لم أكن
أعلم أن ذلك اللقاء الذي سأجريه معه هو الأخير له . . اتصلت به لأحدد
موعداً للقاء كان مشغولاً جداً بقراءة بعض النصوص الدرامية والبستان الذي
كان يجهزه ليعيش فيه ما تبقى له فيه . . كان يسميه “الهروب من الحياة”
ويرفض أن يقول عنه أحد مزرعة بل يقول لهم إنه بستان . . بستان جهزه على
مزاجه وكيف ما يحب . حدد لي اللقاء بعد عدة أيام وانتابني خوف شديد قبل
اللقاء رجل يبلغ من العمر الثالثة والسبعين، مر بحقبات تاريخية مهمة جداً،
مثقف، مبدع له أفكار لا تشبه أي أفكار، مملوء بطاقة الشباب والعنفوان، بصم
على صفحة الدراما السورية والعربية شخصيات أذهلت المشاهد عبر عقود من الزمن
. . كيف سأحاور “أنطوني كوني” العرب؟ إنها هيبة ووقار ذلك العملاق .
. طرقت الباب فتح لي هو بنفسه، ذهلت عندما رأيته وابتسمت، قال: تفضلي- كانت
تجاعيد وجهه تحكي الكثير عنه قبل أن يتكلم - جلسنا ومن ثم بدأنا الحوار،
مرّ قليل من الوقت وخف ارتباكي، كان يبتسم حيناً، وأحياناً يلتمع في عينيه
بريق الدموع عندما تصبح الأسئلة أكثر خصوصية، أخجلني بلباقته واحترامه
الشديد هو فنان حقيقي بكل ما تعنيه الكلمة، وإنسان متواضع جداً رغم تاريخه
الكبير . بعد ساعة ونصف الساعة انتهى اللقاء واستأذنت بالرحيل، واتفقنا على
أن نلتقي مجدداً لأريه اللقاء قبل نشره . . وهذا هو الحوار الذي دار بيننا
. .
- كانت
لدي رغبة ملحة، لأن تجربتي في الحياة متنوعة وغنية، فيها كثير من العذابات
والصدامات مع المجتمع وكل من حولي، وفيها كثير من الحب والكره والبغض، ولقد
مارست حياتي دون أن أخجل من شيء نهائياً ولم أندم على شيء ولا أي لحظة من
لحظات عمري، فقط ندمت على اللحظات التي لم أستغلها ومرت من دون أن أعيشها
وأتعايشها، من أجل ذلك قررت أن أكتب سيرة حياتي وأقدمها في عمل تلفزيوني،
وقد شجعني الصحفي زياد عبد الله كثيراً وقررنا العمل معاً على النص، ولذلك
أقوم بتجهيز غرفة له في بستاني وهو الآن موجود في دبي، أنا مؤمن به كثيراً
وأحبه، وزياد لديه ذاكرة هائلة، وهو شاعر موهوب، وصحافي وناقد متميز وقارئ
علم نفس، وصديق عزيز .
- أعتقد
سنة على الأقل .
- نعم من
الممكن أن يظهر اختلاف . . لذلك سأحرص أن أكون موجوداً أثناء التنفيذ حتى
نتلافى أن يحدث أي اختلاف أو خطأ، وسآخذهم إلى الأماكن التي عشت فيها وإذا
لم تعد موجودة سأجعلهم يصممون أماكن تشبهها تماماً .
لم أكن
أعتقد أنه سيمضي دون أن يرى سيرة قصة حياته كما أراد . . أراد ذلك بشدة . .
وكان يتمنى أن يستفيد الجميع من قصته وألا يمروا بما مر به من ألم وحزن .
- لأنهما
قادران على محاكاة خالد تاجا .
- نعم
مؤمن بموهبتهما .
- من
الصعب أن أميز بينهما لأنني أحبهما معاً، أحب تيم، وأحب باسل وأحب قصي خولي
أيضاً، أنا لا أكره أحداً، وأنا مؤمن بهذا الجيل، وأعتبر نفسي منه، ولا أضع
نفسي بمصافي الجيل القديم إلا من خلال تجربتي، لكنني مؤمن بهذا الجيل وليس
لدي أصدقاء من عمري، وأصدقائي هم هؤلاء الشباب الذين يمدونني بالطاقة،
لأنني أضطر إلى أن أشحن نفسي بهم، حتى أستطيع مجاراة تفكيرهم الطازج
والسريع وكل ما فيهم من جديد، وهم يحاكون خالد تاجا كثيراً، وأنا في أحد
مقابلاتي قلت إنني أتيت في غير وقتي، وكان من المفروض أن آتي في هذا الوقت
مع الجيل الحالي حتى أستمتع فيهم وبرفقتهم أكثر .
- اللواتي
مررن بحياتي كثيرات، ولا أستطيع أن أحددهن، لأنهن طاقة ورود متنوعة .
- هناك
سلافة معمار، أمل عرفة، تاج حيدر، والنماذج التي مرت بحياة خالد تاجا
كثيرة، وأعتبر أن النساء هن من علمنني فن الحياة، وكيف أعيش، لقد كان
تأثيرهن كبيراً جداً علي، وأعد نفسي إلى الآن تحت حضانة المرأة الأم، وحتى
الفتاة التي عمرها خمس سنوات أقول لها ماما .
(هنا برقت
عيناه بقوة وأسدل رأسه ثم نظر إلي مبتسماً . شعرت بأنه يحاول أن يخفي دموعه
بابتسامه، فتأملت للحظات ذلك الحزن الذي غمره . . ولا أنكر أنني أنا التي
كنت سأبكي، فتابعت أسئلتي كي أخفف وتيرة اللحظة وسألته سؤالاً جدلياً .
-
الممثلون في مصر الذين هم في سن الفنان جمال سليمان رأوا أن الفنان جمال
سليمان جاء منافساً لهم وقالوا نحن لدينا مثل جمال وربما أكثر، فلماذا نأتي
بشخص من الخارج، نحن في سوريا ليس لدينا هذه النزعة لأننا متأثرون بالقومية
العربية أكثر من كل الدول العربية وقد تربينا عليها، وهكذا نشأنا، ويستطيع
أي شخص عربي أن يمتلك بيتاً في سورية، ونحن البلد الوحيد الذي لا يحتاج إلى
فيزا، وسورية فتحت أبوابها للجميع، لذلك صار هناك جدل واستفزهم وجود جمال
بالأخص، وهو يمتلك ميزة ليست موجودة في باقي الممثلين، حيث إن لديه نشاط
ذهني من الممكن القول عنه نادر، فنفس النظرية التي يمكن أن يقولها لك يمكن
أن ينقضها، وهو قادر على التفكير بكل الوجوه والاتجاهات .
- من
الممكن . . لكن أنا أعتبره إيجابياً، وذهناً نقدياً، تحليلياً . جمال قدرته
الذهنية عالية جداً، وأنا أراه إدارياً أهم منه كممثل، ومدرّساً في المعهد
أيضاً أهم منه كممثل، لديه صفات تؤهله للعمل في مجالات أخرى، وربما استفزهم
لأنه كذلك، وهو عندما يجلس في مجتمع لا أحد يتكلم إلا غيره، وهو الأكثر
جذباً في حديثه .
- هو
صديقي، لكن بحكم السفر والبعد أصبحنا نلتقي نادراً .
- يبنى
المجتمع وأي مجتمع في العالم على هذا الثلاثي، وأصبح يطرح لأن هنالك هامش
من حرية الفكر المعاصر واستطعنا خطفها، ونحن احتلنا على الرقابة وأنتجنا
أعمالاً كثيرة سموها “فانتازيا” حدثت فيها إسقاطات، ومن ثم بدأوا الدخول من
باب الكوميديا قليلاً على السياسة والدين وانتفعت منها الدراما كلها، ولو
أن هنالك إمكانية لمحطات أكثر من ذلك كنا تكلمنا في أشياء أكثر، إضافة إلى
أن أغلب المحطات لا تشتري أعمالاً تتحدث عن هذه القاعدة الثلاثية .
- الرقابة
قليلاً ضعفت بسبب تعدد المحطات، وتعدد سياساتها سمح للمنتج أن يتخطى الرقيب
وأن يهرب منه، فأنا أعرف منتجين مخرجين ومنهم هيثم حقي، حيث كان ممنوعاً
لأحد أن يدخن في المسلسل فيقول لهم “دخنوا”، وإذا كان هنالك مشهد لولد يضم
أمه وهذا ممنوع يقول له: “ضمها”، وهو من اخترق هذه المحرمات واقتحمها بعدة
أعمال وله فضل كبير على الدراما العربية .
- نعم إلى
حد ما، فأنا أعتبر هيثم “شيخ المخرجين” ليس من ناحية السن وإنما بتجربته
الغنية والكبيرة، ومن تحت معطفه خرج كثير من المخرجين، كما أن لديه ثقافة
مهمة جداً ويتمتع بذاكرة بصرية مذهلة .
- بسبب
مسلسل “الزعيم” الذي عرض عليّ قبله .
- مسلسل
“الدبور” ودور أبو حمدي أثر فيِّ، رغم أنه شخصية مكروهة ومستفزة عند
الجمهور لكنها لاقت نجاحاً وذلك لأنها نفذت بطريقة صحيحة .
- تنهد .
. ونظر إلي بعينين نصف مفتوحتين وهز برأسه ثم قال: يجب أن يكون هناك دور
عرض حتى تكون هناك سينما، نحن في السنة ننتج عملين فقط وهذه لا تسمى حركة
سينمائية رغم أننا نملك سينمائيين . . لكن حتى ننتج سينما يجب أن يكون
لدينا دور عرض، وصالات تكفي لاستعادة المبالغ المصروفة على الفيلم، كما أن
مؤسسة السينما تعمل بخسائر ولا تربح .
- يجب أن
يتحرك الرأسماليون الذين يملكون الأموال ليشتروا صالات عرض ويحدثونهما، كما
أنه اليوم لا يوجد صالة تتسع لألف وخمسمئة شخص، ومعظم الصالات تتسع لمئة
وخمسين أو مئتي كرسي، ويجب أن تعرض هذه الصالات باستمرار ولا تتوقف، وعندما
يكون هناك صالات يصبح هناك إنتاج سينمائي .
- (وكأنه
ينتظر ذلك السؤال) هذه أمنيتي . . وأريد أن أنفذه للتلفزيون وليس للمسرح،
لأنه يحتاج إلى طاقة جسدية هائلة على المسرح، وهذا المشروع كان مقرراً أن
ينجز مع الكاتب ممدوح عدوان (رحمه الله)، وقد قال ممدوح “أريد تكريم خالد
تاجا بهذا المشروع”، وكنا سنتفق ونذهب إلى أحد المنتجين حتى نكتب العقد لكن
ممدوح لم ينتظر ورحل إلى مثواه الأخير، فعدوان كان من أبرز المرشحين
للكتابة لأنني كنت أحب أن يكون من يكتب هذا العمل شاعراً لذلك صفات ممدوح
ناسبتني، ثم بعد ذلك وقع اختياري على عدنان عودة وهو شاعر وكاتب درامي،
لكنه انشغل وهذا حقه الطبيعي .
- “خوابي
الشام” قصة وسيناريو وحوار قصي الأسدي ورياض العبد الله إخراج تامر إسحاق
إنتاج شركة “دريم لاند”، وهنالك عمل قدم لي إخراج مؤمن الملا، ومن المحتمل
أن أعمل مع المخرجة رشا شربتجي .
قررت أن
أعود لتلك الأسئلة التي لا بد منها، كنت أريد أن أعرف المزيد عن هذا
العملاق الكبير قدراً وقيمة، لأن في داخله أشياء جميلة، أردت أن أتعلم منه
ومن خبرته في مواجهة الحياة، وآخذ من قوته ولو شيئاً صغيراً، فهو كشجرة
النخيل العالية والثابتة رغم كل الرياح، هكذا بدا لي . . .)
- نعم
أشعر بأنني “زعلان” من نفسي لأنني ابتعدت عنها بسبب العمل، فكمية العمل
كانت مرهقة وأنا أحب أن أتحدث مع نفسي كثيراً على انفراد، وأحب أن أقرأ
لأرى ماذا يحدث ومنذ زمن لم أقرأ شيئاً، لذلك من نحو الشهر ذهبت إلى إحدى
المكتبات واشتريت عدة كتب لسير ذاتية لأنني أحبها وأيضاً كتب لعلم النفس،
خاصة أنني عملت بستاناً جميلاً جداً، ووضعت فيه مجموعة حيوانات متنوعة
وغريبة، وسميته “الهروب إلى الحياة”، والقراءة هناك ممتعة جداً، لابد أن
تريه حتى تشعري بذلك الشعور الجميل الذي يحدثه بي كلما أذهب إليه .
(أجبته
أنني أتمنى رؤيته لكثرة ما سمعت عنه وعن مدى سحره)، فقال: ستشعرين بأنك في
عالم آخر لم تريه من قبل .
- نعم . .
رغم أن أمي كانت قاسية جداً عليّ لأنها كانت تريدني أن أكون ضابطاً، وأنا
منذ طفولتي ميولي مخالفة للمجتمع التقليدي .
- جداً
ومصراً على ما أريد، ومن المستحيل أن أتنازل عنه، كما أنني من المستحيل أن
أفعل شيئاً لا أريده، وكنت أهرب من يدي أمي وأنا أسير معها في الطريق وأصعد
إلى الشجر لأشاهد المسارح التي كانت تقام صيفاً في المنطقة، ولذلك أقول
إنني جعلت أمي تشاهد نجوم الظهر لأنني كنت طفلاً غير عادي، إذا بكيت لا
أسكت وإذا لعبت لا أتوقف وكل شيء لديّ لأقصى درجاته، كنت أريد أن أفعل أي
شيء وأجرب كل شيء، وهذه ليس صفة بخالد تاجا فقط وإنما صفة بكل الفنانين
الموهوبين، والفنان غير الموهوب من المستحيل أن تتواجد فيه هكذا صفة، فالذي
قرأ عن “رامبو” وعن “بودلير” وعن الشعراء الفرنسيين الذين شقوا طريق
الحداثة في الشعر يعرفون معنى أن يكون الإنسان فناناً أو لا منتمي، وأنا
واحد من اللامنتمين من الذين تحدث عنهم “كولن ولسن، وألبير كامو”، ووجدت
صعوبة كبيرة بأن أجعل نفسي طبيعياً أمام الآخرين، حيث إنني أصبحت أتصنع
لأكون مثلهم وأنا لست كذلك، وهذا متعب لأنني طوال الوقت أمثّل، وهذا ما
أبعدني عن شخصيتي الحقيقة، وأحياناً أقول إنني زعلان من خالد تاجا . .
وخالد تاجا يشعر بالزعل مني، لذلك هناك حرب بيني وبين نفسي دائماً، فأنا
كثيراً ما أحب الجلوس مع نفسي، فمن أصدق من هذا الصديق الذي اسمه خالد
تاجا، أي ال “أنا” والهو، لكي أجلس مع نفسي وأتحدث معها .
- نعم . .
فأنا أشعر بأنني مذنب بحق نفسي، ولا أعلم ماذا كان سيحدث لو تركت العنان
لنفسي، فمن المحتمل أن أكون قد قتلت، أو انتهيت بإحدى المصحات أو أحد
السجون، أو بالانتحار، وأي شيء معقول .
- لأنه
عندما يكون لديك أفكار مخالفة لأفكار المجتمع تتعذبين كثيراً .
- كنت
سأذهب في اتجاهات أخرى، فأنا كالفراشة أتجه إلى النور .
- شيء فقط
حافظ على حياتي إلى هذا الوقت وعلى علاقاتي الاجتماعية .
اجتمعت
بالفنان الكبير خالد تاجا عدة مرات من أجل تنسيق بعض الأمور الإعلامية ثم
قرر أخذي ليعرّفني على البستان كما وعدني . . كان حلماً على الأرض فعلاً،
فيه شجر نخيل وأشجار أخرى متنوعة، وورود جوري وياسمين وغيرها، شيء يصعب
وصفه كما أخبرني، بقيت أتأمل ساعة تلك الطبيعة الجميلة، ثم بدأ يعرفني إلى
أقسام البستان، حيث فيه غرف منفصلة كبيوت (الضيعة القديمة)، حجارتها قديمة
وديكورات من الخشب، بعد ذلك أخذ يعرفني إلى مجموعة الحيوانات التي لم أر
مثلها في حياتي، طيور حمام ملكي وطيور غريبة بعدة ألوان وطاووس ودجاج قزم
وطيور بط، وطيور فلامنغو وبدل المسبح بنى مستنقعاً ووضع فيه أطناناً من
الحجارة الصغيرة قال عندها: “صنعته كي تشعر الطيور والحيوانات بأنها في
مكانها الطبيعي، أريدها مرتاحة” . لم أعرف ماذا أجيب عندها فقط ابتسمت،
وتابعنا السير في البستان كان قد صنع لكل نوع من الحيوانات بيتاً خاصاً به،
ثم أراني عجلاً ولدته أمه حديثاً قال لي “تخيلي أن تكوني شاهدة على ولادة
عجل صغير، تشعرين بقيمة الحياة فعلاً، ولو رأيت ماذا فعلت أمه عندما رأته
للمرة الأولى سبحان الله”، وعرفني على عسل (وهي مهرة قزمة بنية اللون)، ثم
تابعنا سيرنا حتى وصلنا إلى رعد (كلب من النوع “شيانلو”) وريكس هو ما بخوف،
(كلب هاسكي) .
انتهينا
من الجولة وعدنا لنجلس تحت ظل إحدى الأشجار، وكان يصادف في ذلك اليوم عيد
ميلاده، فأحضرت معي قالب كيك لأنني شعرت بأن هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لذلك
الفنان العملاق في ذلك اليوم تكريماً له ولعطائه الفني، أطفأ الشموع فسألته
ماذا تمنيت؟ قال: “أن تعود سوريا كما كانت وأفضل، لأنني لا أتمنى أن أكون
شاهداً على خرابها” (قالها بحرقة وعين دامعة وهو يشبك يديه الاثنتين كمن
يطلب من ربه أن يحمي ذلك البلد الذي ولد وعاش فيه وقضى ثلاثة وسبعين عاماً
يشم هواءه ويمشي على ترابه)، سادت لحظة صمت غريبة كأن الكلام انتهى .
بعد ذلك
قال لي: انظري حولك وشاهدي طيور الفلامنغو والدجاج القزم كيف يتمشى أمامنا
وانظري لطيور البط كيف تسبح في المستنقع ثم تخرج منه بعد أن تنفض عنها
الماء الذي تبللت به، تمشي خلف بعضها برتل واحد . “هذا المنظر يساوي كل
الدينا، لذلك سميته الهروب إلى الحياة” .
كان يهرب
من زحمة الحياة إلى ذلك البستان لكنه هذه المرة هرب من الحياة حقيقة، هربت
من دون أن يحقق بقية أحلامه . رغم أن الوقت الذي جمعني به كان قليلاً (شهور
عدة) وأشعر بالفخر لأنني التقيت به، ولم أكن أعلم أن ذلك اللقاء الذي
أجريناه سيكون آخر لقاء صحفي له . . رحمك الله أنت الدمشقي الأصيل صاحب
الذكر الطيب، وسيبقى ذكرك طيباً فناً وإنساناً .
الخليج الإماراتية في
16/05/2012 |