لابد لأي عمل إبداعي أن يمتلك رهاناً لنا أن نتعقبه ونجد إن كان وفياً
لهذا الرهان أم لا! رهان العمل نفسه وليس أي شيء خارجه، لئلا يمسي الأمر
إملاء نقدياً، ونحن نتحدث هنا عن فيلم «ظل البحر» الإماراتي إخراجاً وكتابة
وإنتاجاً، والذي يصلح وصفه بفيلم مرتقب بقوة لعوامل كثيرة، بل إن عرضه
العالمي الأول في الدروة الخامسة من «أبوظبي السينمائي» سيتبع بإطلاقه في
17 نوفمبر في دور العرض المحلية.
إنه فيلم الإماراتي نواف الجناحي «ظل البحر» المشارك في مسابقة «آفاق
جديدة» وقد عرض أول من أمس في مسرح أبوظبي، ولعلي حيال هذا المخرج كنت في
حالة ترقب لما سيحمله في جديده بعد فيلمه الروائي الطويل الأول «الدائرة»،
وتتبعي لأفلامه القصيرة التي وضعته كواحد من الأسماء الرئيسة التي تعد
بالتأسيس لسينما إماراتية، وليأت «ظل البحر» وبإنتاج اماراتي «ايمج نيشن»
في مكان آخر من «الدائرة»! فإن كان الأول على اتصال بالمدينة الإماراتية
الحديثة وبالاتكاء على الأبراج والطرقات السريعة وتحريك الأحداث والشخوص
تحت املاءات هذا الفضاء، فإن جديد الجناحي يمضي إلى «الفريج» على أطراف
المدينة الحديثة، ويراهن على هذه المساحة الجغرافية التي لها أن تكون
إمارات الأمس لكن اليوم، وبالتالي فإن بناء الفيلم يتأسس على البيئة
باستحضار الحنين الذي يلغي الشرط الزماني للماضي، الحنين المحمل بكل أنواع
المطبات والمنزلقات.
يحكي «ظل البحر» الذي كتبه محمد حسن أحمد عن منصور «محمد الملا»
المراهق الذي يتلمس خطواته الأولى في الحب، موزعاً بين جارته كلثم «نيفين
ماضي» القريبة عمرياً منه، وعويش «مريم حسين» الأكثر نضجاً والمحملة
بغوايات المرأة المثالية للمراهق، وحين يبدأ الفيلم باللقطة التي مازالت
على ما يبدو واردة، أي أن تقع من كلثم أغراض يقوم منصور بجمعها لها
وتوصيلها إلى بيتها، سيمضي الفيلم نحو التأسيس لهذه العلاقة، التي سرعان ما
يتخلى عنها منصور ويمضي يلاحق عويش، وبين شرائه خلخالاً للأولى وعطراً
للثانية يمضي زمن الفيلم ونحن نتعرف إلى شخصيات أخرى مثلما هو الحال مع أم
منصور «عائشة عبدالرحمن» العدائية التي لا تتوقف على الصراخ وتعنيف ابنها
الوحيد منصور دون أن نعرف إن كان السبب مثلاً زوجها المقعد «بلال عبدالله»،
أو صناعتها المثلجات التي لا يفعل منصور شيئاً إلا توصيلها وانتقاله من بيت
إلى آخر وهو يجمع النقود ويوفر منها لشراء الهدايا. وفي مسار مواز يحضر
والد كلثم المتجهم دائماً والذي لا يتوقف عن شرب الماء ورفض كل شيء تسأله
إياه ابنته كلثم وأختها الصغيرة، وصولاً إلى أخيها الكبير جاسم «محمد إيراج»
الذي يكون قد تخلى عن حياة «الفريج» ويعيش حياة عصرية.
في ما تقدم شيء من فيلم «ظل البحر» الذي إن بحثنا عن رهانه فإن الأمر
سيكون بمثابة عملية تنقيب، تبدأ أولاً برهان بيئي، لن يكون صائباً أبدا
التعويل عليه، عندما تأتي الشخصيات دون ذلك العمق، دون ملمح لمسببات تأتي
في سياق الفيلم تقول لنا لم هي كذلك، كما أنها منفصلة بالمعنى البيئي للعمل
في مظهرها ومضمونها، بينما كل ما يحيط بها يأتي بمثابة خلفية، بما في ذلك
ما تلتقطه الكاميرا من لقطات جميلة، الجمالية التي تمتد إلى كامل تصوير
الفيلم، والتي ستكون ذات طابع تزييني ما لم تتناغم وبنية العمل كاملة.
ومع استحضار الحنين إلى زمن مضى ولن يعود فإن ما تغير وأفضى إلى كون
سكان هذا «الفريج» المجاور للبحر وحيدين ومهجورين، لا يضعنا أمام الخيار
الآخر المتاح لهم، إلا حين استحضار جاسم الوحيد في الفيلم الذي خرج من هذا
السجن إن صح الوصف، بل إن ما تعيشه الشخصيات كما قدمت في الفيلم لا يساند
الحنين إلا إذا استثنينا منصور.
ومع مضي الفيلم الذي يبدو أن قراره حاسم في الذهاب في خط واحد دون أية
انعطافات أو تغيرات، ونحن نتعقب منصور المتسم بالبراءة، إحدى أهم صفاتها
الرتابة، نكون حيال يوميات فتى إماراتي في «الفريج» ونضع الدراما جانباً،
لكن ومرة أخرى يحضر الرهان الغائب، الذي يقول لنا في البداية ما من دراما
في ما نقدمه، ولنكتشف أن الفيلم محتشد بالدراما المغيبة، أو المتروكة لثلث
الفيلم الأخير، والتي تأتي مع كلثم والحلاق الآسيوي «علي الجابري»، بما
يوحي بأن كلثم تعرضت لتحرش من قبله أو أكثر - الله أعلم - خصوصاً مع إقدام
أخيها على ضربه في محله وصولاً إلى وقوف كلثم على حافة ذلك البناء المهجور.
ثمة تشتيت في بناء الفيلم ماثل أولاً بمنح زمن مترام لمنصور دون أن
يكون هناك فارق بين أن يشتري خلخالاً أو عطراً أو حتى أعمال عبدالمجيد
عبدالله التي هي في النهاية مجموعة هدايا، بينما تكمن الدراما، كل الدراما
عن كلثم، فكلثم ومعها عائلتها تحتوي كل إمكانية الإضاءة على الصراع الذي
تعيشه كل الشخصيات والإجابة عن سؤال: لمَ هي متمسكة بهذا النمط من الحياة
البطيئة على أطراف حياة متسارعة ومتطورة؟ لكن ذلك يمر في الفيلم مروراً
سريعاً، وتعطى المساحة لما يمكن اختزاله ببضعة مشاهد ولقطات وهو يحتل حقيقة
معظم زمن الفيلم.
في الفيلم ما له أن يوحي بأنه البنية الرئيسة قصيرة النفس، وفي توصيف
آخر يمكنني القول هناك سوء في التوزيع، أفضى إلى تشتيت هنا وهناك، بل إن
الأمر يمتد للقول ختاماً إن الفيلم يبدأ ويمضي خلف ما يبعدنا عن جوهر لا
يمكن التقاطه إلا بصعوبة بالغة، وفي معان لها أن تكون موجودة في النيات
أكثر من المشاهدة.
الإمارات اليوم في
21/10/2011
نقاش حول الانتقال من الفيلم القصير إلى الطويل
التمويل.. عقبة سينما الشباب
إيناس محيسن- أبوظبي
اعتبر صناع أفلام شباب أن التمويل هو المشكلة الكبرى التي تقف أمام
انجاز مشروعاتهم الفنية، وهو العائق الرئيس الذي يواجههم عند الانتقال من
إخراج الأفلام القصيرة إلى الأفلام الطويلة، مشددين على أهمية المهرجانات
السينمائية التي تتيح لهم فرص الالتقاء بمنتجين والتعرف إلى مصادر تمويل
لأفلامهم، بالإضافة إلى التعرف إلى صناع أفلام آخرين والاستفادة من
خبراتهم.
ونصح صناع الأفلام الذين شاركوا في جلسة حوارية بعنوان «من الفيلم
القصير إلى الفيلم الطويل»، الشباب العاملين في مجال صناعة الافلام بالصبر
والإصرار على تقديم فيلمهم كما يرغبون في تقديمه، وليس للحصول على اعجاب
الآخرين، مشيرين إلى اهمية الأفلام القصيرة كوسيلة لاكتساب الخبرة في
التصوير والإخراج وإدارة طاقم الفيلم، وأيضًا التعريف بالمخرج وفكره
وأسلوبه.
وفي مداخلته، تطرق المخرج الإماراتي نواف الجناحي إلى بدايات صناعة
الأفلام في الإمارات، والتي بدأت مع إقامة مسابقة «أفلام من الإمارات»
،2001 بمبادرة جمعته مع المخرج الإماراتي مسعود أمرالله مدير «مهرجان
الخليج السينمائي» حاليا، في وقت لم يكن الحديث عن السينما وصناعة الأفلام
من الموضوعات المطروحة في الدولة، «لم يكن هناك من أستطيع الحديث معه عما
درسته في أميركا عن صناعة الأفلام، وكانت أفلام «هوليوود وبوليوود»، وبعض
الأفلام المصرية هي المسيطرة على الساحة، إلى أن التقيت مع أمرالله، وبدأ
كل منا يجري اتصالاته لنجمع شبكة من الأشخاص المهتمين بهذا المجال، لنقيم
معاً مسابقة أفلام من الإمارات، التي استطعنا من خلالها أن نجد بعضنا
بعضاً، حيث كانت البذرة التي وصلنا من خلالها إلى ما نحن فيه الآن، واستمرت
دورتها الأولى ثلاثة أيام عرضت خلالها 58 فيلماً، وكانت المرة الأولى التي
يشاهد فيها الجمهور فيلما اماراتيا. واعتبر الجناحي ان ما تم حتى الآن في
الإمارات في مجال صناعة السينما قفزة كبيرة، ومن وجهة نظر موضوعية هو تقدم
ممتاز.
وأشار الجناحي إلى انه قدم فيلمه القصير الأول في ،2002 بينما قرر في
2006 ان يتجه للأفلام الطويلة، وبدأ تصوير فيلمه الأول في 2008 وانتهي منه
.2009 داعياً صناع الأفلام الشباب إلى عدم الانتظار طويلا. «قدموا ما
تريدون تقديمه، وحاولوا العمل وفق الموارد المتاحة، لأن هدفكم في هذه
الفترة التعريف بأنفسكم، والأفلام القصيرة كفيلة بتحقيق هذا الهدف».
وحول التمويل أوضح صاحب «ظل البحر»، أنه في بدايات كانت هناك جهات
وأشخاص يرغبون في دعم صناعة أفلام إماراتية، ولكن كان الأمر يقتصر على فيلم
أو اثنين وتختفي هذه الجهة. وأضاف: «كنا بحاجة لهيئات لديها استراتيجيات
طويلة لتطوير السينما الإماراتية، وفي الوقت الحالي أجد ان مؤسسة الإمارات
للنفع لاجتماعي تقوم بهذا الدور من خلال دعمها للمشروعات الفنية والثقافية
للشباب. وهناك أيضا «ايماجينيشن» التي قامت بإنتاج فيلمي الطويل الثاني».
وأضاف «يتحدث كثيرون عن صعوبات التمويل، ولكنهم ينسون ما يريدون فعله، وعلى
المخرج ان يعرف نفسه جيدا، ويحدد ما يريده حتى يحترمه الآخرون، وعندها
عندما يحصل على تمويل من جهة ما، سيكون حجم تدخل هذه الجهة في عمله محدودا
أو يأتي على شكل تعاون».
وأشار المخرج اللبناني سوني قدوح إلى ان الانتقال من الأفلام القصيرة
إلى الطويلة يشبه تعلم ركوب الدراجة، وان تكون هناك خطوات بطيئة وبسيطة في
البداية تتمثل في الافلام القصيرة التي تسبق الانطلاق لتصوير أفلام طويلة.
بينما شدد المخرج ادوارد دفيالالوبوس من شيلي على أهمية المهرجانات في
دعم المخرجين الشباب من خلال تعريف صناع الأفلام الآخرين بهم وبإنتاجهم،
وأيضا تقديمهم لمنتجين يمكن ان يدعموا مشروعاتهم السينمائية المقبلة.
واعتبر المخرج الروماني ادريان سيتارو ان حصول الأفلام القصيرة على
جوائز وتكريمات ليس أمرا مهما، فالأهم هو ما يكتسبه السينمائي من خبرة خلال
العمل في هذه الأفلام، وأيضاً تقديم أنفسهم من خلالها ليتعرف إليهم
العاملون في هذا المجال.
فرهادي: السينما تصلح ما أفسدته السياسة
قال المخرج الإيراني أصغر فرهادي، إن السينما تصلح ما تفسده السياسة.
مشيراً إلى أن السياسة غالبا ما تفرق بين الدول والشعوب، بينما تعمل
السينما على التقريب بينهم، وتعريف كل منهم بالآخر، لذا يمكن اعتبار
السينمائيين هم الوجه الآخر لرجال السياسة.
وأشار فيرهادي خلال تسلمه جائزة «أفضل مخرج من الشرق الأوسط» لهذا
العام، والتي منحتها له مجلة «فارييتي»، وأقيم ظهر أمس، في فندق «فيرمونت
باب البحر»، ضمن فعاليات مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي الذي يختتم
فعالياته اليوم، إلى ان النجاح الذي حققه فيلمه «انفصال نادر وسيمين»، الذي
عرض مساء أمس ضمن برنامج المهرجان، خلال عرضه في مهرجانات مختلفة، جعلته
يدرك ان العمل الفني كلما كان متصلاً ببيئته المحلية، كلما استطاع أن يصل
إلى العالم أجمع، موضحاً انه خلال العمل في الفيلم كان يعتقد ان الفيلم لن
يجد صدى لدى الجمهور الخارجي، وانه يخاطب فقط الجمهور الإيراني. مضيفاً
«أدركت من خلال تجربتي مع عروض الفيلم في أكثر من دولة، أهمية المهرجانات
والعروض الخارجية، والتي تعرض صورة واقعية عن المجتمع وقضاياه، وتقرب بين
الجمهور من ثقافات مختلفة»، متوجهاً بالشكر لكل من ساعده في انجاز الفيلم
وإلى مجلة «فارييتي»، ومهرجان أبوظبي السينمائي.
ويعد فرهادي المخرج الرابع الذي يحوز جائزة «فارييتي» التقديرية في
المهرجان. وقد عُرف بفيلمه «عن إيلي» الذي قدم مهرجان أبوظبي السينمائي
عرضه الأول في الشرق الأوسط عام ،2009 وقد وضعت «فارييتي» الدراما
السيكولوجية المشوقة لهذا الفيلم إلى جانب أفلام ألفريد هيتشكوك.
ورُشح «انفصال نادر وسيمين» آخر أفلام فرهادي لجائزة أوسكار في فئة
الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، ممثلاً إيران لعام ،2012 وسيتم عرض هذا
الفيلم ضمن مسابقة أفلام مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام.
وولد فرهادي عام 1972 في أصفهان، وبدأ مسيرته بتلقي الدروس في الجمعية
الإيرانية للسينما الشابة. بينما كان يدرس المسرح والسينما في جامعة طهران.
كتب وأخرج عدداً من المسرحيات، وأنجز أفلاماً قصيرة، قبل أن يعمل في
التلفزيون الإيراني. أول أفلامه الروائية الطويلة جاء بعنوان «الرقص على
الغبار» (2003) وحاز إعجاباً نقدياً وجماهيرياً، وعرض في مهرجانات عالمية.
ليتبع ذلك بفيلم ثان بعنوان «مدينة جميلة» (2004)، كما قدم في عام «2006»
فيلمه «أربعاء الألعاب النارية»، مكرساً نفسه واحداً من أبرز المخرجين
الإيرانيين.
«اللؤلؤة السوداء» للامتياز
أعلن مهرجان أبوظبي عن منح نجمي السينما البريطانيين تيلدا سوينتون
ومايكل وينتربوتوم جائزة اللؤلؤة السوداء للامتياز في المهرجان، وقد تسلم
المخرج والكاتب والمنتج الحائز على جوائز مايكل وينتربوتو «أهلاً بكم في
سارييفو»، «الطريق إلى غوانتانامو»، «عقيدة الصدمة»، جائزة اللؤلؤة السوداء
للامتياز في حفل خاص أقيم في مسرح أبوظبي، قبيل عرض آخر أفلامه «تريشنا» من
بطولة فريدا بينتو.
في حين ستحضر الممثلة الاسكتلندية الحاصلة على جائزة الأوسكار تيلدا
سوينتون حفل توزيع الجوائز الختامي مساء اليوم لتتسلم جائزة اللؤلؤة
السوداء للامتياز، اعترافاً وتقديراً لموهبتها الفذة وأدائها المبدع في عدد
كبير من الأفلام. وكان آخر أفلام سوينتون «يجب أن نتحدث عن كيفن» الذي قدم
العرض العالمي الأول له في مهرجان كان السينمائي، وقد عرض للمرة الأولى في
الشرق الأوسط. وقال المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي بيتر سكارلت
«يسعدنا في هذا العام تقديم جائزة اللؤلؤة السوداء للامتياز لاثنين من وجوه
صناعة السينما الموهوبين من المملكة المتحدة: المتألقة والثاقبة الذكاء
والفريدة تماماً تيلدا سوينتون؛ والمخرج المتعدد المواهب والغزير الإنتاج،
الذي لا يعرف الكلل مايكل وينتربوتوم ».
الإمارات اليوم في
21/10/2011
المشارَكات العربية حصدت 7 جوائز
«دجاج بالبرقوق» يختطـف لؤلـــــؤة أبوظبي السوداء
إيناس محيسن - أبوظبي
على خلاف الدورتين الماضيتين؛ لم تبتعد جوائز اللؤلؤة السوداء لمهرجان
أبوظبي السينمائي الدولي هذا العام عن توقعات النقاد والمتابعين، حيث ذهبت
جائزة أفضل فيلم روائي طويل في المهرجان وقيمتها 100 ألف دولار إلى فيلم
«دجاج بالبرقوق» من إخراج مرجان ساترابي، وفنسان بارانو، وهو إنتاج مشترك
بين فرنسا وألمانيا وبلجيكا. بينما حصل المخرج الإيراني أصغر فرهادي على
جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي قيمتها 50 ألف دولار عن فيلمه «انفصال نادر
وسيمين».
وجاء توزيع جوائز اللؤلؤة السوداء لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في
دورته الخامسة في حفل اقيم مساء أمس في فندق فيرمونت أبوظبي، وهو الحفل
الذي خلا، على خلاف المعتاد، من عرض لفيلم الختام، بينما شهدت فعاليات
السجادة الحمراء مرور عدد من النجوم.
أما المغرب صاحبة الحضور البارز في مسابقات المهرجان هذا العام فقد
حصدت جائزة أفضل مخرج من العالم العربي وقيمتها 50 ألف دولار، والتي ذهبت
إلى المغربي اسماعيل فرّوخي عن فيلم «رجال أحرار»، في حين ذهبت جائزة أفضل
منتج من العالم العربي وقيمتها 25 ألف دولار إلى زياد حمزة ورضا الباهي عن
فيلم «ديما براندو» إخراج رضا الباهي من تونس.
وحصل الأميركي وودي هارلسون على جائزة أفضل ممثل وقيمتها 20 ألف
دولار، عن دوره في فيلم «المتراس» إخراج أورين موفرمان، بينما فازت جايشري
بسّافراج عن دورها في فيلم «لاكي»، إخراج آفي لوثرا من جنوب إفريقيا. كما
فازت ممثلات فيلم «على الحافة»، إخراج ليلى كيلاني، من المغرب، وهن: صوفيا
عصامي، منى بحمد، نزهة عاقل وسارة بيتوي، بشهادة تنويه خاصة من لجنة تحكيم
مسابقة الافلام الروائية الطويلة، والتي ترأسها المخرج السوري نبيل المالح،
وعضوية الفنانة الفرنسية ماريان دينيكور، والمنتجة البريطانية لوسيندا
انغلهارت، والفنانة المصرية ليلى علوي، والمخرج الهولندي جورج سلوزر. وفي
مسابقة آفاق جديدة، والتي تركز على مقاربات جديدة وأفكار جريئة في أعمال
روائية لمخرجين من أنحاء العالم في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية،
وتضمنت هذا العام 12 فيلماً من 11 بلداً، حصل فيلم «القصص موجودة حين
نتذكرها» على جائزة أفضل فيلم وقيمتها 100 ألف دولار، وهو من إخراج جوليا
مورات، وبانتاج مشترك بين البرازيل، والأرجنتين، وفرنسا. ومنحت لجنة تحكيم
المسابقة التي ترأسها المخرج الإيراني بهمن غوبادي، وضمت المخرجة
الفلسطينية آن ماري جاسر، والفنانة الاميركية آيمي مَلِنز، والسينمائي
اللبناني بول بابوجيان، والمخرج المصري الشاب مروان حامد، جائزتها الخاصة
وقيمتها 50 ألف دولار للفيلم الهندي «صدقة الحصان الأعمى» إخراج غورفندر
سينغ. وحصل المخرج المصري عمرو سلامة على جائزة أفضل مخرج من العالم العربي
وقيمتها 50 ألف دولار عن فيلمه «أسماء»، ومن أسرة فيلم «أسماء» أيضاً فاز
الفنان ماجد الكدواني بجائزة أفضل ممثل وقيمتها 20 ألف دولار. وفاز
اللبناني سوني قدوح بجائزة أفضل منتج من العالم العربي وقيمتها 25 ألف
دولار، عن فيلم «هذا المكان الضيق»، وهو من اخراجه وبانتاج مشترك «لبنان،
الولايات المتحدة، مصر».
في حين ذهبت جائزة أفضل ممثلة وقيمتها 20 ألف دولار مناصفة للممثلتين
ميمونة عن دورها في فيلم «ولاية/دموع من رمال» من إخراج بيدرو بيريز روسادو
إسبانيا، وسونيا غويديس عن دورها في فيلم «القصص موجودة حين نتذكرها»،
إخراج جوليا مورات من البرازيل.
أفلام وثائقية
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة ،2011 التي ضمت 13 فيلماً من 11
بلداً، قررت لجنة التحكيم برئاسة المخرجة المصرية تهاني راشد وعضوية كل من
المخرج الهندي أنور جمال، والروسي فيكتور كوساكوفسكي، والأردني محمود
المساد، والناقد المغربي مصطفى المسناوي، منح جائزة أفضل فيلم وثائقي 100
ألف دولار للفيلم الهولندي «مكان بين النجوم» إخراج ليونارد ريتيل هلمريتش.
كما منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقيمتها 50 ألف دولار للفيلم المكسيكي
«المكان الأصغر» إخراج تاتيانا هويزو، وفاز المخرج غيما توال بجائزة أفضل
مخرج جديد وقيمتها 50 ألف دولار، عن فيلم «صبي الماراثون»، «الهند، المملكة
المتحدة، الولايات المتحدة». وكانت جائزة أفضل مخرج من العالم العربي
وقيمتها 50 ألف دولار من نصيب صافيناز بوصبايا عن فيلم إل غوستو «المزاج»،
من انتاج مشترك يضم «الجزائر، إيرلندا، فرنسا، الإمارات»، وفاز «فيلم
كلينيك» للمنتج المصري محمد حفظي بجائزة أفضل منتج من العالم العربي
وقيمتها 25 ألف دولار، عن فيلم «التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي».
وحصل الفيلم الأميركي «الجبل الأخير» للمخرج بيل هايني، على جائزة اللؤلؤة
السوداء لأفضل فيلم حول قضية بيئية مهمة، والتي تقدم هذا العام أول مرة
بالتعاون مع شريك المهرجان الرسمي «مصدر»، ضمن مسابقة «عالمنا»، وتبلغ قيمة
الجائزة 15 ألف دولار، وهي تعبر عن مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير
ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. ويتنافس ضمن المسابقة
أفلام تسعى إلى رفع الوعي العام بقضايا بيئية حيوية بلغ عددها 10 أفلام من
سبع دول. وتضم لجنة تحكيم مسابقة «عالمنا» طلبة من معهد «مصدر» هما
الاماراتية خصيبة الدليل والتايواني يو-كوانغ لين، إلى جانب خريج المعهد
محمد أسعد طاهر من الإمارات، وتترأس اللجنة د. أمل الغافري البروفسورة في
المعهد.
جوائز خاصة
أما جائزة الجمهور وقيمتها 50 ألف دولار، التي يلعب الجمهور فيها دور
لجنة التحكيم لاختيار فيلمهم المفضل عبر التصويت للأفلام المعروضة ضمن قسم
عروض السينما العالمية والمخصص لمجموعة مختارة من أبرز الأفلام التي نالت
تكريماً في مهرجانات عالمية أخرى، فقد ذهبت لفيلم «سكيم» إخراج تيم
غرين/جنوب إفريقيا. وحصل فيلم «إل غوستو» (المزاج)، إخراج صافيناز بوصبايا
على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين «فيبريسكي»، التي تركز على
الأفلام العربية ضمن مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة ومسابقة
آفاق جديدة. وتضمنت لجنة تحكيم المسابقة جيورجي بارون، هنغاريا، وعدنان
مدانات، الأردن، وأندريا مارتيني، إيطاليا، ومحمد الروبي، مصر، وعبدالستار
ناجي، الكويت. بينما فاز فيلم «صبي المارثون» بجائزة «نتباك»، التي تقدم
للعام التالي في المهرجان، وتمنح لأفضل فيلم آسيوي مشارك في المهرجان،
وتقوم باختياره لجنة من قبل الجائزة ضمت الناقدة د. غولنارا أبيكييفا، من
كازاخستان، والمخرجة اللبنانية جوسلين صعب، والفنانة الإيرانية فاطمة سيمين
معتمد أري.
الإمارات اليوم في
22/10/2011
إطلاق صندوق «سند إماراتي» لتمويل الأفلام القصيرة
إماراتيون يحصدون جـــوائز «أفلام الإمارات»
إيناس محيسن - أبوظبي
وسط تفوق إماراتي بارز؛ احتفلت مسابقة «أفلام الإمارات» التي تقام ضمن
مسابقات مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، بتكريم الفائزين بجوائز اللؤلؤة
السوداء في دورتها الحالية، وذلك في حفل اقيم، مساء أول من أمس، في فندق
فيرمونت باب البحر بأبوظبي. حيث حصد فيلم «روح» للمخرجة الإماراتية فاطمة
عبدالله، الجائزة الاولى في مسابقة الافلام الروائية القصيرة، وتبلغ قيمتها
30 ألف درهم، كما فاز بجائزة أفضل فيلم إماراتي وتبلغ قيمتها 25 الف درهم.
فيما حصد فيلم «أحلام بالأرز» للمخرجين ياسر النيادي وهناء الشاطري جائزتين
هما الجائزة الثانية في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة وقيمتها 25 ألف
درهم، وجائزة أفضل سيناريو وتبلغ قيمتها 10 آلاف درهم. ومن الإمارات أيضاً،
حصل فيلم «تليفوني» للمخرج حسن كياني، على الجائزة الثالثة في مسابقة
الافلام الروائية القصيرة وقيمتها 20 ألف درهم. بينما حصل على جائزة لجنة
التحكيم الخاصة وتبلغ قيمتها 25 الف درهم فيلم «رنين» للمخرج ميثم الموسوي
من سلطنة عمان. وذهبت جائزة أفضل تصوير وقيمتها 10 آلاف درهم إلى فيلم
«ريح» للمخرج الإماراتي وليد الشحي.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة؛ حصل فيلم «عيال الصقور ما
تبور» للمخرج الإماراتي منصور الظاهري، على الجائزة الاولى التي تبلغ
قيمتها 30 ألف درهم، فيما حصل على الجائزة الثانية وقيمتها 25 ألف درهم
فيلم «فوتون» للمخرج السعودي عوض الهمزاني، أما الجائزة الثالثة وقيمتها 20
ألف درهم فذهبت إلى فيلم «ليلة عمر» للمخرج السعودي فهمي فرحات. قدمت لجنة
التحكيم الخاصة جائزتها التي تبلغ قيمتها 25 ألف درهم لفيلم «رسائل إلى
فلسطين» للمخرج الاماراتي راشد المري.
وذهبت الجائزة الاولى في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة من إخراج
الطلبة التي تبلغ قيمتها 20 ألف درهم إلى فيلم «كاميرا ماهر» للمخرج
السعودي منصور البدران، وحصل على الجائزة الثانية وقيمتها 15 ألف درهم فيلم
«جمل مجنون» للمخرج محمد فكري من الامارات، وفاز بالجائزة الثالثة وقيمتها
10 آلاف درهم فيلم «عشاء - 7665» للمخرجة سلمى سري، من الإمارات. أما
الأفلام الوثائقية القصيرة من إخراج الطلبة فقد ذهبت جوائزها إلى ثلاثة
أفلام من الإمارات، هي فيلم «ستة على ثمانية عشر» للمخرجة سلمى سري، الذي
حصل على الجائزة الاولى، البالغة قيمتها 20 ألف درهم، وحصل على الجائزة
الثانية وقيمتها 15 الف درهم فيلم «طبقات» للمخرجة منال ويكي، فيما حصل
فيلم «لهجتنا» للمخرجة مريم النعيمي، على الجائزة الثالثة وقيمتها 10 آلاف
درهم.
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الكاتب والمخرج المغربي احمد المعنوي
رئيساً، وعضوية كل من المخرج والناقد السنيمائي السعودي عبدالله آل عياف،
والمخرجة البريطانية العراقية الاصل ميسون الباجه جي، والمخرجة اليمنية
خديجة السلامي، والمخرج الإماراتي هاني الشيباني.
مسابقة الأفلام القصيرة
كذلك شهد الحفل توزيع جوائز مسابقة الأفلام القصيرة التي شارك فيها
هذا العام 31 فيلماً قصيراً من 23 بلداً، كما تميزت هذه الدورة بجائزتين
أطلقتا حديثاً وخصصتا لمنتجي الأفلام القصيرة، وتضم لجنة تحكيم المسابقة
المنتج التونسي حبيب عطية رئيساً، وعضوية الاماراتية نجوم الغانم والخبيرة
السينمائية الأميركية آلن هارينتغن، حيث حصل الفيلم النرويجي «زواج» لهنيغ
روز زنلند، على جائزة أفضل فيلم روائي قصير بقيمة 25 الف دولار، في حين حصل
فيلم «مكتوب بالحبر» على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير وقدرها 25 الف دولار
من إخراج مارتن راث، أما جائزة أفضل فيلم تحريك قصير وقيمته 20 ألف دولار
ففاز بها مناصفة الفيلمان «ضوء» إخراج خوان بابلو زاراميلا، الأرجنتين،
وفيلم «نظارات قعر الزجاجة» إخراج جان كلود روزك، فرنسا. وحصل على جائزة
أفضل فيلم من العالم العربي «25 ألف دولار» فيلم «سلام غربة» إخراج لميا
علمي، المغرب. أما جائزة أفضل منتج وقيمتها 10 آلاف دولار ففاز بها المنتج
آربين زاركو عن فيلم «شريط الزفاف» للمخرج آرييل شعبان كوسوفو، ألمانيا.
وحصل على جائزة أفضل منتج من العالم العربي التي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار
ياسين بوعزيز منتج فيلم «غداً، الجزائر» للمخرج الجزائري أمين سيدي بومدين.
«سند إماراتي» مبادرة جديدة لأفلام الإمارات
أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن إطلاق صندوق «سند إماراتي»، وهو
مبادرة لتمويل الأفلام القصيرة تابعة لصندوق «سند» و«مسابقة أفلام
الإمارات» تحت مظلة مهرجان أبوظبي السينمائي. وتوفّر هذه المبادرة للمواهب
السينمائية من مجلس التعاون الخليجي الدعم الجاد لتطوير أفلامهم الروائية
القصيرة وإنهائها. وتبحث مبادرة «سند إماراتي» عن المشروعات المميزة
والواعدة للسينمائيين الإماراتيين وأبناء دول مجلس التعاون، وذلك بهدف
تشجيع طموحهم للخوض في غمار نتاجات ومفاهيم تشكل نوعاً من التحدي لهم.
ويتزامن إطلاق صندق «سند إماراتي» مع الذكرى العاشرة لإطلاق «مسابقة أفلام
الإمارات»، التي لاتزال من أبرز المنصات التي تعرض أعمال سينمائيي المنطقة،
وهي تشكّل عنصراً أساسياً من خلال توفيرها الدعم المستمر طوال العام
للمواهب السينمائية الجادة.
ومن خلال «سند إماراتي» ستوسع «مسابقة أفلام الإمارات» أنشطتها لتوفير
الدعم على مدار السنة للمواهب السينمائية الجدية في المنطقة، وستعزز
تعاونها مع صندوق «سند» المخصص لدعم الأفلام العربية في مرحلة التطوير
ومراحل الإنتاج النهائية. وإلى جانب التمويل يساعد «سند إماراتي»
السينمائيين الذين وقع الاختيار على أعمالهم على تقديمها للمجتمع السينمائي
الدولي عبر مهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر من كل عام، كما يساعدهم على
مدار العام في تقديم المشورة المهنية، وقد يشارك السينمائيون المختارون
أيضاً في أنشطة «ورشة سند».
الإمارات اليوم في
22/10/2011 |