ردا على اتهامات جماعة الإخوان المسلمين له بتشويه الجماعة، من خلال
المسلسل الذي ألفه ويجري في الوقت الحالي عرضه في القنوات الفضائية، دعا
السينارست وحيد حامد، «الإخوان» إلى الرد عليه بعمل درامي آخر، وليس من
خلال الانتقادات التي تنشرها مواقع «الإخوان» وبعض الصحف هنا وهناك. وقال
حامد لـ«الشرق الأوسط»، أمس، مسلسل الجماعة لا يستهدف جماعة الإخوان في حد
ذاتها، وإنما يستعرض فترة تاريخية شهدتها مصر بكل ما فيها، داعيا إلى
مشاهدة المسلسل كاملا قبل توجيه الاتهامات.
ومنذ الإعلان عن المسلسل الذي يتناول جانبا من تاريخ الإخوان تحت اسم
«الجماعة»، دبت مشكلات وخلافات بين كاتبه وجماعةه الإخوان التي أصدر
قياديون فيها بيانات وكتابات وموقعا على الإنترنت لمهاجمة المسلسل منذ
بداية اليوم الأول لعرض أولى حلقاته في شهر رمضان، متهمين فريق العمل وعلى
رأسه وحيد حامد، بتشويه تاريخ «الإخوان».
وقال الكاتب وحيد حامد إن أي عمل درامي لا بد أن يكون له معارضون ومؤيدون
«فهذا عمل درامي وليس محاكمة، وأرى أن حكم (الإخوان) على المسلسل جاء سريعا
دون الانتظار إلى عرض نصف العمل أو نهايته، ثم بعد ذلك تصدر الأحكام، فربما
الأحداث القادمة تخلف ظنهم ويجدون فيها ما لم يتوقعوه، بالإضافة إلى أن كل
شخص لديه الحرية في إبداء وجهة نظره ولم أحجر على رأي أي شخص، فأنا لا أغضب
من رد فعلهم».
وقال وحيد حامد: «أنا نقلت الصورة الحقيقية بشفافية وكنت دقيقا في كتابة
السيناريو، بدليل أن كتابة السيناريو أخذت مني وقتا طويلا يقترب من الـ4
سنوات»، مضيفا أنه كان، إذا انتابه شك في معلومة، ولو كانت صغيرة، يحاول
الاستماع إلى أكثر من مصدر للوصول إلى الحقيقة.. «ثم إنني استعنت في كتابة
المسلسل بما قالوه هم وكتبوه عن أنفسهم، وأنا أستند إلى وثائق حقيقية
وتاريخية، وأيضا جلست مع بعض قيادات الجماعة واستمعت لآرائهم في الكثير من
المواضيع».
وزاد حامد قائلا إنه اختار بعض قيادات «الإخوان» لتوضيح بعض النقاط له،
و..«كان على رأسهم الدكتور عصام العريان، وكان متعاونا معي لأبعد الحدود.
وهم ليسوا بملائكة حتى أظهرهم في المسلسل وكأنهم بلا أخطاء، فأنا كتبت عن
(الإخوان) بكل سلبياتهم وإيجابياتهم.. في النهاية كلنا بشر، ولدينا سقطات
وإخفاقات في الحياة، وليس من الطبيعي عندما أكتب عن تاريخهم أتجاهل هذه
السقطات».
ومضى حامد يقول «إن جماعة الإخوان إذا كانت ترى أن هناك تشويها لتاريخها،
فمن حقها أن تقوم بعمل درامي آخر لكي يردوا علي، وأقول لهم إنا في انتظار
هذا العمل».
وتابع وحيد حامد ردا على الاتهامات التي تقول إنه كتب المسلسل بأمر من
الحكومة موضحا: «إن هذا الكلام غير حقيقي..فأنا لا أكتب بأمر من أحد.. لم
أطلع أحدا على السيناريو قبل تصويره.. ولم يحدث على مدار تاريخي الأدبي أن
قام أحد بقراءة سيناريو عمل لي على الإطلاق، ولو حدث فسأتوقف عن الكتابة
فورا.. فأنا لا أسمح لأي شخص أن يصادر على أفكاري أو يفرض حظرا عليها، لا
(الإخوان) ولا غيرهم».
الشرق الأوسط في
20/08/2010
«الجماعة»
على حد السيف
طارق الشناوي
لم نصل، بعد، إلا لما لا يتجاوز 25 في المائة فقط، من زمن عرض مسلسل
«الجماعة»، تأليف «وحيد حامد»، وإخراج «محمد ياسين»، وعلى الرغم من ذلك فقد
فرضت أحداث هذا المسلسل نفسها على كل الفضائيات الناطقة بالعربية. وصار
الحديث عنه يشكل الهدف الأول على الرغم من أنه لا يزال يتواصل عرضه وتتابع
حلقاته، ولم تكتمل بعد ملامحه النهائية على شاشة التلفزيون، التي تزخر
بالكثير من الأعمال الدرامية التي تحمل أيضا قضايا ساخنة ومثيرة. إلا أن
القسط الوافر من المساجلات كان من نصيب مسلسل «الجماعة»، وما يجرى عبر
الإنترنت، وليس فقط الفضائيات فقد أكد أن توجه المؤشر توقف عند حدود الرؤية
السياسية والفكرية للعمل الفني، فصار هو المسلسل الذي استحوذ على الاهتمام
المبكر بين كل المسلسلات، على الرغم من التنوع الشديد والغزارة الإبداعية
التي نراها على الشاشة الدرامية حاليا.. الكاتب «وحيد حامد» يحركه أكثر من
مؤثر، وهو ينسج أحداث المسلسل، أولا الجماعة وجذورها المبكرة، ولهذا يعود
إلى طفولة الشيخ «حسن البنا»، التي تواكبت مع اندلاع الحرب العالمية الأولى
1914.. وفي الوقت نفسه يحركه الواقع الآني للجماعة، وتوقف أمام نقطة فارقة،
وهي العرض العسكري الذي تم في عام 2006 في جامعة الأزهر الشريف، وكأنه
استعراض للقوة وشعرت الدولة بأن هناك أشياء تعد في الخفاء تهدد أمن الدولة،
وأصبح هذا الاستعراض نقطة انطلاق رئيسية للمسلسل، الذي يتحرك دراميا وفق
خطي الماضي والحاضر، وذلك من خلال مزج يبحث عن الجذور التاريخية للجماعة،
يؤكد من خلالها أن أفكارها راسخة ويتوارثونها جيلا بعد جيل، كما أن الذي
يحقق التلاقي بين الزمنين هو المستشار القانوني الذي يؤدي دوره «عزت
العلايلي» في حواره مع حفيدته التي أدت دورها «يسرا اللوزي» بين الحين
والآخر. ينتقل إليه المسلسل ليقدم زاوية رؤية لطفولة «حسن البنا».
المؤثر الثاني الذي يحرك الكاتب «وحيد حامد» هو أمن الدولة، أقصد الصورة
الذهنية الراسخة لدى الجمهور في الشارع المصري، بل العربي عن تجاوزات لحقت
بهذا الجهاز الحساس أثناء الكثير من التحقيقات التي أدت إلى أن يتبادل
البعض صورا عبر المحمول عن بعض وقائع التعذيب.. فكيف تستطيع الدراما خلق
صورة ذهنية مضادة، كان على «وحيد حامد» أن يقدم وجها آخر لهذا الجهاز، لأن
أي إدانة له سوف تفرض بالضرورة تعاطفا مع الجماعة.. اختار الكاتب بذكاء
شخصية محقق في نيابة أمن الدولة، بالطبع هو ينتمي للسلك القضائي، وليس
وزارة الداخلية، إلا أن الجمهور يتفاعل معه، خاصة أن تفاصيل حياته الدقيقة
أحد أهم الأهداف التي يحرص المسلسل على رصدها، ومنها مشهد علاقته بأمه
«سوسن بدر»، وهو يساعدها في أعمال المطبخ، وموقفه من شقته القديمة التي كان
يقطنها هو وأسرته في الماضي عندما علم أن ابن صاحب العمارة يتمنى الزواج
فيها، فنجده يعرض نقودا من أجل شرائها، لكي يمنح صاحب العمارة مبلغا من
المال يستطيع من خلاله أن يزوج ابنه ويساعده في الحصول على شقة جديدة..
كلها ملامح، المقصود منها تحقيق التعاطف مع هذا الجهاز.. أسلوبه الهادئ
والحضاري في التعامل مع الطلبة المتهمين، الذين يجري التحقيق معهم بتهمة
الانتماء للجماعة المحظورة، بل إنه أيضا ينتقل إلى ضابط الشرطة، ولا ينسى
أن يقدم بين الحين والآخر ضابط مباحث أمن الدولة في صورة إيجابية من خلال
الضابط الكبير المسؤول عنهم، وهو حريص على ألا يتم تعذيبهم حتى لو استفزوا
رجال الشرطة لاستخدام العنف، فإن العنف مرفوض، وهكذا تزداد معدلات الدراما
في تبييض وجه وزارة الداخلية! في أكثر من مشهد كان السيناريو حريصا على
ذلك، الكاتب لديه أيضا حسبة أخرى، وهي إحساس مسبق بأن هذا المسلسل مقدم من
خلال إرادة دولة تريد إدانة جماعة تعتبرها محظورة، ولهذا فليس أمامه سوى أن
يهاجم الحزب الوطني بين الحين والآخر، حتى لا يعتبر أحد أن المسلسل تمهيد
لمعركة مرتقبة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل عندما تبدأ انتخابات
مجلس الشعب.. لا شك أن تلك الحسبة السياسية لم يكن من الممكن تجاوزها أيضا.
معركة مسلسل «الجماعة» بدأت قبل أن يشرع «وحيد» في الكتابة والاتهامات
جاهزة، ولهذا فإنه يحرص على أن يبعد عن نفسه الشبهات.. ولا شك أن الحسابات
خارج المسلسل تؤثر في مسار الدراما داخله، ولكن بترمومتر دقيق جدا ينبغي أن
تتوافق كل هذه التفاصيل، لأن المسلسل يتم بثه من خلال تلفزيون الدولة، وحتى
لا يضع الناس الكفتين معا، عليه في النهاية على الرغم من كل شيء أن يحافظ
على ألا يصل الهجوم الموجه للحزب الوطني إلى حدود تثير غضب الدولة، أيضا.
الهدف هو التأكيد على أن جذور الإرهاب مرتبطة منذ النشأة ومع بدايات
التفكير في إنشاء الجماعة، ولهذا تتواصل الحلقات في الزمنين الحاضر
والماضي، وذلك حتى يستكمل حياة «حسن البنا»، على الرغم من أن المسلسل ليس
سيرة ذاتية لحسن البنا، ولكنه في زاوية منه من الممكن قراءته على هذا النحو
من خلال الشخصية التي أداها الفنان الأردني «إياد نصار»، وحتى كتابة هذه
السطور أجاد تقديمها بدرجة من الحميمية والدفء والقناعة.. الدراما تتحرك في
الزمنين معا، دائما يعود إلى الطفل «حسن البنا»، ولكن عندما نشاهد ملامح
الطفل «حسن البنا» في القرية نراه يزرع ملامح الشخصية المرفوضة في البداية
في علاقته مع شيخ «الكتاب»، الذي يعلمه صحيح الدين ويحفظه القرآن، فلا
نراه، حقيقة، طفلا في سلوكه، ولكنه منذ البداية يحمل ميولا لمطاردة الناس
والتلصص عليهم، ويتبنى وجهة نظر قاسية جدا في مفهومه للإيمان، فهو يطلق على
جماعة أسسها، اسم «النهي عن المنكر» وقبل ذلك يحيل اللعبة الشهيرة «عسكر
وحرامية» إلى «كفار ومسلمين».. فهو شخصية قيادية تتحدى الكبار. ولكن
السؤال، هل هذه هي حقا الطفولة، فهل مثلا لو تصورنا طفولة أشهر قاتلتين في
مصر «ريا وسكينة» فسوف نعتقد أنهما بدأتا حياتهما، وهما يخنقان الكتاكيت،
ثم تضعان الجثث تحت التراب، وعندما مر الزمن صارتا تقتلان الناس، على طريقة
الكتاكيت.. فالطفولة ينبغي ألا ننزع عنها ملامحها، من أجل الوصول إلى إدانة
للشخصية.. المسلسل لا يكتفي بتقديم مشاهد درامية فقط لفضح هذا التنظيم،
ولكن أيضا من خلال حوار مباشر بين «عزت العلايلي» وحفيدته «يسرا اللوزي»،
أو مع زوج المستقبل لابنته «حسن الرداد»، فإنه يبثه الكثير من الأفكار
المباشرة للهجوم على الإخوان؟! كل ذلك لا يمكن بالطبع أن يؤدي لنجاح الخطة،
لو لم يتم إحاطة تلك اللمحات بتفاصيل في العمل الفني به قدر لا ينكر من
الجاذبية، ولهذا نجد أن عددا من النجوم يشاركون كضيوف شرف في المسلسل، مثل
«أحمد حلمي»، و«منة شلبي»، و«كريم عبد العزيز»، ولا أجد في هذه المشاركات
سوى مؤازرة من هؤلاء النجوم لأفكار مسلسل، الكل يعلم مدى حرص الدولة عليه..
ومن المشاهد التي رأيت فيها إبداعا فنيا، التتابع الذي قدمه المخرج «محمد
ياسين» بين مشاهد تداخل الدعاة في بداية تكوين تنظيم الإخوان، حيث شاهدنا
كلا منهم بدأ موعظة من مقهى إلى آخر، وردود الفعل والتركيز على أن الدعوة
ينبغي أن تبدأ في أماكن وجود الناس، ولا ننتظر من يأتي إلى الجامع.. كل شيء
مصنوع بدقة الرؤية الإخراجية لمحمد ياسين يصل بها للذروة من خلال ضبط إيقاع
التتابع وحركة الممثلين.. الانتقال الزمني، الذي يتجاوز 80 عاما يستند إلى
تفاصيل في الملابس والإكسسوارات ولغة الحوار، استطاع المخرج أن يضبط تماما
كل هذه التفاصيل مع مهندس الديكور المبدع «أنس أبو سيف».
المسلسل يسير على حد السيف، فهو يخشى أن يتهم بالانحياز للدولة، وتحديدا
للحزب الوطني، وفي الوقت نفسه يراعي أن الجرعة التي ينتقد بها فساد الدولة
ينبغي ألا تتجاوز المسموح به حتى لا يبتعد الهدف عن التوجه الأساسي، وهو
إدانة الجماعة، ويجب أيضا ألا ننسى في المعادلة نفسها أنه بقدر ما ينتقد
الجماعة، فإنه يدافع عن صحيح الدين حتى لا يفقد جمهوره المتدين بطبعه..
إنها جرعة ينبغي مراعاتها بدقة متناهية وإلا فإن الهدف قد ينتقل إلى
الناحية الأخرى تماما ولا نستطيع بالطبع أن نصدر حكما نهائيا حتى نصل إلى
شاطئ نهاية الحلقات!
t.elshinnawi@asharqalawsat.com
الشرق الأوسط في
20/08/2010
بعد أن أدارت السينما وجهها لبعضهم
نجوم يرتدون أكثر من وجه على شاشة رمضان
القاهرة: مروة عبد الفضيل
في وقت يعانى عدد كبير من الفنانين والفنانات حالة «بطالة فنية»، دفعت
بعضهم لرفع مذكرة إلى وزير الإعلام المصري أنس الفقي، يشكون فيها من عدم
مشاركتهم في أي من الأعمال الدرامية هذا العام على كثرتها - يجسد آخرون
أكثر من شخصية في دراما رمضان، حتى إن بعضهم لعب أدوارا في أربعة أو خمسة
أعمال دفعة واحدة.
الرقم القياسي حققته الفنانة سوسن بدر، التي تشارك في خمسة أعمال في رمضان
هذا العام، وهم: «اختفاء سعيد مهران»، «امرأة في ورطة»، «عايزة اتجوز»،
«الجماعة»، «شاهد إثبات»، «الحارة»، وكذلك سيت كوم «شريف ونص». وحول هذه
الظاهرة، قالت الفنانة سوسن بدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها حينما
تقبل على اختيار أي من الأعمال، فإنها تكون دقيقة جدا ولا تكرر نفسها بدليل
أن الأعمال التي تقوم ببطولتها وتعرض على الشاشة حاليا تقدمها في إطار
مختلف، ورفضت سوسن اتهامها بأنها تتخذ من شهر رمضان فرصة ذهبية للظهور
كثيرا، خاصة بعد أن أدارت السينما وجهها لكل جيلها.
وأوضحت بدر أن الدور الجيد ينادي صاحبه وأنها حينما تقوم بتصوير أكثر من
عمل في توقيت واحد، فهي لا تعلم إن كانوا سيعرضون جميعهم في وقت واحد أم
لا.. بدليل أن الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» لم يعرض في رمضان، بل سيعرض
بعد انقضاء الشهر. كما أن الأعمال التي اختارتها لتشارك فيها هذا العام
كانت كلها مميزة ومختلفة.
ويبدو أن سبب وجود الكثيرين من النجوم في أكثر من عمل ليس بسبب انتهاء
عصرهم السينمائي، والدليل على ذلك هو وجود الفنان حسن حسني، الذي يعد
الورقة الرابحة لمنتجي السينما، حيث يشارك في عملين في رمضان وهم «اللص
والكتاب» مع الفنان الكوميدي سامح حسين، والمسلسل الآخر هو «العار» مع
مصطفى شعبان، حيث يجسد شخصية رجل ثري يتزوج على زوجته بفتاة شابة فتحاول
الاستيلاء على أمواله.
كذلك تشارك منة فضالي في كل من مسلسل «أكتوبر الآخر» و«اللص والكتاب»، الذي
يشارك فيه أيضا الفنان أحمد راتب، حيث يظهر بالإضافة إلى هذا العمل في
مسلسل آخر وهو «بابا نور» حول مشكلة الأحزاب السياسية في مصر.
ويبدو أن المشاركة في عملين هو السمة المميزة لهذا العام، حيث تشارك
الممثلة الشابة حنان مطاوع في مسلسلين هما: «أزمة سكر» في أول بطولة مطلقة
لأحمد عيد الذي سبق أن شاركته حنان سينمائيا في فيلم «إوعى وشك»، كذلك
تشارك حنان في بطولة مسلسل «أغلى من حياتي» مع الفنان محمد فؤاد.
وقالت حنان مطاوع إنها محظوظة هذا العام بالمشاركة في عملين وإن كانت
اعتذرت عن أعمال كثيرة عرضت عليها تلفزيونيا، لكنها اختارت أن تشهد أولى
البطولات المطلقة هذا العام لكل من أحمد عيد وكذلك الفنان محمد فؤاد.
وبعد غياب عن الشاشة الصغيرة، عادت الفنانة علا غانم، حيث تشارك هذا العام
في مسلسل «العار» مع الفنان مصطفى شعبان وأحمد رزق وحسن حسني، كما تشارك
الفنان حسين فهمي في مسلسل «بابا نور»، وتقوم فيه بتجسيد شخصيتين: الأولى
فتاة منفتحة، والأخرى شعبية.
وتعيش هذا العام الفنانة ريهام عبد الغفور حالة التوهج الفني، حيث تظهر في
رمضان بوجهين، وذلك من خلال مسلسل «شيخ العرب همام» مع النجم يحيى الفخراني.
وكذلك تشارك في مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» مع الفنان أشرف عبد الباقي من
خلال شخصية شهرزاد.
وتقول ريهام إنها تتفاءل بشهر رمضان بشكل خاص وترى أن التلفزيون هو البوابة
الأولى التي دخل منها جيلها إلى السينما، ولا تجد ريهام مشكلة في أن تشارك
في أكثر من عمل على الشاشة، شريطة أن لا تكرر نفسها حتى لا يمل الجمهور،
فمعادلة صعبة جدا أن يظهر الفنان في أعمال كثيرة.
وتشارك الفنانة رانيا يوسف في ثلاثة أعمال هذا العام وهم «أهل كايرو» مع
الفنان خالد الصاوي و«بابا نور» مع النجم حسني فهمي، وأخيرا مسلسل
«الحارة».
ولأول مرة، يظهر الفنان الكبير عزت العلايلي في شهر رمضان من خلال مسلسلين
وهما: «موعد مع الوحوش» مع الفنان خالد صالح، ومسلسل «الجماعة» الذي يرصد
قصة الإخوان المسلمين، ويقدم من خلالهما شخصيتين متناقضتين، فنجده في مسلسل
«موعد مع الوحوش» يجسد شخصية جعفر الغرباوي، وهو شخصية صعيدية قوية، أما في
مسلسل «الجماعة»، فيجسد شخصية المستشار عبد الحميد كساب الذي يعد أحد
الشهود على نشأة جماعة الإخوان المسلمين. وعن سر مشاركته في عملين هذا
العام بينما كان يرفض هذا المبدأ من قبل، فقد أكد الفنان عزت العلايلي أن
دوره في مسلسل «الجماعة» شرفي فقط، وهو حتى هذا التوقيت يؤمن بمبدأ التركيز
في عمل واحد، والدليل أنه عرض عليه الكثير من الأعمال الأخرى، لكنه رفضها
حتى يضع كل تركيزه في مسلسل «موعد مع الوحوش».
الشرق الأوسط في
20/08/2010
الفنانة السورية لـ «الشرق الأوسط» : «صبايا» قدم نموذجا
للفتاة الناضجة
ديمة بياعة: المشاركة في الدراما المصرية ليست فرصة
دمشق: هشام عدرة
يتابعها المشاهد حاليا في المسلسل الكوميدي الاجتماعي «صبايا» من خلال
شخصية الصبية الهادئة الحالمة والعاشقة «نور» وكذلك يتابعها في مسلسل «أسعد
الوراق» مع المخرجة رشا شربتجي بشخصية «معزز» ابنة عدنان بك الحارة، كما
سيشاهدها الجمهور في المسلسل البدوي أبواب الغيم مع المخرج حاتم علي وذلك
بدءا من الحلقة السادسة عشرة من المسلسل وحتى الحلقة الأخيرة منه، وخلال
مسيرتها الفنية قدمت الكثير من الأدوار والشخصيات في مسلسلات غلب عليها
النمط الاجتماعي المعاصر، حيث تألقت من خلال هذه الأعمال، وهي الفتاة
الناعمة ذات الحضور المميز والتألق الدائم، إنها الفنانة السورية الشابة،
ديمة بياعة، التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، وكان الحوار التالي:
·
كيف تنظرين إلى مسلسلكم «صبايا»
وإنجاز الجزء الثاني منه رغم ما وجه إلى الجزء الأول من انتقادات؟
- من المعروف أن الجزء الأول من «صبايا» تقبله الجمهور وأحبه الناس، بينما
رفضه النقاد من خلال كتاباتهم في وقتها ولكن استطاع «صبايا» أن يخلق حالة
فريدة نوعا ما في الدراما السورية من خلال هذا التباين والتناقض ما بين
آراء الجمهور وآراء النقاد، والسبب - في رأيي - أن «صبايا» أول عمل
تلفزيوني من بطولة 5 ممثلات، والعنصر النسائي هو الأساس في العمل، وهن يسكن
في منزل واحد، وهذا الأمر قد لا يتقبله البعض وقد ينظر إليه على أنه عمل
مائع، ولكن عندما عرض العمل وقدم حكاية بنات يسكن في شقة واحدة مستأجرة
ومحترمة حيث جئن من مناطق سورية مختلفة، وقد لا يسكن في مدينة جامعية، وهذا
أمر طبيعي ويحصل باستمرار، فتقبله الجمهور، وفي رأيي إن هذا العمل يقدم
نموذج الفتاة التي يمكن الاعتماد عليها في هذا المجتمع، والتي تعتمد على
نفسها وتعمل عملا شريفا دون اللجوء إلى أساليب مرفوضة من قبل المجتمع، كما
أن الجميل في مسلسل «صبايا» أنه لخص الصداقة بمعناها الحقيقي التي نفتقر
إليها في العصر الحالي، كما أن البعض من النقاد انتقد أننا في «صبايا»
سنقدم عملا كوميديا قائما على شخصيات معينة، كما هو الحال في «بقعة ضوء»
مثلا، ففوجئ هؤلاء عند عرض الجزء الأول أن «صبايا» ليس كوميديا كما اعتقدوا
ولا يمكن أن نطلق عليه الأسماء التي درج البعض على إطلاقها عليه قبل عرضه،
ومنها أنه كوميدي خفيف، واجتماعي بسيط، وفي رأيي أنه عمل درامي أخذ من كل
المصطلحات، وليس معنى ذلك أنه عمل من دون هوية، بل هو عمل فيه الكوميديا
والاجتماعي المعاصر وحتى فيه الدراما من خلال بعض حلقاته التي تخصني عندما
يتركني خطيبي ويخونني وأبكي في العمل، في الجزء الأول، وكذلك في كثير من
حلقات الجزء الثاني أيضا.
·
البعض انتقد «صبايا» من منطلق
خصوصيته الأنثوية فقط وقال إن معنى ذلك قد نشاهد أعمالا مثل «شباب» مثلا
بطولته من الشباب الذكور فقط؟
- نحن لدينا شباب ذكور في العمل، وفي رأيي لا يوجد مانع أن نشاهد عملا
تلفزيونيا من بطولة الشباب فقط، ويقدم حكاياهم، وهذا حصل سابقا، ولكن ليس
مثل عملنا من النمط المتصل المنفصل، وكان من كتابة ريم حنا وأخذ اسم «أحلام
كبيرة» وتحدث عن ثلاثة شباب أشقاء، ويبقى عملنا مميزا من ناحية بطولته
الأنثوية المطلقة ووجود ضيوف من الشباب.
·
البعض قال إن جمال بطلات العمل
هو الذي جعله قريبا من الجمهور لا حكايته الدرامية..
- أنا أشكر من قال ذلك وجاملنا في ذلك، وفي رأيي أن كل ممثلة في العمل
تمتلك شكلا خاصا وكاريزما معينة، وأنا مثلا لا أرى نفسي بنتا جميلة وإنما
شكلي موجود في المجتمع وليس باهرا، ولذلك لست مع من قال ذلك وهذا ظلم في حق
مسلسل «صبايا»، لأنه عند اختيار الممثلات اعتمد القائمون على العمل اختيار
ما يناسب الشخصية الموضوعة في النص، ولكن في كل عمل يعتمد على الصبايا
مباشرة نقول إنه سيعتمد على جمالهن لإيصال العمل إلى الجمهور. وأذكر هنا
أنه عندما عرضت علي شخصية نور في الجزء الأول اعتذرت من منطلق أنني لا
أشارك سوى بعمل واحد في الموسم الدرامي، ولكن قالوا اقرئي النص وبعد ذلك
قرري الاعتذار أو المشاركة، خصوصا أن الكاتبة والمخرج يرغبان في مشاركتي،
وإنني مناسبة لشخصية نور، وبالفعل قرأت النص ورأيت أن نور فيها شيء من
شخصيتي الحقيقية فقررت المشاركة فيه.
·
هناك من الممثلات من رغبت في
المشاركة في الجزء الثاني من العمل لنجاح الجزء الأول.. هل هذا صحيح؟
- لا أدري، ولكن أتمنى لو يتسع العمل لمشارك الكثير من الممثلات وأن يكون
هناك 12 صبية لا خمس صبايا فقط، ومن الممكن أن يحصل ذلك مثلا في الأجزاء
المقبلة، فكما سمعت، إن قناة فضائية مشهورة طلبت تصوير جزء ثالث وحتى رابع
من مسلسل «صبايا»، وهذا يدل على نجاح العمل وأنه عمل لذيذ ومشاهد بشكل واسع
من الناس.
·
كيف استطعت التوفيق بين ثلاثة
أعمال بلهجات مختلفة في موسم درامي واحد؟
- بالنسبة لمسلسل «صبايا» كانت اللهجة عادية، ولكن أحببت المشاركة في «أسعد
الوراق» كونه يضيف لتجربتي الفنية، وهو باللهجة الشامية وأول عمل من البيئة
الشامية أشارك فيه، أما بالنسبة لمسلسل «أبواب الغيم» وهو باللهجة البدوية
ولم أكن أنوي المشاركة فيه، ولكن وجود مخرج مثل حاتم علي في عمل تلفزيوني
لا يمكن لأي ممثل إلا أن يوافق على المشاركة فيه، ودون أي شروط، كذلك كونه
أول عمل لي باللهجة البدوية.. ولذلك كان دائما الهاجس عندي أن أشارك في كل
أطياف وألوان الدراما حتى لا أقول بيني وبين نفسي: لماذا لم أشارك في هذا
العمل البيئي أو ذلك العمل البدوي؟ وقد عرض علي في السابق المشاركة في
أعمال شامية ولكن اعتذرت، لأنني لم أكن أجد نفسي في هذه الأعمال، حتى عرض
علي نص «أسعد الوراق»، وهو نص جميل جدا ووجود كادر مريح وممتاز في العمل
جعلني أوافق على المشاركة فيه. واعتذاري أيضا جاء من أنني ومنذ بداية عملي
الفني قررت ألا أشارك إلا في عمل واحد أو عملين على الأكثر في العام. وهذا
العام اعتذرت عن المشاركة في أعمال كثيرة بسبب ضيق الوقت والجهد الذي أبذله
في الشخصيات التي أؤديها، ولذلك أرى أنه من الأفضل التركيز على عمل واحد أو
عملين فقط.
·
هل تنوين المشاركة في أعمال خارج
سورية؟
- لا، فأنا دعيت للمشاركة في أعمال مصرية، ومنها مسلسل «ابن الأرندلي»،
ولكن اعتذرت لعدة أسباب، ومنها أن هناك أولويات لدي تضغط على كل شيء ومنها
أعمال المنزل ورعاية ولدي الصغيرين وهما بعمر 4 سنوات وسنتين (ورد وفهد)
ويجب أن أكون بجانبهما وأشعر بمسؤولية كبيرة تجاههما.
·
ولكن اعتذارك عن المشاركة في
الدراما المصرية ضيع عليك فرصة.. أليس كذلك؟
- لا أنا لا أعتبرها فرصة، وإنما تبادل ثقافات، فالفنان السوري يغني العمل
المصري وكذلك الحال عندما يأتي ممثل مصري كضيف في عمل سوري فهو يغني هذا
العمل، ولذلك هناك تنوع جميل، والجميل أيضا أن يكون هناك ممثل مغربي أو
جزائري في عمل سوري.
·
هل لديك مشاركات في الدراما
المدبلجة؟ وما رأيك فيها؟
- نعم شاركت في أعمال مدبلجة، وهي فرصة لتعميق تجربة الفنان العملية
والتقنية من خلال سماع صوته ومشكلاته وكيف يمكن أن ويحلها وأن ينوع، وسابقا
كنا ندبلج الأفلام الكرتون ومن المعروف أن السوريين والعراقيين أفضل من
دبلجوا، ولذلك لا أرفضها وأعتبرها نمطا فنيا أكاديميا وتجربة جديدة جميل أن
يخوضها الفنان، وموجة قد تستمر لسنوات وعلى الجميع احترامها وليس خطأ أن
يدبلج مسلسل أو فيلم والأتراك قريبين منا كعرب، بينما الأعمال الأخرى لا
تنجح دبلجتها بسبب وجود تقطيعات كثيرة فيها، وأنا لست مع من يقول إن
الدراما المدبلجة التركية أثرت على الدراما السورية أو على الممثل السوري،
وأتساءل هنا كيف أثرت فنحن كممثلين ما زلنا نعمل، وإذا كان هناك تقصير في
الأعمال السورية فيعود إلى الجهات الإنتاجية لا للدراما المدبلجة، ولا يجوز
أن نرمي أعباءنا على غيرنا، والعمل التركي المدبلج أوجد فرص عمل لفنانين لم
يكونوا يعملون في الدراما ولم يطلبوا للعمل فيها أو لا يرغبون هم في العمل
فيها، حيث استفادوا ماديا كما استفادت الجهات الإنتاجية من أصواتهم، وفي
رأيي أن من حق المحطات الفضائية أن تعرض ما تراه مناسبا لها ويدر عليها
ربحا جيدا، وهناك من فكر في الدراما السورية أن ينفذ أعمالا تلفزيونية
درامية طويلة على مدى 200 حلقة تلفزيونية مثل «رجال مطلوبون»، وهذا تلبية
لرغبات الجمهور الذي يبدو أنه يحب الأعمال الطويلة، والبعض ينزعج عندما
ينتهي العمل في الحلقة الثلاثين، ولذلك ليس خطأ أن نتجه لإنتاج الأعمال
الطويلة.
·
هل لديك خطوط حمراء في قبول أو
رفض الدور؟
- طبعا.. هناك خطوط حمراء، وبشكل عام لا يوجد لدينا في الدراما السورية
أدوار إثارة وتعرٍّ، وأنا أحترم هذه الخطوط، وأشعر هنا أننا نستطيع التعبير
عن أي شيء نريده بعيدا عن الإثارة، خصوصا أن التلفزيون يدخل كل البيوت
وأنزعج عندما أسمع مثلا أبا يجلس مع أبنائه يطفئ جهاز التلفزيون لوجود
مشاهد مثيرة في عمل يعرض في وقتها.
·
وما رأيك في مقولة عودة
«الشللية» إلى الدراما السورية؟
- لا أرى أن هناك شللية، ولكن البعض ممن لا يعمل بشكل كبير في الدراما يقول
إن هناك شللية، وإذا شارك أحدهم في أكثر من عمل وأحبه المخرج فيقول نعم
للشللية، ولكن ليس خطأ أن تكون هناك مجموعة مع المخرج يفهم عليها وتتفاهم
معه وهذا لمصلحة العمل، حيث يكون هناك انسجام بين أسرة العمل ولا يوجد توتر
مطلقا بينهم.
·
كيف هي علاقتك مع زوجك الفنان
تيم حسن؟ وهل هناك أعمال مشتركة؟
- العلاقة ممتازة والحمد لله، وفي الموسم الحالي هناك عمل مشترك بيننا وهو
مسلسل «أسعد الوراق»، وجميل أن نوجد معا في عمل واحد.
·
هل لديك هوايات فنية أخرى؟
- نعم.. فأنا أعشق التصميم، من تصميم الملابس وحتى المجوهرات، وأفكر أن
أقدم عرضا خاصا بي، ولكن بعد أن يكبر ولداي قليلا، وعادة أنا أصمم كل
ملابسي والإكسسوارات في الأعمال التلفزيونية التي أشارك فيها. كما أحب حضور
الأفلام السينمائية والسباحة.
الشرق الأوسط في
20/08/2010 |