عرض داخل المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان كان
الفيلم الإيطالي "اخترنا البابا" أو
Habemu Papam وهو تعبير لاتيني معناه لقد أصبح لدينا بابا جديد، وهو يستخدم من
جانب الفاتيكان عند الإعلان عن إسم البابا الجديد وتقديمه للجمهور الذي
يحتشد عادة ويرابط أمام الفاتيكان، في ساحة القديس بطرس الشهيرة، إلى أن
يستقر كبار الكرادلة على اختيار الزعيم الروحي للمسيحيين في العالم ويعلنون
على الملأ اسمه.
اختيار موضوع الفيلم في حد ذاته اختيار ذكي وجديد ومثير للاهتمام، فهو
يتركز على البحث فيما يكمن خلف الستائر الكثيفة لتلك المؤسسة الدينية
الأكثر رسوخا في العالم، مبتعدا عن الصورة التقليدية التي تضفي عادة معالم
"أسطورية" على شخصية البابا وكرادلة الفاتيكان، أو ربما كان من الممكن ان
تميل ايضا في الوقت الحالي، الى توجيه نقد معاصر لما يحدث من انحرافات داخل
تلك المؤسسة المغلقة وهو موضوع سبق ان تم تناوله في العديد من الافلام
الروائية والتسجيلية.
مؤكد أن ناني موريتي لم يكن هدفه توجيه نقد شديد الى سياسات الفاتيكان
وما يحدث داخله، ومؤكد ايضا انه اراد تقديم فيلم "شعبي؟” خفيف يتضمن الجانب
الانساني الذي يجعله قريبا من المشاهدين على كل المستويات، كما يتضمن
الجانب الفكاهي الساخر دون افراط في الكوميديا وبدون ان يتحول الموضوع الى
الهزل الساخر.
يروي الفيلم قصة متخيلة لاختيار بابا جديد للفاتيكان بعد وفاة البابا
السابق الذي يبدأ الفيلم بجنازته في مشهد شبه تسجيلي شديد الكثافة والاقناع
في ساحة الفاتيكان الشهيرة، في مزج رفيع واستخدام ممتاز للتقنيات الحديثة
للايهام بالواقع، ثم يصور التقاليد المتبعة في اختيار البابا الجديد في
مشهد طريف مصور داخل قاعة كنيسة سيستسن التي اعيد تصميمها للفيلم في ديكور
هائل شأن معظم ديكورات الفيلم ومطابقتها للحقيقة وكذلك الملابس
والاكسسوارات وكل ما يحيط بهذه المؤسسة الكنسية الكبرى من طقوس وتقاليد
وحراس وأزياء.
يحضر الجلسة التاريخية كرادلة واساقفة جاءوا من جميع ارجاء العالم،
لكنهم جميعا، يرتعدون من فكرة ان يرسو الاختيار على احد منهم، فلا احد يبدو
راغبا في الاضطلاع بالمسؤولية الكبرى. وبعد تصويت أول وثان، يستقر الاختيار
على الأسقف ميلفيل (ميشيل بيكولي في أعظم أدواره). ولكن عندما يظهر كبير
الاساقفة في الفاتيكان عبر الشرفة الشهيرة للمبنى التاريخي، يطل على الآلاف
المحتشدين لتقديم البابا الجديد لهم بعد الاعلان عن اسمه، وما يكاد ينطق
بالعبارة الشهيرة “هابيمو بابام” إلا ويصرخ البابا المنتخب صراخا عاليا
ويردد القول إنه لا يستطيع القيام بهذه المهمة التي يراها اكبر منه واشق
على نفسه مما يمكنه ان يتخيل.
وهو يهرب ليعتكف في غرفته، وتفشل كل محاولات سكرتير الفاتيكان في
اقناعه بقبول المهمة التي اختاره لها الرب. غير ان صاحبنا الذي ينطلق من
منطلق ايماني بحت، ولا يخامره الشكك قط، يصر ان المهمة ليست له.
يأتون له بأفضل أخصائي نفسي في ايطاليا، لكي يحاول القيام بعملية
تحليل نفسي له لفك العقدة التي ربما تقف حائلا بينه وبين قبوله المهمة
المقدسة. لكن هذا الطبيب يفشل بعد ان يجد نفسه مضطرا الى التحدث الى البابا
في حضور عشرات الاساقفة الذين تنضح عيونهم بالفضولية والتلصص والرغبة في
استراق السمع والانصات لكل همسة تقال.
لكن الطبيب يصبح أسيرا داخل الفاتيكان لا يمكنه ان يغادره قبل الاعلان
عن اسم البابا الجديد. بل ان كل الاساقفة الذين جاءوا من بلدان العالم
المختلفة ممثلين للكنائس الكاثوليكية فيها، يحظر عليهم بحكم تقاليد
الفاتيكان، مغادرة الفاتيكان ولو حتى للنزهة وزيارة المعالم السياحية في
روما.
ويشير عليهم الطبيب باستشارة زوجته التي انفصل عنها والتي تعد الثانية
بعده في التفوق في هذا المجال كما يقول، على ان يأخذوا البابا اليها لأنه
لن يستطيع ان يكون على سجيته هنا داخل الفاتيكان.
وبالفعل تبدأ الجلسات بينه وبين تلك الطبيبة التي تجعله يقترب اكثر من
معايشة الحياة العادية في الخارج، بحثا عن الصفاء الذهني ولكن دون ان يجعله
هذا اقرب الى قبول القيام بالدور.
وسرعان ما يهرب البابا المفترض من الحصار المفروض عليه من جانب
الحاشية، ليقيم بمفرده في فندق رخيص بينما يضطر سكرتيره الى اختيار احد
الحراس لكي يحل محله في مسكنه ويتظاهر بأنه البابا، وينصحه بأن يشير بيده
من خلف الستار تحية للجمهور او للاساقفة، وهو ما يؤدي الى العديد من
المفارقات المضحكة.
أما البابا فهو ينزل الى الناس في ملابس الرجل العادي، يجالسهم في
المقاهي، في الحدائق العامة دون ان يعرفوا حقيقته بالطبع، يستمع الى
الموسيقى، يتردد على المسرح خاصة وانه كان في الماضي يحلم، حسب ما يقول
للطبيبة النفسية، بأن يصبح ممثلا من ممثلي المسرح لولا أنه فشل في التمثيل.
هنا كان يمكن ان يتحول الفيلم لكي يصبح رحلة في البحث الوجودي عن معني
الحياة ومغزى الايمان، وتأمل في العلاقة بين الدين والدنيا، وبين الايمان
الغيبي والاختيار الانساني. لكن ناني موريتي، بسبب محدودية السيناريو الذي
شارك في كتابته، يعجز عن دفع الفيلم في اتجاهه الدرامي الصحيح في النصف
الثاني منه فينحرف الى الافراط في الثرثرة والحشو وادخال الكثير من المشاهد
التي نرى فيها الطبيب النفسي وهو يقسم الاساقفة الى عدة فرق تتناقس فيما
بينها في لعبة الكرة الطائرة، رغبة في توليد الكوميديا والاضحاك ولكن هنا
تحديدا يكمن مقتل الفيلم، فهذه المشاهد الطويلة التي تمتليء بالاستطرادات
والتكرار والدوران حول فكرة التحقق من خلال التنافس والاحساس بالحيوية
بعيدا عن وقار المنصب الديني، تخل بالايقاع تماما بل وتخرج الفيلم عن مساره
الطبيعي ناهيك عن انها لا تتمته بأي حس فكاهي بل تبدو ثقلة الوطأة.
وفجأة يكتشف موريتي أنه يتعين عليه ان يختتم الفيلم فيبتكر مشهدا يدور
في المسرح رغبة في تقديم خلطة غريبة مثلا عن المسرح وعالمه وعن ذلك المخرج
الذي يرغب في القيام بنفسه بكل الادوار في احدى مسرحيات تشيكوف، وهي
المسرحية التي يشاهدها البابا المنتخب الذي يرفض القيام بدور واحد (في
تناقض مع ذلك المخرج).
بعد ذلك نرى عشرات الاساقفة يدخلون لكي يصفقوا ولكن ليس لما يدور على
خشبة المسرح، بل للبابا نفسه الذي يجلس وسط الحضور، ويصطحبونه معهم ويعودون
به الى الفاتيكان حيث يعلن هناك على الملأ امام صدمة الآلاف في ساحة القديس
بطرس الذين ظلوا اياما وليال في انتظار ظهوره الرسمي، أنه لا يستطيع القيام
بالمهمة لانه يراها اكبر منه، وانه من الذين لا يصلحون للقيادة بل من الفئة
الاخرى التي يجب ان يقودها غيرها.
ينتهي الفيلم هكذا على نهاية لا تقول شيئا، بل ودون ان يحدث أي تطور
درامي داخل الموضوع، فبداية الفيلم هي ايضا نهايته، أي ان موقف البابا من
البداية هو نفسه في النهاية، بل ان هناك ايضا خطأ قاتلا في المشاهد الاخيرة
من الفيلم عندما يوحي تعاقب اللقطات وانفراج شخصية البابا بأنه سيعود لكي
يقبل القيام بالمهمة المقدسة، لكننا نفاجأ في المشهد الأهير بأن لا تغيير
طرأ عليه، رغم ضعف ما يسوقه من مبرر حول الذين يصلحون للقيادة والذين لا
يصلحون، وهو ما يكشف خواء السيناريو وتوقفه عن النمو، عند حدزد الفكرة
الطريفة الجريئة التي بدا بها الفيلم اي فكرة التمرد الدور ورفض الاضطلاع
بالسلطة (حتى لو كانت سلطة روحية هنا) والاخلاص للذات الانسانية في بساطتها
وانتاحها على الدنيا والعالم والفنون، والحبث عن الخلاص الذاتي بالاقتراب
اكثر من الحياة والبشر.
هناك دون شك مهارة حرفية عالية في تنفيذ العديد من المشاهد، واستخدام
جيد للتقنيات الصورة في تكوينتتها التي تستفيد، مما توفره تلك الديكورات
التي تحاكي القاعات الضخمة داخل الفاتيكان، بجدارياتها الشعيرة ولوحاتها
المذهلة. هنا الاضاءة تجعل الصور تحاكي لوحات عصر النهضة بنغماتها اللونية
الهادئة الرقيقة وسحرها الخاص.
ولاشك ان من اكثر العوامل التي تغري بمتابعة الفيلم حتى النهاية، بل
وتقدم تعويضا كبيرا عن ضعف السيناريو وفشله في ربط الاحداث والمواقف ببعضها
البعض والسيطرة على المادة الدرامية للفيلم، هو الأداء الرفيع للممثل
الفرنسي نيشيل بيكولي، الذي بدا ان الدور قد تم تفصيله من أجله، وقد أبدع
هو في القيام بالدور بل واضاف اليه من احساسه الانساني بأبسط وسائل
التعبير، عن طريق الاشارة والايماءة والحركة، وفي اقتصاد وتوحد مذهلين.
مهرجان كان السينمائي ومباريات كرة القدم عند العرب
أمير العمري-
مهرجان كان
منذ أن بدأت أتردد على مهرجانات السينما الدولية وخصوصا مهرجان مهرجان
السينمائي وأنا أقرأ وأسمع دائما سؤالا واحدا يتردد في الاعلام العربي
والصحافة العربية، لا هم للإعلاميين سواه وهو: ما هو حجم الوجود العربي
ومدي فعاليته وقوته خصوصا أمام اسرائيل، ولماذا تغيب السينما العربية أو
الأفلام القادمة من العالم العربي من المسابقة الرسمية، ولماذا لا يحصل
فيلم عربي على السعفة الذهبية... وغير ذلك من الأسئلة والتساؤلات التي تدور
كلها في إطار الذات العربية "الغائبة" أو "المغيبة" ربما تحت تصور ان هناك
مؤامرة ما تحاك ضد الثقافة العربية، كما لو كان العرب قد فعلوا كل ما
يمكنهم فعله، وقدموا للسينما كل ما يلزم لنهضتها وتحررها وازدهارها، لكن
الصهيونية تحاربهم، والغرب عموما يخشى قوة سينمانا وتأثيرها العظيم فيحول
بينها وبين التواجد الفعال في المحافل الدولية التي يسيطر عليها!!
هذه الافكار تتردد في الوسط السينمائي أيضا وبقوة، ويعزي بها الكثير
من السينمائيين العرب أنفسهم، أو يخدع بها من يعلمون الحقيقة منهم جمهورهم
تبريرا لعجزهم وتقاعسهم وذيليتهم.
ولا اريد ان أزيد فأضيف أن هناك ايضا بعض من يكتبون في السينما من
الصحفيين وغيرهم، ممن يرددون هذه الفكرة لارضاء الدوائر التي تدور في فلكها
الصحف التي يكتبون لها والتي لا ترى مثلا أي شيء مهم في مهرجان كان كله سوى
"الوجود العربي" وكيف هو، وهل هو فعال، وما نصيب العرب من الجوائز؟ وكأننا
في مبارة أو مسابقة لكرة القدم لابد فيها من الفوز.
ان الوجود العربي في مهرجان كان هذا العام هو وجود يعكس بالفعل حقيقة
ما تقدمه المساهمة العربية في سينما العالم على مدر العام، كما يعكس حقيقة
التبعية الثقافية الكاملة التي تعيشها المجتمعات العربية، أي تبعيتها للغرب
تحديدا الذي لولاه ولولا ما يقدمه من دعم وتبن للانماط السينمائية المتقدمة
لما وجد اصلا فيلم يمثل تلك الثقافة في كان أو غير كان.
فالفيلم المغربي الذي يعرض هنا في قسم "نصف شهر المخرجين" هو من
التمويل الفرنسي، وكذلك الحال بالنسبة لفيلم اللبنانية نادين لبكي "هلق
لوين" المعروض في قسم "نظرة خاصة". وغير ذلك فلا أظن ان هناك ما يستحق ان
يعرض في كان من الافلام الجديدة التي لم يسبق لها الدوران في حلبة
المهرجانات السينمائية العربية. وكما ان هناك اهتماما سياسيا دائما
بالسينما الايرانية جاء الاهتمام السياسي هذا العام بالسينما في تونس ومصر.
فإلى جانب فيلمين ومخرجتين (المغربية واللبنانية) تلقى السينما
المصرية والافلام التونسية وصناعها، اختفاء كبيرا هنا ولكن لسبب سياسي،
وطبيعي ان السياسة تتحكم في كل شيء في حياتنا شئنا أم أبينا. والسبب هو
الثورتان التونسية والمصرية اللتان استقطبتا اهتمام العالم. وهناك فيلم
مصري عن تلك الثورة المصرية من اخراج 10 سينمائيين مصريين. وفيلم تونسي
تسجيلي عن الثورة التونسية شاركت في انتاجه قناة الجزيرة الوثائقية. وهو
حجم مشاركة معقول جدا، بعيدا بالطبع عن حديث الجوائز ومن بفوز أو لا يفوز،
فمرة أخرى لسنا في مباراة من مبارايات كرة القدم.
وكون أن اسرائيل تشارك بفيلم في المسابقة الرسمية ليس معناه ابدا ان
السينما في اسرائيل اهم واقوى واعظم كما يميل بعض اولئك الذيبن يميلون الى
تعذيب الذات، فالفيلم الاسرائيلي في المسابقة فضيحة بكل المستويات، أقصد
فضيحة سينمائية، والفيلم الاسرائيلي الآخر في اسبوع النقاد فضيحة اخرى
ودليل دامغ على ان تلك الافلام التي تنتج في اسرائيل لا تقدم ما يمكن ان
يثير اهتمام احد في العالم الا اذا تناولت موضوع الصراع العربي او
الفلسطيني الاسرائيلي. وعدا ذلك فانها تغرق في سحابات المخدرات والجنس
والشذوذ الجنسي والصراعات الشخصية السخيقة التي لا تثير أدنى اهتمام من
أحد.
ومطلوب اخيرا من المتباكين على احوال سينما العرب ان يحثوا السلطات
العربية التي تسيطر على الثروة والسلطة، على الاستجابة لمطالب السينمائيين،
والاهتمام بدعم تجارب الانتاج السينمائي المتقدمة اكثر قليلا من
تفاخرها هنا في كان، عاما وراء عام، بمهرجاناتها السينمائية التي يرفع
أحدها شعارا مضحكا أخجل منه كلما رأيته منشورا في المطبوعات
السينمائية الرائجة في سوق كان السينمائية التي تتزود به على سبيل المادة
الدعائية المباشرة، هذا الشعار الذي يقول ان "الفيلم هو الحياة" في حين ان
الفيلم ليس هو الحياة بالطبع، ولو كان كذلك لكنا نعيش حياة ضيقة جدا،
فالفيلم يمكن ان يكون نافذة على الحياة لكنه ليس بديلا عنها أبدا فالحياة
أبقى واشمل من كل الافلام في النهاية خصوصا الافلام السخيفة.. اليس كذلك!
عين على السينما في
14/05/2011
شاعر هوليوود يعود بـ (شجرة الحياة) فى
المسابقة الرسمية للمهرجان
رشا عبد الحميد
نادرا ما نسمع أن نجوم هوليوود يتصارعون من أجل العمل مع أحد
المخرجين، ولكن هذا هو ما يحدث بالفعل مع المخرج الأمريكى تيرينس ماليك
لأنه استطاع رغم قلة أعماله، التى لم تتخط خمسة أفلام فى 38 عاما أن يحقق
نجاحا لم يستطع نظراؤه من المخرجين أن يحققه وربما بعد قائمة طويلة من
الأعمال السينمائية مما وضع الكثيرين فى حيرة، وأصبح الكل يترقب أعماله،
التى دائما توجد جوا من الغموض والجدل، وهذا هو ما أراد منظمو مهرجان كان
الحصول عليه بعرض فيلمه الأخير «شجرة الحياة» فى المسابقة الرسمية لينافس
على جائزة السعفة الذهبية.
ويشير نجوم العمل الذى يضم براد بيت وشون بن وفيونا شو وجيسيكا
شستاينالى أن الفيلم يتحدث عن كل شىء فى الحياة فهو يدور فى فترة
الخمسينيات حول أسرة بها ثلاثة أطفال أكبرهم هو جاك، وكانت الحياة بالنسبة
له جميلة فى أبهى صورها، حيث يعيش وسط أسرة رائعة فالأم بالنسبة له هى رمز
للحب والحنان بينما الأب ويلعبه النجم براد بيت يحاول تعليمه كيف يعيش وسط
العالم ويراعى مصالحه ولكن تنقلب الأمور إلى صورة سوداء عندما يختبر جاك
أول تجاربه مع المرض والمعاناة والموت فيتحول العالم أمامه إلى مكان يصعب
العيش فيه.
ويكبر الطفل ويشعر أن روحه تائه فى العالم الحديث ولكنه يحاول مسامحة
والده ويغفر له ليأخذ بعد ذلك خطواته الأولى فى الحياة وتنتهى القصة بزرع
الأمل من جديد وتسليط الضوء على الجمال والمتعة فى كل شىء حول جاك.
ويعرف عن تيرينس ماليك أنه لا يحب التحدث والظهور الإعلامى إلا قليلا
وقد فضل التحدث عن فيلمه بعد أن يراه الجمهور والنقاد ليكون الحديث عنه ذا
قيمة، ولكن وعلى الرغم من التكتم الشديد عن أى تفاصيل لكواليس العمل فى
حوارات النجوم المشاركين فى الفيلم إلا أنهم أجمعوا أن العمل مع هذا المخرج
هو معجزة لأنه يتيح الفرصة للجميع وفى نفس الوقت يحتفظ بما يريده فى خياله
ليجمع فى النهاية بين إبداع الممثل ورؤيته الإخراجية للعمل، يقول النقاد عن
أعماله إنه دائما يفضل أن تضم أعماله نظرية ما ولكن فى قالب شعرى تشعر أنه
عمل يجمع بين الرمزية والخيال والحقيقة وهو ما يميزه كمخرج، سيعرض الفيلم
يوم الاثنين المقبل.
وقد رشح هذا المخرج لجائزة أفضل مخرج فى مهرجان كان عن فيلمه «أيام من
الجنة» عام 1978 ورشح لجائزة السعفة الذهبية عن نفس الفيلم، كما رشح
لجائزتى الأوسكار كأفضل مخرج وأفضل كاتب سيناريو معدل عن فيلمه «الخط
الرفيع الأحمر» عام 1999، كما فاز بجائزة الدب الذهبى عن نفس الفيلم فى
مهرجان برلين السينمائى.
النساء يفرضن وجودهن كمخرجات في مهرجان كان هذا العام
كان- رويترز
هيمنت أفلام المخرجات على الأيام الأولى من مهرجان كان السينمائي
الدولي، حيث قدمن حكايات عن القتل والبغاء والاغتصاب والانتحار، وذلك بعد
أن خلت المسابقة الرسمية للمهرجان العام الماضي من أي مشاركة نسائية.
وعرضت ثلاث من بين أربع مخرجات تتنافسن على جائزة السعفة الذهبية
المرموقة لأفضل فيلم في كان، أفلامهن أمام الصحفيين في أول يومين
بالمهرجان، وعلى الرغم من انقسام ردود فعل النقاد على الأفلام وتنوع
أساليبها، إلا أنها اشتركت كلها في تقديم صورة مزعجة عن العالم.
والمخرجة والممثلة الفرنسية مايوين، هي أحدث المشاركات في المسابقة
الرسمية هذا العام، حيث عرض فيلمها (بوليس) أمس الجمعة، وهي دراما نقدية
حول فريق من ضباط الشرطة في وحدة حماية الأطفال.
وأوضحت مايوين للصحفيين في كان "لا أعتقد أن هناك حاجة حقا لمناقشة
وضع المخرجات"، وأضافت"لا أعتقد أن جنس المخرج مهم على الإطلاق. ولا أعتقد
أنه يجب أن تكون هناك قاعدة تحدد عددا محددا للمخرجات اللاتي يجب أن تشاركن
في كان، وأكره أن أعتقد أن فيلمي اختير لأن هناك حصة للمرأة".
والفيلم مستوحى من قصص واقعية ويقدم صورة قاتمة لاستخدام الأطفال في
المواد الإباحية والانتهاك الجنسي وزنا المحارم، ويوضح كيف يكافح رجال
الشرطة للفصل بين حياتهم الشخصية والمهنية وفي نهاية الأمر يفشلون.
وقبل ذلك عرض فيلم المخرجة الاسترالية جوليا لي وهو بعنوان (الجمال
النائم)، وتدور أحداثه حول طالبة تتحول إلى ممارسة نوع غريب من البغاء، كما
عرض فيلم الاسكتلندية لين رامساي (يجب أن نتكلم بشأن كيفين) ويدور حول
علاقة متوترة بين أم وابنها.
والمشاركة النسائية الرابعة في المسابقة الرسمية لكان هذا العام، هي
للمخرجة اليابانية ناومي كاواسي بفيلمها (هانزو نو تسوكي)، وهو الثالث لها
في المسابقة.
وأكد خبراء سينمائيون أنه ليس من قبيل المصادفة أن يشارك عدد أكبر من
المخرجات في المسابقة الرسمية لكان هذا العام.
وذكرت انيت اينسدورف أستاذة السينما في جامعة كولومبيا، والتي تحضر
مهرجان كان "يعكس العدد المتزايد من المخرجات في مسابقة كان اتجاها
متناميا".
ويذكر أنه يعرض في كان مطلع هذا الأسبوع، الجزء الرابع من سلسلة أفلام
قراصنة الكاريبي الشهيرة، وهو بعنوان (قراصنة الكاريبي .. في بحار غريبة)
ومن بطولة جوني ديب، وبينيلوبي كروز، اللذين سيسيران على البساط الأحمر تحت
أعين مئات المعجبين وأربعة آلاف صحفي.
إنجلينا جولى فى رحلة عائلية لمهرجان كان
اصطحبت نجمة هوليوود أنجلينا جولى أبناءها الستة وشريكها نجم هوليوود
براد بيت، لمشاهدة فيلم الرسوم المتحركة ثلاثى الأبعاد «كونج فو باندا 2»،
المشارك فى مهرجان كان السينمائى.
تلعب جولى 35 عاما، فى الفيلم دور نمرة، وقالت إنها أحضرت أطفالها
لمشاهدة الفيلم، وأخذت تفكر فيما إذا كانوا سيطرحون عليها أسئلة حوله أم
لا، وتابعت «لقد أحبوه بكل تأكيد».
وعن أفلام الكونج فو قالت أنجلينا جولى: «فى الجزء الأول الذى عرض فى
2008 كان الأمر كما لو كان بإمكانك فعل ما تريد، بغض النظر عن شكلك، أو
شعورك أو مسقط رأسك».
وفى الجزء الثانى تدور الأحداث عن الأسرة، «وبغض النظر عما مررت به
أيام شبابك، يمكنك أن تختار ما تريد فعله فى حياتك».
ويرى النقاد أن الجزء الثانى من «كونج فو باندا» سيساعد فى رسم ملامح
عهد ذهبى جديد لأفلام الرسوم المتحركة، وتقوم جولى فى الفيلم بالأداء
الصوتى للنمرة.
ويلعب جاك بلاك دور البطولة فى هذا الجزء أيضا، ويقوم بأداء صوت
الباندا «بو».
فى الجزء الثانى من «كونج فو باندا»، يتعين على بو الوصول إلى شعور
بالسلام الداخلى كى يتمكن من دحر خصمه اللدود لورد شين.
أما براد بيت فهو فى كان لأسباب خاصة، فهو يلعب دور البطولة فى رائعة
المخرج الأمريكى تيرانس ماليك المرتقبة «شجرة الحياة» ذلك العمل الذى يرصد
رحلة شاب من المراهقة وحتى البلوغ إبان خمسينيات القرن الماضى.
وأعلنت أنجلينا جولى خلال المؤتمر عن رغبتها القوية فى الذهاب إلى
الصين، وقالت إنها تتمنى لو تمكنت من العمل هناك، وقالت: «أنا مستعدة، ولست
مرتبطة بأعمال فى هذه الفترة».
وكشفت إنجلينا جولى مؤخرا عن سر السطر السابع الذى أضافته للوشم على
ذراعها، وأنه يشير إلى مكان ميلاد زوجها براد بيت.
الشروق المصرية في
14/05/2011 |