مغامرة كبري.. هذا هو أدق توصيف لما قدمه بلال فضل في مسلسله «أهل
كايرو» هذا العام، فعلي الرغم من كون هذا المسلسل ثاني تجاربه التليفزيونية
فإنه أقدم وبكل جرأة علي تقديم مفاجأة قوية للمشاهد المصري بمسلسل بوليسي
حقيقي تزخر حلقاته بتفاصيل وحوارات وأحداث شيقة ، كتب بلال فضل عن أهل
كايرو الذين عاش وسطهم بحرفنة ظهرت بوضوح في حوارات المسلسل التي تنطق
بأشياء كثيرة دون أن تمتد علي الشاشة لأكثر من دقيقتين علي الأكثر.. في هذا
الحوار سألنا بلال فضل عن قراره خوض تلك التجربة ورده علي ادعاء البعض
تشابه فكرة مسلسله مع قصة «المذنبون» لنجيب محفوظ.
·
العرض في رمضان يتطلب في معظم
الأحيان مسلسلات اجتماعية أو كوميدية خفيفة لكن فكرة عرض مسلسل بوليسي في
شهر رمضان ومتابعة المشاهد لكل حلقاته بانتظام هو تحد كبير ألم يكن لديك
خوف من ابتعاد المشاهد عنه؟
ـ مش هاقولك الكلام اللي بيتقال إن أنا كنت مرعوب والكلام ده، أنا
بصراحة كنت مستمتع جدا وأنا باشتغل، لدرجة إن أنا أصبت بمرض السكر وأنا
باشتغل في المسلسل ده، ومع ذلك لم أتوقف عن العمل في المسلسل أكثر من يوم
هو اليوم اللي عملت فيه عملية في القصر العيني، وكنت أثناء إجراء العملية
أفكر في المسلسل، وبعدها تفرغت له تماما، يمكن باستثناء تصوير حلقات عصير
الكتب والإعداد لها. وكلما كنت أسلم مجموعة حلقات لمحمد علي كان بيطمني
أكتر إحساسه بالورق وفهمه ليه، تخيل إن مافيش ولا حلقة من المسلسل ده
اتعدلت أو تمت إعادة كتابتها بحمد الله، بجد أنا من أول قعدة مع محمد علي
داخلني إحساس إن ربنا وفقني إلي هذا الرجل، لما حضرت التصوير بتاع الفرح
وشفت الشغل اللي عمله محمد شعرت بفرحة عارمة وأخذت نفس عميق ورميت حمولي
علي الله وبدأت أنتظر العمل كأي مشاهد.
·
رغم عشقك للكتابة الساخرة إلا أن
هذا المسلسل كان بعيدا تماما عن الأجواء الكوميدية ولم تظهر سوي في لمحات
بسيطة هل كان هذا تحديا وإعلانا أنك قادر علي إمتاع الجمهور بأعمال أخري
غير الكوميديا؟
ـ كل عمل فني هو تحد أحيانا تنجح فيه وأحيانا تنجح بدرجة أقل وأحيانا
تفشل بس تكذب علي نفسك وتقول إنك مافشلتش، لو فقدت روح التحدي في أي عمل
تبقي مش مخلص ليه، وأنا والله ويمكن ماتصدقنيش مافيش عمل دخلته إلا بروح
إني هاعمل أحسن فيلم في النوع بتاعه، ودايما كنت باعمل اللي علياّ لكن
النتائج دي مش بتاعتي، لأنه بيتحكم فيها عوامل كثيرة أهمها توفيق ربنا، أما
عن حكاية السخرية فلعلمك بالعكس أهل كايرو هو أكثر عمل ساخر كتبته، بس
سخريته من نوع مختلف، النوع الذي أفضله من بين كل أنواع السخرية، حلقات
الفرح دي كلها سخرية في سخرية، حياة صافي سليم نفسها سخرية من كل ما يحدث
في هذه البلاد المنكوبة. صحيح إني بأحب أنواع الكوميديا الأخري بما فيها
كوميديا الفارس واستمتعت جدا بعملها، بس مش زي متعتي بالكوميديا السوداء
اللي في العمل ده.
·
«المذنبون» قصة الأديب الكبير
نجيب محفوظ وفيلم المخرج سعيد مرزوق دارت حول جريمة قتل غامضة أيضا ومن
خلالها يستعرض الكاتب الفساد الذي ساد مصر في تلك الفترة هل تري أهل كايرو
مذنبين 2010؟
ـ أهل كايرو هو أهل كايرو. من حق الناس أن تراه كما تشاء وتقارنه بما
تشاء. يعني في زميل صحفي سألني عن كون العمل يشبه الفيلم الجميل بتاع
الأستاذين رأفت الميهي وكمال الشيخ (علي من نطلق الرصاص). صحفية أخري
سألتني هل هو مقتبس من قصة سوزان تميم وهشام طلعت. ده غير الجرايد اللي كتب
فيها ناس يقولوا إننا بنستنسخ سي إس آي وناس قالوا إن إحنا عاملين مسلسل
توينتي فور. هم نسيوا مسلسل عبقري أنا باحبه اسمه «مردر وان» عايز أنبههم
ليه برضه. التيمة مش هتموت، وهتتعمل ستين ألف مرة طالما ظل هناك فساد،
الفكرة تظل دائما في التفاصيل اللي بيقدمها العمل وطريقة السرد والبناء
وطبيعة الشخصيات.
·
إلي أي مدي نجح خالد الصاوي في
تجسيد شخصية حسن محفوظ التي كتبتها علي الورق؟
ـ بما إني مش هاشتغل مع خالد الصاوي السنة الجاية أقدر أقولك إني كنت
محظوظ بهذا الممثل الرائع وباحمد ربنا إن ماحدش غيره عمل الدور.
·
علي الرغم من محاولة بعض كتاب
الدراما الهروب من إجابة هذا السؤال والتأكيد أن الشخصيات هي محض خيال ولا
علاقة لها بالواقع فإن شخصيات رئيس الحزب المعارض ورئيس التحرير المنافق
ورجل الأعمال النافذ الذي تربطه علاقة بصافي سليم كلها تتشابه إلي حد كبير
مع شخصيات واقعية ألست متفقا معنا في ذلك؟
ـ طبعا كل الشخصيات مأخوذة من الواقع والناس عارفه أسماء أصحابها، بس
اللي عاجبني إن كل اسم الناس قالت قصاده اسمين وتلاته، وأنا فعلا كنت أقصد
التلات أسماء وأحيانا الأربعة والخمسة، لأنك ككاتب مش بتنقل من الواقع
مسطرة.
الدستور المصرية في
10/09/2010
«قصة حب»
مسلسل ناعم وراق وسط ضجيج رمضان
أحمد خير الدين
جاءت نهاية مسلسل «قصة حب» كنهاية لسلسلة من المشاعر التي امتلأ بها
مسلسل ناعم جاء بدون أي ضجيج وسط هذا الكم من الأعمال. قدمه صناعه بنفس
الروح الهادئة التي تراها علي الشاشة منذ أول حلقة وحتي النهاية، تميز جمال
سليمان في أداء دور الناظر المحب لمهنته والمخلص لها كذلك مغامرة بسمة
بتقديم دور سيدة منقبة وأم لشاب في المرحلة الثانوية أو قدرة إيمان الحداد
علي ضبط أداء كل ممثل من فريق العمل وتقديم مسلسل اجتماعي رومانسي راقٍ قد
تفاجئك فيه بعض الأخطاء الصغيرة كهنات اللهجة عند جمال سليمان أو أداء
مبالغ فيه لإنتصار وحجاج عبد العظيم أو مشاهد غير منطقية للجماعة الإرهابية
إلا أن كل ذلك لا يفسد عليك الاستمتاع بحلقات المسلسل وقصة الحب الصعبة بين
ياسين ورحمة وسط حدوتة مقنعة وحقيقية وغير مفتعلة لذلك الأخ الكبير الذي
وهب نفسه لمساعدة إخوته والوقوف إلي جوارهم في أزماتهم.
في «قصة حب» أنت أمام امرأة متدينة وملتزمة ترتدي النقاب لكنها بعيدة
عن النمطية في تناول هذه الشخصيات، فرحمة تحب وتريد أن تتزوج لكنها حائرة
بين ابنها المتشدد وبين الرجل الذي أحبته، أما ياسين وإخوته فهم عائلة
واقعية في حواراتها وخلافاتها ولحظات سعادتها والتفافهم حول أخيهم الأكبر
في كل أزمة.
المغامرة في قصة حب جاءت متعددة الجوانب أولها أنه المسلسل الأول
لجمال سليمان بالعامية المصرية العادية بعدأن قدم عملين بالصعيدي وامتدت
المغامرة إلي بسمة التي فاجأتنا بأداء مميز في حلقات المسلسل كما أنه العمل
الأول لإيمان الحداد التي عملت من قبل كمساعدة مخرج في فيلم «شارة مرور»
لكن النتيجة جاءت مفاجأة بكل المقاييس في عمل يستحق التحية، كتب مدحت العدل
حلقاته بشكل جيد وموسيقي وأغنيات راقية، لحنها عمرومصطفي وغناها لؤي كما
جاءت صورته وأداء ممثليه بشكل مبهر يبشرنا بمخرجة مميزة جعلتنا نعيش في تلك
الأجواء الرومانسية المرهفة.
الدستور المصرية في
10/09/2010
«مظاليم»
دراما ٢٠١٠ ..
ليس مهماً أن تصنع عملاً جيداً..
المهم أين ومتى وكيف يشاهده الجمهور؟
محمد طه
اختلفت المعايير، فلم يعد النجم أو النص أو الإخراج هى العوامل
الوحيدة لجذب المشاهد للدراما، ولم تعد أيضا هى معايير نجاح العمل، بل زادت
عليها معايير أخرى من عينة مواعيد العرض والإعادة والدعاية، وبمرور الوقت
أصبحت هذه المعايير الفرعية هى الأساسية فى الحكم على الدراما، ومن ثم
نجاحها، وأصبح من حق النجم وصناع العمل أن يبحثوا أولا عن قنوات العرض
ومواعيد الإعادة وطرق الدعاية ليضمنوا لأنفسهم نجاحا يلائم التكلفة الضخمة.
من بين ٥٠ مسلسلا صارعت على كعكة رمضان وتنافست فيما بينها على
المشاهد، لم يبرز سوى القليل، فى حين تعرض كثير منها للظلم والتجنى، لأسباب
يرجعها بعض صناع الدراما للعرض الحصرى، والبعض الآخر قال إن وراءها القنوات
التى عرضتها فى أوقات ميتة وأعادتها والناس نيام، فى حين يرى البعض أنها لم
تحظَ بدعاية كافية، بمنطق أن الدعاية الجيدة تضمن تسويقا جيدا، وبالتالى
نسبة مشاهدة وإعلانات ونجاح.
«المصرى اليوم» ترصد فى هذا الملف مظاليم دراما رمضان، وتحاول الإجابة
عن السؤال الصعب: لماذا لم تحظ هذه الأعمال بنسبة مشاهدة جيدة؟
التوقيت: هذه «سويقة».. ولابد من قناة خاصة للأعمال
المتميزة
إحساس بالتخمة سيطر على المتابعين لمسلسلات رمضان بسبب كثرتها، وإحساس
مناقض بالظلم سيطر على عدد كبير من صناع هذه المسلسلات بسبب سوء مواعيد
العرض والإعادات.
إسماعيل عبدالحافظ، مخرج مسلسل «أكتوبر الآخر»، أحد هؤلاء المظاليم،
فهو يبحث عن المسلسل فى قنوات عرضه، ويؤكد أنه يعثر عليه بعد عناء بسبب
مواعيد العرض الغريبة التى وضعوه فيها، وتساءل: لماذا لا يتم إنشاء قناة
فضائية تعمل على تقديم الأعمال الجيدة التى تخاطب الطبقة المثقفة والصفوة
من الناس؟.
وأراهن على نجاح هذه القناة نجاحا كبيرا والتى ستحظى بنسبة مشاهدة
عالية جدا لأنها ستقدم أعمالا تحترم عقلية المشاهد المصرى، بعيدا عن أعمال
«الهشك بشك» التى تسبب غيبوبة للمواطن المصرى بأعمال أعتقد أن صناعها قصدوا
منها حالة التغييب هذه التى يعانى منها المصريون الآن، لشغل المواطنين
بأمور تافهة بعيدة عن قضاياهم الحقيقية، ويحسب للتليفزيون المصرى هذا العام
عدم اهتمامه بالنجوم، وتركيز اهتمامه على الدراما الجيدة، لكنه للأسف وضعها
فى أوقات مميتة، واهتم بالكم على حساب العرض فى أوقات جيدة، فراحت أعمال
كثيرة فى الرجلين.
يسرى الجندى، مؤلف مسلسل «سقوط الخلافة»، أكد أن الظلم لم يقع على
صناع الدراما فحسب بل على المشاهدين أيضا، وقال: هل يعقل أن يتابع المشاهد
كل هذا الكم من المسلسلات؟ فهذا ظلم للمشاهد وظلم أكبر بالنسبة للأبطال
والمؤلفين والمخرجين أيضا، ومحدش يقولى إن كثرة الأعمال التى يعرضها
التليفزيون بتعمل إثراء وتنوع للمشاهد، وأعتقد أن هذه الحالة يمكن وصفها
بأنها بذخ وصل إلى حد السفه،
وهناك قنوات كبيرة الشأن فى الدول العربية تحترم المشاهد وتقدم له
أفضل أعمالها، لكن عمرها ما تعرض ٣٥ مسلسلاً و٣٣ برنامجاً، لقد أصبح
التليفزيون المصرى أشبه بسوق الكانتو بسبب كثرة الأعمال المعروضة على
شاشاته، وما يحدث لا يسىء فقط لصناع الدراما لكن للدراما المصرية ككل، ووصل
حد الاستهتار إلى أن صناع الأعمال لا يعرفون مواعيد عرض أعمالهم، بل ولا
يتابعونها، ولا يوجد حرص من التليفزيون على الإبداع أو مشاهدة الأعمال،
والمهم أن يكون هناك كم من الأعمال وهذا إهدار للمال العام، فلماذا يعرض
التليفزيون ٣٥ مسلسلا منها ١٠ مسلسلات مميزة والباقى هزيلة، فبسبب هذا الكم
تضيع أعمال مميزة وتدهسها الأقدام بفعل الخريطة والتنسيق بين القنوات، فضلا
عن سيطرة الإعلانات على سوق الدراما والعرض، لدرجة أنه إذا كان المسلسل
يعرض فى توقيت لا توجد فيه إعلانات يتم وضع بروموهات المسلسلات الأخرى خلال
الفواصل الإعلانية لهذا المسلسل.
المؤلف كرم النجار هو الآخر تعرض لظلم كبير حسب تأكيده لعدم الاهتمام
بتوقيت عرض مسلسل «بابا نور»، فهو المسلسل الوحيد السياسى فى خضم الأعمال
المعروضة، ورغم ذلك تم وضعه فى توقيت ميت ـ حسب وصفه.
وقال النجار: كان المفروض أن التليفزيون يبرز المسلسل بشكل جيد، لكنى
فوجئت بالمهندس أسامة الشيخ يقول لى إن مسلسل «عابد كرمان» لن يعرض وسيعرض
مسلسلك مكانه، وشعرت أننى جرحت جدا من هذا الكلام حيث تعامل المهندس أسامة
الشيخ بمنطق غريب جدا مع عرض المسلسلات، ومن المفترض أن يكون هناك تنسيق
بين الوزير وأسامة الشيخ حول نوعية الأعمال الموجودة، وأن تتنوع فعلا
الأعمال المعروضة على شاشة التليفزيون من حيث الموضوع وليس النجم، والمشكلة
فى التليفزيون المصرى أنه لا توجد لجان لمشاهدة الأعمال لتقرر من خلالها
عرض الأعمال بشكل منضبط، وقبل رمضان توضع أعمال النجوم مثل يسرا وإلهام
شاهين قبل العرض بيوم واحد مجاملة لهم دون النظر إلى نوعية أعمالهم أو
عرضها على لجان المشاهدة.
طلعت زكريا هو الآخر أحد ضحايا ظلم توقيت العرض، وقال: مسلسلى «جوز
ماما» يعرض فى توقيت غريب جدا فى الرابعة عصرا ويعاد فى الخامسة صباحا على
قناة نايل كوميدى والنيل للدراما، صحيح توقيت العرض مش بيفرق معايا، لكن ما
يهمنى هو أن يتابع الناس المسلسل، وأشعر بأن توقيت العرض جعل كثيرين لا
يتابعون المسلسل، بل إننى أشعر بأن الناس لا تتابع الدراما من الأساس،
والكل مشغول باهتمامات الشهر الكريم من صيام وصلاة وقراءة القرآن. وبصراحة
كان يهمنى بدلا من إنفاق المليارات على هذه المسلسلات أن تكون هناك «شنطة
رمضان» للغلابة والفقراء والمحتاجين فهذا أفضل من إنتاج الكم الهائل من
الأعمال وبها مجهود ومحدش بيشوف حاجة.
وأقترح طلعت أن يتم عرض ٣ أعمال فقط فى رمضان وفوازير وباقى الانفاق
العام يوجه لإنشاء مشروع تكافل اجتماعى للفقراء، وقال: الخاسر الوحيد فى
ماراثون رمضان هو الممثل والمنتج لأن المنتجين مش عارفين يحصلوا فلوسهم من
التليفزيون المصرى اللى بيقول لهم فلوسكم بعد سنة، والتنسيق فى ماسبيرو
لعرض الأعمال دون تخطيط و«الدنيا بايظه».
المؤلف محمد الغيطى انضم لهؤلاء المظاليم، فهو يؤكد أن مسلسله «منتهى
العشق» تعرض لظلم كبير، وقال: لا يعرض على التليفزيون المصرى، ويعرض فقط
على قنوات بانوراما دراما وأوسكار دراما ومودرن. وتساءل الغيطى عن معايير
العرض على التليفزيون، والتى يختار بها ماسبيرو الأعمال المعروضة على
شاشته، وقال لـ«المصرى اليوم»: لا توجد قواعد لشراء الأعمال، وتم تحديد
خريطة العرض قبل رمضان وقبل لجنة المشاهدة التى يرأسها فوزى فهمى، واعتقد
أن المهندس أسامة الشيخ يختار عرض الأعمال بناء على الإعلان وأهمية النجم
وليس قيمة العمل.
الدعاية: النجم.. ولا أحد غير
النجم
الشعور العام الذى سيطر على عدد كبير من نجوم الدراما هذا العام
واتفقوا عليه دون ترتيب مسبق هو اتهام الدعاية بالتسبب فى عدم مشاهدة
مسلسلاتهم بشكل جيد، وبعضهم اعتبرها مؤامرة على مسلسلاتهم، وآخرون أرجعوها
إلى اتباع أصحاب القنوات والقائمين على صناع الدراما سياسة الدعاية للنجم
الأوحد، فى حين اعتبر البعض الآخر أن الإلحاح على المشاهد بالدعاية يأتى
بنتيجة عكسية، بل يجعله ينفر منها.
فى البداية، شن المخرج إسماعيل عبدالحافظ هجوما حادا على مدينة
الإنتاج الإعلامى، واتهمها بالفشل فى تسويق مسلسله «أكتوبر الآخر» وقال:
«العمل ظُلم فى الدعاية داخل التليفزيون المصرى وسط زخم المسلسلات الكثيرة
التى وصلت على التليفزيون وحده لأكثر من ٣٥ مسلسلا، وللأسف المدينة فشلت فى
التسويق لأنه ببساطة شديدة لا يوجد بها قطاع تسويق قوى، ووجود جهاز التسويق
مثل عدمه وقلة وجوده أفضل توفيرا للنفقات والموظفين.. وهو فاشل فاشل بكل
المقاييس، فهم ينتجون أعمالا وينفقون على تسويقها، وفى النهاية لا توجد
دعاية لما يقدمونه، وحتى تسويقهم للإعمال يأتى بالبركة وكلهم مجرد موظفين
قليلى الخبرة فى ظل حالة الحراك الدائم من القنوات الأخرى، والحقيقة أنه
منذ رحيل عبدالرحمن حافظ من المدينة قبل ٦ سنوات رفضت العمل معهم، ووافقت
هذه المرة، لأن يوسف عثمان صديقى وطلبنى للعمل معهم واتفقنا على عملين».
وعبرت سوزان نجم الدين عن حزنها بسبب دعاية مسلسلها «مذكرات سيئة
السمعة»، وقالت: «لست راضية عن الدعاية التى قدمتها الشركة المنتجة
للمسلسل، لأنى البطلة الحقيقية للعمل، ولا يجوز أن تكون الدعاية أقل من
قيمة المسلسل، فلم توجد دعاية فى الصحف أو بروموهات فى الشوارع أو فى
الفضائيات مثل بقية نجوم المسلسلات الأخرى، فأنا بطلة فى الوطن العربى كله،
لكننى مسؤولة عن ذلك لأننى لم أتفق على أسلوب الدعاية الذى من المفترض أن
يكون للمسلسل خلال التوقيع على العقد، وكنت أظن أن الدعاية تسير فى مسارها
الطبيعى ترويجا للعمل مثلما يحدث فى سوريا، ولكن وجدت الحكاية مختلفة تماما
فى مصر وتعلمت من الدرس، وفى الأعوام المقبلة سأتفق مع المنتج على كل
التفاصيل الخاصة بأى عمل».
رانيا يوسف هى الأخرى تشعر بأن الدعاية ظلمتها، وظلمت مسلسلاتها هذا
العام، سواء «أهل كايروا» أو «الحارة»، وقالت لـ«المصرى اليوم»: «لم أتفق
على الدعاية الخاصة بالعمل، سواء فى برومو المسلسل أو الشوارع أو على صفحات
الجرائد، وللأسف كانت غلطة منى من البداية لأنى لم أتفق على الإعلانات
الخاصة بالعمل، والإنتاج يعتبر أن خالد الصاوى هو البطل الحقيقى للمسلسل،
رغم أنى أجسد دور البطولة النسائية، ولا أعرف السبب وراء تجاهلى فى
الإعلانات، وعموما هى غلطة والواحد بيتعلم منها».
كرم النجار تحدث عن الظلم الذى تعرض له مسلسله، ليس فى توقيت العرض
فحسب بل فى الدعاية أيضا، وقال: «مسلسلات ليست لها قيمة وتحصل على حجم
دعاية غير متوقع، أما مسلسلى فرغم أهميته لم يحظ بالدعاية الكافية، وعموما
كثرة الدعاية للأعمال لا تجبر المشاهد على رؤيتها، لأن هناك ما يقرب من ٨٤
ساعة من الأعمال ما بين البرامج والمسلسلات تعرض للجمهور، بالإضافة إلى
الإعلانات، واليوم ٢٤ ساعة، فمن أين يأتى المشاهد بوقت لمشاهدة كل الأعمال
التى تعرض، والدعاية لا تفيد فى اهتمام الجمهور بالعمل، وللأسف التليفزيون
المصرى أصبح مثل الرجل الأعمى الذى يخبط فى كل شىء حوله ولا يعرف أين
الصواب».
لقاء سويدان التى تشارك فى مسلسل «اغتيال شمس» أكدت أنه لا يوجد
اهتمام بالدعاية الخاصة بكل الممثلين فى مسلسلات رمضان، واختيار الدعاية لا
يأتى على أساس سليم ويكون لبطل أو بطلة أو الاثنين معا دون الاهتمام بباقى
الممثلين أو حتى المؤلف والمخرج الذين من المفترض أنهما أساس العمل الفنى،
وقالت: «الدعاية فى الأغلب تتم على حساب الممثلين، فهم الذين يرغبون فى صنع
دعاية لأنفسهم، وهذا أمر مهين للممثل».
الحصرى: اختراع فاشل.. والمستفيد هو المنتج وقناة
العرض
العرض الحصرى هو المتهم الأول بقتل دراما رمضان هذا العام، والسبب
المباشر لقلة مشاهدة عدد كبير من الأعمال بسبب عرضها حصريا على بعض القنوات
الأرضية والفضائية، وأكدت المؤلفة راوية راشد أن المسلسلات التى عرضت حصريا
على قنوات فضائية غير التليفزيون المصرى ظلمت ظلما كبيرا مثل مسلسل «شيخ
العرب همام»، وقالت لـ«المصرى اليوم»: فى العام المقبل، سيفكر المنتجون ألف
مرة فى عدم الخروج من عباءة التليفزيون المصرى لأنه أعلى نسبة مشاهدة وسط
القنوات، ويعرض كل الأعمال الموجودة على القنوات الفضائية الأخرى، فمسلسل
«الملكة نازلى» يعرض ٣ مرات على التليفزيون المصرى، وفى أوقات مختلفة،
وأعتقد أن هناك إقبالاً على العمل بعد أن تغير موعد عرضه، ووصلت نسبة
المشاهدة إلى أكثر من ٨٠%.
أكد المخرج محمد فاضل أنه لا يعرف حتى الآن معنى العرض الحصرى ووصفه
بالفكرة غير المفهومة، وقال: الحصرى غير موجود إلا فى بعض الأعمال فقط على
التليفزيون المصرى، وفكرة الحصرى تكون فى ترتيب مواعيد العرض أى بفارق
ساعات بين قنوات عرض أخرى، وأنا لا أفضل الحصرى أو الاحتكار فى الفن، سواء
على الممثلين أو على عرض الأعمال، لكن من الممكن أن يكون مقبولا على
المستوى الفنى، فهناك قانون لمنع الاحتكار تسعى الدولة إلى تطبيقه فى كل
الجهات الحكومية، فلماذا لا يطبق فى الإعلام ونشاهد على المستوى الفنى
احتكارا تحت مسمى العرض الحصرى؟، فهذا ظلم للمشاهد والأعمال الفنية، فمثلا
لم أشاهد مسلسل يحيى الفخرانى على «الحياة» لأنى كنت مشغولا بتصوير مسلسلى
«السائرون نياما» فى سوريا، ويجب أن يكون هناك تيسير للعرض ليحظى بنسبة
مشاهدة كبيرة.
المؤلف فداء الشندويلى تعرض له هذا العام ٣ مسلسلات، هى «العتبة
الحمرا» و«ريش نعام» و«شاهد إثبات»، والتى قال عنها لـ«المصرى اليوم»:
مسلسل «شاهد إثبات» ظلم بشكل كبير فى العرض الحصرى على قناة «الحياة»، رغم
أنه عمل جيد، وأنا ككاتب لست مسؤولا عن حسابات الحصرى وحرمان الناس من
المشاهدة، أما مسلسل «العتبة الحمرا»، فالناس لم تتوقع الأحداث وكانت تتوقع
نسبة الضحك بشكل أكبر فى العمل، مثلما حدث مع «كريمة كريمة»، وهذا لم يحدث
وهناك أسباب أرفض الإفصاح عنها حاليا لأن العمل ليس ملكى بمفردى وهناك
شركاء فيه وتوجد تحفظات على تنفيذ العمل لا أستطيع التحدث عنها، وقد تعرض
مسلسل «ريش نعام» لظلم فى المشاهدة لكثرة الأعمال المعروضة على التليفزيون
المصرى وأنا شخصيا، أجد صعوبة لأشاهد أعمالى وسط زحمة المسلسلات الموجودة،
خصوصا أن الشهر الكريم به التزامات أخرى غير مشاهدة المسلسلات، مثل الصلاة
وقراءة القرآن، والظلم الذى حدث للمسلسل ليس بيدى، وهو فى يد رأس المال أى
المنتج، ونحن كصناع دراما، نرى أعمالنا بعد شهر رمضان، وبصراحة، أنا لا
أفهم معنى الحصرى الذى يتبعه التليفزيون المصرى، فالحصرى بجد على قناة
«الحياة»، لأن المسلسل الحصرى على التليفزيون المصرى أجده على مليون قناة
أخرى.
وباعتبار مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» هو الحصرى الوحيد فعليا على
التليفزيون المصرى حسب تأكيد أشرف عبدالباقى، اعتبر «أشرف» العرض الحصرى
السبب الوحيد فى قلة نسبة مشاهدة مسلسله، وقال: الحصرى كما عرفناه على يد
المهندس أسامة الشيخ اختراع فاشل بالثلث لأن مسلسلى «مش ألف ليلة وليلة»
يعرض فى توقيت قاتل الساعة ٤ عصرا على الفضائية المصرية ولا يعاد، رغم أن
هناك مسلسلات مش معروفة ويعاد عرضها ثلاث مرات يوميا، وتحدثت مع المهندس
أسامة الشيخ وقلت له: المسلسل يعرض فى توقيت سيئ «الستات بتطبخ والرجالة
لسه مارجعوش من الشغل» وهذا ظلم للعمل فرد علىّ قائلا: المسلسل بتاعنا
واحنا اخدنا عرضه حصريا ومش عايزين نحرقه بكثرة العرض.
وأضاف «أشرف»: فى بداية التعاقد على الأعمال، قررت أن أقف إلى جوار
تليفزيون بلدى وطلب منى المهندس أسامة الشيخ عرض العمل حصريا على
التليفزيون المصرى ووافقت، واكتشفت ان ده كلام فاضى مش مفهوم، وحتى الآن لا
أعرف سببا واضحا لتجاهل مسلسلى، وإذا كان الإسقاط السياسى فى مناقشة
الأحداث هو السبب، فلماذا قرر عرضه حصريا على التليفزيون، ولماذا أخذه من
الأساس، طالما يتنافى مع ضوابط التليفزيون، وقد تكرر معى هذا الموقف من قبل
فى مسلسل «يوميات زوج معاصر» وما يحدث معى الآن لا يأتى واحد على عشرة مما
حدث معى وقتها، وأثق أن مسلسلى سينجح مثلما نجح «يوميات زوج معاصر»، لكن
إذا وجد فرصة للعرض الجيد.
ورغم أن بدايته كانت مع «الحياة» ومن خلال مسلسل «ليالى»، الذى عرض
حصريا العام الماضى، فإن المؤلف أيمن سلامة اعتبر العرض الحصرى أزمة تواجه
الأعمال الدرامية، وقال: الحصرى بشكل عام يضر بالعمل الفنى ويفيد القناة
والمنتج، وللأسف، هو نظام غير مفهوم، باستثناء قناة «الحياة»، التى تطبق
العرض الحصرى بشكل صحيح، فضلا عن كونها الأعلى فى المشاهدة بين القنوات
المصرية وقد حقق مسلسلى «قضية صفية» نجاحا كبيرا جدا بالعرض عليها، لكننى
لن أوافق على عرض أى مسلسل لى حصريا إلا إذا تأكدت أن العرض الحصرى سيضيف
للعمل ولن يضره.
المصري اليوم في
10/09/2010 |