يبدو أن هذه الدورة من مهرجان فينيسيا السينمائي ستشهد منافسة شديدة
بين 22 فيلما اختارها ماركو موللر وفريقه من بين عدة مئات من الأفلام تقدمت
للمهرجان. والواضح أيضا أن هذه الدورة هي الأضخم من حيث عدد الأفلام
المشاركة منذ سنوات بعيدة، فعادة لا يتجاوز عدد الأفلام في كل البرامج 90من
80 إلى فيلما، ولكن هذا العام يصل عددها الى أكثر من 130 فيلما، ونحن نتكلم
عن الأفلام الطويلة، سواء التسجيلية أو الروائية، أما الأفلام القصيرة
فتضيف عددا إضافيا الى أفلام المهرجان بالطبع.
زيادة عدد الأفلام أدى إلى بعض التعديلات الجوهرية في برمجة العروض،
فعلى سبيل المثال ألغيت العروض الخاصة بالصحافة اليومية التي كانت تقام في
قاعة "بيرلا" المريحة نسبيا قياسا الى قاعة "دارسينا" التي تم تجهيزها منذ
سنوات كقاعة مؤقتة، لكنها أصبحت دائمى بعد ذلك علما بأنها أنشئت كخيمة ذات
أعمدة مرتفعة وجهزت بأجهزة تكييف الهواء المركزي، وشاشة عملاقة قد تعجب
الكثيرين، لكن الرغبة في جعلها تستوعب عددا يصل الى ألفي شخص أدى إلى وضع
المقاعد بطريقة مرهقة كثيرا بحيث تصبح مشاهدة الأفلام التي تعرض للنقاد
والصحفيين يوميا بشكل متالي أمرا شديد الإرهاق.
وأدت برمجة عدد كبير من الأفلام للعرض في قاعات محدود العدد والسعة،
من بين ما أدت أيضا، إلى تداخل بعض العروض الهامة، فهناك أفلام مهمة لا
يمكن للمرء مشاهدتها الا إذا تخلى عن النصف ساعة الأخيرة من فيلم آخر مهم
يتعين مشاهدته، وهكذا.
هذا الطموح لتقديم دورة دسمة ربما يأتي متزامنا مع كونها الدورة
الأخيرة (عمليا) لمدير المهرجان ماركو موللر الذي يختتم عامه الثامن في هذا
الموقع وربما لن يتم تجديد عقده مرة أخرى.
وقد أراد موللر أن يأتي أيضا بأكبر عدد من النجوم والمشاهير في عالم
السينما وما يحيط بها، فاختار فيلم الافتتاح للنجم الأمريكي الشهير جورج
كلوني، تمثيلا واخراجا، وهو فيلم "منتصف مارس" The
Ides of Marchوهو
أيضا الفيلم الرابع الذي يخرجه كلوني. وكان المهرجان قد افتتح في 2005
بفيلمه السابق وهو فيلم "ليلة طيبة.. وحظا سعيدا" Good
Night and Good Luck الذي رشح بعدها لعدد من جوائز الأوسكار.
ويتمتع كلوني الذي كان يرتبط بعلاقة عاطفية مع ممثلة ايطالية ثم انفصل
عنها في يناير الماضي، ويمتلك بيتا في ايطاليا كما أنه ينحدر أصلا من أصول
ايطالية، بشعبية كبيرة في ايطاليا. وقد حضر كلوني الى فينيسيا وحضر مع نجوم
فيلمه باستثناء بطله ريان كوسلنج، مؤتمرا صحفيا صرح فيه بأنه لا يعتبر
فيلمه الجديد الذي أفتتح به المهرجان، فيلما سياسيا بل عمل أخلاقي على غرار
فيلم "وول ستريت" (لأوليفر ستون).
ولا أعرف شخصيا لماذا اختار كلوني لفيلمه ذلك العنوان الذي لا معنى
له، فكل ما يعنيه باللاتينية "منتصف شهر مارس أي الخامس عشر من ذلك الشهر)
وهو في سياق الفيلم الذي يعالج موضوع الطموح الشخصي عندما يستبد بصاحبه
فيؤدي به الى خيانة كل مبادئه من أجل الصعود، لا يبدو ذو معنى مجازي أو
يحمل بعدا خاصا بل هو لا يزيد عن تاريخ الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي
ستجري في احدى الولايات والتي ستحسم نتيجة السباق التي يخوضها مرشح
ديمقراطي يدعى موريسون (جورج كلوني نفسه) أما مرشح جمهوري لا نراه بل نرى
مدير حملته الدعائية.
أما حملة موريسون فيقودها بول ويساعده ستيفن (ريان كوسلنج) الذي يقيم
علاقة غرامية مع سكرتيرة تعمل في الحملة ثم يكتشف أنها أقامت علاقة جنسية
مع المرشح الديمقراطية صاحب المباديء والمثل العليا التي يبشر الناخبين بها،
كما يعرف أنها أصبحت حامل منه ثم سرعان ما تدفع أيضا حياتها بعد أن تنتحر
هربا من الضغوط الواقعة عليها ولكن هناك أيضا اشارة الى أنها ربما تكون قد
قتلت عن طريق اعطائها جرعة زائدة من العقاقير المهدئة.
ويستغل ستيفن ما يعرفه ليس لكي يواجه المرشح الكاذب بكذبه وادعاءاته
بل يبتزه من أجل الحصول على منصب مدير الحملة الانتخابية بدلا من رئيسه
بول.
موضوع الفيلم ليس جديدا فهو يتعلق بالفساد الشخصي الذي قد يحيط ببعض
مرشحي الرئاسة الأمريكيين خصوصا الجانب الخاص، الأخلاقي الذي يتمثل في
اقامة علاقات جنسية خارج الزواج مع مرؤوسيهم (وهو ما يقيمه أيضا رؤساء مثل
بل كلينتون).. والفيلم نفسه تقليدي سواء في بنائه أو أسلوب اخراجه.
هذا فيلم يعتمد أساسا على الحوارات الطويلة، وعلى الأداء التمثيلي
الجيد من طاقم الممثلين جميعا خصوصا ريان كوسلنج. وأما بعد ذلك، فيبدو
الفيلم بطيئا في ايقاعه العام، يمتليء بالمشاهد التي يمكن توقعها سلفا،
وبالشخصيات النمطية (شخصية مدير دعاية المرشح الجمهوري بسلوكه النفعي
ولامبالاته الا بمصلحته الشخصية)، السكرتيرة الشقراء التي تريد ربما أن
تصعد فتقوم باغواء صاحبنا كوسلنج، ثم نعرف أنها تقيم علاقة جنسية مع المرشح
الديمقراطي نفسه، وحاكم ولاية من الولايات الأساسية الذي لا يمانع في
التحالف مع أي من المرشحين في حالة ترشيحه كنائب للرئيس!
ويبدو الفيلم أيضا شديد الاغراق في تفاصيل محلية أمريكية تتعلق
بالحملات الانتخابية الدعائية (هناك مشاهد كبيرة في الفيلم لاجتماعات
جماهيرية يخطب فيها المرشح وسط تهليل الجمهور الساذج الذي تخدعه الشعارات
الجوفاء أو التي نعرف نحن أنها كاذبة).
هذا الفيلم يشارك في المسابقة ضمن خمسة أفلام أمريكية تتسابق هذا
العام في فينيسيا، وكونه وضع في الافتتاح يعد نوعا من التفرقة بينه وبين
غيره من الأفلام بل ويضعف أيضا من فرصته في الحصر على إحدى الجوائز الكبرى
بسبب تفادي لجان التحكيم عادة، فيلم الافتتاح حتى لا تتهم بالانحياز للعمل
الذي يحظى بتلك المعاملة الخاصة. فالتفضيل هنا قد ينعكس على صاحبه سلبا!
في المسابقة أيضا أفلام لبولانسكي وكروننبرج وأندريا أرنولد وفرنشيسكا
مازيلي (ولحسن الحظ ليس فيها فيلم لعباس كياروستامي حتى يرحمنا قليلا من
سطوة عبقريته، وهو رأي أعرف أنه قد يغضب بعض الأصدقاء)!
عين على السينما في
03/09/2011
"مذبحة" بولانسكي في مهرجان فينيسيا بدون دماء!
أمير العمري- فينيسيا
عرض فيلم "مذبحة" لرومان بولانسكي في المهرجان (انتاج فرنسي ناطق
بالانجليزية بطاقم تمثيل مختلط: أمريكيان وانجليزية ونمساوي).. ولكن
بولانسكي نفسه لم يتمكن من الحضور إلى المهرجان. والسبب: نصيحة من محاميه
بأنه إذا ذهب إلى فينيسيا فهناك اتحتمال أن تطلب السلطات الأمريكية من
نظيرتها الإيطالية القبض عليهع وترحيله بموجب الاتفاق الموقع بين البلدين
بخصوص تسليم المتهمين المطلوبين للعدالة. وطبعا العالم كله يعرف القضية
التي مر عليها أكثر من ثلاثيت عاما والتي لاتزال تحلق فوق رأس بولانسكي
المقيم في فرنسا لا يمكنه مغادرتها.
"مذبحة" فيلم بدون دماء على العكس من معظم أفلام بولانسكي التي صنعت
شهرته، وأشهرها على سبيل المثال "قتلة مصاصي الدماء" و"الحي الصيني"
و"ماكبث". لكنه مليء بالعنف غير المباشر.. العنف اللفظي الذي يكشف عن عنف
داخلي كامن تحت القشرة السطحية أو تلك الأقنعة المزيفة التي يضعها أبناء
الطبقة الوسطى الأمريكية فوق وجوههم.
الفيلم حاليا يعد أكثر أفلام المهرجان نجاحا جماهيريا ونقديا. فقد
استقبل استقبالا إيجابيا بعد أن استمتع الجمهور بحبكته وذكاء إدارة
الممثلين وحواره الذي يفجر الضحكات، وإن كان الضحك هنا، في هذا النوع من
"الكوميديا السوداء" كما يمكن أن نكطلق علي هذا الفيلم، هو ضحك كالبكاء
باستخدام تعبير المتنبي في بيته الشهير!
فيلم "مذبحة" مقتبس مباشرة من مسرحية شهيرة تحمل عنوان "رب المذبحة"
من تأليف الكاتبة الفرنسية ياسمينا رزا
Yasmina Rezaوهي
يهودية من أب إيراني وأم مجرية، وقد ولدت ونشأت في باريس وكتبت عددا من
المسرحيات والروايات كما عملت لفترة بالتمثيل في التليفزيون. وقد عرضت
مسرحيتها في باريس في 2008، ثم انتقلت الى لندن ونيويورك وحققت نجاحا باهرا
وحصلت على عدد من الجوائز.
ولكن رغم أن شخصيات المسرحية (وهم أربع شخصيات فقط) هي شخصيات فرنسية،
وحوارها بالفرنسية بالطبع، فقد ترجمت للانجليزية وأصبحت بالتالي توفر أساسا
درميا جاهزا للاستخدام في السينما.
مسرحي سينمائي
نحن إذن أمام فيلم مسرحي من الطراز الأول. من لا يحب أن يشاهد عملا
مسرحيا تماما على شاشة السينما ربما لن يكون –كما هو الحال مثلي- من
المعجبين كثيرا بهذا الفيلم رغم إعجابي بالكثير من جوانبه الفنية.
اختار بولانسكي أن يصور الفيلم في زمنه الحقيقي أي في 79 دقيقة هي
الزمن الذي تستغرقه المواجهة بين الشخصيات الأربع: الثنائي الأول بنيلوب
وزوجها مايكل لونج ستريت، والثنائي الثاني: آلن ونانسي كوان. وهذا اللقاء
الغريب الذي يحدث في شقة الثنائي الأول في نيويورك (طبيعي أن الإيهام بوجود
الشقة في نيويورك جزء من اللعبة لأن بولانسكي لا يمكن أن يصور فيلمه في
نيويورك بالطبع) يأتي بعد أن اعتدى ابن الثنائي الثاني على ابن الثنائي
الأول في حديقة عامة بالمدينة وتسبب في اصابة الطفل الثاني ببعض الجروح
والكدمات.
أولياء أمور الطفلين يتواجهان في مناقشة تطول وتمتد وتتحول من الأسلوب
اللبق المتحضر إلى التوتر، وتتخللها فترات لاحتساء القهوة، وأحاديث صاخبة
حول مفهوم الطفولة وحقوق الانسان ورعاية الحيوان ثم تتوتر الأجواء بعد أن
تقذف السيدة نانسي بما في جوفها فجأة على كتب الفن التي تعتز بها ربة
المنزل السيدة لونج ستريت.
ومع الانتقال من القهوة الى الويسكي، يتصاعد الحوار أكثر ويصبح أكثر
التهابا وتنقشع القشرة الخارجية لكي يتحول الجميع ضد لبعضهم البعض، بل
ويتحول الزوجان للسخرية من زوجتيهما والعكس بالعكس، مما يكشف عن هشاشة
العلاقات الزوجية وزيفها الخارجي وقابليتها للانكسار عند حدوث أول أزمة
حقيقية أو مواجهة "حقيقية" مع الآخر.
ورغم أمريكية الشخصيات إلا أن هذا النوع من الثنائيات الزوجية يمكن
لأي متفرج في العالم من الطبقة الوسطى، أن يتعرف على الكثير مما في ذاته
منها، وبالتالي يتفاعل معها، كما لو أن السخرية التي تصل الى درجة العبث في
الكثير من المشاهد، تساهم في تقريب الموضوع بكل جوانبه، من المشاهدين..
فكأنما المشاهد يضحك من نفسه، من تصرفاته وسلوكياته، مما يخفيه ويخشى أن
يعلنه، ومما يمكن أن يكون كامنا في داخله ويخشى الافصاح عنه.
في سياق اشتعال الحوار بين الزوجين لونج ستريت تقول بنيلوب لزوجها
بحدة واستنكار: كيف يمكنك أن تكون بمثل هذه الصفاقة؟ فيكون رده عليها: هذه
ليست صقافة بل هي الحقيقة!
مباراة في التمثيل
ولعل الجانب الأكثر بروزا من الناحية الفنية في عمل من هذا النوع، أي
في فيلم من أفلام الحجرة، يدور في معظمه داخل حجرة الجلوس في شقة الزوجين
الأزلين كما أشرت، مع انتقال محدود تارة الى الحمام، وتارة أخرى الى الردهة
الخارجية لشقة.. لعل هذا الجانب يتركز هنا في الأداء التمثيلي للممثلين
الأربعة: جودي فوستر وكيت وينسليت وكريستوف فالتز وجون ريلي.
ولاشك أن هذا الأداء البارز الذي يعد بمثابة مباراة في التمثيل بين
هؤلاء الفطاحل الأربعة، يساهم في شد المتفرج الى مقعده طوال زمن الفيلم.
ولاشك كذلك أن العمل بأكمله شكل تحديا فنيا أمام بولانسكي الذي اعتاد
على ما يمكن أن نطلق عليه "الأفلام المفتوحة"، أي تلك التي تدور أحداثها في
أماكن مختلفة (راجع مثلا فيلمه السابق "الكاتب الشبح").. فهو هنا مضطر
للتفكير في كل جوانب الفيلم في نفس الوقت: زوايا التصوير، الحركة المحسوبة
بدقة داخل الديكور المحدود، متى يقطع من حجم الى آخر، ومتى ينتقل من اللقطة
القريبة الى اللقطة العامة، أو من اللقطة المتوسطة الى لقطة عامة.. كيف
يستفيد من طريقة توزيع الاكسسوارات في المكان، وهكذا، وهو ما أعتقد أنه قد
نجح فيه بدرجة كبيرة.
قد يكون هناك بعض التكرار أو الافراط في الحوار الذي يكرر الفكرة
نفسها خصوصا في الثالث الأخير من الفيلم، لكن العمل يبدو بشكل عام متوازنا،
متماسكا كبناء، وإن كنت أشك أنه سيلقى إقبالا من جانب الجمهور العريض خارج
محيط الجمهور النخبوي.
وبالمناسبة، هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها بولانسكي فيلما
مأخوذا عن مسرحيا، أو مسرحية سينمائية، فقد سبق له أن قدم عام 1994 فيلم
"الموت والمقصلة" بطولة سيجورني ويفر وبن كنجسلي عن مسرحية بالاسم نفسه من
تأليف أرييل دورفمان، عن العلاقة المعقدة بين الناشطة السياسية التي تعرضت
للتعذيب والشخص الذي كان يقوم بتعذيبها في المعتقل والذي يظهر لها كشبح
الآن. لكنه لم يكن من أفلام الحجرة رغم طابعه المسرحي.
عين على السينما في
03/09/2011
"صيف حارق" في مهرجان فينيسيا:
ذلك التلاعب الفرنسي المعتاد!
أمير العمري- مهرجان فينيسيا
جربنا الفيلم الفرنسي الأول في المسابقة وهو فيلم "صيف حارق"
Un Ete Brulant
(أو ذلك الصيف- حسب عنوانه بالانجليزية
That Summer)
للمخرج فيليب جاريل فوجدناه كما لو كان مقصودا لترسيخ الفكرة المترسخة عند
الكثيرين من مشاهدي السينما في العالم حاليا عن الأفلام الفرنسية، كونها
أفلاما مفتعلةـ مصنوعة صنعا لكي تلوك بعض الأفكار الغامضة المجردة دون أي
متعة، أفلام لا هم لها سوى أن تتحذلق كثيرا في الحوارات الطويلة التي
تمتليء بها والتي تريد أن تقول لنا أن أصحابها يعانون من فراغ قاتل هو سمة
الحياة في العصر الحالي (وهي بالطبع أكذوبة كبرى)..
أفلام تلعب على فكرة وجودية بعد انتهاء الفلسفة الوجودية نفسها من
العالم، تتردد فيها شعارات عن الحاجة إلى ثورة الطبقة العاملة التي لاتزال
تنتظرها فرنسا في نوع من الحنين الغريب إلى العودة أكثر من أربعين عاما إلى
الوراء، إلى انتفاضة 68 في فرنسا وأوروبا الغربية ضد "البورجوازية"،
وتحقيقها بعض المكاسب في مجال ترسيخ الحرية الجنسية وتطوير بعض المناهج
التعليمية، واستسلامها في غير ذلك أمام آلة الدولة الرأسمالية الاحتكارية
المتوحشة التي تمكنت من تأكيد سيطرتها ثم نجحت في ترويض فرسان انتفاضة 68
أنفسهم بحيث أصبحوا يصبون في نفس الوعاء العام (الاستغلالي) الذي كانوا قد
تمردوا عليه في الماضي!
غالبا يريد المخرج- المؤلف جاريل هنا أن يصور لنا ما علق بذاكرته عن
فترة شبابه عندما كان في العشرين من عمره، أي قبل انتفاضة مايو 68 في فرنسا
(هو من مواليد 1948)، وربم اكان يستعيد بعض ما خبره في تلك الفترة.. فترة
التمرد والقلق والبحث عن المعنى. لكن دون أن لنا زمن الأحداث، إذا جاز أن
هناك أحداث أصلا في هذا الفيلم، بل ويبدو اخراجه متناقضا مع مباديء الاخراج
الحديث للسينما، فهو يعجز عن تحريك الممثلين، كما يسقط منه الايقاع ويترهل،
ويفلت الأداء التمثيلي بحيث يبدو يصبح كما لو أن الممثلين الأربعة يؤدون
كيفما اتفق. وفي حين أراد هو أن يؤكد بعض المعاني المتعلقة بمعنى الصداقة
بين الرجال، والتضامن بين النساء، وجد الجمهور الكثير من المبالغات العديدة
التي تمتليء بها مشاهد فيلمه أقرب إلى الهزل فاستقبلها بضحكات السخرية!
فيلم "صيف حارق" يؤكد الفكرة المسبقة عن ولع السينمائيين الفرنسيين
(غير الموهوبين منهم بشكل خاص) بالثنائيات، وبالثرثرة، وبتصوير الجنس
والهوس الجنسي، ولكن بدون أي طعم، بل لمجرد أن يقال إن هذا مخرج متحرر من "التابو"،
يعبر بالجسد كما لو كان يخاطبنا بالكلمات.
والحقيقة أن الكلمات في هذا الفيلم كثيرة جدا، ولا شيء حقيقيا يحدث
لكي يثير شهيتنا لمعرفة شيء جديد لا نعرفه عن الثقافة الغربية، سوى أنها
تموت وتنتهي بعد أن أصبح الشباب لا يجد ما يفعله سوى التشبث بأوهام الفن..
والحب.
ولكن الحب الذي نراه ليس كالحب الذي نعرفه، فهو حب بلا روح.. يخون فيه
كل طرف الطرف الآخر ولو بالتواجد في الجانب الآخر.
فهناك ثنائيان من الشباب: ايطاليان (هما فيديريكو وأنجيل) وفرنسيان
(هما بول واليزابيث)، يلتقيان في باريس ثم يرحلان الى ايطاليا.. إلى روما..
حيث يقيمان في شقة فيديريكو الذي يوهم نفسه بأنه رسام، بينما يوهم بول نفسه
بأنه ممثل في حين أنه يحصل بصعوبة على أدوار ثانوية أحيانا.
وأما أنجيل (مونيكا بيلوتشي) فهي أيضا ممثلة ثانوية توهم نفسها بأن
النجومية في انتارها لمجرد قراءة مقال يشير الى دورها الثانوي بطريقة
غامضة، في أحد الأفلام. لطنها مطمع للرجال، بسبب أنوثتها المتفجرة، وهي
متزوجة من شاب في عمر ابنها، لكنها أيضا على استعداد للتجاوب مع كل من
يتقرب منها، بعد أن شعرت بأن فيديريكو أصبح أكثر اهتماما بصديقه الجديد بول
أكثر من اهتمامه معها. وبدأت اليزابيث أيضا تشعر بالوحدة لنفس السبب،
فأصبحت أقرب للتعاطف من أنجيل.. وأنجيل تقيم علاقات جنسية متعددة تنتقل
فيها من رجل ألى آخر، تحت وهم البحث عن الحب الحقيقي.. في حين يكتشف
فيديريكو فجأة أنه يحب أنجيل، وأنه يغير عليها أيضا، وبعد أن تهجره يشرع في
الانتحار، وتكاد اليزابيث تترك بول لكنه يقنعها بضرورة الوقوف الى جانب
صديقه في محنته، ثم سرعان ما تخبره أنها حامل منه..
فيديريكو لا ينجح في تجربة الانتحار التي يبدأ بها الفيلم ثم يعود في
فلاش باك طويل الى بداية العلاقية بين الثنائيين، من خلال بول الذي يروي
لنا الأحداث بصوته وكأنه صوت المخرج نفسه.. والنتيجة أننا أمام فيلم بدائي
فارغ أثار غضب النقاد في عرضه الخاص فقابلوه بصفير الاستهجان والرفض!
فيليب جاريل يركز كاميراه بشكل أساسي على جسد مونيكا بيلوتشي الذي
ربما لايزال يعتقد أنه يبدو مثيرا حتى بعد زيادتها الملحوظة في الوزن (47
سنة ولديها طفلتان من زوجها المخرج الفرنسي فنسنت كاسيل).
ومن اللقطة الأولى يصورها وهي ترقد عارية في الفراش تهمس همسات مغوية
تنادي شخصا لا نراه أي خارج الصور ة، ثم يصورها في مشهد آخر يستغرق أكثر من
8 دقائق، وهي ترقص رقصة إيروتيكية في مكان عام مع رجل يشاركها الرقص بما
يوحي بأنها ستقيم علاقة جسدية معه، وهو مشهد زائد لا معنى له سوى أن جاريل
يريد أن يبيع فيلمه بهذا النوع من المشاهد التي جاءت خارج السياق تماما،
ولكن هل هناك أصلا أي سياق
هذا هو السؤال الجوهري. فالفيلم يلف ويدور حول فكرة الفراغ والتشتت
وانعدام الرؤية، ولكن بطريقة تجعل الفيلم نفسه فارغا من المعنى، رغم كل ما
يتردد فيه من كلمات كبيرة عن الثورة والقيم البوجوازية والاستغلال والتمرد
والحرب والفن والحب.
ولكن ما نراه في هذا الفيلم عن الحب يجعلنا نعتقد أن الحب لابد أن
يكون شيء تافه لا معنى له أو لم يعد له معنى في عالمنا المعاصر.. فهل هذا
ما أراد الفيلم أن يوصله للمشاهدين؟!
لاشك أن هذا الفيلم ضل طريقه الى المسابقة الرسمية لمهرجان عريق..
لكنه الفيلم الوحيد الذي ضل الطريق على ما يبدو!
عين على السينما في
03/09/2011
"منهج خطير": في الجنون أم في علاجه؟
أمير العمري- فينيسيا
لاشك أن ديفيد كروننبرج يقدم لنا عملا رصينا متوازنا، في فيلمه "منهج
خطير"
A Dangerous Methodالمشارك في مسابقة مهرجان فينيسيا والمأخوذ
عن مسرحية الكاتب الانجليزي كريستوفر هامبتون "العلاج المتكلم"
The Talking Cure
نحن أمام ثلاثي شهير في عالم الطب النفسي: البروفيسور والعالم الكبير
سيجموند فرويد، وتلميذه الباحث والعالم المرموق فيما بعد كارل جوستاف يونج،
وسابينا شبيلرين.. اليهودية الروسية الشابة التي تصادف أنها كانت المريضة
الأولى التي يتعامل معها تلميذ فرويد، "يونج" ويقع في حبها ويقيم معها
علاقة حسية جارفة (رغم كونه متزوجا من زوجة ثرية)، قبل أن يوقف هذه العلاقة
بعد أن بدأ يتشكك في أنها قد تكون نتيجة خطة دبرتها سابينا، وما يتركه أثر
هذه العلاقة على سابينا نفسيا.
سابينا.. طالبة الطب.. التي جاءت كمريضة تعاني من تشنجات واضطرابات
عقلية شديدة، تمكن يونج من علاجها طبقا لمنهج أستاذه فرويد بعد أن توصل الى
أن سبب عقدتها يكمن أساسا، في الكبت الجنسي بل الشعور بالقمع والحرمان. هل
كانت علاقته الجنسية بها سببا من أسباب اعتدالها وشفائها؟
في الفيلم نقاشات كثير حول منهج فرويد في التحليل النفسي الذي يقوم
على ارجاع معظم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها البشر الى العامل
الجنسي: أي الجنس بكل جوانبه، من لحظة الميلاد الى ما الموت.
هذه النقطة يطرح يونج الكثير من التشكك حولها، ويناقش استاذه فيها
ويختلف معه ذلك الخلاف الشهير، كما تجد سابينا نفسها طرفا بين الإثنين، في
جدال طويل ومعقد حول العلاقة بين الجنس والتحليل النفسي، وبين الكبت
الجنسي، وفكرة الحرية، وهل يمكن تغيير نظرة المريض نفسيا الى نفسه فقط بأن
نكشف له عن سبب عقدته، أم أن من الضروري دفعه الى التطلع للقيام بنشاط ما
يعيد له توازنه النفسي هل يجب قبول العالم على ما هو عليه، كما يرى فرويد
أم يجب أن نطمح الى تغيير، كما يرى يونج؟
الأحداث تتواصل في الفيلم من لحظة وصول سابينا شبيلرين الى المصحة
النفسية للدكتور يونج قرب ميونيخ عام 1904 حتى عام 1914 أي بعد فترة من
تخرجها واعدادها رسالة عن الشيزوفرينيا، ومقابلتها لفريويد في فيينا.
ويعتمد السيناريو (شأنه في ذلك شأن المسرحية المقتبس عنها) على ما ورد
في الرسائل المتبادلة بين يونج وسابينا وفرويد والتي اكتشفت في شقة بزيورخ
عام 1977.
الفيلم يقوم بالطبع على تلك المناقشات الذهنية والعلمية التي تصل الى
المتفرج من خلال التمثيل البارع للثلاثي المشارك في الفيلم: فيجو مورتنسن (فرويد)،
مايكل فاسبندر (يونج)، وكيرا نايتلي (سابينا). والثلاثة تفوقوا في أداء
أدوارهم، وبدت حنكة وخبرة كروننبرج واضحة في السيطرة التامة على الأداء،
ودفعه في الاتجاه الصحيح بحيث تمكن من خلق كيمياء خاصة بين الممثلين
الثلاثة ساهمت في إضفاء الواقعية على الفيلم.
لكن يجب القول إن هذا فيلم تقليدي تماما في حبكته وفي بنائه وتصميم
مناظره وأسلوب اخراجه. هنا اهتمام واضح بكل التفاصيل المتعلقة بالفترة:
الملابس والاكسسوارات والديكورات والاضاءة التي تضفي طابعا خاصا يوحي بفترة
وقوع الأحداث، وحركة الكاميرا المقتصدة والمحسوبة بدقة (في المشاهد التي
تجسد الحالة العقلية لسابينا في البداية)، والاعتماد في الانتقال السلس من
لقطة إلى أخرى على وسيلة القطع.
ورغم براعة الإخراج والتمثيل ومتانة السيناريو (وضوح الشخصيات ورسمها
جيدا) والحوار المتدفق الحيوي الذي لا نلمح فيه أي أثر للافتعال أو للنقل
من كتب التاريخ، لا نتوقع أن يكون للفيلم نصيب كبير في سباق الجوائز في
فينيسيا على عكس التوقعات الكبيرة المحيطة به، فهو لاشك يختلف تماما عن
أفلام كروننبرج المميزة السابقة، كما أنه سيجد صعوبة في منافسة أفلام أخرى
أقوى بدأت في الظهور مبكرا.. ليس أقلها بالطبع فيلم بولانسكي (المسرحي
أيضا).
على هامش المهرجان:
* سبق أن شاهدت في مهرجان لوكارنو قبل عشر سنوات (وكنت عضوا في لجنة
تحكيم اسبوع النقاد) فيلما تسجيليا طويلا بديعا بعنوان "كان إسمي سابينا
شبيلرين" من اخراج المخرجة المجرية اليزابيث مارتون. ولكنه لم يكن فيلما
وثائقيا، بل كان يعتمد أساسا على إعادة التمثيل أي باستخدام ممثلين لاعادة
مقاطع حياة سابينا ممزوجة بالوثائق والصور الفوتوغرافية واللقطات القديمة
من تلك الفترة، وكان أيضا يعتمد على ما كشفت عنه الرسائل المتبادلة بين
الثلاثي والتي عثر عليها في شقة بزيورخ عام 1977، وقد جسدت المخرجة التي
تقيم في السويد، ببراعة كبيرة العلاقة العاطفية بين سابينا ويونج (وكان في
التاسعة والعشرين من عمره).. لكننا لم نمنح الفيلم الجائزة وكان أقرب إليها
لأنني تمسكت بضروروة منحها لفيلم أجده كشفا في وقته هو فيلم "إنس بغداد..
يهود عرب: الرابطة العراقية" للمخرج العراقي الأصل (السويدي الاقامة) سمير.
* الممثل (الدنماركي- الأمريكي) فيجو مورتنسن الذي قام بدور فرويد في
الفيلم، دعا خلال المؤتمر الصحفي لمناقشة "منهج خطير" من يمتلك الرسائل
المتبادلة بين فرويد ويونج الى ضرورة الكشف عنها من أجل الصالح العام، ولكي
يعرف العالم تفاصيل تلك الخلافات العلمية التي كانت قائمة بين الرجلين
المرموقين.
* أجمل وأفضل ما عرض من أفلام حتى الآن في المهرجان كله (في رأيي
الشخصي) هو الفيلم الفرنسي "دجاج بالخوخ" الذي يوحي لي بدراسة خاصة عن
"تأثير الثقافات الأجنبية في السينما الفرنسية"، فوراء هذا الفيلم عبقرية
من أصل إيراني هي ماريان ساترابي المخرجة التي تشترك مع رفيقها الفرنسي
فنسنت بارونو في الاخراج، وسبق لهما أن أدهشانا بفيلم الرسوم "برسيبوليس"،
وهي أيضا ممثلة وكاتبة ومقدمة تليفزيونية. موهبة خارقة لاشك. وسأعود
للكتابة عن الفيلم تفصيلا.
عين على السينما في
03/09/2011
متاعب اوباما تكفي لردع كلوني عن التفكير في الترشيح
للرئاسة
إعداد عبدالاله مجيد:
نفى نجم هوليود جورج كلوني انه تكون لديه نية في الترشح لرئاسة الولايات
المتحدة مشيرا الى ان متاعب الرئيس الحالي باراك اوباما تكفي لردعه عن
التفكير في مثل هذه الوظيفة.
وكان كلوني اعلن وقوفه مع اوباما خلال الحملة الانتخابية وأدت تعليقاته
السياسية الى اعتباره في بعض الأوساط رد الديمقراطيين على الرئيس الجمهوري
الراحل رونالد ريغان، الذي كان ممثلا قبل ان يحترف السياسة.
ولكن كلوني بدد في حديث للصحفيين خلال حضوره فعاليات مهرجان البندقية
السينمائي أي تكهنات حول طموحاته السياسية. وقال ان هناك شخصا ذكيا في
البيت الأبيض لكنه يواجه مصاعب يكاد يتعذر عليه ان يمارس الحكم بسببها.
وتساءل كلوني لماذا يتطلع احد الى مثل هذه الوظيفة مؤكدا انه مرتاح في عمله
وليس لديه رغبة في تغيير مهنته.
وقال كلوني ان هناك حلول وسط توافقية ومساومات يتعين على المخرج او الممثل
ان يقدم عليها لكنها لا تغير حياة كثيرين وانه راض تماما بكونه شخصا "لا
تكلف قرارته مئتي الف انسان أرواحهم". واضاف " ان الأفلام لا تؤذي الناس
وكل ما في الأمر انها تتعرض الى الانتقاد احيانا".
وكان فيلم كلوني الجديد هو سبب الشائعات التي سرت عن احتمال سيره على خطى
ريغان من هوليود الى المكتب البيضاوي. فان كلوني مخرج وبطل فيلم "15
آذار/مارس" (الذي يستوحي تاريخ اغتيال يوليوس قيصر بالتقويم الروماني)، وهو
من افلام الاثارة السياسية يقوم فيه كلوني بدور حاكم ولاية يخوض سباق الفوز
بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية. ولاحظ نقاد ان مواقف الحاكم
في الفيلم وآراءه الليبرالية في السياسة الداخلية والخارجية قريبة جدا من
معتقدات كلوني السياسية.
ويفضح الفيلم الصفقات الماكيافيلية التي تُعقد وراء الكواليس خلال
الانتخابات التمهيدية. ويجد حاكم الولاية الذي يبدو متفانيا في حب زوجته
نفسه متورطا في فضيحة جنسية.
وقال كلوني ان انتاج الفيلم بدأ في عام 2007 ثم انتُخب باراك رئيسا. وكانت
نظرة الفيلم الى السياسية نظرة سوداوية وتهكمية بحيث تعين وضعه على الرف
لأن الجميع كانوا في مزاج متفائل. ومر عام قبل ان تنتهي هذه الحال.
وكان كلوني قال مازحا ذات مرة انه لا يستطيع أبدا الترشح لمنصب عام لأنه
"نام مع كثير من النساء وتعاطي كثيرا من المخدرات وحضر كثيرا من الحفلات".
إيلاف في
02/09/2011
كلوني ومادونا يخطفان الأضواء
في مهرجان فينيسيا السينمائي
نال فيلم الخامس عشر من مارس للنجم الأمريكي جورج كلوني، والفيلم الذي
أنتجته نجمة الاستعراض مادونا عن المرأة التي تنازل الملك إدواراد الثامن
عن عرش بريطانيا للزواج منها اهتماما كبيرا في مهرجان فينسيا السينمائي
الدولي الذي افتتح الأربعاء.
فقد قام كلوني( 50 عاما) بدور البطولة وأخرج فيلم (The
Ides of
March)
الذي عرض في افتتاح المهرجان والذي يدور حول مستشار لمرشح من الحزب
الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة.
ويلقي الفيلم الضوء على كواليس اختيار المرشح من داخل الحزب
الديمقراطي ويكشف بعض الجوانب غير الأخلاقية في لعبة السياسية، وكيف يمكن
التضحية بالمباديء من أجل تحقيق الهدف المنشود.
ويرى النقاد أن عرض فيلم كلوني مثل بداية قوية للمهرجان الذي يعد أقدم
مهرجان سينمائي في العالم.
لكن النجم الأمريكي قال للصحفيين إنه لا يعتبره فيلما سياسيا مضيفا
أنه "ينتمي لعالم وول ستريت أو لاي مكان اخر وهي جميعا نفس القضايا.. قضايا
الأخلاق".
وأبدى تعاطفه مع الرئيس الامريكي باراك أوباما وقال انه لا يحسده على
منصبه.
واستطرد "بالنسبة للترشح لمنصب الرئيس.. هناك رجل في المنصب الان أذكى
تقريبا من أي شخص تعرفه وألطف وأكثر حماسا من أي شخص تعرفه تقريبا وهو
يواجه وقتا صعبا في الحكم."وأضاف "لماذا يتطوع أي شخص حقا للقيام بهذه
الوظيفة؟".
مادونا
في هذه الأثناء تباينت ردود الفعل تجاه الفيلم الجديد (W.E) الذي انتجته مادونا عن المطلقة الأمريكية واليس سيمبسون التي أحبها
الملك إدوارد الثامن في ثلاثينيات القرن الماضي وتنازل عن عرش بريطانيا
لأخيه من اجل الزواج منها.
فقد اعتبرت صحيفة ديلي تلغراف انه قدم شيئا أكثر مما كان متوقعا وإن
لم يخل أيضا من التسلية، أما ديلي ميل فقالت إنه فيلم انتج بعناية فائقة
وإن كان الجدل قد ثار بشأن بطولة مادونا له.
اما صحيفة الغارديان فانتقدته بشدة واعتبرت أنه" ملئء بالبهرجة
والتكلف في الابتسام إلى درجة الحماقة".
وقالت مادونا(53 عاما) في تصريحات للصحفيين إنها كانت تخشى بأن يتأثر
فيلمها بفيلم "خطاب الملك" الذي حصد العام الماضي عدة جوائز وهي يحكي قصة
التلعثم التي كان يعاني منها الملك جورج السادس والذي اعتلى العرش خلفا
لأخيه إدوارد.
وأضافت مادونا أنه سرعان ماتبددت هذه المخاوف وأنها وجدت نفسها في
شخصية واليس سيمبسون.
كما وجهت الشكر إلى مخرجي الفيلم شين بين وغاي ريتشي على تشجيعهما لها
ودعمهما لفكرتها الطموحة.
ويقول ويل غومبيرتز محرر الشؤون الفنية في بي بي سي إن الفيلم الذي
قامت ببطولته الممثلثة البريطانية أندريا ريزيبروه حاول تقديم صورة مغايرة
عن شخصية عرفها الجميع من خلال حملة الهجوم التي تعرضت لها أثناء أزمة
التنازل عن العرش في عام 1936.
الـ
BBC في
02/09/2011 |