كما لم يحدث مع أى فيلم آخر، فى مهرجان أبوظبى السينمائى، التهبت أكفّ
الجمهور بتصفيق متوالٍ أثناء عرض «التحرير» أو «الطيب والشرس والسياسى»،
المكون من ثلاثة مقاطع، أو ثلاث رؤى، أو ثلاثة أفلام، تتعرض بالرصد
والتحليل، لوقائع الثورة المصرية، اعتمادا على تلك الوثائق المصورة، صوتا
وصورة، على نحو يتجاوز خيال، وربما قدرات، أى مخرج روائى.. المادة
الوثائقية بالغة القوة والثراء، تم عرضها على الشاشات كافة، مئات المرات.
سواء على الشاشات الفضية أو التليفزيونية أو «اليوتيوب». ولكنها هنا، فى
«التحرير»، توضع فى سياقات تأملية، تحولها إلى ثلاثة أفلام، منفصلة متصلة،
تخاطب، بصدق وعمق، عقل ووجدان مشاهدين، يتابعون بشغف، أثر اللحظات الحرجة،
الدامية، أثناء اندلاع الثورة، حيث يمتزج الموت بالحياة، واليأس بالأمل،
والحزن بالفرح، والتراجيديا بالكوميديا..
فى مقطع «الطيب» الذى أخرجه تامر عزت، نتابع معه، وقع ما نراه من
مشاهد وثائقية، على نفوس الذين شاركوا فى الحدث، فها هى الفتاة المصرية،
تروى معركة كوبرى الجلاء، حين ازداد الضغط والضرب على متظاهرين أنهكتهم
قنابل الغازات، ومدافع المياه، والرصاصات الحية، وضربات العصى، وبالتالى
بدت الهزيمة محققة.. ولكن فجأة، تأتى أمواج بشرية من الثوار، الآلاف من
الشباب والرجال والنساء، بعضهن معهن أولادهن وبناتهن. ومع قدومهم الكبير،
تنهض الإرادة من جديد، ويبدو النصر قريب المنال، فقط يحتاج لدقائق من الصبر
والصمود.. مع الصورة، تحكى الفتاة بكل ملامح وجهها المصرى تماما، عن
إحساسها المتبدل، من الفشل القاتل إلى النجاح المرموق، حين رأت جحافل
الثوار الجدد، المتقدمين نحو الكوبرى.. ولا يفوتها أن تذكر، بمحبة لا تخلو
من أسى، عن تلك الأم التى تمسك ببنتيها، وقد أصيبت بطلق نارى، وبينما الدم
ينزف منها، تصرخ فى بنتيها، طالبة منهما ألا ينظرا لها، وأن يستكملا
مسيرتيهما. ويغطى تامر عزت صورة الفتاة بلقطات وثائقية مع الإبقاء على
صوتها.. هنا تتحول الوثيقة إلى مشاعر نابضة بالمشاعر.
سأحدثك عن المقطع الثانى، ربما لأنه الأهم، بعد أن أتلمس المقطع
الثالث، المتمتع بقدر غير قليل من المرح، بل بالكوميديا إن شئت، فالعبقرية
المصرية، حقيقة، تجلّت أيام المجد، حين تنفست، وسط الدخان والدم، بالغناء
والرسوم الضاحكة والشعارات الساخرة، وتمكنت أن تدير ميدان التحرير، وكأنه
دولة كاملة، مدنية، عادلة، يتآخى فيها أبناء الطبقة الوسطى بالفقراء،
والنساء مع الرجال، والمسلمون مع الأقباط، ويتحول جامع عمر مكرم إلى مستشفى
ميدانى، ويجرى توزيع الطعام القليل على الجميع، ولا يفوت المخرج عمر سلامة،
تسجيل شهادة طبيبة نفسانية، تتحدث عن نوبة الاختناق التى انتابت البعض، ليس
بسبب الدخان والغازات، ولكن لأن الخطاب الثانى للمخلوع، لم يعلن فيه تنحيه
كما كان متوقعا.. وها هو أحد الثوار، ممدود على الأرض، لا يستطيع أن يتنفس
بسهولة.. واللقطة الوثائقية التالية، نرى مئات المعتصمين فى الميدان، وقد
رفعوا أحذيتهم فى الفضاء. إنه التعبير البليغ عن الرفض والاحتقار.
فى صالة العرض، تماهى الجمهور مع الثوار، صفق لهم مرارا، ولكن فيما
يبدو أن المقطع الثانى، الذى حققته أيتن أمين، بعنوان «الشرس»، أجاب عن
أسئلة ترددت على أن أذهان الكثيرين.. ذكاء المخرجة قادها إلى منطقة مهمة،
مبهمة، مسكوت عنها للعديد من الأسباب.. منطقة الخصم ــ ولا أقول وهى أيضا
لا تقول «العدو» ــ منطقة ضباط الأمن المركزى، وأمن الدولة، مخالب السلطة
الفظة، الظالمة، المنوط بها القضاء على الثورة. أيتن أمين، تلتقى بعدد
منهم. بعضهم، يرفض، بصلف أن يتحدث معها. والبعض يتهرب منها، وثمة من يدافع
عن مؤسسته، ولكن أهمهم، ذلك الضابط الذى كان فى قلب الميدان، يحكى بصدق عن
عناء أيام المواجهات الدامية، الأمر الذى يثبت أن الخصم أيضا ينتابه
الإرهاق، وإنه وإن بدا قويا، مدعما بالسلاح، فإن الوهن، مع عزيمة الطرف
الآخر، يتسلل لكيانه.. ولعل من أكثر اللحظات درامية، تأتى حين يعترف، بأنه
فى لحظة تنوير، أدرك أنه، وعساكره، لن يستطيع تشتيت هذه الجموع الغاضبة،
فغرق فى هوة اليأس، وبالضرورة، تشتت رجاله المرعوبين، واختفى هو من
الميدان.. إن أيتن أمين، تتوغل فى مناطق جديدة، لذا تمتع مقطعها بدرجة
عالية من النضارة، فحق له، مع المقطعين الآخرين، هذا التصفيق الحاد.
الشروق المصرية في
19/10/2011
النساء تضرب عن الحب.. والرجال محاصرون بدائرة العجز
خالد محمود
غريب هو أمر السينما المغربية، فهى لا تزال حائرة بين الغوص فى قضايا
شديدة المحلية، ولفت أنظار العالم الغربى، وهو الفخ الذى يقع فيه دائما
صنّاعها من المخرجين الجدد والذين تنشطر أفكارهم وأحلامهم بين ثقافات عدة
وبالتالى تأتى خطواتهم لتكشف عن موهبة مهتزة ومتوترة رغم أنها تسكن منطقة
من الإبداع أهم ما يميز أسلوبها الجرأه والتجريب وطرح قصص مثيرة للجدل.
ويجيئه فيلم «نبع النساء» الذى عرضته شاشة مهرجان أبوظبى السينمائى
ليثير جدلا حقيقيا بين مشاهديه، ففى صالة العرص قال أحد الذين يجلسون
بجوارى عقب نهاية الفيلم «إيه الملل ده أنا زهقت.. اتخنقت» وهنا لم تمسك
إحدى الأسر المغربية من تلك الجالية التى استحوذت على القاعة نفسها وقال
أحد أفرادها إن من ينتقد العمل لا يعرف ما يدور فى المغرب إنه الواقع
الحقيقى، النساء فى أزمة صريحة، والرجال غير قادرين على مواجهة أى شىء،
وبدا الفيلم الذى تبنّى دعوة نسائية لمقاطعة ممارسة الحب حتى يستفيق الرجال
من غفوتهم ويكونوا إيجابيين فى مشاركتهن همّ الحياة، وكأنه يقدم أحد الحلول
الفانتازية لأزمة الفقر فى قرية كتلك القرية النائية فى جبال أطلس
المغربية. فنحن نرى مجموعة من النسوة تختلف أعمارهن يذهبن كل صباح إلى
النبع لإحضار المياه عبر طريق جبل شائك وصعب، والرجال دائما ينظرون إليهن
من على المقهى دون أن تحرك أو مساعدة.. كل همهن ممارسة الجنس ليلا، ولكننا
نجد الفتاة ليلى تدعو لتنظيم إضراب عن ممارسة الحب، وأنه لن تكون هناك أى
عاطفة تجاه الرجل ما لم يساعدوهم فى حل لإحضار المياه للقرية.
وفى كل لحظة نرى المخرج رادو مهيليانو يلجأ لأغنية ممتعة من التراث
المغربى تفصل المشهد والقصة التى ربما تلقى بظلالها على قضايا المرأة فى
مجتمع عربى لأكثر من دولة. حتى عندما وصلت الأحداث إلى ذروتها حاول المخرج
أيضا الاستعانة بآيات القرآن من سورة النساء ليؤكد شيخ القرية تارة أن ما
تفعله النسوة تصرف غير أخلاقى، بينما فى مرات أخرى تقرأ ليلى عليه آية تؤكد
فيها أنه يجب على الرجال أن يكونوا قوامين على النساء.. وهنا تضع يدها على
الجرح، ففى المغرب هناك أكثر من 80٪ من النساء هن من يعولن الأسرة.
والفيلم الذى شارك فى دورة مهرجان كان الأخير إنتاجا فرنسيا مغربيا
بلجيكيا إيطاليا، وظهر به بعض التطويل لدرجة الملل، إلا أنه كشف عن مواهب
تمثيلية كبيرة داخل المغرب، وخاصة فى تلك المشاهد التى جسدتها النساء وهن
يذهبن إلى العين التى تنفجر منها المياه والتى تشكل بالنسبة للقرية شريان
الحياة، وخاصة الممثلات: ليلى بختى وحفيظة هيرزى، وبيونى وهيام عباسى، ولا
ننسى أن المخرج لجأ لكثير من الأغانى الفلكلورية كنوع من مغازلة المشاهد
العربى، وهى آفة لم يستطع مخرجو المغرب العربى التخلص منها، ولكنه أيضا نجح
فى جزء من محاولته لقضية المساواة بين الرجل والمرأة فى العالم العربى،
وربما أشار إلى أن الحل يكمن أولا فى الضغط على الرجال فى محاولة للخروج من
دائرة العجز المنهجى والاستيعابى لطبيعة عصر يتطلب المشاركة وذلك مجرد دعوة
لإضراب نسائى جماعى عن معاشرة الرجال.
وإذا كان «نبع النساء» فيلم يكشف مأساة المرأة فإن الفيلم المغربى
الآخر «موت للبيع» يرصد مأساة شباب الرجال، حيث يعرض بطريقة مأساوية وملهاة
حكايات ثلاثة شباب يعانون الفقر والبطالة وأشياء أخرى، وتتلعثم خطاهم
وتتشتت أفكارهم وأهدافهم بين الحلم واليأس والأمل فى الحياة أو الخلاص
منها، بين الخير والشر.
وإذا كانت الوساوس الشريرة قد انتصرت فى النهاية فهى رؤية فنية مقصورة
حتى يتأزم الموقف المغربى ويتأزم معه المشاهد ليدرس حقيقة جيل يعانى.
والفيلم صور فى مدينة تطوان وبالتحديد منطقة المينا والتى تبدو بائسة،
وتتصارع فيها السلطة مع المجتمع.. الكل يطارد بعضه حيث نرى ثلاثة شباب
أصدقاء لهم عدة محاولات فى السرقة من أجل المال، منهم مالك الذى يريد أن
يرتبط بفتاة ليل وينقذها، وعلى صاحب الطموح فى تجارة المخدرات وسفيان
الحائر بين التوبة والاستمرار فى السرقة، وعندما تفشل آخر عملية سرقة تتحول
مصائر الشبان، ويقتل منهم اثنين على يد ضابط الأمن.
وفى الفيلم نرى حضورا أقوى للتيار الدينى حيث حاول البعض مع سفيان
وجعله يتوب ويعمل بائعا أمام المساجد لكنه يعود لشقاوته، وعبر شوارع
المدينة البائسة تكشف كاميرا المخرج الحالة الضبابية لمجتمع شبابها يعيش
على السرقة ورغبته، وهى رغبة مستحيلة ورغباته المستحيلة التى ربما تقضى على
أصحابها، وبالتالى هناك رغبة فى التخلص من الحياة عبر حوار جاد ومركب
أحيانا، وشاعرى أحيانا أخرى.. وكم كان المخرج جريئا فى مشهده الأخير عندما
قلب الصورة لشاب يقف على كوبرى، وكأنه يستعجل الرحيل، الصورة السينمائية
كانت رائعة وإن كانت مبرراتها مبالغة بعض الشىء وكذلك مشهد الرقص فى النار
للشاب سفيان الذى بدى وكأنه اختار النار بديلا لجنة حياة بائسة، بينما كان
مالك الذى يقع فى غرام دنيا أكثر واقعية لتجسيد روح المجتمع المغربى،
وطالما نادى عليها «يا دنيا يا غرامى» دون رد، الفيلم لعب بطولته فهد بن
شمس، فؤاد لابيض، محسن ماليزى، ايمان ميشراف، وهو الفيلم الثالث لمخرجه بعد
«ألف شهر» و«ياله من عالم جميل» التى يتبنى فيها لشرائح إنسانية، رمزية فى
عالم لم يعد فيه مكان للجمال، عالم يتنفس تحت شعار «الموت للبيع».. عالم
أصبح المخاوف التى تحاصره هو الفقر والسطو والجبن وهى مفردات انقلاب إنسان
العصر على نفسه وربما المجتمع ضد المجتمع.
منح مهرجان أبوظبى جائزة اللؤلؤة السوداء للنجم الصاعد وهى جائزة
تقدير جديدة للموهوبين الشباب الذين ظهروا على الساحة السينمائية الدولية
لثلاث ممثلات تمييزن فى فيلم «يوميات فراشة» وهمن ليلى كول، وسارة بولعز،
وسارة جادون وقدم الجائزة الفنان خالد أبوالنجا.
الشروق المصرية في
19/10/2011
مهرجان أبوظبى يعرض أهم الأفلام المصرية متوسطة المستوى
رسالة أبوظبى ـ علا الشافعى
تختتم فعاليات الدورة الـ5 لمهرجان أبو ظبى السينمائى بعد غد الجمعة،
وهى الدورة التى شهدت ثراء وتنوعا على مستوى الأفلام المشاركة فى أقسامها
ومسابقتها المختلفة، ويبدو أن القائمين على مهرجان أبو ظبى يحاولون الوصول
لأفضل صيغة ممكنة تتعلق بالمهرجان الأكثر ميزانية والأكثر فى قيمة الجوائز
الممنوحة للأفلام وصناع السينما، من خلال عرض أكبر عدد من الأفلام الهامة
والتى شاركت فى كبريات المهرجانات لتكون فرصة للنقاد والإعلاميين والحضور
لمتابعتها، إضافة إلى الاحتفاء بالسينما العربية، والسينما الإماراتية
الوليدة، ودعم العديد من المشروعات ويبدو أن الدورة الـ5 لمهرجان أبو ظبى
قد شهدت تطورا حقيقيا وملموسا على مستوى البرمجة واقتناص أكبر عدد من
الأفلام الجيدة، إلا أن التنظيم عابه القصور فى بعض النواحى وخصوصا بعد نقل
فعاليات المهرجان من قصر الإمارات، إلى فندق الفيرمونت والذى يبعد مسافة
كبيرة بين مقر إقامة الصحفيين والإعلاميين، رغم أنه يشهد كل الفعاليات من
إقامة ندوات وحلقات نقاشية ولقاءات مع النجوم، فى حين أن قصر الإمارات كان
يضم كل أنشطة المهرجان وهو ما كان يسهل على الإعلاميين التعاطى بسرعة
وسهولة مع مختلف الأنشطة.
ارتباك
يبدو أن الارتباك الذى شهده مهرجان القاهرة السينمائى وعدم انعقاد
دورته الحالية، قد يعطى مساحة أكبر لمهرجانات الخليج وتحديدا أبوظبى، ودبى
والدوحة ترايبكا لتحتل مكانة هامة فى الفترة المقبلة، خصوصا أن هناك
اجتهادا حقيقيا من أجل التطور بشكل المهرجان والصورة التى يخرج عليها، لذلك
كان من الطبيعى أن نشاهد العديد من إنتاجات السينما العالمية والأفلام التى
عرضت أو شاركت فى مهرجانات مثل كان وفينيسيا وبرلين وتورنتو، إضافة إلى
أفلام مختلفة ومتنوعة للسينما العربية، حيث اجتهد مدير المهرجان بيتر
سكارليت ومسئول البرمجة العربية انتشال التميمى فى الحصول على هذه الأفلام.
فمع دورته الخامسة، يبدو مهرجان أبوظبى السينمائى، هذا العام 2011،
حصل على مجموعة من أهم الأفلام، خاصة العربية، ليؤكد أنه مهرجان باتت له
سمعة جيدة وأن الأفلام هى التى تسعى وتهتم بالمشاركة فيه، ليس فقط لقيمة
جوائزه الكبيرة الممنوحة فى كافة المسابقات ولكن لقوة المنافسة وتنوع
البرامج، حيث شارك فى «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة»، 17 فيلماً، منها
13 فيلماً من أنحاء العالم، مما يمنح المسابقة الطابع الدولى، إلى جانب 4
أفلام عربية، أما فى «مسابقة آفاق جديدة»، فشارك 12 فيلماً، بينها 5 أفلام
عربية، فقط، أما «مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة»، فسنجد فيها مشاركة 12
فيلماً، منها 4 أفلام عربية. وفى «مسابقة الأفلام القصيرة؛ روائية ووثائقية
وتحريك»، سنجد مشاركة 31 فيلماً، منها 17 روائى قصير (بينها 8 أفلام عربية،
فقط)، و8 وثائقى قصير، و6 تحريك قصير.
وهكذا فإن الأفلام الأربعة المشاركة فى «مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة»، جاءت من بلدين عربيين، هما تونس والمغرب: فيلم من تونس هو فيلم
«دائما براندو» للمخرج رضا الباهي، وثلاثة أفلام من المغرب، هى: «رجال
أحرار» للمخرج إسماعيل فروخى، و«موت للبيع» للمخرج فوزى بن سعيدى، و«على
الحافّة» للمخرجة ليلى كيلانى، وهى الأفلام التى حظيت بمنحة من صندوق سند.
وفى «مسابقة آفاق جديدة»، سنجد أيضاً فيلمين من المغرب، هما: فيلم
«أياد خشنة» للمخرج محمد العسلى، و«النهاية» للمخرج هشام لعسرى، وفيلماً
واحداً من مصر، هو فيلم «أسماء» للمخرج عمرو سلامة، ومن لبنان فيلم «هذا
المكان الضيق» للمخرج سونى كعدو، ومن الإمارات العربية المتحدة فيلم «ظل
البحر» للمخرج نواف الجناحى.
وفى «مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة»، تنافست الأفلام التى نالت
دعماً من «منحة سند»، أيضا، حيث شارك كل من فيلم «التحرير 2011 الطيب
والشرس والسياسى» للمخرجين المصريين تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة،
و«المزاج» للمخرجة الجزائرية صافيناز بوصبايا، و«فى أحضان أمى» للمخرج
العراقى محمد الدراجى. المسابقة، إضافة إلى فيلم «يوميات» للمخرجة
الفلسطينية مى عودة.
السينما المصرية
تواجدت السينما المصرية فى الدورة الـ5 لمهرجان أبوظبى، وشهدت أفلامها
الوثائقية، والروائية إقبالا جماهيريا، وقد يعود ذلك إلى حالة الزخم
السياسى الذى تعيشه مصر بعد أحداث ثورة 25 يناير، وتأكد ذلك مع عرض الفيلم
الوثائقى التحرير2011 "الطيب والشرس والسياسى "والذى شهد إقبالا جماهيريا
فى عرضه الأول، إلا أن الدعاية التى سبقت الفيلم كانت تشير إلى أننا أمام
عمل فنى شديد التميز، ولكن للأسف الفيلم جاء متواضعا جدا قياسا لحجم الحدث
الحقيقى الذى عاشته مصر، وقد يكون الجزء الأول، والذى للمخرج تامر عزت هو
أكثر الأجزاء تماسكا وتناغما، خصوصا وأنه يرصد لحظات حقيقية فى الثورة
المصرية ومن وجهات نظر متعددة، فى حين أن الجزء الثانى والذى جاء بعنوان
الشرس لآيتن أمين والذى رصد وجهة نظر عدد من ضباط الداخلية فى الأحداث
وتصاعدها.. حمل حالة أسلوبية شديدة الاختلاف ولاتنسجم بأى حال من الأحوال
مع الجزء الأول، كما أن طرح الأسئلة للضباط كان يحتاج إلى عمق أكثر، ورغم
أن الجزء الثالث للمخرج عمرو سلامة والذى جاء تحت عنوان السياسى جزء ملىء
بالمفارقات والسخرية من الطريقة التى يتم بها صناعة الديكتاتور فى عالمنا
العربى، إلا أن اختيار سلامة للضيوف المعلقين على فكره جاء غريبا تماما
باستثناء بلال فضل وعلاء الأسوانى، فلم أفهم مثلا وجود شخصيات كانت جزءا
أصيلا من النظام السابق مثل الدكتور مصطفى الفقى والدكتور سامى عبدالعزيز،
ودكتور أحمد درويش والذى كان وزيرا للتنمية الإدارية فى النظام السابق..
والفيلم فى حقيقة الأمر لا يرقى كثيرا إلى حجم الحدث رغم الحالة الانفعالية
التى تصاحب من يشاهد الفيلم.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لفيلم "أسماء".. والذى عرض داخل مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة، فالفيلم رغم أحداثه الإنسانية المؤثرة جدا ورصده
لحالة الخوف، التى يعيش فيها مريض الإيدز وازدواجية المعايير المجتمعية
والتى تتعامل مع أى مصاب بهذا المرض على أنه شخص سيئ، رغم أن البعض قد
ينتقل إليه الفيروس، دون ذنب، حيث تبدأ الأحداث المأخوذة عن قصة حقيقية حول
امرأة تدعى أسماء، فى العقد الرابع من عمرها مصابة بالايدز، والذى انتقل
لها عن طريق زوجها، وبعد وفاته تأخذ ابنتها وترحل من قريتها إلى المدينة،
إلى أن تصاب بالمرارة ويرفض الأطباء إجراء جراحة لها ويلقون بها خارج
المستشفى، ويعرض عليها الظهور فى أحد البرامج التليفزيونية لتروى حكايتها،
ورغم التفاصيل الكثيرة التى تضمها أحداث الفيلم إلا أن مؤلف ومخرج الفيلم
عمرو سلامة اختار بناء شديد التقليدية للفيلم، حيث بدت دراما الفيلم فى جزء
كبير وكأنها تحمل حسا توجيهيا وقد يعود ذلك إلى أن جزءا من تمويل الفيلم
حاصل عليه من صندوق مكافحة الإيدز، ولم ينقذ الفيلم من تقليديته الشديدة
إلا أداء هند صبرى.. والتفاصيل التى رسمتها للشخصية، فى مرحلتها العمرية
المتقدمة وفى مرحلة الشباب وحالة الخوف التى كانت تعيشها من المجتمع،
واللحظة التى تحررت فيها وأعلنت على الملأ أنها مريضة ايدز، وأيضا خفة دم
ماجد الكدوانى والتركيبة الدرامية التى قدمها لشخصية مقدم التوك شو والتى
حملت تفاصيل من نجوم برامج نعرفهم، والفنان سيد رجب والذى جسد دور والد
أسماء.
وأفضل ما فى المهرجانات هى الأفلام التى تبقى فى الذاكرة، بعيدا عن
أية سلبيات أو أخطاء تنظيمية فالذاكرة لا تحمل سوى الإبداعات الراقية
والمختلفة.
استقبال حافل لنجوم "18 يوم" بمهرجان أبوظبى
أبوظبى – علا الشافعى
عرض أمس "فيلم 18 يوم" ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبى السينمائى، فى
دورته الخامسة، وأقيم عرض الفيلم بمسرح أبو ظبى، واستقبلت السجادة الحمراء،
مجموعة كبيرة من المشاركين فى الفيلم، الذى يعتبر تجربة جديدة على السينما
المصرية، وكان فى مقدمة حضور عرض الفيلم، النجمة يسرا والفنان عمرو واكد
وباسم السمرة والنجمة هند صبرى والمخرج يسرى نصرالله والمخرجة كاملة
أبوذكرى والمخرج شريف البندارى، والمنتج والسينارست محمد حفظى.
فيلم "18 يوم"، يعتبر تجربة سينمائية جديدة من نوعها، حيث إن الفيلم
يتكون من 10 أفلام قصيرة، اشترك فى تنفيذها، مجموعة من المخرجين والممثلين،
بدون أى أجر، وتم تصويره عقب ثورة يناير بأيام، وسبق عرض الفيلم بمهرجان
كان السينمائى، ولم يقتصر حضور الفيلم على أبطاله وصناعه فقط، بل حضره
مجموعة كبيرة من نجوم العرب فى مقدمتهم صبا مبارك، وأيضاً نجوم مصريين، فى
مقدمتهم خالد أبو النجا وبشرى، وقابل الجمهور عرض الفيلم بتصفيق حار،
وانهالت الأسئلة من قبل الجمهور على فريق عمل الفيلم، الذى صعد لخشبة
المسرح عقب انتهائه للإجابة على تساؤلات الجمهور، والصحفيين، والتى انقلبت
بالكامل لشهادات إعجاب وتقدير للفيلم.
اليوم السابع المصرية في
19/10/2011
اليوم..عرض الفيلم الإماراتى "ظل البحر"بـ "أبوظبى
السينمائى"
أبوظبى - علا الشافعى
يقدم اليوم فى مهرجان أبوظبى السينمائى العرض العالمى الأول لفيلم
المخرج الإماراتى نواف الجناحى "ظل البحر"، المشارك ضمن مسابقة آفاق جديدة.
الفيلم هو أول شريط إماراتى طويل تنتجه شركة إيمج نيشن أبوظبى.
يأتى الفيلم، الذى يندرج ضمن الأعداد المتزايدة من الأفلام الإماراتية
الطويلة، بعد عامين من تحقيق المخرج لفيلمه الروائى الطويل الأول "الدائرة"
والذى حاز استقبالاً نقدياً مشجعاً.
وتدور أحداثه فى أحد أحياء رأس الخيمة الشعبية، حيث العادات والتقاليد
والثقافة المحلية تجعل من التعبير عن المشاعر بحرية أمراً صعباً، هكذا
نتابع قصة المراهقين منصور وكلثم فى رحلتهما لاكتشاف الذات وسط أجواء
عائلية وقيم مرتبكة.
ويحمل برنامج اليوم لعشاق الأفلام الوثائقية فرصة التمتع بالفعالية
الخاصة "من الثلاجة إلى الأتون" مع منتج وحدة الإنتاج الطبيعى فى الـ "بى
بى سى" والمخرج فريدى ديفاس، الذى بعد عمله على "الكوكب المتجلد" لصالح "بى
بى سى" لأكثر من ثلاث سنوات، يصور حالياً سلسلة جديدة لصالح "بى بى سى"
أيضاً، بعنوان "الجزيرة العربية البرية"، ويناقش اليوم تجاربه فى مناطق
القطب الشمالى، والآن فى صحارى الجزيرة العربية، فرصة نادرة لمشاهدة مقاطع
من "الكوكب المتجلد"، قبل موعد عرضه رسمياً، الفيلم الذى يقدم بمنظور جديد
بعضا من أكثر الحيوانات جاذبية على وجه الأرض.
كما سيناقش فريدى بعض التقنيات الجديدة المستعملة لالتقاط هذه
المشاهد، وكيف أن هذه التقنيات الجديدة ستوظف لتصوير الحياة البرية
والمشاهد الطبيعية الرائعة فى شبه الجزيرة العربية؟ وتأتى هذه الفعالية
بالاشتراك مع "إيمج نيشن" ولجنة أبوظبى للأفلام.
كما يقدم اليوم الأربعاء، العرض الإيطالى المزدوج الذى يجمع بين آخر
أفلام المخرج الإيطالى الشهير نانى موريتى "لدينا حبر أعظم"، الذى يتخيل
بحسّ كوميدى أزمة تحدث فى الفاتيكان عندما يرفض الكاردينال ملفيل (مايكل
بيكولى) قيادة المؤمنين الكاثوليك روحياً، والفيلم القصير "العائلة
الكليّة" للمخرج تيرى غيليام، الذى تجرى أحداثه خلال عطلة عائلية فى
إيطاليا، ويوظف المخرج فى هذه التحفة الصغيرة كل مفاجآته التخيّلية التى
رأيناها فى أفلام مثل "برازيل" و"اثنا عشر قرداً"، مع الدخول فى رحلة أشبه
بالحلم إلى أمكنة نابولى السرية ورموزها.
تعليقاً على هذا العرض الإيطالى الخاص يقول البروفيسور أليساندرا
بريانتى، الملحق الثقافى لمنطقة الخليج فى السفارة الإيطالية فى أبوظبى: "نانى
موريتى" يعبر عن أفضل ما فى السينما الأوروبية، ويقدم قصصاً إيطالية مذهلة
مع لمسة شخصية للغاية للجمهور الدولى، إننا نؤمن بقوة بالدور الذى يقوم به
مهرجان أبوظبى السينمائى فى المنطقة، عبر إتاحة نافذة هامة للسينمائيين
العرب لعرض أعمالهم والاطلاع على أفضل ما فى السينما العالمية فى الوقت
ذاته، ونحن بحاجة إلى مثل هذه المناسبات - هنا وفى دبى- لمواصلة احتضان
المواهب العربية المتزايدة " كما تنطلق اليوم فعالية "إضاءات على السويد"
مع العمل الفنى الرائع للمخرج السويدى الخالد إنغمار بيرغمان "التوت
البرى"، ويدور الفيلم حول إسحق بورغ، وهو أرمل فى الثامنة والسبعين من
عمره، وأستاذ جامعى أنانى ورجل نكد بارد العواطف، يجد نفسه مجبراً على
إعادة تقييم حياته خلال رحلة طويلة بالسيارة فى السويد مع مجموعة من الشباب
الذين وافق على توصيلهم، إذ يتسبب هؤلاء بإطلاق أحلام يقظة وكوابيس تعيده
إلى ماضيه المضطرب، فى العام 1957، وفى خضم نجاحه المهنى، وترنح حياته
الشخصية، أنجز بيرغمان هذا الفيلم الذى أصبح واحداً من أقوى التعبيرات
السينمائية حول رجل يتأمل فى حياته وموته.
عروض "مسابقة الأفلام القصيرة "مستمرة لليوم الثانى على التوالى،
بينما تقدم كذلك مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة ضمن "مسابقة أفلام
الإمارات".
أما عروض الهواء الطلق المجانية على شاطئ فيرمونت فتتضمن اليوم إعادة
للفيلم الهندى "المعبد" إخراج أوميش فيناياك كولكارنى، الذى عرض بالأمس ضمن
برنامج "عروض السينما العالمية"، وضمن القسم نفسه نتابع اليوم مع فيلم
"بجوار المدفأة" للمخرج أليخاندرو فيرنانديز ألمندراس، وفيه يمارس دانيال
العديد من الوظائف، لكنّ الوظيفة التى تعرفه حقاً هى دوره فى رعاية زوجته
أليخاندرا. مع بداية حياتهما الجديدة كمزارعين فى الريف، فإن مرض أليخاندرا
يعرض حب زوجها لها وصبره للاختبار، يشكل هذا الفيلم المشاركة الثانية
للمخرج فى المهرجان، إذ سبق للمهرجان أن عرض فيلمه "هواتشو" فى دورة العام
2009.
ويعرض أيضاً فيلم "ألبرت نوبز للمخرج "رودريغو غارسيا"، الذى يستعرض
الحياة القاسية لامرأة عزباء فى أيرلندا القرن التاسع عشر، والحياة الأقل
مشقة لرجل يعمل ساقياً فى أفخم فنادق دبلن، إلا أنه يخفى سراً لا يصدق، وهو
أنه امرأة. عاشت طوال عشرين عاماً كرجل فقط لكى تعيل نفسها.
تواصل "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" عروضها اليوم مع الفيلم
التونسى "ديما براندو" إخراج رضا الباهى، الذى يتمحور على التغيرات التى
تطرأ على شاب تونسى تنقلب حياته بشكل دراماتيكى عندما يكتشف فريق عمل
سينمائى أجنبى يحضر لتونس لتصوير مشاهدة أحد الأفلام، الشبه المدهش بين هذا
الشاب «أنيس» ومارلون براندو، أسطورة السينما العملاق. كما تتضمن عروض
المسابقة لليوم أيضاً الفيلم الأمريكى "المتراس" إخراج أورين موفرمان، الذى
يلقى بنظرة ثاقبة على الأزمة التى يمرّ بها أحد رجال شرطة لوس أنجلس فى
نهاية التسعينيات من القرن الماضى، بلغة بصرية حاذقة يعالج أورين موفرمان
قصة هذا الشرطى الفاسد الذى يكتشف أنه فات أوان التغيير نحو الأفضل، حكايات
من غزة يحملها لنا الفيلم الوثائقى "يوميات" إخراج مى عوده، عبر يوميات
ثلاث شابات فلسطينيات من غزة تعكس كلّ التناقضات التى يشهدها الشعب
الفلسطينى فى غزة وخارجها، وإن كان يتكثف حضورها فى غزة بفعل الحصار من جهة
وبفعل الاستقطاب السياسى والخطاب الدينى والاجتماعى المحافظ من جهة أخرى،
وجه آخر للمقاومة وقوة الشخصية، ما يميز حضور الشابات الثلاث. ونتابع ضمن
"مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة" حيث يقدم العرض العالمى الأول للفيلم
الصينى "بكين محاصرة بالقمامة" إخراج وانغ جيوليانغ، والذى يشارك أيضا فى
مسابقة "عالمنا" ويتناول مشكلة التخلص من القمامة التى تكاد تكون مشكلة
عالمية، وعلى الرغم من البحث المستمر عن تقنيات ووسائل للتخلص منها بطريقة
مناسبة إلا أن الكثير من المدن ترزح تحت وطأتها، وبالتالى فإن بكين تصبح
مثالاً عن الكثير من الأماكن المكتظة التى تطمر مشكلات توسعها وازدهارها
عبر طمر القمامة فى الأرض وتأجيل جميع الأسئلة المستقبلية المتعلقة بذلك،
وفى الموضوع نفسه وضمن مسابقة "عالمنا" نتابع مع فيلم "تذوق الفضلات" إخراج
فالنتين ثورن، الذى ربما لم يدر فى خلده لدى بدئه بهذا المشروع، أن الواقع
الراهن سيمدّ فيلمه بحجته الأقوى: فى الوقت الذى يموت فيه الملايين فى
الصومال جوعاً، نكتشف أن نصف المواد الغذائية التى تنتجها المزارع ينتهى
أمرها فى مكبات النفايات. من خلال هذا التحقيق الموسّع والمدعّم بالأرقام
والإحصائيات وبالشهادات الحية نرى كيف تقوم البشرية بالتخلص من نصف ما
تنتجه من غذاء، ونتعرف على الآليات الإدارية والسياسات والذهنية العامة
التى تقف مجتمعة وراء ذلك.
أما برنامج "خرائط الذات" الذى يعنى بالتجريب فى السينما العربية منذ
الستينات وحتى اليوم فيقدم فيلم "المدينة" للمخرج يسرى نصرالله، الذى يتتبع
فيه مسار شاب يهوى التمثيل، وما يمر به قبل أن يحقق حلمه، وفى استعادة
لسينما نجيب محفوظ نتابع اليوم فيلم "اللص والكلاب" إخراج كمال الشيخ،
وبطولة شادية وشكرى سرحان، وتعاد اليوم عروض "منهج خطر" و"على الحافة" (روائى
طويل)؛ "أفضل النوايا" (آفاق جديدة)، "القوة السوداء: الشرائط الأرشيفية
1967 – 1975" (وثائقى)، "بوبى فيشر ضد العالم" و"بو-ليس" (سينما عالمية)؛
"الجبل الأخير" (عالمنا).
اليوم السابع المصرية في
19/10/2011 |