أكتب هذه الكلمة وأنا من المحبين لمهرجان أبو ظبي. لماذا؟ لأنه نجح في
دعم الأفلام العربية ويواصل مشواره مع مهرجان دبي في دعم الأفلام الفنية
العربية تحديدا أي تلك الأفلام المستقلة بمعنى استقلاليتها عن شركات
الانتاج الكبيرة التي تضع عادة شروطا "تجارية" مسبقة أو وصفة يجب أن تتوفر
للفيلم الذي ترحب بتمويله أو انتاجه، وكذلك شركات التوزيع السينمائي في
العالم العربي صاحبة السمعة السيئة في الهبوط بالفيلم الذي ينتج في البلدان
المنتجة للأفلام والتي تلقى توزيعا في السوق العربية.
مهرجان أبو ظبي يسعى أيضا إلى أن يكون احتفالا بفن السينما بجميع
أنواعها، أي أنه ينفتح على كل أنواع الأفلام. وقد أضافوا هذا العام تقسيمات
في دليل أفلام المهرجان يقسم الأفلام المشاركة حسب النوع، فهناك الأفلام
الميلودرامية والرياضية والكوميدية والاجتماعية والمثيرة بل وهناك أفلام
تقع تحت أفلام النساء وأفلام الـ"موكوكوميدي" وأفلام الفكاهة السوداء
وأفلام البيئة وأفلام "الانعطافات" حسب تقسيم القائمين على هذا الدليل!
لكننا رأينا أيضا رغبة واضحة في التوسع الكبير في أقسام المهرجان دون
أي معنى أو هدف سوى حشد أكبر عدد ممكن من الأفلام وتصنيفها ضمن هذه
الأقسام.
ولعل الملحوظة الأولى تكمن في وجود عدد كبير يستعصي على الفهم
للمسابقات (5 مسابقات تحديدا) مما يفقد فكرة التنافس معناها في الكثير من
الأحيان، فمثلا لماذا تخصص مسابقة مستقلة للأفلام الأأولى والثانية
للمخرجين في حين أن من الممكن استيعاب أفضل هذه الأفلام في مسابقة الأفلام
الروائية، ولماذا التفرقة بين الروائي والوثائقي في حين أن الفروق بينهما
تتضاءل تدريجيا والعالم كله أصبح الآن يضم الوثائقي الى المسابقة المخصصة
للروائي!
ثالثا لماذا الاصرار على تنظيم مسابقة لأفلام الامارات في حين أن هذه
المسابقة مكانها الحقيقي والطبيعي في المهرجان المستقل الذي يقام سنويا وهو
مهرجان أفلام الخليج. هل هي الرغبة في المنافسة من أجل المنافسة، أم أن
هناك هدفا محددا من وراء المسابقات هو محل الاهتمام!
رابعا: ما معنى أن يخصص قسم يطلق عليه أفلام العائلة فهل معنى هذا
مثلا أن باقي الأفلام لا تصلح لأن تشاهدها العائلات؟ وما معنى المسابقة
المسماة "مسابقة أفلام عالمنا" وهل باقي الأفلام في باقي المسابقات ليست من
عالمنا مثلا!
هناك خلط واضح بين أفلام البيئة وأفلام من عالمنا، وبين الأفلام
الروائية الطويلة في المسابقة وأفلام قسم آفاق جديدة، وبين الدولة الضيف أي
السويد التي يعرض لها عدد من الأفلام، وبين تداخل الكثير من هذه الأفلام في
أقسام أخرى، الأمر الذي يعكس نوعا من العشوائية في التسميات والتقسيمات
والمسابقات. ومعروف أن كثرة عدد المسابقات والجوائز ولجان التحكيم يفقد أي
جائزة مصداقيتها.
ومن الأفضل في رأيي أن تكون هناك مسابقة للأفلام الطويلة (روائية
وتسجيلية) ومسابقة للأفلام القصيرة. وأن تمنح جائزة واحدة لأفضل فيلم أول
أو ثاني لمخرجه من الأفلام المعروضة داخل المسابقة الرئيسية. على أن تخصص
القيمة المالية لباقي الجوائز لدعم السيناريوهات الجديدة، أي للمساهمة في
دفع مزيد من السينمائيين للعمل.
ومن الضرروي أيضا أن يبدأ التفكير في جديا في الغاء الكثير من
التظاهرات الموازية التي لا تجد في نهاية الأمر جمهورا لها مثل تظاهرة
أفلام البيئة وما الى ذلك، فهذا النوع المتخصص من الأفلام يحتاج الى
مهرجانات أي مسابقات خاصة تكون تحت اشراف مؤسسات دولية تهتم بهذا النوع من
الأفلام تحديدا.
ومرة أخرى لعل المهرجان يعيد النظر في طريقة التنظيم والعلاقة بين
أماكن اقامة الضيوف وأماكن العرض السينمائي وتقليص تلك المسافات الطويلة
التي يتعين على الصحفيين والنقاد تحديدا قطعها يوميا للوصول الى مقر
المهرجان في فندق يقع في أقصى الطرف من المدينة.
حياة في السينما في
20/10/2011
رضا الباهي:
القدر حال دون ان يدخل براندو في
فيلمي
ابوظبي – من كرم نعمة
'دايماً براندو' نصّ ذاتيّ خالص، أراده المخرج مقاربة أدبية تأملية
مشغولة بصور سينمائية، عن الزمن والذاكرة والحكايات والراهن.
قال المخرج التونسي رضا الباهي ان "القدر" وحده من منع مشاركة ايقونة
السينما الاميركية مارلون براندو في فيلمه "ديما براندو".
واضاف في حديث لـ"ميدل ايست اونلاين" بعد العرض الاول لفيلمه الجديد
في الشرق الاوسط ضمن فعاليات مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي في دورته
الخامسة "ان مفاوضاتي الطويلة معه بمعية المنتجة السابقة للفيلم استمرت عدة
اشهر وطلب اجراء تغييرات في السيناريو، لكنه اشترط عدم تصوير اي لقاء قبل
توقيع العقد".
واوضح الباهي المولود في القيروان عام 1947 والذي يعد من بين أهم
المخرجين العرب واثارت افلامه منذ "العتبتات الممنوعة" 1972 حتى "السنونو
لا يموت في القدس" 1994 و"صندوق عجب" 2003 "لذلك لم يظهر براندو في
الفيلم".
وعبر الباهي عن الحيرة التي انتابته بعد رحيل الممثل حول مشروع فيلم
يؤرخ لذاكرة مبهرة وعلاقتها في العالم العربي.
وقال ان التساؤلات استمرت معه بعد ان تخلى المنتجون عن فكرة الفيلم،
الا انه في النهاية خرج بهذه الصورة التي لا تختلف كثيرا عما كنت اعمل
عليه، فقط تغير حال البطل من الضياع في هوليويود الى الغرق في البحر مع
المهاجرين غير الشرعيين.
وعن الصورة التي رسمها لمارلون براندو بعد اللقاءات المتعددة معه وكيف
نجح في اقناع العرّاب على الخروج من عزلته وصمته، قال الباهي "لقد كان يعيش
ألماً مريعاً، قال لي انه لم يكن محظوظا في زواجه وانتحر احد ابنائه،
ويتألم لانه لم يستطع تحقيق اي شي للزنوج في اميركا، ويشعر بالندم كونه جمع
مبالغ مالية كبيرة وقدمها الى اليهود تعاطفاً معهم قبل سنوات من انشاء دولة
اسرائيل، لكنه عندما شاهد الفلسطينيين يعيشون في خيام مهلهلة عام 1964 في
لبنان، انتابته مشاعر الندم المريع بسبب ان المال الذي تبرع به لبن غوريون
واسهم في هذه المحنة".
قال لي بالحرف الواحد نادماً "ان مالي ساهم في انشاء اسرائيل".
اما عن التغييرات التي اقترحها براندو على السيناريو، فقال المخرج
التونسي "انه يشك ان المخابرات الاميركية تتنصت على انفاسه، ويمقت عصابة
بوش وحروبه وطلب تحويل مصير البطل التونسي القادم الى هوليويود الى معتقل
بتهمة الارهاب في سجن غوانتانامو".
ويعالج فيلم "ديما براندو" الذي عرض الاربعاء ضمن المسابقة الرسمية
لمهرجان ابوظبي السينمائي حلم شاب تونسي يدير مقهى في قرية صغيرة يكتشف عن
طريق الصدفة انه يشبه الممثل العالمي مارلون براندو فيتصاعد لديه الحلم في
الهجرة الى هوليويود لتمثيل فيلم.
الفيلم الذي عرض قبل اسابيع في مهرجان تورنتو السينمائي، وهذا عرضه
الثاني من بطولة عدد من الفنانين التونسيين من بينهم انيس الرعاش وسهير
عمارة و لطفي العبدلي ومحمود الارناؤوط ورؤوف بن عمر و الممثل سفيان الشعري
الذي توفي قبل اسابيع على اثر سكتة قلبية مفاجئة وهو في أوج عطائة الفني.
وعما اذا كانت المصادفة هي التي جعلت الباهي يكتشف البطل الذي يشبه
براندو قال "ان هذا الشاب لم يدرس الفن ويعمل في متجر صغير لبيع الملابس
المستخدمة، وهكذا صنعنا منه ممثلا بارعاً".
وتنشأ أحداث الفيلم إثر مجيئ فريق سينمائي أميركي إلى تونس لتصوير
شريط "الاطلنتيس" المملكة الأسطورية الغارقة فيكتشف المشرفون على هذا
الشريط شابا تونسيا يدير مقهى صغيرة شبيها للمثل الأميركي الشهير "مارلون
براندو" فينتدبونه للقيام بدور ضمن شريط "الاطلنتيس" ويمكنونه من مشاهدة
أبرز أفلام "براندو".
بطل الفيلم الاميركي الذي يصور في تونس يدور في القرية ويحاول اكتشاف
الاحجار، يتأمل الطبيعة ويراقب سكان القرية، لكن، فجأة يتوقف عند رؤية أنيس
فيشير اليه محدثا أحد مرافقيه "أنظر اليه، ألا يذكّرك بأحد؟". يلتفت
المساعد الى أنيس ويجيبه بـ"لا" قاطعة، مضيفا: "يبدو كعربي خائف لرؤيته
كائناً فضائياً". "انه يشبه مارلون براندو".
ولم يكن هذا الاميركي سوى رجل شاذ كان يسعى بكل هذا الوهم الذي صنعه
في مخيلة الشاب التونسي الى تحقيق رغباته الشخصية.
وعندما تضيق السبل اما "انيس" التونسي في الهجرة الى اميركا بسبب قلة
المال تبيع "زينة" خطيبته جسدها الى صاحب دكان في القرية يعشقها مقابل
توفير المال لحبيبها في السفر بعدما فشلت في ثنيه عن ذلك.
ويا للعذاب عندما ينتهي الامر بانيس مع مجموعة من الحالمين بالهجرة
على قارب يتجه الى ايطاليا فيغرق مع غيره ولم تبق سوى بقايا ثيابهم على
الشاطئ!
يمثل الفيلم فرصة لاكتشاف وهم الحلم الاميركي الذي يراود الشباب
العربي، لا سيما وأن "براندو" عرف بمناصرته للقضايا العادلة والشعوب
المضطهدة مثل الزنوج أو الهنود الحمر في أميركا أو الفلسطينيين في العالم
العربي.
ويعالج الفيلم موضوع العلاقة بين العرب والأميركيين بعد أحداث سبتمبر
واحتلال العراق عام 2003.
ولعلّ التزامن الحاصل بين وفاة مارلون براندو صيف العام 2004،
والتحوّلات الدولية الحاصلة في أمكنة جغرافية عديدة في الوقت نفسه، جعلت "دايماً
براندو" ينفتح على عدد كبير من المسائل والقضايا والتفاصيل-حسب وصف نديم
جرجورة للفيلم في نشرة المهرجان اليومية- مُقدّماً في مضمونه الدرامي
حكايات إنسانية، وعلاقات مبتورة، وانهيارات شاقّة.
البُعد الذاتيّ، البحت حاضرٌ بقوّة منذ اللحظة الأولى: رضا الباهي روى
بصوته الحكاية كلّها، مُدخلاً على السياق الدرامي حصيلة تفكيره السياسي
والسينمائي في القضايا المطروحة: الاعتداء الإرهابي على الولايات المتحدة
الأميركية في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2011، الاحتلال الأميركي للعراق،
غوانتانامو، الهجرة السرّية إلى أوروبا، الفقر والجوع والمرض، الحب
المبتور. السياحة، تحويل الجمال الطبيعي إلى أمكنة تصوير سينمائي، العلاقة
الصدامية أو المتكاملة بين عرب وغربيين.
وفي النهاية يبدو "دايماً براندو" حسب "جرجورة" نصّ ذاتيّ خالص، أراده
رضا الباهي مقاربة أدبية تأملية مشغولة بصور سينمائية، عن الزمن والذاكرة
والحكايات والراهن.
ميدل إيست أنلاين في
20/10/2011
سينما الغرب والشرق: العالم يضطرب
أبوظبي – من محمد
الحمامصي
افلام الدورة الجديدة لمهرجان ابوظبي السينمائي الدولي تؤكد ان
التذمر بات إنسانياً وأنه يلوح في الأفق محذراً ومطارداً للجميع.
افلام الدورة الجديدة لمهرجان ابوظبي السينمائي الدولي تؤكد ان التذمر
بات إنسانياً وأنه يلوح في الأفق محذراً ومطارداً للجميع.
العالم يضطرب من ثقل المعاناة التي تعيشها شعوبه دون تفرقة تذكر بين
جهاته الأربعة، وذلك تحت وطأة تردي أوضاعة الانسانية والاجتماعية والسياسية
والاقتصادية، وتأثيراتها السلبية والسالبة للاستقرار والطمأنينة.
وقد كشفت أفلام روائية ووثائقية قصيرة وطويلة من 46 دولة دول العالم
تشارك في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة 2011، أن
المعاناة طالت الجميع ولم تفرق بين مجتمع غني ومتقدم شمالا ومجتمع فقير
ومتخلف ومقموع جنوبا، وأن الثورات التي تتصاعد وتيرتها الآن شرقا تقترب من
الشمال وربما يكون في أحداث لندن الأخيرة إشارة واضحة، قد تختلف الأسباب
والدوافع لكن التذمر بات إنسانيا وأنه يلوح في الأفق محذرا ومطاردا للجميع.
نبدأ من الشمال حيث يخال المرء أن الرفاهية والاستقرار تعم في تلك
الدول المتقدمة والمرفهة إلا أن جولة في أفلام أوروبا وأميركا تكشف عن
معاناة حقيقية للإنسان داخل هذا المجتمعات، ليست مقصور على مستو دون الآخر،
قد يرى البعض أن قضية المراهقة التي شكلت هما أساسيا لأكثر من فيلم سويدي
مثل "بهلوانيات فتاة" و"أقوى ألف مرة" أمر هين، بالعكس هي قضية حيوية
باعتبار أن تلك الفترة تشكل محورا لتشكل الشخصية ولوجودها داخل المجتمع
مستقبلا.
من أسبانيا يقدم المخرج أرتورو ريستين في فيلمه أسباب القلب مأسأة
أسرة تجد نفسها عالقة في حياة فارغة معزولة وخائفة، نتيجة تردي أوضاعها
الاقتصادية والاجتماعية، فاقتصاديا تعاني ويلات الفاقة ومطارة الدائنين،
واجتماعيا تعاني من مشكلة العلاقة الزوجية الحميمة وتعدد علاقات الزوجة
وتنتهي بانتحار الزوجة يأسا.
فيما يطرح المخرج الروسي أندري زفياكنتسوف في فيلمه "إيلينا" قضية
التوريث ومنح أب كامل إرثه لابنته، دون أن يترك لزوجته سوى راتب شهري لا
يكفي حاجتها للحياة الكريمة، فتج الزوجة الممرضة السابقة نفسها أمام خيار
صعب، وهو التخلف من زوجها قبل توثيقه لهذه الوصية.
اليابان من خلال فيلم "أتمنى" للمخرج هيروكازو كور أيدا فيتناول
مشكلات انفصال الزوجين والتي تؤدي تلقائيا إلى أزمات يعاني منها أطفال
الأسرة لدرجة انفصالهم، لكنهم بمجر الشعور بآثار هذا الانفصال الجماعي،
يقررون وضع خطة لإصلاح أزمات الأسرة وتحقيق أحلام الجميع.
وتتواصل المشكلات خاصة الاجتماعية والنفسية في الفيلم البريطاني "يجب
أن نتحدث عن كيلفن" للمخرجة لين رامسي، وكيلفن هو ذلك الطفل المشوه بالعنف
والذي هو نتاج علاقة غير مستقر بين الأب والأم مما ولد لديه تمردا على
أسرته منذ طفولته المبكر، لتتخذ أشكالا عنيفة استمرت معه بعد أن كبر وانتهى
عنفه بكارثة دفعت الأسرة كلها ثمنها.
ويكشف فيلم "المتراس" للمخرج الأميركي أورين موفرمان المأساة التي
ترتبت على وقع جنود قتلى من القوات الأمبركية في العراق، والصدمات النفسية
التي مر بها جنديان أوكلت لهما مهمة إعلام أهل الجنود القتلى بمصير أبنائهم
المأساوي، الأمر الذي شكل إدانة للحرب على العراق وخلف لدى الأميركيين مأس
وهواجس ألقت بظلالها على المجتمع الاميركي كله وإعادته النظر في سياسة
بلاده الخارجية.
ومع فيلم "بو- ليس" إخراج مايوين نرى المعاناة اليومية لرجال الشرطة
العاملين في وحدة حماية الأطفال، ونتعرف على ذلك الجانب المأساوي في حياة
الأطفال في تلك الدول المتقدمة ومعاملتهم ضربا واغتصابا من جانب ذويهم.
وينتقل فيلم "هذا المكان الضيق" للمخرج سوني قدوح إلى المستوى السياسي
حيث يقدم لنا قصة عربي يدخل إلى أميركا خلسة لهدف واحد هو شراء قطعا ينولى
استعمالها في تصنيع صواريخ قسام ليقصف بها إسرائيل، وعلاقته مع شاب أميركي
مدمن مخدرات، ويرسل الفيلم رسالة مزدوجة عن المكان الذي يتخبط فيه كلا
الشعبين العربي والاميركي، والمستقبل الذي لا يحمل سوى الدمار والخراب
الذاتيين.
وفي الفيلم الاميركي "محارب" نرى تردي وانهيار جانب كبير من المجتمع
حيث الإفلاس والإدمان والعنف، فمحارب المارينز السابق العائد من العراق
وأخيه المدرس المفلس، ووالدهما المدمن على الكحول، يعيشون في غربة الفقر
مما يدفعم إلى عالم حلبات الفنون القتالية المتعددة، وسرعان ما يجدون
أنفسهم في مواجهة على حلبة المصارعة والحياة أيضا ومن ثم تخرب الأسرة.
ربما تكون مشكلات الشمال وقضايا غامضة وملتبسة نتيجة الإطار الاجتماعي
والفكري العالم الذي يتمتع بحرية غير مأمونة في جوانب كثيرة، أما مشكلات
الجنوب الآن فتعد أبسط نتيجة وضوحها وتجلي مسبباتها المباشرة مثل القمع
والتخلف والفقر والجهل التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيره.
ففي فيلم المخرج إيفي لوثرا الجنوب أفريقي "لاكي" تبرز مشكلة الأطفال
اليتامي الذين يحرمون من دوخول المدرسة، والتي على بساطتها تصطدم بقسوة
الحياة في المدينة، ويعيشون في حالة من الخوف والفزع الدائمين، ويجدون
أحيانا مكانا للمحبة والأمل في هذا العالم غير الآمن.
ويطرح فيلم المخرجية المغربية ليلى كيلاني "على الحافة" قضية الانهيار
الأخلاقي والإنساني الذي توضع فيه الفتاة نتيجة تردي أوضاعها المادية
والتأثيرات السلبية لاقتصاد السوق، وعدم وجود أي ضمانات للمستقبل، حيث تلجأ
أربع فتيات إلى السرقة ممن يغوهن من الشباب، ويعشن حياة من الأحلام
والمغامرة والخطر وخيبات الأمل.
الفتاة والأسرة والفقر والمرض والفساد والقمع كل ذلك يمكن رؤيته بوضوح
في الفيلم المصري "أسماء" حيث نرى لمجتمع يتخلخل استعداد للانهيار نتيجة
فساد أجهزته وهيئاته، وبجرأة يدخل مخرجه عمرو سلامة إلى عوالم مرضى الإيدز
الذي يخشاه وينبذه ويتوجس هلعا منه أفراد المجتمع العربي كله، ويحاول أن
يشجع بشكل غير مباشر أصحاب هذا المرض على محاربته ومواجهة المجتمع، وفي نفس
الوقت يحاول أن يخرج المجتمع من جهله بطريقة التعامل مع ضحايا المرض.
ويقدم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي في فيلمه "موت للبيع" عينة من
ضحايا البطالة الذين تكتظ بهم المجتمعات الهامشية في الدول العربية وتحول
هذه الجيوش الجرارة من العاطلين عن العمل إلى كسر دائرة العجز والفقر إلى
عوالم السطو والبلطجة والملاهي الليلية وتهريب المخدرات.
أما حلم الشباب العربي بالهجرة إلى أميركا دون أدنى ضمانات فيعالجها
المخرج التونسي رضا الباهي في سياق فيلمه "ديما براندو" حيث يقود هذا الحلم
شاب تونسي إلى الموت غرقا وسط البحر مع عشرات أمثاله وهو يسعى إلى حلم
الشهر والنجاح في هوليود عبثا.
الثورات العربية كان لأسبابها ودوافعها المختلفة مكانة في أفلام
المخرجين العرب كالفيلم المصري "التحرير 2011" والذي تناول ثورة الشعب
المصري على الفساد السياسي والاقتصادي الذي كانت تمارسه السلطة، كما حملت
أفلام أخرى تحذيرا من الاستمرار في عمليات الفساد السياسي والاقتصادي
والقمع والقهر اللذين تمارسهما السلطة ضد الشعب، مثل فيلم "موت للبيع"،
و"النهاية"، و"على الحافة" و"زهور الشر"، "يوميات" و"أياد خشنة" وغيرها.
ميدل إيست أنلاين في
20/10/2011
هموم متباينة لسينما الشمال والجنوب في مهرجان
أبوظبي
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
أفلام من أوروبا وأميركا والعالم العربي تسلط الضوء على أوجه مختلفة من
المعاناة من الفقر والمرض والفساد إلى عنف المجتمع وانهيار العلاقات
الزوجية.
يتيح مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة التي تعقد في العاصمة
الإماراتية فرصة لمتابعة اتجاهات السينما العالمية والتعرف على الاهتمامات
الراهنة للمجتمعات المختلفة، شمالاً وجنوباً، ولا يجد المتابع عناء كثيرا
لإدراك تباين مشكلات هذه الشعوب السياسية والاجتماعية والثقافية، في حين
يدرك أن كلا العالمين يعاني من الكم نفسه من المشاكل مع فارق النوع من بلد
إلى آخر ومن منطقة في العالم إلى أخرى
واختارت الأفلام المشاركة في المهرجان والقادمة من الشمال، وخاصة
أوربا وشمال أميركا، أن تسلط الضوء على أوجه مختلفة من المعاناة التي
تواجهها تلك الشعوب التي تعتبر مترفة بمقياس أهل الجنوب، من عنف الأطفال
إلى عنف المجتمع وانهيار العلاقات الزوجية.
وتنوعت المشاكل بين اجتماعية واقتصادية وثقافية بعيداً عن السياسة في
الغالب على عكس أفلام العالم الثالث التي لم تخل أفلامها من بعد سياسي أو
انعكاس لوضع سياسي.
ومن أسبانيا يقدم المخرج أرتورو ريستين في فيلمه "أسباب القلب" صورة
لتأثير تردي الأوضاع الاقتصادية من خلال أسرة تجد نفسها عالقة في حياة
فارغة معزولة وخائفة، وانقلاب الحياة بين زوجين إلى مأساة نتيجة تأثير
الظروف الصعبة.
أما المخرج الروسي أندري زفياكنتسوف فيطرح في فيلمه "أيلينا" مشكلة
التوريث، من خلال أب يقرر منح كامل إرثه لابنته دون أن يترك لشريكة حياته
ما يكفي حاجتها للحياة، وتواجه الزوجة فكرة التخلص من زوجها قبل توثيق
الوصية.
الياباني هيروكازو كور أيدا يتناول من خلال فيلمه "أتمنى" مشكلات
انفصال الزوجين وتجليها في أزمات تنعكس على الأطفال لدرجة انفصالهم، إلا أن
الأمل لم يُعدم، بل يتجلى في رغبة الأطفال بوضع خطة طفولية لإصلاح أزمات
الأسرة وتحقيق أحلام الجميع.
وتتواصل المشكلات الاجتماعية والنفسية في الفيلم البريطاني "يجب أن
نتحدث عن كيلفن" للمخرجة لين رامسي، وكيلفن هذا هو طفل نتاج علاقة غير
مستقرة بين الأب والأم، ما يؤدي إلى تمرده ليتخذ لاحقاً هذا التمرد أشكالاً
من العنف تنتهي بكارثة دفعت ثمنها الأسرة كلها.
ويكشف فيلم "المتراس" للأمريكي أورين موفرمان الصدمات النفسية التي مر
بها جنديان أميركيان أوكلت لهما مهمة إعلام أهل الجنود القتلى في العراق
بمصير أبنائهم المأساوي. وهو أمر يُعالج بطريقة أخرى في الفيلم الأمريكي
"محارب" حيث يعود محارب المارينز من العراق مفلساً مدمناً، يعيش غربة الفقر
في حلبات القتال، وسرعان ما يجد نفسه في مواجهة على أخيه في هذه الحلبة.
ومع فيلم "بو ـ ليس" إخراج مايوين لوبيسكو نرى للمعاناة اليومية لرجال
الشرطة العاملين في وحدة حماية للأطفال، ونتعرف على ذلك الجانب المأساوي في
حياة هؤلاء الأطفال في دول متقدمة يُفترض أن تخلو من هذه الأمراض.
وينتقل فيلم "هذا المكان الضيق" للمخرج سوني قدوح إلى المستوى السياسي
حيث يقدم لنا قصة عربي يدخل إلى أمريكا خلسة لهدف واحد هو شراء قطعا ينولى
استعمالها في تصنيع صواريخ قسام ليقصف بها إسرائيل، وعلاقته مع شاب أمريكي
مدمن مخدرات، ويرسل الفيلم رسالة مزدوجة عن النمكان الذي يتخبط فيه كلا
السابين العربي والأمريكي، والمستقبل الذي لا يحمل سوى الدماروالخراب
الذاتيين
على الجانب الآخر، نجد أن مشكلات الجنوب أكثر قوة ووضوحاً، وأوسع
تأثيراُ تتجاوز النطاق الفردي إلى المستوى العام والجماعي، مثل القمع
والتخلف والفقر والجهل والتردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغير ذلك من
مشاكل
المخرجة الجنوب أفريقي إيفي لوثرا تُبرز مشكلة الأطفال اليتامي في
فيلم "لاكي" الذين يُحرمون من فرصة دخول المدرسة، ويصطدمون بقسوة الحياة،
ويعيشون حالة الخوف والفزع الدائمين، دون أن يُفقد الأمل بالمحبة والأمل.
أما فيلم المخرجة المغربية ليلى كيلاني "على الحافة" فيطرح قضية
الانهيار الأخلاقي والإنساني لفتاة تعاني من تردٍ في أوضاعها المادية
والتأثيرات السلبية لاقتصاد السوق، وعدم وجود أي ضمانات للمستقبل، من خلال
لجوء أربع فتيات إلى السرقة وعيش الأحلام والمغامرة والخطر وخيبات الأمل.
الفقر والمرض والفساد كل ذلك يمكن رؤيته بوضوح في الفيلم المصري
"أسماء" للمخرج عمرو سلامة، حيث يقدم صورة لمجتمع مخلخل يشارف على
الانهيار، وفساد أجهزة الدولة وهيئاته، ويقدّم نصائح بضرورة مواجهة المجتمع
بجرأة وقوة من خلال فتاة مصابة بالأيدز
كما يقدم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي في فيلمه "موت للبيع" عينة من
ضحايا البطالة الذين تكتظ بهم المجتمعات الهامشية في الدول العربية، وكيف
تتحول هذه الجيوش الجرارة إلى كسر دائرة العجز والفقر عبر عوالم السطو
وتهريب المخدرات والفساد
أما حلم الشباب العربي بالهجرة إلى أمريكا فيعالجها المخرج التونسي
رضا الباهي في فيلمه "ديما براندو" حيث يقود هذا الحلم شاباً تونسياً إلى
حتفه، وهو يسعى إلى حلم الشهرة والنجاح في هوليود عبثاً.
كما يقدّم فيلم "سيد لزهر" للكندي فيليب فالاردو أنموذجاً لمثقف عربي
مضطرب وقصة هجرته ومعاناته قبل الهجرة وبعدها، واكتشافه للحد الفاصل بينه
وبين أن يكون واحداً من أهل البلد.
الثورات العربية كان لها مكانتها أيضاً في السينما العربية، كالفيلم
المصري "التحرير 2011" الذي تناول الثورة المصرية أسبابها ويومياتها.
بنتيجة الأمر، ركّزت السينما الغربية على قضايا مجتمعاتها دون أن تدير
ظهرها إلى العالم الثالث، لكنها لم تشركه كطرف وشريك لها، فيما غاصت سينما
العالم الثالث بقضايا بمشاكلها التي لا تنتهي وتهيم حاملة هموماً بحجم
الجبال.(آكي)
ميدل إيست أنلاين في
20/10/2011
فتون .. مصممة إماراتية تطمح للعالمية
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
المصممة الإماراتية تعتزم المشاركة في فعاليات تراثية وفنية قادمة،
مُعتمدة على إبداعات التراث الإماراتي الأصيل.
تألقت المصممة الإماراتية "فتون" في مهرجان أبوظبي السينمائي من خلال
تصاميمها المميزة في أول ظهور لها على السجادة الحمراء كأول إماراتية يقتني
الفنانون إبداعاتها، حيث يعتمد أسلوبها في التصميم على الجرأة والابتكار
الذي لفت أنظار الكثيرين في المهرجان.
ونجح التصميم الأول للمصممة الإماراتية في جذب الأنظار وعدسات
الكاميرات، وذلك من خلال الفنانة نهى رأفت التي عرضت لبعض تصاميم فتون خلال
الافتتاح وأيام المهرجان، وذلك على الرغم من توافد عشرات الفنانين على
السجادة الحمراء.
وتعتزم فتون المشاركة في فعاليات تراثية وفنية قادمة، مُعتمدة على
إبداعات التراث الإماراتي الأصيل، حيث وعدت بأن تُقدم المزيد من التصاميم
والإبداعات خلال الفترة القادمة.
ميدل إيست أنلاين في
20/10/2011 |