11 عاما كاملة ومدحت تيخة يحاول جاهدا أن يثبت نفسه كممثل، وخلال تلك
الفترة قدم أعمالا مختلفة نجح بعضها وفشل الآخر، لكنه صنف هذه المرحلة
بأنها كانت فقط مرحلة الانتشار..ونحن هذا العام نتابعه من خلال دور الشيخ
سلام الشقيق الأصغر للشيخ همام الذي يقدمه في مسلسل «شيخ العرب همام»، حيث
استطاع المخرج حسني صالح أن يعيد اكتشاف مدحت تيخة من خلال هذا الدور الذي
من الصعب أن تجد ممثلا يجسده بتلك التلقائية لكن تيخة نجح في أن يقدم شخصية
«الشيخ المبروك» ببراعة وتمكن واضح..حاورنا مدحت تيخة لنسأله عن أهمية
التجربة بالنسبة له وعن كيفية استعداده للدور الذي وصفه بأنه دور عمره.
·
كيف جاءت فرصة ترشيحك لدور الشيخ
«سلام» في مسلسل «شيخ العرب همام»؟
- مخرج العمل حسني صالح هو من رشحني للدور وأكد لي أنه دور عمري، وبالفعل
عندما قرأت الدور عرفت أنه بالفعل كما قال حسني صالح دور جديد ولم أقدمه من
قبل.
·
هل كانت لك إضافات علي الشخصية
أم أنك قدمتها كما كتب تفاصيلها السيناريست عبد الرحيم كمال؟
- الشخصية كانت مكتوبة بدقة شديدة، لكن بالطبع كان لي رأي ووجهة نظر، وقمت
بمذاكرة الشخصية جيدا حتي أستطيع أن أحافظ علي أدائها بنفس التفاصيل طوال
30 حلقة.
·
مساحة دور الشيخ «سلام» كبيرة
ولكن بالرغم من مرور أكثر من ثلثي الحلقات فإننا لم نر أي تطور علي
تصرفاتها أو علاقتها بمن حولها؟
- هذا الشيء أخافني جدا في البداية لأني عندما قرأت أول عشرين حلقة شعرت أن
الشخصية لا تقدم أي مفاجآت وخشيت أن يمل الناس من الشخصية، ولكني بعد أن
قرأت السيناريو بالكامل رأيت أنه يحمل مفاجآت كثيرة.
·
هل تري أن دور «سلام» سيغير شكل
اختياراتك في الفترة المقبلة؟
- بالتأكيد، لأن الدور الذي أقدمه هو أهم دور بعد الدور الذي يقدمه يحيي
الفخراني، وأشعر أنه سيغير شكل ما سأقدمه في المرحلة المقبلة، لأنه قدمني
بشكل جيد جدا، وأنا سعيد بهذا النجاح، فبسببه عرض علي خلال الأيام الماضية
بطولة فيلمين، ولكني متردد في قبولهما.
·
هل تري أنه بعد نجاحك في مسلسل
«شيخ العرب همام» من حقك أن تقدم أدوار بطولة مطلقة؟
- لا أريد أن أفرح بالبطولة المطلقة ولكن الدور الجيد هو ما سيدفعني
لتقديمه حتي لو كان مشهدًا واحدًا.
·
ألم تخش من أن يحصرك دور سلام في
نمط شخصيات معينة قد لا تستطيع أن تخرج منها بسهولة؟
- بالتأكيد لن أترك نفسي لذلك، ولا أنوي أن أقدم دورًا يشبه دور سلام مرة
أخري، لأنني لن أكرر نفسي مهما كانت أهمية العمل، وأنا أعتبر أن دور الشيخ
سلام اختصر لي كل مراحل الانتشار التي من الممكن أن يمر بها أي فنان.
المصرية في
13/09/2010
نصّ وإخراج حوّل كل
ممثل بطلاً في المسلسل
«أبـواب
الغيـم»:
نمـوذج الدرامـا البدويـة
ماهر
منصور/ دمشق
لا تختلف
البنية الروائية الأساسية التي تقوم عليها مسلسلات البيئة الشامية عن تلك
التي تقوم
عليها المسلسلات البدوية. حكايات تمتد بشكل أفقي، دون تجذر،
وتنهل مادتها الأساسية
من إرث حكايات الجدات والذاكرة الشفهية وسواها، بكل ما تنطوي عليه من موروث
شعبي
وعادات وتقاليد وقيم اجتماعية ومعتقدات وخيال شعبي.. فيما يبدو «ركن»
الحكاية
الأساسي صراع بين الخير والشر.. وتأتي حكايات الحب والحرب
والفروسية والثأر لتشكل
علامات مميزة في الحكاية البدوية.. ليأتي الإطار الزماني والمكاني ويضبط
مرجعيات
الحكاية فيها.. وفق هذه الرؤية يمكن التعامل مع الدراما البدوية «أبواب
الغيم»
بوصفها وثيقة فنية (واقعية بمقدار – متخيلة بمقدار) اجتهدت في تقديم منظومة
الحياة
الاجتماعية للبدو بكل ما فيها من عادات وتقاليد. وقدمت عبر ثلاثة أجيال
حكايات من
الحياة البدوية، تميز من بينها حكايات الحب وحكايات الحرب من
خلال معايشة ثلاث
قبائل عربية تعادي بعضها وتنشغل فيما بينها، في ظل صراع عالمي على المنطقة.
يضاف
إلى ذلك الطاقة الإنتاجية الكبيرة للعمل التي انعكست في الديكور المستمد من
الطراز
المعماري في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية والماكياج والملابس وتعدّد
أماكن
التصوير.. فضلاً عن الزخم الدرامي للقصائد الشعرية في العمل
والتي شكلت خطوة متقدمة
في صناعة المسلسل البدوي، دون الخروج عن واقع طبيعة الحياة البدوية. فلا
بذخ ومظاهر
ترف دون معنى. بذلك ربما يستحق أن يشكل مسلسل «أبواب الغيم» وقبله مسلسل «قنجان
الدم» وكلاهما للسيناريست عدنان العودة، بداية انطلاقة جديدة
للدراما البدوية على
صعيد الشكل بعد انطلاقتها الأولى في سبعينيات القرن الفائت.
العمل الذي أخرجه
حاتم علي وكتبه السيناريست عدنان العودة عن خيالات وأشعار حاكم دبي الشيخ
محمد بن
راشد آل مكتوم جاء غنياً بالتفاصيل والحكايات وتعدد الأجيال في محاولة من
الكاتب
الاقتراب بحكايته من حدود الملحمة البدوية. ولعله كان من
الأولى تقديم حكاية العمل
على جزأين، الأمر الذي قد يمنح تلك التفاصيل كثيراً من الغنى، ويساعد في
التعامل مع
الحدث السياسي على نحو أفضل وأكثر تماسكاً مما قدم فيه، فضلاً عن منح
شخصيات
الأجيال الثلاثة فرصة اختمار خيوطها الدرامية، واستفادة أكثر
من الغنى الدرامي
للبيئة البدوية والموروث الحكائي التراثي لأهلها في إغناء حكايات المسلسل.
أبرز
ما في دراما «أبواب الغيم» هو أداء الممثل وقد ترك المخرج حاتم علي لكل
عنصر من
فريق التمثيل مساحة لـ«اللعب» أمام الكاميرا دون بهرجة فارغة.
ومع صعوبة فهم
اللهجة، شكل أداء الممثلين حاملاً للغة وشارحاً لها.. وفي هذا السياق بدا
لافتاً
أداء الممثل غسان مسعود في شخصية عقيد القبيلة، الذي قدّم أحد أهم أدواره.
كما تميز
الممثل عبد المحسن النمر في شخصية «مجول العضيدي». فالنمر هو
أحد الشخصيات الرئيسية
في العمل والتي تستند الحكاية عليه وبقي حاضراً من بداية العمل حتى نهايته
مع
الممثلة سلافة معمار في شخصية «صبحة الحفيانة»، التي تزوّجها بعد حب كبير
وأخفى
عليها حقيقة قتله لأبيها.. ولعل استحقاق النمر ومعمار الحقيقي
كان في قدرتهما على
تطويع أدائهما على مدار ثلاثة أجيال فهما عاشقان، ثم أبوان لكل منهما
أبناء، ثم
جدان لهما من الأحفاد من يكرر قصة حبهما بل ويعود بسببها ليجمعهما.. أما
الفنان قصي
خولي فقد بدا حجر رهان المخرج علي، وقدم في العمل أداءاً
متنوعاً لشخصية «غازي»
الداهية، والمغامر والمتمرد الذي يحرك أحداث قبيلته ويساهم في تحولات
مصيرية لعدد
من أبنائها.
صناعة الممثل جزء أساسي من صناعة المخرج ولعل علي يعود في «أبواب
الغيم» بأسلوب تعامله مع الممثل إلى أعمال كثيرة له سابقة شكل
فيها أداء الممثلين
واحداً من خصائص المسلسل.. فالجميع فيه هم أبطال لافتون للنظر مهما كانت
مساحة دور
كل منهم. وبالإضافة إلى نجاحه في إدارة الممثل تميزت كاميرا علي في هذا
العمل
بحركتها الذكية وقدرتها المرنة على إظهار تفاصيل الحياة
البدوية.
المصرية في
13/09/2010
أسلوب إخراجي جديد
رشا شربتجي: الدراما ليست
مسؤولة عن إصلاح المجتمع
دمشق – من باهل قدار
ونبيل محمد
المخرجة السورية ترى أن الدراما السورية تعاني من ضعف
التسويق وتحكم رؤوس الأموال.
حققت المخرجة رشا
شربتجي حضوراً جيداً على الساحة الدرامية السورية والعربية بعد أن تصدت
لإخراج
مجموعة من الأعمال الاجتماعية التي نالت رضا الجمهور ومتابعته
لأنها تلمست فيها
تفاصيل حياتهم اليومية ومشاكلهم وهمومهم مثل "غزلان في غابة الذئاب"
و"أشواك ناعمة"
و"زمن العار".
وقامت شربتجي هذا العام بإخراج عملين كانا في طليعة الأعمال المتابعة من
قبل
الجمهور، الأول هو "أسعد الوراق" المأخوذ عن رواية "الله
والفقر" للراحل صدقي
إسماعيل والعمل الثاني هو "تخت شرقي" للكاتبة يم مشهدي.
وتعتبر شربتجي أن نمط هذين العملين جديد عليها، وتقول "تخت شرقي' نوع جديد
وهو
صعب جداً إخراجياً كونه يحاكي الواقع أما مسلسل 'أسعد الوراق' فهو عمل
راهنت فيه مع
نفسي وقد حققت فيه ما كنت أتمناه إلى حد ما، والجمهور يستطيع
خلال متابعته للعملين
أن يجد تفكيري الدائم وحرصي على التعبير عنه قبل أن أقوم بتدوير الكاميرا".
ولا تجد شربتجي بأساً من إعادة الاشتغال على "أسعد الوراق" الذي سبق عرضه
عام 1975
في التلفزيون السوري على هيئة سباعية من إخراج علاء الدين كوكش.
وتقول "إن الرواية غنية جداً من خلال نقاشها لفكرة الجهل والفقر عبر شخصية
أسعد
الوراق ومستوى توافق هذه الشخصية مع ذاتها ومجتمعها ضمن ظروف
بسيطة".
وتضيف أن هذه الشخصية لم تعد موجودة كثيراً في مجتمعنا "لذا من الجيد أن
نسلط
الضوء على هذه الحالة للتأكيد على أن الحب والإخلاص والتسامح
هكذا كان رغم وجود
الظلم مشيرة إلى أن أسعد الوراق في صيغته القديمة كانت له شعبية كبيرة
والآن يتم
تقديمه بتقنية جديدة مختلفة عن التصور السابق".
وبعيداً عن سياق تناول بعض المخرجين لأعمال البيئة الشامية الدارجة في هذه
المرحلة فإن شربتجي تعاملت مع مسلسل "أسعد الوراق" على أنه
دراما اجتماعية تتم
أحداثها في حارة فقيرة أثناء وجود الاحتلال الفرنسي في عشرينيات القرن
الماضي، كما
أنه يحتوي على ميلودراما وتراجيديا وكوميديا و"أكشن" فضلاً عن الحس الثوري
والمضمون
الاجتماعي التقليدي.
وتؤكد أن العمل يقدم دلالات على الواقع الاجتماعي ووضع المرأة الدمشقية
الحكيمة
في تصرفاتها وقراراتها خلال تلك الفترة.
أما في مسلسل "تخت شرقي" فتحاول شربتجي ملاحقة التفاصيل اليومية لأربعة
شباب
متشابهين رغم اختلافهم حيث تتداخل مصائرهم وتتقاطع فيما بينها لتروي قصة
الحب
والصداقة والعمل والأخلاق في عالم استهلاكي.
وتضيف "هو عمل يحتوي على تناقضات الحياة وأزمات الشباب وتفاصيل المجتمع
البسيطة
إضافة إلى تلك اللحظات التي تبدو تافهة لكنها في صلب حياتنا".
وتقول شربتجي إن مسلسل "تخت شرقي" يفرد مساحة لمشاعر الحب والكره والغيرة
والحسد
وتفاصيل الكثير من الناس الذين نعرفهم ونصادفهم في حياتنا ضمن مواضيع بسيطة
لا تبدو
غريبة عن مجتمعنا بدءاً من شخصية يعرب خريج الجامعة الذي لا
يعمل إلى سعد المحامي
وأدهم الصحفي وطارق صاحب الجنسية الفلسطينية الذي يواجه صعوبات في الحياة
والزواج.
وركزت شربتجي في "تخت شرقي" على مزيج من نقلات الكاميرا وإحساس الممثل
وطريقة
التقطيع وإيقاع العمل والموسيقا.
وتقول "انطلقت في حركة الكاميرا من مقاربة الواقع وجعلت منها شخصاً آخر
يراقب
وينصت لما يدور حولها (....) الناس استغربوا هذه الحركات في
البداية لكن بعد عدة
حلقات تم استيعاب الموضوع فـ'الزووم' يلاحق الجملة والحدث وكأنه عين تراقب
الحوار
ليعطي الإحساس بعشوائية الحياة التي نعيشها ويعيشها أبطال العمل".
وكان عدد من النقاد وضعوا علامة استفهام على الحركة المفاجئة للكاميرا التي
استخدمتها شربتجي في "تخت شرقي"، وتساءلوا عن جدوى هذه الطريقة
غير المألوفة في
التصوير.
وتعلل شربتجي هذه الطريقة بقولها "إن الكاميرا تحقق قرباً دائماً من وجه
الممثل
وتوضح ردود أفعاله بوضوح وهي طريقة أكاديمية موجودة في العالم كله (....)
عندما
وجدت العمل واقعياً ومباشراً ارتأيت أنه من المناسب استخدام
طريقة إخراجية مختلفة
تناسب النص".
وترى شربتجي أن الدراما السورية تعاني من ضعف التسويق وتحكم رؤوس الأموال.
وتقول "نحن نعمل لمحطات قد تكون وجهات نظرها مختلفة عن وجهات نظرنا، فعندما
تكون
لدينا المحطات وقرارنا بيدنا عندها تكون الدراما بخير".
ولا تجد شربتجي أي حرج في أن ينهض العمل الدرامي بأداء ممثلين بعينهم ما
دام
العمل لم يكتب لهم بالتحديد.
وتضيف "إن كتاب النصوص والسيناريوهات يضعون أفكارهم وآراءهم ثم يتم إسناد
شخصيات
النص لفنانين مناسبين".
وتتساءل "ما المشكلة أن يكون الممثل محور عمل محدد دون الذهاب باتجاه العمل
من
أجل الممثل بل أن يتم طرح أفكار وآراء وقصص يدخل في سياقها الممثل وتكون
الأولوية
للنص".
وتعتبر شربتجي أن أزمة النص موجودة في الوطن العربي كله ولا تقتصر على
الدراما
السورية.
وتقول "منذ 35 عاماً ونحن نستهلك الأفكار في مجتمع واحد حتى إننا نلجأ إلى
التاريخ أحياناً إضافة لقلة الجرأة في طرح الأفكار".
وتعزو تكرار بعض الأنماط الدرامية لكون الإنتاج الفني مرتبط بالتجارة
والإعلان
و"السبونسرات" وطلبات المحطات.
وتضيف "هنا يأتي دور المتلقي للتعبير عن عدم إعجابه ورفضه لأنماط محددة من
الأعمال عن طريق الاستبيانات مثلاً وهكذا تلحظ المحطات
والموزعون الأعمال التي
يقبلها المشاهد وتحقق غايته".
وتشير شربتجي الى أن للجمهور دوراً كبيراً في توجيه دفة الدراما "إذ لا
قيمة
للعمل الدرامي إن لم يشاهده الناس".
وتقول إنه لا يمكن أن ترضي الناس جميعاً "لكن يجب أن نفكر بشرائح معينة
فعند
إنجازي لـ'أسعد الوراق' فكرت بشريحتين الأولى ارتبطت ذاكرتها
بسباعية 'أسعد الوراق'
والثانية سمعت عنها ولم تستطع مشاهدتها".
وتطالب بعدم تحميل الدراما أكثر من مسؤولياتها فهي "غير مسؤولة عن إصلاح
المجتمع
لأن هدفها المتعة التي نستطيع من خلالها تقديم فكرة وحدث وتاريخ ونصيحة لكن
ضمن
المتعة والتشويق".
وتضيف "هناك أشكال أخرى لإصلاح المجتمع تبدأ من التربية في البيت والمدرسة
ولا
تنتهي بالندوات والمحاضرات والإنترنت".(سانا)
ميدل إيست أنلاين في
14/09/2010
'مهنة
الصحفي الأساسية هي الكتابة'
بريق الدراما يغري الصحفيين في
مصر
ميدل
ايست اونلاين/ القاهرة
دراما رمضان تشهد حضوراً كبيراً من الكتاب الصحفيين، والبعض
يرى أن الكسب المادي هو السبب.
شهدت دراما رمضان هذا العام حضوراً كبيراً من
الصحفيين الذين اتجهوا إلى كتابة القصة
والسيناريو والحوار لعدد من المسلسلات
التلفزيونية.
وقدم الصحفي بلال فضل تجربته التلفزيونية الأولى في رمضان قبل الماضي من
خلال
مسلسل "هيما" لأحمد رزق وعبلة كامل، وجاء حضوره هذا العام من خلال مسلسل
"أهل
كايرو" لخالد الصاوي ورانيا يوسف وإخراج محمد علي.
وواصل محمد الغيطي حضوره من خلال مسلسل "منتهى العشق" لمصطفى قمر وديانا
كرازون
ورانيا محمود ياسين وإخراج محمد النجار، فيما قدم أحمد عبدالفتاح مسلسل "برة
الدنيا" لشريف منير ونسرين الإمام وسميرة عبدالعزيز ومحمدالشقنقيري وأحمد
زاهر
وإخراج مجدي أبو عميرة.
ويرى الصحفي سمير الجمل أن مهنة الصحفي الأساسية هي الكتابة، مشيرا إلى أنه
يمكن
أن يكون مكسباً للدراما والأدب والشعر حين يتجه إليها كما حدث من قبل مع
كامل
الشناوي وطه حسين ونجيب محفوظ وفتحي غانم وموسى صبري وإحسان عبدالقدوس
الذين عملوا
صحفيين ورؤساء تحرير في العديد من الصحف والمجلات.
ويؤكد لصحيفة "الاتحاد" أن العبرة بما يُكتب ويراه الجمهور و"كل واحد يتحمل
وزر
ما يكتبه، وليس كل ما يكتب للصحافة يصلح للدراما والعكس".
ويرى أن بعض الصحفيين اتجهوا إلى الدراما كنوع من الغيرة من زملاء سبقوهم
إلى
هذا المجال، أو لتحقيق مكاسب مادية أكثر.
وتشهد الأيام المقبلة تصوير عدد آخر من "مسلسلات الصحفيين" منها "طلبة
هريدي" عن
قصة للدكتور عمرو عبدالسميع وسيناريو وحوار محمد الباسوسي وإخراج علي
عبدالخالق،
و"العنكبوت" و"البرنسيسة والأفندي" عن قصة للكاتب الصحفي صلاح عيسى، و"مداح
القمر"
عن حياة الموسيقار بليغ حمدي من تأليف الصحفي محمد
الرفاعي وإخراج مجدي أحمد علي.
ميدل إيست أنلاين في
14/09/2010
ريام الجزائري
جوليت العراق
الصراع أكبر من أحلام العراقيين
بقلم: حيدر قاسم الحجامي
ملحمة الكاتب أحمد هاتف والمخرج حسن حسني تقترب من المشهد
العراقي بتفاصيله المروعة وتكشف حقيقته.
أبدع الكاتب والسيناريست العراقي احمد هاتف في كتابة ملحمة درامية عراقية
رائعة "اعلان
حالة حب" تضاف إلى سجل انجازات هذا الكاتب على المستوى الدرامي، روى لنا
حكاية الطائفية وتبعتها الاجتماعية والسياسية والثقافية وعوالمها الداخلية
الرهيبة،
فهذه الحكاية ما زالت في قيد المسكوت عنهُ رغم تناولها إعلاميا لكنها ظلت
تفتقد إلى
من يوظفها درامياً لتصل إلى المتلقي بأسلوب سهل وسلس ومناقشة تداعياتها على
حياته
اليومية.
نقلت لنا حكاية احمد هاتف جزءاً من الصراع الطائفي والسياسي بعد عام 2003
وما
أصاب الفرد العراقي من ويلات وأزمات من جراء الاقتتال الطائفي وتفجر الشحن
المذهبي
بسبب التدخلات الإقليمية والعصابات التي ارتبطت ببعض الجماعات العراقية
المتشددة،
وأبرزها تلك التي فقدت امتيازاتها (السلطة) التي كانت تحظى بها قبل 2003،
والجماعات
الأصولية ذات التوجه التكفيري التي تحاول من خلال العنف فرض أيدلوجيتها على
الواقع
العراقي، فالمسلسل الذي أخرجه الفنان العراقي المعروف حسن حسني وشارك فيه
نخبة من
فنانين العراق، امتاز بالجرأة والبعد عن الإسفاف والتهويل الإعلامي واقترب
من
المشهد الراهن بتفاصيله المروعة، استمتع المشاهد العراقي في رمضان وهو
يتابع إحداث
مسلسل درامي عراقي جسد بطولته ممثلان عراقيان، هما المبدع علي عبد الحميد
والرائعة
ريام الجزائري اللذان لم يعترفا بالطائفية السياسية ولا أعرافها وقيمها،
وفضلا وسط
تلك الظلمة أن يعلنا عن حالة حبهما، ليفتح هذا الإعلان المثير أبواب الصراع
على
مصارعها، ويؤجج مشاعر الحقد والكراهية التي تعتمر في النفوس التي خربتها
السياسة
وأبعدتها الأجندة الضيقة عن القيم الإنسانية النبيلة في إن يتعايش شعب تآخى
منذُ
زمن على ارض العراق.
إنهما بتمردها هذا اخترقا تابو محرم، واجتازا منطقة حمراء يعتبر تجاوزها
عبوراً
على قيم المتصارعين وتحدي واضح لهم ولسطوتهم المقنعة بالطائفة والقومية
والدين،
ورغم إن التمرد يعكسُ رغبة قوية لدى الشباب العراقي في كسر قيود الحرب
وويلاتها
ورفضاً للاقتتال الأهلي اللا مبرر، إلا إن إعلان حالة الحب ظل خروجاً عن
المألوف في
مجتمع محافظ، يعتبر إعلان الفتاة عن حبها بشاب جريمة تصل عقوبتها إلى
الموت، فكيف
إذا كان الهروب مع العشيق والخروج من العرف البطيركي الأبوي!! انه تصرف غير
محسوب
ومتهور!.
أضاء مسلسل "اعلان حالة حب" الذي انتجته قناة الشرقية، على مشاهد مهمة
وواقعية
لكنهُ اغفل مشاهد كان لظهورها شأن في إن يعطي العمل الدرامي بعداّ أكثر
موضوعية،
فالساسة الذين شاهدناهم ظهروا اجمعهم زعماء طوائف وقادة مليشيات مسلحة
وبدوا وكأنهم
في النهاية قادة موت وليسوا صناع حياة، واعتقد إن جزء من هذا الطرح صحيح
وواقعي
ولكن لا يغفل إن البعض من ساسة ما بعد الاحتلال كانوا وطنيون ملتزمين بخطاب
وطني
معتدل، ونأوا بأنفسهم عن الصراع الدامي وشلالات الدم المسفوحة لذا كان يجب
إن نسمع
الصوت الأخر، فليس الجميع قتلة وطائفيون وقادة ميليشيات!.
ورغم ذلك شاهدنا حالات ركز عليها المسلسل وحاول إظهارها، منها حالة التآخي
الاجتماعي والتعايش الرائع الذي جسده الشباب في الجامعة، إذ كانوا فوق
الصراع
الطائفي والقومي ولم تأخذ السياسة من تعايشهم وتعاونهم الكثير خصوصاً إذا
ما شاهدنا
وبوضوح الطالب المسيحي (مارسيس) الذي كان وفياً لصداقته، ولم يعكس اختلافه
الديني
أي فارق بل كان عاملاً مساعداً في إنجاح خطة الهروب المستحيلة بوجه بطلا
الحكاية (يسار)،
ورغم إن النهاية كانت متوقعة ومأساوية للغاية، متوقعة لان التمرد على كل
قيم هذا المجتمع الغريب يحتاج إلى دفع ضريبة باهظة وهذا ما حدث، فمصرع
(يسار) الذي
حاول جاهدا إن ينجح مهمته أراد من خلاله المؤلف أن يقول "إن الصراع اكبر من
أحلامنا
وأعمق من أمنياتنا، ومن أراد إن يتمرد فليستعد ليدفع ثمن ذلك".
وإعدام (يارا) كان
أيضا متوقعاً لأنها كسرت قيدين كلاهما يؤدي
إلى الموت، اخترقت عرفاً اجتماعياً
يعتبر الخروج عليه محرماً، وتمردت على الطائفية السياسية التي كانت عائلتها
واحدة
من ذلك المشروع، ولهذا فان حالة الانتقام كانت نتيجة حتمية لهذا التمرد
المجنون.
إن صناعة دراما بواقعية، وتعالج مشاكل اجتماعية وسياسية وتنقض بنى ثقافية
هي
عملية جريئة وعملية بالاتجاه الصحيح، ونجح الكاتب في خلق خطوط درامية أدت
في
النهاية إلى تكوين صورة قريبة من الواقع، وناقشت مشكلة العراق بإبعادها،
ولعل
الجرأة تتضح حين نكشف للمواطن إن النفاق السياسي هو من كان ولا زال يقف
سبباً في
إيقاف عجلة الديمقراطية عن الدوران في هذا البلد الذي مزقته سنوات طويلة من
الحروب
أخرها الحرب الطائفية التي أكلت اخضر العراق ويابسه، ولولا حكمة العقلاء
ووطنيتهم
لاستمرت هذه الدوامة، وأحرقت الجميع لان ثمة إرادة خارجية تضافرت مع إرادة
داخلية
للاستمرار في ذلك المشروع الخطير.
وتبقى الدراما الجادة والملتزمة بهدف إنساني هي رسالة سامية تهدف إلى
التقويم لا
هدم قيم المجتمع، وترسيخ عادات وتصرفات غريبة عنه بحجة الحداثة، ما يحسب
للعمل انه
استطاع إن يبرز الشخصية العراقية المعتدلة التي ظهرت من خلال شخصية (احمد)
الأستاذ
الجامعي ذو الملامح العقلانية والتوجه الوطني الذي يدرك إن ما يدور لا يمت
لهذا
الوطن بصلة، وانه صراع بالنيابة عن الآخرين أو لآجل مصالح فئوية ضيقة، وان
الخاسر
الوحيد هو العراق، فالمشهد الأخير كان رسالة لكل المشاهدين عندما كان يتلقى
رصاصات
المسلحين (الملثمين) وهو يحمل الرضيع، صرخ بأن ما يحدث هو الخطأ بعينه، وان
الإخوة
العراقية ينبغي إن تسمو على الطوائف والقوميات ولا بد للعقل إن ينتصر على
الرصاص،
ويدعو أولئك القتلة إلى العدول عن جرائمهم... انه صوت العقلاء وسط زحام
البنادق
الغادرة.. ولكن هل يعقلون؟.
ميدل إيست أنلاين في
14/09/2010 |