عدد من قضايا المجتمع الإماراتي ومحاولة إيجاد حلول لها، سعياً إلى
الحفاظ على الهوية الإماراتية، محور أربعة أفلام إماراتية تنوعت بين
الوثائقية والقصيرة، صنعتها أيدي طلاب وطالبات كليات دبي للتقنية العليا .
وتعرض هذه الأفلام خلال مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في دورته الخامسة
وهي “الكندورة” و”لهجتنا” و”سئيد”، و”الأمل المفقود” . التقينا صناع هذه
الأفلام للوقوف على ما تتضمنه والعقبات التي واجهتهم .
فيلم “الكندورة” أنجزته ثلاث طالبات، الإخراج لميثاء الحداد ولمياء
المعلا وتحرير الصوت لميرا أحمد، تقول ميثاء الحداد الطالبة في السنة
الرابعة بقسم الإعلام والتي تولت أيضاً بجانب الإخراج مونتاج الفيلم
والإعداد له وضبط الصورة: الفيلم وثائقي ومدته 15 دقيقة ويعتمد على إجراء
مقابلات مع عدد من الشباب من دول مجلس التعاون الخليجي، لأن ارتداء
الكندورة متعارف عليه ضمن عادات وتقاليد هذه الدول، والغرض من الفيلم هو
معرفة السبب وراء عزوف الشباب عن ارتداء الكندورة، ولجوئهم إلى ارتداء
الملابس العصرية، وهو الأمر الذي أصبح منتشراً بشكل كبير بين الشباب في
تجمعاتهم في المراكز التجارية وفي الوقت نفسه يخالف عاداتنا التي نشأنا
عليها . تضيف: صوّر الفيلم في أكثر من مكان، مثل القرية العالمية والجميرا
والكليات الجامعية، خاصة كلية تقنية دبي للطلاب ومحال الخياطة وبعض المراكز
التجارية في دبي، وكذلك بعض الدوائر الحكومية التي تشترط ارتداء الكندورة،
وجرى تصوير ما يزيد على 40 شخصاً من مختلف الأعمار والجنسيات الخليجية من
عمان وقطر والبحرين والسعودية والإمارات بالطبع . توضح النتيجة التي توصلنا
إليها من خلال الفيلم أن شباب الإمارات الأكثر تقليداً للغرب وأن الشباب
أكثر التزاماً داخل الدوائر الحكومية، وبدأت تظهر بعض الصيحات الجديدة على
الكندورة ومنها التطريز، وهناك شباب تأثروا بذلك في محاولة للتجديد فيها
والتماشي مع روح العصر الذي يفرض التغيير على كل شيء من وجهة نظرهم .
تضيف: استغرق تصوير الفيلم وإنتاجه أسبوعاً وكان من ضمن مشروعات
الكلية لعام ،2011 ومن خلال اتصالاتنا المستمرة لمعرفة موعد فتح باب
التسجيل للمهرجان تقدمنا بالفيلم للجنة وتمت الموافقة على عرضه . وشارك
الفيلم من قبل في مهرجانات عديدة منها مهرجان الخليج السينمائي، ومهرجان
رأس الخيمة للأفلام الإماراتية، ومهرجان دبي للأفلام الطلابية .
وعن حبها للعمل السينمائي ومستقبلها المهني تقول ميثاء الحداد: أرى
أنني سأكون أكثر إبداعا في مجال تصميم الغرافيكس ولاحظت ذلك من خلال عملي
للمادة الدعائية للفيلم من بطاقات ودعوات وملصقات .
وحول العقبات التي واجهتهن أثناء تصوير الفيلم تقول لمياء المعلا،
المشاركة في الإخراج: أخذ منا العمل الكثير من الوقت والجهد حتى توصلنا إلى
فكرة، ففي بداية عملنا في مشروع التخرج كنا كلما نأتي بفكرة لننفذها ترفض،
حتى توصلنا إلى فكرة فيلم الكندورة والمشكلة التي حاولنا أن نتغلب عليها أن
الوقت كان محدوداً، كما اعترضنا بعض الشباب الذين تساءلوا لماذا لا نصنع
فيلماً عن العباءة ولماذا نبحث في قضايا تخص الشباب الذكور؟ وكان هناك بعض
الأشخاص الذين مازالوا يرون وقوفنا لسؤالهم أمراً جديداً على مجتمعنا
مخالفاً للعادات والتقاليد .
ميرا أحمد تقول: كانت هناك بعض الصعوبات الأخرى التي تعرضت لها، ومنها
صعوبة التقاط الصوت حيث كان التصوير يتم في أماكن مفتوحة والمعدات التي
نستخدمها بسيطة وفرتها الكلية لنا، لذلك اضطررنا لإجراء بعض التعديلات على
الصوت لكي يكون أكثر وضوحا، لأنه كان من الصعب إعادة التصوير، وتم استخدام
برنامج “الفاينال كت برو” في تنفيذ الفيلم صوتاً وصورة وكذلك برنامج “موشن”
لتحريك الأسماء، وبالنسبة لي فهو أول فيلم أشارك فيه محررة أولى للصوت ولم
يكن هناك مساعدة من أحد ولم نتوقع أن يفوز الفيلم بالمشاركة في عديد من
المهرجانات .
“لهجتنا” هو فيلم وثائقي مدته 16 دقيقة يدور حول
اللهجة الإماراتية وما يهددها، تقول مريم النعيمي مخرجة الفيلم وصاحبة
الفكرة ومنفذة المونتاج، وهي طالبة في السنة الرابعة في قسم الاتصال
الجماهيري في الكلية: فريق عمل الفيلم يتكون من ثلاث طالبات والفكرة جاءتني
بعد تفكير طويل، فأمي بريطانية وكانت لدي مشكلة كبيرة في إتقان اللهجة
الإماراتية على الرغم من كوني درست في مدارس حكومية، وأكثر شيء أفادني في
تعلم اللهجة الإماراتية هو وجود جدتي لأبي، وكانت والدتي تحرص على تعليمنا
الأصول والعادات والتقاليد الإماراتية من خلال ذهابنا كل جمعة للقاء الجدة
وقضاء اليوم معها، واستطعت أن أتعلم منها بعض الكلمات التي رأيت أنها اختفى
تداولها حتى بين زملائي في الصف وتدريجيا تختفي من حياتنا أو يجري
استخدامها بطريقة خطأ .
تضيف: ارتكز الفيلم على إجراء مقابلات مع عدد من المهتمين بالتراث
الإماراتي ومنهم عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث بالشارقة وعدد من
المذيعين الإماراتيين المهتمين بالتراث والعاملين في مجال الإعلام، وكذلك
بعض كبار السن والشباب . سألنا هؤلاء: هل فعلاً اللهجة الإماراتية بدأت
تختفي؟ وكيف يمكن إحياؤها؟ العديد من كبار السن لم يوافقوا على قولنا إن
اللهجة الإماراتية بدأت تختفي لأنهم مازالوا يتواصلون بها، بينما رأى بعض
الشباب أنها لم تختف ولكنها تطورت مع الزمن، ورأى آخرون أن ذلك راجع إلى
موروث قديم لدينا وهو أن من واجب الضيافة والكرم أن نحدث كل شخص بلهجته،
فإذا كنا نتكلم مع لبناني فيجب أن نستخدم اللهجة اللبنانية وليس
الإماراتية، وهو ربما من الأسباب التي أدت إلى اختفائها، بينما رأى البعض
الآخر أنها في خطر مثلها مثل اللغة العربية .
وتوضح أنه من الأسباب التي اكتشفنها وأدت إلى اختفاء اللهجة
الإماراتية واندثار بعض الكلمات هو بعد الجيل الحالي عن الجيل القديم
وافتقاد المعاني الجميلة لبيت العائلة الذي كان يتجمع فيه كل أفراد الأسرة
كبيرها وصغيرها يتحاورون . وترى أنه لا يوجد منهج دراسي يعلمهم كيفية
الحفاظ على التراث الإماراتي، لذلك كان الفيلم هو توعية للشباب بأهمية
التمسك بالتراث الذي يعتبر جزءاً من هويتهم .
وعن الصعوبات التي واجهتهن أثناء تصوير الفيلم، تقول إيمان آل علي
الطالبة في نفس السنة والمسؤولة عن التصوير: كنا نقوم بتصوير مجموعة كبيرة
من كبار السن والتعامل معهم يتسم ببعض الصعوبة، خاصة أنهم يرتبكون عندما
يرون الكاميرا وفي أحيان كثيرة يخرجون عن الموضوع ولا نستطيع أن نوقفهم .
واستغرق التصوير عشرة أيام وكنا نرتب العمل بحيث نقوم بتصوير ثلاثة أو
أربعة أشخاص يومياً .
تضيف: الفيلم يوصل رسالة مهمة للمجتمع الإماراتي وهي ضرورة الحفاظ على
اللهجة الإماراتية، ونادراً ما نجد أفلاماً وثائقية تتحدث عن اللهجة أكثر
من اللغة العربية، وهناك فريق كبير ممن أجرينا معهم مقابلات لا يعرفون
الفرق بين اللهجة الإماراتية واللغة العربية، واللهجة الإماراتية تتغير من
إمارة إلى أخرى، وكنا نستعين بمرجع قديم عن اللهجة الإماراتية في مواجهة من
أجرينا معهم المقابلات لنعرف كيف تطورت الكلمات أو جرى استخدامها بطريقة
خطأ .
كان تسجيل الصوت وتحريره مهمة الطالبة كوثر بن نتوف زميلتهما في نفس
السنة الدراسية، وتقول: كنت أقوم بتسجيل الصوت أثناء التصوير ولم تستغرق
التعديلات التي أجريت على الفيلم أكثر من ساعتين، بينما كانت المشكلة
الرئيسة في التصوير الخارجي الذي كان يتطلب دقة للصوت وكانت أصوات السيارات
والطائرات توقف التصوير، وكنا نتغلب على ذلك باستخدام ميكروفون عازل للصوت،
وأقوم بتركيبه على ملابس الشخص الذي أجري معه المقابلة بحيث يكون قريباً من
فمه حتى لا تتداخل عليه أصوات أخرى .
تضيف: العمل خرج في النهاية بشكل جميل، فلم تبخل إحدانا في تقديم
المشورة والدعم للأخرى في كل مراحل العمل حتى ظهر في أجمل صورة، وشارك
الفيلم أيضاً في عديد من المهرجانات ومنها مهرجان الخليج السينمائي ومهرجان
رأس الخيمة، وهو جرس إنذار للاهتمام باللهجة الإماراتية .
فيلم “سئيد” سيناريو وإخراج الطالب مروان الحمادي في السنة الثالثة في
كلية الإعلام بتقنية دبي . ويقول: الفيلم مدته دقيقتان ويناقش قضية مطروحة
بشدة في المجتمع الإماراتي وهي زواج الشاب الإماراتي بغير مواطنة، والنتيجة
هي معاناة الأبناء، والفيلم يدور حول “سئيد” شاب في منتصف العشرينات، هو
ثمرة زواج أب مواطن من أم آسيوية، والشاب اسمه الأصلي سعيد لكن الأم لا
تستطيع إخراج الحروف بطريقة صحيحة وكما هي في العربية فتنطق الاسم “سئيد”
مما يتسبب له في إحراج كبير .
يضيف: الفيلم يدور حول ثلاثة أشخاص الأم والابن وزميله في العمل، وجرى
تصويره داخل المستشفى الكندي في دبي، ويدور حول موقف محوره أن الأم مريضة
وسعيد يصطحبها إلى الطبيب وأثناء تواجدهما في المستشفى، الأم تقف مع
الممرضة لملء بعض البيانات وتتحدث معها بطلاقة بلغة بلدها، يقابل سعيد
زميله عن مدخل المستشفى وهو واقف مع أمه ويستفسر منه عن سبب وجوده ويقول
للأم ألف سلامة وترد عليه بلغة عربية ركيكة فيتعجب الزميل، وفي نفس الوقت
يراها وهي تتحدث مع الممرضة فيخبره الابن بأنها الخادمة .
وعن الرسالة التي يتضمنها العمل، يقول الحمادي: يحمل الفيلم رسالة
مهمة وهي أن جنسية الشخص لا تهم ولكن المهم هو من يكون، ومن الضروري كسر
هذه النظرة السيئة التي ينظر بها لابن الأجنبية ومعاملته كشخص طبيعي في
المجتمع .
يضيف: استغرق التصوير 6 ساعات في يوم واحد والفيلم قصير جداً وهو أصعب
بكثير من كتابة فيلم طويل لأن الثانية الواحدة تحدث فارقاً في العمل وقمت
بدور المخرج والكاتب والمونتير، وقام بالتصوير زميلي الطالب محمد السويدان،
وأبطال الفيلم صديقان لي أحدهما قام بدور سعيد والآخر بدور زميله، وموظفة
آسيوية في إدارة الكلية قامت بدور الأم . وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي
يشارك فيها الفيلم في مهرجان سينمائي .
محمد يوسف طالب في السنة الثالثة في كلية الإعلام والتصميم بكلية
تقنية دبي ومخرج وصاحب فكرة فيلم “الأمل المقيد” يقول: الفيلم وثائقي ولكنه
يختلف عن معظم الأفلام الوثائقية التي تأخذ شكل التعليقات على لسان أشخاص،
قصته لها بداية ونهاية وحبكة درامية، ومدته 12 دقيقة و19 ثانية . وقصة
الفيلم عن شاب وفتاة ابني عم تربيا معاً وولدت بينهما مشاعر راقية وعندما
كبرا تقدم الشاب لخطبة الفتاة ووافق الأهل وقبل الاستعداد للزواج نصح أحد
الأقارب الشاب بإجراء فحوص ما قبل الزواج . واستمع الشاب لنصيحته وبالفعل
توجه بصحبة خطيبته لإجراء الفحوص الطبية، وعندها فوجئا بأنهما يحملان جيناً
وراثياً لمرض معين ومن الممكن أن ينتقل لأبنائهما في المستقبل، وبعد حالة
الضيق التي انتابتهما لفترة، قررا أن يكملا الزواج وفي النهاية أنجبا طفلاً
اسمه خالد يحمل المرض، لكنهما أحسنا تربيته وأصبح عضواً فاعلاً في المجتمع
ولم تقف إعاقته حائلا أمام تفوقه .
يقول: ليس الهدف من الفيلم هو عدم الاهتمام بفحوص ما قبل الزواج،
ولكنه رسالة لمن أهملوه وتسببوا في إعاقة أبنائهم، وتذكير بأن الإعاقة
الناتجة عن زواج الأقارب ليست عائقاً أمام تربية الأبناء وإشراكهم في
المجتمع وممارستهم للهوايات .
يضيف: اشترك معي في صناعة الفيلم زميلي محمد السويدان وتولى التصوير
وطالبان آخران قاما بإعداد بحث طبي حول الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج
الأقارب، وعندما بدأنا تصوير الفيلم كان من المفترض أننا سنستعين بشاب
وفتاة لبطولته ولكن لضيق الوقت أمامنا والذي استغرق شهرين فقط، اضطررنا أن
نغير الفكرة ونلجأ إلى رسم الشخصيات، واستعنت بطفل من العائلة وتم تصوير
الفيلم وهو يجلس تحت الحديقة في منزله ويرسم الأب والأم ويقوم بالتحدث وسرد
القصة بالنيابة عنهما وفي بداية التصوير لم يكن يظهر غير يده وهو يرسم وفي
النهاية ظهر وجهه وهو يقول إنه هو الطفل الذي كان ثمرة زواج الأب والأم
القريبين .
ويشير إلى الاستعانة بثلاث شخصيات حقيقية في الفيلم، يحمل كل منها
رمزاً، ففضيلة الشيخ عبد الله موسى، وهو كاتب عدل وخبير استشاري في شؤون
الأسرة، يمثل بذرة الإيمان وظهر في بداية الفيلم يتحدث عن كيفية اختيار
الزوج والزوجة والمواصفات المطلوبة في كل منهما، ثم ظهر في وسط يتحدث عن
كيفية اختيار الإنسان السوي عند الزواج، ثم في النهاية الفيلم تحدث عن
الإيمان بالقضاء والقدر .
وعن فكرة الفيلم يقول: جاءتني منذ كنت في المرحلة الثانوية وكنت أتدرب
في الصيف في مركز الثلاسيميا وتعرفت وقتها إلى عدة أشخاص حاملين للمرض
لكنهم متفوقون ومتميزون في عملهم، فالمريض الذي استعنا به في الفيلم يكمل
دراساته العليا ويعمل في وظيفة مرموقة ويمارس هواية التزلج كأي شخص عادي .
ويشير إلى أن الفيلم حصل على جائزتين من قبل، هما جائزة المركز الثاني
في مسابقة حبيب آل رضا على مستوى الجامعات الحكومية عن فئة الأفلام
الوثائقية، وجائزة المركز الأول في المهرجان السينمائي الأول للطلاب في
كلية دبي .
الخليج الإماراتية في
15/10/2011
فيلمان بالأبعاد الثلاثية في "عروض السينما
العالمية"
أبوظبي - فدوى إبراهيم:
تتميز دورة هذا العام بوجود فيلمين بتقنية الأبعاد الثلاثية ضمن
برنامج “عروض السينما العالمية”، والفيلمان وثائقيان هما “كهف الأحلام
المنسية” للمخرج فيرنر هيرتسوغ، و”بينا” للمخرج فيم فندرز . والأخير هو
فيلم إنتاج ألماني فرنسي، بإخراج ألماني، ويعتبره مخرجه تحية تقدير إلى
الراحلة مصممة الرقصات بينا باوش، وهي المصممة الكوريغرافية الأكثر إبداعاً
في عالم الرقص المعاصر . ويستخدم المخرج الرقص في الفيلم لإدخال البهجة الى
النفوس، كما يعد استخدامه لتقنية الأبعاد الثلاثية تحية إلى مصممة الرقصات
بشكل متميز، وعرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي . أما فيلم “كهف
الاحلام المنسية”، الذي عرض في مهرجان تورنتو السينمائي، فهو إنتاج امريكي
فرنسي، ويحاول المخرج من خلاله أن يصحب المشاهد في رحلة تخطف الأنفاس عبر
الزمن الذي بدأ فيه الفن، ويعد المخرج أول سينمائي يحصل على تصريح للدخول
الى أقدم كهف معروف يضم رسوماً على الجدران في العالم، ويوظف المخرج تقنية
السينما الأبعاد الثلاثية لكي يبث الحياة في تفاصيل هذا الكنز الارثيولوجي،
كما توفر الرسوم الضاربة جذورها في 32 ألف سنة في التاريخ أرضية خصبة
للتفكر على نحو عميق وغالباً مرح في حاجتنا الاولية إلى ايصال تجربتنا
الانسانية . وينافس الفيلمان ضمن 25 فيلماً من “عروض السينما العالمية”،
وتعد الأفلام من أبرز الأعمال الحديثة من أنحاء العالم، ويفوز أفضلها
بجائزة جمهور مهرجان ابوظبي السينمائي وقيمتها 50 ألف دولار يتقاسمها
المنتج 30 ألف دولار ووكيل مبيعات الفيلم في العالم أو موزعه المحلي 20 ألف
دولار، وتضم العروض افلاماً وثائقية وروائية .
ويقول انتشال التميمي، المبرمج الرئيسي للمهرجان، عن وجود هذه
التقنية، وما إذا كان يعبر عن توجه سينمائي جديد للمهرجان: “ان هناك دائماً
في المهرجان ما هو مميز وجديد، لكننا عادة ما نركز في اختيارنا للأفلام على
المضامين، لا على التقنيات التي تتقدم بها تلك الافلام، إلا أن ذلك لا يمنع
وجود الشكل والمضمون المتميز، وهذا ما وجدناه في الافلام الثلاثية الأبعاد
المتقدمة للمهرجان، ويعد تضمين المهرجان لهذا العام افلاماً من هذا النوع
فرصة حقيقية لحضور أشكال سينمائية فنية للمهرجان، كما انه فرصة جيدة لصناع
السينما العرب لمشاهدة تلك التقنيات والاستفادة منها، وفي ما يخص فيلم
“بينا” فإنه صادف ان يكون ثلاثي الأبعاد، لأنه في الحقيقة فيلم متميز
مضموناً بغض النظر عن الشكل الفني له، حيث بذل مخرجه الجهد الكبير ليخرجه
بالشكل الذي سوف يشاهده الجمهور عليه بشكل فني متميز” . وحول ما إذا كان
المهرجان سيخصص في دورته المقبلة فئة للأفلام الثلاثية الأبعاد، قال
التميمي: “لا أعتقد أن المهرجان يسير بهذا الاتجاه، لأن التركيز على
المضامين هو القيمة الاكبر للمهرجان، لكن قد تحدث بعض التغييرات التي
دائماً نسعى لأن تكون في مصلحته” . وحول أهمية الافلام الوثائقية خاصة انها
هذا العام تحظى باهتمام اكبر في المهرجان وخصص لها فئات وجوائز عدة يقول
التميمي: “ان الافلام الوثائقية اصبحت في مهرجان أبوظبي من المواد الدسمة
لجمهوره، حيث إن الحضور للأفلام الوثائقية قارب الحضور للأفلام الروائية
التي غالباً ما كانت الاكثر جذباً للجمهور في دورة العام الماضي” .
فعاليات خاصة
ضمن برنامج فعاليات خاصة، يقدم المهرجان اليوم حلقة تخصصية مع المخرج
الموريتاني عبد الرحمن سيساكو الساعة الحادية عشرة صباحاً في قاعة الصقر في
فندق “فيرمونت” وضمن برنامج “يوم العائلة” يقدم المهرجان عروض أفلام
وبرنامج أفلام سويدية قصيرة للأولاد، وأنشطة حرة، وعروضاً حية، وفيلم “رحلة
إلى القمر” ضمن اليوم الذي يكرسه مهرجان أبوظبي السينمائي للعائلة بأسرها
وذلك في مركز المارينا مول في تمام الواحدة ظهراً، وفي قاعة الصقر ايضاً
تقدم حلقة تخصصية مع الفريق الموسيقي “إير” حيث يناقش ثنائي “آير” عمله على
سينما صوفيا كوبولا وأيضاً على إحدى أبرز التحف في تاريخ السينما، وهو
يقدّم بالمشاركة مع السفارة الفرنسية في أبوظبي، أما في صالات فوكس في
المارينا مول، فيقدّم سيرج برومبيرغ، وهو مؤرخ سينمائي وفنان استعراض يعمل
وفقاً لتقاليد جورج ميلييس نفسه، يقدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط واحداً
من برنامجه المشهور “أنقذ من النيران”، الذي يقدم فيه أفلاماً نجت في
اللحظة الأخيرة من الدمار ومجموعة من الأفلام التي “أنقذت من النيران”.
الخليج الإماراتية في
15/10/2011
عروض وبرامج مميزة في اليوم
الثالث
“في
أحضان أمي” يوحد أطياف
العراق
أبوظبي - مصطفى جندي:
تستمر اليوم فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي التي تقام في عدد من
الأماكن على امتداد العاصمة، ففي الساعة 45 .5 مساء في مسرح أبوظبي سيكون
عشاق الفن السابع على موعد لمشاهدة فيلم أثار الكثير من اللغط والنقاشات
حول الفكرة الجديدة التي خرج بها مخرجه الروماني رادو ميهاليان وهو فيلم
“نبع النساء” .
ففي الوقت الذي علا به سوط الرجل فوق رأس المرأة ظلماً وقمعاً
وتجبراً، حسب الأحداث، لم تعدم المرأة الحيلة للوقوف في وجه هذا الظلم،
فكان أن أعلنت نساء إحدى القرى التي لم يحدد المخرج ملامحها أو مكانها
إضرابهن، لكن المشكلة ليست بالإضراب بل بنوعه، فهو تجربة جريئة رائدة بكل
معنى الكلمة يقدمها الروماني في هذا الفيلم، تضمن للمشاهد ما يقارب
الساعتين من المتعة البصرية الممزوجة بروح الفكاهة المولودة من رحم الألم .
وفي هذه الدورة لن يحرم معجبو الشقيقين محمد وعطية الدراجي من متعة
مشاهدة ابداعاتهما فبعد “ابن بابل” ذلك الفيلم الذي حظي بإعجاب الكثيرين،
يعود المخرجان الشابان ليعملا معاً ويقدما لنا “فرجة” إنسانية بنكهة الشاي
العراقي، محملة برائحة دجلة والفرات الجريحين حالهما حال العراق وأهله،
فيدخل الأخوان دراجي أحد البيوت العراقية الفقيرة التي لقيت ما لقيت من
ويلات الحرب حالها حال بيوت العراق كلها، بيت اتحد فيه العراق بكل أطيافه
على شكل ما يزيد عن الثلاثين طفلاً يروي كل منهم حكايته التي جعلت منه
رجلاً لم يبلغ الحُلم بعد، في هذا الفيلم وعنوانه “في أحضان أمي” الذي كان
لمنحة “سند” الدور الكبير في إنتاجه يغوص الأخوان دراجي، في بلد شقيق مزقته
الحروب، وغزاه الفقر، لكن الحياة ما زالت تلمع في عيون أطفاله، فيلم سيتمكن
الجمهور من مشاهدته في الساعة 45 .6 مساء في سينما المارينا مول .
وكحال فيلم الأخوين دراجي، يبقى الطفل هو العنصر البطل في فيلم “لاكي”
للإنجليزي آفي لوثرا، ففي السادسة والنصف في سينما المارينا مول تعرض
النسخة المطولة من فيلم “لاكي” بعد أن كان المخرج قدم النسخة القصيرة لهذا
الفيلم منذ ست .
أما المخرجة الاسكتلندية ليني رامسي فتطل علينا من خلال فيلمها “يجب
أن نتحدث عن كيفن” هذا الفيلم الذي حظي بإعجاب النقاد لدى عرضه في مهرجان
“كان” في دورته الماضية، تحكي لنا رامسي قصة أم أصابها العجز الكامل وباتت
تعيش في دوامة من الإحباط بعد الجريمة التي قام بها ابنها، لتحاول وبشكل
يائس الخروج من هذه الأزمة من خلال نقاش عقيم مع زوج فقد دوره المهم في
الحفاظ على الأسرة من الانهيار، هذا الفيلم يعرض في تمام الساعة التاسعة في
سينما المارينا المول .
أما مسك الختام لهذا اليوم، فيلم نهاية السهرة فهو “عن الشرطة
والأطفال” للمخرج الفرنسي مايوان الذي يعرض الساعة التاسعة والربع في سينما
المارينا مول أيضاً، وعلى ما يبدو أن الجهة المنظمة للمهرجان وفقت بشكل
كبير في هذا الفيلم من حيث النوعية ووقت العرض، فهو بحق فيلم يستحق أن يختم
المرء به يومه، ويأتي ذلك من القصة المشوقة التي يرويها الفيلم عن المعاناة
النفسية التي يعيشها رجال الشرطة من خلال تعاملهم اليومي مع شتى أنواع
المجرمين .
الخليج الإماراتية في
15/10/2011
ندوة تناقش واقع صناعة السينما في
أبوظبي
العتيبة: "ظل البحر" ظهر بجهود الشباب
الإماراتي
أبوظبي - مصطفى جندي:
أكد محمد العتيبة، رئيس “إيمج نيشن” أن فيلم “ظل البحر” الذي أنتجته
تم بجهود محلية، وأن الكوادر التي كانت خلف الكاميرات هي كوادر إماراتية
شابة . جاء ذلك خلال ندوة حوارية أمس بعنوان “صناعة السينما في أبوظبي”،
تحدث فيها، بالإضافة إلى العتيبة، كل من ديفيد سيبرد، مدير لجنة أبوظبي
للأفلام، ووين بروغ، الرئيس التشغيلي ونائب الرئيس التنفيذي لتوفور ،54
وماري بيار ماسيا، مدير التطوير في منحة “سند” .
أضاف العتيبة: “وفرنا الفرصة للمواهب الجديدة ليكونوا جزءاً فاعلاً في
تجربة فيلم “ظل البحر”، ولدينا فيلم آخر سيتم إنتاجه العام المقبل، وهو
فيلم من فئة أفلام الرعب، وسنفتح خلاله الباب على مصراعيه للمواهب
الإماراتية الشابة للانضمام إلى فريق العمل، وهذا الأمر هو ضمن سياساتنا
الهادفة إلى بناء قدرات محلية قادرة على دعم هذه الصناعة، ونسعى خلال الخمس
سنوات المقبلة إلى تغذية صناعة السينما بالدولة بكوادر بشرية متميزة،
وتوفير فرص العمل لصانعي الأفلام كي يشعروا بأنهم قادرون على جني لقمة
العيش والإبداع من خلال احتراف هذا النوع من الأعمال” .
وأشار العتيبة إلى أن شركة “إيمج نيشن” تنقسم إلى قسمين الأول هو
“إيمج نيشن الدولية”، والثاني هو “إيمج نيشن أبوظبي”، واضاف: “الشركة
الدولية تركز على شركاء من مختلف بلدان العالم، فلدينا شركاء من سنغافورة
ومن الولايات المتحدة الأمريكية، أما “إيمج نيشن أبوظبي” فهي تدعم صناعة
الأفلام في الإمارات، وتقدم الفرص للمواهب الناشئة في الدولة ليكونوا جزءاً
من هذه الصناعة، وبالإضافة إلى ما أنتجناه، وما نعمل على انتاجه سنقوم في
بداية الشهر المقبل بالإعلان عن مسابقة للأفلام القصيرة لنشرح للشباب ماذا
يعني أن يكونوا جزءاً من هذه الصناعة، وللاستفادة من مواهبهم، وتقديم الفرص
لهم” .
وعن تطوير صناعة السينما في الدولة، قال وين بورغ: “لتحقيق هذا الهدف
نحتاج إلى المرافق الضرورية اللازمة لتأسيس صناعة سينما هنا، ونعمل على ذلك
في هذا الوقت ونسعى للانضمام إلى السوق، ونعمل على بناء إرث وأساس لصناعة
جديدة، وتشجيع الهيئات على تقديم عمل مستدام في هذا المجال على المدى
الطويل”، وأكد بورغ أنهم في “توفور 54” يعملون على معالجة كل العناصر التي
تتضمنها صناعة السينما كالتمويل وكتابة السيناريو، وتوفير المواهب اللازمة
وصقلها من خلال عدد من البرامج كبرنامج مختبر إبداعي وهو برنامج يساعد
المواهب على دخول بوابة صناعة السينما .
وعن الدور الذي تلعبه لجنة أفلام أبوظبي في النهضة السينمائية التي
تشهدها الدولة أجاب ديفيد شيبر: “أنشئت لجنة أبوظبي للأفلام من قبل هيئة
أبوظبي للثقافة والتراث، وذلك من أجل توفير الدعم للإنتاج السينمائي، هذه
المبادرة تعد من أهم المبادرات لتطوير وصناعة الأفلام في المنطقة، فمن خلال
اللجنة كان من المنطقي العمل بحسب الإمكانات لتطوير الإنتاج السينمائي
ونتعاون مع الجميع لتقديم ما هو أفضل ونلاحظ خلال السنتين الأخيرتين
التغييرات الكبيرة التي حصلت في هذا المجال” .
وأكدت ماري بيار أن منحة “سند” تمكنت من تحقيق نتائج مرضية، وتقول:
“من خلال إعطاء هذه المنحة لمرحلة ما بعد الإنتاج، فإن الإمارات تعمل في
مجال الإنتاج المشترك، خلال عام واحد تمكنا من تحقيق نتائج مرضية، فأحد
الأفلام التي دعمناها هو فيلم لليلى كيلاني بعنوان “الحافة” . وهو من إنتاج
مغربي فرنسي إماراتي، وحصل على جائزة في مهرجان “كان” السينمائي، كما يعد
فيلم “فوزي بن سعيد” من الدلائل على العمل المشترك، وعرض في مهرجان تورنتو
وسيعرض ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبي السينمائي لهذا العام” .
الخليج الإماراتية في
15/10/2011 |