يتلقّى
المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي جائزة شرفية خاصّة في مهرجان "كان"
السينمائي
الدولي بمناسبة الدورة الرابعة والستّين. وسيتم للمناسبة عرض بعض أفلامه
الأولى
التي ستشكّل، لمن لم يشاهدها بعد، مرجعاً مهمّاً للمقارنة بين قديمه
وحديثة، علما
بأنه يعيش حالياً وضع المعتزل منذ أن أنجز فيلمه الأخير
"الحالمون" سنة 2002 على
الرغم من التقدير الكبير الذي يشغله المخرج برناردو برتولوتشي في سماء
الثقافة
السينمائية كأحد المبدعين المهمّين في السينما، إلا أن المرء عليه أن
يُعاين أعماله
كل على حدة ليجد أنها ليست بالضرورة متساوية في الأهمية على الصعيد الفني
على
الأقل.
لا جدال أنه
اسم كبير، لكن إذا ما كان المرء منصفاً لسواه فإن ما أنجزه هو أعمال ذات
تميّز
وإجادة وأخرى لم تستطع تحقيق المرتبة ذاتها. بكلمات أخرى، لابد من مقارنته
بالمخرج
فديريكو فيلليني أو بالمخرج مايكل أنجلو أنطونيوني للتعرّف على
الفارق بين إبداع
يبدأ من الصفر وآخر يبدأ من نقطة لاحقة. ذاك الذي يبدأ من الصفر أفضل
تكويناً لمادة
بصرية متساوية الأطراف ولأسلوب موحّد يفي مبدأ الانصهار الكامل بين الفنان
وإبداعه.
ذلك الذي يبدأ من نقطة لاحقة يلتقط أعماله من مصادر مختلفة بعضها ذاتي يعود
إليه
وبعضها الآخر مستورد بفعل التأثير. برتولوتشي هو من الفريق الثاني. بلا ريب
لديه
أفلام مهمّة فناً ومضموناً وبلا ريب جلّ أعماله ليست بمستوى جل
أعمال فيلليني أو
أندريه تاركوفسكي او ألفرد هيتشكوك أو جاك ريفيت او أنطونيوني الخ...
البعض يحب
أن يتعامل مع برتولوتشي السياسي. لكننا نجد، مرّة أخرى، تفاوتاً في المفهوم
والالتزام. هو رائع في أعماله الأولى ضد الفاشية والمستوحاة من نظرته إلى
الفترة
التاريخية التي رصدها، وأقل من ذلك حين أخذ يوزّع مضامين
سياسية مختلفة من مكان
لآخر وقد فقد التزامه الأول وبات أقرب إلى الباحث الذي لم يقرر بعد أي وجهة
سيقصدها
في بحثه.
ولد في عائلة مرتاحة ماديا في السادس عشر من شهر آذار/ مارس سنة 1940
في بلدة بارما. والده هو الشاعر أتيليو برتولوتشي. أحب الصبي برناردو
الكاميرا
منذ صغره وشغقته السينما. أوصى الأب صديقه المخرج بيير باولو
بازوليني (وهو شاعر
أيضاً) بابنه طالباً منه إلحاقه بأول أعماله "أكاتوني" (1961) ووافق
بازوليني على
ذلك . كثير من السينمائيين مذكورون في أركان المهام الصغيرة في هذا الفيلم
إذا
تابعت الأسماء أو حصلت عليها بطريقة ما. ستجد مونيكا فيتي وقد عملت قبل
تحوّلها إلى
ممثلة في مجال إعارة صوتها لإحدى الممثلات، والممثل سيرجيو
شيتي (الذي أصبح لاحقاً
أحد وجوه بازوليني المألوفة) في دور صغير (نادل في مطعم). أما برتولوتشي
فكان "مساعد
إنتاج" ما منحه فرصة التواجد في التصوير طوال الوقت والتعلّم.
في العام
التالي كان بازوليني هو كاتب السيناريو لأول فيلم يخرجه برتولوتشي: "الحاصد
المتجهم" The Grim Reaper الفيلم
يعكس أجواء بازوليني ويستلهم أيضاً تلك التي كانت
تعيش فوق سطح السينما الإيطالية في الخمسينات. ليس فيلماً
واقعياً بالمعنى الذي
أسسه فيتوريو دي سيكا أو روبرتو روسيلليني، لكنه أقرب إلى صنعة بازوليني
نفسه، من
حيث مكان الحدث المحفور في أزقة البيئات الدنيا، كما من حيث اهتمامات
المخرج
بازوليني من الشخصيات. إلى ذلك، هناك نَفَسُ تسجيلي في هذا
الفيلم لا يمكن إغفاله
وهو يتحدّث عن العاهرة التي تم اكتشاف جثّتها في الحديقة فجيء بالمشتبه بهم
من
المكان ليحكي كل منهم قصّة الغالب. إنها ليست حقيقية ولتحيط الشبهات بالشاب
المثلي
الذي يعاني من تفرقة وضغينة البعض عليه. لكن الفيلم لا يمتثل
لوجهة مُعيّنة. هو
قائم على لغز مركزي "من القاتل؟" كمبرر لاستعراض شخصياته، ورغبة في توفير
الجواب
نجد الفيلم لا يستفيد كثيراً من معطيات شخصياته ويبدد ما بناه منها كلما
اقترب من
نهايته. مثيرا إبقاء المحقق مغيّباً (نسمعه ولا نراه) فهو متآلف مع التحقيق
الذي
يجريه المخرج عبر كاميراته، لكن الفيلم لا يستنطق حقائق في
نهاية المطاف بل يعرض
وجهات نظر فيها.
واحد من التبعات
التي تحدث حين يعمد المخرج إلى أسلوب تسجيلي يرصد به حكايته هو أنه قد
يأخذ، في
غمار اكتفائه بالرصد، مسافة من الشخصيات ويقدّم فيلماً تنقصه الحرارة. هذا
إلى حد
بعيد ما يقع فيه برتولوتشي في فيلمه الأول هذا. هذا هو أيضاً
منحى أعمال بازوليني
المختلفة ما يكشف التأثير الذي تركه هذا على المخرج الشاب.
هذا لا يعني أن المرء
سوف لن يلحظ أن بازوليني أسّس شيئاً من عناصره الخاصّة خصوصاً حين يأتي
الأمر إلى
استخدام اللون الداكن ليخلق عمقاً للصورة أو ليضربها باللون الأبيض في
تناقض واضح.
هذا التصوير التعبيري موجود مثلاِ في فيلمه اللاحق "الملتزم" بعد تسع سنوات
وقد
أصبح معلماً مهماً في أسلوبه.
برتولوتشي تأثّر أيضاً بجان-لوك غودار. أحب صنعة
المخرج الفرنسي وأسلوبه التركيبي ومنحاه السياسي. هذا واضح في فيلم
برتولوتشي
الثاني "قبل الثورة" حيث مزيج من الأسلوبين معاً يطغيان على
الصورة والمضمون.
كلاهما (الصورة والمضمون) سيتبلوران أكثر في فيلمه اللاحق. "قبل الثورة"
يدور حول
شاب ينضم إلى الحزب الشيوعي في الوقت الذي لا يزال يسعى فيه لمعرفة نفسه.
قراءة
هويّته وتحديد اتجاهه. يُصاب الشاب بصدمة حين يغرق صديق له (لا
نعرف إذا كان عن
حادثة أو انتحاراً) وينطلق بطل الفيلم متأثراً ومعانياً. حين يلتقي بقريبته
يرتبط
معها بعلاقة عاطفية يحاول من خلالها سد ذلك الجانب التائه من ذاته. هذا ما
يحوّل
الفيلم من بحث في موضوع مهم، إلى موضوع أقل أهميّة خصوصاً وأن
نهاية ذلك الفيلم هي
مصالحة الشاب مع خلفيّته البرجوازية.
إذا كان في فيلمه السابق عمد إلى تورية
المحقق، فإنه هنا يعمد إلى شخصيات تنظر إلى الكاميرا وتتعامل
معها. لكن هذه المرة
سنجد أن هذا الفيلم لم يترك الرصيد البيّن الذي ينشده كل مخرج بل كان عتبة
ثانية
صوب الوصول إلى الأفضل. لمن شاهد أفلام برتولوتشي اللاحقة، سيجد أن المخرج
تهرّب
أكثر من مرّة من اعتناق ما يوفّره. قبل أي ثورة يتحدّث عنوان
الفيلم؟ لن نعرف إلا
إذا كانت ثورة بطله على نفسه، لكنها ليست ثورة بل ارتداد.
بعد هذا الفيلم جاء
دور بضع كتابات (من بينها كتابته لقصّة "حدث ذات مرّة في الغرب" الذي أخرجه
سيرجيو
ليوني سنة 1968) وفيلم قصير ("حب وغضب" سنة 1967) وفيلم طويل ("شريك" سنة
1968
الذي لم أشاهده). في العام 1970 قدّم الفيلم الذي سيضعه فعلاً على الخارطة: "الملتزم".
إنه عن شاب ايطالي اسمه مارشيللو (الفرنسي جان- لوي ترتينيان) متزوّج
من فتاة اسمها غويليا (ستيفانيا سندريللي) ويعيش في ظل الفترة الموسيلينية
ينضم إلى
الحزب الفاشي لأهداف غير إيديولوجية: إنه يحاول فتح صفحة جديدة في حياته
الخاصة
بعيدة عن ماضيه الذي يعتبره ملوّثاً بسبب حادثة قتل وحادثة معاشرة مثلية.
يرى أنه
إذا ما تمثّل وتماثل بالحزب الفاشي فإن ذلك سيمنحه القوّة
والنقطة التي يريدها لأجل
أن ينطلق بعيداً عن ماضيه. الحزب بدوره يطلب منه البحث عن أستاذه السابق
وقتله.
ولتنفيذ ذلك عليه الذهاب إلى باريس حيث
يعيش البروفوسور كوادري (إنزو تاراشيو).
هناك يقع مارشيللو في حب زوجة البروفسور انا (دومينيك ساندا).
إنها رواية ألبرتو
مورافيا التي تجاوزها المخرج في عمله هذا رغم بقائه أميناً لما ورد فيها من
أحداث
ومشاعر. لكن بين الرواية التي تتميز بسرد واضح الأسلوب وبين الفيلم الذي
يغلّف كل
شيء بسرد متشابك يكمن الاختلاف. في أحد وجوهه تطويع المادة
الروائية لقدر كبير من
الابتكار في السرد. الفيلم يبدأ من نهايته ثم يعود في "فلاشباك" ثم هناك "فلاشباك"
في "فلاشباك". لكن إجادة الفيلم لها أسباب أخرى أيضاً. إنها في تحوّل
الفيلم من
الضياء إلى الدكانة. من الوعد الكبير لمرحلة جديدة من الحياة إلى الغرق في
القاع من
جديد، وأكثر من ذي قبل.
الجزيرة الوثائقية في
02/05/2011
الطريق العربي إلى "كان" بدأ
محمد رضا
إذ يحتفي مهرجان “كان” بالسينما المصرية هذا العام، بسبب الوضع
المستجد ثقافياً وسياسياً في مصر، تفتح المناسبة ذاتها ملفّاً شائكاً
لعلاقة السينما العربية بأسرها بهذا المهرجان المتوّج كأهم لقاء سينمائي
سنوي في العالم .
ذلك أن معظم المشاركات العربية عبر السنين حطّت في الأقسام الموازية
(“نظرة خاصّة”، “أسبوع النقاد”، “نصف شهر المخرجين”- وهذا الأخير يقام
مستقلاً تماماً كما هو معروف) ما يكشف عن أن الوصول الى الشاشة الرئيسة
الأولى لا يزال متعذّراً على كثيرين . لم يغيّر هذا الوضع فوز الجزائري
محمد لخضر حامينا بالسعفة الذهبية سنة ،1975 ولم يغيّرها توافد المخرج
المصري الراحل يوسف شاهين مراراً على المهرجان ومنحه جائزة تكريمية خاصّة
(طيفه الجميل لا يزال يطل علينا في كل دورة حتى بعد غيابه)، كما لم يغيّرها
اشتراك القلّة من المخرجين العرب في المسابقة كل بضع سنوات . ما سيغيّرها
جيل جديد من السينمائيين يدركون أن المطلوب هو إتقان العمل على الهوية
الفنية والتعبيرية . الاشتغال على الذات والترجمة البصرية لها، وخفض سقف
الرغبة في القضيّة الكبيرة . لا أدعوهم لأن يعمدوا الى السينما ذاتية او
غير ذاتية، فهناك الجيد والرديء في كل منها، كما أن كل سينما جيّدة هي
تأليف ذاتي- لا يمكن الا أن تكون، لكني أدعوهم الى التفكير بالمستحيل وتحدي
المصاعب وعدم الرضا بالتنازلات . في الوقت ذاته، كل تحد بحاجة إلى سلاح،
وسلاح السينمائي ثقته بنفسه وبدوره في الحياة وعلمه .
في الوقت ذاته لا يعني ذلك أن اللعبة عادلة، فمن تابع عروض الأفلام
العربية الجديدة خلال السنوات العشر الأخيرة، على سبيل المثال فقط، يدرك أن
بضعة أعمال جيّدة، من بينها مثلاً “حاوي”، لابراهيم بطوط، لم يُتح لها
الظهور على هذه الشاشة الدولية رغم جودتها وذلك لسببين فقط: المسابقة تريد
أعمالاً ذات مستوى إنتاجي عالٍ . يُفضل أن تكون لمّاعة، مبهرة، مع نجوم
يلهبون الوسائل الإعلامية، مع العلم أن هناك أفلاماً ممتازة غير قادرة على
الوصول الى ذلك المستوى في النهاية، والسبب الثاني هو أن معظم ما يتم
تقديمه على شاشة المسابقة من تمويل أوروبي (فرنسي أو سواه) كامل أو غالب .
أو في أحوال أخرى، مباع إلى شركة توزيع أوروبية .
كلا السببين يعرقلان محاولة النمو ويبددان الكثير من الأحلام بالوصول
الى المسابقة التي هي حق لكل سينمائي مبدع حول العالم، وبالتالي الى حمل
تلك السعفة الذهبية التي خطفها عبر السنين الطويل عشرات المخرجين من أوروبا
وأمريكا ومناطق أخرى مختلفة من العالم .
رغم ذلك كلّه، فإن الخطوة الأولى عليها أن تبدأ من عندنا وليس من عند
سوانا . وهي بدأت مع الثورات التي تعيشها بعض الدول العربية التي حُكمت
بالوعود المتلاشية والقوّة المتناهية وقوى المخابرات والقمع . مع المتغيرات
التي تقع في العالم العربي، والتي تعد بعملية ولادة جديدة لعالم طالما بحث
عن الحريّة والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية ليجدها دائماً محبوسة في
خزائن الحكّام، لابد أننا سنشهد تجديداً شاملاً وإذا ما سار كل شيء في
الطريق المأمول، فمن يدري، لعلّنا سنجد قريباً فيلماً عربي التمويل والصنعة
والفن لا يمكن تجاهله . ربما هي السعفة الذهبية او الأوسكار أو على الأقل
بداية الطريق لسينما جديدة ولو أن كل جديد له جذور في الماضي . وجذورنا
جميلة جداً .
الخليج الإماراتية في
02/05/2011
حضور لقضايا المرأة العربية
اللبنانية نادين لبكي والمغربية ليلى كيلاني تمثلان العرب
في كان
عبدالستار ناجي
أعلنت منذ أيام القائمة النهائية للاعمال المختارة لتظاهرة أسبوع
المخرجين وهي احدى التظاهرات الاساسية التي يتشكل منها مهرجان «كان»
السينمائي بمسابقته الرسمية وتظاهرة نظرة ما وأخيرا أسبوع النقاد
والسينمائيين.
وهذه التظاهرات تمثل الاختيارات الرسمية بالاضافة الى سوق كان الدولية
التي تقدم سنويا أكثر من 2000 من أحدث نتاجات الفن السابع.
وفي الاطار الرسمي يشكل حضور المرأة العربية من خلال مخرجات سينمائيات
بوابة حقيقية لتسليط الضوء على قضايا المرأة في العالم العربي، مشيرين الى
ان اللبنانية نادين لبكي تؤكد حضورها بعد تجربتها المتميزة في فيلمها
الروائي الاول، سكر بنات (كراميل) الذي عرض يومها في تظاهرة أسبوعا
المخرجين وحق جائزة تلك التظاهرة، بالاضافة الى جائزة نقاد السينما
العالمية.
وفي الدورة الرابعة والستين التي تنطلق أعمالها في غضون أيام قليلة
(10 الى 22) مايو الحالي تقدم المخرجة والنجمة اللبنانية نادين لبكي فيلمها
الجديد «هلق لوين؟» (أو - الآن الى أين؟) حسب اللغة العربية الفصحى الذي تم
اختياره لتظاهرة «نظرة ما» وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية وتعرض
أفلامها في صالة كلود ديبوسي في قصر المهرجان، وهذا يعني ان الفيلم كان قاب
قوسين أو أدنى من بلوغ المسابقة الرسمية، وهنا نحن لا نقلل من قيمة
الاختيار، بل نؤكد عليه خصوصا اذا ما عرفنا ان هذا الاختيار يأتي من أصل
أكثر من 2000 فيلم شاهدتها اللجنة المنظمة.
ويتناول الفيلم الذي سنكتب عنه لاحقا اثناء انطلاق فعاليات المهرجان،
وكما أشار تقرير أرسلت به المسؤولة الاعلامية عن الفيلم الزميلة زينة صغير
يتناول قصة مجموعة من النساء في قرية من قرى لبنان وبلغت كلفة الانتاج
أربعة ملايين يورو ويعتبر أكبر انتاج في تاريخ السينما اللبنانية، وهو من
انتاج الفرنسية آن دومنيك توسان، مدة الفيلم ساعة و50 دقيقة ويشارك في
بطولته عادل كرم وانجو ريحان وعدد آخر من نجوم السينما اللبنانية.
هذا، ويتنافس ضمن هذه التظاهرة 19 فيلما تضم عدداً مهماً من صناع
السينما العالمية ويترأس لجنة تحكيم هذه التظاهرة المخرج البوسني أمير
كوستاريكا الفائز بالسعفة الذهبية مرتين.
اما المخرجة المغربية ليلى الكيلاني، فقد اختارت لها اللجنة المنظمة
لتظاهرة - اسبوعا المخرجين - أول أعمالها الروائية «على ظهر السفينة» -
وهنا ايضا، حضور خصب لقضايا المرأة ومعاناتها، والمعروف ان ليلى تعيش بين
باريس وطنجة، وقد حققت خلال مشوارها السينمائي، مجموعة مهمة من الاعمال
الوثائقية والتسجيلية رسخت حضورها وأكدت لغتها السينمائية المشبعة بالحس
الفني المراهق واللغة التي تحمل المواجهة، والكشف عن المعاناة الانسانية،
ومن أعمالها «طنجة الحلم»» و«نحن غير المرغوب في دخولهم» وغيرها من الاعمال
السينمائية التي راحت تؤكد نزعة الترد والرغبة في التغيير التي تميز
اعمالها، وفيلمها الروائي الجديد، يذهب في ذات الاتجاه.
وتشير هنا الى ان الدورة المقبلة لمهرجان «كان» السينمائي الدولي
ستشهد حضورا عربيا مكثفا، حيث تنظم اللجنة المنظمة لمهرجان «كان» السينمائي
عدداً من التظاهرات التي تحتفي بالثورتين التونسية والمصرية، كما يشهد
المهرجان عرض الفيلم الروائي الكويتي الجديد «تورا بورا» في سوق الافلام
الدولية من توقيع المخرج الروائي الكويتي وليد العوضي وبطولة النجم القدير
سعد الفرج وخالد أمين واسمهان توفيق وعبدالله الزيد وعبدالله التورة وعدد
آخر من الكوادر السينمائية المغربية والعالمية.
هذا وسنقوم من خلال «النهار» بتغطية فعاليات المهرجان عبر رسالة
يومية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
03/05/2011
الأفلام المصرية في
كان تثير جدلا بين السينمائيين
كتب
:أحمد
عاطف
أعلنت إدارة مهرجان كان
السينماذي الدولي رسميا عن اختيار مصر ضيف شرف الدورة الجديدة
الـ46 للمهرجان
التي تبدأ11 مايو الحالي وقال بيان صادر عن المهرجان ان هذه اضافة جديدة
للمهرجان
وان دعوة مصر ليست فقط للاجتماع ببلد اظهر للعالم رغبته في تغيير التاريخ
من خلال
الثورة إنما ايضا للاحتفاء ببلد كبير من بلدان السينما.
وسوف يتضمن الاحتفال بوجود مصر كضيف شرف الذي يقام يوم18مايو عرض
ثلاثة
افلام مصرية فقط هي(18 يوم) و(صرخة نملة) ودعوة وزير الثقافة الفرنسي لعدد
من
الفنانين المصريين لحضور حفل الافتتاح, والحق ان هذا الاحتفال شرف عظيم
لمصر لكن
الافلام المختارة وبعض المشاركين فيها والضيوف الذي تسربت
اخبار حضورهم تثير الكثير
من الجدل في الوسط السينمائي الآن ففيلم(18يوم) هو عشرة افلام قصيرة لعشرة
مخرجين
سينمائيين لحكايات عاشوها أو سمعوها أو تخيلوها عن الثورة والافلام اخرجها
شريف
عرفة ومروان حامد ويسري نصر الله وكاملة ابوذكري ومريم ابوعوف
ومحمد علي وشريف
البنداري وخالد مرعي واحمد عبدالله واحمد علاء وفي البداية ابدي المخرج
محمد خان
تعجبه علي صفحته علي الفيس بوك من اختيار افلام لمخرجين اخرجوا الحملة
التليفزيونية
والبرنامج التسجيلي لحملة الترويج للرئيس المخلوع في الانتخابات عام2005
وحملات
اخري للحزب الوطني المنحل مثل فكر جديد ولم يذكر خان في حوار
صحفي لاحق اسم هؤلاء
واحدهم هو الذي اخذ مبادرة انتاج فيلم18يوم بصيغته ودفع التكاليف القليلة
التي تم
صرفها لبعض الفنيين حيث عملت الاغنية بما فيها النجوم بدون أجر وتم
الاستقرار ان
ايرادات الفيلم المزمعة ستخصص لحملات توعية سياسية ومدنية
بالقري كما جاء في بيان
مهرجان كان.
ومما أثار حفيظة السينمائيين ان بعض الممثلين المشاركين في فيلم18
يوم كانوا ممن ساندوا النظام السابق سواء قبل أو اثناء الثورة ودارت
مناقشات في
صياغة بيان يصدره السينمائيون اعتراضا علي شكل المشاركة
المصرية في هذا التكريم
انطلاقا بانه من غير المعقول ان يكون من يمثل السينما المصرية في احتفال
عظيم كهذا
من بينهم من صنعوا دعاية للنظام السابق وكرسوا للظلم ومهدوا للتوريث أو من
ممثلين
حاولوا اجهاض الثورة ووصلوا الي سب الثوار وتخويفهم حيث ترددت
انباء عن وجود اسماء
من بين هؤلاء سيصعدون السجادة الحمراء في التكريم.
ورغم إيمان السينمائيين
المعترضين بحق كل فنان في ان يصنع ما يشاء من افلام وانهم ضد
تخوين زملائهم فان من
حق السينمائيين الخوف من ان تستغل هذه المناسبة لمحاولة غسيل سمعة بعض
الاشخاص أو
كسرقة للثورة من البعض الآخر, وهناك رأي نقدي آخر يري ان فيلم مجمع غير
مضمون
مستواه ولم ينته حتي الآن مثل18 يوم وفيلم آخر رآه بعض النقاد
انه تجاري النزعة
وكتبوا عنه سلبيا مثل صرخة نملة الذي اخرجه سامح عبدالعزيز رغم موهبته
كمخرج ليسا
هما التمثيل المشرف لمصر في هذا اليوم المشهود, اذا يتساءل الجميع لماذا لم
يتم
اختيار مجموعة من أهم الافلام المصرية التي نقدت عصر مبارك مثل
زوجة رجل مهم ومواطن
ومخبر وحرامي وغيرهما.
والسؤال الآن: الم يكن من الممكن الموازنه بين الافلام
التسجيليه التي تتحدث عن وقائع الثورة المصرية حتي وان كان مخرجوها ممن
ساهموا في
تجميل النظام السابق, وبين الافلام الكلاسيكية التي انتقدت
احوال المجتمع في ظل
النظام السابق. ؟
الأهرام اليومي في
04/05/2011
صناع فيلم «١٨ يوماً» يسابقون الزمن للحاق بمهرجان
«كان»..
و٩٥% منهم يتنازلون عن أجورهم
كتب
أحمد الجزار
يحاول صناع فيلم «١٨ يوماً»- الذى يعرض على هامش فعاليات مهرجان «كان»
السينمائى يوم ١٨ مايو المقبل احتفالا بالثورة المصرية- الانتهاء من الفيلم
خلال أيام حتى يتم تسليم النسخة النهائية للفيلم إلى إدارة المهرجان فى
أقرب وقت قبل الافتتاح يوم ١١ مايو المقبل. كان المهرجان قد وافق على عرض
الفيلم فى احتفالية خاصة للأفلام المصرية والتونسية بعد أن شاهد مجموعة
الأفلام التى يتضمنها هذا الفيلم الذى يضم ١٠ أفلام قصيرة تتراوح مدتها بين
١٠ و١٤ دقيقة شارك فى إخراجها ١٠ مخرجين من أعمار مختلفة.
وقال مروان حامد إن عرض الفيلم فى المهرجان جاء بالصدفة وبناء على
رغبة من صناعه، وقد تولى المخرج يسرى نصر الله إجراء الاتصالات مع بعض
المسؤولين فى المهرجان الذين شاهدوا الفيلم وتحمسوا لعرضه خاصة أنه أول
فيلم متكامل عن ثورة ٢٥ يناير، أضاف مروان: اختيار «١٨ يوما» ليكون عنوانا
للفيلم تم بإجماع معظم صناعه، خاصة أن أحداث الأفلام العشرة تدور بالكامل
فى الأيام الثمانية عشر التى استغرقتها الثورة، فى حين أن ترتيب الأفلام
داخل الفيلم لم يحسم حتى الآن خاصة أن هناك أفلاما لم ينته تصويرها وجارٍ
تنفيذها خلال الأيام المقبلة، ومن المقرر حسم ذلك عقب إنتهاء جميع مراحل
الأفلام العشرة.
وقال مروان إن معظم الأفلام التى ستشارك فى هذا العمل تراوحت مدة
تصويرها بين يوم ويومين فقط، وقد قام صناع هذه الأفلام بإنتاجها على نفقتهم
الخاصة، بل إن ٩٥% من صناع هذا العمل تنازلوا عن أجورهم سواء كانوا ممثلين
أو كتاباً أو مخرجين بالإضافة إلى الفنيين أيضا، كما أن عمليات ما بعد
التصوير سواء المونتاج والتحميض والطبع قد تم التبرع بتكاليفها من قبل بعض
الشركات، لدرجة أن ميزانية الأفلام العشرة لم تتجاوز ٣٠ ألف جنيه، وهذا
يؤكد أننا نجحنا فى تقديم فيلم بعيد عن آليات السوق العادية والمنتجين
التقليديين كما أننا لم نحدد خطوات توزيعه أو عرضه فى دور العرض حتى الآن،
ومن المقرر حسم ذلك بعد عرضه فى «كان».
وقال المخرج محمد على الذى يشارك بإخراج أحد الأفلام العشرة إن
ميزانية فيلمه لم تتجاوز ٤ آلاف جنيه وإنه انتهى من تصويره فى يوم واحد
فقط، وكان ضيق الوقت أكثر العوامل التى واجهت هذا الفيلم، كما أن الصدفة
كانت وراء تنفيذه لأنه لم يكن هناك أب شرعى للعمل حتى الآن ،ومعظم
المشاركين فى العمل قاموا بإخراج أعمالهم بمبادرة شخصية فى البداية لدرجة
أن المخرج يسرى نصر الله بدأ تصوير فيلمه قبل التفكير فى هذا العمل، وقد
قمنا بتصوير هذه الأفلام بالكامل بكاميرا شخصية محمولة وليست كاميرات سينما
لتوفير النفقات وإمكانية التصوير داخل المظاهرات والأماكن المزدحمة.
أضاف على: لن يكون هناك تتر منفصل لكل فيلم، وسنكتفى بكتابة أسماء
صناع الأفلام على تتر واحد فى نهاية العمل بالكامل، وطالب «على» غرفة صناعة
السينما بضرورة فتح أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة لاستيعاب هذه الأعمال،
خاصة بعد أن أصبحت معظم دول العالم متعطشة للأفلام المصرية الجديدة.
شارك فى الفيلم مجموعة من النجوم أبرزهم أحمد حلمى ومنى زكى وهند صبرى
وعمرو واكد وآسر ياسين وإياد نصار، أما الأفلام العشرة فهى «احتباس» إخراج
شريف عرفة، و«داخلى خارجى» إخراج يسرى نصر الله، و«تحرير ٢-٢» لمريم أبوعوف،
و«١٩ / ١٩» لمروان حامد، و«لما يجيلك الطوفان» لمحمد على، و«خلقة ربنا»
لكاملة أبوذكرى، و«حظر تجول» لشريف البندارى، و«كعك التحرير» لخالد مرعى،
و«أشرف سبرتو» لأحمد علاء، و«شباك» لأحمد عبدالله، ومن المقرر أن يسافر
صناع الفيلم بالكامل إلى «كان» لحضور العرض الخاص له فى حضور وزير الثقافة
المصرى عماد أبوغازى.
المصري اليوم في
04/05/2011 |