عرض "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة" للمخرجة رانية اسطفان ضمن مسابقة
الأفلام الوثائقية العربية وهو عمل يصعب وصفه بالفيلم أو بالتوثيقي فهو بلا
لقاءات أجرتها المخرجة ولا تصوير مشاهد ولا سرد صوتي. ولكنه أقرب لمشروع
فني تجريبي طويل أو فيديو آرت طويل تصل مدته للسبعين دقيقة. وأكبر دليل على
ذلك تمويل مؤسسة الشارقة للفنون له وهي الداعمة لبينالي الشارقة للفنون
البصرية. اسطفان قامت بتجميع مشاهد للفنانة المصرية الراحلة "سعاد حسني" من
شرائط
VHS لمجمل أعمالها ثم أعادت توليفها ومونتاجها بالصوت
والصورة لتصنع ثلاثة فصول تشكل حياة "سعاد حسني" كما تراها "اسطفان".
الفصل الأول عن بدايات "سعاد حسني" وكيف كانت في شوق كي تصبح نجمة
مشهورة ونرى في هذا الفصل مشاهد من أفلامها مثل الساحرة الصغيرة وعائلة
زيزي، الفصل الثاني توليف آخر من المشاهد عن تحول سعاد حسني إلى رمز أنثوي
مثير أو كما وصفت بأفروديت على لسان شخصية يحيى شاهين في فيلم شي من
العذاب، أما الفصل الثالث فهو يعبر عن بحث سعاد حسني عن الحب طوال حياتها
التي انتهت – كما يقال – بانتحارها. جاء تكثيف وتجميع اسطفان للمشاهد
الحميمية التي ضمت قبلات "حسني" أو تصوير الكاميرا لبعض مواضع من جسدها أو
المشاهد التي تلقت فيها صفعات أو احتوت على تعذيبها مثل المشهد المعروف في
فيلم الكرنك- جاء هذا التكثيف والتجميع مسفاً لأن هذه المشاهد كانت في سياق
درامي فني ضمن كل فيلم قدمت فيه وجاء "كولاج اسطفان" ليفقدها معانيها
ويدخلها في إطار آخر بخث من عطاء الفنانة حسني كممثلة شاملة وكاد أن يحصر
ميراثها الفني في كونها مجرد جسد لبى رغبات بعض الناس. وقد اعترفت اسطفا في
المناقشة التي خلفت عرض الفيلم أن "الاختفاءات الثلاثة" - وهو عنوان عملها
- كانت تعني بها: اختفاء شكل من الأفلام كان يصنع في السينما المصرية في
هذه الحقبة الزمنية واختفاء شرائط
VHS من التداول أي أن الاختفاءات ليس لها علاقة بسعاد
حسني. فهل هذا يعقل؟
ضمن نفس المسابقة، "العذراء، الأقباط وأنا" الذي لا يمكن وصفه أيضاً
بالوثائقي. نجد نمير عبد المسيح مخرج الفيلم المصري الأصول الذي نشأ في
باريس والذي يصر على الحديث بالفرنسية رغم إجادته العربية، نجده يشارك في
بطولة الفيلم مع والدته ثم باقي أهله من الصعيد. الموضوع هام ولكن ما
شاهدناه غريب، فالعمل يدور حول واقعة ظهور العذراء في أواخر الستينات بمصر
من القرن العشرين وكيف شاهد نمير شريطاً لهذه الواقعة ويقرر بعد استشارة
"ماما" السفر إلى القاهرة لتصوير لقاءات مع الأحياء ممن حضروا ذلك اليوم
ولكن يخل نمير بالاتفاق الذي أبرمه مع منتجه الفرنسي وأيضاً يخلف العهد مع
السيدة الوالدة بعدم إقحام عائلتها ونجده في الطريق للصعيد.
ولا يكتفي نمير بسؤال عامة الناس السذج عن رأيهم في ظهور العذراء بل
نراه يقرر عمل "كاستنج" من أجل البحث عن شابة تؤدي دور العذراء أمام
الكاميرا بل ويساعده أهل القرية على جذبها بالحبال لكي يصنع مشهد طائر
يتدخل فيه بالجرافيكس من أجل إعادة عمل مشهد الظهور. ويبدو أن ميزانية
الفيلم التي تناصفها المخرج الفرنسي مع مؤسسة الدوحة قد ذهبت لإقناع السذج
من الناس للمشاركة في هذا العمل الذي كان دون المستوى.
فارييتي العربية في
28/10/2011
اليوم الثاني في مهرجان الدوحة:
خيالات سينمائية مع نادين لبكي وإيثان هوك
شريف عوض – الدوحة
اليوم الثاني في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي مكتظ بالعروض
السينمائية والمؤتمرات الصحفية والحوارات السينمائية مما يصعب المهمة في
متابعة أكثر شمولاً لفعاليات المهرجان التي تتعدى ما هو متاح من الوقت
والتركيز البصري.
على مسرح دار الأوبرا بكتارا، صعدت أماندا بالمر المديرة التنفيذية
للمهرجان مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي لتقديم فيلمها "وهلا لوين" الذي
عرض في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان الماضي وفاز لتوه بجائزة الجماهير من
مهرجان تورنتو الأخير. لبكي كما عودتنا ومثل فيلمها الروائي الطويل الأول
"سكر بنات" ، نجدها مشاركة في كتابة سيناريو الفيلم وأيضاً مخرجته وإحدى
بطلاته كما أن القصة محورها الشخصيات النسائية اللاتي يعشن في قرية بالريف
اللبناني ويجدن ظلال النزاع الطائفي بين المسيحيين والمسلمين تبدأ في
التخييم على الحياة اليومية فيلجأن إلى حلول غريبة لمنع أهل القرية من
الاصطدام ببعضهم ويستقدمن فتيات استعراض روسيات لإلهاء الرجال ويدسون
المخدرات لهم كي يستغلن الفرصة لإخفاء الأسلحة.
تأتي رؤية "لبكي" لهذه القضية الشائكة تهكمية وتصاحبها مشاهد
استعراضية موسيقية تعكس خيالات الشخصيات تطور الأحداث يصل إلى حد
السيريالية عندما تقرر النسوة تغيير أديانهن فتصبح المسلمة مسيحية والعكس
بالعكس وبالتالي لا يقدم الفيلم حلولاً ولكنه يداعب المشاهد لإعمال عقله
فيما يتعلق بهذه القضية. والسؤال: هل ستتقبل سلطة الرقابة في بعض دولنا
العربية أطروحات هذا الفيلم أم لا؟
وبعيداً عن الأفلام العربية، عرض في قسم الأفلام المعاصرة فيلم
“المرأة في الخامس” للمخرج بافيل بافليكوسكي وهو دراما سيكولوجية مثيرة
بطولة إيثان هوك في دور كاتب أمريكي يدعى توم ريكس كان قد أنجز رواية وحيدة
طوال حياته ونجده أول الفيلم مسافراً إلى باريس في محاولة أخيرة لاستعادة
زوجته الفرنسية وطفلته الصغيرة بعد أن فرقتهم فضيحة ما تتعلق بأطواره
الغريبة. يجد توم نفسه وحيداً في فندق حقير بعد أن تصر زوجته على لفظه من
حياتها وبعد أن تسرق حاجياته في الحافلة العامة. يظهر بصيص من الأمل عندما
يلتقي بالمرأة الغامضة مارجيت (كريستين سكوت توماس) في إحدى الحفلات الخاصة
ويشعر بإنجذاب شديد لها.
فهي امرأة جميلة متعددة الثقافات وملمة بالآداب إذ كانت مترجمة لأعمال
زوجها الأديب الراحل. ومن ناحية أخرى، يقبل توم أن يعمل حارساً ليلاً في
مكان مريب كي يحصل على بعض النقود وهو آمل في كسب قضية حضانة طفلته
الصغيرة. تبدأ الأحداث في أخذ منحنيات مفاجئة نكتشف فيها بواطن شخصية توم
وعلاقاته بمن حوله. إيثان هوك يقدم إضافة جديدة لأدواره المتميزة في "جاتاكا"
و"قبل شروق الشمس" بأداء متسق باللغتين الإنجليزية والفرنسية وثابت أمام
عدسة المخرج بافليكوسكي الذي اختار تصوير انفعالات هوك بلقطات قريبة أثناء
معظم مشاهد الفيلم. أيضاً اختار بافليكوسكي أسلوباً بصرياً خاصاً ارتبط
بلقطات تعبيرية عن سيكولوجية توم والغابة التي تخيلها دائماً في روايته
الوحيدة وهي في الواقع عالمه الخاص الذي صنعه لنفسه.
فارييتي العربية في
27/10/2011
مؤسسة الدوحة للافلام تحدد خطوات السينما العربية المقبلة
ڤاريتي أرابيا - في حين أن العالم العربي كان متواجداً في مهرجان
"كان" السينمائي عبر نشاطات مؤسساته العاملة، الا أن دولة قطر كانت إحدى
تلك الدول العربية القليلة التي ارتبط حضورها بالسعي الحثيث لإنتاج الأفلام
وبالإطار الشامل للحركة السينمائية وعلى نحو سبّاق.
ولم يكن ذلك ممكناً من الأساس لولا الرعاية الإستثنائية التي أولتها
الشيخة المياسة بين حمد آل ثاني، إبنة أمير دولة قطر. فهي من البداية سعت
لأن تنجز للدولة القطرية مكانة سينمائية عالمية على أن تستفيد من هذه
المكانة الدولية المواهب القطرية والعربية بصورة عامّة. والعديد من
المسؤولين والمتابعين يعلمون أن إشراف الشيخة على هذا المشروع يكاد لا
يتوقّف، بل تتابع مستوياته وفاعلياته والمشاريع الأخرى المرتبطة به، كمشروع
تأسيس مدينة الاستديوهات، متابعة وثيقة.
وقد إحتل التواجد القطري، بإدارة المديرة التنفيذية "لمعهد الدوحة
السينمائي" أماندا بالمر، المكان نفسه كما في العام الماضي، كواحد من تلك
المكاتب المنتشرة للدول المشتركة بحضورها ونشاطاتها في "كان"، لكنه سريعاً
ما استرعى الإنتباه في أنه كان من أكثرها حركة واستقبالاً للزوّار من
سواها. خصوصاً وأن كل ذلك النشاط جاء مقروناً بعدد من المبادرات المهمّة
التي وضعت المؤسسة القطرية في أولى اهتمامات الإعلام خلال مهرجان "كان" هذا
العام، خصوصاً وأن ما تم إعلانه من مشاريع ومبادرات وإن وظّف المهرجان
كمنصّة إطلاق، الا أنه ليس حكراً بالفترة الزمنية المحددة لذلك المهرجان،
بل يمتد ليكون عنوان المرحلة كلّها.
وكان واحداً من أهم المبادرات رغبة "معهد الدوحة السينمائي" في أن
تشمل نشاطاته الإنتاجية دولاً جديدة يضمّها الى تلك التي سبق له وأن تعامل
معها كالسينما المصرية او السينما الخليجية ذاتها. مثلاً بات مقرراً دفع
الحركة بإتجاه الدول العربية على ساحل أفريقيا الشمالي وذلك من خلال رصد
معونات ومراحل دعم مختلفة للراغبين في إنجاز مشاريعهم السينمائية الجديدة.
يأخذ هذا الإتجاه في عين الإعتبار أن السينما العربية المتبلورة هناك،
كما في غير تلك الدول، تعيش النَفس التغييري ذاته التي يطرق باب دولها.
هناك، كما هو معروف الآن، وضع سينمائي لم يعد راغباً في القبول بالوضع
الإجتماعي والثقافي الذي كان سائداً وبات يطالب بإطلاق حريّة التعبير
وبجملة تغييرات تمس صميم العملية الإنتاجية ذاتها. وفي حين أن المعهد لن
يأخذ على عاتقه التعامل مع تلك المطالبات كونه يأتي من خارج المنطقة
كمستثمر فقط، الا أنه آلياً متّصل بسينما جيل يريد الإنتقال من وضع الى
آخر.
لذلك نجد أن التعامل مع السينما العربية في شمال أفريقيا يبرز كأحد
النشاطات الكثيفة التي تم اعتمادها هذه السنة. فقد تم الإعلان عن دعم إثني
عشر مشروعاً لا زالت على الورق، وخمسة أخرى دخلت مرحلة ما بعد التصوير وثمة
ثماني منح لمخرجين آخرين من الجزائر ولبنان ومصر وفلسطين وسوريا والأردن
وتونس والمغرب.
بعض هذه الأفلام يتعامل مع مواضيع ساخنة مثل الرغبة في التعبير عن
الذات وعن الوضع الإجتماعي والأحداث التي تعصف بالعالم العربي. لذلك من غير
المستبعد أن نرى في النتائج أعمالاً ذات طابع سياسي من حيث تعليقه على
الأحداث او من حيث رغبته في حشد الموقف المؤيد لها.
هذا لا يحدث في العام الحالي وحده، بل بدأ من العام الماضي حيث قام
المعهد بدعم ستّة أفلام. لكن في حين أن معظم هذه الأفلام كانت ذات طابع
مستقل، بينها "حاوي" لابراهيم البطوط و"رجل بلا هاتف نقال" لسامح زعبي
و"رجل بمعنى الكلمة" لجان كلود قدسي، الا أن أحدها كان إنتاجاً ملحمياً
كبيراً هو ذاك الذي تم فيه التعاون مع المنتج طارق بن عمّار بميزانية وصلت
الى 55 مليون دولار وقام بإخراجه الفرنسي جاك- جاك أنو مع بطولة انطونيو
بانديراس. عنوان الفيلم "ذهب أسود" وهو الذي سيتم عبره افتتاح الدورة
الثالثة من مهرجان الدوحة السينمائية.
وبينما التحضيرات للمهرجان قائمة على قدم وساق، والوعد بأن تأتي هذه
الدورة الثالثة أفضل من الدورتين السابقتين معاً، فإن المؤسسة تنطلق في
مرحلتها الجديدة من دون توقّف. فالمشاريع المشار إليها أعلاه تتطلب جهداً
كبيراً لمواكبتها. وتتوزّع تحديداً على هذا النحو الأفلام التي تدخل
الإنتاج فعلياً هي:
لبنان
-
"بيروت القابضة" لميشيل كمّون
-
"إعتراف
ونضال" لإليان الراهب (وثائقي طويل)
-
"تيتا"
لميرفا فضّول (قصير).
-
"حتى
الصباح" لهشام بزري
تونس
-
"شاليه تونس" لكوثر بن هانيا
-
"ملاحظات على أوديسا تونسية" لقيس مجري ومات بيترسون (وثائقي طويل)
فلسطين
-
"حنين" لأسامة باوردي
-
فلسطين/ الأردن
-
"إشاعات" عزة الحسن
الجزائر
مصر
-
"محمد
المنقذ من الغرق" لصفاء فتحي
-
"عندما نولد" لتامر عزّت
سوريا
أما تلك التي لا تزال في عداد التطوير فيتقدّمها الفيلم اللبناني
"زفت" لعلي محمود، وسيكون من النوع الوثائقي الطويل، كما حال "دونا سيزاريا"
لديما الجندي، أيضاً من لبنان. و"حمى" لهشام عيوش من المغرب و"غزة ويك- إند"
الذي سيخرجه باسل خليل من فلسطين. من الأردن "هاوسكيبينغ" لمازن خالد و"نوستالجيا"
لزيد أبو حمدان. ومن لبنان أيضاً" فوق تحت" لأحمد غصين و"ظل رجل" لنيام
عيتاني.
تلك التي دخلت مرحلة ما بعد التصوير تشمل الفيلم الجديد للمخرج المصري
خالد الحجر وعنوانه "شروق" و"التاسع عشر من فبراير" لللبنانية تمارا
ستبانيان (وهو فيلم قصير)، كذلك الفيلم الجديد للمخرج الجزائري المعروف
مرزاق علواش "عادي" وفيلم للينا العابد وعنوانه "توق" والفيلم الوثائقي
"السودان. أرض. موسيقا" لمحمود عمر، وكلاهما من مصر.
هذا عدا عن أفلام تم تحقيقها بالفعل من بينها "حاوي" لابراهيم البطوط
و"الجبل" للبناني غسان سلهب" وعدا عن عدد من الأفلام القصيرة من بينها فيلم
آخر لنيام عيتاني" بعنوان "سوبر فل".
مهرجان الدوحة السينمائي: هل شق طريقاً خاصّة به؟
وُلد مهرجان الدوحة السينمائي انطلاقاً من الرغبة الحثيثة للإعتناء
بالعمل السينمائي في قطر على كل صعيد ممكن. وكان المهرجان الذي انطلق لأول
مرّة سنة 2009 النتاج الأول في هذا السعي. وذلك برعاية مسؤولة وطموحة من
الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، إبنة أمير دولة قطر.
ومن البداية حددت مديرته التنفيذية أماندا بالمر رغباتها حين قالت:
"لا نريد لهذا المهرجان أن يرد في سياق المنافسة مع المهرجانات العربية
الكبيرة الأخرى، بل سنسعى الى أن ينفصل عن سواه بخطوات حثيثة تجعله إضافة
وليس مجرّد مهرجان آخر جديد"، وأضافت: "شخصياً، أريد أن أهتم بالسينما
العربية وأرى لها وجوداً دائماً هنا. كذلك يهمّني ما سيأتي به المهرجان من
إضافة ثقافية على البلد والمنطقة العربية عموماً".
الدورة الأولى كانت لافتة وإن كان نجاحها التنفيذي محدوداً بطبيعة
كونها دورة أولى موجزة لم يشأ القائمون عليها اعتبارها الا خطوة تحضيرية
لما سيأتي. وقد أقيمت بالإشتراك مع مهرجان ترايبيكا واستقبل، فيمن استقبل
المخرج مارتن سكورسيزي والمخرج محمد خان والممثل روبرت دي نيرو. وكان من
أبرز سماته تلك المساحة المفتوحة ذات الشاشة العريضة (أكبر شاشة سينمائية
في العالم كما ذُكر) التي أقيمت في الهواء الطلق وأمّها مشاهدون تجاوزوا
الألف والخمسمئة شخص.
الدورة الثانية في العام التالي، لم تخل أيضاً من الجديد. إنها الدورة
التي ركّزت دعائم المهرجان وانتقلت به من التجريب الى التفعيل. وشهدت
حضوراً كثيفاً وإن اعتبر البعض أن النقاد والصحافة كانوا مبعدين منها على
نحو أو آخر. وبإنتظار الدورة الثالثة، يبدو واضحاً أن المهرجان سيواصل
نموّه بسبب إدارته الحاسمة وفريقه المتفاني في العمل، وذلك البذل المعنوي
والمادي والإهتمام الكبير الذي يتمتع به من أعلى المستويات.
فارييتي العربية في
27/10/2011
مهرجان الدوحة في دورته الثالثة: الافتتاح
بفيلم عربي مصنوع بسينمائيين أجانب
شريف عوض – الدوحة
أزيح الستار بالأمس عن الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة ترايبكا
السينمائي حيث توالى وصول النجوم العرب والعالميين على السجادة الحمراء
للحي الثقافي كتارا وهو مقر المهرجان الرئيسي حيث تتم العروض في المسرح
المفتوح ودار الأوبرا وقاعات للعرض على أحدث مستوى تقني تم تركيبها خصيصاً
على شكل خيام لاستقبال رواد المهرجان من مشاهدين ونقاد.
وإلى جانب ضيوف المهرجان مثل الفنانات المصريات يسرا وداليا البحيري
ونبيلة عبيد والنجم المصري العالمي عمر الشريف والمخرجة اللبنانية نادين
لبكي و الممثل الأمريكي روب لو وغيرهم الكثيرون، كان الاهتمام الأكبر بفيلم
الافتتاح "الذهب الأسود" الذي قام بإنتاجه السينمائي التونسي الكبير طارق
ابن عمار بمشاركة مؤسسة الدوحة للأفلام وتم تصويره بين تونس وقطر لتصل
ميزانيته إلى 55 مليون دولار.
وقد أسندت مهمة إخراجه للمخرج الفرنسي الشهير جون جاك أنوه لتدور
أحداث في أوائل القرن العشرين حول الصراع بين دولتين عربيتين على منطقة
صحراوية يتم اكتشاف النفط في أرض بينهما . وبرغم أن الشخوص المحوريين عرب،
أسندت البطولة للأسباني أنطونيو بانديرس والإنجليزي مارك سترونج في دوري
الشيخين المتصارعيين كما أسندت البطولة النسائية للهندية فريدا بينتو في
دور الأميرة العربية، وللفرنسي الجزائري الأصل طاهر رحيم في دور الأمير
الذي ينشأ في وسط الصراع بين الشيخين.
بعد مشاهدة الفيلم، يصعب نسبته للأفلام العربية، فالرؤية السينمائية
فيه هي رؤية غربية مستشرقية ونمطية تماماً كما كنا نشاهدها في أفلام
أمريكية تتناول أهل الصحارى وأسعفتني الذاكرة بفيلمين هما محارب الصحراء
(1984) الذي لعب فيه الممثل مارك هارمون ذي العيون الزرقاء أحد رجال
الطوارق وفيلم صحراء (1983) الذي اختطف فيه شيخ عربي الجميلة بروك شيلدز.
لايمكن أن نجزم تحري مصمم الملابس للأصول التاريخية فجاءت الألوان زاهية
وخاصة لثياب فريدا بينتو التي تذكرنا شخصيتها بالأميرة ياسمين من فيلم
ديزني علاء الدين. تبقى الموسيقى التصويرية للموسيقار الكبير جيمس هورنر
والتي قدم فيها ألحاناً تشبه موسيقاه لفيلم قناع زورو بطولة بانديرس أيضاً
وكلنا نحفظ عن ظهر قلب أغنية هذا الفيلم
I Want to Spend My
Lifetime Loving You.
في الأيام القادمة، يتطلع رواد المهرجان للقاء مفتوح مع أنطونيو
بانديرس الذي لم يظهر حتى الآن ولدرس سينمائي مع المخرج الفرنسي الكبير لوك
بيسون الذي يعرض فيلمه الجديد " السيدة، ذا ليدي" وتؤدي فيه نجمة أفلام
الحركة ميشيل يوه دوراً درامياً جديداً عليها هو دور آن سان سوكي قائدة
الحركة الديمقراطية في بورما وأيضاً لعروض المسابقة العربية.
فارييتي العربية في
26/10/2011
عروض عالمية أولى في النسخة الجديدة من
مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي
موهنلاكشمي راجاكومار – الدوحة
تستعد العاصمة القطرية خلال شهر أكتوبر لإستقبال دورة جديدة من مهرجان
الدوحة ترايبيكا السينمائي والذي سيعقد في الفترة من 25 الى 29 أكتوبر 2011
بالحيّ الثقافي كتارا حيث سيتم عرض مختارات منوعة من الأفلام ضمن عروض
بانوراما عالمية وأفلام عربية بما في ذلك فيلم نادين لبكي الجديد بعنوان "هلق
لوين"؟
وقد ساعد المهرجان منذ بدايته في إنشاء منصة قطرية تحتفل بالأفلام
العربية والعالمية. ويتكون المهرجان من شراكة ثقافية بين معهد الدوحة
السينمائي ومؤسسة تريبيكا. هذا العام، سيتضمن برنامج المهرجان أفلاماً
عربية ودولية للمنافسة في مختلف القطاعات من ضمنها أفضل فيلم عربي، أفضل
مخرج عربي، جوائز الجمهور لأفضل فيلم روائي ووثائقي وأفضل فيلم عربي قصير،
كما سيعرض المهرجان برنامجاً منوعاً من حوالي 40 فيلماً، وتتمحور رؤية
المعهد حول ترويج جميع جوانب صناعة الأفلام، وليست فقط عروض أحدث الأفلام
سنوياً. بالاضافة عدد من الفعاليات المختلفة التي تتضمن يوم الأسرة، حلقات
النقاش، لقاءات التعارف، والبرامج التعليمية لصناعة الأفلام.
وحول التحضيرات وأهداف المهرجان، تقول مديرة المهرجان أماندا بالمر
لمجلة "فاريتي أرابيا": "يعمل مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي على عدة
مستويات، وهو جزءٌ من منصة سينمائية مهمّة في قطر تهدف الى تشجيع الجمهور
والعاملين في المجال على تقدير وصناعة الأفلام. ويعمل المهرجان على إنشاء
علاقات طويلة المدى مع صانعي الحدث والمحترفين في صناعة السينما."
هذا العام، سيتسنى للجمهور مشاهدة العرض الاول عالمياً لفيلم "الذهب
الاسود" للمخرج الفرنسي الحائز جائزة الأوسكار جان جاك أنو، و"الذهب
الأسود" وهو فيلم ضخم بميزانية تبلغ 55 مليون دولار، إلا أنه بحسب منتجيه
ومخرجه، أول فيلم على هذا المستوى يمكن اعتباره عربياً قلباً وقالباً
وإنتاجاً، وهو من بطولة أنطونيو بانديراس وفريدا بينتو وطاهر رحيم وغيرهم
من نجوم العالميين والعرب. والفيلم الذي يرتكز على رواية "العطش الأسود"
للكاتب السويسري هانز روش، يتناول صراعاً بين مملكتين عربيتين وهميتين على
النفط الذي يكتشفه رجل أعمال أمريكي في أرض متنازع عليها. وقد تم تصوير
مشاهد المعارك في صحراء قطر على مدى أربع أسابيع. وكثير من ممثلي الفيلم،
بمن فيلم بينتو وبانديراس والمخرج أنو، يتوقّع لهم حضور حفل الإفتتاح.
هذا الفيلم هو إنتاج مشترك بين شركة كوينتا لصاحبها التونسي طارق بن
عمار، ومؤسسة الدوحة للأفلام، حيث أشار بن عمار على أن مشروع فيلم "الذهب
الأسود" كان "في ذهنه منذ ثلاثين سنة، وحاول مراراً وتكراراً إطلاق
المشروع، إلا أن الفيلم سلك طريق التنفيذ قبل ست سنوات بعد إجتماعه بالشيخة
مياسة بنت حمد آل ثاني، كريمة أمير قطر والتي ساعدته على تحقيق هذا الحلم.
مهرجان الدوحة ليس على الساحة لوحده هذا العام، فهناك عدة مهرجانات
عربية والمنافسة قد تكون كبيرة خاصة مع مهرجاني دبي وأبوظبي القادميين،
ولكن بالمر لا ترى بهذه المهرجانات عامل منافسة بل تنظر اليهم كمتعاونون
محتملون يهدفون الى دعم السينمائيين العرب، وتضيف: "إن طاقتنا مركزة على
التعاون ليس التنافس."
وأشارت بالمر أن معهد الدوحة للافلام تلقى حتى الآن أكثر من 300 طلب
ضمن فئة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا للسيناريوهات وقد ضربت بالمر مثالا بأن
خمس أفلام لمخرجين قطريين تم ارسالها الى مهرجان الخليج السينمائي حيث حصل
الفيلم القصير للمخرج فيصل آل ثاني على أحد جوائزه، وتقول: "إن هذه
المهرجانات تعطي السينمائيين العرب أكثر من منصة لرواية قصصهم والترويج
لأعمالهم وشخصياً أتوقع مستقبلا مزهرا لصناعة الافلام والسينما في منطقة
الشرق الأوسط."
وقد إختتمت الدورة السابقة من المهرجان في 30 اكتوبر وتم عرض 51
فيلماً من أكثر من 35 بلداً من ضمنها أربعة عروض عالمية. وقد حضر نحو 42
ألف زائر العروض والفعاليات المختلفة، في حين احتشد في يوم الأسرة أكثر من
13 ألف شخص، كما حضر المهرجان عدد من الممثلين العرب والاجانب ومنهم روبرت
دي نيرو، سلمى حايك، جوليان شنابل، فريدا بينتو، هيام عباس، يسرا، عادل
إمام، ميرا ناير، كيفن سبايسي، رشيد بوشارب وغيرهم من النجوم البارزين.
وقد فاز فيلم "حاوي" بجائزة أفضل فيلم عربي و "بولز" بجائزة أفضل صانع
أفلام عربي. وذهبت جوائز الجمهور إلى فيلم "طالب الصف الأول" وفيلم "تيتا
ألف مرة" على التوالي. وقد ضمت لجنة التحكيم من الممثلة المصرية يسرا،
والمخرجة والمنتجة والممثلة سلمى حايك، الممثل والكاتب والمخرج الإنجليزي
نيك موران، وكاتب السيناريو والمخرج البوسني دنيس تانوفيتش.
فارييتي العربية في
12/10/2011 |