يوم بعد آخر تؤكد المخرجة اللبنانية نادين لبكي علو كعبها والنضج
الفني في التعامل مع الحرفة السينمائية. وكأنها تريد ان تؤكد بانها البداية
وهنالك المزيد والمزيد الذي سيرسخ مكانتها وحضورها السينمائي. وهي في عملها
السينمائي الثاني «وهلق لوين» او «والآن الى اين؟» تذهب الى مرحلة قصية
لربما لم يبلغها الكثير من صناع السينما العربية على صعيد الشكل والمضمون.
وقبل ذلك نشير الى ان نادين كانت قد تربت في رحم الفيديو كليب العربي.
ولكنها لم تتوقف عند تلك المحطة بل تجاوزتها حينما قدمت عملها الروائي
الاول «كارميل» او «سكر بنات» الذي عرض يومها في تظاهرة «اسبوعا المخرجين»
وحصد جائزتها ومن قبلها اهتمام النقاد عالميا. وهذا ما طور علاقتها ايضا مع
الكثير من المنتجين الذين فتحوا ذراعيهم لها. ولعل العمل الجديد هو حصاد «كراميل»
والنتائج الكبيرة التي حصدها وهو يذهب الى موضوع اجتماعي بحت على خلفية
الحرب الاهلية التي عاشها لبنان.
فى «وهلق لوين» تأخذنا نادين لبكي الى احدى القرى المعزولة في لبنان
والتي تضم مزيجا من المسيحيين والاسلام كما هو شأن جملة القرى اللبنانية
والضيعات والمدن والشوارع والازقة وربما البيت الواحد.
ويأتي الفيلم معتدا على سيناريو عامر بالشخصيات والاحداث والعلاقات
وقد تعاونت نادين في كتابة هذا النص مع كل من جهاد حجيلي وردني الحداد..
والحكاية دائما من خلال السيدة امل «نادين لبكي» التي تمتلك مقهى صغيراً في
تلك القرية التي عزلتها الحرب عن كل شيء ولكنها تظل دائما تترقب كل ما يحصل
هنا او هناك في محيط القرى المجاورة او لبنان بكامله فكلما انطلق رصاصة
هناك وضعت سيدات القرية يدهن على قلوبهن خوفا من تفجر الامر في قريتهم
الهادئة. ولهذا يظل دأب سيدات القرية هو رفع الفتيل كلما تفجرت ازمة.
أمل «المسيحية» تظل عينها على الصباغ «المسلم» وهو في الحين ذاته
يبادلها الشعور ذاته ولكن دائما هناك سبباً ما يفرقهما كنعاس للظروف التي
تحيط بهما.
يتواصل اهل القرية مع العالم من خلال محورين الاول عبر صبي وصديقه
يذهبان الى المدينة لبيع من انتجته القرية وشراء جميع الاحتياجات والجانب
الآخر من خلال المذياع او تلفزيون قديم تم العثور على مكان في القرية يصل
اليه البث التلفزيوني حيث نشاهد كماً من الحكايات والمفرقات ولكن حينما
تأتي نشرات الاخبار تبدأ محاولات نساء القرية من اجل صرف الانظار لان تسريب
اي خبر عن مواجهة مسلمة مسيحية تحوّل القرية الى بركان. ولكن حتى متى تفلح
النساء في السيطرة على الامور. وهذا ما يجعل نساء القرية يبتكرن الحلول
الواحد تلو الاخر. الا ان الامر لا يخلو من بعض المواجهات فحينما انزلق احد
الصبية واضطر للامساك بالصليب في الكنيسة والذي انكسر امام ثقله ولانها لم
يصرح بالامر اسندت التهمة الى المسلمين. وحينما دخلت بعض الاغنام الى
المسجد لان الباب كان مفتوحا اسندت التهمة الى المسيحيين وهكذا عمليات
لتبادل الاهتمامات كان تعمل على تصعيد الامور وتفجيرها الا ان النساء كن
يجتهدن في نزع الفتيل وصب الماء على النار. هكذا كانت تمضي الايام حالة من
الترقب والتوتر. رغم التعاون بين خوري الكنيسة وشيخ الجامع الا ان حالة
التفجر تظل قائمة.
ويتفتق ذهن النساء في طرح كم من الحلول ومن بينها توجيه الدعوة
لمجموعة من الراقصات الروسيات لعل الرجال ينشغلون عنهن لبعض الوقت وهذا ما
يتم فعلا لايام عدة حيث يكون الجميع في خدمة تلك الفتيات. وبعد حين تعود
المناوشات وهنا تبادر النساء الى خلط كمية من «الحشيشة» في الاكل والشرب
حتى يفقد رجال القرية وعيهم ويتم في تلك الاثناء العثور على بعض الاسلحة
المخبأة.. الا ان وفاة احد الصبية الذين يغادرون القرية يوميا من اجل جلب
الاحتياجات نتيجة رصاصة احد القناصة يفجر الامر من جديد رغم انه لا علاقة
لاهل القرية بالامر. وتعود النسوة للعمل على إطفاء تلك الحرائق التي تلوح
بالافق... وحينما تجدن ان الابواب ستغلق امامهن تأتي الفكرة الاكبر حيث
يتآمرن على ان تتحول كل منهن الى الديانة الاخرى بحيث تصبح المسيحية مسلمة
حتى تهدأ البيت المسيحي وتكون هي الخصم فان اراد زوجها ان يثأر فليثأر منها
وليس من الآخرين كما هو حال النساء المسلمات اللواتي تحولن الى مسيحيات في
لعبة مشبعة بالسخرية والام القاسي الذي يدفع الانسان الى أن يتخلى عن دينه
من اجل ان يحفظ سلام بيته وشارعه وقريته وبلده.
فيلم يقول الكثير بالذات في المشهد الاخير حينما يتجه اهل القرية لدفن
الصبي المقتول ويجدون انفسهم في حيرة اين سيتم دفنه في الجانب المسلم او
المسيحي وهنا يأتي السؤال من اجل البحث عن طريق جديد: وهلق لوين.. او الآن
الى اين؟ سؤال كبير لعله السؤال المحوري في مستقبل لبنان والكثير من الدول
التي تسترخي على نصل الطائفية وبركان التطرف وآتون رفض قبول الآخر. فيلم
يذهب بعيدا الى مرحلة ابعد من حدود الصورة والحدث والشخصيات. وهذا ما يؤكد
حالة النضج الفني الذي اشرنا اليه عند نادين لبكي التي ستواجه الكثير من
المآزق المتطرفة من هذه الجهة او تلك والتي تبحث عن الهوامش دون ان تعي
أننا امام خطاب رفيع المستوى وفعل سينمائي يرتقي الى مرحلة تجعله ضمن
الاختيارات الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي. وهو امر ليس بالسهل
كما يعتقد البعض.
في الفيلم كم من الاغاني الجميلة التي جاءت لتكون جزءا اساسيا من صلب
الحدث والبناء الدرامي صاغ ألحانها الموسيقار اللبناني خالد مزنر. وهنا لا
نريد ان نتوقف عند التمثيل لاننا كنا امام عفوية في الاداء بالذات اهل
القرية حيث تم تصوير العمل والذين تسربوا ليصبحوا جزءا من السياق والنسيج
العام للفيلم ما منحه مساحة من المصداقية. وإن كنت اود التوقف عند ذلك
المشهد الخطابي الذي اطلقته «أملى نادين لبكي في المقهى بعد الشجار الذي
اندلع بين رجال القرية وبه الكثير من الاحساس بالالم وغياب المستقبل. مشهد
كبير تطلب لياقة عالية في تقديمه وحمل كل مقولات العمل وهو البحث عن حل
والتأكيد على مفردة: كفاية.. لقد تعبنا! في الفيلم احتفاء كبير بالمرأة
اللبنانية «المسيحية والمسلمة» على حد سواء وفي الفيلم ترسيخ لدور المرأة
العربية في لعب دور حقيقي في تأكيد السلام وحمايته من اجل مستقبل الابناء
والاسرة والبلد. ومن هنا ايضا نرصد حالة النضج والعمق في الطرح والمعالجة.
حيث الابتعاد عن التقليدية ولربما المباشرة الى حالة من العمق الفني
والرصانة في الكتابة وتفجير طاقات فريق العمل فكانت المفردة اللحن وكانت
الصورة في بهائها مدير التصوير «كريستوف اوفنستين» الذي رسم كماً من
المشهديات السينمائية الثرية بلغة الصورة.
لا نريد ان نطيل..
ويبقى ان نقولة: برافو نادين لبكي.. ففى «وهلق لوين» تذهبين بعيدا في
تأكيد حالة النضج السينمائي ومن هنا المدخل الى حيث العالمية.
وجهة نظر
لبكي
عبدالستار ناجي
ضمن تظاهرة «نظرة ما» وهي احدى التظاهرات الاساسية ضمن الاختيارات
الرسمية لمهرجان كان السينمائي قدمت المخرجة اللبنانية نادين لبكي «فيلمها
الروائي الثاني «وهلق لوين»؟- او «والآن الى اين»؟.
الفيلم من النتاج سينمائي فرنسي وان كانت هنالك اشارة الى انه من
انتاج فرنسي - لبناني - مصري وأهل الحرفة السينمائية يعلمون جيدا بان هكذا
فيلم بميزانية تجاوزت الاربعة ملايين دولار تتطلب دعما كبيرا ويأتي الدعم
بشكل اساسي من فرنسا وايضا من الدوحة رغم عدم وجود اية اشارة في هذا الجانب
الا ان مؤسسة الدوحة للافلام تقدم كل الاسناد التمويلي والداعم ضمن
الاستراتيجية التي تنطلق منها والتي يستظل بها العشرات من كبار المخرجين
العرب والعالميين.
ونعود لبيت القصيد فقد توقع الجميع وبعد النجاح الكبير الذي حققته
نادين لبكي للسينما اللبنانية ان يتم الدعم المادي لها لتحقيق عملها
الروائي الثاني الا ان الدعم يأتي من فرنسا رغم ان العمل لبناني بالكامل من
حيث القضية والمضمون وهي تتصدى لموضوع الطائفية والتي كانت دائما سببا في
تفجير المشاكل والحروب .
نادين لبكي في «وهلق لوين» اكثر نضجا واكثر عمقا واكثر حرفية في
التعامل مع الحرفة السينمائية وهو ما يشكل خطوة متقدمة في مسيرة هذه
المخرجة والفنانة التي راحت في هذا الفيلم تقفز بعيدا لتستدعي هموم بلادها
وشعبها وتقول كلمتها بكل وضوح وشفافية قد تجلب لها شيء من الصداع وردود
الافعال الرافضة ربما رغم اهمية الفيلم وقيمته الفنية العالية.
فيلم يستحق المشاهدة عربيا من أجل شيء اساسي هو: نبذ التطرف والعمل
على قبول الآخر.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
19/05/2011
طارق بن عمار:
دول الخليج العربية الاستديو الجديد للسينما العالمية
كان - عبدالستار ناجي:
أكد المنتج التونسي العالمي «طارق بن عمار» ان دول مجلس التعاون ستكون
بمنزلة الاستديو الجديد الذي سيستقبل العديد من النتاجات السينمائية
العالمية .
واشار بن عمار الى انه انتهى للتو من تصوير واحد من أكبر النتاجات
السينمائية العالمية بعنوان «الذهب الاسود» في دولة قطر من المخرج الفرنسي
جان جاك انو والنجم الاسباني العالمي انطونيو بانديراس .
وأشار عمار في تصريح خاص الى ان عددا من دول مجلس التعاون الخليجي
ومنها دولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر باتت مجهزة لاستقبال اكبر
المشاريع السينمائية الجديدة بعد ان تم تجهيز البنية التحتية من كوادر
وأجهزة ومعدات وعناصر متخصصة في حرفيات الفن السابع . وأكد المنتج العالمي
طارق بن عمار ان فيلمه الجديد «الذهب الاسود» سيعرض في حفل افتتاح مهرجان -
الدوحة «تروبيكا» السينمائي الدولي الذي تستضيفه العاصمة القطرية في الفترة
من «25-29» اكتوبر المقبل وان جميع كوادر الفيلم ونجومه سيتواجدون في
الدوحة بمناسبة العرض العالمي الاول للفيلم.
وجدير بالذكر ان بن عمار كان من اوائل المنتجين العرب الذين تعاونوا
مع عدد مهم من المخرجين ومن بينهم جورج لوكاس في «حرب النجوم» ورومان
بولانسكي في «القرصان» وغيرهم من السينمائيين العالميين . ودعا بن عمار الى
مزيد من التحرك السينمائي في دولة الكويت كونها الاكثر قدرة وخبرة في هذا
المجال في ظل وجود انتاج تلفزيوني متواصل حيث وصف الدراما الكويتية بانها
الرائدة في المنطقة بالاضافة لحضورها المتميز على خارطة الانتاج الدرامي
العربي . ونوّه، بن عمار بالتعاون الذي لقيه مع فريق فيلم «الذهب الاسود»
خلال فترة التصوير الخارجية في الدوحة والدعم الايجابي من قبل جميع
القيادات الرسمية ما يؤكد جدية التوجه والدعم والرعاية لان تكون الدوحة
احدى المحطات الاساسية لاستقبال مجموعة من الاعمال السينمائية العالمية
والتي سيتم الاعلان عنها قريبا لتحمل اسم قطر ودول مجلس التعاون الخليجي
الى العالم . وأكد ان مثل هكذا حراك تؤكد حالة الاستقرار والمناخ الحقيقي
للانتاج السينمائي الذي يظل يبحث دائما عن الاماكن الهادئة والتي تمتلك في
الحين ذاته الارضية الحقيقية للانتاج الفني . هذا وتتواصل أعمال مهرجان كان
السينمائي في مدينة كان جنوب فرنسا في الفترة من «11- 22» مايو الحالي .
الغاضب على مهرجان كان السينمائي يعود متألقاً
الفلندي أكي كاروسماكي في «لو هافر»: اعملوا الخير تحصدوه
حينما قدم فيلمه «ضوء في الفجر» توقع جميع نقاد مهرجان كان السينمائي
الدولي ان يحقق الفلندي اكي كاروسماكي جائزة السعفة الذهبية الا انها ذهبت
لسواه ويومها تم منحه جائزة افضل اخراج ولكنه شن حملة اعلامية ضد المهرجان
وضده رئيسه جيل جاكزب وتوقع الجميع ان يقطع علاقته بالمهرجان. كان ذلك في
عام 2006 وخلال تلك الفترة توقف عن الانتاج وراح يفكر في اكثر من مشروع حتى
جاء عمله الجديد «لو هافر» ويقصد «ميناء الهافر» بين فرنسا وبريطانيا او
بحر الشمال بشكل عام .
ونشير الى ان كاروسماكي يعتبر واحدا من اهم صناع السينما الاوروبية
وأكثرها نزعة صوب التجربة واعتماد سينما المؤلف الحقيقي حيث البساطة
المتناهية في الانتاج الخالي من التكلف الا من القضية التي يطرحها والتي
تذهب بعيدا في طروحاتها الانسانية والاجتماعية .
وفي رصيده كم من النتاجات الفنية العالية الجودة ومنها «رجل بلا ماضي
2002 و فوق السحاب 1996 وكابوي لينينغراد 1993 «وغيرها من النتاجات التي
راحت تعمق حضوره وان ظل مثيرا للجدل بطروحاته ونتاجاته السينما التي تنشد
شكلا ومضمونا يتجاوز السينما التقليدية ويرسخ الفكر السينمائي باحتراف عال
.
ونذهب الى فيلمه الجديد «لو هافر» حيث حكاية مارسيل مركس الذي يعمل
صباغا للاحذية في ميناء «لو هافر» شمال فرنسا ويعيش مع زوجته المريضة بداء
عضال راح يهددها بالموت، في ذلك المرفأ حيث يصل يوميا مئات المهاجرين الذين
ينشدون السفر بطرق غير شرعية الى بريطانيا، يتصادف وصول «كونتير» مشحونا
بالبشر الذين يراد تهريبهم الى بريطانيا ولكن يتم القبض عليهم ليهرب احد
الاطفال يلتقي به ماركس ويبدأ بتقديم المساعدة له رغم فقر حالة وضيق الظروف
التي تحيط به .
بينما يواصل احد المفتشين مع رجال الشرطة البحث عن الطفل الاسود
الهارب «ادريسا». في تلك الاثناء تسوء حالة زوجة «مارسيل» فيذهب بها الى
المستشفى ليخبرها الطبيب انها تسير الى الهاوية وان المرض يكاد يلتهم
جسدها، في تلك اللحظات يقوم مارسيل بايواء «ادريسا» في منزله ويقود ابناء
الحي من الباعة بمساعدة فتقوم الخبازة بمنحه الخبز بالمجان ويقوم البقال
باعطائه كما من المواد الغذائية بالمجان من اجل انقاذ هذا الطفل الذي تقطعت
به السبل .
ونظل نتابع حركة مارسيل بين المستشفى ومساعده «ادريسا» وايضا متابعة
المفتش له حتى يصل الأمر لان يذهب مارسيل الى مرفأ كالية للبحث عن جد
«ادريسا» الذي يخبره بان والد ادريسا قد توفي ولم يبق سوى والدته وهي
موجودة في لندن ولابد لادريسا ان يلحق بها .
وهنا تبدأ مهمة مارسيل بتجميع المبلغ لتأمين تهريبه الى المملكة
المتحدة. وهذا ما يتم بتعاون الجميع من بينها اقامة حفل لاحد ابناء الحي
الذي اعتزل الغناء وكم آخر من التبرعات .
وفي اللحظة التي يتم فيها وضع الطفل في مخزن السفينة يصل المفتش ليعثر
على الصبي ولكنه يدعي ان السفينة فارغة ويأمر الشرطة بالانصراف ويبلغ
مارسيل قائلا تذكر بانني انسان كما انت ورغم ان واجبي يحتم عليّ القبض على
هذا الصبي الا انني أبقى انسانا اسعى للخير كما انت.
وتتحرك السفينة بينما يعود مارسيل الى المستشفى للقاء زوجته ليجد ان
سريرها فارغ وقبل ان تتداخل الافكار بداخله يخبره الطبيب بان زوجته استجابت
للعلاج وانها تشافت كليا من المرض وهي جاهزة للعودة الى منزلها.. وحينما
يصلان الى المنزل يكتشفان ان الشجرة التي في منزلهما والتي ظلت جرداء سنوات
طويلة قد ازهرت.
هكذا يقول المشاكس الفلندي كاروسماكي ان فعل الخير يجلب الخير للانسان
وعلى اوروبا ان تفعل الخير ان لانها ستحصد الخير. فعل سينمائي شديد
الحساسية ينطلق من مضامين انسانية واجتماعية صوب واحدة من اهم القضايا التي
تشغل المجتمع الاوروبي الا وهي قضية المهاجرين الذين لا يمتلكون اوراقا
رسمية للاقامة . فيلم لا يمكننا امامه وامام طروحاته الا ان نرفع القبعة
احتراما وتقديرا لمبدع حقيقي يستخدم حرفته لتسليط الضوء على تلك القضية من
منظور انساني واحتراف فني رفيع حيث السينما بشكلها البسيط انتاجيا وبتعاون
فريق عمل سينمائي فرنسي ضم كلا من اندريه ويليامز بدور «مارسيل» ووبلوندين
ميجيل «بدور ادريسا» وجان بيير دورسين بدور «الضابط مونيه». ويبقى ان نقول
اننا امام فعل سينمائي يذهب الى القلب عبر حرفة سينمائية ترسخ حضور الفلندي
اكي كاروسماكي كأحد اهم السينمائيين في اوروبا والعالم .
النهار الكويتية في
19/05/2011
أحمد عاطف :
تمنيت أن يمثل (البرىء) مصر فى (كان)
يشارك المخرج والناقد أحمد عاطف فى عضوية لجنة تحكيم النقاد بالدورة
64 بمهرجان «كان» السينمائى الدولى المقامة حاليا، وذلك عقب عودته من
بلغاريا حيث شارك فى مؤتمر عن العلاقة بين أوروبا والشرق الأوسط بإلقاء
كلمة عن مستقبل السينما المصرية فى مرحلة ما بعد الثورة.
وربط عاطف بين الاهتمام الدولى بالسينمائيين المصريين حاليا وثورة 25
يناير، وقال إن اختياره لعضوية لجنة تحكيم النقاد بمهرجان «كان» تم فى شهر
مارس وربما يكون للثورة المصرية دور فى اختيارى ولكن فى الوقت نفسه إذا لم
أكن أستحق فلم يكن ليتم قبولى لأن المهرجان لا يتهاون فى مثل تلك الأمور
على الإطلاق.
وأشار إلى أن اللجنة تضم 9 أعضاء، هو أصغرهم سنا، معتبرا أن جمعه بين
أكثر من نشاط سينمائى مثل الإخراج والنقد سيمنحه خبرات فنية وعلمية تصب
لصالح الوعى ورفع مستوى الذائقة مما سيفيده قطعا فى الحكم على الأفلام من
أكثر زاوية وكذلك الحال بالنسبة لجميع أعضاء لجنة التحكيم.
ووصف عاطف السنة الحالية بـ«العظيمة» لمصر سينمائيا حيث حلت بلادنا
كضيفة شرف بمهرجان «كان» السينمائى الدولى، وتشرفت بعضوية لجنة تحكيم
النقاد وهى اللجنة الأهم بعد اللجان الرسمية، كما توصف جوائزها بأنها عادلة
وعلمية ومستندة إلى قواعد فنية صارمة.
وأوضح عاطف أن لغة السينما أصبحت أكثر صرامة وتبسيطا للحبكة بالتركيز
على المكون الاجتماعى والتركيز على فكرة الإنسان الضائع فى العالم، وهذه
الفكرة ظلت تستحوذ على مهرجان كان خلال الـ10 سنوات الأخيرة، معربا عن أمله
فى أن تدرك السينما المصرية هذه النقطة.
ولفت إلى أنه يدرس حاليا مشروعا له علاقة بالسينما ما بعد الثورة بشكل
شخصى وبشكل يحقق الفائدة للآخرين، وما الذى نحتاج اليه من خلال الفن
والسينما فى الفترة المقبلة، رافضا الافصاح عن تفاصيل المشروع الذى تحدث
عنه.
وفيما يتعلق بالمؤتمر السياسى الذى أقيم مؤخرا فى بلغاريا وحضره
سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون وشارك فيه، أوضح عاطف أن المؤتمر يريد
أن يقيم حالة حوار للنقاش فى العالم العربى ونقل خبرات شرق ووسط أوروبا فى
مرحلة ما بعد سقوط الشيوعية إلى الشرق الأوسط، وقد دعانى المنظمون للحديث
عن دور الفن والسينما فى الفترة المقبلة.
وتطرق عاطف إلى الجدل الدائر حول المشاركة المصرية فى مهرجان «كان»
بفيلم «18 يوم»، وقال إنه لا يفضل أن يتخذ السينمائيون مواقف ضد بعضهم
البعض ولنترك الحكم للجمهور عندما يشاهدون المناسبة فى التليفزيون بنفسه.
ورأى عاطف أنه من الناحية النقدية فإن فيلمى «صرخة نملة» أو «18 يوم»
لم يكن موقفا ــ رغم أننى لم أشاهدهم ــ.. فقد تم صنعهما على عجلة كما أن
بهما الكثير من الأشياء الخلافية، فلا يصح أن يتم تمثيل مصر فى وقت كهذا
بشىء عليه خلاف، وكان من الأفضل تمثيل مصر بعمل متفق عليه فنيا وجماهيريا
كأفلام (البرىء، زوجة رجل مهم، أو مواطن ومخبر وحرامى، بحب السيما).
الشروق المصرية في
19/05/2011
"كان"
يستعد لمارلين مونرو.. والصين تقدم أول فيلم إثارة «ثري دي»
كتب
هاشم عبد
الحميد
تخوض شركة «بي بي سي» العالمية منافسات مهرجان كان بفيلم مميز
احتفت به صحيفة تليجراف قبل عرضه هذا الأسبوع في المهرجان وهو فيلم «أسبوعي
مع
مارلين» والذي يتناول أسبوعا قضته مارلين مونرو في بريطانيا
خلال عام 1957 حيث تقوم
الممثلة البريطانية «ميشيل ويليامز» بدور مارلين مونرو والتي وصفتها
التليجراف
بأنها ممثلة المستقبل لانجلترا، مدير الإنتاج للفيلم في «البي بي سي» أكد
أن الدفع
بهذا العمل المميز في مهرجان بحجم كان هو دعم لصناعة السينما
البريطانية بجميع
أشكالها علي الصعيد العالمي بجانب مشاركة أفلام لمخرجين بريطانيين متميزين
هذا
العام في مقدمتهم لين رامزي.
من جانب آخر شاركت الصين بأول فيلم إثارة «ثري
دي» وهي تعتبر المرة الأولي في تاريخ مهرجانات السينما
العالمية التي تشارك نوعية
الأفلام تلك في مسابقاتها، الفيلم من تأليف مارك وو والمخرج كريستوفر صن
وهو بعنوان «الجنس وزن»، وأشار مخرجه إلي أن العمل هو
أول فيلم إثارة ثري دي في تاريخ مهرجانات
الأفلام العالمية وتاريخ السينما الصينية وهو ما سيدفع بفريق
العمل إلي سماء المجد
بحسب وصفه.
روز اليوسف اليومية في
19/05/2011 |