بسرعة شديدة استطاعت مي كساب أن تتحول لنجمة تليفزيونية لها مسلسل
يحمل اسمها وتحمل هي همّ نجاحه.. «العتبة الحمرا» هو العنوان الذي اختارت
مي كساب أن يشهد تجربتها الأولي في البطولة المطلقة.. لم تتردد في أن تسكن
فوق سطوح عمارة «العتبة الحمرا»، وتصبح بوابة العمارة بعد أن نجحت في رسم
ملامح «منصورة» بطريقتها الخاصة.. تلك الفتاه الفقيرة التي تهرب من بلدتها
«كمشيش»، وتصل إلي القاهرة لتبدأ رحلة الكفاح وتتحول لأول بوابة عمارة في
الدراما المصرية.
·
لماذا اخترت أن تدخلي أولي
بطولاتك المطلقة بشخصية «منصورة»؟
- أعجبني فيها أنها بعيدة عني تماما، فالشبه الوحيد بيني وبين منصورة
هو اللماضة، وهذا حمّسني أن أقدم الدور، فهي إنسان من لحم ودم.. لها مميزات
ولها عيوب، بالإضافة إلي أن المسلسل نفسه يحتوي علي عدد كبير من القضايا
الإنسانية التي نتابعها يوميًا.. منها مثلا قضية سوء المعاملة في الملاجئ
في الأرياف وفساد رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب والدروس الخصوصية، وهذه
المشاكل حلها في وجهة نظري أن يشعر كل منا أن عليه رقيبًا، فالقصة ليست قصة
منصورة وحدها، ولكن المسلسل يحمل العديد من القضايا والرسائل الفنية المهمة
ولولا كده ماكنتش عملته أصلا.
·
لكنك لست مضطرة لتحميل العمل
الكوميدي بالعديد من القضايا الإنسانية.. يكفي أن يكون العمل ممتعًا؟
- لا طبعا مش كفاية بالنسبة لي.. أنا يهمني أني أقدم قضية في
المسلسل.. دول 45 دقيقة أقدم فيهم ضحك بس إزاي؟ لو سيت كوم معلش.. ده أنا
ممكن كمان أقدم ربع ساعة ضحك صافي للمشاهد.. لوحدهم كده من غير مسلسل، إنما
مسلسل يعني لازم يبقي فيه قضية وقضية مهمة كمان.
·
ألا ترين أن هناك بعض المبالغات
في رسم شخصية منصورة سواء في الشكل أو الأداء؟
- أيوه طبعا في مبالغة في تقديم الشخصية، وهي المبالغة في الكوميديا
عيب؟! المبالغة هي اللي بتجيب الضحك.. الحاجة الطبيعية مابتضحكش، إنما
الحاجة المبالغ فيها هي اللي بتضحك، ومفيش كوميديان مابيعملش كاركتر مبالغ
فيه.
·
هناك من يعتمد علي كوميديا
الموقف الهادئة مثل أحمد حلمي وهناك من يعتمد علي الكاركترات المبالغ فيها
مثل أحمد مكي، فالأمر يختلف من كوميديان لآخر.. هل تفضلين الاعتماد علي
الكاركتر في كل عمل تقدمينه؟
- ما هو أحمد حلمي في بدايته كان بيبالغ لما عمل فيلم «ميدو مشاكل»..
هي دي مكنتش مبالغة؟ لكنه بعدها فضل الاتجاه لنوع أهدأ من الكوميديا،
وبالمناسبة أنا من أشد المعجبين بالكوميديا التي يقدمها أحمد حلمي، لكن هي
أذواق فعلاً.. يعني أنا مثلا السنة دي عاملة الفلاحة، ومي عز الدين عاملة
الفلاحة.. أنا بقدمها بطريقتي، وهي عاملة الفلاحة الحلوة الملونة اللي
بتلبس ألوان كتير.. أنا مش شايفة منصورة ملونة.
·
ما تعليقك علي أن طريقتك في
تقديم «منصورة» هي تقليد لمني زكي في مسرحية «كده أوكيه»؟
- انتوا بتقارنوني بمني زكي.. إيه اللي جاب الرقة دي كلها للوحشية
بتاعتي؟! وبعدين أنا لم أشاهد المسرحية حتي الآن، فكيف سأقلدها إذن، وبشكل
عام ملامح شخصية منصورة جاءت بعد عدة جلسات مع المخرج محمد الرشيدي قبل
التصوير، فاقترحت عدة اقتراحات وافق علي بعضها.. منها مثلاً ارتداؤها
الجاكت الأشبه بملابس الجيش فوق الجلباب علي أساس أنها عاملة لنفسها «يونيفورم»
بالإضافة لطريقة الكلام والحركة.
·
من وجهة نظرك ما أخطاء التجربة
الأولي التي تنوين أن تتفاديها في التجربة الثانية؟
- لا.. كتير.. أنا كل يوم باجيب كشكول وأقعد قدام التليفزيون أكتب
ملاحظات علي الحلقات، وملاحظات علي حلقات المسلسلات الأخري.. مانا باشوف كل
حاجة.. يعني مثلا اتصلت بالمخرج محمد الرشيدي وطلبت منه أن نهتم العام
المقبل بالتتر، وذلك بعد أن شاهدت تتر مسلسل «أهل كايرو» و«كابتن عفت»
وأعجبوني بشدة.
الدستور المصرية في
27/08/2010
صلاح عبد الله.. العميق جداً الحقيقي جداً الذي شبهنا جداً
حميدة أبو هميلة
بعض الوجوه تفيض بأبوة قد لا تستوعبها الشاشة.. بعض الوجوه يصالحها
الماضي متأخرا بعض الشئ.. بعض الوجوه تظل تفاجئنا وتدهشنا حتي وإن قدمت
الدور نفسه عشرات المرات، وصلاح عبد الله أحد أهم هذه الوجوه، فهو الأكثر
إقناعا عندما يؤدي دور الأب مهما كانت صفاته، وهو الرجل الذي ظل متواريا
كثيرا طوال سنوات، وعندما أتت الفرصة وجدنا خبرة السنين وقد امتزجت بشهية
غير عادية للعمل، فأصبحنا نراه كثيرا ومن المستحيل أن نضبطه متلبسا بتكرار
نفسه، وإن كان الدور نفسه لا يحمل جديدا، فهو يؤدي بإتقان وثقة، ونضج، ولا
يكتفي بحدود الشخصية علي الورق، وهنا من الطبيعي أن يصل الأمر إلي الحدود
القصوي في الإمتاع والتي قد تفوق قدرتنا علي تصديق أن صناع الدراما لم
يلتفتوا إلي حجم موهبة هذا الرجل إلا منذ سنوات ليست بعيدة، وكثيرا ما
يستخدمونه في أدوار لا تحسن استغلال موهبته.
نعيش مع صلاح عبد الله في مسلسل «الحارة» قصته مع عائلته التي تعيش
بلا كومبيوتر وبلا موبايل، وأيضا بلا تليفزيون، هو في دور الأستاذ «تمام»
هنا يبدو قاسيا جدا، يغلق جميع أبواب الحياة علي أبنائه، لكن استمع إلي
نبرة صوته في توبيخ أبنائه، ثم استمع إلي دقات قلبه اللاهثة من فرط قلقه
عليهم من «الحارة واللي فيها والنت واللي فيه»، وبعد ذلك انظر إلي عينيه
نصف المغمضتين والتي تحمل نظرتهما قوة وانكسارا، وهمّاً.. عندما تفعل كل
هذا سوف تجد مبررات كثيرة لما يفعله، حتي لو كنت رافضا لطريقته في التربية
من الأساس، فصلاح عبد الله وصل لمرحلة أنه أصبح لا يشعرك بأي شكل أنه يمثل،
لذا فأنت لا تبذل مجهودا في تصديقه، أما الحاج عبد الحميد يونس الأب في
مسلسل «الجماعة» فهو حكاية أخري.. حكاية عميقة، ورقيقة، وإنسانية برغم كل
متاعب الدنيا، ينجح صلاح عبد الله في أن يقدم لنا الدور بلمحة من السماحة،
وبكثير من الإقناع.. هو هنا أكثر إيجابية وتفتحا، لكن المشكلات أيضا تجري
وراءه، ووراء أبنائه، ونحن معه نستمتع بأداء يتطور مع كل مشهد، وفي كل
حوار، فهو ولو كان صامتا إلا أننا من خلال تعبيرات وجهه نعيش لحظات الضعف،
والانكسار، والحيرة، والرضا، والسكينة.
الدستور المصرية في
27/08/2010
«أهل كايرو».. الضابط «حسن» ضابط حقيقي مش من
بتوع «المكان كله محاصر!»
محمود مصطفى كمال
توقفت شخصية «المحقق البوليسي» أو الضابط في الدراما المصرية عند
الحاجب المرفوع دائماً والصوت العالي والمتهم الجالس علي مكتب التحقيقات
ولمبة المكتب موجهة تجاهه، وكان أقصي ما يفعله هو «والله وقعت يا أبو دومة»،
أو «المكان كله محاصر متحاولش الهرب!»، في نسخة قدمها الكثيرون، ولكن تظل
الشخصية نفسها، دون تغيير ودون واقعية، أما «خالد الصاوي» في «أهل كايرو»
فقد أخرج الشخصية من هذا الإطار وأضاف لها قبل أن يضيف للمسلسل، فرأينا
ضابطا حقيقيا من الواقع وليس مستنسخاً من أحد، فالضابط «حسن» لا تحمل
شخصيته أي مبالغة أو وقوع في «أكلشيه» مسبق. في رحلة البحث عن قاتل «صافي»
التقي الضابط «حسن» مع «أحمد وفيق» وهو شاعر سياسي، وذلك أثناء حضوره مع
والد القتيلة الذي ترجي الضابط «حسن» ليري جثة ابنته في المشرحة، وقد حاول
الضابط حسن استجوابه، لكنه فوجئ برفض منه، وعندما علم أنه شاعر سياسي تفهم
لماذا يتخذ هذا الموقف، فقال له: «أنا فهمت ليه إنت بتعمل كده وواخد موقف،
أنا مش ضابط أمن دولة ولا عايز أجندك ولا عايز أقررك، أنا عايز أدردش معاك
علي شوية معلومات»، فيرفض مرة أخري قائلاً له: «ليه.. تكونوش فكرتوا تقبضوا
علي القاتل الحقيقي؟ ومش هتلبسوا التهمة لواحد غلبان المرة دي ولاَّ نويتوا
بجد تقبضوا علي القاتل الحقيقي وتوقفوا عجلة الاستثمار في البلد!؟»، فيرد
عليه الضابط حسن «وهو القاتل مستثمر؟» فيرد عليه «أنا معرفش حاجة»، وأثناء
توصيل الضابط حسن له ولوالد القتيلة في سيارته يقول له «أحمد وفيق»: «بس
غريبة.. لما مش عارفين تحموا الناس اللي في الفنادق الخمس نجوم، أمال
هتحمونا إحنا إزاي يا باشا»، فيرد الضابط حسن بحزم: «والله لسه ماضفناش
الأفراح لتغطيتنا الأمنية». تجسد في هذا المشهد الصدام بين الشرطة
والمعارضين، وحالة العداء المتبادلة بين المعارضة والشرطة، أو الحكومة بشكل
عام والتي جسدها في الأحداث خالد الصاوي، وإن كان قد ظهر أكثر كره
المعارضين للحكومة وكل ما تمثله خصوصا الشرطة لما هناك من مواجهة مباشرة
دائمة بينهما، ولما هو معروف من تجاوزات من الشرطة، فكل هذا جعل الضابط حسن
مرفوضاً من قبل الحديث معه، وقد جسد كل من «خالد الصاوي» و«أحمد وفيق»
المشهد بندية وقوة، إذ عبر كل منهما عن نديته للآخر فيما أظهر «الصاوي»
حاجته للمعلومات أكثر، بينما عبر «أحمد وفيق» عن رفضه التام التعامل مع
شخصية الضابط. أهم ما في شخصية خالد الصاوي وأدائه هو الواقعية، فهو من
الممكن أن يكون ضابطا حقيقيا بطريقة تعامله ونبرة صوته في الحديث وعدم
رضائه عمن يشعره بأنه «مش شايف شغله»، وفي نفس الوقت لديه جانب إنساني
عندما يوافق علي زيارة أبو القتيلة للمشرحة ليري جثتها، فدخول خالد الصاوي
تماماً في شخصية الضابط «حسن»، جعلنا نصدق أنه ضابط حقيقي من الذين من
الممكن أن نتعامل معهم، وليس ضابطا موجودا فقط علي صفحات وحلقات الدراما!
الدستور المصرية في
27/08/2010
في «قضية صفية» الضابط يعرف مكان شقة النصاب
الهارب.. لكنه يقرر النوم والذهاب صباحاً!
إيهاب التركي
مصادفة غريبة أن يشترك مسلسلان يعرضان في شهر رمضان في نفس الحبكة
تقريبا مع اختلاف التفاصيل والتفريعات الدرامية.. البطلة هاربة من اتهام
بجريمة قتل هي بريئة منها، و«حنان ترك» في مسلسل «القطة العميا» متهمة في
جريمة قتل وتظل طوال الحلقات في حالة هروب في محافظات مصر المختلفة تبحث عن
دليل براءتها، و«مي عز الدين» في مسلسل «قضية صفية» متهمة أيضاً بجريمة
قتل، وتستمر في الهروب من قريتها إلي محافظات مصر المختلفة بحثاً عن دليل
براءتها بعد أن شاهدت بعينيها أثناء ترحيلها للسجن الشخص المتهمة بقتله
حيا.
تصل رحلة هروب صفية من الشرطة ومطارديها إلي نقطة حاسمة في الحلقة
الخامسة عشرة حينما تتمكن الفتاة فردوس من العثور علي المكان الذي يقيم فيه
النصاب صبري «طارق لطفي» في القاهرة من خلال التوصل إلي رقم تليفون شقته،
وصبري هو الشخص الذي حملت منه سفاحا بعد أن خدعها وأوهمها أنه سيتزوجها،
وهو الشاب نفسه الذي اتهمت صديقتها صفية «مي عز الدين» بقتله، وفي منزل
الضابط ممدوح «أحمد السعدني» يجتمع الثلاثة، الضابط وصفية وفردوس التي تدخل
فجأة المنزل بمفتاح وتعطي الضابط رقم تليفون الشقة الذي يقيم فيها صبري،
وهذا المشهد العجيب والغريب يحمل كثيرا من التناقضات والتفاصيل التي يمررها
السيناريو دون تبرير أو تفسير.. أولها: أن الضابط ممدوح يعرض مهنته للخطر
بسبب تستره علي فتاة هاربة من اتهام بالقتل، ورغم ذلك فهو لا يهتم بمعرفة
كيفية حصول فردوس علي مفتاح الشقة والدخول بهذه البساطة، أو كيفية عثورها
علي رقم تليفون منزل صبري الذي فشل هو وزملاؤه في الشرطة في العثور عليه،
أنه يسألها كيف تمكنت من الدخول للشقة أو الحصول علي المعلومات، ولكنها لا
تجيب عن أي سؤال، وتكتفي بالقول إن كل هذا ليس مهماً، وهو لا يصر علي
المعرفة أو حتي يحاول الضغط عليها بشكل أكبر لمعرفة إجابات لأسئلته، مما
يثير الشكوك في أن هذا النقيب قد درس أي شيء له علاقة بالشرطة والتحريات
واستجواب أطراف قضية قتل إنه يكتفي بما تقوله من معلومات ومبررات، وينظر
إلي ورقة عليها رقم تليفون الشقة التي تقول فردوس إنها شقة صبري، ويقول
ببرود شديد إنه رقم في مدينة 6 أكتوبر، وبدلاً من أن يقلب الدنيا ويسارع
باستصدار أمر بتفتيش المكان أو حتي الذهاب بنفسه للمكان والقبض علي القتيل
النصاب الذي فبرك موته، فإنه يتوجه للنوم ويطلب من صفية وفردوس أيضاً
الذهاب للنوم حيث قرر بكل هدوء أنه سينتظر وسيذهب في الصباح إلي الشقة
المذكورة، وأثناء الليل يجد الضابط وصفية الوقت والأعصاب الهادئة ليتبادلان
كلام الغزل المتواري الذي يفهم منه إعجاب الضابط بصفية ومبادلته الإعجاب
بالمثل.
والمشهد التالي لهذا المشهد لا يقل غرابة عن نفس المشهد، حيث يذهب
الثلاثة في الصباح للبحث عن الشقة المذكورة، وتجد صفية الوقت لترتدي باروكة
صفراء وعمل مكياج متكامل وأنيق يغير من شكلها المعروف، وهي تفعل ذلك كجزء
من الطقوس التي تقوم بها «مي عز الدين» في رحلة هروبها في كل الحلقات
السابقة، التنكر وارتداء ملابس مودرن تخفي حقيقتها ملامحها التي تتعقبها
الشرطة ومن يرغبون في التخلص منها، وما يثير الدهشة أن ملابسها المنمقة
ومكياجها المتقن بإفراط كلها أمور تؤكد أن صفية الهاربة من البوليس
والعصابة التي تود قتلها كأنها تصطحب معها ستايليست وماكيير يساعدانها علي
الظهور بصورة جميلة ومتناسقة ومكياج متقن أثناء هروبها!
الدستور المصرية في
27/08/2010 |