حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحيل الوردة

وداعاً وردة الغناء العربى

وردة تعود لبليغ.. "بودعك وبودع الدنيا معاك".. آخر رسائل ملك الموسيقي للراحلة

كتب- أمجد مصطفى

لم تكن علاقة وردة وبليغ حمدي كأي علاقة تربط بين ملحن، ومطربة، أو بين زوج وزوجة، لكنها كانت علاقة الروح بالجسد، نعم تزوجا وانفصلا لكن ظل هذا الغرام المتبادل في قلوب كل منهما، واذا كانا لم يستطيعا استئناف حياتهما الزوجية بعد هذا الانفصال، فجاء رحيل السيدة وردة مساء الخميس الماضي للاعلان عن عودة وردة إلي بليغ فكلاهما اصبح بين يدي الله.

الآن هما في رحاب الله عز وجل، واتصور لو ان وردة خُيرت بين ان تدفن في ارض اجدادها بلد المليون شهيد، وبين ان توضع بجوار بليغ حمدي لاختارت ان تكون بجوار بليغ، وردة ابتعدت عن حبها خلال الحياة لان كبرياء المرحلة جزء منها، وانحازت إليه لانها كانت تري في كثير من الاحيان ان بليغ لا يمنحها نفس الاهتمام الذي كانت تستحقه كأنثي، وكحب عمره.

والشيء الغريب أن بليغ شعر بأهمية هذا الحب، وولعه الشديد بها بعد الانفصال وحاول كثيرا ان يثنيها عن قرار الانفصال، والعودة، لكن الكبرياء كان أشد وأقوي، فهي بقدر الحب الذي منحته له، بقدر المقاومة في العودة وكان هناك اشخاص ينمون بداخلها ضرورة المقاومة، وعدم العودة إليه، والوسط مليء بالناس الاشرار الذين كانوا يرفضون استئناف حياتهما الزوجية لاسباب متعلقة بسواد القلب فهم لم يكونوا يريدون لهما الخير، وزاد من هذا بعض الشائعات التي اطلقت عن ارتباط بليغ حمدي بعلاقة عاطفية مع المطربة ميادة الحناوي التي كان بليغ قد خصها ببعض الالحان في بداية مشوارها ورغم ان الاثنين نفيا ذلك الا ان اصحاب النفوس الضعيفة كانوا أكثر تأثيراً، لكن ما لا يعلمه الكثيرون ان بليغ حمدي استغل صوت ميادة الحناوي في تقديم رسائل لوردة من خلال بعض الاغاني التي غنتها ميادة، وكتبها ولحنها بليغ حمدي، وكانت هذه الاغاني خلال هجرته لسوريا وكان معه ايضا الشاعر عبد الرحيم منصور، بدأت هذه الرسائل بأغنية «الحب اللي كان» ثم «فاتت سنة» ثم «اسمع عتابي»، وآخرها «مش عاويدك» وكل اغنية من هذه الاغاني كان لها مضمون، وجرح في قلب بليغ حمدي، وكانت آخر الأغاني التي كانت تحمل قمة معاناته عندما يئس من عودتها إليه فكانت رائعته، والتي غنتها وردة «بودعك، وبودع الدنيا معك» وهذه الاغنية كتبها ولحنها خلال وجوده في اثينا عندما كان يعيش خارج مصر علي خلفية حادث مصرع سميرة مليان، وتعود قصة هذه الاغنية إلي أن يوم عيد ميلاده مر دون ان تتصل به وردة لتقول له «كل سنة وانت طيب» كما كان يحدث دائما حتي بعد الانفصال، وعندما انتظر المكالمة ولم تأت، ايقن انها لم تعد تحبه، وهنا كتبها ولحنها، وغنتها وردة في حفل عام، حضره بليع حمدي، وبمجرد ان بدأت الموسيقي ثم جاء صوت وردة وهي تغني «بودعك وبودع الدنيا معك.. وجرحتني.. قتلتني.. وغفرت لك.. قسوتك» انهمر بليغ في البكاء لدرجة ان الكاميرا عندما تتبعته وضع يده علي وجهه، ظهر اهتزاز جسده من شدة البكاء أمام الجميع.

قصة حب وردة - بليغ ربما تكون من أهم قصص الحب التي شهدتها المنطقة العربية، وليس الوسط الفني، فهو مشوار من العشق، ومسيرة أخري من التعاون الفني جعلهما أهم دويتو بين ملحن، ومطربة، لذلك فهي دراما طبيعية لا تحتاج إلي اضافة اي مشهيات أو مواقف مثيرة تجذب المشاهد، وفي النهاية وداعاً وردة كما ودعنا قبلك بليغ حمدي، وبالفعل لم يعد لدينا من الاصوات الا القليل من الكبار.

ولاننا في زمن الاقزام رحم الله ايضا كل الذين مازالوا علي قيد الحياة والذين يدافعون عن تراثنا، وغنائنا الجاد.

*******

ودعاً وردة الغناء العربي

تحقيق- دينا دياب :

رحلت وردة الغناء العربى فجأة وهى فى قمة لياقتها الصحية والفنية لذلك جاء رحيلها بلا سبب مفاجأة كبيرة، نعم الاعمار بيد الله لكنها شغلتنا معها فى الايام الأخيرة ببعض المشاريع الفنية الجديدة والتى منحتنا ثقة زائدة فى ان نسمع عنها المزيد من الاخبار الفنية لكن جاء الأجل لتنتهى حياتها وهى فى قمة سعادتها بأخر أعمالها الفنية مع المطرب عباد الجوهر شاءت ارادة الله ان يكون رحيلها على  ارض مصر التى عشقتها والتى شهدت قمة مجدها بعد عودتها من رحلة فى فرنسا  منذ أيام قليلة برفقة ابنها رياض الذى توجه الى الجزائروتصمم ان تأتى لمصر لتموت فيها، عاشت وردة الجزائرية الأصل الفرنسية المولد بين رحاب مصر وماتت بأرضها عن عمر يناهز 73 عاما وعادت الى مصر التى استقبلتها بالورود عام 1958 لتعطى 55 عاما من النجاح والتألق والثراء الفنى بكل مايمكن ان يجود به فن من موسيقى وكلمات واعمال تليفزونية وسينمائية، لم تنكر وردة أبدا فضل مصر عليها وحبها الشديد لناسها ورغم جنسيتها وارتباطها بحيوناتها وابنائها فى الجزائر الا انها قررت الاستقرار فى مصر لتعيش على ذكرى حبها ، وتموت على هذا الحب...

محمد سلطان: وفاتها أصابتنى بالاكتئاب

أكد الفنان الكبير محمد سلطان أنه اصيب بحالة من الاكتئاب بعد سماع خبر وفاة وردة لحزنه الشديد على الساحة الفنية المصرية والعربية التى بدأت تفرغ من أصوات العمالقة واحدا تلو الاخر، وقال سلطان ربطتنى علاقة صداقة قوية مع وردة وزوجها الفنان الكبير بليغ حمدى  وأكثر ماميزها انها  كانت انسانة  طيبة حنونة تكره الشهرة ولا تسعى اليها  فكانت بسيطة وتحب ان تظل بعيده عن اعين الناس ، فهى ايضا من الفنانين القلائل التى يميزها  شخصيتها فى الغناء فهى صوت  يفرض نفسه على اللحن وهذا فى رأيى  سر نجوميتها، وآخر عمل قدمناه معا كانت اغنيه « شمس وبحر ونسمة شقية» وكانت اول اغنية فى فيلمها الاخير «ليه يادنيا» وكانت تحب ان تغنى لى اغنية «خليكوا شاهدين» وتدندنها مع فايزة فى منزلنا، وتعتبرة هذه الأغنية  الأجمل لفايزة وكانت تطلب منى تلحين اغنية مثلها دائما، رحلت وردة ورحلت معها الضحكة التى كانت تجمعنا بفايزة ونيللى وحسين فهمى وكمال الطويل وعادل ادهم ونجوى فؤاد كنا جميعا نخاف على بعض ومثلنا حالة فنية لن تتكرر مرة أخرى...

محسن جابر: رحلت آخر العظماء

أرخ المنتج محسن جابر وفاة الفنانة وردة بوفاة آخر جيل العظماء من الفنانين ليس على المستوى الفنى فقط لكن على المستوى الإنسانى أيضاً، فهى فنانة لها فضل  عظيم على المستوى الإنسانى فى العالم العربى وعلى الوسط الغنائى فهى أول من علمتنا كيف نشيد تاريخ للعمل، وحقيقة من خلال تعاملى معها لم تكن فنانة مزعجة مثل كثير من الفنانين الموجودين الآن لكنها رغم عبقريتها ونجوميتها يهمها فنها فقط وكانت آخر مكالمة بينا منذ 3 أشهر وطلبت منى ترشيح مخرج لآخر كليباتها وبالفعل اخترت لها شريف صبرى الذى قدم معها «انا ليا مين غيرك وكان آخر انتاجنا معا وبالفعل قدمت آخر دويتو لها مع عباد الجوهر، واضاف جابر ان الشركة ستصمم تكريماً خاصاً بالفنانة العظيمة التى اثرت الفن والحياة الغنائية بكل الجماليات الفنية الممكنة.

وجدى الحكيم: توفيت فى مصر لتكون جزءا من ترابها

أكد الإعلامى الكبير وجدى الحكيم ان وردة هى جزء من تراث مصر ظلت تعشق تراب هذه الأرض وبعدما اجرت جراحتها فى فرنسا صممت ان تعود الى مصر لتموت على الأرض التى عاشت فيها اجمل أيام حياتها وقدمت من خلالها أجمل اعمالها وتزوجت من حب عمرها، ويشاء الله ان تموت فى الساعة السادسة وعشر دقائق فى الموعد الذى تستيقظ فيه من النوم يوميا فبوفاتها خسرنا اخر الفنانات المحترمات فى عالم الغناء وعن ذكرياته معها قال الحكيم انا كنت اول من استقبلها فى مصر عام  1958 عند دعوتها للحضور لتغنى للثورة الجزائرية، وكنت آخر من ودعها على ارض مصر فى رحلة استمرت 45 عاما على أرض الكنانة قدمت حياتها تليفزيونيا واعددت لها مسلسل اوراق الورد مع الكاتب وحيد حامد وقدمت لها العديد من الاغنيات التى كانت بطلة فى معركة أكتوبر ومازالت اغنياتها تعيش بيننا.

حلمى بكر: سيدة عظيمة لم تصنع نجوميتها من فراغ

أكد الموسيقار حلمى بكر ان وردة هى سيدة عظيمة ظلمت فى حياتها أكثر من مرة ورغم ذلك كانت مبتسمة فهى فنانة على درجة عالية من الاحترام، ولم تصنع نجوميتها من فراغ لكنها كانت قيمة فنية منذ كان سنها 11 عاما إلى أن توفاها الله، كانت فنانة تعلم قدرها وحجمها وظهر ذلك فى مرحلة ازمتها مع عبد الحليم حافظ وكنت وقتها حمامة السلام، وفى اول لقاء بينها وبين حليم اثبتت انها طيبة بشكل غريب، وكانت تظلم نتيجة حسن نيتها  وهذه مشكلتها فى الحياة الفنية فهى منعت فى عصر جمال عبد الناصر من الغناء تحت تهمة علاقتها مع عبد الحكيم عامر رغم انها لم تقابله الا مرة واحدة فى سوريا عندما غنت اغنيه «جميلة»، وهى شهاده للتاريخ، وفى أيام السادات منعت من الغناء لانها غنت للقذافى. واعادها للغناء مرة اخرى وزير الثقافة عبد المنعم الصاوى ومنعت من الغناء فى عصر مبارك ايضا عندما غنت فى حفل الجيش وبجملة معينة منعتها سوزان مبارك زوجة المخلوع من الغناء، ورغم ذلك حبها لمصر كان حبا جنونيا فجاءت من فرنسا الى مصر رغم ان ابنها رياض سافر الى الجزائر، وعن ذكرياته معها قال بكر ان وردة اول من قدمتنى كملحن فى العام النهائى لتخرجى وكانت وقتها هى بروفة اوبريت «الوطن الاكبر» وبعدها قدمت حوالى 13 اغنية عاطفية.

صلاح السعدنى: منزلها ملجأ للفنانين

وصف الفنان صلاح السعدنى وردة بأنها أكرم فنانة دخل الى منزلها، وقال رغم مشاركتى للفنانة وردة فى فيلم «ليه يادنيا» الا انها لا تمثل لى مجرد ممثلة شاركتها فى فيلم لكنها بالنسبة لى زوجة شقيقى، فانا عشت فى منزل بليغ حمدى فترة شبابى بداية من مكتبه بالزمالك وحتى منزله بميدان سفنكس بالمهندسين وكنا الثلاثى سمير خفاجة وكامل البيطار نسمى منزله ملجأ الأصدقاء، فكانت زوجته الفنانة وردة مثالاً للكرم ومثالاً متميزاً للمرأة العربية ابنة الجزائر العظيمة صاحبة ثورة المليون شهيد.

بهاء الدين محمد: لن يعوض ذكاؤها

وقال الشاعر بهاء الدين محمد: وردة من الفنانات اللاتى يصعب تعويضهن مرة اخرى فهى فنانة ذات ذكاء فطرى وصوت رخيم، وكان اول لقاء بيننا فى منزل زياد الطويل وبكت عندما اسمعتها احدى الاغنيات ففور جلوسنا معا حدثت بيننا كيميا وكنا على تواصل دائم عزاؤنا هو تاريخها لان الفنان يموت عندما ينتهى تاريخه، ووردة تركت تاريخاً يظل لها طوال العمر.

محمد الحلو: قدمتنى بأغنية «فى يوم وليلة»

وقال المطرب محمد الحلو إن وردة من أهم الأصوات التى جاء بها الوطن العربى وكان اول لقاء بينا وانا فى معهد الموسيقى العربية وبعدما استمعت لصوتى قررت ان تعطينى فرصة الغناء فى الفواصل بين حفلها فى بور سعيد وعندما وضعوا فقرتى فى الوقت الذى تذاع فيه نشرة الاخبار اعطتنى فقرة من فقراتها لإيمانها بصوتى، وقدمتنى للفنان الراحل محمد عبد الوهاب ليسمع منى اغنية «فى يوم وليلة» واتذكر انها قالت وقتها اننى اغنيها بشكل جديد.

صلاح الشرنوبى: سأقدم حياتها فى مسلسل

وقال الملحن صلاح الشرنوبى اعتبر وردة هى آخر أصوات العمالقة التى ذهبت وأخذت الفن معها، افتقدتها الأمة العربية كلها بفنها وعبقريتها افتقدنا إنسانة حنونة عبقرية ذكية كريمة، كانت عشرة طويلة قدمت معها العديد من الاعمال وكان اخرها مسلسل آن الاوان والبوم ان الاوان وكنا نجهز لعمل جديد قبل ثورة يناير عن قصة حياتها لكنها للاسف توفيت قبل ان تجسد حياتها على الشاشة لكننى اتوعد ان اقدم قصة حياتها فى مسلسل يحكى حياة تلك السيدة العظيمة التى عاشت الغربة فى بيتها، فأنا اعتبرها فنانة كما قال الكتاب تحمل فى طيات صوتها من القوة والعذوبة ما يكفى ان تكون آخر الفنانات المحترمات.

فاروق الشرنوبى: صاحبة تاريخ دون منافس

وقال الموسيقار فاروق الشرنوبى ان وردة تعتبر رائدة الغناء العربى بحق فهى صاحبة تاريخ لايضاهيها فيه احد ويكفى انها حتى وفاتها كانت بقوة صوتها رغم تخطيها سن السبعين ، واضاف للاسف لم نقدم معا سوى اغنية خاصة غنيناها فى احدى المناسبات  من كلمات الشاعر عمر بطيشة ووقفت معها فى دور تمثيلى صغير فى مسلسل آن الأوان وكان من أهم الأعمال فى حياتى لمجرد اننى وقفت امامها فقط.

شريف صبرى: تظهر وكأنها ابنة العشرين

وقال المخرج شريف صبرى.. انا آخر مخرج تعاملت معها فى الدويتو الخليجى «زمن ما هو زماني» مع عباد الجوهر وهو اول تجربة خليجية حقيقية لوردة، وانتهينا من تصويره قبل وفاتها بأيام ، وأضاف صبرى: انا تعاملت مع وردة مرتين الأولى فى اغنية انا ليه مين غيرك وكانت وقتها فى قمة مجدها بألبومها الجديد والثانية منذ عدة اشهر الغريبة اننى عندما وقفت امامها شعرت وكأنها ابنة العشرين فجمالها وصفاء قلبها يظهر على وجهها فهى محبة للحياة مبتسمة دائما جعلتنا جميعا متألقين فى الاستوديو فها هى وردة الابتسامة فى كلمة.

********

أميرة الغناء.. رحلة إبداع

كتب- أمجد مصباح :

سيظل يوم رحيل المطربة وردة علامة فارقة فى تاريخ الأغنية العربية، مثل أيام «3 فبراير 1975» رحيل كوكب الشرق أم  كلثوم، و«30 مارس 1977» رحيل العندليب عبدالحليم حافظ و«26 ديسمبر 1974»  رحيل  فريد الأطرش و«21 سبتمبر 1983» رحيل فايزة أحمد و«20 أكتوبر 1966» رحيل محمد فوزى و«12 سبتمبر 1993» رحيل بليغ حمدى و«1 يوليو 1995» رحيل محمد الموجى.

رحيل وردة حدث أصاب الأغنية العربية، ولم لا وقد قدمت على مدى أكثر من «50» عاماً مئات الروائع الغنائية، صوتها كان شديد الروعة والإحساس والقوة. ولدت حسب أكثر الروايات صدقاً يوم «22 يوليو 1939» ومنذ ظهرت موهبتها الغنائية فى فجر الشباب جاءت الى مصر 1960 وتلقفها المخرج حلمى رفلة لتقوم ببطولة فيلم ألمظ وعبده الحامولى مع المطرب الراحل عادل مأمون وحسين رياض، وعندما استمع الموسيقار محمد عبدالوهاب لصوتها قرر على الفور أن تشارك فى النشيد الوطنى «الوطن الأكبر» مع عبدالحليم حافظ وشادية وفايزة كامل ونجاة ومكثت فى مصر سنوات قليلة قامت خلالها أيضاً ببطولة فيلم «أميرة العرب» مع رشدى أباظة، ومن أبرز أغنياتها فى تلك الفترة أغنيات «روحى وروحك» و«يانخلتين فى العلالى» ولكن من أشهر أغنياتها فى الستينيات «لعبة الأيام» ألحان العملاق الراحل رياض السنباطى، وفجأة حدثت بعض الوشايات حول طبيعة علاقتها مع المشير الراحل عبدالحكيم عامر، وكانت بحق وشايات كاذبة.

قرر على أثرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خروجها من مصر وتزوجت بالجزائر.

عادت إلى مصر فى بداية السبعينيات لتبدأ مرحلة انطلاق وتألق فى عالم الغناء بدأتها ببطولة فيلم «صوت الحب» مع حسن يوسف وعماد حمدى وغنت مجموعة من الروائع ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدى «العيون السود» و«اشترونى» و«طب وأنا مالى» و«مستحيل» وذلك 1972، وفى عام 1973 غنت رائعتها «بلاش تفارق» ألحان بليغ أيضاً وكلمات محمد حمزة ولنجاحها المدوى قامت ببطولة فيلم «حكايتى مع الزمان» فى نفس العام،أمام إمبراطور السينما الراحل رشدى أباظة ويوسف وهبى وسمير صبرى وغنت روائع «بكرة ياحبيبى» و«ياعيونى ليه تدارى« و«وحشتونى» و«حكايتى مع الزمان» ألحان بليغ حمدى، و«لولا الملامة» ألحان محمد عبدالوهاب وفى أكتوبر 1973 غنت أروع أغانيها الوطنية «على الربابة»، وكانت من أشهر الأغنيات التى عبَّرت عن نصر أكتوبر وقدمت أيضاً أوبريت «تمر حنة» وبداية من عام 1974، قدمت وردة عشرات الروائع من الغناء الكلاسيكى، بعد أن ارتبطت عاطفياً وفنياً مع الموسيقار الراحل بليغ حمدى، ومن أشهر أغنياتها فى تلك الفترة «لو سألوك» و«اسمعونى» و«ولاد الحلال» و«معجزة» و«مالوا» و«معندكش فكرة» وفى يونيه 1975 وبمناسبة إعارة افتتاح قناة السويس غنت «وفرحنا وضحكت ليالينا» و«عقبال العيد يا أهالينا» كانت بحق عاشقة لمصر.

وفى عام 1977 قامت ببطولة فيلم «آه ياليل يازمن» مع رشدى أباظة وعادل أدهم وغنت فى هذا الفيلم روائع غنائية «ياعينى ياليالى ليالينا»، و«مسا النور والهنا» وأغنية «ياريس» وفى عام 1978 اتجهت للدراما التليفزيونية لأول مرة، وقامت ببطولة مسلسل «أوراق الورد» مع عمر الحريرى وزين العشماوى.

وقدمت مجموعة كبيرة من الأغنيات فى هذا المسلسل منها، «بوس على الخد» أغنية شديدة العذوبة والجمال، و«آه يانى من الهنا» و«آه لو قابلتك» و«من زمان» و«كل سنة وانتى طيبة يامامتى».

وفى ليلة «11 نوفمبر 1978» غنت وردة أشهر أغانيها، «فى يوم وليلة» ، كلمات الشاعر الراحل حسين السيد، ألحان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وحققت نجاحاً مدوياً. وفي عام 1979 غنت أغنية وطنية رائعة، ربما نسيها البعض وهى أغنية «احنا الشعب» ألحان عبدالوهاب وغنت أغنية وطنية رائعة 1980 «انشودة مصر»، كلمات حسين السيد، ألحان عبدالوهاب وبها المقطع الشهير و«مهما جرح الأحبة ياسى الآن دايماً تحب تنسى»، وكانت تحمل إسقاطاً فى المقاطعة العربية لمصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وفى ليلة 6 أبريل 1980» غنت وردة قصيدة «ياحبيبى لا تقل لى» تأليف ابراهيم عيسى، ألحان العملاق الراحل رياض السنباطى، وفى تلك الفترة انفصلت عن الموسيقار الراحل بليغ حمدى، وقدمت فى عامى 80، 81 مجموعة من الأغنيات، ألحان سيد مكاوى منها، «قال إيه بيسألونى» و«شعورى ناحيتك» و«قلبى سعيد» ولا تنس أغنية «قضية حب».

وفى يم «8 أبريل 1982» قدمت وردة رائعتها «أنده عليك بالحب»، كلمات محمد حمزة، ألحان محمد عبدالوهاب.

وفى10 مارس 1983 كان الموعد مع أروع أغنياتها، «أكدب عليك» كلمات مرسى جميل عزيز، ألحان محمد الموجى، وغنت فى نفس الحفل، أغنية «لبنان الحب»، تأليف حسين السيد، ألحان محمد عبدالوهاب فى تلك الفترة وصلت وردة لمرحلة نجومية ونضوج فنى رائع.

وفى يوم 20 يونيه 1985 قدمت أحر روائعها الكلاسيكية مع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب «بعمرى كله حبيتك» تأليف الشاعر الراحل حسين السيد،وقدمت بعد ذلك تجربة مختلفة بعنوان «من كل بستان وردة» حيث غنت مجموعة من أغنياتها فى وصلة واحدة، كوبليه من كل أغنية شهيرة.

وفى بداية التسعينيات، غيرت وردة من جلدها وابتعدت عن الأغنيات الطويلة، وتعاونت مع الملحنين الشباب بمجموعة من الأغنيات حققت نجاحاً كبيراً منها «بتونس بيك» و«حرمت أحبك» و«ياليل يا آخر المشوارى» و«جرب نار الغيرة»، ورغم النجاح الشديد لتلك الأغنيات لكنها لم تكن بمستوى أغانيها فى السبعينيات والثمانينيات.

وقامت فى تلك الحقبة ببطولة آخر أفلامها «ليه يادنيا» مع محمود ياسين وصلاح السعدنى، كما قدمت مجموعة من دة الجزائرية كانت حالة خاصة جداً فى تاريخ الغناء المصرى والعربى، صوت نادر حساس قوى، كان من الطبيعى أن تترالأغنيات الأخرى فى السبعينيات منها «أصلك بتحب» و«ياخبر» ومع بداية الألفية الجديدة بدأت علامات المرض لكنها ظلت على حالها من التآلف والابداع وشاركت فى العديد من الحفلات الخاصة بالمناسبات الوطنية.

ومنذ أعوام قليلة قامت ببطولة مسلسل «آن الأوان» مع حسن حسنى وخالد سليم وآخرما غنت كان منذ أسابيع قليلة دويتو زمن ماهو زمانى مع عبادى جوهر.

وربع على عرش القلوب على مدى «40» عاماً وتحديداً منذ عام 1972 وأغنية «العيون السود»، رحم الله أميرة الغناء العربى.

حزن جزائرى على رحيل الفنانة وردة

الجزائر - لطفي زيان:

خيم الحزن في الجزائر على رحيل أميرة الطرب العربي الفنانة الجزائرية وردة بعد وفاتها أمس الخميس بالقاهرة إثر إصابتها بأزمة قلبية، وعبر العديد من عشاق الفنانة الراحلة البالغة من العمر الـ 73 سنة عن حزنهم الشديد داعين الله أن يتغمد روحها برحمته الواسعة معتبرين أن الجزائر فقدت رمزاً من رموزها الكبار.

وكانت أميرة الطرب العربي قد سجلت مؤخراً في الجزائر إعلاناً تغني فيه أغنية وطنية تحت عنوان "مازلنا واقفين" بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر يوم 5 يوليو القادم، حيث شاءت الأقدار أن تغادر قبل احتفالها بهذه المناسبة.

كما كانت الفنانة الراحلة بصدد تجهيز فيديو كليب اعتبرته مفاجأة للجزائر بمناسبة احتفالية الذكرى الخمسين لاستقلالها، ومن المنتظر أن يصل جثمان الفقيدة اليوم الجمعة بعدما أمر الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" أمس الخميس بنقلها إلى الجزائر.

الوفد المصرية في

19/05/2012

 

تجاهلتها قنوات الأفلام..

فضائيات الأغانى تعترف بوردة بعد رحيلها!

حرصت الإذاعة على بث عدد من أغاني وردة

كتبت - علياء سعيد

يبدو أن فضائيات الأغاني لا تشعر بقيمة رموز الغناء والطرب الأصيل إلا بعد رحيلهم؛ فبعد انتشار خبر وفاة المطربة وردة أمس بدأت العديد من الفضائيات الغنائية بث مختارات من أشهر أغانيها وأجمل حفلاتها, وكأنها فجأة اكتشفت أن لديها أرشيفا غنيا بأروع ما قدمته وردة على مدار مشوارها الفنى.

ولأول مرة تستريح عين المشاهد من مطربات العري والإسفاف, وتبدأ أذنه تطرب بصوت أصيل اعتاد أن يحترم جمهوره ويقدم له أرقى الكلمات وأعذب الألحان.

وبدورها انهالت رسائل العزاء من الجمهور على "تيكرز" الأخبار والتعليقات؛ فالبعض ينعى رحيل وردة, والبعض يدعو لها بالرحمة والمغفرة, والبعض الآخر يُطالب القائمين على المحطة بالإكثار من بث أغانيها؛ وفي كل الأحوال فالأمر مُربح للمحطة من كثرة استقبالها لتلك الرسائل؛ والتي عكست أنه لا يزال هناك جمهور يُقدر قيمة الفن الحقيقي والطرب الأصيل؛ رغم الجرعات المُكثفة التي تقدمها له تلك الفضائيات من أغان وكليبات ركيكة.

أما فضائيات الأفلام, فقدم البعض منها على استحياء أفلاما لوردة مثل "ألمظ وعبده الحامولي" و"آه يا ليل يا زمن", وسريعا ما تدارك القائمون عليها الموقف وعادوا لتقديم ما لذ وطاب من أفلام لا تستحق سوى الوصف بالسخافة والابتذال.

بينما حرصت الإذاعة على بث قدر لا بأس به من أغانى الراحلة مع تقديم مقتطفات من لقاءات معها.

وعلى الرغم من أن الفنانة وردة لم تبتعد عن الأضواء قبل رحيلها كنظيراتها من نفس الجيل مثل نجاة وشادية, إلا أنها لم تنل ما تستحقه وما يتناسب مع قيمتها وقدرها الفني من اهتمام اعلامي.

وبعد أن عادت وردة بألبوم "اللي ضاع من عمرى" في عام 2011 ؛ وصورت الأغنية الرئيسية للألبوم بطريقة الفيديو كليب؛ لم تذع أيضا الأغنية بالقدر الذي كانت تستحقه؛ ولم يُحقق الألبوم النجاح الكبير الذي كان متوقعا له.

ورغم عدم اهتمام الإعلام المصري بوردة في حياتها أو في وفاتها بالقدر الذي كانت تستحقه؛ ففي المقابل كانت تكن وردة لمصر قدرا كبيرا من الحب والمودة والوفاء, جعلها تفضل أن تقضي المتبقى من عمرها على أرض مصر.

فلم تكن مصر بالنسبة للراحلة وردة مجرد بلد جاءت إليه لتحقق نجاحا فنيا وتلتقى فيه بكبار الشعراء والملحنين فقط, بل كانت تمثل لها وطنا ثانيا اختارت ان تقضى فيه بقية عمرها حتى وإن كانت مبتعدة عن الساحة الفنية, حيث ذكرت في عدة لقاءات تليفزيونية أن العديد من المسؤولين الجزائريين يطالبونها بالعيش في وطنها الجزائر إلا انها تقابل ذلك دائما بالرفض وتقول إن وطنى الجزائر لكن بلدى مصر, وأفضل أن أعيش المتبقى من عمرى في مصر ولكن سأوصى بدفني في الجزائر.

وبالرغم من أنها لُقبت طوال مسيرتها الفنية بوردة الجزائرية؛ إلا أنها لم تقل في الوطنية عن أي مصري؛ حتى أن الرئيس جمال عبدالناصر طلب من الموسيقار محمد عبدالوهاب أن يُضيف لها مقطعا في أوبريت الوطن الأكبر؛ كما قدمت وردة عددا من الأغانى الوطنية لمصر منها "حلوة بلادى السمرا" و"مصر الحبيبة" و"عاشت بلادنا" وغيرها .

ولأنها كانت دائما جزءا من مصر لا تنفصل عن أفراحها أو أزماتها, فقد تمنت وردة في أحد حواراتها الصحفية قبل رحيلها أن يكون الرئيس الجديد المنتخب لمصر بعيدا تماما عن الوجوه القديمة التي كانت تنتمى للنظام السابق, مؤكدة أن البلد في حاجة إلى دماء جديدة شابة قادرة على اخراج مصر من أزمتها, وتُعيد لمصر مجدها جمالها ورقيها المعهود.

رحلت وردة الغناء العربي ولكن سيبقى رحيقها خالدا في قلوب المصريين؛ و في قلوب كل محبيها في الوطن العربى من خلال ما تركته لجمهورها من مكتبة ثرية مليئة بأغانيها العظيمة التي عبرت برقي كلماتها ودفء ألحانها عن احترامها لنفسها كفنانة لا ترضى بأن تقدم لجمهورها غير كل ما يحمل معنى راق وجميل.

الوفد المصرية في

19/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)