على إيقاع مغامرات توم كروز وبطولاته الخرافية، افتتحت الدورة الثامنة
من مهرجان دبي السينمائي بفيلم «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح» بحضور النجم
الهوليوودي ومجموعة من الممثلين العرب والأجانب الذين تألقوا على السجادة
الحمراء ليل اول من امس أمام عدسات الكاميرات والمعجبين. ويقيناً ان مهمات
مستحيلة كثيرة امام مرمى هذا المهرجان الذي يستمر 9 أيام اخرى، يعرض فيها
171 فيلماً من 56 دولة، منها 46 فيلماً في العرض العالمي الاول و25 في
العرض الدولي الاول، و78 للمرة الاولى في الشرق الاوسط، و7 للمرة الاولى في
الخليج، ما يشي من حيث الشكل والأرقام المعلنة، بدورة تعدّ بالكثير، خصوصاً
عند الحديث عن الأفلام العالمية. وفي هذا السياق، يمكن رصد مجموعة من
الأفلام التي ذاع صيتها في مهرجانات دولية قبل ان تصل الى دبي، ابرزها فيلم
الكسندر باين «الأحفاد» (من بطولة جورج كلوني) الذي يعتبره النقاد ابرز
الافلام المنافسة هذا العام على جوائز الأوسكار، و «حدث ذات مرة في
الأناضول» لنوري بلجي جيلان الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان والمرشح
باسم تركيا لجوائز أوسكار افضل فيلم أجنبي. كما سيكون الجمهور على موعد مع
افلام مثل «جي إدغار» لكلينت استوود، و «قصة فيلم: الأوديسة» الذي ينقسم
الى 15 فصلاً من 900 دقيقة يتناول فيها مارك كوزينس تاريخ الفن السابع، من
حقبة الأفلام الصامتة الى ما بعد 11 ايلول (سبتمبر).
تجارب اولى
وإذا كان واضحاً ان البرنامج العالمي غني بعروضه، فإن الترقب يلفّ
مسابقة
الأفلام الروائية العربية، خصوصاً ان نصف الأفلام ليس إلا
التجربة الروائية الطويلة
الأولى لأصحابها. وهنا يطل فيلمان من لبنان
(«تنورة ماكسي» لجو بو عيد و «تاكسي
البلد» لدانيال جوزيف)، وفيلمان من الأردن («فرق سبع ساعات» لديما عمرو و
«الجمعة
الأخيرة» ليحيى العبدالله)، وفيلم من فلسطين («حبيبي راسك خربان» لسوزان
يوسف). كما
يُمكن ان نضيف الى هذه القائمة باكورة افلام هادي الباجوري الروائية
الطويلة «واحد
صفر» الذي هناك التباس حول الفئة التي ينتمي اليها، فبينما يشير الكاتالوغ
الى انه
يندرج ضمن عروض «ليالي عربية»، يؤكد بعض القائمين عليه انه في المسابقة.
اما
الأفلام الاخرى التي لا تعد التجارب الاولى لأصحابها، فتحمل توقيع 3 مخرجين
من
المغرب، هم: حكيم بلعباس («شي غادي وشي جاي») ونرجس نجار («عاشقة من الريف»)
وعبدالحي العراقي («جناح الهوى»)، إضافة الى المخرج العراقي هينر سليم
(«سأقتلك إن
مت»)، والمخرجة اللبنانية دانيال عربيد («بيروت بالليل»).
وبهذا يبدو ان المهرجان يتجه أكثر فأكثر ليتحوّل الى منصة للاكتشاف،
حتى وإن كان
بعض المتابعين يرى ان هذا التوجه يندرج في إطار المثل المعروف
«مجبر أخاك لا بطل»
نتيجة التنافس بين المهرجانات الخليجية، وحصول ابو ظبي على
زبدة النتاجات العربية
لهذا الموسم، ما أضعف حظوظ دبي ووضعه أمام
خيار قد يرى فيه بعضهم السبيل الأفضل
لمواجهة مثل هذا التحدي، فيما يراه آخرون
إعلان إفلاس.
والأكيد، ان الوقت لا يزال مبكراً، للحديث عما اذا كان المهرجان أخفق
او نجح في
رهانه، إذ لا يمكن ان يأتي الجواب إلا بعد عرض الافلام التي
تتنافس على جائزة المهر
العربي، ما يُحدد، إن كانت أفلاماً جديرة
بالمسابقة أم أفلاماً ليس وجودها هنا إلا
لسدّ العجز. وفي الحالتين، لن تكون مهمة المخرج الأميركي بيتر وير ورفاقه
في لجنة
التحكيم سهلة.
هيمنة لبنانية
واللافت في هذه الدورة حضور لبنان القوي في مسابقة المهر العربي،
فإضافة الى
تربعه في الصدارة الى جانب المغرب عن فئة الأفلام الروائية
الطويلة من خلال ثلاثة
افلام لكل منهما، فإنه يحتّل وحده صدارة
قائمة الأفلام الوثائقية من خلال 4 افلام،
هي: «مرسيدس» لهادي زكاك و «الحوض الخامس» لسيمون الهبر و «القطاع صفر»
لنديم
مشلاوي و «يامو» لرامي نيحاوي. ثم تليه مصر من خلال 3 أفلام، هي: «مصر ستو
زاد أول
عشق» لهبة يسري و«مولود في 25 يناير» لأحمد رشوان و«2\1 ثورة» لعمر شرقاوي
وكريم
الحكيم. والفيلمان الأخيران يتناولان ثورة 25 يناير، انطلاقاً من رؤية
شخصية
للمخرجين وتجربتهما في ميدان التحرير، علماً ان «2\1 ثورة» سيشارك في
مهرجان «سندانس»
بعد ان يعرض للمرة الاولى في دبي.
ومن الثورة المصرية الى الثورة التونسية من خلال فيلم «لا خوف بعد
اليوم» للمخرج
مراد بن الشيخ الذي يلاحق ثورة الياسمين بعينيّ لينا بن مهني،
المدونة التي تجرأت
على تحدي نظام بن علي في مدونتها. كما
يشارك فيلمان من الجزائر («هنا نغرق
الجزائريين: 17 اكتوبر 1961» لياسمينا عدي
و «قم نغتنم ساعة هنية» لعبدالنور زحزاح)
وفيلم لكل من الأردن («عمو نشأت» لأصيل منصور) وسورية («اسبرين ورصاصة»
لعمار بيك)
والسودان («سوداننا الحبيب» لتغريد السنهوري) والعراق («حلبجة-الأطفال
المفقودون»
لأكرم حيدو) وفلسطين («شرطي على الهامش» لليث الجنيدي).
وواضح التنوع الذي يميز الأفلام الوثائقية الـ 15 لناحية التوزيع
الجغرافي، ولكن
أيضاً لناحية المضامين التي تتراوح بين
الذاتي والعام، الاجتماعي والسياسي، الآني
والتاريخي، ما من شأنه ان يقول الكثير حول الشباب العربي ومجتمعاته، خصوصاً
ان هذه
الأفلام مصنوعة بأياد شبابية.
ولا تقتصر المسابقة على جوائز المهر العربي، إنما هناك أيضاً مسابقة
المهر
الإماراتي التي يتنافس فيها 13 فيلماً، واحد منها طويل («امل»
للمخرجة الإماراتية
نجوم الغانم). وهناك أيضاً مسابقة المهر
الآسيوي-الأفريقي بأجزائها الثلاثة:
الافلام الروائية الطويلة والافلام الوثائقية والأفلام
القصيرة. ومن البرامج
الموازية، «ليال عربية» و «سينما آسيا
أفريقيا» و «احتفال بالسينما الهندية» و «سينما
الأطفال» و «أصوات خليجية». اما البلد الذي اختاره المهرجان في دائرة
الضوء،
فألمانيا التي تُعرض لها مجموعة افلام بارزة، كما يكرم احد كبار مخرجيها،
السينمائي
فيرنر هيرتزوغ الفائز بجائزة التحكيم في مهرجان «كان» عن فيلمه «لغز كاسبر
هاوزر» (1975)
وجائزة أفضل مخرج عن فيلم «فيتزجيرالدو» (1982).
ولا يكتفي المهرجان بتكريم هيرزتوغ إنما يشاركه في «جوائز تكريم
إنجازات
الفنانين» الممثل المصري جميل راتب والموسيقي الهندي أ.ر رحمن.
اما الممثل
الهوليوودي اوين ويلسون فسيحصل على جائزة
«نجم العام» من مجلة «فارايتي».
باختصار، تضمّ الدورة الثامنة من المهرجان، سلّة متنوعة من العروض
السينمائية،
ويبقى ان ننتظر ما اذا كان الجمهور سيشارك رئيس المهرجان
عبدالحميد جمعة في رؤيته
حول ان «مهرجان دبي في الطريق نحو تحقيق
المهمة السينمائية المستحيلة». طبعاً،
ثماني سنوات لا تعني شيئاً في عمر
المهرجانات، ولكن مع هذا يحق لدبي ان يفخر بأنه
نشر العدوى السينمائية في الخليج وإن شابه إخفاق من هنا وقصور من هناك.
الحياة اللندنية في
09/12/2011
جميل راتب ... الشرير الطيب
القاهرة - أمل الجمل
يعترف ببساطة وهدوء: «أنا ممثل اشتركت في أعمال عالمية، لم أكن بطلاً
في تلك
الأعمال... ولا أضع نفسي في مستوى عمر الشريف، لأني أعرف الفارق... أنا لست
نجماً... أنا ممثل».
إنها كلمات الفنان المصري اليساري جميل راتب، الذي تسلح بالصبر
والتحدي طوال
مشوار حياته، وبالإرادة الصلبة والتصالح مع النفس. لم يتخاذل رغم الأوقات
العصيبة
التي مر بها، لم ينجح اليأس في أن يستولي عليه، لم يشعر بأن الحياة قاتمة
تماماً،
بل على العكس كانت عيناه قادرتين على رؤية النصف الممتليء من
الكوب. طوال رحلة
أحلام الفتى الطائر، الذي لم يرفع الراية البيضاء يوماً، ظلت بصيرته تُضيء
الطريق
أمامه. ورغم أنه من عائلة ثرية لكنه نشأ عصامياً معتمداً على نفسه، ونحت
اسمه
الشخصي في الصخر بنفسه.
ولد جميل أبو بكر راتب في مدينة الإسكندرية 18 آب (أغسطس) 1926 لأبوين
مصريين،
والدته من الصعيد. تربطه صلة قرابة بالمناضلة المصرية هدى هانم شعرواي، فهي
شقيقة
جده من ناحية الأم (أي عمة والدته). منذ صغره كان عاشقاً للتمثيل. انضم إلى
فرقة
الهواة المسرحية في الجامعة. كان يريد أن يهرب من نفسه – على
حد وصفه - وكان
التمثيل يحقق له هذا، فقد كان خجولاً ومنطوياً، وكان يرى التمثيل شيئاً
مهماً له
باعتباره علاجاً سيكولوجياً.
عام 1941 جاءت فرصته الأولى في السينما مع توجو مزراحي الذي شاهده في
مسرحيات
الجامعة فطلبه لتمثيل مشهد واحد مع ماري منيب بفيلم «الفرسان الثلاثة» على
وعد أن
يمنحه دور البطولة في الفيلم التالي، ولأن أسرته الثرية المحافظة كانت ترفض
التمثيل
قرر جميل راتب أن يستقل ويعيش بمفرده، لكنه ما أن فاتح أفراد عائلته
بالفكرة حتى
أصابهم الهلع وثاروا عليه رافضين الفكرة تماماً.
في قاموسه الشخصي لم يكن التحدي يعني الدخول في مواجهات أو مصادمات
مباشرة مع
أسرته أو حتى مع من حوله، فهو شخصية هادئة مسالمة وخجولة رغم أدواره التي
وصمته
بالشخصية الإنفعالية، الشريرة. التحدي عنده كان يعني القدرة على الثبات حتى
يُحقق
ما يصبو إليه. لذلك عندما أصرت عائلته على حذف المشهد الخاص به
في فيلم «الفرسان
الثلاثة»، وعلى ابتعاده عن التمثيل رضخ ظاهرياً لها، لكن ما لم يُدركه
الآخرون أن
هذا الفتى الممسوس بعوالم التمثيل ظل يُخطط سراً لتحقيق حلم حياته.
بعد تجربة فيلم «الفرسان الثلاثة» ونتيجة موقف أسرته المتشدد لم يطلبه
أحد
للتمثيل. عندما حصل جميل راتب على البكالوريا من مصر، درس في مدرسة الحقوق
لمدة سنة
واحدة، وبعدها أقنع أسرته بأن يسافر إلى فرنسا في منحة للدراسة في مدرسة
السلك
السياسي. بينما الحقيقة أنه كان يعتزم الالتحاق بمعهد التمثيل
هناك. كانت النتيجة
إيقاف المنحة -وقيمتها 300 جنيه أي ما يعادل ثروة آنذاك- لأنه تغيب عن
مدرسة السلك
السياسي بسبب مواظبته على حضور معهد التمثيل، وعلمت أسرته فقطعت علاقتها به
ومنعت
عنه النقود فلم يعد لديه أي مورد يعيش منه.
ليتمكن من مواصلة العيش عمل في أشياء ومهن كثيرة. بدأ عمله شيالاً
بسوق الخضار
بالشانزليزيه في باريس، ثم كومبارس، وعمل مترجماً أحياناً. رغم كل هذا لم
يشعر
بأن الحياة مظلمة تماماً. إحساسه بأنه اكتسب خبرة ومعرفة من اختلاطه بأفراد
الطبقة
الدنيا، وشعوره بالحرية التي نالها خفف من وطأة هذه الشدة والمحنة، خصوصاً
عندما
مثَّل في أفلام ومسرحيات عالمية، فقد فتح له الطريق دور «ماجد»
في الشريط السينمائي
الشهير «لورانس العرب» 1962 للمخرج ديفيد لين، كما عمل مساعد مخرج لنجوم
كبار مثل
أنتوني كوين في فيلمه «زيارة السيدة العجوز».
بعد أن حصل على دبلوم التمثيل والجائزة الأولى في التمثيل بباريس عام
1949 التحق
بفرقة الكوميدي فرانسيز. أما بدايته الفنية الحقيقية في السينما
المصرية فكانت عام
1946
من خلال فيلم «أنا الشرق» الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود
غودار.
وبعد هذا الفيلم عاد جميل راتب ثانية إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته
الحقيقية مع
الفن، وليُصبح من الجيل الأول من ممثلي العالم العربي الذين
انطلقوا عالمياً. كما
ترك بصمة واضحة في السينما التونسية والمسرح الفرنسي، إلى جانب مساهماته
الإذاعية.
بعد أن عاش في فرنسا ثلاثين عاماً، تأثر خلالها فكرياً وثقافياً
وفنياً، عاد إلى
مصر وهو يقترب من الخمسين من عمره، بعد أن اختمرت تجربته من خلال العمل مع
نجوم
السينما العالمية. على أرض مصر التقى صديقه صلاح جاهين الذي قدمه إلى كرم
مطاوع
فأسند إليه دور البطولة في مسرحية «دنيا البيانولا» التي كان
يُخرجها آنذاك. وحقق
العرض نجاحاً لافتاً فتوالت عليه عروض المسرح والتلفزيون.
أما أول فيلم لفت نظر الجمهور إليه كان «الصعود إلى الهاوية» الذي حصد
عنه أكثر
من جائزة. قبله عُرض عليه دور «خالد صفوان» مدير المخابرات في فيلم
«الكرنك». وقع
العقد وتقاضى أجر 50 جنيه كعربون، إلا أن المنتجين اعترضوا فأخذ منه الدور
كمال
الشناوي بسبب شباك التذاكر والإقبال الجماهيري، فلم يكن جميل
راتب يتمتع بنجومية
كمال الشناوي، لأنه آنذاك بمفهوم المنتجين كان وجهاً جديداً، لذلك أيضاً
خفَّضوا
أجره، لكن كل هذا لم يُؤثر على معنوياته وروحه. كان متصالحاً مع نفسه فأخذ
يُعيد
تشكيلها ويضعها من جديد على بداية طريق السينما المصرية.
فامتدت مسيرته الفنية
لينجز ما يقترب من السعبين عملاً سينمائياً منها: «على من نطلق الرصاص»،
«شفيقة
ومتولي»، «حب في الزنزانة»، «وداعاً بونابرت»، إلى جانب المسلسلات
التلفزيونية
المميزة مثل «أحلام الفتى الطائر»، «الراية البيضاء»، «الكعبة المشرفة»،
«رحلة
المليون»، و«سنبل بعد المليون»، و«يوميات ونيس»، و«ضمير أبلة
حكمت» وغيرها من
الأعمال الباقية في عقل ووجدان المشاهد العربي.
وهذا العام يقوم مهرجان دبي السينمائي الدولي، في دورته الثامنة،
بتكريم جميل
راتب ومنحه «جائزة تكريم إنجازات الفنانين»، ويدعوه للمشاركة بآرائه وطرح
رؤيته
وخبراته مع زوار المهرجان والوفود المشاركة.
الحياة اللندنية في
09/12/2011
جميل راتب:
السينما المعاصرة أكثر قربا من نبض الشارع
استقبل الصحافيون والإعلاميون الممثل المصري جميل راتب لدى وصوله
المؤتمر الصحافي، بمظاهر الود والاحتفاء، واللافت تواجد مجموعة من
الإعلاميين الأجانب. وشارك في المؤتمر عرفان رشيد مدير البرامج العربية في
المهرجان والمترجمة ريم عويس.
استهل رشيد تقديم راتب في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في مدينة
جميرا، بذكر ما قاله الفنان من كلمات لدى تسلمه جائزة (الانجاز الحياتي
لعام 2011) والتي كان لها تأثير كبير على الحضور وتمثلت في قوله: (أهدي
الجائزة إلى شهداء ميدان التحرير في مصر وشهداء الثورات العربية)، فيما قال
راتب خلال المؤتمر إنه ليس نجما عالميا كعمر الشريف، وان السينما المعاصرة
لها جمهورها، وهي أكثر واقعية واقتراباً من نبض الشارع.
سرعة بديهة
تنوعت أسئلة الصحافيين بين الجانب الفني والسياسي والتاريخي والتقني،
وبعض الأسئلة الطريفة، ومنها سؤال إحدى الإعلاميات عن أكثر موقف طريف واجهه
خلال مشاركته في عمل مسرحي مع محمد صبحي!، وكان راتب حاضر البديهة برده،
حيث قال (سؤالك هو الحدث الأكثر طرافة).
ومن الطرفة، إلى أسباب مشاركته في أدوار ثانوية بعد أدوار البطولات،
خاصة في الأفلام الأجنبية؟ قال: (لا يوجد في الفن أدوار بطولة وأدوار
ثانوية، المهم هو مضمون العمل والرؤيا. فالهدف ليس النجومية بل خدمة الفن
الذي يقدمه).
أبيض وأسود
وقال مجيباً عن أحد الأسئلة الخاصة بقيمة السينما المصرية الكلاسيكية
مقابل السينما المعاصرة ومصداقية الممثل قديماً مقارنة باليوم، (كانت أفلام
السينما بالأسود والأبيض تصنع بأسلوب فني عال جداً ومختلف عن الزمن الحالي،
أما السينما المعاصرة فلها جمهورها وروادها.
وهي أكثر واقعية واقتراباً من نبض الشارع). وأجاب فيما يتعلق بالدراما
التلفزيونية وحضورها قائلاً: (للمسلسلات التلفزيونية حضور وتأثير أقوى من
السينما، لمتابعتها من قبل شريحة عربية واسعة خاصة في السنوات الأخيرة).
أما فيما يتعلق بدور الفنانين وحضورهم السياسي في زمن الثورات
العربية، فقال: (علاقة الفنان بالسياسة، كعلاقة أي مواطن بها، فالفنان عادة
يتحلى بالوعي والفكر وإبداء رأيه كأي مواطن آخر).
غيمة في كأس ماء
وتحدث راتب في ختام المؤتمر عن آخر فيلم شارك فيه بعنوان (غيمة في كأس
ماء) الذي سيعرض في المهرجان. ويلعب دور البطولة مع الممثلة آنا ماريا
مارينكا وتوفيق جالاب، وهو من انتاج فرنسي. وتبدأ حكاية الفيلم من خلال ما
يجمع بين آنا، والسيد نون، وهو خيالهما الخصب، وحبّهما للأخبار القصيرة. هي
رومانية، وهو مصري. كلاهما يعيش في أحد مباني باريس
القديمة. أما الشاب خليل، حفيد السيد نون، فهو مخرج، ويصرّ على أن
يصورهما معاً، لكنهما يبقيان متحفِّظين أمام الكاميرا التي تسجّل ما يجري
معهما. مع مرور الأيام، تنكشّف الأسرار القديمة، رويداً رويداً.
مشاركة
فيلم لطالبة من «أميركية الشارقة» في «المهر الإماراتي»
تم اختيار الفيلم القصير «الفاكهة المحرمة» من إخراج سارة العقروبي
وهي طالبة في الجامعة الأميركية في الشارقة لدخول تصفيات برنامج المهر
الإماراتي للدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي التي بدأ أول من أمس.
وقررت سارة، وهي طالبة اتصال مرئي في كلية العمارة والفنون والتصميم،
والتي اختارت الأفلام كتخصص فرعي، أن تشارك بفيلمها في المهرجان، رغم أن
الفيلم كان قد تم قبوله في مهرجان أبوظبي الدولي للأفلام في شهر أكتوبر
الماضي.
وأكدت سارة أهمية برنامج «المهر الإماراتي» كتجربة تفتح الأبواب
للمواهب الشابة في مجال صناعة الأفلام. وأضافت ان التواجد في مهرجان دبي
السينمائي يمنح المواهب العربية الشابة الفرصة للاستفادة من التجارب
الغربية في هذا المجال. وقالت انها متشوقة لمعرفة نتيجة مشاركتها في
المهرجان.
يذكر أن برنامج «المهر الإماراتي» تم إطلاقه في دورة المهرجان الماضية
تشجيعاً واعترافاً بالمواهب الإماراتية.
مجموعة الدمى في «ذا مابيتس» بانتظار الصغار اليوم
مجموعة الدمى في فيلم «ذا مابيتس» بانتظار الأطفال والبالغين الذين
يحنون لأيام الطفولة، حيث سيقام اليوم حفل السجادة الحمراء الخاصة بهذا
الفيلم في «مسرح المدينة»، أما محبو وعشاق الموسيقى فسيكونون على موعد مع
العالم الأسطوري للمغني الشهير «بيتر غابرييل» الذي يعود إلى المسرح ليطل
على جمهوره بعرض مبتكر من خلال فيلم «بيتر غابرييل: نيو بلود مباشرة من
لندن»، والذي يعرض بتقنية الأبعاد الثلاثية في المكان ذاته.
وينطلق جمهور المهرجان في رحلة موسيقية تنتقل بهم إلى «ذا ووك»
(الممشى) في «جميرا بيتش ريزيدنس»، وهو مقر عروض برنامج «إيقاع وأفلام»،
حيث سيشهد عرضاً حياً ومباشراً لـ»مشروع الصمت»، يتبعه العرض الأول عالمياً
لفيلم «صمتاً: كل الطرق تؤدي إلى الموسيقى».
وضمن جو الموسيقى ذاته، تشارك الفنانة والمغنية الشهيرة متعددة
المواهب «مادونا» الحاصلة على جائزة الجرامي بتجربتها الإخراجية عبر فيلم «W.E». ويروي هذا الفيلم قصتي حبّ تجري أحداثهما بالتوازي، وعلى الرغم من
أنه يفصل بينهما ما يزيد على ستة عقود من الزمن، لكن ثمة صلة تنمو وتكبر
حتى تربط معاً حياتي «والي» و»أليس»، وقد صارت كل منهما نموذج المرأة
الرقيقة، لكن بعزيمة لا تلين. وسيتم عرض هذا الفيلم عند الساعة 7:45 مساءً
في مسرح فيرست جروب في «مدينة جميرا».
البيان الإماراتية في
09/12/2011
بطله: فيلم «بوليوودي أصلي»
«السيدات مقابل ريكي بال» ألق السينما الهندية
يبدو أن الفيلم الهندي «السيدات مقابل ريكي بال» الذي عرض أمس ضمن
فعاليات المهرجان ليفتتح بذلك برنامج الاحتفال بالسينما الهندية، يحظى
بشعبية واسعة بين الجماهير، كما يبدو أن ممثله الرئيسي رانفير سينغ وزميلته
انوشكا شارما يحتفظان بحضور بالغ وسط المجتمع الهندي.
وهو ما عكسته أجواء الحضور في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بحضور
أبطال الفيلم ومخرجه مانيش شارما. في المؤتمر، وصف رانفير الفيلم بأنه «بوليوودي
الأصل»، وأنه يحاول من خلاله تقديم أدوار مختلفة، في حين أشارت انوشكا إلى
أنها تسعى إلى عكس الحياة اليومية لأية فتاة، أما مانيش شارما فقد أكد
ارتفاع نسبة توزيع أفلام استوديوهات اديتيا شوبرا في الشرق الأوسط بعد
افتتاحها لمكتبها في دبي عام 2004.
جمال وأناقة
في ردها على سؤال عن كيفية التوفيق بين جمالها وأناقتها ودورها في
الفيلم، قالت انوشكا التي بدت هناك مسحة خوف في صوتها، خاصة أثناء توصيفها
لإحدى مشاهد الفيلم التي تم تصويرها وسط البحر: «أنا فتاة من الجيل الجديد،
وقد أحببت تقديم دور مختلف يعكس حياة الفتاة الهندية ويجسد لحظات حياتها
اليومية، من حيث اهتمامها بأناقتها وكذلك حرصها على عملها ومشاركتها في
المجتمع.
وقد حاولت أن أقدم رسالة معينة في الفيلم بأن الفتاة يمكنها أن تشارك
في كل شيء، وأن بإمكان أي فتاة ان تؤدي الدور الذي قدمته في الفيلم خلال
حياتها اليومية»، وأشارت أنوشكا في اطار ردها على سؤال عن مدى تأثير
تعليقات النقاد على أداء الممثل، الى أن هذه التعليقات لا بد وأن تؤثر في
الممثل وأن توتره وتزيد من الضغط النفسي عليه.
ولكن في المقابل يجب عليه أن يتحمل ذلك وإلا «سيقع في مصيدة التوتر»،
وأكدت أن فريق فيلم «السيدات مقابل روكي بال» سعوا منذ البداية الى تقديم
عمل صادق وحقيقي، متمنية بأن يحوز الفيلم على اعجاب الجمهور والنقاد.
في الفيلم يلعب رانفيير دور مجرم قادر على سرقة أموال الفتيات من خلال
ايقاعهن في شباك حبه، وعن تقييمه في الفيلم قال رانفيير، الذي بدا متفاعلاً
مع الحضور: «في الحقيقة أنا لست سيئا كما أظهر في الفيلم، ولدي الكرامة،
ولدي عمل التزم به، ولا أسعى إلى الاستيلاء على أموال الفتيات بدون وجه حق،
ولكن في هذا الفيلم حاولت أن ألعب دوراً مختلفاً عن أدواري السابقة.
وأعتقد ان هذا الأمر يمثل تحدياً أمام أي ممثل بأن يلعب أدواراً
مختلفة». واصفاً هذا الفيلم بأنه «بوليوودي أصلي»، يثبت بأنه في بعض
الأحيان تكون الغلبة للمرأة، خاصة في موضوع الانتقام، مؤكداً على أن كل
مشاهدي الفيلم سواء من النساء أو الرجال، سيغادرون صالات العرض، مع ابتسامة
عريضة.
وتعد أفلام استوديوهات اديتيا شوبرا المنتجة لفيلم «السيدات مقابل
ريكي بال» من أجمل وأفضل أفلام بوليوود، وحول ما إذا كانت اديتيا شوبرا
مصممة بالتوجه في الفيلم الهندي الى العالمية، قال مانيش شارما مخرج
الفيلم: «نحن نسعى الى ذلك من خلال مشاريع جديدة في بوليوود تعتمد على
افلام ناطقة بالإنجليزية.
وبالنسبة لنا فنحن لا نتأخر ابداً عن تنفيذ اي مشروع سينمائي يعالج
مواضيع جادة وفيه الكثير من الإثارة بمستوى عالي الجودة»، وعن امكانية
اختيار دبي مكاناً لتصوير الأفلام الهندية، قال: «هذه ليست المرة الأولى
التي نشارك فيها في مهرجان دبي السينمائي، فنحن نتواجد فيه منذ عام 2004،
حيث عقدت الدورة الأولى له.
وقد شعرنا حينها أن دبي ستصبح مركزاً اقليمياً لصناعة الأفلام
والسينما، وهو ما نراه حقيقيا اليوم من خلال ما يعرض في دورة المهرجان
الحالية»، وتابع: «بالاعتماد على توقعاتنا تلك فقد قمنا في عام 2004
بافتتاح مكتب لنا في دبي، واستطعنا من خلاله أن نرفع نسبة توزيع اعمالنا في
الشرق الأوسط من 6% في العام 2004، الى 35% هذا العام، وهو ما يمثل بادرة
خير لنا».
أجواء جدية
رغم أن المؤتمر بدأ بأجواء مرحة إلا أن انوشكا ورانفير سينغ حاولا في
حديثهما الانتقال من الكوميديا إلى الأجواء الأكثر جدية، حيث صرحاً للجمهور
بأنهما يعتقدان بأنه، وبصرف النظر عن حياة الشهرة والنجومية، يتعين على
الشخص أن يحقق توازناً ثابتاً في حياته، لأن «على المرء أن يبذل جهوداً
حثيثة وسيكافأ عليها بنفس القدر»، كما تحدثا عن ضرورة ارتباط المرء بأصله،
وألا يفقد اتصاله بالواقع.
البيان الإماراتية في
09/12/2011 |