«مهرجان القاهرة السينمائي» عثر بأعجوبة على مخرج مصري يضحّي بدولارات
الخليج، ويبقى في بلاده ليمثلها. وعزت أبو عوف يشكو قلّة الإمكانات، قبيل
انطلاق الدورة 34 التي تسترجع «العم نجيب» من المكسيك
المسابقة الأكثر صعوبة في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» هي مسابقة
العثور على فيلم مصري لم يعرض في مهرجان آخر، كي يُسمح له بالتنافس في
المسابقة الرسمية. هذه المرة، اختار المهرجان في دورته الـ 34 التي تنطلق
غداً وتستمرّ حتى 9 كانون الأول (ديسمبر)، فيلماً لخالد الحجر. وهذا المخرج
كان قد مثّل بلاده في مهرجانها الدولي قبل عامين بفيلمه «مفيش غير كده»
الذي خرج بلا جوائز. أما في الدورة الحالية التي تتخذ من وجه نفرتيتي
شعاراً لها، فيشارك الحجر بجديده «الشوق». وقد وعد الحجر الجمهور بأنه
«سيتلقى صدمة». وما دامت الصدمة التي تنتظرنا لا علاقة لها بالمستوى الفني
للفيلم، فإن مشاركة شريط مصري في المهرجان المصري ضرورية، حتى لو كان
الفيلم المصطفى من بطولة روبي وشقيقتها كوكي. الشريط يسرد قصة شقيقتين في
أسرة إسكندرانية بسيطة ترعاها الأم (سوسن بدر). ويعالج السيناريو الذي كتبه
سيد رجب قضية الكبت الجنسي في مناخ الفقر.
وبعد حيرة تتكرر سنوياً، أعلنت إدارة المهرجان، الذي يترأسه عزت أبو عوف،
اختيار «عام آخر» للإنكليزي مايك لي ليكون فيلم الافتتاح. ينسج الشريط
عناصر الدراما من يوميات عائلة ناجحة، تجابه آلام الحياة بتجارب الآخرين.
ووقع الخيار على هذا الفيلم، بعد منافسة مع «حاوي» لإبراهيم البطوط الحائز
الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم العربي في «مهرجان الدوحة ترايبيكا»،
وفيلم «الأب والغريب» للإيطالي ريكي تونياتزي الذي يشارك في بطولته المصري
عمرو واكد واللبنانية نادين لبكي. لكن الفيلم الإيطالي ذاته يتنافس ضمن
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة مع «شوق» خالد الحجر، و14 فيلماً آخر،
منها «اسأل قلبك» للتركي يوسف كورسينلي، و«الكثير من أجل العدالة» للمجري
ميكلوس يانكشو، و«غبار الذهب» لليونانية مارغاريتا ماندا، وغيرها من
الأعمال... وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 11 عضواً،
بينهم المخرج المصري علي بدرخان، والممثل المغربي محمد مفتاح. وفي سبيل ضرب
عصفورين بحجر، اختار المهرجان لرئاسة اللجنة ذاتها المكسيكي أرتورو
ريبشتاين، فهو ذاته الذي يشارك بفيلمه «بداية ونهاية» الذي صوره عام 1993
عن رواية نجيب محفوظ التي تحمل العنوان ذاته. وتشارك النسخة المكسيكية من
رواية «عميد الرواية العربية» ضمن برنامج «مصر في سينما العالم» الذي يشارك
فيه شريط مكسيكي «محفوظي» آخر هو «زقاق المدق» للمخرج جورج فونس من بطولة
سلمى حايك.
يشارك لبنان بفيلمين هما «شتي يا دنيي» لبهيج حجيج، و«رصاصة طائشة» لجورج
هاشم
ويترأس الكاميروني باسيك باكور لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الديجيتال. وتشهد
الدورة الحالية مفاجأة هي مشاركة الفيلم المصري «الباب» الذي كتبه وأخرجه
طبيب مصري شاب هو محمد عبدالحافظ. وقد أجرى بنفسه عمليات المونتاج
والمؤثرات البصرية، بعدما صوّر الفيلم بكاميرا ديجيتال، واستعان بأصدقائه
وعائلته للتمثيل، فأنجز فيلمه بكلفة لا تتجاوز مئة دولار أميركي! لم يدرس
عبد الحافظ السينما سوى عبر الإنترنت، وانتهى من فيلمه كاملاً في عام من
دون أي مساعدة إنتاجيّة. وعندما تقدم بفيلمه لمهرجان القاهرة، فوجئ
باختياره ممثلاً وحيداً لمصر في مسابقة أفلام الديجيتال الطويلة، ليتنافس
مع 15 فيلماً أجنبياً، باستثناء مشاركة عربية خجولة مع «متشابك للون
الأزرق» للعراقي حيدر رشيد.
11 شريطاً فقط، يشارك في مسابقة الأفلام العربية التي تمنح جائزتين لأفضل
فيلم وأفضل سيناريو (كل منهما بقيمة 17 ألف دولار). المسابقة التي يرأس
لجنة تحكيمها المنتج المصري محمد العدل، تتنافس فيها ثلاثة أفلام مصرية، هي
«الطريق الدائري» للتسجيلي تامر عزت في تجربته الروائية الطويلة الأولى،
و«ميكروفون» لأحمد عبد الله الحائز جائزة «التانيت الذهبي» في قرطاج،
و«الشوق» لخالد الحجر. ويشارك لبنان بفيلمين هما «شتي يا دنيي» لبهيج حجيج،
و«رصاصة طائشة» لجورج هاشم. كذلك يشارك العراق بـ«ابن بابل» لمحمد الدراجي
و«حي خيالات المآتة» لحسن علي، وتونس بـ«آخر ديسمبر» لمحمد كمون، والمغرب
بـ«الجامع» لداوود أولاد السيد، والبحرين بـ«حنين» لحسين الحليبي، وسوريا
بـ«مرة أخرى» لجود سعيد. كما يخصص المهرجان قسماً للأفلام العربية الجديدة،
فيعرض أعمالاً من المغرب والإمارات والعراق، وقسماً للسينما التركية
الجديدة، وآخر للسينما الأفريقية، وقسماً لأفلام فازت بجوائز مهرجانات
مختلفة، ليصل الرقم إلى 70 دولة في هذه الدورة التي تكرّم مدير التصوير
سمير مرزوق، والنجمتين ليلى علوي وصفية العمري. هذا فضلاً عن تكريم
الراحلين أمينة رزق ومحمود المليجي اللذين يصادف المهرجان مع الذكرى المئة
لمولد كلّ منهما... ولإضفاء صفة عالمية على الحدث، يحلّ ريتشارد غير
وجولييت بينوش ضيفين على المهرجان.
منين أجيب نجوم؟
في الوقت الذي انتقد فيه مراقبون غياب السينما الأميركية عن المسابقة
الرسمية لـ«مهرجان القاهرة السينمائي»، يحل نجم هوليوود ريتشارد غير ضيفاً
على الدورة الحالية.
وكان رئيس المهرجان عزت أبو عوف قد أعلن عجزه عن استضافة «النجوم الكبار في
هوليوود»، بسبب «ضعف الإمكانات المادية مقارنة بالمهرجانات العربية
الأخرى»، في إشارة إلى مهرجانات الخليج السينمائية.
وأضاف: «لو معايا 4 ملايين دولار ها طلع مايكل جاكسون من تربته!».
هكذا تم التراجع عن استضافة كيت وينسلت واستبدلت بها النجمة الفرنسية
جولييت بينوش. وقد اعترف أبو عوف في مؤتمر صحافي بأنّها «غير معروفة في
مصر»، لكنها تبقى «معروفة» قياساً إلى ثالث المكرمين الأجانب، ألا وهي
الكورية بون جنجهي.
الأخبار اللبنانية في
28/11/2010
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 34...
حضور عالمي
لافت وعربي ضعيف وتكريم الفيلم التركي
فايزة هنداوي
تنطلق غداً دورة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الـ 34، وتستمر إلى 9
ديسمبر (كانون الأول) 2010. تشارك فيها 71 دولة وتستضيف نجوماً
من أنحاء العالم من
بينهم: الفرنسية جولييت بينوش والأميركي ريتشارد غير.
يُفتتح المهرجان بفيلم «عام آخر» (إنكلترا - 2010)، إخراج مايك لي وبطولة
جيم
برودبينت، ليزلي مانفيل، روث شين، وأوليفر مالتمان.
يتضمن المهرجان ثلاث مسابقات رئيسة:
«المسابقة
الدولية للأفلام الروائية الطويلة»، يترأس لجنة التحكيم فيها المخرج
أرتورو ريبستاين (المكسيك) بعضوية: المخرج هكتور أوليفييرا (الأرجنتين)،
الممثل
ريمي جيرار (كندا)، المنتج أندروجي فاجنا (المجر)، الممثل عرفان خان (الهند)،
الممثل لوتشيانو سوفينا (إيطاليا)، الممثل محمد مفتاح
(المغرب)، المخرج علي بدرخان
والمنتج محمد حفظي (مصر)، والممثلات: بون جوهننجي (كوريا الجنوبية)، دينيس
نيومان (جنوب أفريقيا)، وميلتيم ككومبول (تركيا).
يشارك في هذه المسابقة 16 فيلماً من أنحاء العالم من بينها: الفيلم المصري
«الشوق»
للمخرج خالد الحجر، بطولة روبي وشقيقتها في أولى تجاربها التمثيلية، إضافة
إلى أفلام من فرنسا وبلغاريا والأرجنتين واليونان وغيرها. المؤسف خلوّ هذه
المسابقة
الدولية من أي مشاركة عربية باستثناء الفيلم المصري.
«مسابقة
أفلام الديجيتال»: يشارك فيها 17 فيلماً من إيطاليا، المجر، الصين،
بولندا، الفيلبين، لبنان الذي يشارك بفيلم «شتي يا دنيا»
للمخرج اللبناني بهيج حجيج
(فاز
بجائزة أفضل فيلم عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي)، إضافة إلى مصر
بـ{الباب» لمحمد عبد الحافظ، وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في هذه
المسابقة
التي يرأس لجنة التحكيم فيها المخرج باسيك با كوبهيو
(الكاميرون).
«مسابقة
الأفلام العربية»: تضم أفلاماً من: البحرين، العراق، لبنان، سورية،
المغرب، تونس وفيلمين من مصر: «ميكروفون» لأحمد عبد الله، و{الطريق
الدائري» لتامر
عزت.
تقدّم وزارة الثقافة المصرية الجائزة في هذه المسابقة، وقيمتها 100 ألف
جنيه
مصري تمنح مناصفة بين المنتج والمخرج.
يرأس لجنة التحكيم العربية المنتج محمد العدل (مصر) وتضم في عضويتها:
الممثل
فتحي عبد الوهاب (مصر)، المخرجة هيفاء المنصور (السعودية)،
الممثل بسام كوسا (سورية)،
والكاتب إبراهيم لطيف (تونس).
مهرجان المهرجانات
في المهرجان أيضاً: «مهرجان المهرجانات»، يعرض الأفلام التي شاركت في
مهرجانات
دولية، يشارك فيه 60 فيلماً من: الأرجنتين، كرواتيا، فرنسا،
ألمانيا، البرازيل
والهند... و{خارج المسابقة» تُعرض سبعة أفلام من: فرنسا، الهند، بولندا،
رومانيا،
صربيا، وفنزويلا...
بدوره، يعرض قسم «السينما العربية الجديدة» أفلاماً عربية حديثة الإنتاج من
بينها: «الخطاف» (المغرب)، «ضربة البداية» (العراق)، و{دار
الحي» (الإمارات العربية
المتحدة).
مصر في عيون العالم
تحت عنوان «مصر في عيون سينما العالم»، يعرض المهرجان أفلاماً أنتجت في
العالم
وكانت مصر موضوعها الرئيس من بينهما: {قصة يوسف وأخوته»
(إيطاليا)، «بداية ونهاية»
و{زفاق المدق» (المكسيك) المقتبسان من روايتين للأديب المصري نجيب محفوظ.
كذلك، يلقي المهرجان الضوء على السينما التركية الجديدة عبر عرض سبعة أفلام
تركية، من بينها: «حدف البحر» للمخرج نسلي كولجسين، «أبيض
وأسود» للمخرج أحمد
بوياسيوجلو، و{العبور» لسليم ديمردلين.
تكريمات
يكرّم المهرجان قناة ARTE
الفرنسية بعرض 10 أفلام من بينها: «موارد بشرية»
للمخرج الفرنسي لورتن كانتي، و{جنينة الأسماك» للمخرج المصري يسري نصر الله...
كذلك، يكرم المهرجان الفنانة صفية العمري، الفنانة ليلى علوي، مدير التصوير
رمسيس مرزوق، إضافة إلى مصريين أبدعوا في الخارج من بينهم:
المخرج ومدير التصوير
والمخترع فؤاد سعيد، الممثل خالد عبد الله، المخرج ميلاد بسادة الذي يعرض
له
راهناً: «المنطقة الخضراء» و{البحث عن ديانا».
في اللائحة نفسها يحضر أيضاً: الفنانة يون جونجهي (كوريا الجنوبية)، النجم
ريتشارد غير (أميركا)، النجم مايكل مور (إنكلترا)، إضافة إلى
الممثلة الفرنسية
جولييت بينوش التي تُعرض لها أربعة أفلام في المهرجان.
على هامش المهرجان، تنظم سلسلة من الندوات من بينها: «الحفاظ على تراث
السينما
المصرية» بإدارة رئيس المركز القومي للسينما د. خالد عبد
الجليل، «السينما
والعلاقات الدولية نموذج تركيا» بإدارة د. ليلى تكلا، «تأثير قرصنة الأفلام
على
صناعة السينما» بإدارة المنتجة إسعاد يونس، بالإضافة إلى ندوات لضيوف
المهرجان
والمكرَّمين.
كذلك، يعقد لقاء يضم رؤساء المهرجانات العربية والعالمية يديره رئيس
«مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي» د. عزت أبو عوف.
الجريدة الكويتية في
29/11/2010
سينمات
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الموعود بالأزمات
يستهل دورته
34
بـ"عام آخر"، في حضور "ريتشارد جير" و"جولييت بينوش"
أمل الجمل
كثيرة هى الأزمات والعقبات التي لم تفارق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
على مدار تاريخ ومنذ أولى دوراته عام 1976، تحت إشراف جمعية
وكتاب السينما، مروراً
بدورته الثالثة التي تسببت في غضب الاتحاد الدولي للمهرجانات العالمية.
وقتها أصدر
الاتحاد قراراً بحرمان المهرجان من إقامة مسابقته الدولية وسُحبت منه صفته
الدولية
جراء تدخل الرقابة بالحذف من الأفلام الأجنبية المشاركة. توقف
المهرجان في 1980
لدورة واحدة بعد فشل إعادة الشرعية الدولية. عام 1985 تولت مسئوليته وزارة
الثقافة
المصرية برئاسة الكاتب "سعد الدين وهبة" الذي تمكن من إعادة الصفة الدولية
له عام 1986،
ولكن من دون مسابقة رسمية حتى عام 1991 حيث نجح في استعادتها مع دورته
الخامسة عشر.
مذبحة الأضحى السينمائية
لايمكن إغفال
معظم مشاكله مالية بشكل أساسي إلى جانب بعض الهنات الإدارية والتنظيمية،
حتى
الأحداث الدولية في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة
ألقت بظلالها عليه
وهددته بإلغاء بعض دوراته خصوصاً في يوبيله الفضي عام 2001. في بعض السنوات
نجح في
تخطي العثرات، بينما لم يحالفه الحظ في سنوات آخرى.
ينفرد المهرجان القاهري هذا
العام بمشكلة فريدة ناجمة عن المذبحة التي يشهدها الموسم السينمائي الحالي
واستحواذ
كل من "عادل إمام"، و"أحمد حلمي" و"أحمد السقا" على معظم دور العرض، فوجد
منظمو هذا
العرس السينمائي الثقافي أنفسهم في مأزق. أين تُقام العروض؟ بالطبع وُجدت
بدائل
لكنها قاعات صغيرة الحجم وهو ما سوف يُثير الكثير من المشاكل مع الصحفيين
خصوصاً
عند عرض الأفلام المصرية الثلاثة المشاركة التي من المتوقع أن
تشهد زحاماً
عنيفاً.
نسخة طبق الأصل
رغم كل ما سبق
ورغم ميزانته وجوائزه، بقيمتها المالية الضعيفة نسبياً، مقارنة بمهرجانات
آخرى
وليدة تمتلك الإنفاق ببذخ على مهرجاناتها وتستعين بكوادر
أجنبية لتنظيمها، لايزال
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي القائم على سواعد وأفكار وجهود أبنائه
صامداً،
لايزال واحداً من أهم 12 مهرجان على مستوى العالم. خصوصاً وأن هذه الدورة
تأتي وفي
جعبتها عدد كبير من الأفلام المتميزة التي تشي بأن جمهور
السينما في العاصمة
المصرية سيستمتع بعروض جميلة فنياً وفكرياً وبصرياً على مدى تسعة أيام، وسط
حضور
الممثل الأمريكى "ريتشارد جير" والفرنسية "جولييت بينوش" بطلة فيلمي
"المريض
الانجليزي، و"ثلاثة ألوان أزرق"، والتي يُعرض لها فيلم "نسخة طبق الأصل"
للمخرج
الإيراني "عباس كياروستامي" والتي فازت عنه بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان
"كان"
الأخير. الإضافة الى حضور الممثلة الكورية جنوبية يون جونجهي التي منحها
فيلم "شباب
حزين" مع كانج دايجين عام 1976 فرصة أن تصبح الممثلة الأولي في كوريا.
يُعرض
في الإفتتاح فيلم "عام آخر" للمخرج الإنجليزي "مايك لي" والذي عرض في
مهرجان "كان"
الماضي وأشاد به النقاد طويلاً وأعربوا عن أسفهم لعدم فوزه بالسعفة الذهبية.
ضحايا الحروب
تستقبل
شاشات المهرجان داخل المسابقة الدولية للأفلام الروائية 16 فيلما منها فيلم
"كأني
لم أكن هناك" إنتاج ايرلندي – مقدوني – سويدي مشترك للمخرجة الأيرلندية
"جوانيتا
ويلسون" والتي سبق ترشيح فيلمها "الباب" لجائزة الأوسكار 2008. أما عملها
الجديد
فهو أحد الأفلام المهمة التي تنافس بقوة على جوائز مهرجان "القاهرة". قصة
الفيلم
المأخوذة عن رواية للصحفية الكرواتية "سلافينكا دراكوليك"، تُجسد مأساة شعب
البوسنة
خلال التسعينيات من القرن الماضي، وتتعرض بشاعرية للمذابح المروعة التي
عاشها، من
خلال قصة امرأة شابة من "سراييفو" تُدعى "سميرة"، تنتقل لاحدي القري باقليم "البوسنة"
لتعليم الصغار. بعد أيام تقتحم قوات الصرب القرية، فتقتل جميع الرجال
وتأسرها ضمن سائر نساء القرية حيث يتم استخدامهن للترفيه عن الجنود. أمام
شراسة
العدو، ووحشية الجنود، ومواجهة التهديد الدائم بالموت، وفي ظل
كفاح ضد الانغماس في
كل ما تُبغضه من حولها تُدرك أن البقاء علي قيد الحياة يختلف تماما عن أن
تعيش
الحياة، فهل تملك تغيير مصيرها أم تتحطم حياتها؟
فيلم آخر عن الحروب وضحاياها وتأثيرها على مصائر
البشر يُقدمه الإيطالي "جوران فوجنوفيتش" بعنوان "بيران بيراني". يسرد قصة
ثلاثة
أطفال واجهوا رعب الحرب. ثلاثة أشخاص تتشابك مصائرهم، الإيطالي "أنطونيو"
والبوسني "فيلجكو"
والفتاة السلوفانية "أنيكا". بعد نصف قرن تتلاقى مساراتهم مرة أخري مع
ذكريات الأيام الأخيرة من الحرب.
من جهة آخر يأتي الفيلم المجري "الكثير من
أجل العدالة" للمخرج "ميكلوس جانكسو" ليدور في القرن الخامس عشر حيث كانت
المجر من
أقوي البلدان الأوربية تتمتع باقتصاد قوي وجيش قادر يستطيع استعادة أوربا
من
الإمبراطورية التركية بعد مئة عام. علي غير المتوقع ينصب فتي صغير ملكا
للمجر وتطرح
علامات الاستفهام، هل يستطيع الفتي تحقيق طموح بلاده؟ هل يتعين عليه خدمة
رجال
السياسة الأقوياء أم يبني أمبراطوريته الخاصة به؟ كيف يستطيع
شخص ما أن يقود دولة
وأن يحافظ علي إنسانيته في الوقت نفسه؟ مخرج الفيلم "ميكلوس جانكسو" فاز
بجائزة
خاصة عن مجمل أعماله عام 1970 في "كان"، وجائزة المحكمين عام 1987 في
"فنيسيا"،
وأفضل مخرج عام 1992 في "مونتريال".
يعكس
الفيلم الروماني "الوداعة" عالم لا يحمل أي قدر من الأخلاق ولا يعترف
بالقوانين أو
الإنسانية من خلال قصة طبيب بيطري تُدمر حياته حادثة غير متوقعة. بالمقابل
يتناول
الفيلم السويسري "المتوحشة" علاقة فتاة متمردة من المدينة بشاب
يكره البشر ويعيش في
واد ناء. مثلما يبني الفيلم الإيطالي "الأب والغريب" موضوعه على فكرة
الإختلاف بين
البشر الذي لا يحول دون إقامة صداقة متينة بين رجل إيطالي وآخر عربي (يجسده
الممثل
المصري عمر واكد)، وتُشارك فيه الممثلة اللبنانية نادين لبكي.
الأشواك الدامية
في إطار
الأفلام التي تستند إلى التاريخ يأتي الفيلم التركي "إسأل قلبك" لـ"يوسف
كوسينلى"،
حيث تقع الأحداث على البحر الأسود إبان العصر العثماني في القرن التاسع
عشر. يسرد
الشريط السينمائي قصة حب رومانسية في عالم قاس مكتظ بمشاكل حقوق الإنسان
والتمييز
الديني. شاب وفتاة يجمع بينهما الحب، وتُفرق بينهما الأديان.
فهل يمتلكان الشجاعة
لإجتياز تلك الأشواك؟
بالمقابل يأتي البولندي "ولد من البحر" لأندريه كوتكوسكي
لتدور أحداثه في مستهل القرن العشرين وتحديداً أوائل 1923،
ليُصور كيف بدأ
المهندسون وآلاف المواطنين من كل طبقات المجتمع في الإتحاد معاً من أجل
بناء مدينة "جادينيا"
والتي غيرت الأوضاع السياسية والاقتصادية لمنطقة بحر البلطيق خلال
عشرينات القرن الماضي. تُرسم تلك الحالة على خلفية من حب
الشباب ورحلة
كفاحه.
الصراعات الأسرية وتعقيداتها يتناولها فيلمان مختلفان، أحدها فرنسي
مأخوذ عن أحداث حقيقية وقعت في أوستند البلجيكية بعنوان "كوبا
كابانا" لـ"مارك
فيتوسى". يسرد الشريط الفيلمي قصة العلاقة المتشابكة بين
السيدة "بابو" وابنتها
التي أصبحت تخجل منها، فـ"بابو" لم تعد تكترث بأي شئ، بالوظائف والأزواج
والمسؤليات، لكنها عندما تكتشف أن ابنتها تخجل من دعوتها لحفل زفافها تسعى
الأم
لتغيير حياتها؟ بينما يتناول الفيلم اليوناني "غبار الذهب" قصة
ثلاثة أشقاء يفكرون
في بيع منزل العائلة لرجل سيقوم بهدمه وإقامة مبني على الطراز الحديث.
يدافع "أليكس"
عن البيع متمسكا بالمكاسب المادية، في حين ترفض "أنا" البيع لأن منزل
العائلة يمثل ذكريات الطفولة بالنسبة لها، بينما تبدو "إميليا" مترددة في
اتخاذ
القرار فهي منقسمة بين مشاعرها تجاه المنزل وحاجتها للمال. الثلاثة يدخلون
في جدل
عميق في مدينة تعيش في حالة جدل بسبب ذاكرتها التاريخية.
عن هوس الإبداع وتحدي
السلطات يُعرض الفيلم البلغاري "التعليق الصوتي" لـ"سفيتوسلاف أوفتشاروف".
زمن
الأحداث سبعينيات القرن الماضي. يقع "بينو" المخرج، الذي يعمل معه المصور
"أنتون"،
في مشكلة مع مسئولي الحزب الشيوعي. فيطلب منه تسليم الفيلم الذي صوره لـ
"كارلو"
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. يتجاهل "أنتون" الطلب ويستمر في العمل
على
إنجاز الفيلم مع مخرج أخر فيشعر "بينو" بالاستياء ويشي به عند عناصر الأمن
القومي
التي تبدأ في مراقبته.
على صعيد آخر يتناول الفيلم الأرجنتيني "أسير الأوهام"
قصة الكاتب "بابلو"، 60عاما، الذي يقابل تلميذته السابقة "لورا" التي كانت
مغرمة به
عندما كان مدرسها في الجامعة. معها يكتشف "بابلو جاذبيته متوهماً أنه
استعادة
شبابه. لكن "لورا" تظهر وتختفي ولا يمكن العثور عليها بسهولة تماما مثل
صورة لشباب
لن يعود أبداً.
للإبداع قصة آخرى تأتي من الهند بتوقيع المخرجة "أبارنا سن"
و"خطاب لم يُستكمل". يحكي عن ممثلة مسنة تكتب خطاب انتحارها، تنظر خلال
صندوقها
القديم المليء بتذكارات كانت قد نسيتها. تستعيد ذكريات حب ضاع وآخر نالته،
تعاودها
رائحة الصداقات والخيانه، النجاح والفشل، الحوادث والجوائز،
فهل تمتلك القدرة علي
التحكم في موعد مغادرتها مسرح الحياة كما خططت أم أن الموت هو الذي سيقوم
باختيارها؟ .
زخم المشاركة العربية
على نقيض ما حدث في
أعوام سابقة تساهم "مصر" هذا العام بأربعة أفلام داخل الأقسام المختلفة، إذ
تشترك
في المسابقة الدولية بفيلم "الشوق" لمخرجه "خالد الحجر" ـ الذي يدخل بنا
الى حياة
سكان أحد الشوارع المهمشة بالإسكندرية ـ وبفيلمي "ميكروفون" لأحمد عبدالله"،
و"الطريق الدائري" لتامر عزت في أول أفلامه الروائية الطويلة، أما الفيلم
الرابع "الباب"
لمحمد عبد الحافظ فيشارك في مسابقة الديجيتال التي تضم 16 فيلماً، في حين
تضم مسابقة الأفلام العربية 11 فيلما منها "التونسي "آخر ديسمبر"، وتشارك
لبنان
بفيلمين " شتي يا دنيا " لـ"بهيج حجاج"، و"رصاصة طائشة" لـ"جورج هاشم".
تشارك
العراق بفيلمين "حى خيالات المآته" لحسن علي، و"ابن بابل" لمحمد الدراجى،
كما تساهم
في مسابقة الديجيتال بفيلم "متشابك باللون الأزرق" لحيدر رشيد إنتاج عراقي
إيطالي
إنجليزي مشترك. بالمقابل تُشارك المغرب بفيلم "المسجد" لـ"دواوود اولاد
السيد" داخل
المسابقة العربية"، وبفيلمي "الخطاف" لـ"سعيد الناصرى"، و"أولاد البلاد"
لـ"محمد
اسماعيل داخل مسابقة الديجيتال.
يضم القسم الرسمى "خارج المسابقة" 11 فيلماً
من بينها الفيلم الكوميدي "امرأة بلا دور" أحدث أعمال النجمة
الفرنسية "كاترين
دونيف"، في حين يضم مهرجان المهرجانات 44 فيلما منها الفيلم الكورى "شعر"
لـ"لى
شاندونج" والذي شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان "كـان" الماضي، والفيلم
الايـطالـى "قبلنى مرة أخرى" الفائز بالجائزة الذهبية فى مهرجان "تاورمينا"،
والفيلم الأسبانى "السر فى عيونهم" الحاصل على أوسكار أحسن فيلم أجنبى
الماضى. أما
قسم السينما العربية الجديدة فيضم4 أفلام، وأضواء على السينما التركية يضم
7 أفلام،
وقسم تكريم قناة ارتى ARTE
الفرنسية الألمانية يضم 8 افلام، و قسم السينما
الافريقية 7 افلام. بينما تضم تظاهرة "مصر فى عيون سينما العالم" 12
فيلما.
تشهد تلك الدورة إنطلاق ملتقى القاهرة السينمائي تحت رعــاية وزارة
الثقافـة المصرية بالتعاون مع شركة أفلام مصر العالمية (يوسف
شاهين) والمركز القومي
للسينما، بهدف إختيار عشرة مشاريع سينمائية من أجل تعزيز نمو صناعة السينما
في
العالم العربي وتقديم الدعم الفني والمادى لصناعها ومساعدتهم في إكمال
المشروع حتى
يرى النور.
إضافة إلى التكريمات تقام مجموعة من الندوات العامة تناقش مشكلات
وقضايا سينمائية مصرية وعربية وأفريقية ودولية مهمة، منها ندوة
تحت عنوان "مصر فى
عيون سينما العالم بين الواقع والأسطورة وندوة أخرى عن سياسة الإنتاج
المشترك و"حفظ
الثراث السينمائى المصرى والتعاون مع الأرشيفات السينمائية العالمية.
الجزيرة الوثائقية في
28/11/2010
سينمات
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 34
لمى
طيارة
اعلن مهرجان القاهرةالسينمائي الدولي ان الثلاثين
من الشهر الحالي سيكون موعد افتتاح دورته الرابعة والثلاثين في
دار الاوبرا المصرية
بمشاركة 135 فيلما من 69 دولة من بينها 12 دولة عربية ,و يبدو ان الأزمات
مازالت
تحل على المهرجان ، فبعد الأزمة الدولية التي نشأت أثناء انعقاد دورته 33
أثر
مباراة كرة القدم ما بين الجزائر ومصر والأزمة الإعلامية
المفتعلة والتي أدت
بدورها إلى انسحاب معظم أعضاء الوفد الجزائري بما فيهم المكرمين منهم ،
سيعيش
مهرجان القاهرة في دورته الحالية تحت وطأة أزمات أخرى ولكنها داخلية هذه
المرة ،
وستنعكس بشكل أو بآخر على المهرجان ، فقد أعرب عزت ابو عوف رئيس مهرجان
القاهرة
السينمائي الدولي إلى أن تزامن موعد انعقاد المهرجان مع موسم عيد الأضحى
السينمائي
الذي سيشغل بدوره معظم دور العرض التي تشارك في فعاليات
المهرجان ،وانتهاء
بالانتخابات البرلمانية التي ستعقد في نهاية الشهر الحالي والتي ستنعكس
بدورها على
الشارع المصري .
وسيشارك في المسابقة الدولية للمهرجان 16 فيلما من المجر والهند
وروسيا واليونان وبلغاريا وايطاليا والفلبين والأرجنتين
وبولندا وتركيا وسويسرا
وسلوفينيا وفرنسا ورومانيا فيما تشارك مصر بفيلم "الشوق" للمخرج خالد
الحجر الذي
يمثل المشاركة العربية والمصرية الوحيدة في المسابقة الدولية للمهرجان وقد
سبق
للفيلم وان أثيرت حوله ضجة إعلامية تضمنت إقامة دعوى قضائية لمنع عرضه بدور
العرض
أو مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الحالي، نظرا لادعاء
احتوائه على مشاهد
غير سوية او جنسية بين بطلتي الفيلم الاختين ( روبي وكوكي). ويرأس لجنة
تحكيم
المسابقة الدولية المخرج المكسيكي أورتورو ربيشتين بالإضافة الى 11 عضوا ،
نذكر
منهم الممثل المغربي محمد مفتاح والمخرج المصري علي بدرخان
وكاتب السيناريو محمد
حفظي والممثل الهندي عرفان خان والممثل الكندي ريمي جيرارد والممثلة
التركية ميلتم
كومبول.
فيما يرأس لجنة تحكيم المسابقة العربية والتي
ستضم 11 فيلما المنتج المصري محمد العدل جنبا الى جنب مع الممثل السوري
بسام كوسا
والممثل المصري فتحي عبد الوهاب والمخرجة السعودية هيفاء المنصور والمخرج
التونسي
إبراهيم لطيف.وستكون المشاركة المصرية إضافة لفيلم "الشوق"
لخالد الحجر
بفيلم"الطريق الدائري" لتامر عزت و"ميكروفون" لأحمد عبد الله
وهو الفيلم الحائز على
التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، فيما ستشارك سوريا
بفيلم "مرة أخرى"
للمخرج جود سعيد وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج وسبق له وان شارك
في
مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان ابوظبي السينمائي ، أما تونس فستشارك بفيلم
"أخر
ديسمبر" للمخرج معز كمون والمغرب بفيلم "الجامع" داود ولاد السيد الذي سبق
وان حظي
بتنويه خاص في مهرجان سان سيباتيان السينمائي الدولي وبجائزة الإنتاج من
مهرجان
أيام قرطاج السينمائية، والبحرين تشارك بفيلم "حنين" للمخرج حسين الحليبي
، ومن
العراق "حي خيالات المآته" لحسن علي و"ابن بابل" لمحمد الدراجي ومن لبنان
"رصاصة
طائشة" لجورج هاشم و"شتي يا دني" لبهيج حجيج الحائز على جائزة أفضل فيلم
روائي
طويل في مهرجان ابو ظبي السينمائي .
فيما سيرأس لجنة التحكيم الدولية لأفلام
الديجيتال المخرج الكاميروني باسيك باكوبهيو وتضم 7 أعضاء بينهم الممثلة
المصرية
نيللي كريم وجورج باباليوس مدير مركز الفيلم اليوناني والمخرجة الفلسطينية
نجوى
نجار.
وكان قد تقرر اعتبارا من الدورة الحالية للمهرجان إلغاء تقليد ضيف الشرف
السنوي وتم استبداله بقسم جديد تحت عنوان "مصر في عيون سينما
العالم" وسيعرض خلاله
12
فيلما أجنبيا صورت أو دارت أحداثه في مصر، وتأكيدا على العنوان
السابق تم
اختيار وجه الملكة الفرعونية نفرتيتي شعارا لدورة المهرجان.
كما سيقيم
المهرجان قسما للسينما العربية الجديدة يعرض من خلالها أفلاما من المغرب
والعراق
والإمارات وقسما للأفلام الأفريقية وقسما للسينما التركية الجديدة وقسما
للأفلام
الفائزة بجوائز المهرجانات.
يذكر ان دورة هذا العام ستهدى لروحي الفنانين
الراحلين محمود المليجي و العظيمة أمينة رزق بمناسبة مرور 100 عام على
ميلادهما ،
كما ستكرم هذه الدورة نجوما في السينما المصرية أمثال صفية العمري وليلى
علوي
ومدير التصوير رمسيس مرزوق إضافة إلى لتكريم ثلاثة سينمائيين مصريين
مغتربين هم
المخرجان ميلاد بسادة وفؤاد سعيد والممثل خالد عبد الله.كما سيستضيف أهم
النجوم
العالميين أمثال الأمريكي ريتشارد جير والفرنسية جولييت بينوش
ونجمة كوريا الجنوبية
الأولى يون جونجهي والهنديان سيلينا جيتلي وعرفان خان
.
الجزيرة الوثائقية في
22/11/2010 |