إصرار عجيب يؤكده المخرج المغربي حكيم بلعباس الذي يعيش في أمريكا،
خلال حوارنا معه على أن فيلمه “شي غادي وشي جاي” سوف يفوز بإحدى جوائز
مسابقة المهر الإماراتي للأفلام الطويلة في المهرجان، لأنه يختلف في الطرح
والتناول، ولا يدخل إلى عوالم سبقه الآخرون إليها، ويسعى إلى الوصول
للمهمشين الذين لا يمتلكون سوى الأحلام التي تبقى في مخيلتهم حتى آخر شهيق
وزفير لهم في الحياة، لافتاً إلى أنه رغم حضوره الدائم متسابقاً في
المهرجان، فإنه لا يعد نفسه من رواده لأنه يجتهد ويسعى لعرض إنجازاته .
قال في حوار معه إن قصة فيلمه تطرح حياة شاب يعرفه جيداً يقرر السفر
إلى اسبانيا للعمل تاركاً طفلين وزوجة، أخبرها أنه سوف يتصل بها بعد ثلاثة
أيام، وظلت سنوات تنتظر، مؤكداً أن الهدف من القصة محاولة التخلص من ذنب
عاش معه شهوراً طويلة، لأنه انبثق من مشهد في فيلمه الأخير “هذه الأيادي” .
·
سبقت هذا الفيلم بأفلام أخرى
اقترب عددها من الستة، ودائماً تخلط بين الوثائقي والروائي، لدرجة أن هناك
من يؤكد أن فيلمك في المسابقة وثائقي وآخر يرى غير ذلك، فلماذا هذا الخلط؟
- لا تنس أني بدأت بفيلم روائي درامي اسمه “ضبط
الروح” وكان مصوراً بكاميرا 35 ملم، وكان خليطاً ما بين الوثائقي والدرامي،
ثم فيلم “على إيش يا بحر”، ثم “هذه الأيادي” الذي نافس في الدورة الماضية
للمهرجان، والرؤية الفنية مادام الفنان يمتلكها فإنه يكون قادراً على فعل
كل شيء، بهدف توفير المتعة وطرح ما يريده والتأثير في الآخرين، رغم إيماني
أن الأعمال السينمائية خلقت للمتعة من خلال الفرجة .
·
قلت لي من قبل إنك لا تسعى لأية
جوائز، ثم عدت وقلت إن أعمالك تستحق الجوائز، وإنها من حقك، هل لأنك لم تفز
في الدورة الماضية بأي شيء؟
- هذا ليس صحيحاً، والأهم هو طرح التساؤلات عما
يجري حولك في المهرجان وفي هذا العالم، عما يحرك إنسانية الفرد بوصفه بشراً
.
·
أنت لم تجب عن سؤالي، وأسألك هل
يحتمل العمل الفني طرح التساؤلات من البداية حتى النهاية كما في أعمالك؟
- طبعاً، العمل الفني يحتمل هذا الأمر، وكل أعمالي
تصب في وادي التساؤلات، وخصوصاً على ما يتعلق بالقضاء والقدر .
·
لماذا تطرح أسئلة من دون جواب؟
- لأن الحياة مركبة، ومعقدة، ومن السذاجة أن نقر
كما يود البعض منا أننا سنحل كل مشكلات الحياة بفيلم روائي ينتصر فيه الحق
على الباطل .
·
إذاً أنت غير مؤهل لوضع حلول؟
- نعم أنا غير مؤهل لذلك، لكني أملك تقديم الواقع
من منطلق شخصي بكل ما يحده من معرفة وذكاء وإحساس إنساني، ومكونات ثقافية،
ولذلك دائماً ألجأ إلى الخلط في الفيلم، بين الوثائقي والدرامي، لأنه
الأقوى والأحسن .
·
قصة الفيلم ليست جديدة، ومستهلكة
وتسعى من خلالها للجائزة؟
- بداية أخبرك بأن الهدف من الفيلم محاولة للتملص
من الإحساس بالذنب، لأن فكرة الفيلم جاءت منبثقة عن مشهد من فيلم “هذه
الأيادي” الذي كان يوثق لحياة بسطاء حرفيين في مسقط رأسي، وواحد من هؤلاء
الحرفيين كان عمر لديه زوجة وطفلان، تتملكه الحيرة دائماً، لإحساسه بالفشل
في توفير نوع من الضمانة لأسرته إذا ما مات . وكان يشتغل في أفران الجير،
وكان ابنه يتصور أن والده “هرقل” لأنه كان يراه وهو يحمل الحجر الثقيل
ويكسره ويبني أفران الجير ويشعل النار كي يحترق الحجر، وبعد سبع ليال من
النار، يعود الحجر جيراً من جديد، ومع كل هذه الطاقة كان لا يكسب ما يمكن
أن يضمن كرامة عائلته . وفي أحد الأيام، صباحاً، يستيقظ ويعطي زوجته هاتفه
النقال، ويطلب منها أن تعطيه ثلاثة أيام يتصل بها بعدها، لحظة وصوله إلى
اسبانيا بعد قطع مضيق جبل طارق بطريقة سرية . ومضت ست سنوات والزوجة تنتظر
الاتصال .
وكلما زرت مدينتي التقيت زوجة عمر التي عليها أن تخلي مكان سكناها،
لأنها لم تستطع توفير عمل لإعالة طفليها .
·
وماذا حدث بعد ذلك؟
- الأهم هو أنها تقول في كل مرة يطلب منها أن تذهب
إلى المستشفى لمعرفة ما إذا كانت إحدى الجثامين التي تعود إلى الحي لأشخاص
غرقوا في البحر له، ولكنها عندما ترى وجوه هؤلاء الضحايا أمامها تراها تشبه
وجه “عمر”، من هنا قررت كتابة “فيلم شي غادي وشي جاي” .
·
أنت دائماً تسعى لمهرجان دبي
السينمائي؟
- علاقتي بالمهرجان تشبه علاقة المخرج كاروان كاي
.
·
وماذا تتمنى من المهرجان؟
- الذي أرجوه، أن أتقاسم قسطاً من الوقت مع من
سيشاهد الفيلم لطرح التساؤلات، وربما -على الأقل- لتقاسم الإحساس حول ما
يهمنا وما يجمعنا بشراً .
·
هل ميزانية الفيلم كبيرة؟
- الفيلم مدته 102 دقيقة، ووصلت تكلفته إلى 200
ألف دولار أمريكي، وهو إنتاج مشترك بين “ل .ط .ف” للإنتاج الفني والقناة
الأولى المغربية .
·
هل واجهتك مشكلات؟
- كنت أستيقط كل يوم وكأني أتقيأ، لأن الفيلم
“نُحت” فالسيناريو كان عبارة عن ورقة واحدة دون نص، وبالتالي كتبته وأنا
أصوره على مدار أربعة أسابيع .
·
وما علاقتك بالعمل بعد الانتهاء
منه؟
- أنا لا أفرح بمجرد الانتهاء من التصوير، لكني
أتألم لأنني أتحول إلى شاهد على العمل، وعلى ما يحدث أمام الكاميرا . وأنا
أكتب أعمالي مشهداً تلو الآخر أثناء التصوير .
·
إذاً علاقتك تنتهي فور المونتاج؟
- أعمال تنتظرني وتواجهني أحياناً كما لو كنت على
سكة قطار وحتى إن كان هذا كذباً فأنا أحاول قدر المستطاع أن أثق بأن هناك
شيئاً من الصواب في هذا، لا لشيء إلا لأنه يصب في محتوى ما أؤمن به وهو
مسألة القضاء والقدر، التي ليست على مستوى الأفكار والصور بل على مستوى
العمل، من هنا علاقتي تنتهي بالعمل، ولكنها لا تنتهي .
الخليج الإماراتية في
11/12/2011
مراد بن الشيخ في حوار مع «البيان»:
قبعة إخفاء المخرج تُضلّل البوليس التونسي أيام الثورة
(استبدلت قبعتي الحمراء الصوفية (شاشية) التي أعرف بها عند الجميع،
بقبعة أخرى لونها أسود، كي أضلل البوليس، الذي كان في البداية يتبعني كظلي،
خلال رحلة تصويرنا لفيلم (لا خوف بعد اليوم). ونجحت الخطة، واستطعنا تصوير
عملنا الوثائقي بعد رحيل بن علي في 14 يناير)، هكذا قال المخرج التونسي
مراد بن الشيخ في مستهل لقاء مع (البيان)، تحدث فيه عن فيلمه وعن ظروف
تصويره، كما تحدث عن الصناعة السينمائية في تونس، وعن آفاق تطورها.
يعتقد مشاهد فيلم (لا خوف بعد اليوم) أن تصويره تم خلال أيام الثورة
وقبل رحيل بن علي، فهل واجهتم أي مخاطر؟
صورنا الفيلم بعد 14 يناير، فمن الاستحالة النزول إلى الشارع
بالكاميرا والبوليس في كل مكان. ربما لو كنا من الإعلام الأجنبي لتركونا
بحالنا، لكن كوننا تونسيين وبكاميرا هذا مستحيل في ذاك الوقت! حتى بعد رحيل
بن علي واجهنا العديد من المخاطر، كما كان هاتفي تحت المراقبة. ومشهد
الاعتصام في 28 يناير الذي صورت أحداثه في الفيلم، مشهد حي على ما قاموا به
وإن لم يتجرؤوا على القتل كما في السابق. أما مصداقية العمل ومقاربته لأيام
الثورة الأولى، فتم من خلال عودتي مع الفريق إلى الأماكن التي تواجدت فيها
خلال الأحداث، كما ساعدتني الأفلام التي كانت تصور من قبل الأفراد خلال
أيام الثورة والمتوفرة على الانترنت. واستعنت بكوادر الناس الذين سبق
وشاركوا في الأحداث في أحياء عديدة.
·
الشخصية الأولى التي تطالعنا في
الفيلم تعاني مرضا عصبيا فهل هي واقعية أيضاً؟
لم تكن لديّ أية فكرة كيف أربط أحداث الفيلم بحبكة درامية. ووجدت
مدخلي لاحقاً، من خلال الإحصائيات التي أشارت إلى أن 50 % من المجتمع
التونسي يعاني انهيارا نفسيا في السنوات الأخيرة، نتيجة الخوف الذي زرعته
السلطة فينا. وبدأت رحلة البحث عن شخصية تمثل هذا الواقع. اتجهت إلى مستشفى
الأمراض النفسية وبمساعدة طبيبة، وبحث استمر لأكثر من شهر، وجدت الإنسان
الذي يعكس هذه الحالة، فهذا المريض الذي يبدأ الفيلم بسرد جزء من قصته،
أصيب بانهيار عصبي، نتيجة الضغط وحالة الاختناق التي كان يعيشها. وكان
علاجه يتم في إطار الفن، حيث كان يمزق الصور ليعيد جمعها ولصقها كفن
الكولاج. وجدت في هذا العلاج، الحبكة التي ربطت أحداث الفيلم. أما تدخلي
الوحيد فتمثل في تقديم المجلات والصحف التي تحمل صور أحداث الثورات
العربية. ومن خلاله جسدت حالة انهيار جدار الخوف في البداية وإعادة بناء
المجتمع في النهاية. كانت قصاصاته، صور متناثرة من ذاكرتنا التي أعدنا
بناءها من خلال إعادة هيكلة المجتمع التونسي.
·
ذكرت في النقاش بعد الفيلم أن
ثورة تونس هي ثورة الشهادات العليا وليس ثورة الياسمين وغيرها من الشعارات،
ماذا تعني بذلك؟
ثورة تونس تنبع من وعي المجتمع الذي امتلك الفكر والعلم والثقافة.
كانت ثورة تونس سهلة بسبب هذه المقومات، فهي ثورة كرامة وانتماء. والدليل
على كونها ثورة تحمل مقومات الثقافة والوعي، أن الجميع عاد بعد رحيل بن علي
إلي إيقاع حياته والالتزام بعمله، إحساساً منهم بالواجب، وإدراكاً بمسؤولية
البناء وليس الهدم.
·
ما الذي تغير عندك بعد نجاح
الثورة؟
أنا في الدرجة الأولى مواطن تونسي، وأسوة بغيري كان شعورنا بالانتماء
قبل الثورة منقوصاً. وبعد حصولنا على حريتنا اكتمل شعورنا بأنفسنا
كمواطنين، لنبدأ بإعادة بناء هيكلة دستورنا، بما يحقق الكرامة والحرية
والعدالة الإنسانية لكل فرد بصرف النظر عن انتماءاته.
·
هل تعتقد أن الهجرة غير الشرعية
من تونس ستتوقف الآن؟
هذا الموضوع غير مرتبط بواقع تونس. وكمثال بسيط على ذلك ما شهدته خلال
زيارتي الأخيرة لنيجيريا. من يصدق أن وجبة عشاء المواطن الفرنسي التي تكلفه
90 يورو في أحد المطاعم الراقية، تكفي لتعليم طفل في نيجيريا على مدار عام
كامل مع توفير الطعام والملبس والإقامة وكافة مستلزمات الدراسة؟! والسياسة
بين دول العالم الأول والثالث عبر التاريخ، هي المسؤولة عن الهجرة غير
الشرعية. فالدول التي نهبت الثروات، ودعمت الأنظمة الفاسدة لتحقيق مكاسبها
من ثروات تلك البلاد، تدفع الآن ثمن أطماعها وهو ثمن قليل مقارنة بما قاموا
وتسببوا فيه.
·
ما تصورك للسينما التونسية
مستقبلاً؟
يتم العمل حاليا على إعادة هيكلة قطاع السينما بصورة مستقلة عن هيمنة
رقابة الحكومة. ويدرس القائمون عليها حالياً، وسيلة الجمع بين الدعم
الحكومي والقطاع الخاص فيما يتعلق بالتمويل، كذلك دراسة منهج تسويق
الأفلام. وصناعة السينما التونسية ليست بحديثة فتاريخها يعود لما يقارب من
100 عام، وبالتأكيد ستشهد السينما التونسية نهضة نوعية في المرحلة القادمة.
البيان الإماراتية في
11/12/2011
أكدوا أهمية استثمار حماسة الهواة والشباب للفن السابع
مخرجون إماراتيون يتحدثون عن واقع السينما المحلية
متابعة - غسان خروب - رشا المالح - نوف الموسى
ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي، ألتقى الإعلاميون والصحافيون من
مختلف الصحف العربية والعالمية، بـ13 سينمائياً إماراتياً، في مؤتمر صحافي
أمس بقاعة المؤتمرات في مدينة أرينا، للحديث عن ما يواجه نمو الحركة
السينمائية في الإمارات، واستثمارها لتشكل صناعة قادرة على المنافسة
العربية والعالمية، حيث أكدوا أن غياب المنهجية العلمية في الصناعة
السينمائية المحلية يقف حائلًا دون تطورها النوعي، إضافة إلى الحاجة إلى
تنظيم قوانين شروط اختيار الأفلام، والعروض الحصرية في المهرجانات المحلية،
بحيث تخدم الحضور الدائم لها، مبينين أهمية التوثيق الوطني للحركة
السينمائية عبر مكتبة متخصصة تتبناها المؤسسات المعنية، وأهمية استثمار
حماس الهواة والشباب في المجال عبر الدعم التقني بالدرجة الأولى.
المنهجية العلمية
نجوم الغانم أوضحت أننا في الإمارات لا نتحدث عن صناعة سينمائية،
وإنما حركة فنية تقوم على مجهود الهواة، لذلك فنحن بحاجة إلى وضع منهجية
علمية لمفهوم السينما عبر تحديد تقاليد المهنية التي تقوم عليها الصناعة من
ناحية ، ومختلف الإمكانيات الفنية المبني عليها، وقالت في ذلك: "لا أستطيع
أنا أكتب ما أريد بالطريقة التي أريدها، أو أن أضع مقياساً لتمويل
عشوائياً، ولكنها تظل عملية مبنية على معايير محسوبة"، مبينة أننا بحاجة
إلى دعم معرفي ومهني، وإلا ستبقى الأعمال الإماراتية في مرحلة خجولة فقط.
وفي سياق توثيق الحركة السينمائية في الإمارات، اعتبرا الغانم أنه
مشروع وطني كبير، مشيرة إلى أن المهرجانات المحلية منها قادر على إنشاء هذا
الأرشيف الخاص، بما تملكه من مواد بصرية جيدة، ويجب أن تكون ضمن جدول
اهتماماتها، مضيفة أن قراراً على المستوى الوطني ليس سهلاً، فنحن بحاجة إلى
أماكن مخصصة وخبرات وتمويل على مستوى كبير، ولكنها تظل مسؤولية تتحمل
المؤسسات المعنية في أهمية تحويلها إلى واقع.
شروط اختيار
عن شروط مشاركة الفيلم الإماراتي في مهرجانات السينما المحلية، قال
الكاتب جمال سالم الذي قدم فيلم "موت بطيء": يجب ان نوضح بأن شرط مهرجان
دبي السينمائي أنه عدم الإشارة الى أية جوائز فاز بها الفيلم في مهرجانات
أخرى، ولا يوجد اعتراض على مشاركة الفيلم في اي مهرجان وتكون مفتوحة، وقال:
ما يحدث لدينا بعكس ما يجري في المهرجانات العالمية التي تعتبر ان فوز
الفيلم بأي جائزة يعني أنه مميز، ويرتفع التقدير للفيلم، كلما زادت عدد
جوائزة. وقال: "بتقديري أنه يجب أن يكون هناك استثناء للإماراتيين في
المهرجانات المحلية، وبالتالي يجب ان يكون هناك اشارة الى فوزه بالجوائز،
لأن تغيبها يعد ظلماً للفيلم".
وأشار سالم إلى أن "مشكلة التمويل تحد يواجه السينمائي الاماراتي،
ولذلك نلاحظ بأن اغلب الانتاج يتمثل في الفيلم القصير الذي يحتاج الى
ميزانية بحدود 50 ألف درهم، وعدم وجود التمويل خلق أمامنا مشكلة عدم التوجه
الى صناعة الأفلام الطويلة التي تحتاج الى ميزانية عالية، الى جانب ان
الدعوة في مهرجانات السينما المحلية تكون للفيلم القصير ولا يوجد مكان
للفيلم الروائي الطويل، وبتقديري انه وبعد سنوات طويلة من التجارب آن
الاوان لإعادة النظر ومعالجة هذه المشكلة".
وفي سياق الأخطاء والمغالطات في تاريخ السينما في الإمارات عبر وسائل
الإعلام العربية والأجنبية، لفت سالم أنها حالة عامة في كل المجالات الفنية
والمعرفية المختلفة، والأفضل في اعتقاده هو أن لا نتتبع تلك المغالاطات ،
ولكن يجب علينا الرد والتصحيح، ويكون ذلك بتشكيل مصدر معتمد أو جهة رسمية
معنية بالتوثيق وأرشفة الأفلام وتاريخ الإمارات في المجال، بحيث تكون قادرة
على المتابعة والتحقيق.
عروض حصرية
عمدت بعض المهرجانات، شرط العرض الحصري الأول، والذي من جهته يعمل على
عدم إتاحة فرصة بعض الأفلام للحضور والتواجد، فهل يصب القانون في مصلحة
العروض الإماراتية، سارة اليعقوبي والتي تشارك بفيلم "الفاكهة المحرمة"،
قالت حول الموضوع: "هذا هو السبب الذي دعاني الى سحب فيلمي ومشاركتي في
مهرجان أبو ظبي السينمائي، والاحتفاظ بها حتى تتاح لي فرصة المشاركة في دبي
السينمائي"، في حين قال محمد فكري الذي قدم فيلم "أطفال": "هذا الشرط قد
يحد من المشاركة الاماراتية، ولتجاوزه أعتقد انه يجب ان يكون هناك قسم خاص
لعرض الأفلام الإماراتية في المهرجان وليس ضرورياً ان تكون في إطار مسابقة
أو عرض أول، وانما تكون مخصصة لعرض التجارب السينمائية الاماراتية، لأن ذلك
يشكل دعماً للسينما الاماراتية ويعمل على تقديمها بشكل مختلف".
تحديات
يكاد الدعم المادي يمثل أبرز التحديات التي تواجه المخرج الاماراتي،
وحتى صناعة الفيلم الاماراتي، وعن ذلك قال ناصر اليعقوبي: "أكثر تحد
يواجهني شخصياً الى جانب التمويل هو عدم القدرة على التفرغ بشكل كامل
لصناعة السينما، واعتقد أن مشكلة التفرغ تواجه 90% من السينمائيين
الإماراتيين الذين يضطرون الى العمل في وظيفة الى جانب عملهم السينمائي"،
كما أوضحت راوية عبدالله أنها مع مسألة تخصيص قانون للعرض الأول للفيلم
الإماراتي، مبينة أنه لا يعد مشكلة بالنسبة للشباب بل يشجعهم على أن يكونوا
حاضرين في المشهد بصورة دائمة، عبر السعي الدائم لإنتاج أكثر من فيلم في
السنة، مؤكدة أنه تقريبا لا يزال الشباب يواجهون مشكلة في الدعم التقني،
معتبرة أن الإمارات بالنسبة للدول الأخرى، تعد الأفضل في الدعم المادي
للشباب في مجال السينما، ويمكن أن أقول "حتى الآن نحن لسنا مخرجين،
وأفلامنا يمكن تسميتها تجارب وهي بحاجة إلى دعم تقني أكثر من الدعم
المادي".
غياب المرأة
وعبرت مريم السركال المشاركة بفيلم ( لندن في عيون امرأة محجبة)، أن
من بين أبرز التحديات في الحركة السينمائية الإماراتية، غياب المرأة في
الحضور وتمثيل أبرز قضاياها، معتبره أن المخرج الرجل، غير قادرين على إدراك
تفاصيل حياتية للمرأة ومشكلاتها، خاصة في مجتمعاتنا والتي تواجهها على
المستوى الشخصي والمجتمعي، وذلك يعود كون المرأة في الإمارات مازالت معرضة
لقضية العرف والمحاذير الفكرية التي تنتقص من مكانتها المجتمعية من خلال
العمل في الإعلام، مؤكدة أن الدخول في المجال يحتاج بالدرجة الأولى إلى
مسألة قرار وإيمان بمدى قدرتها على المشاركة في التعبير عن ذاتها ومجتمعها.
محاولة انتحار
وقال ابراهيم المرزوقي الذي يشارك بفيلمه الأول عن احتياجات الشباب
العاملين في قطاع السينما، لتطوير أعمالهم، (الدعم المالي موجود من عدة
جهات، ما نحتاجه هو حضور أكبر عدد ممكن من الندوات والمؤتمرات
والمهرجانات)، وفي ما يتعلق بكتابة المرزوقي للسيناريو بنفسه، قال
المرزوقي: (أقرأ كثيراً ودون توقف، كما تعلمت الكثير من خلال مشاركتي في
ورشة كتابة السيناريو لمدة أسبوعين والتي نظمتها هيئة دبي للثقافة
والفنون)، أما عن التحديات التي واجهها فقال، (أكبر التحديات كانت في
المونتاج، وفي تقديم فكرة الفيلم في قالب ترفيهي يبحث عنه المشاهد)، وأشار
فيما يتعلق باحتياجات تطور السينما المحلية (ما نحتاجه هو الصبر والنفس
الطويل، عند العاملين في هذا القطاع، وعامل الزمن كفيل بتطوير التجارب)،
وأضاف، فيما يخص انطباعه عنها، (على السينمائيين الإماراتيين الخروج من
الدراما الاجتماعية التي أشبعت بالمسلسلات التلفزيونية، من الجميل أن
يتطرقوا إلى الخيال العلمي والكوميديا وأفلام الرعب والغموض).
الفوز الحقيقي
وقال الطالب، محمد سويدان (أحببت عالم السينما منذ طفولتي، وكنت أصنع
أفلاماً منذ كنت في التاسعة من عمري، كما ساهمت في صناعة الكثير من أفلام
الدعايات مع شركات تعتمد المعايير العالمية، وعملياً فيلمي (رائحة الجنة)
الأول الذي يعرض في المهرجان وأقدم فيه مشهداً من الحياة يحمل الكثير من
الأبعاد الإنسانية)، وفيما يتعلق بتطوير السينما الإماراتية قال، (علينا أن
نقرأ بشكل مكثف ومشاهدة أكبر عدد ممكن الأفلام)، وأجاب لدى سؤاله إن كان
يتوقع فوز فيلمه بجائزة المهر الإماراتي، (إن ترشيح عملي وعرضه في الصالات
خلال المهرجان هو فوز بحد ذاته بالنسبة لي)، كما قال إنه يلوم الإعلام في
عدم البحث عن الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس.
البيان الإماراتية في
11/12/2011
مصورون محليون: توثيق الفعاليات مسؤولية وطنية
في المركز الإعلامي لمهرجان دبي السينمائي، وبين زحمة الإعلاميين
والمصورين، شاهدنا مجموعة من الشباب الإماراتيين وهم يتحدثون حول جدولهم
اليومي في العمل، وأمامهم مجموعة من الكمبيوترات وحقائب كاميرات التصوير،
تعرفنا عليهم وهم ريام البناي ومحمد سالم وعبير ومحمد خليل وحيدر وطارق.
أخبروني أنهم فريق متخصص في تصوير الفعاليات والأحداث الثقافية
الكبرى، تشكلوا ضمن مجموعة باسم "ذا مومينت دوت أه أي"،"THE
MOMENT . AE"، وهي شركة لخدمات التصوير في جميع المجالات، مؤكدين أن خطوتهم في
المجال جاء حباً في صناعة الصورة، وإيماناً بمسؤوليتهم كإماراتيين في
المشاركة وتوثيق الأحداث كمسؤولية وطنية وتحدي يقوده الشغف باتجاه صناعة
الصورة بمنهجية علمية.
علاقة بالكاميرا
اعتبر محمد سالم المسؤول عن الشركة والمجموعة أن الفكرة بدأت من
العلاقة التي ربطتهم بالكاميرا، والتي قادتهم إلى السعي لمعرفة المجال
بصورة عملية أكثر، عن طريق ورشات ومناهج دراسية متخصصة في عالم التصوير
الرقمي، معتبرين إنشاء الفريق تحدياً بينهم وبين أنفسهم في التواجد الزاخر
في المجال.
حيث تعد الإمارات من أوائل الدول في سلم التفعيل التكنولوجي، وخاصة
التصوير الفوتوغرافي. مبيناً سالم أنهم حصلوا على رخصة العمل بدعم من مؤسسة
محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب، ومنها بدأت الانطلاقة الفعلية
لعملهم.
وفي سياق مشاركتهم في مهرجان دبي السينمائي، أكد سالم أنها ليست المرة
الأولى التي يتواجدون فيها لتغطية الفعالية، مشيراً أنهم في مشاركة دائمة
لأكثر من دورة سابقة، ومن الفعاليات الأخرى التي شاركت بها الشركة هي :
اتحاد بطولة التاكوندو، مهرجان دبي السينمائي والخليج السينمائي، وحملة
مرضى الثلاسيميا، كما لفت سالم إلى أنهم يقدمون خدماتهم بشكل تجاري أيضا في
عدة مجالات ومنها المفروشات، وشركات السياحة والمطاعم وغيرها، وهذا يجعلهم
أمام ثقة استحقوها، كما يسعون فعلياً إلى إثباتها بصور اكبر في المستقبل،
بالإضافة إلى عملهم في مجال الأعمال الخيرية.
وحول مسألة تسويق الخدمات، أشار سالم أنهم يعانون من مسألة الترويج
لأنفسهم، فالشركة لا تزال في حاجة إلى منظومة تسويقية جيدة، فالعديد لا
يعلم عن تواجدهم، كما أن طبيعة الخدمات التي يعملون بها، وعبر في ذلك: "
نسعى خلال مطلع 2012 إلى تفعيل العمل التسويقي، عبر الموقع الإلكتروني
وتحديد المقر الرئيسي للشركة".
البيان الإماراتية في
11/12/2011 |