لا يتصدر اسمها الترتيب في “تترات” الأعمال التي ستشارك فيها لكنها
بأدائها المتمكن تنجح في خطف الأضواء من نجوم ونجمات كثر، حتى لو كانت
أسماؤهم هي التي تتصدر “التترات”، إنها الفنانة سوسن بدر التي شاركت في
أعمال كثيرة على شاشة رمضان هذا العام، لكنها كانت في كل منها مختلفة عن
الأخرى، سوسن بدر تتحدث عن “عايزة أتجوز” و”الجماعة” و”الحارة” و”سعيد
مهران” و”شاهد إثبات” و”امرأة في ورطة” والجزء الثالث من “الدالي” الذي
تنتظر عرضه بعد رمضان .
·
التواجد في كل هذه المسلسلات ألا
يسبب لك تشتتاً ويهدد تألقك فيها جميعاً؟
- أنا بالطبع لم أصور كل هذه الأعمال معاً، لكن
هناك مسلسلات شاركت فيها على مدار العام وعرضت في رمضان، أي أن شاشة رمضان
كانت “الفاترينة” التي عرضت من خلالها أعمالي التي تعبت فيها على مدى شهور
طويلة، كما أنني لم أشعر بأي تأثر وأنا أعايش الشخصيات المختلفة لأنني أملك
قدرة على التنقل بين الشخصيات وذلك بحكم خبرتي وسنوات عملي الطويلة
بالتمثيل، وفي النهاية لم يقل أحد إنني أؤدي في عمل بشكل أقل من الآخر،
فالحمد لله ردود الفعل حول كل أدواري أكدت لي أنني نجحت في الوصول للناس
ببساطة .
·
عندما يعرض لك ستة مسلسلات في
توقيت واحد هل ترين أن هذا في صالحك؟
- بالتأكيد في صالحي طالما أنني كما قلت مختلفة في
كل عمل ف”الجماعة” مسلسل سياسي و”عايزة أتجوز” كوميدي و”شاهد إثبات” مسلسل
بوليسي و”امرأة في ورطة” عمل اجتماعي و”الحارة” مسلسل إنساني جداً،
فالاختلاف ليس فقط في أدواري ولكن أيضاً في نوعية الأعمال التي أشارك فيها،
ولذلك الجمهور يراني مختلفة في كل شخصية ونجاحي فيها يسعدني لأنه يؤكد
قدرتي على أداء كل الأدوار مهما كانت مختلفة .
·
هل هناك عمل أقرب إلى قلبك من
غيره؟
- إطلاقاً أنا أحب كل الأدوار التي قدمتها وإن كان
بعضها أرهقني أكثر من غيرها بسبب تفاصيلها الإنسانية الصعبة، فلا يمكن
مثلاً أن أقول إنني بذلت في مسلسل “عايزة أتجوز” نفس الجهد الذي بذلته في
مسلسل مثل “الحارة” لأن دوري في الحارة كان صعباً جداً خاصة من الناحية
النفسية بينما دوري في “عايزة أتجوز” لم يأخذ مني نفس المجهود ولم يؤثر فيّ
نفسياً لكن أنا في النهاية أحب الدورين معاً بنفس القدر .
·
لكن البعض يرى أنك تتألقين في
الأدوار المأساوية أكثر من الكوميديا، فالعام الماضي تألقت في “الرحايا”
وهذا العام خطف دورك في “الحارة” الانتباه أكثر من أدوارك الأخرى، ما
تعليقك؟
- نحن شعب عاطفي ونتعلق بالدراما الإنسانية أكثر
من الكوميديا أو من الأعمال البوليسية بل حتى الاجتماعية، فالدراما
الإنسانية التي تبكينا تجذبنا أكثر من غيرها، ولذلك يشعر البعض بأنني أتألق
في تلك النوعية أكثر لكنني في نفس الوقت أقابل كثيرين يشيدون بأدائي في
“عايزة أتجوز” و”شاهد إثبات” و”امرأة في ورطة” وليس “الحارة” فقط .
·
وما الذي حمسك لمسلسل “عايزة
أتجوز”؟
- رغم أنني قدمت الكوميديا من قبل في المسرح
والسينما، لكنني لم أقدمها بشكل واضح وصريح في التلفزيون، ووجدت نفسي أمام
مسلسل كوميدي جيد، والكوميديا فيه كلها تعتمد على مواقف أضحكتني وأنا أقرأ
السيناريو، ورغم أنني كنت خائفة من تجربة الكوميديا واستقبال جمهور
التلفزيون لي فيها، لكنني أحببت العمل ككل واستمتعت به والحمد لله النتيجة
كانت في صالحي .
·
لماذا ارتديت الحجاب في هذا
المسلسل؟
- كل شخصية لها ظروفها وطبيعتها وعندما يزيد
الحجاب من مصداقية أي شخصية أرتديه وهو ما حدث أيضاً في مسلسل “الحارة” .
·
بمناسبة الحديث عن مسلسل
“الحارة” هناك اتهام موجه لكم بالإغراق في السوداوية وتصوير الحارة المصرية
على أنها مملوءة بالانحرافات والإدمان والجهل، ما ردك؟
- الحارة المصرية فيها أشخاص طيبون لكنهم يعانون
من الفقر والمرض وظروف معيشية صعبة جداً، وهؤلاء مهمشون وكنا نريد أن نلقي
الضوء على حياتهم وأرى أن المؤلف أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز قدما
الحارة المصرية بشكل شديد الواقعية والمصداقية والناس تفاعلوا مع العمل
وصدقوه، فالدراما ليست مطالبة بالكذب أو تجميل الصورة .
·
دورك في مسلسل “الجماعة صغير”
مقارنة بأدوارك في المسلسلات الأخرى فما الذي حمّسك له؟
- لم يكن يشغلني كثيراً الدور الذي سأقدمه وإنما
كان يشغلني مجرد التواجد في عمل مهم لكاتب كبير هو وحيد حامد ومع مخرج رائع
مثل محمد ياسين، فقط كنت أريد أن أكون وسط أسماء نجوم هذا المسلسل، وهو نفس
إحساس كل من شارك فيه ولو بمشهد واحد .
·
في رأيك لماذا لم يحظ مسلسلا
“اختفاء سعيد مهران” و”شاهد إثبات” بنفس نسبة المشاهدة التي خطفت بها بقية
مسلسلاتك؟
- هناك مسلسلات كثيرة تتعرض للظلم في ظل زحام
الدراما في رمضان ومن المستحيل أن تجد فرصة تشاهد فيها كل الأعمال المعروضة
والإعلام أيضا سبب لأنه يركز على عدد قليل من المسلسلات والجمهور يتأثر
بهذا التركيز الإعلامي فيتابعها دون غيرها، رغم أن بعض الأعمال التي يتم
تجاهلها هي أعمال مهمة وتحمل مضموناً جيداً، وأنا أعتز جداً بدوري في مسلسل
“اختفاء سعيد مهران” فقد قدمت شخصية امرأة تتزوج من رجل لديه ابن، وبعد أن
يتعرض الزوج للقتل تقرر تربية الطفل وتكافح من أجله فهي شخصية إنسانية
رائعة، كما أعتز بدوري في “شاهد إثبات”، وأرى أن العملين سيحققان نجاحاً
أكبر عند إعادة عرضهما بعد رمضان .
·
وما الذي حمسك لمشاركة إلهام
شاهين في مسلسل “امرأة في ورطة”؟
- إلهام شاهين من الفنانات اللاتي يخترن أعمالهن
بدقة، وبالفعل موضوع المسلسل أعجبني، خاصة أنني أقرأ كثيراً عن كوارث
الزواج العرفي والذي يسبب ورطات كثيرة للبنات والسيدات، كما أنني أيضاً من
المتحمسين لتجربة مسلسلات ال15 حلقة لأنه ليس شرطا أن تكون كل أعمالنا 30
حلقة أو أكثر، ولذلك فمشاركتي في عمل من 15 حلقة نوع من دعم تلك التجربة .
·
هل كنت تتمنين أيضاً عرض الجزء
الثالث من مسلسل “الدالي” في رمضان؟
- مسلسل “الدالي” تحديداً من الأعمال التي ارتبط
بها الجمهور في الجزأين السابقين، ولهذا سيحقق النجاح في أي وقت يعرض فيه،
لأن الجمهور شغوف بمتابعة أحداثه الجديدة، وخروجه من سباق رمضان لم يضره
بالعكس سوف يوفر له فرصة مشاهدة أفضل بعد رمضان .
·
سوسن بدر كل هذه الأعمال
والنجاحات وتقدير الجمهور النقاد لكن متى يتصدر اسمك التترات كبطلة مطلقة؟
- أنا راضية جداً بما حققته ولا يهمني أن أكون
بطلة مطلقة بقدر ما يهمني أن أحافظ على ثقة الناس وإعجابهم بأدائي
واختياراتي .
الخليج الإماراتية في
06/09/2010
الكاميرا الخفية الجزائرية. مقالب (كارثية)
الجزائر ـ »الحواس الخمس«
سقط عدد كبير من الفنانين بينهم سينمائيون ومسرحيون و مطربون في فخ
الكاميرا الخفية التي أعدها المخرج جعفر قاسم للتلفزيون الجزائري وعرضت على
الشاشة خلال سهرات رمضان. وكان من أهم ضحايا الحصة الفكاهية الممثلة
السورية الكبيرة منى واصف و المطربة والمطربة الجزائرية أسماء جرمون وأمل
وهبي ونجم المنتخب الجزائري عنتر يحيى.
وشاهد الجزائريون منتصف رمضان حصة طريفة من 51 دقيقة احرج فيها نادل
بأحد ارقى مطاعم العاصمة الفنانة منى واصف حين قدم نفسه على انه من اشد
المعجبين بها و أصر على الجلوس معها في مائدة تجمعها مع بعض الوجوه الفنية
الجزائرية متورطة في اللعبة. وتقدم النادل من الفنانة وقال لها انا متعلق
بك كثيرا واشتكى لها من مسؤول المطعم ووصفه بالشرير، ومنحها تفاحة كبيرة
طلب منها ان تضعها في محفظتها حتى لا يراها ذلك الشرير، وكانت هي تجاريه و
تبادله كلمات لطيفة أكدت في تصريح بعد نهاية الحيلة بأنها جاملته ثم اعتقدت
انه مختل وخافت منه.
وحضر مدير المطعم ووجده جالسا على طاولة مع الزبائن فقرر على الفور
طرده وهو ما اثار استياء منى واصف لأنها أحست بالذنب وبأنها كانت وراء قطع
عيش المسكين ، وتوقفت عن الأكل و دخلت في جدل مع مدير المطعم وقالت له :
حرام أعطه فرصة جديدة من فضلكم وانا متأكدة انه يصحح الخطأ ، والتفتت
الى النادل معاتبة : خلاص اطلب الصفح من مسؤولك وعد الى عملك. ولما تم
إخبارها وهي في درجة عالية من القلق بأنها شاركت في حصة كاميرا خفية ستبث
في رمضان ضحكت كثيرا وعاد اليها التوازن.
أما أسماء جرمون المغنية والممثلة الجزائرية فحدثت لها صدمة قالت انها
لم تعش مثلها ابدا. فقد كانت تغني في عرس، وأدت اغنية طلبها احدهم تتغنى
برجل وفجأة قام العريس من مكانه منتفضا وملأ القاعة صراخا ووجه كلاما قاسيا
لعروسه وقال لها :
ابقي معه انا ذاهب وانقلب العرس الى معركة والى حسرة، وجاءت ام العريس
الى المطربة وثارت في وجهها لأنها كانت السبب في فشل العرس، وقالت لها انت
متواطئة مع رجل كان ينافس ابنها على العروس يحمل الاسم الذي رددته في
الاغنية. وقالت لها : انت سبب تعاسة العائلة وظهرت المطربة وهي تتوسل
للجميع واعلنت انها بريئة والأغنية يعرفها الجميع ولا تتعلق بشخص بعينه.
وبعد أخذ ورد وتدخل العائلات الحاضرة عاد العريس وتواصل العرس بوصلة
غنائية جديدة تذكر فيها اسماء جرمون اسم امرأة فثارت العروس وصفعت العريس
وأقسمت بأنها لن تكمل العرس وطلبت منه الطلاق فتحول العرس مرة أخرى الى
ساحة كبيرة للعراك والقلق والحسرة.
فندبت المطربة حظها وقررت المغادرة مع القسم انها لم تقصد أي شيء من
غنائها وبأن كل شيء كان صدفة وبأنها غير مسؤولة عن سوابق العروسين. وبكت في
آخر الحصة قبل ان يشار لها بأن الذي جرى مجرد لعبة في الكاميرا الخفية.
وتورط زوج المطربة أمل وهبي مع منتجي الحصة وتظاهر بحدوث عطل في
سيارته الجديدة عندما كان برفقة زوجته وحماته. وطلب مصلحة ميكانيكية لاصلاح
العطب. ونقلت السيارة وبداخلها امل وامها على ظهر شاحنة الى ورشة اصلاح ثم
نزلتا وجلستا وهما في وضع أنيق جدا داخل الورشة المليئة بالخردة والزيوت.
واخذ الميكانيكي في التصليح وقال لجمال زوج أمل :
سبب العطل هو نوع الوقود الذي عبأته اليوم، أوصيك بأن لا تدخل محطة
البنزين الموجودة قرب المطار لأن وقودهم رديء فتظاهر جمال بالدهشة وقال له
: كيف عرفت انني وضعت بنزين محطة المطار؟ ، فرد الميكانيكي بثقة:
انا حين اشم وقود سيارة اعرف من اية محطة ، فدهشت أمل وهبي وسألت
زوجها ان كان ما يقول الرجل صحيحا فرد بأنه بمثل دهشتها ولا يعرف. واقترب
الميكانيكي من امل وطلب منها ان تأخذ منه سندوتشا كان يتناوله على ان يعود
اليه بعد قليل، وحين ابتعد فتحت السندوتش خلسة لترى ما بداخله فضحكت بملء
فمها وقالت لأمها :
سندويش بطاطا وعدس وهو امر لم تكن تتصوره ابدا خاصة وانها تنحدر من
عائلة غنية وهي مهندسة زراعية وصارت مدربة كبيرة اقامت بفرنسا والقاهرة.
ولما عاد الميكانيكي بعد ان اصلح السيارة أخذ السندوتش مجددا والتهمه بلهفة
ونظر فيها مليا وقال: انك تشبهين مطربة جزائرية تغني بالمصرية®®. أمل وهبي
، فردت امها : الله يخلق من الشبه اربعين، لكن الميكانيكي بلباسه الوسخ
الملطخ بالزيوت اقترب وقال اعتقد انك أمل وهبي ليس مجرد شبه®®.
فرد زوجها : نعم انها هي وأرجوك أن تكمل إصلاح السيارة لأننا على
الطريق في رحلة طويلة، عندها وجد الميكانيكي نقطة ضعف لدى العائلة فطلب من
امل ان تغني له اغنية الخيالة وبعدها تكون السيارة جاهزة®®.
وكانت اكثر اللقطات اثارة حين أخذت أمل ببراءة الأطفال تغني بعدما
طلبت الاذن من زوجها، و راح الميكانيكي يرقص طربا. أما جمال زوج أمل فداهمه
الضحك وراح يفرغه بصندوق سيارته متظاهرا بأنه يبحث عن شيء ما.
البيان الإماراتية في
06/09/2010
نجماه جمال سليمان
و... اللغة الفصحى
«ذاكرة
الجسد»: صورة
تنصاع للكلمة ونص يخضع للرواية
ماهر
منصور/ دمشق
لن يخيب أمل
عشاق رواية «ذاكرة الجسد» للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي من النسخة
المتلفزة عن
الرواية التي قدمها المخرج نجدة أنزور عن نص كتبت السيناريو والحوار له
السيناريست
ريم حنا.. فقد جاء المسلسل موازياً لسحر الراوية، سواء بإضافات الكاتبة حنا
لخيوط
وأحداث جديدة لم تخرج عن الرواية الأم عن شغفها بالحب المستحيل، أو بما
أنجزه
المخرج أنزور من تشكيل لنص بصري مواز للنص الروائي، امتلك قدرة
النص الأصلي ذاتها
على جذب المتلقي والعزف على أوتار قلبه.. إضافة إلى أداء الممثلين ولا سيما
الممثل
جمال سليمان.
أخذ الكثير من أحداث المسلسل مــباشرة من الرواية، وكان من الممكن
أن يعطي ذلك إحساساً للمشــاهد بأنه سبق وشاهد المسلسل من قبل، أو أن ثمة
من يعيد
قراءتها له... إلا أن أكثر النــاس قراءة للروايــة وتــذكراً
لتفاصــيلها كان
كثيراً ما يتابع المسلسل كما لو أنه يكتشــفه لأول مرة، وذلك بــسبب الصنعة
الإخراجية له. رغم أن طبيعة الرواية التــي هي بالأســاس نص أفكار، تنــساب
عباراتها مغرقـة بالوصف الدقيــق والمعاني الشاعرية كان من
شأنها أن تزيد من سطوة
النص الروائي الأم على تشكيل الصورة.. وهو الأمر الذي بدا المخرج أنزور
متحرراً منه
ومن ضغــط شهرة الـرواية.. وهو وإن قدم قراءة عاشقة لأحداث الرواية -
المسلسل.. إلا
أنه أبدى حساسية تخصه كمخرج في التعامل مع الكلمة حين تركها سلطان الصـورة
أحيــاناً، وترك مقدار الإبهار البصــري في هذه الأخيرة
أحياناً أخرى (وهو رائده في
الدراما الســورية) رهن الدفق العاطــفي الذي تــحمله حوارات أبطال، وهو
الأمر الذي
نستطــيع أن نتلمسه في المشـاهد التي جمعت بطلة العمل حياة بالشاعر زياد..
أو من
خلال تعامـل الكاميرا الخاص مع شخصيتي حياة وخالد في لحظات رصد
عوالمها الداخلية
وقلقها وحالاتها النفسية.. إضافة إلى طريقة تصوير عدد من المعارك التي
خاضها الثوار
الجزائريون... وفي الحالتين كان نجدة أنزور يتعامل بواقعية مع النص الذي
بين يديه..
ويبعد المسلسل عن رواية أحلام مستغانمي
ويقربه منها في آن معاً.. وهو ما أسميناه
منذ البداية بالنص الدرامي الموازي للرواية الأم... وهو الشكل
- النموذج، برأينا،
للتعامل مع النصوص التلفزيونية المأخوذة عن أصول أدبية.
النــص الدرامي الموازي
للنص الروائــي الأم، يمكن فهمه أكثر من خلال الخيوط الدرامية
الجــديدة التي
أضافتها الكاتبة ريم حنا فوق أحـداث الرواية الأم. وقد كــانت الإضافات
موفقة في
كثير من الأحيان في خلق حالة مواءمة وانسجام مع خيوط الرواية الأصـلية
كتفاصيل قصة
الحب بين فريدة وناصر أخ حياة.. وقد جـاءت تفاصيل تلك القصة في
حالة تماه مع قــصة
الحب الأســاسية.. وعلى نحو يصعب الفصل بينهما لمن لم يقرأ الرواية.. وفي
هذا
ابتعاد واقتراب في آن مــعاً من الرواية.. ويبـقى الاخــتلاف بينهما هو
اختلاف
تقنيات الكتابة الدرامية والروائيــة وما تطلـبها كل منهما..
وهو الأمر الذي أمل أن
تكون صــاحبة العمل الروائي مستغانمي متفهمة لآلياته وبالتــالي لا تأخذ من
العمل
موقف الورثة عندما يتم إنجاز أعمال سيرة ذاتية عمن يرثوه.
تبقى نقطتان لا بد من
الإشارة إليهما في المسلسل هما أداء سليمان، وقد أبدى قدرة فائقة على فهم
طبيعة
شخصية خالد.. وما حالة التعب التي تظهر في عينيه أو معالم وجهه إلا دليل
على أن
جمال فهم أن هزيمة العاشق خالد كانت من الداخل أكثر مما هي
العيش في ظل هزيمة معركة
وسقوط منظومة القيم عند عدد من رفاقه الثوار.
اللغة العربية الفصحى كلغة
للمسلسل الدرامي تطرح نفسها كنموذج مبهر ومقنع في «ذاكرة
الجسد» (مع اعتراض على
الأخطاء اللغوية فيها)، وتعيدنا بقوة إلى سجالات اعتماد الفصحى والعامية في
الأعمال
الدرامية وأي منهما أقدر على إيصال أفكار الشخصية الدرامية وحرارة
مشاعرها.. ولعل
نموذج «ذاكرة الجسد» يبدو مشجعاً لتبني اللغة الفصحى بشكل كامل
أو حتى مطعمة ببعض
مفردات اللهجة العامية كما حصل في «ذاكرة الجسد» التي طعمت بمفردات من
اللهجة
المحلية الجزائرية.. إلا أنه لا بد من التنبيه أن جدوى استعمال تلك اللغة
يكمن في
طبيعة النص ذاته.. فالمدقق في حوارات شخصيات «ذاكرة الجسد»
سيكتشف استحالة تقديمها
باللغة العامية، لا لصعوبة فهم اللهجة الجزائرية، وإنما لأن استعمالها كان
من شأنه
أن يفقد الكثير من المعاني حرارتها.. والكلام على هذا النحو يعني أن حسم
اللغة
المعتمدة في العمل الدرامي لا بد أن ينطلق أولاً من طبيعة النص
الدرامي وحوارات
أبطاله..
السفير اللبنانية في
06/09/2010 |