أكثر من مرة حاولت السينما أن تقدم حياة مارلين مونرو، وفى كل مرة
تبوء المحاولة بالفشل. جاء رحيل مونرو المبكر لتكتمل ملامح الأسطورة حتى
تحتفظ ذاكرة السينما بصورة ثابتة لها، فهى المثيرة إلى الأبد.. لا يمكن أن
تؤدى دور مارلين مونرو سوى واحدة فقط هى مارلين مونرو، لهذا بدأ التفكير فى
حيلة سينمائية هى إعادة مارلين مونرو إلى الحياة السينمائية من خلال
أفلامها القديمة حيث نشاهدها فى لقطات أرشيفية بعد أن يُكتب سيناريو يضع
منطقا دراميا مغايرا لهذا التتابع!
ولم يتوقف الطموح عند هذا الحد، بل هناك تفكير جدى فى استخدام تقنية
الأبعاد الثلاثة لتظهر لنا مارلين مونرو مجددا وهى مجسمة على شاشة سينما
2012.
ما شاهدناه فى ليلة ختام مهرجان دبى هو مارلين مرة أخرى نعود معها إلى
زمن فيلمها القديم «الأمير وفتاة الاستعراض» الذى شاركت فى بطولته وأخرج
الفيلم السير لورانس أوليفييه عام 1956.
عنوان الفيلم «أسبوعى مع مارلين مونرو»، فهو لا يدّعى تقديم سيرة لها
ولكنه فقط يروى أسبوعا عاشته عندما قرر المخرج البريطانى كولين كلارك أن
يصدر مذكراته التى أطلق عليها فى البداية «الأمير وفتاة الاستعراض»، وتناول
كولن كلارك مذكراته فى أثناء تصوير الفيلم عندما كان وقتها مساعد مخرج
ثالثا. استمر التصوير ستة أشهر إلا أنه أخفى أسبوعا واحدا كان استثنائيا فى
علاقته مع مارلين مونرو ارتبطا فيه فى علاقة عاطفية رغم أنها كانت تقضى شهر
العسل مع زوجها الكاتب العالمى آرثر ميللر الذى انتقل من لندن عائدا إلى
أمريكا بعد بضعة أيام بينما كانت مارلين تعيش أحداث قصة حب ملتهبة مع مساعد
المخرج الثالث.. العمل الفنى مأخوذ عن هذا الجزء من مذكرات كلارك أخرجه
سايمون كيرتس. يطرح الفيلم أكثر من تساؤل رغم محدودية مستواه الفنى. أولا
كيف نستعيد شخصية شكّلت صورة ذهنية راسخة صارت هى أيقونة الإغراء فى
السينما. من الممكن أن نستعيد الزمن بكل تفاصيله ولكن كيف نعثر على مارلين
أخرى؟
التساؤل الثانى: ارتبطت مارلين بعلاقة خاصة، فهل من حق أحد الأطراف أن
يحكى دون استئذان خصوصا أن تلك العلاقة لم تخرج عن دائرة محدودة؟ ورحل أغلب
شهود العيان فهل ما يرويه كلارك هو الحقيقة أم إنه يبالغ فى إضفاء الكثير
على تلك العلاقة التى تصب فى صالحه؟ إنها ليست قيودا شرقية كما يعتقد البعض
ولكنها قواعد عامة لا تفرق بين شرق وغرب!
أن تروى عن السحر غير أن تعيش معه، ولم تكن مارلين ممثلة عبقرية فى
الأداء إلا أنها كانت هى الأكثر حضورا على الشاشة وسحرا عند الجمهور.. لم
تتعلم فن التمثيل معتمدة على حضورها وأنوثتها ودعمت كل ذلك بتلك التلقائية
التى تنضح فى أدائها.. قدم الفيلم علاقة أخرى أقامتها مع النجم السير
لورانس أوليفييه يعتقد البعض أنها لم تكتمل.. يقدمه الفيلم باعتباره قد عاش
أيضا قصة حب من طرف واحد مع مارلين وإن كان قد أشار فى مذكراته إلى أنها
جمعت بين طرفين، وبالطبع لا يدرى أحد الحقيقة. مشاعر مارلين توجهت إلى
مساعد المخرج الثالث الذى توكل إليه عادة مهمة مراجعة الاسكريبت مع النجوم،
فلم يكن له دور إبداعى فى فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض»، وإن كنا نقرأ على
التترات فى نهاية أحداث الفيلم أنه قد تحقق فنيا وصار واحدا من أهم
المخرجين البريطانيين.
الحالة الإبداعية التى أرادها الفيلم فى أن يصل إلى ممثلة لها سحر،
أقصد تعيد لنا سحر مارلين مونرو، باءت بالفشل، فلم تستطع النجمة ميشيل
ويليامز أن تعيد لنا هذا السحر رغم أنها تدربت كثيرا على الأداء وأيضا
الغناء.. بينما نجح فى تجسيد دور لورانس النجم كينيث برناه فمنح الدور حياة
ونبضا، ربما لأن السير لورانس لم يتجسد سينمائيا ووجدانيا بنفس القدر الذى
حظيت به مارلين، ولهذا صدقناه.
أسبوعى مع مارلين حكاية من طرف واحد. هل حدثت بالفعل وبكل هذه
التفاصيل أم أن مساعد المخرج تمنى أن يقضى معها هذا الأسبوع فى الواقع،
وبعد قرابة 55 عاما تجسد فقط على الشاشة؟!
التحرير المصرية في
15/12/2011
(مولود فى 25 يناير)..
صورة صادقة لواقع ملتهب ومستقبل يدعو للتفاؤل
خالد محمود
تبقى العلاقة بين ثورة 25 يناير والسينما بلا حدود، وستبقى كل الشرائط
الفيلمية التى ترصد أهم حدث فى تاريخ مصر الحديث على نهايتها مفتوحة.. تطرح
تساؤلات وترسم صورا تثير الدهشة والحيرة، لأن معظم صناع الأفلام شباب
شاركوا فى أحداث الثورة بالفعل، وكانوا جزءا منها وبداخلهم شعور ــ مع مرور
الوقت ــ بأن الثورة لم تكتمل بعد، وأن الأحداث الجديدة ربما تحتاج لأن
نقلق ونتيقظ، لأن المستقبل ما زالت ملامحه يخفيها ضباط فى سماء ميدان
التحرير وميادين أخرى انتفضت وما زالت. ومن هؤلاء المخرجين الشباب يأتى
المخرج أحمد رشوان بفيلمه «مولود فى 25 يناير» الذى يشارك فى مسابقة المهر
العربى بمهرجان دبى السينمائى، وقد يدعوك عنوان الفيلم من اللحظة الأولى
إلى التفاؤل، وأن هناك لحظة ميلاد جديدة لوطن ومواطن، لزمان ومكان، ولكن مع
نهاية الميلاد تكتشف أن هناك ثمة مخاضا يدعوك للحيرة تجاه قراءة الأيام
المقبلة، وإذا كانت إحدى الأمهات التى شهدت داخل الشريط السينمائى على
الثورة موجهة كلامها للشباب الثوار، وقالت: «أنتم خرجتم الخوف من جوانا».
«لا خوف بعد اليوم»، فإن ثمة علامات القلق تبدو دائما على وجه المؤلف
والمخرج أحمد رشوان، الذى كان أكثر واقعية مع نفسه ومع المشاهد.. فهو يروى
الأحداث حسب رؤيته وموقفه الشخصى من ثورة يناير ذلك الحدث الذى انتظره
طويلا، ولم يكن يدرى متى سينفجر، المهم اعترف رشوان عبر حوار صادق أنه لم
يكن يذهب إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير، انتظر.. وعندما شعر بأن الحدث
العظيم بات واقعا، نزل الميدان يرصد بكاميرته وبعينه صحوة شعب مصر بكل
فئاته.. وكيف يفجر جون عن المكبوت بداخلهم سنوات طويلة، وبنعومة شديدة تكاد
تصل لدرجة الرومانسية رغم سخونة الحدث صوتا وصورة، رصدت مشاهد الفيلم
الشعارات متضمنة الأمنيات والرغبات (ارحل يعنى امشى) (الشعب يريد إسقاط
النظام) (حرية حرية)، كانت الأحداث فى فيلم رشوان تجسد نموذجا دراميا
حقيقيا تلهث معه الأنفاس، وامتذجت فيه الصورة بالموسيقى الملهمة والمؤثرة
وكلمات تعلو نبرتها وتنخفض عبر مونتاج بدا وكأنه يكشف دقائق الثورة بصدق
دون مبالغة، أعاد المخرج عبر يومياته مع الثورة المشاهد إلى 18 يوما فى
التحرير وطرح فيلمه شهادات من قلب الميدان، فها هو شاب آخر يعترف بأنه ليس
له فى السياسة، وأنه كان ضد الثورة، وكان على خطأ لكنه استوعب وعرف الحقيقة
وجاء الميدان.
أيضا انتصر المخرج لموقف الفنانين مع الثورة عبر تقديم مشاهد
لانتفاضتهم ومسيرتهم وهتافاتهم التى تسيدها خالد الصاوى والمخرج سعد
هنداوى.
وفى الوقت نفسه كشفت مشاهد شخصيات تورطت فى هتافاتها ضد الثورة، وغيرت
لونها وجلدها وادعت عكس ذلك فيما بعد، لكنها كاميرا رشوان التسجيلية التى
تعمل لصالح التاريخ.
فى الفيلم أيضا اختلف الإيقاع بإيقاع زمن الثورة، فها نحن نرى مشهدا
رائعا حين جلس رشوان مع ولديه يتابع خطاب مبارك وفى لحظة التنحى عن الحكم
رأينا الابن الأصغر يقفز فرحا والأكبر يرتمى فى أحضان والده، وهنا اختلفت
المشاعر عن مشهد سابق حينما ظن الجميع بميدان التحرير أن الرئيس فى كلمته
للأمة سيتنازل لكنه أعلن عن استقالة الحكومة.. لترتسم علامات اليأس، ومن
جديد تعود الكاميرا لتسجل شهادات من الميدان، مشيرة إلى أن القادم يقع
عاتقه على الجيل الجديد، التى كشف الفيلم عن بعض نماذجه، المولودة، أيام
الثورة وبعدها.
ويبقى السؤال: هل ستبقى علامات البراءة على مواليد يناير أم سترسم
الأيام المقبلة عليها ملامح لا تعرف السكينة والاستسلام تجاه من يعبث بثورة
ميلادهم.
نصف ثورة
«لم يكن «25 يناير».. هو الفيلم الوحيد الذى يرصد الثورة المصرية على
شاشة مهرجان دبى، فهناك الفيلم الدنماركى «نصف ثورة» والذى جاء أكثر قسوة
فى مشاهده وتعبيراته عن الحدث المصرى، هو إخراج عمر شرقاوى، وكريم الحكيم،
وبينما كان الاثنان وعدد من أفراد عائلتهما وأصدقائهما يستعدون لتصوير فيلم
فى القاهرة، فوجئ الجميع بشباب مصر ينزلون إلى الشارع والميدان، وتكثر
الهتافات وتعلو الأصوات وتتنامى الحشود فى الشوارع والميادين، ونرى
المخرجين يرصدان الاحتجاجات والحكاوى المأساوية فى عهد ونظام مبارك، كانت
هناك حقائق مؤلمة ربما حظيت بإعجاب البعض الذين يتشوقون لمن يشفى غليلهم من
النظام البائد وحكمه.
كانت المشاهد صادمة فى قسوتها وكذلك الكلمات والصور، وربما يتفق شىء
ما فى فيلم 25 يناير فى الثورة لم تكتمل، وأن الشعب انتفض بصورة فاجأت
العالم، لكنها صورة سينمائية رغم تركيزها على بعض من الهدف إلا أنها تجاوزت
واقعية الحدث نفسه، عبر تجربة ذاتية لها بعدها الثقافى والأيديولوجى والفنى.
وهناك أيضا فيلم «ميدان التحرير» وهو إنتاج فرنسى للمخرج ستيفانو
سافونا، وفى هذا العمل سيطرت لحظات الأمل واليأس والغضب والفرحة والشعور
بالقهر ثم الابتهاج وهى الأحاسيس التى لازمت كل من بقى فى ميدان التحرير
على مدار 18 يوما وأيضا كل من توجس منها أو انهمر فيها، يتابع الفيلم أهمية
الحدث التاريخى فى مصر، وما كان يجرى فى هذه الفترة، وكيف بدأ التحرك
الجماهيرى من خلال الفيس بوك وتويتر، وفى الفيلم نرى أبطاله نهى وأحمد
والسيد أن الثورة ستكون دوما عارمة حتى يسقط النظام، وهو ما تم كشفه أيضا
كرغبة للعديد من جموع المصريين، فى الفيلم نرى أبطالا جددا من الشارع أصبحت
لهم حكايات، بفضل السيد فى طريق البحث عن الحرية والكرامة.
إنها تجارب توثق وترصد بلهفة وطنية أكثر منها سينمائية.. وشعور بالفخر
للإنجاز أكثر منها تتويجا لرءوس فنية.. لكنها ستبقى أيضا فى التاريخ بفضل
التاريخ الذى سكنته أحداثها.
الشروق المصرية في
15/12/2011
المدى في مهرجان دبي السينمائي الـ8..
أسبوع مارلين
مونرو المجهول في فيلم الختام الأميركي
علاء المفرجي/ دبي
أفرد المهرجان في منهاج
دورته الحالية ندوة للمخرج المصري محمد خان، تحدث فيها عن أهم
المحطات في حياته
المهنية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود من الزمن، واستعاد صاحب (خرج ولم
يعد)
و(عودة مواطن) جانبا مشرقا من تاريخ
السينما المصرية، الذي كان هو أحد رموزه
الذين"صنعوا
سينما نخبوية وليست سينما شباك تذاكر"، كما
أشار في حديثه ، مشيرا إلى التجارب التي خاضها جيله من
السينمائيين الشباب بداية
سبعينات القرن المنصرم "كانت وقتها ريادية وسباقة في السينما المصرية، منها
تصوير
الممثل في الشارع والخروج من الأستوديو، والعناية الخاصة بمواقع التصوير
الحقيقة،
وهو ما كان سببا في أن تكون هذه الأفلام أكثر قربا وحميمية من
الجمهور"...
والمعروف أن خان ينتمي إلى مجموعة شباب السينما الجديدة والتي تضم
أيضا المخرج الراحل عاطف الطيب، وعلي عبد الخالق وأفت الميهي وآخرين، والتي
تشكل
انطلاقتها بداية السبعينات، مفصلا مهما في تاريخ هذه السينما
المصرية .
وفي سياق
فعاليات المهرجان عرض أمس فيلم الختام (أسبوعي مع مارلين ) للمخرج سيمون
كيرتس،
والفيلم يمثل تحية لمجد السينما في وقت هيمن فيه النجم السينمائي على
المشهد، وكانت
مارلين مونرو حينها سيدة هذا المشهد، وأحد أبرز نجومه ، سواء
في أفلامها أو في
سيرتها الحياتية التي مازالت حديث عشاق السينما، أو حتى في نهاية حياتها
الدراماتيكية التي أصبحت لغزا محيرا.
يذهب بنا الفيلم إلى صيف عام 1956 ، عندما
وصلت النجمة الأميركية "مارلين مونرو" إلى بريطانيا لتمضية شهر
العسل مع زوجها
الكاتب المسرحي الأشهر آرثر ميلر ، وأيضا لتصور فيلمها الجديد (الأميرة
وفتاة
الاستعراض) الذي يشاركها فيه الممثل الانكليزي الأسطورة السير لورنس
أوليفيه ممثلا
ومخرجا ، في هذا الوقت يدخل الشاب العشريني (كولن كلارك) موقع
التصوير للمرة الأولى
في حياته بصفته مساعد إنتاج مبتدئ في الفيلم نفسه، وكان حديث التخرج من
جامعة
أكسفورد، يستعيد بعد أربعين عاما أشهر التصوير الستة في هذا الفيلم
وتجربته في
العمل مع النجوم من خلال سرد لمذكرات في فيلمه (الأميرة وفتاة الاستعراض،
وأنا)
،
لكنه يتغافل عن أسبوع من هذه الأشهر الستة لم يأت على ذكره ،
وها هو في هذا الفيلم
يسرد لنا القصة الحقيقية لهذا الأسبوع؛ أسبوع سحري أمضاه مع النجمة الكبيرة
جدير
بأن يسرد . الفيلم يقدم نظرة حميمية لم نعهدها من قبل إلى أهم رمز سينمائي
على
الإطلاق.
وفي إطار فعاليات برنامج "في دائرة الضوء" الذي يحتفي هذا العام
بالسينما الألمانية. قدم المهرجان في العرض الأول عالمياً له الفيلم
الألماني "ثلاثة
أرباع قمر" من إخراج "كريستيان زوبرتويروى، والفيلم يحكي قصة سائق سيارة
أجرة يكره الأجانب ويفاجأ بهجر زوجته له ، لكنه يجد نفسه عالقاً مع فتاة
عمرها 6
سنوات لا تتكلم إلا التركية وأنها تضج بالنشاط والحيوية.
وكان الفيلم المصري
(واحد
صحيح)للمخرج هادي الباجوري، الذي افتتح في وقت سابق برنامج (ليال عربية)
بحضور نجومه: كندة علوش ورانيا يوسف وعمرو
يوسف ومخرجه، قد موضوعا لمؤتمر صحفي،
أشار فيه مخرجه الباجوري إلى انه رغم حداثة تجربته
السينمائية، كان مشغولا بتوصيل
رؤيته الفنية للممثلين، وتناوب طاقم الفيلم الحديث عن خوضهم هذه التجربة.
ومن
ضمن عروض المهرجان الفيلم الإيطالي "هناك في الأسفل" للمخرج "غويدو
لومباردي"،
الذي يحكي قصة نحات شاب قدِم تواً من غرب إفريقيا، إلى إيطاليا
بحثاً عن عمه. يؤويه
أفارقة هناك، إلى أن يجد عمه، الذي يعده بمستقبل أفضل، ويقول له إن عليه
السير خطوة
خطوة، ليصل إلى ذاك المستقبل الموعود، ويستدرجه إلى حياة الجريمة وتهريب
المخدرات.
يشار إلى أن هذا الفيلم حصد جائزة "فلاش
فور وورد" لهذا العام خلال مهرجان بوسان
السينمائي الدولي.
المدى العراقية في
15/12/2011
مهرجان دبي السينمائي منحه جائزة إنجاز
الفنانين
فيرنر هيرزوغ يتوج مسيرته الحافلة بـ"ملكة الصحراء"
منح مهرجان دبي السينمائي الدولي جائزة انجازات الفنانين الى المخرج
الالماني المخضرم فيرنر هيرزوغ الذي يعتبر احد آباء "السينما الالمانية
الحديثة" التي نهضت بقطاع السينما في هذا البلد, وكذلك تكرم الممثل المصري
جميل راتب, والمؤلف الموسيقي الهندي »إيه.آر.رحمن« بنيل هذه الجائزة
المرموقة.
وعرض مهرجان »دبي« فيلم هيرزوغ الكلاسيكي الشهير »فيتزجيرالدو«, الى
جانب احدث افلامه »في الهاوية«.
يتميز "هيرزوغ" بتعدد مواهبه, وشموليتها, فهو خبير سينمائي, ومؤلف,
ومُحبٌّ للمغامرات, كما يملك في رصيده 18 فيلماً روائياً طويلاً, وأكثر من
30 فيلماً وثائقياً, و7 أفلام روائية قصيرة, و18 إنتاجاً في الأوبرا, و3
إنتاجات مسرحية. وعلى امتداد حياته المهنية الغنية, التي تزيد عن 45 عاماً,
عمل هيرزوغ في أكثر من مجال, فكان مخرجاً ومنتجاً, وكاتب سيناريوهات,
وممثلاً, ومخرج حفلات أوبرا. ويُنسب إليه إنجاز فريد, لأنه المخرج الوحيد,
في العالم, الذي سنحت له الفرصة لانتاج فيلم في كل قارة من العالم.
وتكمن مساهمة هيرزوغ الإبداعية في قيامه بإحداث نقلة نوعية في قطاع السينما
الألمانية, المتدهور من ستينات إلى ثمانينات القرن الماضي, عندما وحَّد
الصفوف مع المخرجين الذين شاركوه رؤيته الطامحة, ونظرته الثاقبة, في عالم
السينما, فعملوا على إنتاج أفلام سينمائية, قصيرة, وآسرة, تجتذب الجماهير
الذواقة للفنون, وتحظى بإعجابهم. وساعدت هذه الخطوات, بدورها, في حصول
المخرجين على التمويل بموازنات ضخمة, ما أحدث انتعاشاً في السينما
الألمانية, دأب خلاله هؤلاء المخرجون على إنتاج الأفلام, دون المساومة على
الجودة.
وقد ترشح هيرزوغ لجائزة الأوسكار في دورة عام 2009, عن فيلمه الوثائقي
"مواجهات في نهاية العالم", والذي يقدم قارة "أنتراكتيكا" أو القطب الجنوبي
المُتجمد, والشعب الذي يعيش هناك, والمناظر الموجودة فيها, من منظور لم
يسبق لغيره من المخرجين أن طرحه. وتشتمل قائمة أعماله المشهورة أيضاً "فيتزجرالدو",
الذي ربح عنه جائزة أفضل مخرج في مهرجان "كان" السينمائي لعام 1982, وفيلم
"إشارات الحياة", وهو فيلمه الروائي الطويل الأول, الذي أحرز من خلاله
جائزة الدب الفضي, الاستثنائية, في مهرجان "برلين" السينمائي في العام
1968, وفيلم "سر كاسبار هاوسر" الحائز على الجائزة الكبرى من مهرجان "كان"
السينمائي لعام 1975, وفيلما "ويزيك", و"حيث يحلم النمل الأخضر", وكلاهما
ترشحا لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي, وفيلم المغامرات "أغويرا
وغضب الإله" الذي ترشح لجوائز "سيزر", وفيلم "صديقي الحميم" وترشح للفوز
بجوائز الأفلام الأوروبية.
ويعد هيرزوغ المخرج الوحيد في التاريخ الحديث الذي يتقدم بفيلمين
للمشاركة في منافسات مهرجان البندقية السينمائي لعام 2009, وذلك عن فيلميه
"ملازم فاسد: مرفأ كول نيو أورلينز" وهو دراما بوليسية من بطولة النجم
نيكولاس كيج, و"ابني, ابني ماذا فعلت?". وقد ترشح كلا الفيلمين لنيل جائزة
الأسد الذهبي التي يمنحها المهرجان. وكان قد أحرز جائزة "فيبريسكي" في
مهرجان البندقية السينمائي عن فيلم الخيال العلمي "البعيد الأزرق الوحشي"
في العام 2005, وترشح أيضاً لجائزة الأسد الذهبي عن فيلم "صرخة الحجر" في
العام 1991. ونال جائزة التقدير الخاصة "باستون بيانكو" للنقاد السينمائيين
عن فيلم "أصداء من إمبراطورية كئيبة" في العام 1990.
وبحسه الاستكشافي, الذي برز في الرابعة عشرة من عمره عندما حلم بزيارة
أرجاء العالم كافة, عمل هيرزوغ على توثيق حياة الناس المجهولين,
والمغمورين. ففي فيلمه الوثائقي بعنوان "أناس سعداء: عام في التايجا", يقدم
المخرج الكبير نظرة موسعة عن أسلوب معيشة القبائل الأصلية, في سيبيريا. وفي
فيلمه "كهف الأحلام المنسية", الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان تورنتو
السينمائي العام 2010, يوثق هيرزوغ رحلته إلى كهف "شوفيه" في فرنسا.
وكان هيرزوغ, الذي انتخبته مجلة "إنترتينمينت ويكلي", المخرج
ال¯35 الأفضل على مر التاريخ", قد ترشَّح لجائزة "إيمي" في العام
1999, في فئة "أفضل فيلم خاص واقعي", عن فيلمه "ديتر الصغير يرغب
بالتحليق". كما تم منحه جائزة "أفضل إنجاز إخراجي في فيلم وثائقي" من جمعية
المخرجين الأميركيين عن فيلمه "الرجل الأشيب", في العام 2005.
من جهته قال فيرنر هيرزوغ يشرفني حقاً أن أنال "جائزة تكريم إنجازات
الفنانين" من مهرجان دبي السينمائي الدولي, والتي تتوج 50 عاماً من مسيرتي
المهنية صانعاً للأفلام. ولكنني بالطبع لا أعتبرها نهاية المطاف, بل منتصف
الطريق, فجعبتي لا تزال زاخرة بالكثير. وفي الحقيقة, أخطط لتصوير فيلمي
التالي "ملكة الصحراء" في الشرق الأوسط, وهو يحكي قصة المستشرقة البريطانية
جيرترود بيل.
يذكر أنه خلال الدورات السابقة, منح مهرجان دبي السينمائي الدولي
"جائزة تكريم إنجازات الفنانين" لكوكبة من الفنانين والسينمائيين المميزين
منهم عمر الشريف, عادل إمام, مورغان فريمان, شون بن, أميتاب باتشان, شاروخ
خان, داوود عبد السيد, الراحل يوسف شاهين, رشيد بوشارب, سليمان سيسي, نبيل
المالح, أوليفر ستون, داني غلوفر, تيري غيليام وياش شوبرا.
السياسة الكويتية في
15/12/2011 |