أيام قرطاج السينمائية لها اليوم من السنوات أربع وأربعين عاما،
وحينما نقول سن الأربعين نقول طبعا سن النضج، النضج في المسار والاختيار
والابهار.. لكن وبحسب مواكبتنا للدورة الثالثة والعشرين للأيام التي تنتهي
بعد يومين نخلص الى أن العشوائية والانطباعية والمجاملة لا تزال تحكم بعض
كواليس المهرجان، رغم بعض الضوء الذي ميّز دورة هذا العام والمتمثّلة في
جودة الأفلام.
ليلة "بيبي دول".. فانسحاب!
أول فواجع المهرجان لهذا العام ذاك الانسحاب المفاجئ للممثلة السورية
سلاف فواخرجي من عضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، وللإنسحاب أسباب
لا هي جمالية ولا انتقائية ولا فكريّة، بل زوجيّة لا أكثر.
فـ"كليوباترا" الشاشة الصغيرة غادرت تونس بشكل مفاجئ في أعقاب إشكال
بسيط بسبب حبيبها "أنطونيو"، عفوا زوجها المخرج وائل رمضان، حيث طلبت
"شهرزاد" أن يجلس شهريارها إلى جانبها، أي في المكان المخصص لأعضاء لجنة
التحكيم، وعندما لم تستجب الهيئة المنظمة لطلبها لأسباب تنظيمية غضبت
الفنانة وغادرت قاعة الحفل بصحبة زوجها، بل غادرت تونس في الحين!
وهذه الحركة من زوج "الست" ليست الأولى في تاريخها العائلي فهو الذي
أصرّ على تغيير مكانه، تماما كما فعل خلال مهرجاني أبو ظبي والقاهرة
السينمائيين، حيث طلب أن يجلس بجانب زوجته!
وهنا نطرح سؤالا بريئا، لو انعكست الآية وكان هو عضوا في لجنة
التحكيم، هل كان له أن يطلب أن تكون زوجته الى جانبه؟ تلك هي معضلة سطوة
الزوج والأب والمنتج والمخرج والعائل في الآن ذاته، فهل آن الأوان لنفرّق
بين ماهو عائلي وماهو عملي، سؤال يمكن أن تُجيب عنه أصالة نصري!
ثمّ إن هذه الورطة التي أوقعت فيها سلاف ادارة المهرجان التي بجّلتها
وأكرمتها وأحسنت وفادتها ما كان لها أن تكون، لو تخلّت لجنة المهرجان عن
المجاملات وانتصرت للموضوعيّة والعقلانيّة، فصحيح أن الفنانة نجمة عربية
بامتياز في الدراما، أمّا سينمائيا فعمرها الانتاجي فيه ليلة "بيبي دول"،
وبعض الحضور في "حليم"، فما كان من المهرجان الكريم أن حمّلها ما لا طاقة
لها به، تقييم أفلام ومنح جوائز للفائز وهي في المجال غضّة، فتمارضت من
شدّة "الخضّة" وغادرت الأيام في غير سلام!
خصم وحكم
وفي جانب آخر من عشوائية الأيام أن يحضر الفنان المصري خالد أبو النجا
عضوا في لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية والمسابقة الوطنية والحال أن له
مشاركة تمثيلية، بطولة مطلقة، بل ومشاركا في الإنتاج أصلا، في فيلم
"ميكروفون" لأحمد عبدالله المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة!
وهنا أتساءل مرّة أخرى بكلّ براءة الأطفال الذين تجاوز سنّهم
الأربعين، ألا يُؤثّر هذا في ذاك ويفتح المجال فسيحا للتأويلات والمحاباة
والمجاملات، أما كان له أن ينسحب من المشاركة بفيلمه الطويل والحال أنّه
عضو لجنة حكم في مسابقة ثانية، وهو ما أتته مديرة الأيام درّة بوشوشة التي
آلت على نفسها أن تظلم فيلما توّج في أكثر من تظاهرة دولية بأرفع الجوائز،
ونعني الفيلم التونسي "الدوّاحة" لرجاء لعماري، حتى لا تذهب بنا الظنون
بعيدا، خاصة وأن المديرة هي منتجة الفيلم.. فهل لا بدّ من "ميكروفون"
لايصال هذه الظنون لمن يهمّه الأمر؟!
نقطة ضوء
بين هذا وذاك وكل هذه التخمينات المرضيّة التي جُبلت عليها، تحضرنا في
الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان العريق نقطة ضوء وضّاءة، تمثّلت دون شك
ولا ظن ولا تخمين هذه المرّة في قيمة الأفلام المعروضة في شتى المسابقات
الرسمية أو المُقدّمة على هامش الأيام، فإن كان هناك نجم في الأيام فهي
الأفلام، بعيدا عن لعبة الشباك وفتاة الغلاف ونجم الأفيش..
العناوين رنانة والأفلام حمّالة لرؤى وتصوّرات وسينماءات مُغايرة
للسائد والمعتاد، فيكفي أن نستحضر هنا فيلم الافتتاح "الرجل الذي يصرخ"
للتشادي محمد صالح هارون الحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي
الأخير، وكذلك الفيلم الجزائري المُربك "خارج عن القانون" لرشيد بوشارب، أو
فيلم يُسري نصرالله الجديد "احكي يا شهرزاد" وغيرها من الأفلام الأوروبية
والآسيوية والإفريقية التي أعطت للأيام بريق السينما التي نُريد وتُفيد..
فشكرا أيام قرطاج على الأفلام وعفوا على نجوميّة الأوهام!.
العرب أنلاين في
29/10/2010
مهرجان قرطاج السينمائي يحتفي بالأفلام العربية والإفريقية
حدث هذه السنة يسلط الضوء على سينما شمال إفريقيا
ذات الحضور الضعيف والسينمائيين الشباب
هدى الطرابلسي من تونس لمغاربية
يتنافس
47 فيلمًا طويلًا وقصيرًا على جوائز مهرجان أيام قرطاج السينمائية في
نسخته الثالثة والعشرين والذي يتواصل حتى
31
أكتوبر. المهرجان يسعى إلى استعراض إنجازات السينما العربية والإفريقية
وتوفير فضاء للمواهب الشابة.
درة بوشوشة مديرة المهرجان قالت "الدورة الجديدة تطمح إلى إيجاد جيل
جديد من السينمائيين الشبان لأخذ المشعل وإعادة الحياة إلى نوادي السينما
التي تراجع عددها معلنة استحداث "مسابقة جديدة خاصة بالسينمائيين الشبان"
خلال هذه الدورة.
وأضافت "السينما المغاربية تحتل مرتبة هامة في هذه الأيام وذلك لمزيد
إبرازها عالميا لأنها تتميز بجودة كبيرة". وانطلقت فعاليات المهرجان السبت
بعرض فيلم "الرجل الذي يصرخ" للتشادي محمد صلاح هارون الذي يتناول مخلفات
الحرب الأهلية في بلاده.
ويكرم المهرجان المخرج اللبناني غسان سلهب والممثلة الفلسطينية هيام
عباس والجزائري رشيد بوشارب الذي سيعرض له فيلم " خارج عن القانون " الذي
أثار جدلا. ومن تونس ستحتفي التظاهرة هذا العام بمؤسس المهرجان طاهر شريعة
لسنة
1966.
ويرأس لجنة التحكيم راوول باك من هايتي، وتضم الموسيقي التونسي أنور
براهم والممثلة المصرية إلهام شاهين والممثلة السورية سلاف فواخرجي
والفرنسي ديان بارتيي والأفغاني عتيق رحيم والسنغالي جوزيف قايي راماكا.
ويتزامن المهرجان هذه السنة مع احتفال تونس بعام
2010
سنة السينما واحتفالات تونس بالسنة الدولية للشباب.
في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية يعرض من تونس ثلاثة أفلام طويلة
هي "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار، و"آخر ديسمبر" لمعز كمون و"يوميات
احتضار" لعائدة بن علية، كما تشارك تونس بفيلمين تسجيليين في إطار مسابقة
الاأفلام الوثائقية هما "فراق" لفتحي السعيدي و"كان ياما كان" لهشام بن
عمار.
وتشارك في المسابقة ثمانية أفلام إفريقية وثمانية أفلام عربية منها
"رحلة إلى الجزائر" للجزائري عبد الكريم بهلول، و"رسائل من البحر" للمصري
داود عبد السيد، و"ميكروفون" لمواطنه أحمد عبد الله، و"الجامع" للمغربي
داود اولاد سيد، و"كل يوم عيد" للبنانية ديما الحر، و"مرة أخرى" لجود سعيد.
الممثلة التونسية وجيهة الجندوبي قالت لمغاربية "أعتقد أن مثل هذه
المهرجانات الدولية فرصة هامة لإبراز وتكريم السينما المغاربية التي تشهد
إشكالا في التوزيع خاصة أن الشعوب المغاربية تعودت استهلاك الأفلام المصرية
وترك الأفلام التي تهتم بقضاياهم".
الإعلامي صابر سميح قال لمغاربية "في كل دورة يقع التركيز على نجوم
مشارقة ونفس الوجوه مع ترك نجوم أخرى أكثر نجومية فعلية".
المخرج المغربي نبيل عيوش قال لمغاربية "إن مثل هذه المهرجانات
الإقليمية والدولية هي الفرصة الذهبية لإبراز السينما المغاربية"، مؤكدا أن
السينما المغاربية لديها مكانة هامة عربيًا ودوليًا كسينما جيدة لا كسينما
تجارية.
الممثل الجزائري حسان كشاش قال "إن التعاون المغاربي في مجال السينما
هو الحل الوحيد للخروج بالسينما المغاربية من المحلية الضيقة إلى العالمية
وبالتالي حصد الجوائز في مثل هذه المهرجانات الدولية التي تعتبر هامة
لإيصال الأفلام المغاربية لكل أصقاع العالم".
مغاربية في
27/10/2010
زوم
ناشطون سينمائيون لبنانيون يدعمون أهم المهرجانات العربية
محمّد حجازي
يعنينا ويسعدنا كثيراً معرفة أن عدداً من اللبنانيين الناشطين
سينمائياً والذين واكبناهم في تظاهرات مختلفة في بيروت ينتشرون مع مواسم
المهرجانات العربية خصوصاً في الخليج، ويقومون بمهام متميّزة في مجالات
التنسيق والبرمجة والقيادة الإدارية الفعّالة بحيث يكونون في صلب النشاط
السائد، ما يعطينا دفعاً نموذجياً إلى الأمام كي نتفاءل بأنّ طاقاتنا،
ومعظمها شابة، تتم الاستعانة بقدراتها وخبراتها وديناميكيتها ومعرفتها
بمفاصل العلاقات المهرجانية والسُبُل التي تسمح بحجز وشحن وعرض أفلام
مختلفة·
وإذ انتهى مهرجان أبوظبي، فإنّ الدور التالي على <ترايبيكا> في الدوحة
ودبي والخليج، لذا فإنّ شباباً وشابات من لبنان يتحرّكون بين هذه التظاهرات
المتميّزة والواعدة والراغبة في تثبيت حضورها دورة إثر دورة، وتؤمّن مشاركة
اللبنانيين أكثر من فائدة أوّلها الخبرة النموذجية في الميدان، وثانيها
معرفتهم بأكثر من لغة أجنبية، وثالثاً قدرتهم على التعاطي الراقي مع كل
الجنسيات المشاركة إضافة إلى شخصياتهم المتحرّرة، وبروز علامات الاهتمام
والود على وجوههم، بحيث لا نرى أيّاً منهم غاضباً أو مُرهقاً، وهذا واكبناه
مباشرة في عدد من دورات دبي، وفي الدوحة مع التحضير للدورة الثانية من <ترايبيكا>·
عدد لا بأس به من النجوم العالميين أثنوا على طريقة الاتصال بهم ثم
على أسلوب رعايتهم والتواصل معهم بعد وصولهم، فقد شعروا بألفة عبّر عنها
كثيرون، كانوا يسألون هؤلاء العاملين في المهرجانات العربية عن جنسيتهم
فيردون بأنّهم لبنانيون، لأنهم لاحظوا أنّهم أصحاب بشرة حنطية وليس سمراء
عادية أو داكنة، الأمر الذي عزّز حضورهم والحاجة إليهم في هذه المهرجانات
واحداً تلو الآخر، وقد التقينا عدداً منهم في مطار الرئيس الشهيد رفيق
الحريري في بيروت، وفي مطار الدوحة، ولسان حالهم: <حالياً نحن محجوزون لعدة
مهرجانات>·
والجميل هنا، أنّ هؤلاء الذين يحبون السينما ويتابعون فصولها،
ونواصيها، هم خرّيجو إعلام أو فنون مرئية أو تشكيلية، ويعتبرون أنّ أي خبرة
يحصلون عليها من أي مصدر هي مكسب حقيقي، وترتاح جميع التظاهرات إلى أنّ
الفتيات العاملات لا يجدن صعوبة في السفر من بيروت وتمضية أيام عديدة في أي
دولة للعمل ثم الانتقال إلى مكان آخر قبل العودة إلى بيروت·
وخلال انعقاد إحدى دورتي مهرجاني كان والبندقية، أيضاً كنّا نعرف بسفر
عدد من هؤلاء الناشطين إلى إحدى هاتين المدينتين لمتابعة فعاليات السينما
فيهما، ما يعني أنّهم إنما يأخذون عملهم على محمل الجد، فيسافرون، ويشاهدون
أفلاماً، ويشاركون في المؤتمرات الصحفية والندوات والورش المختلفة، على
خلفية أنّهم يريدون معرفة كل شيء عن هذا الفن الذي يعتبرونه أولاً في
اهتماماتهم وإنْ كان سابعاً في عرف المتخصصين·
المبادرة الفردية التي عُرِفَتْ عن اللبناني تُطبّق هنا في أبهى
مظاهرها، فكل عنصر مجتهد، يحب السينما انخرط في بيروت، في العديد من
التظاهرات والنشاطات المختلفة فأسهم بالقدر المتاح في عملية النجاح لهذا
المهرجان، أو الأسبوع السينمائي، أو الاحتفالية، ودأب على العمل وعندما حان
مشروع المهرجانات خارج لبنان، وتحديداً في دول الخليج العربي، وجد نفسه
مساهماً في جهد مشترك مع شباب وصبايا من جيله ووسطه يعملون معاً من أجل
إنجاح السينما في هذا المهرجان أو ذاك·
تحية من القلب للعديد من هؤلاء الناشطين تتقدّمهم هانيا مروة، زينة
صفير، فاليري نعمة، نصري صايغ وغيرهم الكثيرون ممّن باتوا حاضرين نراهم في
بيروت، ولم نعد نُفاجأ بهم في أي مدينة عربية·
اللواء اللبنانية في
26/10/2010 |