تباينت ردود الأفعال حول مسلسل
»الجماعة« لمؤلفه وحيد حامد ما بين مؤيد ومعارض، والغريب أن المسلسل قوبل بموجة من الغضب الشديد
حتي قبل عرضه من جانب المتشددين والمنتمين إلي الجماعة المحظورة بحجة أن
الدراما المصرية دائماً تتعامل مع الإسلاميين وقضاياهم عموماً
وفق توجه معين يعتبر أنهم ظاهرة دون الجنوح للنشأة والأسباب والأفكار التي يتبنونها.
وبعد عرض المسلسل خرجت أقاويل أخري تدعم هذا الاتجاه الرافض وتؤكد أن
جماعة وحيد حامد انطلقت في هذا التوقيت بالذات عن قصد وسوء نية لتشويه صورة
الجماعة المحظورة وإضعاف قوتها قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة.
في المقابل رأي آخرون أن الكاتب وحيد حامد كان محايداً
في طرح القضية بل أن طرحه زاد من تعاطف الناس مع الإخوان وحالفه التوفيق في
مشهد البداية الذي انطلقت منه بقية الأحداث الدرامية علي طريقة الفلاش باك
وهو مشهد العرض العسكري لطلاب جامعة الأزهر علي اعتبار أنه حدث قوي ومبرر
منطقي للعودة من خلاله لنشأة الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة.
»أخبار النجوم«
فتحت ملفي البنا ووحيد حامد أمام رجال
الفكر والدين والتاريخ المعاصر..
خاصة بعد انتقال الأمر إلي ساحات القضاء
وتحديد جلسة 14
سبتمبر القادم لنظر دعوه
سيف الاسلام حسن البنا ضد وحيد حامد.
أظهر
الجانب الإيجابي في الإخوان والذي يخص حرصهم علي الدين الإسلامي وغيرتهم
علي الإسلام، المشكلة تبدأ عندما يتعامل الناس مع بعض الشخصيات علي أنهم
رسل لا يجوز المساس بهم، ويضفون عليهم قدسية خاصة رغم أن أساس الإسلام عدم
وجود أي شخصية لا يجوز المساس بها إلا الرسول (صلي الله عليه وسلم)
فقط، وفيما عدا ذلك من شخصيات سواء في العصر الإسلامي
أو العصور الوسطي أو الحالية فيمكن تناولها بأي طريقة،
ولذلك فما يزعجني هو مسألة دخول القضاء في الأعمال الفنية، فكيف يقوم سيف
الإسلام بمقاضاة المسلسل وصنّاعه ويدعو لوقفه؟ هذا يعتبر مصادرة منهم ومن
أي شخص أو جهة تقوم بذلك علي حرية الفكر والبحث العلمي، وحجراً علي حرية
الإبداع..
ومعني ذلك أننا عندما نتناول تاريخ الإخشيدي أو محمد علي يظهر
لنا أحد الأحفاد أو الورثة ويطالبنا بعدم التحدث عنهم،
وبالنسبة لمسلسل »الجماعة«
فمن يري أنه
يتضمن أحداث غير حقيقية.
فهناك وسائل عديدة نظره بدلا من اللجوء إلي الحجر.
وعن مدي تأثير المسلسل علي تكوين رأي عام تجاه الجماعة يقول صلاح:
تأثير المسلسل له شقان،
الأول يخص الجماعة نفسها حيث يمكن أن يؤثر علي
الأعضاء خاصة أن بعضهم لا يعرف شيئاً
عن تاريخ الإخوان ونشأتهم، وسيجعلهم يعيدون التفكير فيما يحدث حولهم،
وبعضهم سيحاول إعادة القراءة عن أصول الجماعة خاصة أن معظمهم انضموا إليها
عن طريق الحافز الديني فقط، لأن الجماعة تعتبر تنظيماً
أيديولوجياً مبرمجاً وغير مستعد لاستقبال الحقائق.
أما بالنسبة لتأثير المسلسل علي المواطن العادي خاصة الشباب فأعتقد
أنه سيكون في صالحهم لأنه سيدفعهم للتفكير وعدم الوقوع والانضمام إلي
الجماعة،
وأعتقد أن التطورات في الحلقات القادمة ستكشف للرأي العام حقيقة الإخوان
التي تتاجر باسم الدين وليس لها دخل بالسياسة خاصة أن تجربتهم في
الانتخابات البرلمانية الماضية أوضحت أنهم لا يهتمون بالسياسة بقدر
اهتمامهم بأمور ثانوية أو دينية في المرتبة الأولي وليس لهم علاقة بمؤسسات
الدولة المدنية.
ويضيف عيسي:
في الانتخابات البرلمانية المقبلة ومع عرض
المسلسل سيكتشف الشباب الحقيقة الدعائية للجماعة،
وستعود لحجمها الحقيقي لأن سر قوتهم في تجمعهم المنظم فقط فهم ليسوا بالقوة
الهرقلية التي يصوروها لنا.
وبسؤاله عن إمكانية تحويل الهجوم عليهم لصالحهم وكسب تعاطف الناس أجاب
عيسي:
هذا ليس صحيحاً
وإلا كان الحزب الوطني قد اكتسب تعاطف الناس بالهجوم عليه وهو يواجه يومياً
هجوماً عنيفاً من تيارات سياسية مختلفة ومن الشعب نفسه، ويجب أن يكون الصراع في شكل معركة فكرية موثقة
بالكتب والأفكار والأحاديث.
مبدأ لسمع والطاعة
أما الأديب يوسف القعيد فقد هاجم فكرة منح أي شخص القدسية أو الإلهية،
مثلما فعلت الجماعة قائلاً:
للأسف الإخوان يتعاملون مع حسن البنا علي أنه إله، وينظرون إليه علي أنه قوة خارقة وهذا ليس بجديد
عليهم لأنهم يعملون بمبدأ السمع والطاعة فقط في حين أن الدين الإسلامي
والقرآن لم يجبرنا علي الدخول فيه.
فكيف يفرضون هم حصاراً
وقدسية خاصة حول حسن البنا وهم دائماً في كتاباتهم سواء السابقة أو المعاصرة،
لا يذكرون أخطاءه ويتعاملون معه علي أنه ملاك منزل من السماء.
وبشأن الهجوم الذي شنه الإخوان علي مسلسل
»الجماعة« يقول القعيد: الجماعة أذكي من الدولة في مسألة الهجوم علي
المسلسل،
فقد قاموا بتوزيع الأدوار فيما بينهم،
فالبعض منهم يهاجم المسلسل،
والبعض يؤكد حياديته وأنه لا يسيء للجماعة، والبعض الآخر وعلي رأسهم المرشد مهدي عاكف تحدث
في أكثر من مناسبة وحديث صحفي بأن وحيد حامد ذهب إليه وقد قال له:
انطلق.
أيضاً
انتقد الأديب يوسف القعيد تصوف نجل حسن البنا سيف
الإسلام لقيامه برفع دعوي قضائية ضد المسلسل مع أن العمل لم يمس الحياة
الشخصية لحسن البنا علي الإطلاق فلم يذكر زواجه أو اخوته أو أبناءه وإنما
اكتفي بجانب من حياته العملية فقط.
وأضاف القعيد:
الإخوان سيردون علي مسلسل
»الجماعة« بعمل آخر أو مسلسل آخر من وجهة نظرهم ولا تصدقوا أنهم يفتقرون
إلي التمويل بالعكس، فهم لديهم الأموال ولكنهم ينتظرون الوقت المناسب.
وعن رأيه في طريقة تناول مسلسل
»الجماعة« يقول يوسف: لا نستطيع الحكم لأننا لم نر جميع الحلقات، ولكن ما أستطيع قوله إن العيوب التي وردت بشخصية
حسن البنا ومسلسل »الجماعة«تصل
للمثقفين ولا تصل للعامة منهم.
ذبح القطة
يؤكد حمدي رزق رئيس تحرير مجلة المصور فِي البداية ان ما تفعله جماعة
الاخوان المسلمين تجاه »
الجماعة«تشبه
تماما كإقامة محاكم التفتيش وممارساتها ضد الحرية الابداع والفكر.
وقد اعتادت جماعة الاخوان المسلمين علي التفتيش في الضمائر والنفوس،
وهذا هو منهج الجماعة الدائم الذي لم ولن تحيد عنه واتبعته مع وحيد حامد.
واضاف حمدي رزق: »
الجماعة تقوم بعملية ذبح القطة لاي مبدع
وأي مفكر يتعرض لجماعة الاخوان المسلمين ابداعا او تاريخيا او توثيقا
وبالتالي ذبح مسلسل »الجماعة«
وإرهاب وحيد حامد والمفكرين جميعا،
ويحسب لوحيد حامد شجاعته في خوض
غمار تلك الجماعة المحظورة،
وبالضرورة نال وحيد ما نال وسينال ما ينوله، لأنه اصبح الان مستهدفا،
واخشي ما اخشاه قيام هذه الجماعة بتكفير وحيد حامد، وليت الامر يتوقف حول
الخلاف الفكري لان وحيد ينكأ الجرح الاخواني،
ويكشف المرشد الذي يتكلم منذ نعومة اظافره عن الكفار والمسلمين والذي يتحصل
منذ طفولته علي اموال من الخارج،
وبالتالي فوحيد حامد قام بنزع قناع القداسة عن
المرشد الامام، المرشد الذي يتحدثون بقوله ويفعلون بفعله،
ووسبحان الله الدعوي للانبياء وليست للبشر«.
ويتطرق حمدي رزق الي نقطة اخري خاصة بالشأن الاخواني الداخلي فيقول
: " الجماعة تعلم جيدا ان هذا المسلسل يقترب من الحقيقة،
وهي جماعة تخشي الحقيقة، خاصة أنها استثمرت جهل العامة بأمر الاخوان، واستتب لها العيش وسط الناس باعتبارها جماعة تدعو
بالحسني وتنهي عن المنكر ويضيف :
المتعاطفون مع الجماعة يهيلون التراب علي
المسلسل ويعتقدون أن أسلوبهم يمجد الجماعة،
لماذا هذا الهجوم من قبل الجماعة ؟ نحن امام مسلسل كاشف يقترب من الحقيقة،
قد يعجب او لا يعجب البعض لكنه في النهاية عمل ابداعي يتحمل وحيد حامد
مسؤليته امام التاريخ.
واختتم حمدي رزق حديثه معبرا عن مخاوفه:
المهم والخطير ان المسلسل رفع الكلفة الخاصة بجماعة الاخوان ، واصبحت
الجماعة امرا واقعا ملء السمع والبصر وحديث جميع الناس، وهذا قد يميل بعض
القلوب اليها،
وقد يفتن البعض خاصة مع الاداء التمثيلي الرائع
لنجوم أجادوا كثيرا،
وهم في الأساس شخصيات محببة للناس،
فأخشي ان ينتقل طعم المسلسل الحلو الي أفواه الناس.
الصور التاريخي
د.
جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بكلية التربية جامعة عين شمس
ومدير مركز دراسات الشرق الاوسط بالجامعة وصاحب الدراسات المتعددة عن
الحركة السياسية في مصر ما قبل الثورة والتي تناول فيها علاقة الجماعة
بالضباط الاحرار)
يؤكد أن : مسلسل »الجماعة« هو من الاعمال الهامة التي تؤرخ حركة سياسية
دينية كبيرة لها وزنها في المجتمع مثل جماعة الاخوان المسلمين،
فالهجوم علي المسلسل من قبل الإخوان
قبل عرضه هو اسلو بهم دائما فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم، فهم يعلمون تماما
اتجاه وحيد حامد في الكتابة وتوقعوا مهاجمته لهم وانه سيتعامل مع الجماعة
علي انها حركة سياسية في الاساس، ويضيف :
من الغريب انهم دائما ما يبادرون بالهجوم علي اي عمل فني يستعرض حركتهم،
والمدهش ان الهجوم يتم قبل ان يشاهدوا العمل مثلما حدث مع مسلسل " ناصر"
وقالوا إنهم لم يشاهدوا المسلسل.
يؤكد د.شقرة علي ان حسن البنا من البشر ولا يجوز تقديسها او تحريم اية
اعمال درامية تتناوله ، فهو صاحب حركة سياسية دينية تستهدف كرسي السلطة
واستمر نشاطها منذ عهد الملك فاروق مرورا بالرؤساء الراحلين عبد الناصر
والسادات وحتي الان ونستطيع ان نقول ان المسلسل يعرض مراحل نشأة حسن البنا
من منطلق السرد التاريخي شبه المحايد، رغم ما اغفله كاتب المسلسل في تاريخ
حسن البنا عن قصد ، فمثلا علاقة حسن البنا بالسياسي السعودي حافظ وهبة والملك عبد
العزيز لم تتم معالجتها بطريقة جيدة، فتناول المسلسل علاقتهم كونها محاولة من اخوان
مصر للحصول علي مصادر تمويل من السعودية ومصر،
وذكر ان مصادر تمويل الجماعة من السعودية اساسها الحب في الدين وليس
المنافسة.
وعن تأثير المسلسل علي الرأي العام تجاه الجماعة يقول:
المسلسل مثل أي عمل درامي قد يؤثر علي المشاهد المصري في الاتجاهين المؤيد
والمعارض معا، والحلقات الاخيرة ستثير مشكلات كثيرة خاصة عندما تتضح الرؤي
الايديولوجية للمؤلف وهل هو مع الجماعة او ضدها ؟ لكنه حتي الان يستخدم لغة
أقرب للمؤرخ الذي يلجأ الي السرد التاريخي وهي عملية مملة، ولكني اعتقد انه سيقع في مآزق تاريخية كثيرة مع
الحلقات التالية التي سيتناول فيها الاحتكاكات السياسية لحسن البنا وعلاقته
بالضباط الأحرار وثورة يوليو، لكنه حتي الآن لم يقع في أخطاء كثيرة لتناوله
للنشأة الدينية لمؤسس الجماعة.
استخدام العنف
يبدأ د.
عاصم الدسوقي استاذ التاريخ الحديث بكلية الاداب
بجامعة حلوان بالحديث عن الهجوم الذي تعرض له المسلسل قبل عرضه،
فيقول : الهجوم في حد ذاته هو فكرة نفسية،
وهو بمثابة اعتراف من جماعة الاخوان وتعبير عن
خوفهم من كشف أخطائهم في أحداث المسلسل من خلال ممارستهم السياسية مع
الانجليز والقصر الملكي وموقفهم من المسيحيين في مصر،
لان اي مسلسل عن تاريخ هذه الجماعة لابد وان يغطي كل مواقفهم وتحسبا للكشف
عن ذلك بادرت الجماعة بالهجوم علي المسلسل قبل ان يظهر للدفاع عن انفسهم،
خصوصا وانهم يحرصون علي الظهور علي انهم دعاة للسلام واصول الدين.
وعن فكرة الفرد أو القائد البطل أو الزعيم الذي يظهر علي انه اختيار
إلهي كأنه نبي، وبالتالي لا ينبغي تناوله كإنسان،
ففي رأيهم ان هذا البطل منزه عن الخطأ ومن العيب ان يقع احيانا في اطار
التناول الدرامي .
أما عن مدي حيادية المسلسل وكاتبه وحيد حامد تجاه جماعة الإخوان،
فيقول: مسلسل »الجماعة« وحتي الحلقات العشر الأولي هو موضوعي ومحايد وقدم
حسن البنا في صورة مثالية وحريص علي الإسلام ولم يقدمه في صورة سلبية، وهذا ليس عمداً
ولكنه من واقع تاريخ الجماعة،
فالمفترض أن تبدأ حركة حسن البنا في أواخر عام
٢٣٩١، وحتي الآن لم تتضح الصورة لأن الحلقات الأولي تناولت نشأته وحتي
انتقاله إلي محافظة الإسماعيلية لبدء دعوته، ولكن هناك خطأ تاريخي وقع فيه كاتب المسلسل وهو تناوله للمملكة
العربية السعودية،
حينما ذهب حسن البنا إلي الإسماعيلية عام
٦٢٩١ وفي ذلك الوقت لم تكن المملكة قد تأسست بعد،
بل استولي عبدالعزيز آل سعود علي الحجاز،
وتأسست المملكة أواخر عام
٢٣٩١، ولم نصل إلي هذا الوقت في هذه الحلقات، ويعتقد د.
عاصم أن تأثير المسلسل في الرأي العام تجاه الإخوان سينقسم إلي شقين، حيث
سيخلق المسلسل حالة من الجدل فيتجه البعض إلي التعاطف مع الإخوان اعتماداً
علي منطق دعوتهم إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقسم الآخر سوف
تتأكد قناعاته بأن هذه الجماعة تريد تحويل المجتمع إلي مجتمع ديني خاصة أن
مصر ليست مجتمع مسلمين فقط، بل هناك شريحة كبيرة من المسيحيين في مصر،
فكل قسم ستزيد قناعاته مع مشاهدة المسلسل الذي سيكشف الجانبين معاً.
ويضيف قائلاً:
من الواضح أن وحيد حامد من خلال الحلقات
الأولي من المسلسل له موقف كاشف للجماعة علي أنها جماعة سياسية تريد الوصول
للحكم،
ويؤكد حقيقة نشاطهم من خلال اعتماده علي مذكرات الدعوة، ففي عام ٦٤٩١ كان
هناك برنامج للجماعة يؤكد هدفهم في إقامة حكومة إسلامية بشكل واضح،
فالمسلسل أيضاً يكشف حقيقة تكوين الجماعة وهدفهم في الوصول إلي السلطة عن طريق العنف
لأنه طبقاً للدستور هم جماعة محظورة ولا سبيل أمامهم للسلطة سوي العنف.
خطر
أما الدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة
فكان له رأي مختلف حيث بدأ حديثه قائلاً:
أعتقد أن جماعة الإخوان لابد أن تكون أكثر حكمة وذكاء من دخول مثل هذه
اللعبة ومهاجمة عمل أدبي أو فني عنها وإلا ستصبح الجماعة مثل القوي الظاهرة
في مجتمعنا حالياً والتي تعترض علي كل شيء وأي شيء.
وحول مفهوم القدسية في التعامل مع حسن البنا،
أكد عفيفي أنه يشك في أن تكون تلك هي طريقة تفكير الإخوان تجاه الأمر
مشيراً إلي أنه يعتقد أن مشكلتهم مع المسلسل تتركز حول خوفهم من أن يقدم
صورة مشوهة ومشوشة عن البنا.
وأضاف عفيفي قائلاً:
أتصور أيضاً
أن السبب الرئيسي وراء تلك الأزمة هو ذعر وخوف الإخوان من أن يؤثر المسلسل
علي نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة بالسلب عليهم.
وعن تعمد صناع المسلسل تقديمه في هذا التوقيت تحديداً
أي قبل انتخابات مجلس الشعب بشهور معدودة، أشار إلي أنه لا يمكن الجزم في ذلك الأمر،
فجهة الإنتاج مثلاً ستؤكد علي أن الأمر جاء مصادفة ولا يحمل أي شبهة تعمد أو قصد،
بينما ستصر الجماعة علي أن التوقيت مقصود وهو ما سيعني استمرار الجدل بين
الطرفين، وأكد قائلاً: لا يوجد رأي قاطع فالنية غير معلومة أو محددة لذلك أتصور أن الحد سيستمر.
وحول رأيه في قدرة المسلسل من التعبير عن الإخوان بطريقة محايدة
ومنطقية، أكد قائلاً:
من الطبيعي أن يدرك الجميع أن العمل لن
يقدم كتاب تاريخ،
فنحن نعلم أن وحيد حامد ناشط سياسي كبير وهو ضد
الإخوان دائماً وبالتالي فمبدأ الحيادية
غير منتظر منه، لأننا كجمهور ليس من حقنا أن نطالب وحيد حامد بالتخلي عن
مبادئه وأفكاره التي اتخذها طوال حياته والتعبير عن عكسها في المسلسل، ومن هنا فمن الطبيعي ألا يكون المسلسل محايدا أو
موضوعيا في تناوله للقضية.
واختتم عفيفي كلامه قائلاً:
أخشي أن يكون وحيد حامد قد وقع في مشكلة وفخ
كبيرين،
وهو أن يفشل في أن يحقق هدفه من وراء ذلك المسلسل وهو فضح أساليب وخبايا
وأسرار الإخوان وأن يحدث العكس ويتعاطف معهم الجمهور، فحتي وقتنا هذا تؤدي الحلقات المشاهدة إلي تعاطف
وميل المشاهدين نحو الجماعة وهو ما يعد في نظري خطراً
كبيراً، فمثلاً في الجزئية التي أظهرت حصول حسن البنا علي تمويل سعودي كان
وحيد حامد يسعي من وراء تلك الجزئية علي التأكيد أنه غير وطني ولا ينتمي لوطنه،
ولكن من سيفهم تلك النقطة سوي المثقفين والمتخصصين، أما أفراد الجمهور
العادي فلن يدركوها بل سيعجبون بموقفه مبررين ذلك بأن المملكة السعودية
دولة شقيقة وبلد الكعبة، وبالتالي فالحصول علي تمويل منها هو أمر مقبول،
فوحيد حامد استخدم التاريخ كسلاح والتاريخ سلاح ذو حدين وما أخشاه هو أن
يصوب أحد حديه نحو وحيد نفسه.
مثير للجدل
بدأ الدكتور عبدالمنعم الجميعي حديثه بالتأكيد علي أن تاريخ جماعة
الإخوان المسلمين هو جزء من تاريخ مصر،
وبالتالي لا يحق لأي شخص أو جهة أن تعطي لنفسها حق الوصاية علي ذلك
التاريخ، واستكمل حديثه قائلاً:
من المعروف أن جماعة الإخوان ومنذ تأسيسها تثير الجدل والترقب
نحو حقيقة أهدافها،
ولذلك ومنذ الإعلان عن تقديم عمل درامي عنها بدأوا
في الهجوم علي العمل
قبل مشاهدته وذلك نتيجة لخوفهم من أن يتسبب المسلسل في كراهية الجمهور لهم،
إلا أن ذلك لا يعطيهم الحق في أن يهاجموا العمل ويعترضوا علي تقديمه من
الأساس لأن تاريخ مصر ليس ملكاً لأحد.
وأضاف الجميعي:
لا يمكن بأي حال من الأحوال إضفاء القدسية
علي شخص حسن البنا أو جماعة الإخوان نفسها مادام مؤلف المسلسل الكاتب
الكبير وحيد حامد يلتزم بالحيادية والموضوعية في عرضه للأمر خاصة أنه ذكر
أكثر من مرة أن العمل سيكون بمثابة وثيقة تاريخية تسجل في التاريخ الدرامي،
حتي يعرف المشاهد إذا كان للجماعة إيجابيات أو سلبيات وبالتالي يتعلم
الجمهور من تاريخ تلك الجماعة.
وحول رأيه في تناول المسلسل للجماعة أكد قائلاً:
من خلال مشاهدتي لبعض حلقات المسلسل أري أن وحيد حامد حرص علي التزام
الحيادية وعدم التحيز لأي طرف، وكانطباع عام أري أن المسلسل محايد ومتوازن،
إلا أننا في نفس الوقت لا نستطيع الحكم عليه بشكل كامل إلا بعد انتهائه.
الجذور والتأثير
أما د.
عبدالمعطي بيومي الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع
البحوث الإسلامية فيقول:
الجماعة
لم تعترض علي أي عمل يحكي تاريخها أو نشأتها ولكنها دائماً تقف معترضة علي
أي عمل يقدم شكلها، ويسرد تاريخها بطريقة
غير صحيحة وبشكل غير واقعي.
وأضاف:
لم يكن اعتراض الإخوان علي مسلسل
»الجماعة« لمؤلفه وحيد حامد بسبب أنهم يرفضون مجرد عمل درامي عنهم ولكنهم
كانوا يعترضون علي تقديم بعض المعلومات المغلوطة من وجهة نظرهم داخل أحداث
المسلسل.
وعن رأيه في مدي قدرة العمل علي تقديم الجماعة المحظورة بالشكل الصحيح
يقول:
للأسف لم أستطع تقييم ذلك لأنني لم أشاهد المسلسل لكن يمكن أن
يوجه هذا السؤال لأحد أعضاء الجماعة لكي يستطيع التقييم الصحيح.
وعن تأثير هذا المسلسل علي الرأي العام بالسلب أو الإيجاب لصالح أو ضد
الجماعة المحظورة يقول بيومي:
لم يستطع أي مسلسل أو عمل درامي واحد أن
يؤثر أو يحدث تغييراً
إما بالسلب أو الإيجاب علي الرأي العام لأن
الجماعة تاريخها طويل ونشأت منذ فترة كبيرة ولن
يتم تعديل أو تغيير آراء الجمهور حولها بعمل درامي واحد ولن يحدث ذلك
بالسلب أو الإيجاب إلا مع تقديم عدد كبير من الأعمال الدرامية من مسلسلات
وغيرها تتحدث عن الجماعة وتقدمها بسلبياتها وإيجابياتها للتأثير علي فكر
الرأي العام.
أخبار النجوم المصرية في
26/08/2010
الدراما وحدها لا تكفي
!
النجوم يقتحمون سوق
الإعلانات
لم يكتف نجوم رمضان هذا العام بتقديم اعمالهم
الدرامية بل سعوا لاقتحام عالم الاعلانات التجارية وعلي عكس الاعوام
الماضية والتي كان يخرج فيها الممثلين الذين لم يقدموا أي مسلسلات لمنافسة
نجوم الدراما بالاعلانات ولكن هذا العام سعي النجوم لمنافسة أنفسهم في
الدراما والاعلانات.
ظهرت الفنانة يسرا في احد الاعلانات بالرغم من تقديمها لمسلسل
»بالشمع الاحمر«
وأحمد عز وعزت أبوعوف وكان الاغرب دخول النجم محمد منير لاول
مرة في حياته عالم الاعلانات.
وكان لبعض الفنانين آرائهم حول هذه الظاهرة
..
يقول أشرف عبدالباقي:
لا اعارض هذا النوع من الاعلانات لانه لم
يؤثر علي الفنان دراميا انما قبل ذلك كانت قنوات التليفزيون الارضية تعد
علي اصابع اليد وذلك بالطبع كان يؤثر بالسلب علي العمل الدرامي للفنان خاصة
في موسم رمضان وكان المشاهد يصاب بحالة من الملل عندما يري الممثل من خلال
المسلسل والاعلان معا اما الآن فقد انقلب الحال رأسا علي عقب فنحن في زمن
التكنولوجيا والاقمار الصناعية
والدش يتواجد في كل بيت ويحتوي علي أكثر من
٠٠٦
قناة ومن الطيب علي ان لايؤثر علي الفنان
حين يراه المشاهد في الاعلان والعمل الدرامي.
ويضيف أشرف قائلا:
علي الفنان الموهوب اختيار الاعلان الجيد
ولا يكون الاعلان خارجا عن الاداب العامة وانا لا اشعر بالقلق اثناء عرض
المسلسل والاعلان معا.
اما دنياسمير غانم فتقول لم اشعر بقلق اثناء عرض مسلسل الكبير
اوي والاعلان في وقت واحد بل ان هذا
الاعلان كان تجربة جيدة بالنسبة لي وجديدة لانني شاركت فنانين عظماء.
وتعلق دنيا علي الاتهامات والانتقادات التي توجه بخصوص عدم مصداقية
العمل الدرامي اثناء عرض الاعلان قائلة:
ببساطة شديدة لا يوجد تناقض ابدا بين العمل الدرامي والاعلان لان العمل
الدرامي يعيش لزمن طويل اما الاعلان لا يستمر اكثر من شهر.
وتضيف:
هناك معايير خاصة للاعلان يبني الفنان اختياره
عليها مثل منتج لاول مرة أو منتج له اسمه في السوق وأنا لا امانع من ان
اعيد مثل هذه التجربة.
اما عن الطفلة منة عرفة فتقول عادي جدا ان الفنان يعرض له مسلسل
واعلان في وقت واحد،
وانا اري انه شيء يزيد من نشاط الفنان بشكل ايجابي.
وتضيف منة اختار الاعلان الجيد الذي يتفق مع سني وايضا مع مواعيد
العمل والدراسة.
هناك رأي اخر ومخالف تماما لاداء المؤيدين من الفنانين بعض هذه الآراء
كان بمثابة اتهامات وانتقادات
تقول الناقدة د.عزة هيكل معلقة علي هذه الظاهرة هي ظاهرة سلبية وضد الفنان
ويكفي اننا نري الفنان في عمله الدرامي كل يوم
غير ان الاعلان يعرض علي اكثر من قناة ومن المؤكد ان عين المشاهد تصاب
بالملل كما يفقد الفنان ايضا التواصل مع العمل والجمهور فيحرق كل كروتة.
وتضيف د.عزة:
ان الفنان عندما يتجه الي الاعلانات يكون
لنيل الشهرة والاضواء ولكن يجب علي الفنان الجيد الابتعاد عن هذه الاعلانات
لان الفن متعة وقيمة ورسالة وبدلا من الاتجاه الي مثل هذه الاعلانات عليهم
ان يبحثوا عن الاعلانات المدعومة بدون أجر والتي يحاولون من خلالها ارشاد
سلوكيات الناس للمفيد من الافعال والمواقف مثل ترشيد المياه وغيرها من
الاهداف الخدمية.
وتضيف:
هذه الاعلانات اذا عرضت في وقت اخر
غير موسم رمضان فل تكون مضرة الي حد كبير بالفنان.
اما ماجدة موريس فتعلق علي هذه الظاهرة قائلة:
احيانا تكون الاعلانات نقلة فنية للفنان خاصة اذا كان في بداية مشواره
الفني ولكن يجب علي الفنان ان يبحث عن الاختيار السليم الذي يضيف له ولا
ينقص منه.
وتعلق ماجدة موريس علي اعلان شبكة المحمول الذي يعرض كعمل فني وبه بعض
الاستعراضات ويجمع عدد كبير من النجوم مثل محمد منير،
يسرا، أحمد عز، دنيا سمير غانم، عزت أبوعوف وتقول انه عمل فني جيد جدا ولكن
كان من الافضل عرضه قبل رمضان او بعد رمضان لان معظم فنانيه يعرض لهم اعمال
درامية خلال شهر رمضان.
وتضيف ماجدة قائلة:
ان الفنان الذي يخوض هذه التجربة الاعلانية
لا يدرك
ان هذه الاعلانات لها خطورة علي دوره في العمل
الدرامي.
أخبار النجوم المصرية في
26/08/2010
سباق الوصول إلي خط
النهاية
كتب مؤمن حيدة:
بالرغم من بداية تصوير الأعمال الدرامية هذا العام
في وقت مبكر إلا أن هناك العديد من المسلسلات والتي يتم عرضها الآن علي
الشاشة الصغيرة تقوم باستكمال التصوير والذي قد يستمر حتي منتصف رمضان
وبعضها سيستمر حتي عشرين من الشهر الكريم.
وهناك عدد من المسلسلات استطاعت الانتهاء من التصوير اليوم-
الخميس- وكان في مقدمتها مسلسل »بالشمع الأحمر«
ليسرا وهشام عبدالحميد ومن إخراج سمير سيف، وقد شهدت استوديوهات العدل جروب تصوير آخر المشاهد..
أما المسلسل الثاني فهو »بره الدنيا«
حيث جمعت المشاهد الأخيرة في تصويره كل من
نسرين إمام وشريف منير، وكان التصوير خارجياً
في مناطق وشوارع القاهرة..
أما إلهام شاهين فقد انتهت من تصوير آخر مشاهد مسلسلها
»نعم مازلت آنسة«
بأكاديمية أخبار اليوم بمدينة
٦ أكتوبر.. أما سولاف فواخرجي فقد انتهت من تصوير »كليوباترا«
يوم الاثنين الماضي بسوريا.
وهناك العديد من الأعمال التي تصور حتي الآن،
وجاء في مقدمتها مسلسل »أغلي من حياتي«
لمحمد فؤاد وإخراج مصطفي الشال حيث يستكمل
تصويره الآن داخل استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي مع بعض المشاهد
الخارجية بشوارع القاهرة وسينتهي فريق عمل المسلسل من التصوير مع نهاية
الأسبوع القادم..
أما »الجماعة« فحتي الآن يتم التصوير في عدة أماكن متفرقة بالقاهرة رفض
مخرج المسلسل محمد ياسين الإعلان عنها لرغبته في استكمال التصوير في سرية
وسرعة وسوف ينتهي التصوير مع بداية الأسبوع القادم،
كما تستمر حتي الآن النجمة ليلي علوي في تصوير
مسلسلها »حكايات بنعيشها«
ويتم الآن تصوير الحكاية الثانية فتاة الليل من تأليف حازم الحديدي والتي
بدأ عرضها مع بداية النصف الثاني من رمضان ويتم التصوير داخل استوديوهات
مدينة السينما وتجمع المشاهد المتبقية بين ليلي علوي وباسم سمرة وينتهي
فريق العمل من التصوير مع نهاية الأسبوع القادم، وقد واجه المسلسل أزمة
تعطل التكييف أثناء التصوير وهو ما جعل المخرجة هالة خليل تحاول الخروج من
البلاتوه للتصوير الخارجي لحين إصلاحه ولكن دون فائدة فاضطر فريق العمل إلي
التصوير وسط الأجواء الحارة وقد استعان المنتج يحيي شنب ببعض التكييفات
المتنقلة لحل الأزمة خاصة أن المسلسل يتم تصويره في رمضان والأبطال صائمون
وقدم شكوي ضد سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون التابع لها الاستوديوهات
بسبب أعطال التكييف المستمرة،
ويأتي أحمد عيد بمسلسل
»أزمة سكر« كأحد الأعمال التي يستكمل تصويرها الآن في العين السخنة والتي
سينتهي تصويرها مع بداية الأسبوع القادم..
أيضاً مسلسل »ملكة
في المنفي« بطولة نادية الجندي ومن إخراج محمد زهير رجب يستكمل تصويره في
استوديو الأهرام وحتي يوم الاثنين القادم وتضم المشاهد شريف سلامة وشيري
عادل.
أخبار النجوم المصرية في
26/08/2010 |