بالعملة المحلية لبلد المهرجان.
يكفي جداً المسابقة الدولية ومسابقة أفلام الديجيتال علي أن
يوضع البرنامج بحيث يمكن من يريد من مشاهدة أفلام المسابقتين بواقع ثلاثة
أفلام في اليوم بحد أقصي.
المصري اليوم في 6
ديسمبر 2007
صورة نيكولاس روج رئيس لجنة التحكيم.. من عجائب
مهرجان
القاهرة
بقلم
سمير
فريد
حكاية ضيف الشرف (منطقة أو دولة) يكون منها فيلم الافتتاح
ورئيس لجنة التحكيم وبرنامج خاص.
ففي هذا
العام مثلاً هناك ٤ برامج خاصة عن السينما، ٤ دول من أوروبا وآسيا والعالم
العربي: ضيف الشرف السينما البريطانية (١٧ فيلماً) والسينما المغربية (١٠
أفلام) والرومانية (٩ أفلام) والتركية (٥ أفلام). فما الفرق بين البرامج
الأربعة؟
ومن المفترض أن يتميز برنامج ضيف الشرف، وفيلم الافتتاح، ورئيس
لجنة التحكيم. ولاشك أن نيكولاس روج من أعلام السينما البريطانية المعاصرة،
ولكن فيلم الافتتاح صفر كبير، والبرنامج الخاص ليس من روائع السينما
البريطانية، وليس فيه غير ثلاثة أفلام من ١٧ لها قيمة فنية متميزة. وكان من
الأفضل أن يفتتح المهرجان بفيلم «هي فوضي» إخراج يوسف شاهين عشية عرضه
العام.
وقد تصورت أن الجهة البريطانية التي اختارت أفلام ضيف الشرف
سوف تحتفل في مهرجان القاهرة بمئوية ميلاد لورانس أوليفييه كما احتفلت بها
في مهرجان فينيسيا بعرض ثلاثيته الشكسبيرية الشهيرة، وأنهم سيقدمون إلي
المهرجان أحدث وأهم الأفلام البريطانية، وفيلماً واحداً «عرض عالمي أول»
علي الأقل، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
ومن عجائب مهرجان القاهرة أيضاً أن أحداً لا يستطيع أن يفرق
بين برامج خارج المسابقة والقسم الإعلامي ومهرجان المهرجانات وأفلام مثيرة
للجدل، والبرنامج الأخير مبتدع من العام الماضي، وعنوانه يسيء لأفلام
المهرجان الأخري، فكل فيلم في أي مهرجان يجب أن يثير الجدل، ومعني هذا
العنوان أن أفلام البرامج الأخري لا تثير الجدل.
وأبسط تعريف لمهرجان المهرجانات أنه عن الأفلام التي فازت في
المهرجانات الأخري، أو كانت من علاماتها البارزة، ولكن هذا غير صحيح في
مهرجان المهرجانات بمهرجان القاهرة.
ومن عجائب الدورة الـ٣١ لمهرجان القاهرة هذا العام أن هناك
فيلم افتتاح، ولكن ليس هناك فيلم ختام لأول مرة.
وقد سألني أمس أحد القراء لماذا كان عنوان المقال «١٢ فيلماً
أجنبياً حاول أن تشاهدها في مهرجان القاهرة» فما معني «حاول أن تشاهدها»،
فقلت لأن هذه الأفلام الجيدة ضائعة وسط ١٤٣ فيلماًَ، وبين شاشات المهرجان
العشر، من نورماندي في مصر الجديدة إلي سيتي ستارز مدينة نصر وجالاكسي
المنيل وكوزموس ومترو وسط البلد إلي جانب قاعتي الأوبرا وجود نيوز، ولا
يشير برنامج المهرجان إلي أي الأفلام مترجمة إلي العربية أو غير مترجمة..
أما كيف يمكن مشاهدة ٤١ فيلماً في مسابقات المهرجان الثلاث إلي
جانب عشرة أفلام علي الأقل خارج المسابقات في ١١ يوماً علي عشر شاشات في
مختلف أحياء القاهرة من مصر الجديدة إلي المنيل.. فهذه هي المعجزة!
المصري اليوم في 5
ديسمبر 2007
١٢
فيلمًا أجنبيا .. حاول أن تشاهدها في مهرجان
القاهرة
بقلم
سمير
فريد
قالوا إن مهرجان القاهرة يعرض ١٦١ فيلمًا من ٥٥ دولة، ورغم أن
النجاح ليس بالكم حيث لا يعرض مهرجان «كان» أهم مهرجان سينمائي في العالم
غير مائة فيلم من ٣٠ دولة أو نحو ذلك، فإن مهرجان القاهرة من واقع برامجه
علي عشر شاشات يعرض ١٤٣ فيلمًا من ٤٢ دولة.
وكما هي العادة لا يتطابق البرنامج مع الكتالوج، حيث يتضمن
أفلامًا لا تعرض مثل الإيطالي «مائة مسمار» إخراج ايرمانو أولمي، ويشمل
التكريم الجزائري حامينا الذي لم يأت، وكذلك الأمريكي جونز، وفي الكتالوج
١٣ فيلمًا للاحتفال بمئوية السينما المصرية، ولكن لا أحد يعرف أين تعرض هذه
الأفلام.
داخل وخارج المسابقات الثلاث للمهرجان «الدولية - العربية -
الديجيتال» ٧٠ فيلمًا من ١٥ دولة أوروبية (١٧ من بريطانيا و٩ من رومانيا و٧
من إيطاليا و٦ من فرنسا و٤ من كل من إسبانيا وروسيا واليونان والمجر
والمانيا و٣ من بولندا و٢ من كل من البرتغال وكرواتيا وبلغاريا وفيلم من
الجمهورية التشيكية وآخر من هولندا) و٢٤ فيلمًا من العالم العربي (١٠ من
المغرب و٥ من الجزائر و٤ من مصر و٢ من كل من سوريا ولبنان وفيلم سعودي) و٢٢
فيلمًا من ٩ دول آسيوية (٧ من الهند و٥ من تركيا و٣ من إيران و٢ من اليابان
وفيلم من كل من الصين وبنجلاديش وأرمينيا والفلبين وسنغافورة وباكستان) و١٤
فيلمًا من ٨ من دول أمريكا اللاتينية (٤ من الارجنتين و٣ من المكسيك و٢ من
البرازيل وفيلم من كل من كوبا وكولومبيا وبورتوريكو والدومينيكان وأورجواي)
و١٠ أفلام من الولايات المتحدة الأمريكية وفيلمان من أفريقيا السوداء.
ولا شك أن هذا تنوع هائل يتيح الفرصة لعشاق السينما في مصر أن
يشاهدوا نماذج من كل أفلام ثقافات العالم وهم الذين لا يشاهدون إلا الأفلام
الأمريكية علي مدار السنة إلا باستثناءات نادرة، ومن بين الأفلام الأجنبية
التي ننصح بمشاهدتها ١٢ فيلمًا هي الفيلم الروماني «٤ شهور و٣ أسابيع
ويومان» إخراج كرستيان مونجيو الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان في
مايو الماضي، والفيلم الروماني «حلم كاليفورنيا» إخراج كرستيان نيموسكو،
والفيلم التشادي «دارات» إخراج محمد صالح هارون، والفيلمان الأمريكيان «قلب
جسور» إخراج مايكل وينتربوتوم، و«التملص» إخراج جافت هود، والتشيكي «فوارغ»
إخراج يان سفيراك، والمجري «سفينة نوح» إخراج بال شاندور، والفرنسي
«صناديق» إخراج جين بركين، والهندي «قطار كابول السريع» إخراج كابير خان،
والأفلام البريطانية «هذه هي إنجلترا» إخراج شان ميروز و«معركة الحديثه»
إخراج تيك برومفيلد و«الشمس تشرق» إخراج دافي بويل.
المصري اليوم في 4
ديسمبر 2007
اليوم
القاهرة للإعلام ينافس القاهرة
للسينما
بقلم
سمير
فريد
من المثير للسخرية الإعلان عن مؤتمر لمديري مهرجانات السينما
الدولية في العالم العربي يوم الخميس القادم في إطار مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي للتنسيق بين مواعيد هذه المهرجانات، بينما افتتح القاهرة
للسينما يوم الثلاثاء الماضي، ويفتتح اليوم القاهرة للإعلام العربي، واقيم
مهرجان الإسكندرية للسينما في سبتمبر الماضي أثناء مهرجان الإسماعيلية
للأفلام التسجيلية والقصيرة، وهذه هي مهرجانات السينما والراديو
والتليفزيون الأربعة التي تقام في مصر كل سنة.
هناك اتحاد دولي ينسق بين مواعيد المهرجانات الدولية، وأوروبي
ينسق بين مواعيد مهرجانات أوروبا، وفي كثير من دول العالم اتحاد وطني ينسق
بين مواعيد مهرجانات هذه الدولة أو تلك، وتنسيق المواعيد أمر لا يحتاج إلي
أموال، ولا إلي تكنولوجيا عالية، وإنما فقط مجرد الإحساس بالمصلحة العامة،
وهناك في مصر لجنة تابعة للمركز القومي للسينما بوزارة الثقافة تسمي اللجنة
العليا للمهرجانات السينمائية، ويرأسها أستاذ قدير هو الدكتور فوزي فهمي،
ومن المفترض أنها تعادل الاتحادات الوطنية في تونس وفرنسا وغيرهما من
الدول، فلماذا لا تقوم اللجنة بالتنسيق بين مواعيد مهرجانات مصر الدولية
للسينما والراديو والتليفزيون أو الإعلام، كما أصبح اسم مهرجان الراديو
والتليفزيون ابتداء من دورته الجديدة التي تبدأ اليوم، ولماذا لا يستجاب
إلي دعوة عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبي لتنسيق مواعيد المهرجانات
العربية.
منذ عدة شهور تم تحديد مواعيد أكثر من ألف مهرجان سينمائي في
العالم حتي نهاية العام القادم ٢٠٠٨، وكل مهرجان حقيقي يعلن في نهاية دورته
عن موعد دورته القادمة باليوم وليس بالشهر ماعدا المهرجانات التي تقام في
مصر، وأغلب المهرجانات في الدول العربية الأخري أيضاً، وقد أصبح الإعداد
المبكر قبل سنة علي الأقل من الأمور البديهية التي لا تحتاج بدورها إلي
أموال ولا تكنولوجيا، وإنما ألف باء التواجد في العالم المعاصر، وألف باء
اكتساب الاحترام المتبادل بين المهرجان والجهات والشركات والأفراد الذين
يصنعون الأفلام.
مهرجانات السينما والتليفزيون الآن مع تكاثرها في العالم أصبحت
«صناعة» كاملة لها تقاليدها المتعارف عليها في الإدارة والتمويل، وكلما
توافرت هذه التقاليد أصبح لدي المهرجان القدرة التنافسية مع المهرجانات
الأخري، وكل مهرجان يمكن أن يتطور ويتخلص من سلبياته، بشرط واحد، ألا يشعر
المسؤولون عنه بالرضا الكامل عما يفعلوه، وأنه ليس في الإمكان خير مما كان
ويكون!
المصري اليوم في 3
ديسمبر 2007
|