تستمر دراما البيئة الشامية في رمضان هذا العام بالاستحواذ على اهتمام
المنتجين السوريين والعرب على حد سواء، لتقدم بالنتيجة المزيد من أعمال
البيئة الشامية وتساهم في ولادة أجزاء جديدة لأعمال عرفها الجمهور العربي
وتابعها في السنوات السابقة.
وليس غريبا أن يكون مسلسل (باب الحارة) واحدا من الأعمال الأكثر شهرة
بين المسلسلات الشامية والأقرب إلى أذهان الكبار والصغار فمنذ عرض الجزء
الأول منه عام 6002 حظي بإعجاب كبير حتى إن موجة النقد التي طالت العمل في
كثير من مفاصله لم تثن الجمهور عن متابعته في أجزائه اللاحقة. ومع ما يراه
كثيرون من تراجع في المتابعة رافق العمل في سنواته الأخيرة إلا أن جماهيرية
المسلسل مستمرة على أرض الواقع، ويستطيع أي متتبع منصف أن يلمسها بوضوح.
فلماذا أحدث باب الحارة هذه الأصداء، وكيف تمكن من جذب مختلف الأعمار
والشرائح؟ ®. تساؤلات رافقت العمل عبر أجزائه، ونحن هنا لا نعيد طرحها بقدر
ما نحاول أن نرصد جزءاً من جماهيرية العمل لعل ذلك يساهم في الإجابة عن تلك
التساؤلات لتكتمل الصورة.
ظلال المحبة والبداية مع جمهور العمل من الأطفال. فعلى خشبة مسرح
مدرسي صغير قدمت مجموعة من الأطفال مشاهد أسماها أحدهم (باب الحارة
للصغار). وفيها انقسم المشاركون إلى فريقين (حارة الضبع، وحارة أبو النار).
ولم ينحصر باب الحارة هذه المرة على خشبة المسرح إذ سرعان ما حمله الصغار
إلى بيوتهم وشوارعهم التي كثيرا ما كانت ساحة اشتبك فيها مشجعو معتز وأنصار
أبو شهاب.
وتقول إحدى الأمهات (منذ انتشرت عدوى باب الحارة بين الصغار ، حظي أحد
أولادي بلقب الزعيم في حين عانى الآخر من لقب أبو بدر وما بين هذا وذاك
نعيش باب الحارة الخاص بنا يوميا).
أحد الأطفال وعمره 8 سنوات معجب جدا بشخصيتي أبو عصام وأبو غالب وهو
لا يمل من ملاحقة العمل على الفضائيات. أما عصا معتز فهي الأكثر طلباً من
قبل الأطفال والشباب الذين يتباهون بتقليده. ويرجع الجميع إقبالهم على تلك
العصا إلى إعجابهم بشخصية معتز وتأثرهم بشهامته وتفانيه ، حتى أن بعضهم
اعتبره الشخصية الأجمل والأكثر جاذبية في العمل.
في حين وجد البعض في شخصية النمس لمسة فنية جميلة أعادت للعمل ألقه
وتميزه، وصدارته الفنية. ويتفنن هؤلاء بتقليد شخصية النمس وحفظ ما يردده من
أغان وكلمات.
عنوان العمل كان له نصيب أيضا ، حيث انتشرت مقاهٍ ومطاعم ومحال تحمل
جميعها اسم العمل، ولا يرى أصحابها مشكلة في تكرار الاسم طالما أنه بات
معروفا بل ويفوق كبرى الماركات.
ويؤكد أحدهم أن محبة الناس لباب الحارة وتعلقهم به دفعه لاتخاذه اسماً
لمحله عل ذلك يساهم في تنشيط حركة البيع.
مسلسل .إحياء القيم
كثيرون ممن تابعوا العمل رأوا فيه إحياءً للكثير من القيم العربية
الأصيلة التي ضاعت اليوم في ظل المفاهيم والأفكار المستوردة بدءاً بالتكافل
الاجتماعي الذي برع العمل في تجسيده مروراً بمنظومة من الأخلاق والقيم
كاحترام الكبير ومساعدة الجار وانتهاء بالمقاومة ورفض الحصار. وهؤلاء يرون
في هذه القيم رسالة وصلت بنجاح.
وعن ذلك أوضحت طالبة جامعية (لم أتابع يوما مسلسلاً كما تابعت باب
الحارة، وقد أعجب أسرتي كثيرا، لأنه يحكي عن زمن نتمنى عودته، زمن كانت
الحمية والنخوة والشجاعة سائدة فيه، كانت الناس تحب بعضها وتخاف على
بعضها).
وأكدت أخرى (على الرغم من كثرة المسلسلات إلا أن باب الحارة الأكثر
شعبية وقد ذكرنا بالكثير من التقاليد الجميلة التي تلاشت عبر السنين وهي
دعامة لبناء مجتمع ناجح وسعيد يسود فيه الاحترام والحب).
وهناك من يرى أن العمل وإن قدم الحارة الشامية في ثلاثينات القرن
الماضي وطرح مشكلاتها ومشكلات محيطها إلا أنه قدم الأسرة وطرح همومها كما
تتجلى اليوم فقضايا الطلاق والزواج, مشاكل الشباب من بطالة وفقر, التعاون
والتسامح, الرشوة والحقد كلها نتف من واقعنا وإن تغيرت مظاهرها.
تؤيد مجموعة من الأصدقاء هذه الفكرة وتؤكد أن أماكن تجمع الشباب شهدت
نقاشات حول القضايا والإشكالات التي طرحها العمل لا سيما في جزأيه الثاني
والثالث أكثر من أي موضوع آخر. ويضحك أحدهم مؤكدا أن الكلام والضحك كانا
ممنوعين أثناء مشاهدة حلقات المسلسل.
الضخ الإعلامي رفع وتيرة المحبة يعتقد البعض أن الضخ الإعلامي الكبير
المؤيد والمعارض للعمل ساهم في تكثيف حجم المتابعة والاهتمام. وهو أمر يمكن
ملاحظته عبر عشرات المواقع الالكترونية التي نشرت ولا تزال الكثير من
تصريحات ولقاءات وغيرها مما يتعلق بالعمل. ويشير أحد المتابعين إلى أن
المسلسل شكل محورا التقت حوله مختلف شرائح المجتمع حتى إن الجمهور كان
متلهفا لمعرفة المزيد عن خفايا العمل قبل عرضه.
وإقصاء النجوم أيضاً
إقصاء بعض نجوم العمل، واعتذار آخرين عن أدوارهم أمر شغل الجمهور
وأثاره أحيانا. وعن ذلك تقول إحدى السيدات ( كنت أتمنى لو أن أبو شهاب وأبو
عصام يعودان للعمل فهما من أجمل الشخصيات فيه).
حقق باب الحارة في حقيقة الأمر نجاحا غريبا، وما نفوذه إلى قلوب الناس
وعقولهم إلا دليل على ذلك. ولكل وجهة نظره التي تلتقي في النهاية لتقول إن
الحكاية التي قدمها العمل إضافة إلى خبرة المخرج بسام الملا في أعمال
البيئة الشامية. والرصيد الغني من النجوم السوريين عوامل انصهرت في بوتقة
واحدة لترسم ظاهرة اسمها باب الحارة.
نجوم العمل : المحبة نعمة
نجوم العمل أكدوا عبر تصريحات صحافية عديدة أن جماهيرية العمل محليا
وعربيا لم تأت من فراغ ومن تلك التصريحات ما قاله مخرج العمل بسام الملا:
(لا تظن انك تعرف الجمهور فأنت لا تعرفه. الجمهور هو من يحدد الأعمال التي
لها مكانة وأي الأعمال التي تمر مرور الكرام).
وأضاف : نحن في العمل متكئون على العادات والتقاليد والقيم والفن ولا
استطيع تفسير نجاح مسلسل باب الحارة لكن جزءاً من النجاح يعود للقيم التي
اتكئ عليها والتوفيق من الله، والممثلين الذين شاركوا معي في العمل
واستطاعوا إيصال الشخصيات إلى الناس.
ويشير الكاتب كمال مرة في تصريح صحافي ثان إلى أن افتراضية الحارة
والحكاية التي قدمتها لا تعني عدم الواقعية والمصداقية في الطرح. وهم في
باب الحارة يسعون إلى رسم حكاية شعبية درامية على خلفية توثيقية اجتماعية
سياسية شفافة.
أما الفنانة وفاء موصلّي فتؤكد أن باب الحارة رغم بساطة الحدوتة كانت
المصداقية والعفوية هي السائدة. ويرى الفنان زهير رمضان في حوار صحافي معه
أن العمل هو رسالة إلى الآخر فبعد أن كان مشروع بسام الملا صار مشروع
العاملين فيه ثم تحول إلى مشروع دمشق ثم إلى مشروع سورية ومنها إلى مشروع
وطني عربي كبير ليصبح خطابا ثقافيا وإنسانيا للآخر.
فالأخلاقيات التي ينادي بها باب الحارة هي القيم والمثل التي اجتمعت
عليها العرب في مواجهة خصومها، وهذا ما يفسر نجاح العمل محليا وعربيا.
مبدئياً®.لا يمكن الحكم على العمل في جزئه الخامس الذي يعرض الآن إلا
من خلال المزيد من التطورات التي تكشف أسرار باب الحارة، وهي حتى الآن تبشر
بالكثير الذي يُنتظر أن يساهم في ازدياد جماهيريته®.دون أن يعني ذلك أن
حالة عدم رضى نقدية ستؤثر في تلك الجماهيرية®.فلمحبة الجمهور أحكامها التي
لا يدركها النقاد.
البيان الإماراتية في
02/09/2010
دراما الصخب تطلّ بوجهها في رمضان
بلغ النقد أشده هذا العام لدراما رمضان لما سماه بعض النقاد »دراما
غير مسؤولة في رمضان الكريم«، حيث اعتبر الكثيرون أن الروحانيات والعبادات
والاحتشام والكرم والكلمة الطيبة أصبحت صورة كلاسيكية مقارنة بممارسات
ظللنا نشاهدها هذا العام تتنافى مع حرمة الشهر الكريم من رقص وصخب وملابس
عارية، خاصة ما تتضمنه الدراما الرمضانية من خروج تام على القيم.
وحمّل البعض القنوات الفضائية التي تزايدت بشكل كبير في السنوات
الأخيرة مسؤولية قيادة المجتمع إلى الاتجاه المعاكس، فبات مألوفا أن تشاهد
في نهار رمضان أغلى فساتين الموضة وأجمل السواريهات العارية دون مناسبة
تدعو إلى ذلك. وفي الدراما التي تعرض ليلاً وتعاد نهاراً في عز الصيام
تشاهد مثلاً الأحضان بين غادة عبدالرازق وباسم ياخور، إضافة إلى المشاهد
الكثيرة بقميص النوم في غرف النوم®.
وفي مسلسل »مذكرات سيئة السمعة « تجد كماً كبيراً من المشاهد الخارجة
والساخنة®. وكذلك ملابس شيرين في مسلسل »بيت العيلة « تجدها مثيرة ولا تمت
للحشمة بأي صلة، أما مسلسل »العار « فطغت فيه رائحة المخدرات التي تمارس
وكأنها حق مشروع وحلال مدعومة بمشاهد الرقص المثير للفنانة علا غانم، فضلاً
على المشاهد التي تشاهدها للممثلات بالملابس الداخلية والعارية والممارسات
القبيحة مع بعضهن.
برامج غير لائقة
ولم تخل البرامج من هذه الممارسات بل كانت أسوأ لأنها تقدم ألفاظا غير
لائقة ورقصا وخلاعة لا تخدم الهدف الأساسي لهذه البرامج التي لا نود الخوض
في أسمائها، فمعظمها- كما أشار عدد من النقاد- يحث على تحريض الضيوف
والسماح لهم برمي أخريات أو آخرين بأبشع الألفاظ وكيل الاتهامات التي لا
تتناسب مع حرمة الشهر الكريم.
هذا غير حوارات هذه البرامج التي تمثل قمة التدني في مواجهة الضيوف أو
ردود الضيوف التي جاءت ساخنة تحمل كل مفردات التجريح والتحقير للآخرين
مقابل الثمن المدفوع مقدما للضيف الذي يزيد على عشرة آلاف من الدولارات
لنصف ساعة فقط شريطة أن يقول الضيف ما يريده البرنامج من إثارة وخروج
وشتائم وألفاظ خارجة.
وهذا ما دعا الكثيرين للتوقف أمام هذه الظواهر التي بدأت تتفاقم
وتتكاثر في برامج الفضائيات والأعمال الدرامية التي تعرض في رمضان من كل
عام، دون إعادة النظر في شكل العمل أو مظهر النجوم، أو النجمات على وجه
الخصوص.
غياب القيموهذا ما علقت عليه الناقدة الفنية رانيا يوسف، مؤكدة أن
الرقصات الخليعة والإيحاءات المثيرة أصبحت الآن بديلاً لمناقشة هموم ومشاكل
المشاهد في ظل غياب الجوهر، وقالت إن التليفزيون في بداياته حتى مرحلة
السبعينات كان يقدم ما يفيد من خلال مناقشة قضايا مهمة قبل أن يجاري وينافس
قنوات غير مسؤولة في فتح شاشاته أمام تلك المظاهر الغريبة.
المسألة لم تعد رقصا وخلاعة وألفاظا خارجة وخادشة، كما تقول الناقدة،
ولكن ما يحزن الإنسان هو غياب القيم الاجتماعية، واعتبرت معظم المسلسلات
التي تعرض في رمضان وغير رمضان متاجرة بالأعراض واهتماما بجسد المرأة أكثر
من الاهتمام بالموضوع الذي يفترض أن يعالج قضية أو يوصل رسالة محددة، مع
أنه كان يفترض في هذا الشهر الاهتمام بتقديم مسلسلات دينية وتاريخية
واجتماعية مثل فترة السبعينات.
دعاوى قضائية
كان عدد من المحامين المصريين، من بينهم المحامى نبيه الوحش، قد قاموا
برفع قضايا ضد عدد كبير من أعمال رمضان التي ركزت على الجنس والمخدرات
والقمار، ومن بين هذه الأعمال »كليوباترا - الحارة - أزمة سكر- زهرة
وأزواجها الخمسة - مذكرات سيئة السمعة - الفوريجي «، كما طالت الدعاوى عددا
من البرامج مثل برنامج »حمرا « للكاتب إبراهيم عيسى، وبرنامج »الجريئة
والمشاغبين « لإيناس الدغيدي.
البيان الإماراتية في
02/09/2010
المغرب ومصر جمعتهما الدراما... وفرّقهما «العار»
محمد عبد الرحمن
لم تعد كرة القدم فضاء الصراع الوحيد بين الشعوب العربية المغلوب على
أمرها، فقد دخلت الدراما على الخطّ خلال الموسم الرمضاني: بالأمس غضبت
المغرب من الكويت بسبب سلسلة «بوقتادة وبونبيل»، وها هي تفتح «جبهة» جديدة
مع مصر
فيما لا تزال الأجواء متوترة بين مصر والجزائر إثر أزمة مباراة أم
درمان الشهيرة بين منتخبي البلدين، ما انعكس سلباً على وجود الدراما
المصرية على الشاشات الجزائرية الحكومية من جهة، وعلى قلّة الحضور الفني
والثقافي الجزائري في القاهرة من جهة أخرى، دخل «العار» على الخطّ!
المسلسل الذي يعرض حالياً على العديد من القنوات المصرية مثّل،
بدايةً، أزمة شبه رسمية بين المغرب ومصر، وخصوصاً بعدما أعلن وزير الاتصال
المغربي خالد الناصري أن المغرب سيعير هذه القضية ما يلزمها من الاهتمام،
وسيدافع بما يلزم من الجدية والحزم عن كرامة المغاربة، رجالاً ونساءً.
والقضية التي يتكلم عنها الوزير هي ظهور ممثلة مغربية في شخصية بائعة
هوى تتلاعب برجل ثري يجسده مصطفى شعبان وتتزوج منه عرفياً وتبحث طوال الوقت
عن كيفية استغلاله والحصول على القدر الأكبر من ثروته.
وتأتي هذه الأزمة بعد أخرى سبّبها السلسلة الكارتونية الكويتية بعنوان
«بوقتادة وبونبيل» (راجع «الأخبار عدد 27 آب/ أغسطس 2010). واتّهم بعض
المغاربة العمل بأنّه يمسّ بكرامة المغربيات وقدّمهن على أنهن ساحرات
ومشعوذات يسعين إلى الزواج من رجال الخليج بكلّ الطرق. وكما هو معروف، فإنّ
الكثير من الأعمال تركّز على تصوير نساء المغرب بأنّهن يلجأن إلى أعمال
السحر، ما يفسر الغضب من السلسلة الكويتية الذي وصل إلى حد اختراق موقع
الديوان الأميري الكويتي. ولم ينجح اعتذار قناة «الوطن» الكويتية التي تبث
السلسلة في تهدئة الرأي العام هناك. وهو ما تكرّر مع وزارة الإعلام المصرية
التي تعرّض موقعها للاختراق منذ يومين. وسرعان ما بدأت أسرة المسلسل حملة
دفاع عن العمل، وخصوصاً أنّ بعضهم تكلّم عن سبب إظهار جنسية الممثلة، بما
أنّه كان ممكناً تفادي الأمر والكلام عنها باعتبارها عربية من دون تحديد
اسم الدولة التي تنتمي إليها. وأول من أمس الأربعاء، أصدرت شيرين عادل
مخرجة «العار» بياناً انتشر على الهواتف الخلوية، وجاء فيه «توضح أسرة
مسلسل «العار» أنّ الشخصية المغربية التي ظهرت في الأحداث جاءت مصادفة ومن
دون أي قصد من صنّاع العمل. كما أنها مجرد حالة فردية ولا تمثل المرأة
المغربية في أي حال من الأحوال، فوجود الصالح والطالح أمر طبيعي في أي
مجتمع. وتؤكد أسرة المسلسل احترامها للشعوب العربية كافة والشعب المغربي
الشقيق بوجه خاص». فيما التقت الممثلة المغربية إيمان شاكر التي جسدت
الشخصية العديد من الصحافيين المصريين لتوضيح موقفها، والحد من تفاقم
الأزمة التي قد تنعكس سلباً أيضاً على تسويق المسلسل إلى قنوات المغرب
العربي بعد رمضان.
أما مؤلف المسلسل أحمد أبو زيد، فقد رفض منذ البداية الاتهامات
المساقة، وأكد أنّ لعائلته أصولاً مغربية، وتساءل عن الحساسية المفرطة في
التعامل مع شخصية درامية باعتبارها تمثل شعباً بأكمله. وأكّد أن قواعد
الدراما تظل مختلفة طوال الوقت، وأن هناك مَن يظن أن النساء المصريات يسرن
في الشوارع كما يراهن في المسلسلات. وعندما يصل إلى القاهرة، يدرك العكس
لأنّ الدراما تركز دائماً على نماذج معينة، لكن ذلك لا يعني أبداً التعميم.
ويبدو أنّ نجاح المسلسل جماهيرياً تحوّل إلى نقمة بالتدريج. على رغم
الانتقادات التي طاردت العمل خلال تصويره ووصفه بأنّه محاولة لاستغلال
النجاح الكبير للفيلم الشهير «العار»، إلا أنّ التيمة التي تقوم عليها
دراما الحلقات نجحت في جذب شريحة كبيرة من الجمهور. إذ إنّ الفيلم ينتهي
بفشل الأبناء الثلاثة في صفقة المخدرات وإصابة أحدهم بالجنون وانتحار
الآخر. لكن المسلسل يبدأ بنجاح صفقة المخدرات بعد وفاة الأب، ثم يقرر اثنان
من الأبناء (مصطفى شعبان وأحمد رزق) الحصول على نصيبيهما من المال. فيما
يرفض الآخران (شريف سلامة وهبة مجدي) ليتابع الجمهور يوماً بعد آخر مصير كل
منهم مع المال الحرام. فيما أثارت الفنانة علا غانم كالعادة أزمة بسبب
ملابسها بعدما ظهرت في بعض المشاهد بلباس البحر وبالقرب من مسبح. وهو ما
اعتبره بعضهم عدم مراعاة لقدسية الشهر الكريم. وتجسّد علا شخصية فتاة
يتزوجها سراً والد الأبناء الأربعة قبل وفاته ــــ يجسّده حسن حسني ــــ
وتنجح بمساعدة أحد الأشخاص، في الحصول على قدر كبير من الثروة قبل أن تتعرض
هي الأخرى للنصب من هذا الشخص... وللهجوم من الصحافة التي اعتادت شن حملات
مماثلة كلما ظهرت علا غانم في عمل سينمائي أو تلفزيوني خلال السنوات
الأخيرة. لكن أزمة غانم تظل محلية ومتكررة ومألوفة. لهذا، لم يعلّق عليها
صنّاع المسلسل الذين توجّهت أنظارهم أكثر إلى ثورة الغضب المغربية.
بين مصطفى ونور
حالة أخرى من الجدل أثارها الممثل مصطفى شعبان الذي يجسد الشخصية
نفسها التي قدمها نور الشريف في الفيلم الشهير «العار»، وإن اختلفت الأسماء
وبعض التفاصيل. إذ اتهم كثيرون شعبان بتقليد نور الشريف، فيما رأى البعض
الآخر أنّ الدور أعاد إلى الممثل الشاب بريقاً فقده في الأعمال التي قدمها
للسينما والتلفزيون خلال السنوات الأخيرة. لكنّ نور الشريف نفسه أنهى الجدل
وأشاد بأداء مصطفى شعبان، مؤكداً أنه نجح في تقديم حالة درامية خاصة به.
وكان شعبان قد عرف الطريق نحو جماهيرية التلفزيون بعدما أدى شخصية نجل نور
الشريف في المسلسل الشهير «عائلة الحاج متولي».
الأخبار اللبنانية في
03/09/2010 |