تعيش الفنانة غادة عبد الرازق حالة من الانتعاش مع بداية عرض مسلسل
«زهرة وأزواجها الخمسة»، الذي لقي نجاحا كبيرا، في الوقت الذي واجه فيه
حملة اتهامات شرسة، منها مخالفة الشريعة الإسلامية، والإساءة إلى الممرضات،
بالإضافة إلى ملابس غادة عبد الرازق التي وصفها النقاد بأنها تفطر
الصائمين.
وصفت غادة عبد الرازق نجاح المسلسل والانتقادات الشرسة الموجهة له بـ«الطبيعية»،
إلا أن رأيها في المشكلات التي أثيرت حول المسلسل كان أنها «غير طبيعية»
ومبالغ فيه، أثارها أعداء النجاح والحاقدون. وفيما يلي نص الحوار الذي أجري
معها في القاهرة..
·
ما هي ردود الفعل بعد عرض مسلسل
«زهرة وأزواجها الخمسة»؟
- ردود الفعل كانت خيالية وغير متوقعة، فمنذ الحلقات الأولى للمسلسل
وأنا أتلقى المكالمات الهاتفية من الجمهور، وفوجئت من ردود الفعل من داخل
الوسط الفني، فقد تلقيت مكالمات من السقا، وشريف منير، ونيللي، ودلال عبد
العزيز، ورجاء الجداوي، وميرفت أمين.. أشادوا جميعا بالمسلسل، وأنا أهدي
النجاح لكل من شكك في نجوميتي، خصوصا بعد مسلسل «الباطنية» الذي قيل كثيرا
إن نجاحي فيه كان مجرد صدفة ولن تتكرر.
·
معنى ذلك أنك استثمرت نجاح مسلسل
«الباطنية» بتقديم مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»؟
- لقد قرأت أكثر من 5 سيناريوهات، قدمها لي المؤلف مصطفى محرم والمخرج
محمد النقلي، ولكني أعجبت بسيناريو مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، لأن
شخصية «زهرة» تتناقض بشكل كلي مع ما قدمته في الباطنية، فهي بنت بسيطة،
ولكن طموحها وأحلامها تلقي بها في طرق مسدودة، تحاول الخروج منها، ولكنها
دائما ما تجد نفسها في ورطة، وأعتقد أن موافقتي لتقديم المسلسل هو تواصل
للنجاح واستثماري لنجاحي هو أمر مشروع.
·
تردد أنك قمت بالكثير من
التعديلات على السيناريو؟
- لم أقم أنا بالتعديل، ولكن القصة كتبها مصطفى محرم منذ أكثر من عشر
سنوات، وكان يجب تعديل الكثير منها لتواكب الوقت الحاضر فأعاد كتابتها مرة
ثانية، ولم يستغرق التعديل وقتا طويلا، وكنا نتبادل وجهات النظر، ولم يفرض
أحد شيئا.
·
ولكن يقال إن القصة نسخة معكوسة
من «الحاج متولي»؟
- لا علاقة ولا أي شبه بين «الحاج متولي» و«زهرة وأزواجها الخمسة»
فالزوج من حقه شرعا أن يجمع بين أربع زوجات، ولا يجوز أن تتزوج امرأة من
أربعة رجال في الوقت ذاته، وقد يحدث ذلك في الواقع لو أن هناك تعمدا، أما
«زهرة» فما حدث أنها لم تكن تعرف ولم تتعمد، كما أن «الحاج متولي» مسلسل
كوميدي يعتمد على الخلافات ومشكلات الزوجات الأربع، ولكن مسلسل «زهرة
وأزواجها الخمسة» تطرق لقضايا اجتماعية أخرى منها الفقر.
·
كيف تم ترشيح النجم حسن يوسف
لدور الحاج أبو اليسر بعد انقطاع طويل عن مثل هذه الأدوار؟
- دور «فرج أبو اليسر» يحتاج إلى ممثل قوي ومتمكن، لذلك اقترحت أثناء
جلسات العمل الأولى الاستعانة بالفنان حسن يوسف، لكن فريق عمل المسلسل
استبعد ذلك وأكدوا صعوبة موافقته، فطلبت منهم الاتصال به على سبيل
المحاولة، وبالفعل طلب حسن يوسف السيناريو بشكل مبدئي وبعد فترة عقد جلسة
عمل مع المخرج والمؤلف والمنتج، وبعدها بأسبوع أخبروني بموافقة على تجسيد
الدور، ولن أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي، ومنذ البداية كان لدي إحساس قوي
بموافقته على المسلسل، لأنه رجل متفهم ولن يخلط بين الدين والعمل الاجتماعي
الذي نقدمه، خصوصا أن المسلسل لا يضر بالدين أو الأخلاق، والحمد لله قدم
دورا رائعا أضاف للمسلسل، وكانت هناك محاولات من البعض لإبعاده عن العمل،
إلا أنه تمسك به على الرغم من مهاجمتهم له بشراسة حتى يتراجع، لكن الحمد
لله نجاحه في دوره كان أبلغ رد عليهم.
·
ما الأساس الذي تم عليه اختيار
فريق عمل المسلسل؟
- تم اختيار فريق عمل المسلسل بعد جلسة عمل جمعتني بالمؤلف والمخرج
والمنتج، ولا يصلح أن يكون الاختيار لشخص واحد، وكان هدفنا هو مصلحة العمل،
وكل فريق عمل المسلسل تم اختياره من أول ترشيح، وكنا موفقين لأقصى درجة ولم
نتوقع موافقة مدحت صالح بهذه السرعة، كما أن «برومو المسلسل» من غناء
المطرب الشعبي هوبة، فدائما أتفاءل به، فغناؤه في فيلم «كلمني شكرا»،
ومسلسل «الباطنية» كان له أثر على العمل، واختياره كان من فريق عمل المسلسل
بالكامل.
·
حاولتي إظهار شخصية «زهرة» في
صورة مثالية والجميع يخطئ في حقها، ولكنها في واقع الأحداث عكس ذلك؟
- بالفعل.. وكنت حريصة على إبراز ذلك، ففي الأساس «زهرة» ليس لها
شخصية قوية من الأساس، وظهر ذلك في الحلقات الأولى عندما كانت تسرق الأدوية
من المستشفى التي تعمل فيها، كما أنها لا تملك قرار من تحب ومن تتزوج،
ودائما ما تقتنع برأي أمها فهي شخصية دون ملامح، حتى عندما اغتصبت لم تستطع
أن تصارح زوجها بالحقيقة.
·
ولكن كانت هناك مبالغة شديدة في
إعجاب الجميع بـ«زهرة» ومحاولة الوصول إليها؟
- ليس هناك أي مبالغة في الأحداث، فأي فتاة تمشي في الشارع يعاكسها
أكثر من 10 شبان، حتى ولو كانت محدودة الجمال.
·
ولماذا ارتديت الحجاب عندما
تزوجت حسن يوسف، بينما تحررت أكثر عندما تزوجت باسم ياخور؟
- شخصية «زهرة» تحاول أن تتلون بلون زوجها، فظهور حسن يوسف كرجل متدين
كان يجب معه أن ترتدي الحجاب، بل واقتبست الملابس الخليجية سواء في لفه
الحجاب أو العباءات، حتى يكون ذلك خلفية للثراء، ولكن عندما تزوجت باسم
ياخور تلونت بالشكل اللبناني سواء في الملابس أو المكياج حتى ولو كان لا
يتناسب مع شخصيتها، أو لم يكن يتناسب معها، كما غيرت من طريقة ملابسها
عندما تزوجت شخصا أقل في المستوى وهو أحمد السعدني، وكان التغيير مطلوبا
للسياق الدرامي.
·
شروط «زهرة» لـ«فرج أبو اليسر»
كانت غير واقعية ولم يصدقها أحد، فلماذا المبالغة في هذه الشروط؟
- في الواقع عندما تشعر المرأة أن الرجل معجب بها جدا فتفرض شروطها،
وهي على ثقة كاملة من تنفيذها، خصوصا أنها أرادت أن تؤمّن مستقبلها، وخصوصا
في ظل الظروف التي كانت تمر بها وفارق السن بينها وبين «فرج أبو اليسر»،
وأنها في الأصل لم تكن معجبة به ولم تحبه، ولكنها أحبت المستقبل والدليل
على ذلك أنها طلبت الطلاق عندما اتهم بالاتجار في المخدرات فهي شخصية غير
مثالية، وليست سوية، والتناقضات التي تعاني منها موجودة لدي كل إنسان على
وجه الأرض لكن بمقادير مختلفة، لذلك عندما علمت بصدور حكم بسجنه لمدة 15
عاما طلبت الطلاق، بالإضافة إلى التهديدات التي تلقتها من أعداء حسن يوسف
الطامعين في ثروته، قررت أن تعيد التفكير وفضلت الانفصال خوفا على مصالحها
وابنها.
·
«دلع» زهرة بعد زواجها «ماجد»
الزوج الثاني مبالغ فيه أيضا؟
- طبيعي جدا أن تتدلل المرأة على زوجها، خصوصا حينما تكون تحبه،
ودراميا كان الهدف هو الفصل بين الشخصيات التي تتلون بها «زهرة» مع اختلاف
أزواجها، وأردت أن يكون الدلال أكثر، حتى أفصل بين الشخصية التي أقدمها مع
باسم ياخور وشخصيتي بعد الزواج بأحمد السعدني.
·
ولكن لقاءهم في لبنان كانت صدفة
غير مبررة بالمرة؟
- لماذا لا نصدق الصدفة على الرغم من أنها تحدث لنا كثيرا، ونحن نقدم
دراما، ومن الطبيعي أن تلتقي به في لبنان، ونظرا لأننا نتبع سياسة عدم
التطويل اختصرنا المشاهد التي ظهرت فيها «زهرة» في لبنان بمفردها قبل أن
تلتقي باسم ياخور، واكتفيت أن أخبره بأنني موجودة في بيروت منذ أربعة أيام،
كما أن صديقه أحمد السعدني كان موجودا في الفندق نفسه الذي أقيم فيه، وهذا
مبرر كاف لوجوده بجوار الفندق.
·
أثناء العودة من العمرة جلستم في
مقاعد الدرجة العادية على الرغم من الثراء الفاحش لحسن يوسف؟
- هذه النقطة لم تمر علينا، لكننا وجدنا صعوبة شديدة في الحصول على
التصاريح الخاصة بالتصوير داخل الطائرة، واستغرق ذلك شهرا ونصف الشهر
تقريبا، كما رفضوا السماح لنا بالتصوير داخل طائرات «مصر للطيران»، لذلك
صورنا في طائرة خاصة بالشركات والرحلات، وهذه النوعية من الطائرات لا يوجد
بها أماكن لرجال الأعمال.
·
لماذا كان مشهد الاغتصاب مقتضبا،
ولم يتم تناوله وتناول تداعياته بشكل مفصل؟
- الاغتصاب ليس هو المهم ولكن دوره في أحداث الدراما سوف يظهر في
الحلقات الأخيرة من المسلسل، فاكتفينا بعرض أجزاء قصيرة منه.
·
لماذا لم تتزوج «زهرة» محمد لطفي
على الرغم من أنه أكثر شخص يحبها؟
- لأنة متربي مع «زهرة» منذ الصغر، كما أن الرجل الذي يقف أمام المرأة
طوال الوقت ويطاردها بحبه هو آخر رجل تفكر فيه لأنه متاح بالنسبة لها، فهي
لا تراه أمامها، وتعتبره ذراعها اليمنى، ولا تستطيع أن تستغني عنه في الشغل
فقط، وهي تعلم جيدا أنه يحبها لكنها تستغله، ولو وضحت ذلك ستصبح متورطة.
·
الأحداث كانت سريعة جدا منذ
بداية الحلقة الأولى، فهل كان هذا في صالح المسلسل؟
- أعتقد ذلك، وقد اتفقنا على أن نبتعد عن المط والتطويل، لذلك حرص
المؤلف على أن تحمل الحلقة أكثر من حدث جديد، والمشاهد الذي تفوته حلقة من
الصعب أن يفهم ماذا حدث في الحلقة السابقة.
* على الرغم من اعتراف الأغلبية بنجاح العمل، فإنك تعرضت لهجوم شديد
منذ أول يوم؟
- تقبلت الأمر بمنتهى الضحك لأن الشجرة المثمرة يقذفها الناس
بالحجارة، فبعد عرض المسلسل هاجموني بشدة، وأدركت وقتها أنهم خائفون من
النجاح، وقررت منذ ذلك الوقت أن أبتعد تماما عن بعض الصحف وكأنني لا أسمعهم
ولا أراهم، ومقتنعة بأن هذا الهجوم دليل واضح على النجاح، وكلما ازدادت حدة
الشتائم، حققت نجاحا أكبر، وكل القراء سوف يدركون أنني حققت نجاحا كبيرا،
وعمرو دياب الأسطورة سبق وقال إنه تعرض لحملة هجوم وشتائم طوال 15 عاما،
وعلى الرغم من ذلك اعتلى القمة.
·
وماذا عن انتقادات الملابس التي
تظهرين بها؟
- ملابسي عادية ومناسبة للشخصية التي أقدمها، هذه المقولة تتكرر في كل
عمل جديد أقدمه وسبق وكرروها في مسلسل «قانون المراغي» و«الباطنية»، وأعتقد
أن أعمالي المقبلة سأواجه بنفس الاتهام، وعندما ظهرت بملابس مقفولة في فيلم
«دكان شحاتة» لم يكتبوا كلمة عن ذلك، وهناك مشاهد شرم الشيخ، أنا تعمدت أن
أرتدي «تي شيرت» وبنطلونا ولم ألجأ إلى لبس المايوه، على الرغم من أن البعض
قام بذلك في مسلسلات أخرى.
·
ولكن «الجمع بين الأزواج» يرفضه
المجتمع المصري، كما أنه حرام شرعا؟
- من اتهمني بذلك لم ينتظر حتى يشاهد المسلسل ويعرف التفاصيل، خصوصا
أن «زهرة» تجمع بين أربعة أزواج دون تخطيط، واعتبر ذلك «قضاء وقدر»،
والمسلسل لا يمس الدين الإسلامي بدليل أن الأزهر أجاز المسلسل ووافق عليه،
ومع أحداث المسلسل سوف تتغير وجهة نظرهم.
·
الممرضات اتهمنك بتشويه صورتهن؟
- لم أقصد الإساءة إلى الممرضات، وأحب أن أوضح لهن أن شخصية «زهرة» من
وحي خيال المؤلف، ولا توجد ممرضة تفعل ذلك، ومن الممكن أن أنتقد سلوك أي
شخص أو مهنة في برنامج مثلا، لكني لا أهاجم من خلال عمل أقدمه، وقد قدمت
الدراما من قبل وظائف كثيرة كضابط الشرطة المرتشي، والمهندس اللص، ولكن هذا
لا يعني أن كل الضباط مرتشون ولا يعني أن كل المهندسين لصوص.
·
هل هناك تشابه بين «زهرة» وغادة
عبد الرازق؟
- أنا أشبه «زهرة» في الدلال والعصبية والعناد والضحك، وأنا في نفس
شقاوة «زهرة»، أحب أن أدلل أزواجي، وعلى الرغم من ذلك فشلت في زيجاتي الـ4،
وأعتقد أن المسلسل هو الثورة الأهم في حياتي الفنية، فقد نقلني من البطولة
الجماعية إلى البطولة المطلقة.
·
هل ستكررين التجربة العام المقبل
ببطولة مطلقة؟
- حاليا عندي ثلاثة أعمال سينمائية جيدة، وأنا الآن في مرحلة الإعداد
لها، وسوف أباشر التصوير بعد الانتهاء من المسلسل.
·
هل تتابعين الأعمال الدرامية في
رمضان؟
- أتابع مسلسل «الجماعة» و«شيخ العرب همام» فأنا من عشاق يحيى
الفخراني ومسلسل «بالشمع الأحمر» ليسرا وهو «مسلسل مش عادي»، فقد قدمت دور
الطبيب الشرعي بطريقة السهل الممتنع، وأنا معجبة للغاية بأداء الممثلة هند
صبري في مسلسل «عايزة أتجوز» والكوميديا التي تثير الضحكات.
الشرق الأوسط في
03/09/2010
الفنانة السورية لـ «الشرق الأوسط»: شبعنا مثاليات في دراما
البيئة الشامية
لمى إبراهيم: هناك فنانون سوريون يأكلون البيضة
وقشرتها.. ويحصلون على أجور مرتفعة جدا
هشام عدرة
لمى إبراهيم فنانة سورية شابة برزت في السنوات الخمس الماضية كواحدة
من نجمات الدراما السورية، حيث استطاعت، على الرغم من رحلتها الفنية
القصيرة، من تكريس تواجدها الفني، من خلال تقديمها الكثير من الأدوار،
وتجسيدها لشخصيات متنوعة في الأعمال الاجتماعية المعاصرة والتاريخية
والبدوية والشامية وغيرها، فكانت تتميز بمهارة الأداء مع جماليات الحضور
القوي، والحرفية العالية. ويتابعها المشاهد في الموسم الرمضاني الحالي من
خلال عدد من الأعمال التلفزيونية، منها: «تخت شرقي» بشخصية نوار، التي تخوض
الحياة العملية من خلال التصوير الفوتوغرافي, وتشارك أيضا في مسلسل عراقي
سوري يحمل عنوان «الشيخة» للمخرج سامي جنادي، وتجسد فيه شخصية مها التي
تنتمي لعائلة سورية تعيش في العراق ومقربة من الشيخة، التي تجسد دورها
الفنانة السورية رنا أبيض, وتشارك لمى أيضا في الجزء السابع من السلسة
الكوميدية «بقعة ضوء».
«الشرق الأوسط» التقت الفنانة لمى إبراهيم في
دمشق، وكان الحوار التالي:
·
أي من المخرجين ترتاحين للعمل
معه، وهل تفرضين رأيك في الدور، وما هي شروطك لقبول الدور الدرامي؟
- فيما يتعلق بالمخرجين فأنا أرتاح كثيرا في العمل مع المخرجة رشا
شربتجي، وعملت معها حتى الآن في ثلاثة مسلسلات، وتتميز رشا بأنها تعطي لكل
ذي حق حقه، وتتفهم بشكل دقيق ما يناسب الممثل من أدوار في مسلسلاتها، وتعرف
تماما أين تضع الممثل في المكان المناسب، ولديها رؤية خاصة بها. في الموسم
الحالي اعتذرت عن المشاركة في أربعة أعمال بسبب عدم الرضا عن النص والدور،
وشروطي في هذا المجال أن يكون ما يعرض علي هو دور جديد لم أجسده من قبل،
وحتى إذا كنت قد قدمت مثل هذا الدور فيجب أن يكون في العمل الآخر مكتوبا
بطريقة مختلفة، وليس نسخة «كوبي» عن الدور السابق خاصة أن البعض من
القائمين على الأعمال الدرامية، وفي حال نجحت في تجسيد شخصية ما، يقومون
بعرض ما يشابهها في أعمالهم الجديدة، ولذلك أعتذر عن تقديمها, وشرطي الثاني
هنا أنه عندما أقرأ النص والشخصية أتمعن فيهما كثيرا؛ فإذا لاحظت أنها
(الشخصية) لن تضيف لرصيدي الفني فسأعتذر عن تقديمها مهما كانت إغراءات
الدور والأجر، فهذا لا يهمني هنا, خاصة هنا إذا كانت الشخصية هامشية، بحيث
إذا أزيلت من النص فلا يتغير شيء ولا يشعر بها المتلقي، فسأرفضها بالتأكيد،
وهناك أيضا الشرط المادي الذي يجب أن يضمن لي حقي في الأجر الذي يناسب جهدي
في الدور.
·
على ذكر الأجر المادي هناك من
يقول إن الممثل السوري يعيش حاليا طفرة في الأجور، حيث يقدم له أجر عال كما
يقدم له عندما يشارك في الأعمال الدرامية المصرية, ما رأيك في ذلك، وهل أنت
راضية عن أجرك؟
- أنا لست راضية عن طريقة الأجور لدينا، بغض النظر عما إذا كنت راضية
عن أجري أنا أم لا (أنا راضية عن أجري ولكن ليس مائة في المائة)، والسبب أن
ما تتحدث عنه من طفرة يخص عددا محدودا من الفنانين السوريين، وهؤلاء كما
يقول المثل الشعبي «يأكلون البيضة وقشرتها»، في حين تقدم أجور قليلة لمن هم
في المراتب الثالثة والخامسة، حتى إنه لا توجد مرتبة ثانية في الأجور،
فالفروق شاسعة بين أجور الصف الأول وفناني الصفوف الأخرى, وهذا وضع خاطئ،
وسيؤثر مستقبلا على فناني الأدوار الأخرى ومشاركتهم في الدراما السورية.
·
كيف تنظرين لمشاركة الفنان
السوري في الدراما المصرية، وهل ستتطور مشاركاتك فيها مستقبلا؟
- شاركت في المسلسل المصري «ابن الأرندلي»، وعندما شاركت في مهرجان
القاهرة للإذاعة والتلفزيون بدورة العام الماضي 2009، التقيت منتجا مصريا
اقترح علي بطولة مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، ولكني اعتذرت لسبب وحيد
فقط، وهو أنه طلب مني الإقامة والسكن لفترة طويلة في مصر تتجاوز الستة
أشهر، وهذا صعب علي، فمن الممكن أن أبقى شهرا فقط، أما أكثر من ذلك فلا
أستطيع، واعتذرت منه، خاصة أنها المرة الأولى التي سأقيم في بلد كل هذه
الفترة الطويلة، وأبتعد عن بلدي.
·
لكنّ هناك ممثلين وممثلات سكنوا
فترات طويلة، وضحوا من أجل الظهور في الدراما المصرية؟
- أنا لست مستعدة أن أضحي من أجل بطولة عمل مصري، ولا حتى 1 في المائة
من أجل المشاركة في الدراما المصرية, فأنا مرتاحة في العمل مع الدراما
السورية، وعلى أي حال لدي شروط للمشاركة في الدراما المصرية، منها ما يتعلق
بالمخرج والنص والدور، وقد أتخلى عن بعضها في حال كان المخرج سوريا، كما في
«ابن الأرندلي», ولكن ما يغريني للمشاركة مع المصريين هو السينما، حيث لا
توجد لدينا سينما في سورية، مع شروطي أيضا، فليست مصر هوليوود حتى أضحي بكل
شيء للمشاركة في عمل مصري.
·
ولكن مصر هوليوود الشرق كما
يصفها الكثيرون.
- هوليوود الشرق؟! لا أعرف, على أي حال إذا جاءتني المشاركة بما ينسجم
مع شروطي فسأشارك في الدراما المصرية وفي السينما المصرية، على الرغم من أن
لديها أفلاما ناجحة وأخرى تجارية، كما لديهم مخرجون ممتازون وآخرون يبحثون
عن العمل التجاري، وفي المحصلة أقول لك بصدق لن أذهب أنا لأبحث عن فرصة
هناك للعمل في مصر.
·
هل توافقين على تقديم أدوار
إثارة في التلفزيون أو السينما؟
- عرض علي هنا في سورية ومن خلال بطولة فيلم سينمائي قصير، ولمخرج غير
سوري، أن أقدم دورا فيه مشهد لقبلة حارة فاعتذرت عنه, فلن أقدم أدوار إثارة
مطلقا، حتى إن القائمين على الفيلم اقترحوا علي أن يكون مشهد القبلة
«غرافيك»، ورفضت أيضا؛ لأن الجمهور وعائلتي لن يعرفوا أن المشهد غرافيك
وليس حقيقيا, وفي رأيي أن الإثارة لا ترتبط بشيء معين، بل ممكن أن تكون
إيحاء، وهذا أمر مقبول، وأنا عملت بالإيحاء في مسلسلين تلفزيونيين وهما
«نزار قباني» و«أعيدوا صباحي»، ولكن أن يكون هناك مبالغة في المشهد، وضد
قناعاتي، فلن أقدمه على الإطلاق, مهما كانت المغريات؛ فمثلا لن أظهر بفيلم
أو مسلسل بلباس البحر، حتى لو كان العمل في هوليوود! وأنا بالتأكيد ليس لدي
طموح للذهاب لهوليوود، حيث سأتخلى هناك عن كثير من شروطي، وهذا يتنافى مع
تربيتي الشرقية وتقاليد عائلتي.
·
وكيف تنظرين لتجربتك مع دراما
البيئة الشامية والمحافظة على نجاحاتها؟
- شاركت في بطولة مسلسل «بيت جدي» بجزأيه، وشاركت في الجزء الثالث من
«باب الحارة»، وفي الجزأين الثاني والثالث من مسلسل «الحصرم الشامي» وهذا
العمل الخير كان مميزا ومختلفا عن الأعمال الأخرى، حيث يتميز بواقعيته وقدم
تاريخ حقبة مختلفة تعود لأعوام 1700 حتى 1800، وهي مختلفة عن أعوام مثل
1930، ولكن للأسف عرض على القنوات المشفرة فقط، وللمحافظة على نجاح الدراما
الشامية يجب أن تكون قصتها غير مملة، وألا تركز فقط على المثاليات
والجماليات، كفانا ذلك، فقد شبعنا مثاليات! كذلك في رأيي يجب أن يكون هناك
ممثلون منوعون ومختلفون في كل عمل شامي، والابتعاد عن تكرار الأسماء في هذه
الأعمال على الرغم من أنني أعذر بعض المخرجين في الاعتماد على ممثلين
بذاتهم، لقلة الفنانين الذين يجيدون العمل في مثل هذا النوع من الدراما،
فهي ليست لهجة فقط، بل هي روح أيضا، حيث على الممثل أن يتقن الشخصية
الشامية وتجسيدها بداخله وروحه، وليس فقط بمظهره الخارجي وإتقان اللهجة
الشامية, وفي رأيي أيضا يجب أن تكون الأعمال الشامية قليلة في الموسم
الدرامي الواحد. يكفي عمل واحد في السنة.
·
هل شاركتِ في الدراما المدبلجة
وما قيل عن تأثيرها على مساحة بث الأعمال السورية؟
- نعم، أشارك في بطولة المسلسل الأميركي المدبلج «لوست» من ستة أجزاء،
الذي يعرض على إحدى الفضائيات العربية, وأنا لا أقبل أي دور في الدراما
المدبلجة، واعتذرت عن المشاركة في الكثير منها. وفيما يتعلق بتأثير الدراما
السورية فيها، فأنا لا ألوم شركات الدبلجة، بل ألوم المحطات التلفزيونية؛
فهناك مثلا محطة تعرض من الصباح وحتى المساء ستة أعمال تركية مدبلجة,
فلماذا لا تعرض معها عملا سوريا وآخر مصريا؟!
·
ولكن من حق هذه القنوات عرض ما
يحقق الأرباح لها، والدراما التركية كاسحة حاليا.
- هذه المحطات تشتري الأعمال المدبلجة بسعر رخيص، فهي جاهزة للعرض ولا
تتدخل المحطة في إنتاجها، والبعض يلوموننا كممثلين أننا نعمل في الدبلجة من
أجل المال، وللأسف هم يجهلون أن ما نحصل عليه زهيد جدا ومشاركتنا فيها
لأنها تحقق لنا المتعة وتمرينا للصوت، حتى لو وضعنا صوتنا على صوت الممثل
الأساسي، وأحيانا نعطيه أحاسيس غير موجودة في المشهد المدبلج، والممثل هذا
قد يكون من الدرجة العاشرة في بلده، ويشتهر على حساب الفنان السوري المدبلج،
ولكنها تبقى لعبة محطات, فهي عندما تأتي بالممثل التركي لتكريمه وتتناسى
أنه لولا الفنان السوري فلن يعرفوا هذا الممثل التركي.
·
كفنانة شابة هل تقبلين تجسيد دور
أم كما حصل مع بعض زميلاتك وكان مربكا لهن فيما بعد؟
- أنا جسدت دور أم في مسلسل «زمن العار»، ولكن لأطفال صغار أما إذا
كان الدور أما لشباب، فعلى القائمين على العمل تقديمي امرأة كبيرة من خلال
الماكياج وغيره، وليس لدي مانع في تجسيد هذا الدور.
·
هل لجمالك الشرقي دور في إعطائك
أدوارا مميزة من قبل المخرجين والمنتجين؟
- قد يكون حصل ذلك في السنة الأولى من دخولي عالم الفن والتمثيل، ولكن
تغير الوضع فيما بعد وصار التركيز على موهبتي والأداء، فالشكل ليس هو
الأساس، حتى إنني قدمت في العام الماضي أدوارا بعكس شخصيتي الحقيقية, قدمت
«كاركترات» لفتاة بشعة، ووصل الدور والشخصية للمشاهد، وللمخرجين رأي في هذا
المجال، وهو أن وجهي يمكن أن يقدم بشكل جميل أو بالعكس بشكل بشع من خلال
دور فتاة مجنونة مثلا, وفي رأيي هنا أن الشكل الجميل يخدم الفنانة في
سنواتها الأولى، ولكن تبقى حرفيتها وموهبتها الأساس.
·
هل تحلمين بتجسيد شخصية ما كما
فعلت بعض الممثلات السوريات وغيرهن؟
- لا، مطلقا، فأنا لست مع تقديم دراما السيرة الذاتية وتجسيد شخصيات
تاريخية مثلا؛ لأن هذه الأعمال تحمل المغامرة للفنان، فإما تجعله يحلق
عاليا في عالم الدراما أو بالعكس، يمكن أن تقضي على مسيرته الفنية, لا يوجد
حل وسط في هذا المجال, كما أن دراما السيرة الذاتية لا تستهويني؛ حيث تتعرض
للكثير من النقد والتحليل من قبل النقاد وأن الفنان أخطأ وأصاب في حركة ما
للشخصية التي يجسدها، وخاصة عندما يجسد سيرة ذاتية لشخصية عربية معروفة من
التاريخ القريب أو البعيد.
·
وهل لديك هوايات أخرى غير
التمثيل؟
- نعم، فأنا أحب الكتابة وأكتب نصوص مسلسلات تلفزيونية، ولدي بعض
المشاريع في هذا المجال لم تتحول بعد إلى واقع، وكان هناك عرض لتقديم عمل
من كتابتي في إحدى البلدان العربية، ولكن اعتذرت لأسباب خاصة.
ومن هواياتي أيضا الرياضة وخاصة لعبة التنس، وكذلك من هواياتي مطالعة
الروايات خاصة العلمية التي تتصف بالغرابة في قصصها ومضمونها، وأقرأ بشكل
خاص لكتاب أتراك.
الشرق الأوسط في
03/09/2010 |