يروي فيلم “أمل” في 88 دقيقة قصة فتاة سورية ذي تجربة فنية ومهنية
غنية في وطنها، إلا أنها تأتي إلى الإمارات محملة بالعديد من الأحلام،
وبعقد يضمن لها العمل في مشروع تلفزيوني، وبعد مرور السنة الأولى تجد نفسها
عاجزة عن تحقيق الجزء اليسير من خططها، ما يضطرها للقبول بالعيش على هوامش
الحياة الثقافية في الإمارات . الفيلم من إخراج الإماراتية نجوم الغانم
التي تتكئ على العديد من الأفلام الروائية القصير والوثائقية الطويلة التي
حققتها وحازت جائزة أفضل مخرجة إماراتية في مهرجان دبي السينمائي الدولي
،2008 والعديد من الجوائز في مهرجان الخليج السينمائي . وتتوقع الغانم
النجاح من خلال فيلمها الجديد الذي تحدثت عنه في هذا الحوار، إضافة إلى
قضايا فنية أخرى .
·
ما المميز الذي تقدمينه في شخصية
“أمل”؟
المميز أنها قصة إنسانية حقيقية لفتاة سورية كانت معروفة في بلدها
ولها مركزها واسمها في عالم الفن، جاءت بعقد عمل سنوي إلى الإمارات تحقيقاً
لطموحها بالعمل في التلفزيون، ولكن حقيقة الهجرة وتغير الظروف بعد سنة،
جعلاها تشعر بأنها تعيش في الظل بدلاً من النور، حيث لا يعرفها أحد، لأن
الأماكن الجديدة دائماً تشعرنا برهبة الغربة، وبرأيي أن هذه القصة تتكرر .
·
هل في قصة “أمل” رسالة تقدمينها
للجمهور؟
الرسالة هي أن الإنسان دائماً معرض للتخلي عن أحلامه وطموحه المهني
مقابل التحديات التي تعترضه، إنه شيء أشبه بخيط رفيع بين الواقع والأمنيات،
وحقيقة أن ينشأ الإنسان في مكان ويكون تحت الأضواء، ثم ينتقل إلى الظل، أمر
له بالغ التأثير في النفس .
·
ما وجه الشبه بين فيلمك “حمامة”
الذي شاركت به في مهرجان دبي السينمائي ،2010 وبين فيلم “أمل” الذي تشاركين
به هذا العام؟
لا وجه شبه بينهما سوى أن بطل الفيلمين أنثى .
·
وما سبب تركيزك على العنصر
النسائي في أفلامك؟
لا يوجد تركيز متقصد، وهي مجرد مصادفات لا أكثر .
·
هل تتوقعين للفيلم النجاح وحصد
الجوائز، خاصة أن فيلمك “حمامة” حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة
المهر الإماراتية في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010؟
عندما أقوم بإنتاج وإخراج أي فيلم، وأشارك به في المهرجانات
السينمائية بالتأكيد هناك نية ضمنية للفوز، وأمنيتي في فيلم “أمل” أن يحصل
على تقدير نقدي فني وشفاف، وعلى جائزة متقدمة .
·
هل سيثير الجدل؟
موضوع الفيلم هو إنساني بحت، والأفلام الإنسانية دائماً تثير الجدل،
لاسيما أنه يتحدث عن قصة واقعية يلمسها كل إنسان مغترب أو عاش الاغتراب
فترة من حياته .
·
لماذا تركزين في أفلامك على
شخصيات من الحياة الواقعية؟
لأنني أخوض حتى هذه اللحظة غمار إخراج الأفلام الوثائقية التي تتحدث
عن شخوص بأسمائهم وطبيعة حياتهم، مستخدمة السرد القصصي بوسائلي الإخراجية،
ولكن سيظهر التغير عندما أبدأ في المستقبل بإخراج أفلام روائية .
·
بهذه الطريقة ألا يؤرقك تكرار
نمط الأفلام عندك؟
إنه نوع من التحدي الشخصي الذي أضع نفسي فيه وأتساءل بداية كل مشروع:
ما الجديد الذي عليّ أن أقدمه في هذا العمل بحيث يكون مختلفاً عن أعمالي
الأخرى . وهذا الهاجس بحد ذاته يدفعني إلى أن أقدم عملي من منظور مختلف،
وهذا يعني اختلاف تناولي للقصة واللغة السينمائية والبصرية أيضاً .
·
بطلة الفيلم نفسها مشاركة إلى
جانبك في التأليف، ما السر في ذلك؟
لا يوجد أي سر، ولكن أمل في الأساس عملت في المسرح، إضافة إلى أنه منذ
اللحظات الأولى لتفكيري في إخراج الفيلم، قررنا أن نقوم به كفريق عمل، وبما
أن الفيلم يحكي قصتها فبرأيي أنها الأقدر على سردها أثناء التأليف ووضع
سيناريو الحوار .
·
هل هناك أي ترابط بين الظروف
الراهنة التي تمر بها سوريا وبين تناولك قصة فتاة سورية بهذه المعاناة؟
لا علاقة لهذا بذاك، فأنا أعمل على الفيلم منذ 3 سنوات .
·
بعد نجاح فيلمك “حمامة”، كيف
بدأت البحث عن “أمل”، وكيف استوحيت الفكرة؟
كل فيلم له ظروفه في ما يتعلق بالمضمون والشكل وطريقة الإنتاج،
والفكرة استوحيتها من تجربة شخصية لي، عندما ذهب للدراسة في الخارج، شعرت
بما تعرضت له أمل وغيرها الكثير، وبدأت أفكر كيف أني في بلدي إنسانة صحفية
وشاعرة لي اسمي في مجتمعي، وهناك لا يعرفني أحد ولا أشكل شيئاً سوى أني
طالبة .
·
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء
تنفيذ العمل؟
أنتجت الفيلم بشكل شخصي ومن دون وجود أي دعم أو تمويل، وكاد يتوقف
لولا حصوله بعد السنة الأولى من بدء العمل فيه على تمويل من مجموعة أبوظبي
للثقافة والفنون .
الخليج الإماراتية في
10/12/2011
بطلته طفلة لم تتدرب على
التمثيل
راوية عبدالله: “اللون المفقود” يبحث عن
العاطفة الغائبة
حوار: دارين شبير
تشارك المخرجة الإماراتية راوية عبدالله بفيلمها القصير “اللون
المفقود” في مسابقة المهر الإماراتي، لتعرض في تسع دقائق قضية اجتماعية
جسدتها عيون طفلة بريئة، إمكاناتها، براءتها، وعفويتها، وتعبيراتها التي
فاقت قدرة الكثيرين على التعبير . وتعترف راوية عبدالله في هذا الحوار
بوجود أخطاء في فيلمها وهو اعتراف نادر، ما يؤكد أنها تسير على الطريق
الصحيح في مجال يؤكد لنا يوماً بعد آخر أن البقاء فيه للأفضل والأقوى .
·
ما “اللون المفقود” الذي تبحثين
عنه؟
“اللون المفقود” هو لون الفرح والطفولة والسعادة،
ولون الحنين والعاطفة التي تفتقدها الطفلة البطلة في منزلها، وأقصد من خلال
ذلك تسليط الضوء على قضية اجتماعية إنسانية في المقام الأول، تعاني منها
مجتمعات عدة وجنسيات مختلفة، وهي غياب العاطفة في المنزل، وسيشعر كل مشاهد
أن هذه القضية تمسه أو تمس من حوله، وسيتفاعل معها بكل أحاسيسه .
·
بطلة الفيلم طفلة، لأي مدى أعطتك
التميز الذي ترغبين بتقديمه؟
أعطتني هذه الطفلة كل ما أحتاج إليه من خلال تعبيرات وجهها وحركاتها
وعفويتها، فكانت بطلة بحق، وأثرت في من رأي الفيلم، وخصوصاً في النهاية
التي تبدع فيها الطفلة من خلال تلخيص للقضية كاملة، من دون حوارات تشارك
بها .
·
هل استغرقت منك وقتاً كثيراً
للتدريب؟
عائشة القطان لم تتدرب أبداً، فقد وقعنا في موقف صعب حين رفضت الطفلة
التي رشحناها أولاً واتفقنا معها في وقت سابق على التصوير أن تقوم بالمهمة،
وقمت بالتوسل إليها لمدة ساعة بأن تهدأ وتعود للتصوير من دون جدوى، فما كان
من زميلي الذي يقوم بالتصوير الفوتوغرافي إلا أن اقترح علي استبدالها بابنة
خالته عائشة القطان، ووافقت فوراً، وحين رأيتها لم أتوقع أن تكون بهذه
الروعة، فهي “صاحب وجه سينمائي” على حد كبير، كما أن أداءها رائع جدا وفاق
توقعاتي .
·
وماذا عن الممثلين الآخرين كصفية
الشحي وإيمان حسين وعادل الراي؟
صفية الشحي إعلامية معروفة، وصديقة مقربة لي، وحين قرأت السيناريو
وجدتها الشخصية الأنسب للدور، لأنه يتطلب إنسانة إماراتية مثقفة ومتزنة
وخلوقة وناجحة، وهذه الأمور تتوافر في صفية، وحين عرضت عليها الدور قالت:
“ما دمت سأقدم الدور بحجابي وبأخلاقي وأركز على قضية اجتماعية يعاني منها
مجتمعي، فسأشارك ولن أقصر في حقه” . وإيمان حسين شاركتني في فيلم سابق
وأعرفها جيداً، وعادل الراي زميل أعرفه معرفة شخصية وهو الأنسب للدور الذي
لعبه لأنني كنت أريد شخصية عادل الحقيقية وهي التي قدمها في الفيلم .
·
لأي درجة يتشابه “اللون المفقود”
مع فيلمك “غيمة أمل”؟
لا يشبهه أبدا من حيث الموضوع والقصة، ولكن من حيث الحرفية والرؤية
الإخراجية فأرى أن “غيمة أمل” كان موفقاً، ولكن كانت فيه بعض الأخطاء التي
تلاشيتها في “اللون المفقود”، ولكنني للأسف وقعت في أخطاء أخرى فيه،
وسأحاول أن أتلاشاها في فيلمي المقبل .
·
ما هذه الأخطاء وما سببها؟
هي أخطاء تقنية، وكان سببها ضيق الوقت، وهي المشكلة التي ترافقني
دوماً في جميع أفلامي، فقد حصلت على رعاية الفيلم من المجلس الأعلى لشؤون
الأسرة الذين اتصلوا بي وأنا خارج الدولة، وحين عدت وحصلت على الموافقة
والميزانية كان الوقت داهمني، فبدأت التصوير قبل مهرجان الخليج بشهر واحد
فقط، وتسرعت فيما يخص الموسيقا والمونتاج، وشعرت بالضيق لأني أحببت هذا
الفيلم كثيراً وأشعر بأنه لم يحصل على حقه كاملاً من التنفيذ، ومقهورة لأني
لم أشتغل عليه بشكل صحيح، وهذه هي أخطائي بشكل دائم بكل أفلامي، فضيق الوقت
هو مشكلتي الكبرى .
·
هل كانت الدقائق التسع كافية
للتعبير عن فكرة الفيلم؟
كانت كافية تماماً، وكان من المفروض أن أقدمه في أقل من 9 دقائق .
·
كم استغرق تصوير الفيلم؟
استغرق التصوير يومين فقط، ولكن العملية كاملة من موسيقا ومونتاج
وغيرها أخذت منا أسبوعين .
·
شاركت بفيلمك هذا في مهرجان
الخليج السينمائي، ما الإضافة التي حققتها من ورائه؟
أرى في مهرجان الخليج السينمائي حميمية كبيرة، وأشعر أني وسط أهلي
وناسي، فجميع الفنانين والمخرجين يعرفون بعضهم بعضاً، ومن خلاله اكتسبت
صداقات عدة مع المبدعين الخليجيين، وهذا يمنحني فرصا في تعاون خليجي
مستقبلا .
·
وماذا عن مهرجان دبي السينمائي؟
مهرجان دبي عالمي، أبقى من خلاله على صلة بالمحترفين العالميين، وأوسع
آفاقي ما يعطيني المجال للكثير من الإبداع .
·
ماذا تعني لك المشاركة في جائزة
المهر الإماراتي؟
هي المرة الأولى التي أشارك بها في مسابقة رسمية في المهرجان، وأرى أن
وجود مثل هذه الجائزة فخر كبير لنا، فالمبدعون العالميون يرون إبداعات
المخرج الإماراتي، وأفلامه وأفكاره، ويعرفون إلى أين وصلت السينما
الإماراتية التي تتطور من عام إلى آخر .
·
من يعجبك من المخرجين
الإماراتيين؟
تعجبني رؤية سعيد سالمين وأراها مميزة ومختلفة .
·
متى ستنتقلين إلى مرحلة الفيلم
الطويل؟
حين أصل للاحترافية في الفيلم القصير .
·
لمن تتوجهين بالشكر؟
للداعم السينمائي الأول مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، الذي
يتحملني كثيراً، فدائماً ما أتأخر في تسليم أفلامي، ودائما ما يتحمل ظروفي
وتأخيري وتقصيري، وأشكره كثيراً لأن أياديه بيضاء في دعم مسيرة السينمائي
الإماراتي، كما أتوجه بشكري لمهرجان دبي والقائمين عليه جميعاً .
الخليج الإماراتية في
10/12/2011
تشارك بفيلم وثائقي يحكي قصتها في
لندن
مريم السركال: إحداث تغيير في مجتمعي أهم
من الجوائز
حوار: دارين شبير
“لندن بعيون امرأة محجبة” هو الفيلم الوثائقي الذي تشارك فيه المخرجة
الإماراتية مريم السركال في المهرجان، وتناقش فيه أكثر من قضية اجتماعية،
تتداخل مع بعضها بعضاً ولكنها تؤكد نتيجة واحدة هي أن السفر هو ما يكشف
للناس عن ذواتهم الحقيقية .
شاركت مريم السركال بفيلمها هذا في عرض خاص في مهرجان لندن للشرق
الأوسط وجنوب إفريقيا، ويشارك في مهرجان دبي السينمائي ضمن مسابقة المهر
الإماراتي .
عن فيلمها تحدثت السركال في هذا الحوار .
·
هل ما نراه في الفيلم هو واقعك
أنت؟
نعم، فالفيلم وثائقي أجول من خلاله في شوارع لندن ترافقني الكاميرا،
وأقابل عدداً من الشخصيات وأناقش من خلال حديثي معهم عدة قضايا، أهمها
اختلاف الثقافات، وهوية الشخص العربي المسلم خارج بلده، وإلى أي مدى يتمسك
بعاداته وتقاليده أو يتخلى عنها حين يسافر بعيداً عن نظرات الأهل والمجتمع
. وفي الفيلم قضية أخرى تتمثل في رفض الشباب للزواج من الفتيات اللواتي
يسافرن بغرض الدراسة إلى الخارج .
·
ما النتيجة التي توصلت إليها من
خلال تساؤلاتك؟
ردود فعل مختلفة، أولها استنكار لبعض التصرفات التي يقوم بها المسلم
ولا تمت للإسلام بصلة، وأمور أخرى يتجاهلها وكان أولى به أن يقوم بها،
وحاولت من خلال الفيلم توضيح النظرة الخاطئة لبعض الأمور ما قد يغير في
تفكير من يتابعه .
·
لا تزالين طالبة، كيف تقيمين
أداءك في الفيلم كإخراج؟
أنا طالبة ماجستير إخراج سينمائي في جامعة لندن للأفلام، وأرى أني
تعلمت الكثير من خلال دراستي هناك، وأصبحت قادرة على صنع فيلم يحمل كل
مقومات النجاح، وأنا فخورة بهذا الفيلم، كما وجدت كل الدعم من جامعتي
والمحيطين بي، ولاقى فيلمي عند عرضه ردود فعل كثيرة ومتنوعة، جعلتني أشعر
بقيمته وأهميته، وأكدت لي أني أخطو خطوات صحيحة نحو الأمام .
·
الفيلم من إنتاج الجامعة، إلى أي
مدى توافرت فيه عوامل الحرفية؟
إلى أقصى مدى، فطاقم العمل محترف وينتمي أفراده إلى أمريكا والهند،
واستخدمنا تقنيات حديثة وكاميرات ال”إتش دي”، وتوافرت فيه كل عوامل النجاح
والتميز، فكان لابد لي أن أشارك به في مهرجان دبي السينمائي .
·
لماذ اخترت مهرجان دبي وليس
غيره؟
لأنني فخورة جداً بهذا الفيلم، كفخري بأنني إماراتية، ومشاركتي
بمهرجان دبي السينمائي محاولة مني لإحداث تغيير في مجتمعي نحو الأفضل،
وإعادة الفضل لدولتي على كل ما تقدمه لنا من دعم وتشجيع في كل المجالات .
ووجدت الدعم في لندن أيضاً، وشعرت بأن عملي يحمل رسالة لفتت انتباه الغرب،
ما أكد لي أنه سيجد صدى كبيراً هنا في بلدي .
·
ما الدعم الذي حصلت عليه من
المهرجان؟
الدعم الأكبر هو دخول فيلمي ضمن مسابقة المهر الإماراتي ليكون في منصة
مهمة، حيث يمكن للجميع أن يراه، وبالنسبة لي فهو درس تعلمت الكثير منه،
فطريقة طرح الموضوع كانت متميزة وغير تقليدية، ومن يتابع الفيلم سيجد روح
التطور الغربي في طرح الموضوع .
·
كم استغرق العمل على الفيلم؟
خمسة أشهر .
·
رغم تعدد القضايا في فيلمك، هل
استطاعت مدة ال “17 دقيقة” احتواءها جميعاً؟
كان من ضمن قوانين الجامعة لإنتاج الفيلم أن تكون له مدة محددة، وهذا
ما التزمت به، ولكني استطعت أن أوصل ما أريد بالضبط من خلال هذه الدقائق،
وأعجبني رد فعل الجمهور في العرض الخاص للفيلم في مهرجان لندن، إذ عبروا عن
رغبتهم بأن تكون مدته أطول، فهي المرة الأولى التي يرون فيها امرأة تتحدث
وتتفاعل مع الناس بالطريقة التي قدمتها .
·
هل سيكون منافساً قوياً للأفلام
المشاركة في جائزة المهر الإماراتي؟
أتمنى ذلك، ومن خلال متابعتي وجدت أن أفلاماً كثيرة قوية ومنافسة
مشاركة في هذه الجائزة، وبالنسبة لي فجائزتي هو أن يلامس فيلمي قلوب الناس
ويحرك شيئاً في داخلهم، ويحدث تغييرا لديهم سواء في الأفكار أو السلوكيات،
لأن الهدف بذلك يتحقق وهذه هي رسالتي الحقيقية .
·
ما الفيلم الذي تتوقعين له
الفوز؟
هناك أفلام كثيرة، ولكني أرى أن فيلم نجوم الغانم “أمل” سيترك بصمة،
فهي مخرجة متميزة، كما أتوقع لفيلم “أطفال” نجاحاً كبيراً، فمحمد فكري مخرج
جيد وأعجبني فيلمه السابق، وما يميزه هو اتجاهه لأفلام التحريك، ورغم
صعوبتها إلا انه يتقنها، وهذا مركز قوته .
·
هل ستحرصين على متابعة بقية
الأفلام؟
أبذل جهدي لأبقى على معرفة واطلاع بما قدمه زملائي، فمجرد وجود أي
فيلم في المهرجان، فهذا يعني أنه فيلم يستحق المشاهدة، لأن اختيارات
المهرجان وتحديدا السينمائي المبدع مسعود أمر الله دقيقة وعلى مستوى عال من
الوعي، وبالنسبة لي كمخرجة، فمن الضروري أن أتعرف إلى أفكار المخرجين
الآخرين ورؤاهم .
·
ما خطتك المقبلة؟
يقترح علي الكثيرون أن أقدم جزءاً ثانياً للفيلم، أو أطور الفكرة،
ولكني لم أقرر حتى الآن ما سأفعل . وفيما يخص مشروع التخرج، أفكر في قصة
وضعت السيناريو الخاص بها، وأتمنى أن أجد جهة إنتاج تتبنى هذا المشروع،
وأناقش فيه قضية 3 فتيات إماراتيات، وأحداثه واقعية .
الخليج الإماراتية في
10/12/2011
“حلبجة-
الأطفال المفقودون” مأساة تنزف على
الشاشة
دبي - باسل عبد الكريم:
يروي أحد الأفلام المشاركة في مسابقة المهر العربي مأساة “حلبجة” أو
“حلبجشيما” تيمناً بما تستحضره مدينة هيروشيما اليابانية من صور الرعب
والدمار، فصلة القربى بين المدينتين هي الكارثة البشرية وبشاعة الفعل، في
صور الأطفال النازفين، والرماد في صور النساء والرجال الذين أغلقوا عيونهم
على مناظر عيون أطفالهم وهي تنط من محاجرها محتضنين برك الدم .
من هذه الواقعة التي جرت أحداثها عام 1988 في كردستان شمال العراق،
استنبط المخرج أكرم حيدو حكاية فيلمه “حلبجة- الأطفال المفقودون” من آلاف
الصغار الذين فقدوا في هذه الحقبة من الزمن جراء القصف الكيماوي بغاز
السيانيد، من قبل سلاح الجو العراقي إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين .
وينطلق العمل من قصة حقيقية للطفل علي زمناكو الذي فقدته والدته عندما كان
رضيعاً في شهره الرابع، واعتبره أهله في عداد الموتى، إلا أنه يعود للظهور
في مدينة مشهد الإيرانية بعد 21 عاماً على اختفائه، يبدأ المشهد الأول
والكاميرا في الأسفل تتابع خطوات “علي” وصولاً إلى مقابر حلبجة التي دفن
فيها آلاف الأطفال مع ذويهم، يقف “علي” على مقبرة كتب عليها اسمه فيتحدث
قائلاً: قبل شهرين كان هذا قبري ولكن منذ الآن . . ويبدأ بسرد حكايته،
تتابع مشاهد الفيلم في 72 دقيقة وبحوار باللغة الكردية مترجم إلى
الإنجليزية، حكاية “علي” وكيفية وصوله إلى إيران بعد أن تربى في كنف
إيرانية اسمها حميد بور تبنته بعد نقله إلى أحد مستشفيات كرمانشاه ومنه إلى
دار الأيتام، حيث تعمل والدته بالتبني في نفس الدار . يدرس علي زمناكو بعد
شفائه من آثار الحرب والدمار الابتدائية ثم يكمل الثانوية، إلا أنه لا
يستطيع اللحاق بالجامعة لأنه ليس إيراني الأصل ولا يحمل هوية تثبت نسبه
الأصلي، وبعد بلوغ 16 عاماً تبلغه والدته بالتبني أنه كردي الأصل ومن مدينة
حلبجة، وإنها تبنته بعد وصوله إلى دار الأيتام . وفي أحد مشاهد الفيلم
وعندما تموت والدة علي الإيرانية بحادث سير، بعد سنوات يقرر البحث عن
عائلته والعودة إلى حلبجة وعند وصوله إلى مسقط رأسه بعد 21 عاماً، يقف
صامتاً أمام المقبرة نفسها، في لعبة ذكية من مخرج الفيلم ليعود بذاكرة
الجمهور إلى حكاية آلاف الأطفال الذين دفنت أسماؤهم في المقابر، إلا أنهم
أحياء بأجسادهم في مكان مجهول . بعد عودته تتناقل الأخبار عن وصول شاب اسمه
“علي” فقد منذ صغره في مجزرة حلبجة الكيماوية، فتجتمع خمس عائلات مع علي في
مركز صحي بانتظار نتائج فحص ال “دي إن إيه”، حيث يأمل الجميع أن يكون هو
ابنها المفقود، بينما يقف علي مراقباً ملامح الأمهات الثكلى بفقدان
أطفالهن، ويتساءل في قراره نفسه أيهم تكون والدته، وبالرغم من أنه لا توجد
وثائق وإحصائيات رسمية عن عدد الأطفال المفقودين من جراء تلك المجزرة التي
راح ضحيتها ما يقارب 150 ألف شخص بسبب القصف الكيماوي، وما سمي حملات
الأنفال وتدمير ما يقل عن 3 آلاف قرية، إلا أن المخرج نجح في رسم صورة
البؤس وملامح الفقر والتهجير وفقدان حنان الأهل وحقوق المواطنة والهوية .
كما يجسد مشهد إعلان نتيجة الفحص التحليلي تعبيراً واضحاً وإنسانياً عن
حالة شعور الأم بلقاء ابنها بعد 21 عاماً من الفراق . وكما بدأ الفيلم
بخطوات علي ينتهي أيضاً والكاميرا تتفرس وجهه، وكأن المخرج أراد بتصوير هذا
المشهد التركيز على الحاضر أكثر من الماضي، لم يستخدم الفيلم أي مؤثرات
خارجية أو تقنيات تصويرية في محاولة من المخرج لواقعية الحكاية التي تروى
على لسان أصحابها . نجح المخرج الكردي أكرم حيدو الذي ولد في سوريا عام
،1973 في إيصال المعنى الحقيقي والإنساني لمرارة واقعة “حلبجة” من خلال
عيون أطفالها المفقودين، فقصة علي زمناكو ليست الوحيدة من بين آلاف القصص
التي تتكرر سنوياً في شمال العراق عن أطفال التقوا بذويهم بعد أن غزا الشيب
رؤوسهم .
وأكرم حيدو وهو مخرج ومصور وسينمائي ومنتج مستقل، هاجر إلى ألمانيا
عام 1995 حيث شرع العمل في مجال تصميم الإعلام الرقمي، ثم أتم دراسته في
مجال الإخراج السينمائي عام 2009 في أكاديمية “رور” للفنون، ويعتبر هذا
الفيلم باكورة أعماله السينمائية الطويلة وشارك به في عدة مهرجانات عالمية
منها: مهرجان ساوباولو السينمائي في البرازيل، ومهرجان أورن في ألمانيا،
ومهرجان ديار بكر السينمائي في تركيا، حيث حصد الجائزة الأولى، إضافة إلى
مهرجان سينما الحقيقة في طهران، ومهرجان الفن السابع للفيلم الكردي في
لندن، ومهرجان الأفلام الوثائقية في كردستان العراق، حيث حصد جائزة تقديرية
كأفضل فيلم .
والفيلم من إنتاج وسيناريو وتصوير أكرم حيدو، ومونتاج فرانسيسكا فون
برلبش، وموسيقا جوان حاجو، وعن قصة علي زمناكو محمد أحمد، وبمشاركة فخر
الدين حج سليم .
الخليج الإماراتية في
10/12/2011 |