إنطلق في قطر مساء الثلثاء مهرجان "الدوحة- ترايبيكا" السينمائي، حيث
تسعى الدوحة لمنافسة جارتيها أبو ظبي ودبي في مجال تنظيم المهرجانات
السينمائية في الخليج، وتحاول استقطاب النجوم والمخرجين للمشاركة والتنافس
على جوائز تصل بمجملها الى 410 آلاف دولار أميركي.
ازدان "كتارا" الحي الثقافي الأنيق في الدوحة مساء أمس بالألوان
إحتفاء بإنطلاق فعاليات الدورة الثانية لمهرجان "الدوحة – ترايبيكا"
السينمائي. وعلى مرأى من قرابة 2800 مدعو، بدأت فعاليات المهرجان السينمائي
بحضور شخصيات عربية وعالمية من وجوه السينما وصناع الأفلام، عبروا السجادة
الحمراء ليلاقوا معجبيهم، في ليلة مميزة.
في سباقها لتحقيق تقدم على درب المهرجان سعت مؤسسة الدوحة للأفلام
بشراكتها مع ترايبكا انتربرايزس، إلى استقطاب وجوه الفن السابع الذين قارب
عددهم المئتين بين ممثلين ومخرجين في قائمة تطول نذكر منها الممثلين كيفن
سبايسي وسلمى حايك وعادل إمام الذي سيكرمه المهرجان ويسرا وكارمن لبس ورازي
شواهدة وأشرف فرح وياسمين المصري، ومن المخرجين نذكر مهدي علي علي ونادية
حمزة وهشام بيزرو وأدولف العسال ومحمود قعبور وإبراهيم البطوط وبهيج حجيج
ومحمد عباسي وسامح زعبي وسوار زركلي وريما عيسى وهشام بن عمار وحسن علي
محمود وبرهان قرباني.
ويعتبر مهرجان الدوحة - ترايبكا السينمائي الاحتفالية السنوية الثانية
لمؤسسة الدوحة للأفلام، بعد إنطلاقه في العام الماضي وهو يقدم لهواة
السينما في قطر فرصة للتعرف على أحدث الإنتاجات العربية والعالمية إلى جانب
إتاحة الفرصة لهم على مدار خمسة أيام للقاء نجومهم المفضلين.
لجنة التحكيم
تترأس النجمة المصرية يسرا لجنة تحكيم المهرجان السنوي الثاني، وقد تم
اختيارها بعد اعتذار هاني أبو أسعد الذي أُعلن عن تعيينه سابقاً واضطرّ إلى
الاعتذار بسبب تأخير في إنتاج فيلمه الجديد "المرسال" الذي يجري تصويره
حالياً في لويزيانا.
وتضم اللجنة أيضاً أسماء لامعة في صناعة السينما فهناك الممثلة
والمنتجة والمخرجة العالمية سلمى حايك بينو والممثل والكاتب والمخرج
البريطاني نيك موران والمخرج الهندي بهافنا تلوار والمخرج وكاتب السيناريو
البوسني دانيس تانوفيتش. وسيختار أعضاء اللجنة مجتمعين الفائزين في مسابقتي
الأفلام العربية واختيار أفضل مخرج عربي.
عروض أولى ومميزة
يعرض مهرجان في دورته الحالية التي تستمر حتى 30 تشرين الأول -أكتوبر،
مجموعة كبيرة من الأفلام لكبار المخرجين ولمخرجين من الجيل الجديد. وسيتخلل
المهرجان عرض 51 فيلماً من 35 بلدا بحضور مخرجيها.
وتتنوع العروض بين أفلام كوميدية واجتماعية وسياسية، إلى جانب أفلام
الحركة والإثارة والأفلام الوثائقية. وتتوزع الأفلام المشاركة على أربعة
فئات هي: مسابقة الأفلام العربية، البانوراما العالمية، العروض الخاصة،
ومسابقة الأفلام العربية القصيرة.
وضمن الجوائز الجديدة المضافة، ستقدم مسابقة الأفلام العربية جوائز
لأفضل فيلم عربي وأفضل مخرج عربي. وسيرصد المهرجان جائزتين لأفضل فيلم
روائي وآخر وثائقي يختارهما الجمهور. وتبلغ قيمة جوائز كل مسابقة من
المسابقات الأربعة 100,000 دولار أمريكي. وهذا العام استحدث المهرجان جائزة
قدرها 10,000 دولار أميركي لأفضل فيلم عربي قصير، وبذلك تصل قيمة جوائز
المهرجان المالية هذا العام إلى 410,000 دولار أميركي.
تشارك عشر أفلام في مسابقة الأفلام العربية، منها أربعة أفلام تعرض
لأول مرة في العالم، هي: "تيتا ألف مرة" للمخرج محمود قعبور، "حاوي"
لإبراهيم البطوط، "بدون موبايل" لسامح زعبي، و"الجبل" لغسان سلهب.
كما تشمل العروض المتميزة في المهرجان الأفلام التالية: "ميرال"
للمخرج جوليان شنابل، "تامارا درو" للمخرج ستيفن فريرز، "سارق الضوء"
لأقطان أريم كوبات، الفيلم الوثائقي "اثنان يحملان اسم اسكوبار" للمخرجين
جيف ومايكل زيمباليست، "نسخة طبق الأصل" لعباس كيارستمي، "سكريتريات"
للمخرج رندل والس، "على الطريق" للمخرج ياسميلا جبانيتش، و"زيّنا بالضبط"
وهو أول إخراج للممثل الكوميدي المصري الأميركي أحمد أحمد.
وأضاف المهرجان ثمانية أفلام جديدة إلى برنامجه، بينها فيلم "أسطورة
القبضة: عودة تشين جين" للمخرج اندرو لاو، و"ستون" للمخرج جون كوران من
بطولة روبرت دي نيرو وإدوارد نورتن، و"ماتشيت" من بطولة جيسيكا ألبا وداني
تريخو ودون جونسون، و"كازينو جاك" من بطولة كيفين سبايسي، مع عرض خاص لفيلم
"نشاط خارق 2" بصيغة آي ماكس.
فيلم الإفتتاح
شهد حفل الإفتتاح عرض فيلم المخرج الفرنسي الجزائري الحاصل على العديد
من الجوائز "خارج عن القانون"، وهو فيلم روائي بطولة رشدي زم وسامي بوعجيلة
وجمال دبّوس وشفيا بودرة وبرنارد بلانكان وسابرينا سيفيكو. وتدور قصة
الفيلم بين عامي 1945 و1962، وينقل إلينا حياة ثلاثة أخوة عاشت عائلتهم
مجزرة سطيف في الجزائر، وطردوا بعدها من أرضهم وتشتتوا في جميع أنحاء
العالم. ويصبح أحدهم عبد القادر (بوعجيلة) قائداً في الجبهة الوطنية لتحرير
الجزائر في فرنسا، بينما يعود مصعب (زَم) من حرب الجيش الفرنسي في الهند
الصينية وينضم إلى أخيه في حركة المقاومة الوطنية. أما سعيد (دبوس) فيعيش
حياة مترفة وينغمس في الملذات وإدارة الكاباريه، لكنه في نفس الوقت يشرف
على تدريب ملاكم يأمل بأن يصبح البطل الجزائري الأول في فرنسا. عندما تشكل
قوات الأمن الفرنسية فرقة "اليد الحمراء" الفرنسية التي تمارس أعمالها خارج
القانون وترسلها إلى الجزائر، يتصاعد العنف. وتتقاطع معركة الحياة والحرية
مع مصير الأخوة الثلاثة، حيث تمثل اختياراً شخصياً صعباً وتضحيات كبيرة لكل
واحد منهم.
فيلم الختام
ويختتم المهرجان فعالياته بفيلم "طالب الصف الأول" لجاستن تشادويك.
يروي الفيلم قصة مثيرة لمزارعٍ في الرابعة والثمانين من عمره من إحدى القرى
الكينية، وهو أحد الثوار السابقين من قبيلة ماو ماو، يحاول الالتحاق بمدرسة
محلية ليتعلم القراءة. ويستعرض الفيلم محاولات المزارع للحصول على العلم
الذي حرم منه، وفي الوقت نفسه، يعكس صورة جيل كامل نجح في تغيير صورة قارة
أفريقيا الاستعمارية من خلال نضاله من أجل الحرية. يستخدم الفيلم أسلوب
الارتجاع الفني ليمنح المشاهد فرصة رؤية الصعوبات الجمة التي واجهت هذا
الرجل في شبابه عندما كان جندياً يحارب الاستعمار، ثم يربط هذه المشاهد
ببراعة مع نضال المزارع العجوز من أجل الالتحاق بالمدرسة في هذه المرحلة
المتأخرة من حياته. إن العاطفة القوية التي أظهرها المخرج جاستن تشادويك في
هذا الفيلم لا تتمثل في عودة هذا الرجل إلى المدرسة، وإنما في سعيه
لاستعادة كرامته. يتميز الفيلم بأداء استثنائي من قبل بطليه أوليفر ليتوندو
وناومي هاريس.
حوارات الدوحة
يتخلل أيام المهرجان فعاليات مميزة منها "حوارات الدوحة"، وهي حلقات
نقاش وندوات دراسية ونشاطات سينمائية تهدف إلى تعزيز التعاون والحوار بين
الوفود المشاركة من قطر والعالم. وسيقدم عدد من كبار المهنيين في عالم
السينما المشاركين في هذه الجلسات خبرتهم ومعارفهم إلى الطامحين بدخول عالم
صناعة الأفلام وكذلك إلى الجمهور، كما سيبحثون الاتجاهات الحالية في
الصناعة السينمائية الإقليمية والعالمية.
ومن بين المشاركين في "حوارات الدوحة" المخرج بيتر ويبر والمخرج بيلي
هوبكنز، وديفيد ثومبسون من شركة "اوريجين بيكتشرز" والمنتجة بولا واغنر،
وميكاه جرين من شركة سي ايه ايه، والكوميدي المصري الأميركي أحمد أحمد،
والمخرج سامح زعبي، والمخرج إيان باور، والمخرجة تايكا وايتيتي، وصانعة
الأفلام ميرا ناير، والمصورة السينمائية ساندي سيسل، وكاتبة النص صابرينا
ضوان، والمخرج زياد دويري، والمنتجة ليديا دين بيلتشر، والمنتجة جين
روزينثال، والممثل والمنتج روبرت دي نيرو، والمخرج اسكندر قبطي، والملحن
نيتين سواهني، ومشرف المؤثرات البصرية مات ايتكين، والمصورة بريجيت
لاكومبي، والمخرج رشيد بوشارب.
وستدور النقاشات حول مختلف جوانب صناعة الأفلام في أربع جلسات حوار
تفاعلية هي: "هل تتكلمون الكوميديا؟ الفكاهة تتخطى الحدود" و"المنطقة
مجهولة: مستقبل كتابة النص والتوزيع" و"الممثلون الجدد، نجوم السينما
الصاعدون" و"التسويق الإبداعي: التسويق الناجح في العالم الرقمي".
وتتضمن الفعاليات الجانبية ورشات عمل وعروض تقديمية وحضور عدد من
الشخصيات الخاصة في جو تثقيفي ممتع وملهم. ومن بين مواضيع النقاش: "فن
العمل المشترك: برنامج مايشا لصناعة الافلام للمخرجة ميرا ناير "، "ليتل
فوكرز": تطوير ونشأة ظاهرة "قابل الآباء"، عروض "افلام الدقيقة الواحدة"
لمؤسسة الدوحة للأفلام، احتفال بأفلام العشر دقائق، أصوات ساتوري
السينمائية مع الملحن نيتين ساوهني، من "سيد الخواتم" إلى "افاتار" وما
بعدها: ورشة تفاعلية مع مات ايتكين من ويتا ديجيتال، وأخيرا "السفر لإلتقاط
صور من عالم السينما: حوار مع بريجيت لاكومب".
كما ستقام ندوة دراسية تلقي نظرة على الأعمال السينمائية للمخرج رشيد
بوشارب الذي يعد بلا منازع واحداً من أهم صانعي الإفلام الذين يحفزون الفكر
على الساحة السينمائية العالمية. وخلال هذه الفرصة النادرة سيناقش بوشارب
أفلامه ومساهمتها في تاريخ الأفلام الفرنسية-الجزائرية في القرن العشرين.
وإضافة إلى ذلك سيقام مهرجان يومي بعنوان " دردشات كرك" يتاح فيه
للجمهور فرصة الالتقاء عن قرب بالمواهب التي يقدمها "أنا الفيلم: مشروع قيد
التنفيذ" و"مدينتك، معرض صور" لبريجيت لاكومب، وصور فيديو لماريان لاكومب.
وتقتصر فعاليات "صناعة الأفلام" على الضيوف المعتمدين في هذه الصناعة،
لتسهيل التواصل بين المحترفين في صناعة السينما الزائرين والمواهب
السينمائية في الشرق الأوسط.
يوم أسري سينمائي
في إطار سعيه لاستقطاب العائلات خصص مهرجان الدوحة السينمائي برنامجاً
تحت عنوان "يوم الأسرة" وذلك يوم الجمعة المقبل، حيث سيتيح للأسر المشاركة
فرصة التعرف على مختلف النشاطات والمشاركة فيها وهي تتضمن العروض الترفيهية
والعروض الحية الخاصة في الشارع وفي العديد من مسارح المهرجان، كما ستجري
خلاله نشاطات أخرى من بينها الحرف اليدوية والألعاب ورواية القصص والعروض
الفنية وحضور خاص لشخصيات مميزة. وسيختتم اليوم العائلي بعروض أفلام خاصة
في مسرح كتارا المفتوح.
ومن بين النشاطات ورشة "اجلبوا المضحكين" الكوميدية التي يشرف عليها
أحمد أحمد الممثل والكوميدي العالمي ومخرج "زيّنا بالضبط" وستتوج الورشة
بعرض على المسرح وعرض "المايكروفون المفتوح" الذي سيقدمه أكثر المشاركين في
الورشة إضحاكاً. إضافة الى ورشة تمثيل "تهريج" تقدمها الممثلة والمخرجة لي
ديلونغ. أما ورشة "أضواء، كاميرا، أكشن" فستتيح للأطفال والأهالي فرصة
التمثيل السينمائي لأول مرة في العديد من المشاهد وكأنهم ممثلون حقيقيون
حيث سيحصلون على النص والملابس والإكسسوارات اللازمة. وسيتم تصوير المشاهد
وإعطائها للمشاركين بعد عملية مونتاج سريعة.
وللتعرف على المؤثرات الخاصة في الأفلام ستقام ورشة "صناعة السحر في
الأفلام" مع مات ايتكين حيث سيطلع الحضور على أسرار هذه الصناعة ويجيب على
تساؤلاتهم.
وستقام عدد من الخيام والمسارح على طول ساحة كتارا تقدم فيها النشاطات
والفعاليات من بينها "زويتروب فيليج" للرسوم المتحركة، وجناح فنون الأطفال،
والحرف اليدوية القطرية ومركز صناعة الأفلام في مؤسسة الدوحة للأفلام.
"تجربة جيفوني" لأفلام الأطفال
كما يستضيف المهرجان هذا العام "تجربة جيفوني" لإتاحة الفرصة لتبادل
الأفكار والتجارب السينمائية بين الأطفال. وسينضم عدد من الأطفال من الدوحة
إلى عدد من الضيوف الدوليين لتشكيل "لجنة تحكيم" لعدد من الأفلام القصيرة
التي تم اختيارها بعناية. وخلال الأسبوع ستتاح للأطفال فرصة مشاهدة الأفلام
والتعرف على صناعة الأفلام وفرصة تبادل الآراء والأفكار بعد جلسات الأفلام
مع عدد من الضيوف والمقدمين الخاصين.
وستتألف لجنة التحكيم من أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 8 و12 عاماً
للعروض الأولى، و13 عاما وما فوق للعروض الثانية.
وسيقدم البرنامجين ماستر كيشان أصغر مخرج في العالم بحسب كتاب غينيس
للأرقام القياسية، وستنضم إليه لجنة من المحترفين في مجال صناعة الأفلام.
وسيصوت الأطفال لاختيار الفائز الذي سيتم الإعلان عنه مساء السبت خلال عرض
تقديم جوائز مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الذي سيقام في دار الأوبرا في
كتارا الحي الثقافي في الدوحة.
موقع "إيلاف" في
27/10/2010 |