حالة من الغموض تسود مصير مسلسل «الكبير قوى» بعد إصابة بطله الفنان أحمد
مكي بتمزق في الأربطة اضطرته لوضع ساقه في الجبس لمدة لن تقل عن ثلاثة
أسابيع، وهو ما قد يحول دون استكمال تصوير بقية مشاهد المسلسل.
وزاد من صعوبة الموقف أن الحلقات الجاهزة للعرض وصلت إلى 15 حلقة فقط،
بينما ينتظر صناع العمل تصوير 15 حلقة أخرى تضم مشاهد كثيرة لبطل العمل مكي
خاصة أنه يجسد شخصيتين في الأحداث. «الشروق» تحاور مكي الذي تحدث عن
الإصابة ومصير المسلسل في السطور المقبلة.
في البداية يقول أحمد مكي: أنا الحمد لله بخير أتعافى وقدمي موضوعة بالجبس
لمدة ستتراوح ما بين 3 و4 أسابيع، وقد غادرت المستشفى إلى منزلي.
·
هل لنا أن نعرف ماذا حدث بالضبط؟
ــ كنا نصور مشاهد مسلسل «الكبير قوى» فى ديكور الفيللا بمنطقة المنصورية
وأثناء طيرانى فى الهواء فى أحد المشاهد سقطت على قدمى وحدث لى تمزق فى
أوتار الركبة وذهبت فورا لمستشفى دار الفؤاد، حيث تم إسعافى فورا ووضع قدمى
فى الجبيرة.
·
وماذا عن الوضع الحالى لمسلسلك
الذى يتم عرضه حاليا؟
ــ فى البداية أنا سعيد جدا لردود الفعل الإيجابية، التى تلقيتها من
الجمهور ومن زملائى فى الوسط، ونحن كنا قد انتهينا تماما من تصوير وتسليم
15 حلقة كاملة من المسلسل ويتبقى لنا 15 حلقة أخرى صورنا مشاهد منها جميعا،
لكن يتبقى لنا مشاهد مهمة من كل حلقة، وهو ما يضعنا فى موقف صعب جدا.
·
كيف ستتصرفون حيال هذا الموقف
وما الحلول المقترحة؟
ــ حتى الآن.. لا توجد أى حلول موجودة أنتظر أن أجلس مع شركائى فى الإنتاج
ومع المخرج أحمد الجندى وحاليا التصوير متوقف، وسنعقد جلسة للتشاور
ولمحاولة إيجاد حل.
·
هناك ــ كما سمعنا ــ العديد من
السيناريوهات المطروحة مثل الاكتفاء بـ15 حلقة واعتبار الباقى جزءا ثانيا
أو وضع حل درامى يتمثل فى كسر الساق فإلى أيهما تميل؟
ــ لم نتخذ أى قرار بعد، كل شىء متوقف على الجلسة، التى ستجمعنا وإن كنت
أجد صعوبة فى تفكير الحل الدرامى نظــــــــرا لصــــعوبــــــة هذا فأنا
أؤدى شخصيتين ولدىّ مشاهد حركة كثيرة فهل نقوم بتجبيس الاثنين.
·
مكى ما حدث سوء حظ أم حسد؟
ــ دعنا نقول إنها مشيئة الله وأنا راضٍ بها مهما كانت، وللعلم هذه ليست
المرة الأولى، التى تحدث لى مثل هذه الإصابات فمن قبل وفى أثناء تصويرنا
لفيلم «ليلة البيبى دول» حدثت لى نفس هذه الإصابة لكن الدور كان يساعدنى
على قلة الحركة فهو كان لسائق تاكسى، وعموما الحمد لله على كل ما يمنحنا
إياه خيرا كان أم شرا، وبالتأكيد هناك حكمة وراء كل ما يكتبه الله علينا،
وكنت قد قمت بعمل عملية فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، وخرجت من المستشفى
يومها لاستوديو التصوير.
·
ما النوعية التى ينتمى إليها
مسلسلك «الكبير أوى» خاصة أنه يعتبر غريبا بعض الشىء للجمهور؟
ــ هو قالب جديد اخترعته أنا ولا يوجد مثيل له لا فى مصر ولا فى العالم فهو
ليس مينى كوميدى ولا ست كوم وأتمنى أن تستمر ردود الفعل التى ألمسها حاليا
طوال الحلقات، وهو شىء نحتاجه نحن فى مصر أن نكون مجددين وأن نختار ما
يلائمنا من الأنواع.
·
شخصية الكبير أوى مستوحاة من نفس
الشخصية التى ظهرت فى فيلم «طير إنت»؟
ــ أتفق معك ولكنه معدل بعض الشىء ولكنه ليس بمفرده فلقد أضفت له شخصية
جونى شقيقه التوأم كى نقدم شيئا مختلفا للجمهور، وأنا قدمته لأننى أحب
الصعيد جدا ومعظم أصدقائى صعايدة، وهم أكثر من يحب المسلسل.. والصعايدة
دمهم خفيف جدا ومثقفون وأكثر جمهور كان يفهم عادل إمام مثلا هم الصعايدة
وضحك.. فالمسلسل ريحته ريحة الصعيد وأنا كتبته ومعى شريف نجيب مدير الإنتاج
وأحمد الجندى المخرج ومصطفى صقر.
·
ديكور المسلسل غريب جدا هل هو
طبيعى أم ديكور؟
ــ هو «بين البينين» وهو غيط كبير فى منطقة ناحية الصحراوى ما بينه وبين
المنصورية وبنى فيها سامر الجمال مهندس الديكور قرية كاملة بدوارها بكل
شىء، ونحن نحاول فيه إظهار جماليات الصعيد.
·
أكثر من 50 مسلسلا موجودة فى
الموسم الحالى لرمضان ألم يخش مكى هذه المنافسة؟
ــ ولماذا أخاف أو أخشى أنا أجتهد وأقدم ما علىّ وأنا ألعب فى منطقة جديدة
خاصة بى وأنا شخصيا بدايتى كانت فى رمضان ومثل هذا الزحام الذى تتحدث عنه،
المهم أن تتقن عملك وأنا أراهن بما نقدمه وبما يقدمه معى مجموعة من الشباب
مثل هشام إسماعيل ومحمد شاهين ومحمد عبدالسلام المهم أن تقدم للجمهور ما
يحبه وأن تقدمه بصدق ومحبة.
·
البارودى هنا موجود أيضا هل
سيتخصص مكى فى تقديم مثل هذه النوعية؟
ــ لا يوجد ما يسمى بتخصص الممثل فالممثل الحقيقى يجسد أى دور وأنا مثلا فى
فيلم «ليلة البيبى دول» كنت مختلفا ولم أكن كوميديا على الإطلاق المهم هو
جودة الورق.
·
ما هو الشىء الذى يراهن عليه مكى
فى «الكبير أوى»؟
ــ أراهن على جودة العمل وما تمت كتابته ومجموعة كبيرة من ضيوف الشرف مثل
الممثل التركى الذى أدى شخصية مهند فى مسلسل نور والفنانة نيكول سابا
والعديد من ضيوف الشرف، والشىء الأهم هو أن تراعى ضميرك وأن تعمل بجد
واجتهاد.
·
يتساءل الجمهور ونحن معهم.. هل
سنرى أحمد مكى فى عمل بعيدا عن الكوميديا؟
ــ أنا مع العمل الجيد وأبحث عن الدور الجيد والملائم لى وسأضرب لك مثلا
بفيلم «ليلة البيبى دول»، والذى قدمت فيه ثمانية مشاهد رغم أننى كنت أستعد
لأول أفلامى كبطل وكانت الشخصية حقيقية وبعيدة تماما عن الكوميديا وللعلم
قمت بإضافة بعض التفاصيل للشخصية وقدمتها وقد أحبها الجمهور بالرغم من
بعدها عن الكوميديا وللعلم مشروعى المؤجل والذى سأقوم بإخراجه والتمثيل فيه
هو فيلم كتبته أن وهو «عقد يعقد»، وهو مأخوذ من بيت شعر للإمام الشافعى
يقول إن الدنيا جيفة تحوم حولها الكلاب.
·
«لا تراجع ولا استسلام» و«الكبير
أوى» من إنتاجك ترى متى يلجأ الممثل للإنتاج لنفسه؟
ــ يلجأ الممثل للإنتاج لنفسه عندما يكون لديه مشروع فنى يرغب فى تحقيقه
وهو شىء يبدأ حتى من اسم شركتنا «بيرد أى» أو عين الطائر، وهو مصطلح فى
الإخراج له علاقة بزاوية الكاميرة ونهدف من هذه الشركة لإحداث ثورة فى عالم
السينما والدراما والأفكار المختلفة للأفلام وحتى القصير منها.
·
متى سنشهد عودة مكى مخرجا فأنت
ومنذ فيلمك «الحاسة السابعة» لم تخرج أى عمل؟
ــ سأخبرك سرا كنت أنوى تقديم كليب خاص بالمسلسل بكلمات صعيدية وبالفعل
وضعنا تيمته ولكننى حاليا أولى تركيزى الكامل للتمثيل حتى أشعر أننى قد ثبت
أقدامى فيها تماما وبعدها أعود للإخراج.
·
البعض يرفع شعار أن الدراما تحرق
النجم وتفقده نجوميته هل تؤمن بهذا المبدأ؟
- لا أؤمن بهذا أبدا فنجوميتى نفسها ومعرفة الناس بى انطلقت مع مسلسل «تامر
وشوقية» والبعض يقول هذا وأنا أدخلها من منطلق التجربة وكسر هذه القاعدة
خصوصا أنها شىء غير مقدس ولم ينزل فى الكتب السماوية ولماذا أحرم الناس من
ضحكة قد أمنحها لهم، وبالطبع أنا قلق لكننى أتركها على ربنا وأتركها
للتجربة.
·
نقلت دبور من التليفزيون للسينما
وها أنت بالعكس تنقل الكبير من السينما للتليفزيون فهل تتوقع نجاحا كبيرا
لها كما حدث لدبور؟
ــ لا أعرف فما أقدمه هو ضحك صعيدى وكلام صعيدى حقيقى، وأنا شخصيا أتمنى أن
يعلق مع الناس وهو شىء جديد ومختلف ولم يسبق تقديمه على شاشة التليفزيون من
قبل.
الشروق المصرية في
17/08/2010
النقاد: الدراما العربية المعروضة في رمضان لا
تستحق ما أنفق عليها والتسلية هدفها الوحيد
التألق يمكن أن يعود للدراما عندما يتخلص
الجميع من عقدة العرض الرمضاني
- القاهرة – الألمانية
وسط طوفان الدراما العربية التي تعرضها الشاشات المختلفة في شهر رمضان
اختلفت الآراء حول تكرار الموضوعات وزيادة الأموال التي تنفق على تلك
الأعمال عاما بعد عام، وهل تؤتي تلك الأعمال ثمارا أم تزيد من إفساد
المجتمعات وتغييبها بدلا من هدفها الأصلي المفترض وهو التثقيف والتوعية.
وبينما يرى معظم متابعي الدراما العربية أن أغلبها بلا فائدة وأن المال
الذي ينفق عليها مهدر ولا يستفيد منه إلا عدد محدود من المنتجين والنجوم
الكبار، بيد أن قسما آخر يؤكد أن الدراما التليفزيونية باتت طقسا رمضانيا
لا يمكن الاستغناء عنه وجزءا من صناعة هامة يتكسب منها مئات الآلاف من
العاملين.
واستطلعت وكالة الأنباء الألمانية آراء عدد من النقاد والعاملين بالإنتاج
الدرامي في العالم العربي حول ما إذا كانت تستحق الدراما العربية المقدمة
في رمضان هذا العام ما أنفق عليها، خاصة وأن الرقم المخصص لإنتاج تلك
الأعمال في مصر وحدها تجاوز150 مليون دولار.
وقال الناقد المصري شريف عوض إن الدراما المصرية في عصر النايل سات والعرب
سات أصبحت تتبع سياسة الكم بدلا من الكيف بعدما كانت القنوات في الماضي
محدودة العدد وتقدم كل منها مسلسلا واحدا من 15 حلقة تعد له العدة طوال
العام ليخرج بمستوى رفيع في كل عناصره.
وأضاف أن المنتجين والكتاب والمخرجين أنفسهم انغمسوا في الأداء المستهلك
الذي تتحكم فيه شركات الإعلان وأصبح للمسلسل حيز ضيق يملأ دقائق قليلة بين
الحملات الإعلانية المستمرة، مطالبا الكتاب بالتوقف عن ضخ المزيد من أعمال
"السيت كوم" أو دراسة كيفية صنعها أولا وكذا التوقف عن دراما السير الذاتية
التي تفتقر إلى التحري التاريخي.
وقال المنتج المصري عمرو قورة إن الحل الوحيد لتقديم أعمال جيدة هو
الاهتمام بالنوعية والجودة قبل النجم مشيرا إلى أن النجوم في رمضان أسعارهم
غير منطقية والموضوعات لا يتم الاهتمام بها والإنتاج لا يأخذ وقته لأنه ليس
هناك أي تخطيط عند المنتجين.
وأضاف قورة أن المؤشرات الأولية لنسب المشاهدة تدل على أن اسم النجم وحده
لم يعد يكفي وأن النجوم الكبار لم يعودوا يجتذبون أموال المعلنين، و"أعتقد
أن معظم المنتجين سيعيدون النظر في طريقة إنتاج المسلسلات بعد الخسائر التي
ستنالهم هذا العام" على حد قوله.
أما الناقد السعودي مشعل العنزي فقال إن نسبة الجيد من الإنتاج الخليجي هذا
العام لا تتجاوز 30%، حيث أشار العنزي إلى أن المسلسلات الكويتية بدأت
تجاوز القضايا المكررة بينما ظلت المسلسلات السعودية في تيار الكوميديا
الركيكة المعتمدة على البطل رغم النص المتواضع في حين تدور أغلب الأعمال
المصرية هذا العام حول قضية الزواج بأشكال مختلفة.
وأضاف: "بينما كان الإنتاج في سنوات ماضية يراعي كثيرا حرمة شهر رمضان
اتجهت الأعمال مؤخرا إلى إثارة قضايا وموضوعات تاريخية ذات خلافات مذهبية
وعقائدية لا تفيد أحدا ولا تسهم في رسم صورة إيجابية عن التاريخ الإسلامي
بل تثير التشكيك والتناحر".
وأكد الناقد المصري أشرف البيومي أن الدراما المصرية لا تستحق ما أنفق
عليها هذا العام بسبب استمرار المط والتطويل الذي نتج عنه العديد من
الأعمال متوسطة المستوى سواء من الإنتاج الحكومي أو الخاص.
وأضاف: "مع الأسف لا تقدم الأعمال التليفزيونية ما ينتظره الجمهور من تثقيف
وتوعية ويقتصر الأمر على التسلية فقط بل ربما يتجاوزها إلى الإفساد
بالتركيز على العري والخمور والمخدرات".
وأوضح البيومي أن التألق يمكن أن يعود للدراما عندما يتخلص الجميع من عقدة
العرض الرمضاني وتوزيع عرض المسلسلات على أوقات مختلفة من العام لكنه اعتبر
أن أهم أسباب فسادها "دلع النجوم" وعدم رغبة الجهات الإنتاجية المصرية في
تقديم أجيال جديدة من الشباب.
ورصد الناقد المصري محمد قناوي حالة من البذخ الإنتاجي هذا العام في
الدراما العربية بصفة عامة والدراما المصرية بصفة خاصة حيث بلغ عدد ما
أنتجته الاستوديوهات المصرية في 2010 ما يزيد عن 56 مسلسلا متنوعا بين
الاجتماعي والتاريخي والكوميدي بميزانيات تزيد عن 150 مليون دولار وهو رقم
مخيف مقارنة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية العربية الراهنة.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية "رغم حالة البذخ تلك فإن المحصلة النهائية
للأعمال الدرامية ركزت في أغلبها على التسلية فقط واعتمدت في غالبها علي
الثالوث المحرم وهو الدين والجنس والسياسة متجاهلة القضايا العربية الساخنة
وهموم المواطن العربي" حسب قوله.
وقال الكاتب السعودي عبد الله الهاجري إنه لا يمكن إصدار أحكام نهائية
مبكرة "وحتى نكون منصفين في إطلاق أحكامنا يجب أن ننتظر لكن النظرة الأولية
تؤكد أن الجميع لا يزال يدور في نفس الفلك الساذج الذي عرفناه سابقا".
وأضاف أن الأعمال السعودية مجتهدة فقط في الكوميديا بينما الأعمال الخليجية
ما بين الكوميديا والأعمال الاجتماعية التي تقدم الفروق في الأوساط
المختلفة والأعمال السورية لا تستطيع تقديم نفسها سوى في الأعمال الشعبية
والتاريخية أما الأعمال المصرية فركزت في الدراما الاجتماعية مع تقديم بعض
أعمال صبغتها كوميدية.
وقالت الكاتبة الجزائرية المقيمة في الإمارات "حنين عمر علي" إنها انتظرت
هذا العام أعمالا قوية ومختلفة بعد موجة الإعلانات التي بدأت مبكرا على
القنوات الفضائية لكن ما حدث أن خيبات كبيرة أصابتها بعد العرض حيث لم
تستطع الأعمال معالجة الموضوعات التي تناولتها بشكل منطقي وفاضت الكوميديا
عن حدها واستمر تفصيل الأعمال على مقاس النجوم.
وأضافت أنها شعرت بالصدمة بسبب أعمال غادة عبد الرازق ويسرا إضافة إلى
الجزء الخامس من "باب الحارة" ومسلسل "ذاكرة الجسد" الذي شكل الخيبة الكبرى
للمعجبين بالرواية بينما عانى مسلسل "شر النفوس" من الفقر في السيناريو
وحوارات تافهة بين الشخصيات مشيرة إلى أن الدراما لن تستعيد تألقها إلا
حينما يكف صناعها عما وصفته بـ"الاستعجال والاستهبال".
الشروق المصرية في
17/08/2010 |