يطل أحمد رزق علينا كل ليلة من خلال شخصية سعد في مسلسل «العار» ليقدم
لنا حالة تستحق المتابعة بجميع تفاصيلها التي تحمل خفة دم، وجدية،
وانضباطاً وضعفاً، ولا تخلو من السذاجة أحيانا.. هي الشخصية التي لا نمل من
الاستماع إلي حكايتها يوميا في المسلسل الذي يتسم أداء أحمد رزق فيه
بالرشاقة، والخفة، ليثبت أن خبرة الخمسة عشر عاما التي قضاها متنقلا بين
مختلف ألوان الشخصيات أفادته كثيرا، وجعلته واحدا من أجمل ممثلي رمضان هذا
العام، ليؤكد لنا أنه موهبة تستحق الالتفات، وذلك بعدما صنع اسمه بجهد وتعب
وصبر.. أصابت محاولاته أحمد رزق مرات، وخابت في أخري، لكنه أصر علي أن يكون
صاحب لمسة خاصة في كل دور يؤديه.
·
ألم تتخوف من قبول دورك في مسلسل
«العار»، خصوصا وأن قصة العمل سبق تقديمها من قبل في الفيلم الشهير الذي
حمل الاسم نفسه؟
- في البداية طبعا تخوفت كثيرا من أن أقدم عملا سبق تقديمه من قبل،
كما أنني كنت أري أنه لا فائدة من أن أقدم عملا شاهدناه عشرات المرات، ولكن
بعد أن قرأت السيناريو شعرت أن هناك طرحا جديدا للقصة، لذلك وافقت.
·
إذن ما الشيء الذي حمسك لقبول
العمل؟
- القصة تحمل أبعادا جديدة فعلا، ولو لم يكن هناك جديد، كنت لن أقبل
المسلسل بالتأكيد، لأني لو قدمت نفس شخصية محمود عبد العزيز في فيلم
«العار» بحذافيرها، وتفاصيلها، وكذلك جميع الأبطال، فما هي الإضافة التي
سنقدمها سواء لأنفسنا كممثلين أو حتي للجمهور.
·
هل كانت لك إضافات علي شخصية
«سعد» كي تبعدها عن أي تشابه بينها وبين شخصية محمود عبد العزيز في الفيلم؟
- من الأصل هناك إضافات كثيرة علي الشخصية جعلتها تختلف عن دور الفنان
الكبير محمود عبد العزيز في الفيلم، كما أنه بالطبع كانت لي إضافات، ولكن
بناء علي اتفاق مسبق بيني وبين المؤلف والمخرجة، فالشخصية كانت مرسومة بشكل
جيد جدا، ولكنني أردت أن تكون أكثر جمالا، «فاشتغلت» عليها حتي تخرج في
أفضل صورة للجمهور، لأن المشاهد هو من سيقيم العمل في النهاية، فكان علي أن
أجتهد وأن أخرج أفضل ما لدي كممثل.
·
هل تري أن دور سعد في مسلسل
«العار» يختلف عما قدمته من قبل؟
- فعلا هذا هو ما وجدته في ردود أفعال من حولي والجمهور حتي الآن،
فشخصية سعد في مسلسل «العار» مختلفة كثيرا عما قدمته من قبل، وهذا شيء
أسعدني للغاية، لأنني أريد أن أبدو بشكل مختلف في كل مرة أظهر بها علي
الشاشة.
·
قدمت من قبل بطولة مطلقة في
مسلسل «هيما.. أيام الضحك والدموع» فلماذا قبلت البطولة الجماعية في مسلسل
«العار»؟
- أنا لا أبحث أصلا عن البطولة المطلقة، ولكنني أبحث عن العمل الذي
سيقدمني للجمهور بشكل أفضل.. طبعا أعرف أن ما أقوله يبدو إجابة تقليدية
جدا، ولكن هذه فعلا هي وجهة نظري، فأنا أفضل أن أظهر بشكل مختلف وجديد من
أن أقدم عملا يحمل اسمي، ولكن لن يضيف إلي أحمد رزق الممثل أي حاجة، فقد
عرض علي هذا العام ثلاثة مسلسلات، ولكني رفضتها لأنها لم تكن علي مستوي
جيد، وعلي فكرة المسلسلات الثلاثة تم تقديمها بالفعل مع زملاء آخرين،
ولكنها لم تنجح كما توقعت.
·
لماذا رفضت دور الأخ «المتأخر
ذهنيا» ليحيي الفخراني في مسلسل «شيخ العرب همام»؟
- لأنه لن يضيف لي شيئا، فهذه الشخصية سبق أن قدمتها من قبل في مسلسل
«الوجه الآخر» مع نور الشريف، وفي فيلم «التوربيني» مع شريف منير، فما الذي
يدفعني لإعادة التجربة مرة أخري، كذلك شعرت أن العار سيضيف لي أكثر من خلال
شخصيتي المختلفة به.
·
هل تري أن مسلسل «العار» تعويض
لك بعد عدم تحقيق مسلسل «فؤش» الذي قدمته العام الماضي للنجاح المتوقع؟
- عندما وافقت علي العار وافقت لأنه عمل جيد جدا، ورأيت أنه سيضيف لي
الكثير، ولكنني لم أضع في اعتباري أنه سيعوضني عن فشل «فؤش»، لأن «فؤش» فشل
من وجهة نظر البعض، ونجح من وجهة نظر آخرين، فالفنان عادل إمام نفسه معجب
بمسلسل «فؤش» جدا، فهل هذا رأي لا يوضع في الاعتبار؟! أنا لا أعتبر أي عمل
تعويضاً عن أي عمل آخر، فاختياري للعمل سببه فقط أنه عمل جيد، وفيما بعد
أنا لا أعلم النتيجة، ولكني أجتهد في الاختيار وفي الأداء، دون أن أعلم ما
هي نتيجة ذلك طبعا.
·
هل هذا يعني أن اختياراتك بحاجة
إلي دراسة أكثر خصوصا أنك في مرحلة تجعلك تميز بين العمل الجيد والعمل الذي
يجب أن ترفضه؟
- بالتأكيد اختياراتي تحتاج إلي دراسة أكثر من ذلك، ولكن في نفس الوقت
يجب ألا يحاسبني أحد علي هذه الاختيارات، فمثلا عندما اخترت «فؤش» لم أخطط
أن أقدم عملا يهاجمني النقاد بسببه، ولم أختر «العار» لأني قررت أن يصفق لي
الجميع، فكما قلت عندما أختار أي عمل لا أعرف ما سيكون رد الفعل عليه.
·
ما الذي يعجبك من المسلسلات
المعروضة هذا العام؟
- أتابع مسلسلي «الحارة»، و«الجماعة»، فمهما كنت مختلفا مع التناول
السياسي «للجماعة»، إلا أن المسلسل يجبرني كمشاهد علي أن أتابعه جيدا.
الدستور المصرية في
01/09/2010
الشقق يختارها المخرجون في الدراما.. وكأنهم
سيعيشون فيها.. بعيداً عن مناسبتها للشخصية
في «زهرة وأزواجها الخمسة» حجاج عبد العظيم يعيش بشقة
بنصف مليون جنيه علي الأقل.. ويبيع أخته مقابل 30 ألف جنيه!
محمود مصطفى كمال
في الوقت الذي باعت فيه بعض الأسر أثاث بيتها، بعد أن سلمتهم الحكومة
شققا مساحتها 26 متراَ لتعيش فيها، فأصبح أثاثهم القديم الذين كانوا يضعونه
في بيوتهم لا مكان له، بعد أن انهارت بيوتهم القديمة علي رءوسهم ورءوس
أحبائهم، ليتكدس جميع أفراد الأسرة في مساحة غير آدمية للمعيشة، نجد صناع
الدراما بعيدين تماما عن هذا الواقع، ولم يرضوا بأن يتكدسوا جميعاً داخل
شقة ضيقة للتصوير، فهم يفكرون بمنطق: أين سنضع الكاميرا وأين سنستريح! وإذا
كان البيت موقع التصوير ضيقا، فسيكون به طقم أنتريه واحد وأماكن محدودة
تراها الكاميرا، والتي هي عين المشاهد، فرأينا في المسلسلات مساحات مهولة
للشقق ذهبت بعين المشاهد إلي رحلة خيالية بعيدة عن الواقع، والأغرب من ذلك،
هو أن الشقق لا يكتفون فقط بأن تكون ذات مساحة كبيرة، بل إن ديكوراتها تدل
علي أن مهندس ديكور قد زار هذا المكان! فنجد في بيت من المفروض أنه بيت
بسيط لأسرة متوسطة كبيت «هند صبري» التي لم تهتم هي شخصيا بملابسها في
المسلسل كفتاة من أسرة متوسطة، في مسلسل «عايزة أتجوز».. بيت به ديكورات
ذات ذوق عال جداَ في شقة ذات مساحة كبيرة، وحتي في أماكن الإضاءة إذ كان
هناك ديكور بالإضاءة، وفي اللوحات المعلقة علي الحوائط وتناسقها مع الإضاءة
وألوان الحوائط، ومن المفروض أن البيت في منطقة ليست بمنطقة راقية، وعندما
تذكر مهندس ديكور المسلسل ذلك، وضع بابا قديما للشقة! يا سلام! لقد غيروا
ديكور الشقة كله وتركوا هذا الباب الذي أتوا به من فيلم «بين القصرين»! وفي
مسلسل «أغلي من حياتي» لـ«محمد فؤاد»، فبالرغم من فقر الأسرة التي يعمل
«محمد فؤاد» من أجلها سائق تاكسي وعامل بمصنع تطريز، فإن مساحة شقتهم لا
تعبر عن ذلك مطلقاً إذ إنه في مشهد إفطار الأسرة في الصباح تجد حركتهم في
الشقة أشبه بالتنزه من وسع المساحة! وفي مسلسل «العار» تجد أن هناك كرسيين
«أنتريه» في غرفة نوم «مصطفي شعبان» حتي يستطيعون تصوير مشهد لـ«مصطفي
شعبان» وهو يتحدث مع زوجته «درة» في غرفة النوم! في الشقة التي تجد بها
العديد من الديكورات أيضاَ وتغيير في لون حوائط المنزل إذ إن كل ركن له لون
حسب الأثاث الموجود به في قمة الذوق لا يستطيع فعلها سوي مهندس ديكور! وفي
«زهرة وأزواجها الخمسة» نجد «خليل» شقيق «زهرة» والذي يجسد دوره «حجاج عبد
العظيم» يسكن في بيت مساحته علي الأقل 250 متراً وبه ديكورات وأثاث علي
الأقل بمائة وخمسين ألف جنيه، ومع ذلك يتذلل لـ«حسن يوسف» أو «الحاج أبو
اليسر»، ويقرر أن يبيع سر أخته ويخبره عن مكان اختفائها مقابل ثلاثين ألف
جنيه! وفي مسلسل «نص أنا ونص هوا» نجد أن فكرة المسلسل قائمة علي رجل
وزوجته قررا الانفصال ولكنهما لا يمتلكان المال الكافي لشراء مسكن منفصل
لكل منهما، فيقرران اقتسام بيتهما الحالي، فننظر إلي البيت، لنجد أنه بيت
واسع جداً تقدر مساحته بما لا يقل عن 300 متر، ومقسم بذوق عال إلي كذا طقم
«أنتريه» و«صالون».. أي أنهما لو باعا بيتهما الحالي لاستطاعا شراء بيتين
صغيرين بسهولة! صحيح أن الموضوع به جانب فني في أن الكاميرا تحتاج مساحة من
أجل التصويروأماكن وضع الإضاءة والكاميرات ومعدات التصوير، وأيضاَ عندما
يكون موقع التصوير به أماكن محدودة للتصوير، فإن ذلك سيسبب الملل لعين
المشاهد، ولكن لابد أن تكون هناك واقعية فيما يراه المشاهد، فلن يقتنع
المشاهد ببطل فقير يعيش في شقة 200 متر وديكورات بآلاف الجنيهات، وعدم
استطاعة تجسيد فقره أو وضعه الاجتماعي في بيته هو «إفلاس إبداعي» واضح
ورؤية ناقصة، وربما أن المسلسل الوحيد الذي احترم من يشاهدونه بتقديم صورة
واقعية لهم هو «الحارة» ومصمم ديكوره «إسلام يوسف»، إذ صمم «يوسف» ديكورا
أدخلنا بشدة في واقع «الحارة» وضيق بيوتها وطبيعة الأثاث الموجود بها مع
إضاءة خافتة تتناسب مع سوء وضع أبطالها وحالتهم الاجتماعية، فخرجت في
النهاية صورة واقعية لـ«الحارة».. صورة فنية تستحق الإشادة بصناعها وبمصمم
الديكور «إسلام يوسف» الذي وعي لحقيقة أن مصمم الديكور وظيفته ليست إخراج
صورة «جميلة»، ولكنه موجود من أجل صنع صورة «واقعية»! وما نراه في معظم
المسلسلات صورة غير واقعية علي الإطلاق، تهدف إلي «الشياكة» بقدر أكبر مما
تهدف إلي «الواقعية»، ونتمني أن يكون سكان شقق الـ 26 متراً قد باعوا
التليفزيون ضمن الأثاث المباع الذي لم يجدوا له مكانا ضمن المساحة المهولة
التي وفرتهما لهم الدولة «26 متراً!!» بدلاً من أن يشعروا بالحسرة من
الصورة التي وفرتها لهم الدراما!
الدستور المصرية في
01/09/2010
ننصح صنّاع المسلسلات بمتابعة إعلانات «فانتالوب»
و«بيريل» و«كيت كات»
عبير عبد الوهاب
الناس بتشتري «فانتالوب» علشان تنقذ مصيلحي.. وبياخدوا «Brake» مع «كيت كات» تعاطفا مع علي اللي نسي «يسيّف».. ولا يشعرون بأي
تعاطف تجاه أبطال المسلسلات!
من منّا ينسي مشهد مجموعة الفتيات وهن يرقصن علي أنغام إعلان فليت
العسكري: «وأنا وأنا وأنا أحب العسكري.. لقيت إيدي يا عسكري بتندهلك.. وأنا
وأنا وأنا أحب العسكري».. أو مشهد تلك الفتاة وهي ترتدي ملابس القطة وتغني
بدلع: «بستك بستك بستك نو.. شيكولاتة جيرسي واكلة الجو».. أو تسريحة شعر
ياسمين عبد العزيز وهي ترقص أمام الشاشة وتغني بصوت مميز: «جيلي كولا علي
قد سني.. وقالوا عنها ألذ مني.. جيللي كولا جيلي كولا».. هذه هي نماذج
الإعلانات التي كانت تعرض في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات في
الفقرة الإعلانية التي كانت تسبق عرض مسلسلات «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»
و«المال والبنون» و«ذئاب الجبل» وغيرها من الأعمال الدرامية التي لا تنسي.
كان المشاهد دائما ما يأخذ موقفا عدائيا من الإعلانات التي تعرض قبل
المسلسل وبعده، لأنها تشغله عن متابعة حلقات العمل الدرامي الممتع الذي
ينتظره يوميا في الثامنة مساء علي القناة الأولي، لكنه لم يتوقع أن يأتي
ذلك اليوم بعد عشرين سنة ويضبط نفسه مستني اللحظة اللي هيطلع فيها المخرج
بالفاصل علشان يشوف الإعلانات اللي بيحبها، واللي هتخلصه من مرارة أحداث
المسلسل العربي الذي يتابعه رغما واقتدارا.
قد تكون الإعلانات هي أكثر فن شهد تطورا خلال السنوات الأخيرة -أكثر
من الأفلام والمسلسلات والأغاني- فأصبح له صنّاعه المعروفون والمتميزون
الذين يخرجون يوميا بأفكار جديدة ومختلفة تنافس المسلسلات في أفكارها
وجودتها وأداء أبطالها، بدليل أن فيه ناس كتير قررت تشتري «فانتالوب» عشان
تنقذ «مصيلحي»، وبدليل اختفاء آيس كريم كيت كات من الأسواق تعاطفا مع «علي»
اللي نسي «يسيف» بعد يوم طويل وشاق من العمل علي وضع الميزانية، في الوقت
الذي فشل فيه صنّاع المسلسلات في كسب تعاطف نفس الجمهور مع أبطال هذه
المسلسلات.
المرحلة الأولي في صناعة الإعلان هي مرحلة الفكرة التي يطرحها الـcreative
علي المخرج فيقوم بتطويرها أو تصويرها كما هي لتبدأ
بعدها مرحلة التجهيز للديكورات والملابس والتصوير، وقد يستغرق التجهيز
للحملة الإعلانية الواحدة أربعة أسابيع علي أن يتم التصوير بعدها في يوم أو
يومين، بينما قد تصل مدة التجهيز للحملات الضخمة إلي ثلاثة أشهر، وهي أطول
من مدة تصوير فيلم من أفلام السبكي- بالمناسبة العبارة السابقة لم تكن
إفيها، بل هي حقيقة، فالمخرج محمد حمد الله كان يقوم بتصوير حملة ميلودي
دراما في استوديو المغربي علي طريق المريوطية، وبدأ أحمد السبكي تصوير فيلم
«ولاد البلد» في استوديو مصر في نفس المنطقة ونفس التوقيت تقريبا، وانتهي
السبكي من تصوير الفيلم قبل أن ينتهي فريق عمل الحملة من عملهم- بعدها تبدأ
رحلة المونتاج والميكساج وتصحيح الألوان في لندن زيهم زي أي صناع فيلم
محترم لضمان تقديم عمل فني مبهر مدته 30 ثانية وقادر علي خطف العين من وسط
30 ألف مسلسل يتم عرضها في رمضان ويقوم ببطولتها كبار نجوم السينما
والتليفزيون، في الوقت الذي تعتمد فيه الحملات الإعلانية الناجحة علي
الوجوه الشابة. حملة «فانتالوب» مثلا اعتمدت في مجملها علي الوجوه الشابة
الذين اختارهم المخرج عمر هلال بواسطة أناس مهمتهم توفير الممثلين لمخرجي
الإعلانات، حيث ينقسم أبطال الإعلانات لموديلز وممثلين موهوبين بحسب طلب
المخرج وطبيعة الإعلان.
الإعلان تم تصويره في جريدة أخباراليوم وهو من تاليف ورشة يشرف عليها
عبد السلام ويشترك فيها كل من محمد حمادي ومحمد يونس وتقدمت الورشة للمخرج
عمر هلال في البداية بفكرة الإعلان والتي كانت تعتمد علي أن يقوم الموظف
-الذي يقوم بدوره طارق والي- بتصميم جزيرة صغيرة فوق مكتب المدير -الذي
يقوم بدوره محمد الحناوي- من خلال رش بعض الرمال وشق حبة الكانتالوب
بالسكين ووضع الشمسية عليها بينما اقترح المخرج أن يفاجيء المتفرج بالمشهد
النهائي للجزيرة علي المكتب.
بينما استغرقت حملة «كيت كات..خدلك بريك» يومين تصوير وقامت بكتابتها
مي النجار وأخرجها أحمد علاء الذي أخرج فيلم «بدل فاقد» لأحمد عز، واشترك
في بطولتها عدد كبير من الممثلين منهم عمر المعتز الذي قام بدوره علي
واستطاع أن يكسب تعاطف الجمهور معه بعد أن نسي يسيف الشغل، وسيف النصر الذي
قام بدور الموظف الذي يقول: «خلاص يا فندم احنا سهرانين علي الميزانية
وقربنا نخلص» وبمجرد أن ينقطع التيار الكهربائي يسأل زميله إن كان حفظ
الملف الذي قام بكتابته قائلا: «سيفت يا علي؟» فيشير له علي برأسه نفيا
فيصاب هو وعلي والجمهور بخيبة أمل. أما حملة «بيريل» فقد اشترك في كتابتها
محمد حمد الله ومحمد كمال وتم تصويرها في يومين باحد البلاتوهات التي تم
بناءها خصيصا من أجل تصوير الإعلانات. واشترك في بطولتها عدد كبير من
الممثلين الموهوبين منهم وسام الهندي الذي يقوم بدور مدير مركز تأهيل
الرجال ومعه مراد صادق الذي يعاني من جهله في كرة القدم وإسلام سعيد الذي
يشكو من أنه هرب وساب صاحبه فينصحه مدير المركز بأن يضرب صاحبه في المرة
القادمة لو كانوا كتير لأنهم وقتها هيهدوا وصاحبه هيتضرب أقل وهو مش هيتضرب
خالص، أما إعلان اتصالات لماجد الكدواني، فكتب فكرته «سكوت وايلد» وطورها
وأخرجه عمر هلال فقد تم تصويره خلال يومين في أحد المنازل في جاردن سيتي
واشترك في بطولته محمد علي في دور بتاع الجرايد الذي يفاجئه ماجد بقوله «انت
مش
fair
علي فكرة فيرد عليه قائلا :«كوافير إيه يا أستاذ ماجد أنا بتاع جرايد» وهو
بالمناسبة أحد أبطال مسرحية «قهوة سادة» وهو ليس أول ممثل يتم اختياره من
مركز الإبداع فهناك أيضا أحمد السلكاوي في دور الموظف في إعلان «فانتالوب»
الذي يسأل :ولو ما اتبعتش» ويقصد المنتج الجديد، وهناك أيضا جيهان أنور
التي قامت بدور الأم في إعلان بيريل «سائل الغسيل وليس المشروب» والتي تطلب
من أولادها أن يحكوا لها أحداث المسلسل العربي لأنها مشغولة بغسيل
المواعين.
ليبقي سر تلك الطفرة في الأفكار والصورة البراقة التي ظهرت عليها
الحملات الإعلانية في الفترة الأخيرة هو رغبة الشركات المنتجة في جذب
العميل بأي طريقة، حتي وإن كلفهم ذلك إنفاق ملايين الجنيهات علي إعلان مدته
30 ثانية، وهو الهدف الذي يفتقده أغلب صنّاع المسلسلات، لذا ننصحهم بأن
يتابعوا تلك الحملات الإعلانية بتركيز ليتعلموا منها كيف تنجح تلك الشركات
في إرضاء عملائها، لعلهم يتعلمون كيف يرضون الجمهور، ويتوصلون لسر ذلك
الابهار الذي تحمله الفواصل الإعلانية القصيرة، وتفتقده مسلسلاتهم العظيمة
ذات الـ22 ساعة.
الحملة الإعلانية عادة ما يستغرق تصويرها يومين وتتراوح تكلفتها
الإعلانية من مليون ونصف المليون لمليوني جنيه حسب مخرج الحملة وفريق
العمل.. هذا عن الإعلانات التي لا يقوم ببطولتها نجوم السينما والتليفزيون،
أما تلك التي تعتمد علي النجوم فقد تصل تكلفة الإعلان الواحد في الحملة إلي
15 مليون جنيه، وهي تكلفة إعلان اتصالات الذي يظهر فيه كل من يسرا ومحمد
منير وأحمد عز وهند صبري ودنيا سمير غانم.
يمكن تقسيم مخرجي الإعلانات إلي شرائح الشريحة الأولي تصل أجورها إلي
خمسين ألف جنيه وتضم محمد حمد الله أشهر مخرج إعلانات في مصر ومعروف في
الوسط الفني بالمبدع، وأحيانا يطلقون عليه «المجنون»، والجنون هنا مقصود به
تلك اللمحة الجنونية المحببة لدي المبدع، ومن أشهر الإعلانات التي قدمها
حملة موبينيل القرد الشيمبونجو، وحملة استرجل واشرب بيريل، وموبينيل دقوا
الشماسي وحملة ميلودي تتحدي الملل ووديع وتهامي وميلودي دراما وغيرها من
الإعلانات المطرقعة.
الدستور المصرية في
01/09/2010
نوارة نجم تكتب: عملية بلال فضل ومحمد علي
الانتحارية.. المعروفة باسم «أهل كايرو»!
نوارة نجم
لست من هواة المسلسلات بالمرة، ولا أفهم معني أن يجلس المرء كل يوم في
نفس الموعد ليتابع نفس القصة والأشخاص الذين تابعهم أمس.. لا وإيه، يغلس
علي نفسه ويتوعدها بأنه سيتابعهم في الغد. حين أحرص علي متابعة «أهل كايرو»،
فأنا لا أتابع مسلسلا تليفزيونيا مصريا تقليديا، وإنما أتابع كل يوم فيلما
قصيرا بالغ الإبداع والإتقان.
لم يلفت انتباهي الموضوع، ولا القضايا السياسية، ولا فضح الفساد،
فالكل يرغي ويزبد في هذا الأمر، كما لم أهتم بمعرفة من قتل صافي سليم، ولا
بمحاولة الربط بين شخصيات المسلسل وبعض الشخصيات العامة.. ما أبهرني حقيقة
فنية كتابة المسلسل وإخراجه.
بداية، ما فعله الكاتب بلال فضل والمخرج محمد علي بنفسيهما هو عملية
انتحارية والله أعلم.. كيف يتم معالجتهما الآن من آثار هذا التفاني الذي
يصل إلي حد الجنون ويستلزم الحجر عليهما؟ ولكي أشرح لك كيف تمت هذه العملية
الانتحارية سأستخدم تشبيها حتي تصلك الفكرة، لكن قبل استخدام التشبيه يجب
أن تعلم أن عملا كـ«أهل كايرو»، في أوروبا والدول المتقدمة، لا يقوم
بكتابته شخص واحد، كما يمكنك قراءة قائمة مساعدي الإخراج ومساعدي مساعدي
الإخراج الطويلة، وذلك حفاظا علي الصحة النفسية والعقلية للكاتب والمخرج.
لكن عيالنا شاطرين، وبيغزلوا برجل حمار.
مهمة كاتب السيناريو المتقن هي نفس مهمة محضر الأرواح والجن.. هناك
محضر أرواح خائب.. كل ما يستطيع تحضيره هو عفريت في الثالثة من عمره جايبه
من فوق البسكليتة أم تلات عجلات، وكلما ازدادت مهارة وعمق محضر الأرواح،
استحضر بسم الله الرحمن الرحيم من ذوي القدرات الخارقة.
يجلس السيناريست مثل الشاطر في مكتبه، وأوووووممممممممم، خبطة واحدة
يعني أيوه خبطتين يعني لأ، ويحضر الروح بعد الروح، هذه الأرواح هي شخصيات
العمل الذي سيقوم بكتابته، الكاتب الأريب، يستحضر روحا قوية، يعرفها تماما،
بكل التفاصيل عنها، وبسم الله الرحمن الرحيم تتلبسه ليتحدث بلسانها ويتركها
تصنع خط سيرها، ثم الروح التالية فالتي تليها، حتي يستكمل فرقة العفاريت،
ويستخدم الورق كوسيط. خلاص كده؟ أترك محضر الأرواح في حاله لأنهم يكبرون في
أذنه الآن، واذهب للمخرج.
همممم، الكاتب في مصر يخاف من تحضير الأرواح القوية لأن هناك احتمالية
كبيرة أن تقع أرواحه في يد مخرج غليظ الحس والفهم - الحلاليف ماليين البلد
بعيد عنك - وعندها سيجد الكاتب نفسه يقف موقف نور الشريف في فيلم العار
صارخا: «شقا عمري.. انزل معايا الملاحة». المخرج الذي يتسلم الأرواح هو
الساحر.. يجب أن تتوافر في الساحر بعض الخصال التي تكون هبة من الله، مثل
الفهم والإحساس المرهف، إلي جانب تعلم فنون السحر وإتقانها. يتسلم الساحر
من الكاتب الأرواح عبر الوسيط الورقي.. من المفترض أنه بمجرد أن يفتح
الورق، لديه من الشفافية والإحساس اللذين يجعلان الأرواح تتلبسه، ثم يجلس
مع عفريت عفريت، ويفهم طبيعته، وقدراته.. طيار أم ناري أم مائي، ما يضايقه،
ما يسعده، ما هي إمكاناته السحرية، وتظل الأرواح تلعب البخت في وجهه،
وترقعه وتهبده، حتي تشير للجتت التي تريد أن تستقر فيها، من هي الجتة؟ هي
الوسيط الثاني: الممثل. يختبر الساحر/المخرج الوسيط الثاني الذي اختارته
الروح، ويفهم قدراته ونقاط ضعفه وقوته، وكيفية نقل الروح إليه: يدخل من
صباعه، ولا من عينه، ولا من ودنه، ويجب أن يحتفظ بخيط يربطه بالوسيط الثاني
حتي يتمكن من تحريكه، كما يجب أن يستوعب الحالة النفسية المزرية التي سيكون
عليها الوسيط/ الممثل فور استقباله الروح ليحسن إدارة الموقف، ويحتفظ
بالسيطرة علي الروح وهي في جسد آخر، ويستمر في السيطرة طوال فترة التصوير،
ثم يطلق عليك هذه الأرواح المتجسدة، قوم حضرتك تجلس أمام الشاشة فاغرا فاك،
منبهرا بالعرض السحري، لا ترمش، ولا تلتفت، ولا تجيب علي هاتفك المحمول،
لأنك أغلقته. خلاص كده؟ أترك بقي المخرج في حاله، لأنهم بيزوروه سيدنا
الحسين.. الممثل؟ الله أعلم بقي، يشوف له طبيب نفسي، يشوف له ضحية ينكد
عليها عيشتها حتي تفارقه الروح.
هذا بالضبط ما فعله بلال فضل ومحمد علي في صناعة «أهل كايرو». وصفتها
بالعملية الانتحارية لأننا في مصر لم نعتد علي الإقدام بشجاعة علي عالم بسم
الله الرحمن الرحيم، ففيه أذي كثير، وكل كاتب ومخرج، له حياته، وبيته،
وأولاده، وزوجته، وحولنا نكد متكدس، ولا ينصح بإجهاد النفس والأعصاب في مصر
بالتحديد. لكن شهوة الفن سيطرت علي الكاتب والمخرج فأقدما علي إيذاء النفس،
وكان الله في عونهما الآن.
قام الكاتب بلال فضل بتحضير أرواح قوية شديدة المصرية والإنسانية لكل
الشخصيات، حتي الشخصيات التي لم يزد حوارها علي عشر جمل، ثم اشتبكوا
بانسيابية وبلا حشو وبحسابات دقيقة، واستشعرهم المخرج محمد علي في لحظات
الصمت كما في لحظات التعبير، واختار الممثلين المناسبين تماما، حتي إنك لا
تتخيل أي ممثل آخر يؤدي الشخصية، وحركها كما يجب وكأنه عمل هندسي. لا توجد
لحظة ملل. خمس حلقات تشاهد حفل زفاف دون أن تتاح لك الفرصة، ولو لفيمتو
ثانية، أن تقوم من أمام الشاشة لتحضر مشروب قمر الدين.. عطشان اشرب بعدين.
كله ضرب ضرب مافيش شتيمة.
هذا الجهد المضني أفسح المجال للممثلين فصال وجال كل منهم بموهبته،
منهم من نعلم أنه ممثل عظيم مثل خالد الصاوي، ومنهم من اكتشفنا إبداعا
جديدا فيه مثل رانيا يوسف.
إذا فهمت مقصدي، فهمت، ما فهمتش مش مهم، مش بتتفرج ومبسوط؟ أما أنا
فقد أصبت بآلام في الرقبة والظهر بمجرد تخيلي عملية صناعة هذا العمل. مدد!
الدستور المصرية في
01/09/2010 |