تعبر هالة فاخر عن جيل «بحاله»، فهي تلتزم جداً بقواعد مهنتها، وتلتزم بما
هو مطلوب منها، من خلال تمكنها من أداء أدوار صعبة ومختلفة في نفس الوقت..
فهي كوميديانة حتي وإن كان الدور تراجيدياً «صرف».. وهي قادرة علي إبكائك
حتي ولو كانت تظهر في عمل كوميدي خالص، هي تمثل فقط دون أي اعتبار لشيء
آخر..هي تريد أن تعمل وتبحث دائماً عن العمل الذي يميزها.. قد يجعلها السوق
توافق علي أدوار لا تتناسب كثيراً ومكانتها، وطموحها، وقدراتها التمثيلية
الهائلة.. لكن الحقيقي أن موافقتها تكون في إطار البحث عن دور مختلف.. هي
هنا لتتحدث عن أحدث أعمالها «بيت العيلة»..وهو الجزء الثاني من السيت كوم
الذي عرض العام الماضي..
·
هل صحيح أنك كنت أحد أسباب تغيير
فريق كتابة المسلسل؟
- لماذا أغير فريق الكتابة فهل أنا المنتج لأقرر ذلك من يكتب ومن
لا؟..المنتج اشتري فكرة العمل من المؤلف عمرو سمير عاطف، وبالتالي هو صاحب
قرار أن يكتب الجزء الثاني المؤلف أحمد عواض، وبالطبع لست أنا من قرر ذلك.
·
هل بالفعل تدخلت في سيناريو
حلقات الجزءين الأول والثاني؟
- هذا «عرف» في السوق..أن الكوميديان قد يطلب بالتشاور مع المخرج والمؤلف
أن يضيف «إفيه» ما أو جملة يري أنها من الممكن أن تثير ضحك الجمهور، ولكن
كل هذا في إطار أن يكون المخرج والمؤلف مقتنعين بذلك.
·
ما سبب تأخر قرار تصوير الجزء
الثاني من سيت كوم «بيت العيلة»؟
- السيناريو مكتوب منذ فترة طويلة إلا أننا قررنا تأجيل التصوير لانشغال
المشاركين بالمسلسل في أعمال أخري، كما أننا عندما بدأنا التصوير لم نستغرق
فترة طويلة وانتهينا منه خلال وقت قصير.
·
ما رأيك في الشكل النهائي الذي
خرج به الجزء الثاني من المسلسل؟
- أنا راضية عنه بشكل كبير، وأري أننا تلافينا مشاكل الجزء الأول، فالجزء
الثاني أقوي بكثير، كما أن هناك عدداً أكبر من ضيوف الشرف، وهناك أفكار
جديدة للحلقات، وكل هذا سوف سيظهر خلال الحلقات المقبلة.
·
ما رأيك في مستوي مسلسلات السيت
كوم هذا العام؟
- هناك العديد من مسلسلات السيت كوم التي أعتبرها أقل بكثير من المستوي،
ولكن هناك أيضاً مسلسلات جيدة جداً فمسلسل «جوز ماما» لطيف جداً، ولكنني
أري أن سبب تدني المستوي بشكل عام هو أن من يكتبون السيت كوم يرغبون في
تقديم حلقات خفيفة، دون أي مضمون، ودون أي هدف، فعلي الرغم من أننا في «بيت
العيلة» نرغب في تقديم عمل فني جيد ومضحك إلا أننا نناقش مشكلة المطلقات
التي تنتشر في مصر في الوقت الحالي، ونحاول معرفة كيفية قضائهن أوقات
الفراغ.
·
في العام قبل الماضي قدمت دوراً
مهماً جداً في مسلسل «شرف فتح الباب» حصلت بسببه علي جائزة أفضل ممثلة،
فلماذا لا تركزين علي هذه النوعية من الأدوار؟
- أنا أُقدم ما يُعرض عليَّ، وتاريخي لا يسمح لي بالجري وراء المنتجين من
أجل البحث عن عمل أو دور، لذا فأنا أنتظر حتي يعرض عليَّ عمل جيد، وإذا
وجدت أن الدور الموجود يناسبني، ويناسب إمكاناتي ومكانتي، أقرر بعد ذلك
تقديمه، وعموماً أنا فنانة أرغب في تقديم جميع الأدوار، وعلشان أقعد أستني
دور زي اللي كان في «شرف فتح الباب»، يبقي هقعد في بيتنا ومش هشتغل..الممثل
مننا بيقعد سنين في البيت لحد ما يجيله دور زي ده، وأنا أحاول البحث عن
أدوار ثانية ممكن تبقي كوميدية لكنها جيدة.
·
هل هذا أيضاً هو سبب عدم وجودك
في أعمال سينمائية كثيرة خلال الفترة الأخيرة؟
- نعم فأنا يجب أن أقدم في السينما أعمالاً جيدة تضيف لي، فقد عرض علي أكثر
من فيلم خلال الفترة الأخيرة ورفضتها، إلا أنه عندما وجدت دوراً جيداً في
فيلم من تأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس مثل «الثلاثة يشتغلونها» وافقت
عليه دون تردد.
الدستور المصرية في
19/08/2010
من قال إن «كليوباترا» كانت تلاعب الأفعى وكأنها محاسن
الحلو؟
عبير عبد الوهاب
افتتح المخرج وائل رمضان الحلقة الثامنة من مسلسل «كليوباترا» بمشهد غريب
جدا وهو مشهد دخول الأفعي علي الأميرة كليوباترا -كانت لسه أميرة وقتها-
غرفتها بينما كانت الأميرة رايحة جاية في الغرفة، ثم جلست علي السرير ما
بتعملش أي حاجة، وكأنها في انتظار الأفعي.
تسللت الأفعي بهدوء شديد إلي داخل الغرفة فلمحتها كليوباترا بطرف عينيها ثم
انتفضت لرؤيتها، والتفتت لها بجسدها، وظلت تنظر للأفعي وهي تتسلل إلي داخل
الغرفة، ملامح الانفعال بدت واضحة علي وجه سلاف «كليوباترا» بمجرد رؤيتها
للأفعي، لكنها لم تتحرك من مكانها، ربما من كثرة الخوف وربما كانت تفكر في
طريقة تتخلص بها منها بحكمة دون انفعال. 90 ثانية «بحالها» مرت من أحداث
المسلسل وسلاف قاعدة علي السرير لا تفعل شيئا في حياتها سوي النظر للأفعي
وبعد مرور دقيقة من المشهد أطلقت سلاف صرخة مدوية علي اعتبار أنها لسه
شايفاها حالا! وعلي اعتبار إنها كل ده كانت تنظر للباب الذي دخلت منه
الأفعي لكنها لم ترها شخصيا! بعد صرخة الأميرة بدقيقة ونصف الدقيقة أخري
تقريبا وصل الموجودون في القصر لإنقاذ الأميرة مبررين تأخرهم بتعرضهم لخدعة
تسببت في تعطيلهم، فكان تأخرهم فرصة للأميرة عشان تتصاحب علي الحية وتحملها
علي كتفها باحتراف شديد وبيد محترف مدرب علي حمل الثعابين، بل وتداعبها بين
يديها وكأنها بتلاعب كلب لولو وليس أفعي سامة! ولا نعرف من أين أتت سلاف
فواخرجي بهذه المعلومات عن «كليوباترا»، فهذه المشاهد تصلح لمسلسل يجسد قصة
حياة مدربة السيرك الشهيرة محاسن الحلو وليست كليوباترا!
عندما تمر 90 دقيقة كاملة من أحداث مسلسل في مشهد بلا أي معني في الحياة،
فهذا دليل قوي علي المط والتطويل الذي يسيطر علي أحداث المسلسل منذ بداية
أحداثه، فالبحث عن حدث في حلقة من مسلسل «كليوباترا» أشبه بالبحث عن إبرة
في كوم قش. ناهيك عن السذاجة في تناول الأحداث نفسها.. مثلا مشهد اكتشاف
المسئول عن حادث الأفعي، هذا المشهد حمل من السذاجة ما يكفي لـ«فصل»
المشاهد تماما عن الحلقة كلها. الأميرة تسير ببطء قاتل وملل لا معني له،
وهي تنظر للرعايا الواقفين في طابور طويل علي أساس إنها كده هتعرف مين اللي
دخّل الأفعي لقصرها، وفجأة تبدأ إحدي الفتيات الواقفات في الارتعاش
و«اللجلجة» بتاعة زمان علي طريقة: «م م م مولاتي» فتسألها الأميرة: ما
بالك؟» ما الخطب؟ تكلمي فتعترف «ريفينا» بكل شيء قائلة: «فلتعاقبني الآلهة
علي ما فعلت وإن كان بك ضرر، فليصيبني أنا أولا»، فتتأكد الأميرة بسؤالها
مرة أخري: «أنت من جلب الأفعي إلي داخل القصر؟ فترد الفتاة بتلعثم: «أ أ أ
أجل» وينتهي المشهد بنزول العقاب علي الفتاة بتقطيعها لألف قطعة! سلاف
فواخرجي تسيطر علي الحلقات بظهور دائم ومستديم لكن بلا روح، فانفعالاتها
بالمواقف متشابهة إلي حد كبير، بأداء أقل بكثير من ذلك الذي قدمته في مسلسل
«أسمهان» وهي مسئولية يتحمل جزء كبير منها المخرج وائل رمضان. بينما يظهر
فتحي عبد الوهاب في مشاهد متقطعة علي مدار الحلقة لكنها مشاهد مميزة،
«فتحي»استطاع أن يرسم شخصية اللص «كاري» بشكل عفوي وبسيط دون تكلف، فاستغل
أنها شخصية من وحي خيال المؤلف ولا وجود لها في التاريخ، وأطلق لخياله
العنان في رسم ملامحها سواء علي مستوي الشكل أو الأداء. بينما يقدم يوسف
شعبان دور بطليموس والد كليوباترا بأداء مسرحي زاعق مبالغ فيه ويضحك ضحكات
شريرة متقطعة أقرب لأفلام الكارتون منها لمسلسل يتناول السيرة الذاتية
لواحدة من أهم ملكات التاريخ.
الدستور المصرية في
19/08/2010
الرجال في «زهرة وأزواجها الخمسة» ظهروا وكأنهم مصابون
بالعته
حميدة أبو هميلة
تبدو غادة عبد الرازق في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، وكأنها الأنثي
الوحيدة في الكون.. الكل يدور حولها، ويتمني فقط نظرة من عينيها، بل يصيبهم
عمي البصيرة حينما يؤكدون أنها ست مخلصة ومفيش زيها، في الوقت الذي لا
تتردد فيه أن تبدي إعجابها برجال آخرين رغم أنها متزوجة، ولا تتردد أيضا أن
تبدي رغبتها في الانفصال عن زوجها بمجرد دخوله السجن في قضية مخدرات: «لأن
15 سنة كتير قوي». الحلقة الثامنة من المسلسل جاءت لتؤكد أن مؤلف المسلسل
مصطفي محرم يري أن الرجالة كلهم مصابون بالعته، فالرجل الوحيد الذي شاهد
«زهرة» ولم يحبها حتي الآن هو شقيقها «خليل» الذي يؤدي دوره حجاج عبد
العظيم بطريقة أدائه التي حفظناها الأمر الذي أكدته الحلقة الجديدة أيضا أن
الموضوع تطور خالص، حيث إن السيدة زهرة لم تكتف بأن تحصد إعجاب الرجال فقط،
لكن الفتيات أيضا، حيث نجد بنات زوجها متسمرات أمامها ويبدين إعجابهن
الشديد بجمالها، وطايرين من الفرح أن والدهن تزوج بها! وطبعا هن فتيات في
سن المراهقة، ولسن أطفالاً، لذا فإن مشاعرهن تجاه زهرة غير منطقية إطلاقا،
فمن الطبيعي أن يكرهن زوجة أبيهن مهما كانت. الأمر كان مبالغا فيه للغاية
حتي إنهن ذكرن تعبير «زي القمر» خمس مرات في ثلاث دقائق فقط، وهن يتحدثن
معها. الحلقة شهدت تطوراً مهماً حيث فوجئ الجميع بأن الحاج التقي الورع فرج
أبو اليسر الذي يؤدي دوره حسن يوسف يتاجر في المخدرات، ومن جهتها لم تتأثر
زهرة كثيرا، كانت تواصل وضع الكميات الهائلة من الماكياج علي وجهها، وتحاول
أن تبحث عن شخص يدير أملاكه، وأملاك ابنها المنتظر، حتي الآن محمد لطفي في
دور فوزي العدوي المحامي الفقير هو الأجمل. الشخصية بتفاصيلها من ذلك النوع
الذي يتميز فيه لطفي، بخفة دم، وأداء لا يحمل استظرافا. أما رحاب الجمل في
دور بديعة فتوحي لنا أن السيدات اللاتي يعشن في الأماكن الشعبية، ينتمين
لفصيلة الكائنات الفضائية، فهي تتحدث بفم ملتوِ التواء عجيبا، وتحرك عضلات
وجهها بغرابة توشك أن تحيلنا إلي التقزز. أما باسم ياخور فهو الآخر يمثل
بغرابة شديدة.. يقف متجمدا كالتمثال وهو يتحدث مع نوال صديقة زهرة التي
تبالغ في إبداء إعجابها به، وتسأله دون مناسبة عن ثمن تذكرة ـ علي اعتبار
أنه بيشتغل طيار يعني ـ فيرد عليها دون أي تعبير، وكأنه يتكلم مع الهواء: «إنت
بتسأليني أنا عن تمن التذكرة؟»، ثم يتركها ويرحل.. نفس المشهد تكرر مع
تغيير في نص الحوار عندما قابل نوال مرة أخري في المستشفي.. ما نعرفه عن
باسم ياخور أنه ممثل جيد، لكن ما يرتكبه في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»
أوشك أن يكون جريمة تمثيلية مكتملة الأبعاد. غادة عبد الرازق في مشهد لها
مع فوزي المحامي الذي كان علي موعد معها بخصوص قضية زوجها قالت له: «ألا
قولي يا أستاذ فوزي.. بما إنك محامي يعني، وبتفهم في الأمور دي كويس، الحاج
بقي موقفه إيه؟ وكأنها اكتشفت فجأة انه محام، وبيفهم في الأمور دي، رغم
أنهما تحدثا في القضية عدة مرات من قبل».
الدستور المصرية في
19/08/2010
ليلي علوي.. كابتن الأداء التمثيلي النسائي
ميشيل نبيل
في أحيانٍ كثيرة يكون مجرد الصمت علامة جودة للممثل، وفي ظل حالة التشنج
التمثيلي التي نراها سمة للكثير من الفنانين الآن، والتي تمثل عودة لمدرسة
الحواجب والمعهد الفني المتوسط لبحلقة العيون في التمثيل، أتابع ليلي علوي
في الموسم الثاني من مسلسلها حكايات وبنعيشها وتقديمها لدور «الكابتن عفت»
بكثير من البساطة وكثير من المتعة. أن أداء ليلي علوي متماشي جدًا مع كتابة
دكتور محمد رفعت الهادئة جدًا وسط موجة من المسلسلات الثقيلة فيما تطرحه،
فالحكاية كلها تدور حول أرملة لديها ثلاثة أبناء تحاول أن تحصل لهم علي
حقوقهم في ظل مجتمع متوحش يدفع الجميع للتنازل.. أرملة لديها ثلاثة أبناء
تدفعها الظروف لأن تعمل مدربة لياقة بدنية في أحد النوادي الشعبية.. بس
خلاص.. تلك هي الحكاية، ولكننا نراها وسط سيمفونية من التفاصيل الكثيفة
فيما يخص حياتها ومشاعرها كأرملة.. هي امرأة في النهاية وتفاصيلها مع
أبنائها ووالدها المريض وتحايلها علي كل شيء في الحياة في محاولة لأخذ بعض
من حقها من «نن» عين أم الحياة.. تلك حكاية كابتن عفت، أما حكاية ليلي علوي
بقي مع التمثيل والفن، فبدأت بتلك الفتاة الجميلة التي كانت مرشحة لدور
فنانة إغراء بعد جيل مديحة كامل وسهير رمزي، ولكن بعد قليل من الأفلام
تُفاجئنا تلك الفتاة بأنها حافية القدمين.. تسحب جاموسة في فيلم من أعذب
أفلام محمد خان، فتنازلت ليلي عن ترشيحها كفنانة إغراء واكتشفت أنها تنحاز
للفن أكثر وأنها ليست مجرد موديل بل قماشة يمكن تفصيلها.. صحيح أنها قدمت
أفلامًا تجارية بحتة كنوع من استثمار المنتجين لجمالها مثل «جحيم تحت
الماء»، وفيلمها الشهير مع يوسف منصور المشهور بـ«الأومبلأ»، إلا أنها قدمت
أيضا «إنذار بالطاعة»، و«سمع هُس»، و«المغتبصون»، ثم جاء منتصف التسعينات
لتظهر لنا في أدوارٍ مختلفة مثل أفلام «يا مهلبية يا» و«يا دنيا يا غرامي»،
ومرحلتها مع المخرج رأفت الميهي في«تفاحة» و«ست الستات» التي أوصلتها لحالة
من النضج الفني تجلت في فيلم مثل «بحب السيما» لأسامة فوزي. أما علي مستوي
التلفزيون، فقد قدمت ليلي علوي عددًا من الأعمال المهمة مثل «حديث الصباح
والمساء» و«بنت من شبرا» و«التوأم» و«العائلة» وغيرها، نهاية بـ«حكايات
وبنعيشها» والذي تفوقت به ليلي خصوصًا مع تكريسها لفكرة الخمسة عشر حلقة
للحكاية كطقس رمضاني جديد وقلدتها فيها إلهام شاهين لتبقي ليلي علوي هي
كابتن التمثيل النسائي لدراما رمضان.
الدستور المصرية في
19/08/2010
أداء متميز لصلاح عبد الله في الحلقة الثامنة من مسلسل
«الحارة»
محمود مصطفى كمال
في «برواز» لصورة الخطيب الذي يخطب في الناس بالمسجد أو الزاوية لتحذيرهم
من مختلف التلاهي الدنيوية، قدم «صلاح عبد الله» في دور الأستاذ «تمام»
بمسلسل «الحارة» وصلة من العزف المنفرد هو والسيناريست وكاتب الحوار «أحمد
عبد الله»، في مشهد طويل انفرد به صلاح عبدالله، قدم فيه نموذجاً مصغراً
لخطبة الجمعة التي سمعها كل منا للحديث عن مساوئ الفن والسينما
والتليفزيون. بدأ المشهد في خطبة الأستاذ تمام للناس في الزاوية الصغيرة
التي يصلون فيها، وكان ذلك في الحلقة الثامنة للمسلسل. بدأ الحديث موضحاَ
أن كل ما نحن فيه من مصائب بسبب انجذاب الأطفال والشباب إلي السينما
والتليفزيون، وكيف ينجذبون للسينما والتليفزيون؟ بالإعلان قائلاً: «الإعلان
ده فيه الخلطة الشيطانية.. خلطة من الشيطان عاملها عشاننا.. حبة رقص وحبة
هزار وحبة غنا، هي دي خلطة الشيطان!» وأضاف «وفي وسط أزمة اللحمة .. إنتوا
عارفين كيلو اللحمة بقي بكام دلوقت يا إخواني؟ هما عارفين إننا مش لاقيين
اللحمة.. فابيجيبولنا اللحمة، بس مش أي لحمة.. اللحمة الإنسانية والعياذ
بالله! الممثلة ولا المطربة من دول متبقاش عارفة تعري إيه ولا إيه!»، وفي
تعليق علي فيلم «الناظر» قال: «الراجل عمال يقول كله ضرب ضرب مفيش شتيمة!
الراجل عايز يضرب شوية ويتشتم شوية.. هو ده اللي بيعلموه لينا.. عدم
النخوة.. بس لو واحد فيهم وقع تحت إيدي هوريه الضرب من غير الشتيمة!» في
اجتذاب لضحكات من يخطبهم، قدم صلاح عبدالله المشهد بنجومية شديدة في تحكم
كامل في الشخصية وإبراز تعابير الوجه ومعرفة كاملة بكيف يؤدي هؤلاء الخطباء
خطبتهم، ونجح المؤلف أحمد عبدالله في انتقاء الجمل بحرفية، خصوصا مع إبرازه
لمعرفته بمكونات الخطب التي تتحدث بهذا الشأن في المساجد، إذ يلجأ الخطباء
فعلاَ لمحاولة إلقاء بعض الجمل الساخرة لاجتذاب الضحكات، إلي جانب ترهيب
الناس ليكرهوا الفن، ونجح المخرج سامح عبدالعزيز في إخراج المشهد بشكل سلس
بعيدا عن الملل خاصة لطول مدته، واحتوائه علي ممثل واحد، ليخرجوا لنا
بروازاً يحاكي كيف يكون هذا النوع من الخطب بالضبط في أداء متميز لصلاح
عبدالله.
الدستور المصرية في
19/08/2010
رامي عبد الرازق يكتب: كادر ثابت
أصبحت الشكوي السنوية من كم المسلسلات الهائل شكوي لا محل لها من الإعراب
الإعلاني أو التليفزيوني حيث لا يلتفت لا صناع المسلسلات ولا منتجوها ولا
القنوات التي تبثها إلي تذمرنا سواء كمتخصصين أو متفرجين عاديين من
«الكمية»التي لا تحتملها عقولنا ولا نفوسنا ولا وقتنا. وعلي عكس ما يتصور
البعض فإن النقاد يعانون معاناة رهيبة أكبر بكثير من معاناة الجمهور في
المشاهدة ! فالجمهور يمارس حيلة في منتهي الذكاء حيث يقوم بمشاهدة عدد معين
من الحلقات من كل مسلسل يسمح به وقته ثم يحتفظ في ذاكرته بأسماء المسلسلات
التي يقرر حسب ذائقته أنها جيدة ويقوم بتأجيل مشاهدتها إلي ما بعد رمضان
«علي رواقة» بالتعبير الدارج، أما النقاد والمتخصصين فبعضهم يقوم بعمل
معسكر رمضاني أمام الشاشة ويجلس لأكثر من 12 ساعة لمشاهدة المسلسلات ولكم
أن تتصورا شكل الناقد وهو يمسك بالريموت ويقوم بتقليب القنوات بشكل هيستيري
في محاولة للحاق ببعض مشاهد من كل مسلسل لكي يقوم بتقييمه أو الحكم عليه
إلي أن يصاب في النهاية بمرض «أنتفوريا الدراما» وهو مرض مشابه لمرض «انتفوريا
النسا» الذي كان عادل إمام علي وشك أن يصاب به في فيلم البحث عن فضيحة من
كثرة بحلقته في النساء بالشوارع رغبة منه في الزواج. ودائما ما نتساءل:
لماذا لا يحاول أي من «نجوم» الدارما «الإعلانية» التفكير في تقديم مسلسل
خلال أشهر الصيف علي سبيل المثال أو خلال أجازة نصف العام محاولا أن يأخذ
مبادرة كسر الموسم الرمضاني وشق طريق للجمهور بموسم جديد !! اذكر فيما مضي
وقبل انتشار القنوات الفضائية أنني شاهدت عددًا من أجمل وأقوي المسلسلات في
غير موسم رمضان «أبو العلا 90» و«النوة» لأسامة أنور عكاشة، وعائلة شلش
للراحل صلاح ذو الفقار والمخرج محمد نبيه، وذئاب الجبل لمحمد صفاء عامر وهي
دراما إنتاج التسعينيات حتي لا يقول البعض إننا نتحدث عن العصر الذهبي في
الثمانينيات وما قبلها، ولكن إلي أن يمتلك إحدهم هذه الشجاعة لخوض موسم
جديد ليس أمامنا سوي الجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة خلال الشهر الكريم في
محاولة لمتابعة هذا الكومة الدرامية بجيدها القليل وسيئها الكثير علي أن
نضع نصب أعيننا الحيلة الذكية للمتفرج الواعي الذي يقوم بصناعة مواسمه
الخاصة عندما يوزع مشاهدة المسلسلات علي بقية شهور العام من خلال الإعادات
الكثيرة علي القنوات في مواعيد تناسب طبيعة يومه وكأن رمضان بالنسبة له
مجرد «برومو» طويل نسبيًا يستعرض فيه المسلسلات ليختار من بينها، أما نحن
فسوف نكتفي خلال الشهر ومع التراكم اليومي للحلقات بكتابة ملاحظات حول ما
يتيسر لنا مشاهدته من بين عشرات الأعمال المقدمة، والله المستعان .
الدستور المصرية في
19/08/2010 |