عندما تتكلم «هند صبرى» عن سبب حماسها لمسلسل «عايزة أتجوز» فإنها تكرر أكثر من مرة كلمة «جديد ولأول مرة»، فالمسلسل الذى سيعرض على تسع محطات خلال شهر رمضان يحمل الكثير من المفاجآت، كما تؤكد الممثلة التونسية الشهيرة، وفى نفس الوقت يمثل مغامرة جديدة ومهمة فى مشوارها المهنى لأنها تتضمن عناصر عديدة لم تقدمها أو تجربها من قبل، ورغم وجود مسلسلين آخرين عن العنوسة وعرض فيلم «بنتين من مصر»، لكن «هند» تبدو واثقة فى حديثها لـ«صباح الخير» من كون مسلسلها «خارج المنافسة».

·     تقدمين مسلسلا عن العنوسة بعد عرض فيلم «بنتين من مصر» ووجود مشروعين دراميين آخرين هما «يوميات عانس» لإلهام شاهين و«عقبال عندكو» للمغربية «سناء عكرود» ..؟

فى مواسم عديدة تهتم السينما أو الدراما بالمصادفة بإحدى القضايا، لكن التناول يكون دائماً هو المحك الأساسى، وقضية العنوسة قدمت على مدى سنوات بعيدة وبأشكال مختلفة، لكن الذى يحسب لمسلسل «عايزة أتجوز» أنه يقدمها من واقع قصص حدثت بالفعل ورصدتها الكاتبة الموهوبة «غادة عبدالعال»، وفى نفس الوقت من خلال طابع كوميدى أتمنى أن يجذب المشاهدين، لكن فى فيلم «بنتين من مصر» مثلا قدم المخرج «محمد أمين» القضية من خلال رؤية أخرى، وبالتأكيد فى المسلسلات التى تقدمها الزميلات فى رمضان ستكون هناك رؤى مختلفة، لهذا قدمنا المسلسل بروح أننا خارج المنافسة، والحكم فى النهاية للجمهور.

·         تقدمين الكوميديا للمرة الأولى، فكيف وافقتِ على تلك التجربة؟

- النجاح الكبير للكتاب الذى أصدرته دار الشروق وحماس الجهات المنتجة ساعدنى على قبول هذه الخطوة وأن أظهر للناس بشكل جديد بعد سلسلة من الأدوار الدرامية، وأعتبر المسلسل تحديا خاصا بالنسبة لى خصوصا أننى مدركة لمدى صعوبة تقديم الكوميديا للشعب المصرى المتخصص فى خفة الدم، لكن فى النهاية الفنان يجب أن يغامر، ويمكننى القول إن هذا العمل ملىء بالمغامرات والعناصر الجديدة بالنسبة لى.

فبجانب كونه عملا كوميديا يناقش قضية العنوسة التى تنكد على الكثير من البيوت، فهو أيضا أول بطولة لى على شاشة التليفزيون، وأول تعامل مع المخرج «رامى إمام» الذى يجيد قيادة الممثل بشدة، وأول تعاون مع نخبة كبيرة من الفنانين مثل «أحمد فؤاد سليم» و«طارق الإبيارى».

بالإضافة لوجود عدد كبير من ضيوف الشرف مثل «أحمد السقا» و«أحمد عزمى» و«إدوارد» و«أحمد رزق»، كذلك يشارك فى المسلسل «سوسن بدر» و«كارولين خليل» و«رجاء حسين» وغيرهم من الممثلين المخضرمين، كما أن المسلسل أول إنتاج لدار الشروق، ويعرض على تسع قنوات من بينها قناة تونسية لأول مرة هى «نسمة تى فى» أى أنه سيساعدنى على التواصل مع الجمهور العربى من المحيط للخليج، وكل هذه عناصر أتمنى أن نكون قد استطعنا استغلالها لتقديم عمل جيد علما بأن المسلسل ليس عن العنوسة فقط لكنه يطرح تساؤلات ومواقف حول أمور سلبية عديدة فى مجتمعنا فالعنوسة ردة فعل لمشكلات عديدة.

·         وكيف تعاملتِ مع فكرة تحويل الكتاب إلى مسلسل؟

- هذه نقطة أخرى تحسب لهذا العمل، فهو أول مسلسل يبدأ كمدونة على شبكة الإنترنت، حيث كانت الكاتبة «غادة عبد العال» تدون حكايات صديقاتها مع العرسان والخوف من لقب «عانس» بشكل شبه يومى، وحققت المدونة جذبا كبيرا حمست دار الشروق على إصدارها فى كتاب لتحقق انتشارا أكبر، ومن هنا تنطلق فكرة تحويل الكتاب إلى عمل درامى.

وكانت الفكرة فى البداية كتابته فى شكل «سيت كوم» قصير قبل أن يتم الاستقرار على تحويله إلى عمل درامى بالمعنى المتعارف عليه، الأمر الذى أدى إلى إعادة كتابة الحلقات من البداية، وهى مهمة اجتازتها «غادة عبدالعال» بنجاح ومن البداية لم نفكر فى الاستعانة بسينارست محترف لأن غادة تمتلك هذه الموهبة بالفعل.

·         لكن يقال أن المسلسل هو قصة حياة الكاتبة؟

- غير صحيح لأن الحكايات التى نقدمها فى المسلسل من المستحيل أن تمر بها فتاة واحدة، لكن «غادة» من خلال موهبتها نجحت فى تجميع أكثر المواقف تكرارا فى حياة الفتيات، وأنا متأكدة أن المشاهدين سيجدون أنفسهم فى الحلقات أو بعضها على الأقل ويأخذوا الخبرة والتجربة من الحلقات الأخرى.

·         هل كلامك هذا يعنى أن المسلسل سيعجب الستات فقط؟

- بالعكس المسلسل صحيح يدور عن تطلع فتاة للزواج، لكن الطرف الآخر دائما موجود فى الصورة من خلال العرسان الذين يتقدمون لها، بل إن الشباب سيستفيدون من معرفة لماذا تتراجع الفتيات على الارتباط بهم وما هى التصرفات التى تصدر منهم دون وعى بأنها لا تناسب شريك الحياة فكل طرف يلقى المسئولية على الطرف الآخر، البنت تنتظر فارس الأحلام، والشاب يريد المرأة الكاملة، ولا هذا موجود ولا ذاك وهو ما يريد المسلسل توصيله خصوصاً للفتيات.

فالرسالة الأساسية أنه لا يوجد «فارس أحلام»، بالتالى علينا أن تكون تطلعاتنا فى شريك الحياة أكثر واقعية، كما لا يصح أن تتوقف حياة الفتاة على الزواج فلا تنجح فى عملها أو دراستها عندما يغيب العريس لأن الجواز مش كل حاجة فى حياة البنت رغم أهميته الشديدة بالطبع، كذلك الشاب يجب ألا يتعامل مع الفتاة على أنه يقدم لها إكسير الحياة لمجرد أنه تقدم للزواج بها دون أن يقدم أى شىء آخر بعد ذلك.

·         وكيف جاءت فكرة الاستعانة بضيوف شرف؟

- بالتأكيد وجود النجوم مهم بالنسبة للمشاهد، لكننا لم نستعن بهم لأنهم نجوم، وإنما لأن ظهورهم حتى لو كان لحلقة واحدة مؤثر ويحتاج لممثل لديه جاذبية خاصة وأعتقد أن الشخصيات التى قدمها ضيوف الشرف ستكون مميزة بالنسبة لهم واستمتعوا بها بجد.

·         ومتى تعودين للسينما؟

- التليفزيون مجهد إلى حد كبير، بالتالى كان علىّ الابتعاد عن السينما قليلا، لأننى وصلت لمرحلة من الثقة بينى وبين الجمهور التى تجعلنى أكثر اهتماما بأى عمل أقدمه ولست بحاجة للتواجد بأكثر من عمل فى نفس الموسم فقد تخطيت هذه المرحلة، والإعداد للمسلسل بدأ قبل عام تقريبا، وبعد رمضان سأعود للمشروعات السينمائية المؤجلة وفى مقدمتها فيلم «أسماء» للمخرج «عمرو سلامة».

صباح الخير المصرية في

03/08/2010

عبدالناصر والسادات فى رمضان

كتب أحمد هاشم الشريف 

فى عيد الثورة لماذا لم نحتفل بجمال عبدالناصر.. بطل التحرر من الاستعمار فى بلدان العرب وأفريقيا.. كما احتفلت جنوب أفريقيا بالزعيم نيلسون مانديلا.. محررها من النظام العنصرى.. ولماذا لم نقم تمثالاً لعبدالناصر فى ميدان التحرير.. مع رفاقه أحمد بن بيلا وياسر عرفات.. ونكروما، وسنجور، وسوار الذهب ومانديلا. لماذا لم نعد لفيلم سينمائى عالمى.. مثل فيلم عمر المختار.. يحكى تجربة عبدالناصر مع أبناء جيله من ضباط الجيش المصرى.. الذين حملوا أرواحهم على أكفهم فى حرب فلسطين وحصار الفالوجا...

وفى ليلة القيام بالثورة.. حتى يتواصل الجيل الحاضر مع جيل نصر أكتوبر مع جيل ثورة يولية.. ولا يتوهم شبابنا فى الحاضر.. أنهم نبت شيطانى ليس له جذور.. لقد احتفلت الصين بفانوس رمضان الذى قدمته لنا هذا العام.. وضعت فى داخله تمثالاً للنجم الكروى «أبوتريكة».. مع أغنية تقول له.. أبوتريكة يافنان إلعب كمان كمان.. وهات أجوان..

وكان الأجدر بنا أن نغنى لعبدالناصر فى ليالى رمضان.. ونحن نبحث عن موائد الرحمن.. إننا نواصل طريقك فى مساعدة الفقراء كمان وكمان.. طريق مجتمع الكفاية والعدل.. لأن الديمقراطية السياسية لا تغنى عن الديمقراطية الاجتماعية.. حتى لا يبيع الفقير المحتاج صوته فى الانتخابات.. وبدلاً من أغانى الواوا والحمار.. التى يرددها شبابنا خفيف الوزن فى هذه الأيام.. نغنى مع صلاح جاهين وسعاد حسنى «للواد التقيل».. الواثق من نفسه.. المنتمى لوطنه.. وبدلاً من افتعال خصومة بين عبدالناصر والسادات.. نجمع بينهما فى فانوس رمضان..

لأنهما أبناء تجربة واحدة.. فالديمقراطية الاجتماعية هى المقدمة الطبيعية للديمقراطية السياسية.. وكلاهما عبدالناصر والسادات اجتهد فى ظروف عصره.. عبدالناصر فى عصر التحرر من الاستعمار.. والسادات فى عصر العولمة والانفتاح.

يقول السادات فى داخل فانوس رمضان.. وهو يلقى الكرة فى ملعب عبدالناصر.. أنا جبت أجوان فى حرب رمضان ومبادرة السلام.. فيجيب عبدالناصر وهو يسدد الكرة نحو السادات.. وأنا حققت الاستقلال وأممت القناة وبنيت السد العالى وأنصفت الفقراء.. وأنت تسرعت فى خطوات الانفتاح.. وبيع القطاع العام.. فظهرت عائلات أصحاب المليارات.. ويعود السادات إلى تحدى عبدالناصر.. وأنت تماديت فى الخصومة مع الغرب.. ولا صوت يعلو على صوت المعركة.. والاتجاه نحو آسيا وأفريقيا.. فى كتلة عدم الانحياز.. فعزلتنا عن التقدم فى العلم والتكنولوجيا.. الذى حققه الغرب فى النصف الثانى من القرن الماضى.. فيقول عبدالناصر..

كنا ننتظر منك فى عصر الانفتاح.. أن تجيب أجوان.. كما فعل علماؤنا فى الخارج مثل أحمد زويل.. ولكن الأجوان دخلت مرمانا بسبب الاستيراد والاعتماد على الخارج.. ولم نستفد من مئات القنوات الفضائية التى دخلت بيوتنا.. استخدمناها فى التسلية.. وملايين الموبايلات التى نحملها فى أيدينا.. لمجرد الثرثرة.. وشبكة الإنترنت التى تحولت إلى مواقع إباحية.. ويقول السادات.. أنا جبت أجوان عندما دخل التليفزيون فى القرى والأحياء الشعبية.. فيرد عليه عبدالناصر.. التليفزيون سلاح ذو حدين.. يستطيع أن يدمر الشخصية بالبرامج السطحية وألعاب الحواة والكاميرا الخفية.. كما يستطيع بناء الشخصية بالتربية الوطنية واللغة القومية والاعتزاز بالرموز التاريخية والبرامج العلمية.. وإذا كان الناس ينحون باللائمة على جهاز التعليم.. فأنا لا أعفى جهاز التليفزيون من المسئولية.. لأنه يقوم بالتربية..

وتستمر المباراة بين الزعيمين فى حوار حول تجربة ثورة يولية.. يخصب حياتنا السياسية والاجتماعية.. وفى كل مرة يردد الجميع لكل واحد منهما.. بندعيلك تجيب أجوان كمان وكمان.. بعد انطلاق مدفع الإفطار.. وطوال ليالى شهر رمضان.

صباح الخير المصرية في

03/08/2010