حصد فيلم ''أنين السواحل''
للمخرج البحريني
إبراهيم الدوسري الجائزة الثانية في الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي
السينمائي للأفلام الوثائقية في الفترة من 14إلى
24 أكتوبر الماضي
بمشاركة عربية وأجنبية، وبحضور نجوم عرب وأجانب،
كما حصل فيلم ''الملكة''
للمخرج هادي شعيب من الإمارات على الجائزة الأولى في فئة أفضل فيلم وثائقي
قصير.
والدوسري،
فنان ومخرج بحريني، من الوجوه المجتهدة والمثابرة على
احتضان الفن والثقافة،
وهو متعدد المواهب من الكتابة للقصة القصيرة والعزف
والغناء والإخراج السينمائي.
وبهذه المناسبة أجرينا معه الحوار التالي:
·
ماذا
تعني لك هذه الجائزة؟
-
هذه الجائزة خير دليل على تميز الأفلام البحرينية
في المهرجانات الدولية،
وهي إضافة للجوائز العديدة التي
حصدها المخرجون
السينمائيون البحرينيون في
مهرجانات سابقة ويكفيني فخراً
أنني
أضفت
إنجازاً إبداعياً متميزاً لوطني البحرين في هذا المهرجان الدولي
الهام، كما تؤكد هذه الجائزة تقدير لجنة التحكيم لما يطرحه فيلم
''أنين
السواحل'' من موضوع هام يعبر عن تأثر مهنة صيد السمك والصيادين والبيئة
البحرية
من جراء دفن وردم السواحل ومصائد الأسماك وما نتج عنها من
مشكلات كثيرة اجتماعية
واقتصادية وبيئية تمثلت إحداها في ارتفاع أسعار الأسماك.
وأن
يكون لك نصيب
الفوز ضمن هذا الكم الهائل من الأفلام المشاركة، يعني
لي هذا أن الرسالة
التي أصر عليها كمخرج سينمائي، هي
نفسها الرسالة التي
كثيراً ما حلمت
بها، وأشعر بفخر لحملي لها لأنها في النهاية ستصل لمن
يقرأها بشكل جيد
ويؤمن بمبادئها، في ظل الهجمة الشرسة على ما أورثه الله من خيرات،
في بيئة
يجب علينا الحفاظ عليها، ولا ننسى أن البحر مصدر رزقنا الدائم، فكل شيء بعده
زائل.
·
ماذا عن مشاركاتك في
المهرجانات السابقة؟
-
شاركت بأفلام عديدة
في مهرجانات سابقة محلية وخارجية وخصوصاً مسابقة مهرجان أفلام من الإمارات
الذي تطور الآن وأصبح مؤخراً مهرجان أبوظبي السينمائي
حيث حصلت على إشادات
وتشجيع من المهتمين، كما استفدت من ملاحظات زملائي
المخرجين في البحرين
وخارجها وهذا ما حفزني على الاستمرار في إخراج الأفلام الروائية والوثائقية
القصيرة ومن الأفلام التي
قمت بإخراجها وشاركت بها في المهرجانات:
القفص،
وتر من المحرق،
زمن آخر، وردة، البالونة الخضراء، أصابع النو، أنياب،
رماد السنين..إلخ.
·
هل كانت الأفلام التي
أنتجتها وأخرجتها بجهود ذاتية؟
-
لقد قمت بإنتاج وإخراج أفلامي
كلها حتى الآن بجهود ذاتية،
بداية من كتابة
السيناريوهات والإخراج وحتى التمثيل إذا لزم الأمر ولكني لا أنسي جهود أخوة
أعزاء كانت لهم وقفاتهم الداعمة والمساندة في
إنتاج أفلامي
منهم الفنان المصور
أنور حيات الذي قام بمهمة تصوير ومونتاج كافة أفلامي
والفنان الممثل إبراهيم
المنسي والكاتب المسرحي ميرزا زهير والإعلامي المذيع حسين سعيد والكاتب زكريا
رضي والتربوي عبد الحميد الشيخ، هذه الوقفات المساندة دليل على أن الأرض لم
تخل من الطيبين،
فالمال ليس كل شيء.
·
ماذا تتمنى من وزارة الثقافة في
هذا
الصدد؟
-
أتمنى من وزارة الثقافة، الجهة المعنية برعاية ودعم الثقافة والفنون،
دعم هذا المجال الفني
الهام ورعاية واحتضان القائمين عليه من كتاب ومخرجين
وفنيين واستحداث إدارة أو قسم للاهتمام بهذا الفن الجميل
وعشاقه من الفنانين
وابتعاث الموهوبين منهم للدراسة والتخصص.
ويجب علينا ألا نترك مواهبنا تفر لدول
مجاورة عربية أو أجنبية، وعلينا لملمة فنانينا المبدعين،
وأن نحفزهم على
المنافسة، وهذا لا
يأتي من فراغ دون وعي ثقافي تسنده الوزارة المعنية
بجد واجتهاد، ومهما بلغنا من الإبداع تظل رسائلنا مقرونة باحتضان وفتح
مجالات
أكبر أمام مبدعينا الموهوبين.
الوطن البحرينية في
11/11/2010
مهرجان أبو ظبي
السينمائي
تسلل تطبيعي
عبد الرحمن
سلام
ما حدث في ختام “مهرجان أبو ظبي السينمائي”، هل هو “نزوة
فنية احدثت خطأ غير مقصود”، ام انه مؤامرة مخطط لها، تستهدف كسر قرار اتحاد
النقابات الفنية العربية مجتمعة، وتمرير “التطبيع” مع العدو
الاسرائيلي من ابواب
المهرجانات الفنية الخلفية؟
السؤال مطروح بعدما استنكر نقاد السينما كافة في العديد من
العواصم العربية، منح “مهرجان ابو ظبي السينمائي”، جائزة، في دورته الأخيرة
بمسمى
“جائزة
الجمهور”، الى منتجة اسرائيلية، رغم كل القرارات المعتمدة بإصرار من قبل
النقابات والمهرجانات الفنية العربية، والقاضية برفض اي نوع من انواع
التطبيع مع
اسرائيل. كما دعا هؤلاء الى مقاطعة المهرجان، ومعاقبة كل من
حضره او سيحضره مستقبلا
من الفنانين العرب والضيوف الاجانب، معلنين انهم لم يستغربوا ان يقع
التطبيع في “مهرجان ابو ظبي” الذي يديره الاميركي بيتر
سكارليت، مضيفين ان هذا الاخير يمتلك
ربما رغبة مبطنة لتمرير افلام اسرائيلية في الآتي من
المهرجانات، وفي ظل وجود مبرمج
للافلام العربية في هذا المهرجان لا يفقه شيئاً في السينما، ولا يجيد
التحدث
بالانكليزية كي يعترض على التوجهات الاسرائيلية... والامر ذاته يحدث في
مهرجانات
عربية اخرى.
يضيف هؤلاء النقاد والمهتمون انه يفترض عدم الاكتفاء بالشكوى، طالما
ان اهل السينما العرب، صناعا ومنتجين ونقادا وممثلين وجمهورا ونقابات،
سلموا قيادة
مهرجان سينمائي في بلد عربي، الى اجنبي (اميركي). وبيتر
سكارليت ليس الوحيد الذي
يجب ان يتحمل اللوم، وادارة المهرجان او الحكومة التي عينته شريكة مباشرة
أو غير
مباشرة في خطة التطبيع، لأن توظيف بيتر سكارليت ـ من وجهة نظر النقاد ـ كان
لتنفيذ
مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لأي ارادة شعبية، بل تخضع فقط
للادارة
الحكومية.
ويتابع النقاد انهم ضد اي مشاركة اسرائيلية في اي مهرجان عربي، او في
اي تظاهرة ثقافية، سيما وأن الكيان الاسرائيلي كيان عنصري محتل، ونياته
العدوانية
لا تحتاج الى ادلة والفنان الاسرائيلي، مهما ادعى انه معارض
لسياسة دولته، او ان
الفن لا وطن له، يستحيل تصديقه، وعليه ان يتنازل عن جنسيته الاسرائيلية
والعودة الى
جنسيته الام، اذا كان صادقا في ادعائه.
ويشرح هؤلاء ان على المهرجانات العربية
التنبه جيدا، كما أنه يفترض بالسينمائيين والفنانين والمثقفين
العرب الحذر من
تصرفات الادارات الاجنبية وبعض مؤيدي التطبيع الذين اصبحوا “يسيطرون على
معظم
المهرجانات الفنية العربية”، وإلا فكيف يمكن تفهم قرار ادارة “مهرجان ابو
ظبي”
بإدارة الاميركي بيتر سكارليت منح المنتجة لسلي وودوين جائزة الجمهور، ومن
ثم اعلان
هذه المنتجة، في ندوة تكريمها انها “تغمز بكونها اسرائيلية” وسط صمت مطبق
من ادارة
مهرجان يفترض انه مهرجان عربي، يقام بأموال عربية وعلى ارض
عربية... في ظل صمت تام
لوسائل الاعلام العربية والمحلية.
قد يكون ما اعلنه الناقد الفلسطيني بشار
ابراهيم الاكثر تعبيرا عن الواقع، عندما ذكر معلقا على الحادثة
بـ”أنه يميل الى
تسمية هذه الواقعة حالة تسلل وليس تطبيعا”، لأنه ليس هناك اي قرار باستضافة
فيلم
اسرائيلي، وإنما هناك تواطؤ من جانب ادارة المهرجان، “مجرد كتابة قائمة
بأسماء فريق
مدير المهرجان بيتر سكارليت، وخلفياتهم، ودياناتهم، وسيرة حياتهم،
وجنسياتهم، يكشف
الكثير من الامور، والأمر يوحي بأن هذا المهرجان مقبوض عليه بقرار اميركي ـ
يهودي”.
أما التونسي خالد شوكت، رئيس “مهرجان الفيلم العربي في روتردام فقد
ذكر
ان دورة “مهرجان ابو ظبي” الرابعة هذه “كشفت حالة الشيزوفرانيا الحادة التي
تعانيها
النخبة السينمائية العربية”! وأضاف: في حين يطالب بعض السينمائيين العرب في
مهرجانات غربية بمقاطعة اسرائيل ومؤازرة القضية الفلسطينية،
ويلوحون بمقاطعة اي من
هذه المهرجانات ان هي “تجرأت” وأشركت اي فيلم او ضيف من اسرائيل، فإن هؤلاء
لم
يجدوا اي غضاضة في سلوك “ادارة مهرجان ابو ظبي” التي غيرت اسم مهرجانها
بسبب شبهة
التطبيع التي احاطت به (كان الاسم السابق مهرجان الشرق
الاوسط). ويضيف رئيس “مهرجان
الفيلم العربي في روتردام”: من جهة المبدأ، كان على “هيئة ابو ظبي للثقافة”
ان
تتأكد من الاشخاص الذين توظفهم، حيث ان الاصول اليهودية لبعض المسؤولين
تجعلهم ـ
بالطبيعة ـ مؤازرين لاخوانهم في الدين والهوية، وبالتالي،
متعاطفين مع ما يعتقدون
انه “محنة السينمائيين الاسرائيليين واليهود جراء مقاطعة العرب لهم”.
ومن مصر،
اورد الصحفي المصري قدري الحجار، تفاصيل جانب مهم من الاجتماع المطول الذي
حضره، بدعوة من اتحاد النقابات الفنية المصرية، فذكر انه تمت مناقشة اصدار
قرار يقضي
بمقاطعة “مهرجان ابو ظبي السينمائي”، ومنظميه، وكذلك معاقبة كل الفنانين
المصريين
الذين سيثبت تعاملهم مع المهرجان المذكور. اما الناقد
السينمائي اشرف بيومي، رئيس
تحرير موقع “شبكة السينما العربية” في نقابة الصحفيين المصرية، فقد طالب
باجراء
تحقيق نقابي ـ مهني مع كل الصحفيين المنتسبين الى النقابة الذين حضروا ندوة
المهرجان الاخير، لأن اياً منهم لم يعترض اولا على وجود منتجة
اسرائيلية، وثانيا
لأن اياً منهم لم يأت على ذكر الواقعة”، ما جعل الحدث يبدو وكأنه محاولة
لتمريره.
ويعلق الناقد المصري محمد قناوي بالتأكيد على ان موقف “مهرجان ابو ظبي”
تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الاولى للمهرجان المذكور، وقد صدر، قبل
انطلاق الدورة
تلك قرار عن اتحاد النقابات الفنية المصرية، قضى بالمقاطعة،
وذلك ردا على مشاركة
الفيلم الاسرائيلي “زيارة الفرقة الموسيقية”، وهو القرار الذي دفع ادارة
المهرجان
الى التراجع، واستبعاد الفيلم، إلا أن الدورة استضافت عددا من الافلام التي
تتناول
العلاقات العربية ـ الاسرائيلية، وحيث كان الانحياز واضحا في
هذه الافلام لمصلحة
اسرائيل، ما يعتبر دعوة غير مباشرة الى التطبيع. وأنهى الناقد محمد قناوي،
الذي
يرأس قسم السينما في صحيفة “اخبار اليوم” القاهرية، بأن “مهرجان ابو ظبي”
السينمائي “عاقبه” عندما فضح توجهاته التطبيعية، بأن
منعه من الحضور، بعد الدورة الاولى. ولم
يغفل الناقد من لفت الانتباه، الى ان هناك “تطبيعا فعليا
وحقيقيا في هذا المهرجان،
مستغربا في الوقت ذاته صمت الزملاء الذين يحضرون دورات “مهرجان ابو ظبي”
السينمائي،
لأن دعوتهم تتم بناء لعلاقات شخصية ومباشرة مع المنسق العربي في المهرجان،
والذي
يشاع انه من اصول يهودية.
فيما مضى، وقبل تضخّم الثروات في اجزاء من الوطن
العربي، وازدهار المهرجانات السينمائية وغيرها في بعض العواصم العربية، كنا
نحذّر
السينمائيين والفنانين العرب، ونلفتهم الى ضرورة التنبه من الوقوع في
“احضان” منظمي
وضيوف مثل هذه المهرجانات، لعلمنا بأن هؤلاء لا يكتفون فقط
بأداء الادوار الفنية،
لكن لم يكن في بالنا اننا سنصل الى يوم، يتوجب فيه علينا لفت انتباه
القيادات
السياسية الى محاذرة السقوط في أفخاخ ينصبها لهم مديرو مهرجانات عربية،
ينتمون الى
اصول يهودية والى جنسيات اميركية.
الكفاح العربي في
13/11/2010 |