يواصل فريق المسلسل السوري الرمضاني “أنا القدس” تصوير أجزاء من العمل
في العاصمة دمشق الذين عادوا إليها بعد رحلة لتصوير بعض المشاهد في إحدى
المدن الساحلية .
كان أبطال العمل الذي يعرض حالياً على قنوات دراما سورية، والمنار
والفضائية السورية بإشراف المخرج باسل الخطيب بدأوا التصوير في دمشق ثم
انتقلوا إلى مدينة صافيتا الساحلية حيث صورت مشاهد في شارع يحمل اسم
(القدس) قبل أن يعودوا إلى دمشق، ومنها سينتقلون إلى حلب التي ستكون المحطة
الأخيرة في عملية التصوير .
مخرج العمل ومؤلفه باسل الخطيب قال لـ “الخليج” بعد انتهاء تصوير 60%
من المسلسل: هذا العمل يشرف أي فضائية تعرضه “وأي محطة لا تعرضه سيكون
الأمر مؤسف لها ولجمهورها لأننا نقدم عملاً إنسانياً بكل معنى الكلمة،
ويطرح واحدة من أهم قضايانا العربية شئنا أم أبينا” .
وأضاف الخطيب أن الفترة التي يتحدث عنها المسلسل غنية بالأحداث
والشخصيات واللحظات التاريخية التي “أعتقد أن كل منها تستحق عملاً فنياً
خاصاً” .
وأشار في حديثه إلى أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه الفن والثقافة في
صراعنا مع العدو “الإسرائيلي” حيث قد يكون هذا الدور فعالاً أكثر من
البندقية في حالات كثيرة، معبّراً عن أسفه لعدم وجود وسيلة حقيقية حتى الآن
“نخاطب من خلالها بطريقة مختلفة ونقدم قضيتنا بشكل فعال” .
وأكد أن النضال السياسي والعسكري مطلوب ولكن لا يمكن أن نغفل دور
النضال الثقافي أيضاً .
ووصف الخطيب المسلسل ب “رسالة حب” إلى هذه المدينة الغالية لنقول إننا
كأمة عربية وإسلامية لا يكتمل وجودنا إلا بالقدس محررة .
الفنانة المصرية عبير صبري التي تشارك لأول مرة في عمل سوري تحدثت عن
دور “هيلينا” الفتاة اليهودية الذي تجسده في العمل، ووصفتها بأنها تمثل
الشعب اليهودي في فلسطين، ولدت هناك ونشأت، ومع الوقت تحدث ظروف تجعلها
تتحول إلى الصهيونية لتحمل حلم “الإسرائيليين” بالحصول والاستيلاء على هذا
الوطن للعيش فيه وتقول “هي شخصية فاعلة وطرف حقيقي في الصراع” .
وأعربت صبري عن سعادتها وحماسها الشديد للعمل في الدراما السورية
“لأنها أثبتت نجاحها ولفتت أنظار المشاهدين في الوطن العربي بجودتها
ومواضيعها الجديدة وخاصة التاريخية منها التي تظهر بشكل ثري وواقعي وتحمل
وجهات نظر” .
وعن تعاونها مع المخرج باسل الخطيب قالت صبري إنها سبق وشاهدت أعماله
في مصر من خلال “أدهم الشرقاوي” و”ناصر”، وتضيف: “كنت شديدة الإعجاب
بالمستوى ككل ومن ثم عرفت عن عمله “أنا القدس” فبحثت عنه وأبديت رغبة في
العمل معه من دون أن أهتم لمساحة الدور وكان كل ما يهمني أن أشارك في عمل
يتناول القدس الأمر الذي أعتبره بمثابة مسؤولية تجاه القضية فأنا كممثلة
ليس لدي أداة أخرى أعبر بها كمقاومة غير عملي في الفن .
وأكدت صبري أنها تطمح إلى تكرار التجربة في الدراما السورية وحتى في
أعمال اجتماعية “رغم صعوبة اللهجة، لكنه خيار جديد بالنسبة لي أن امثل
بلهجة أخرى وبالنهاية هو تحد لي كممثلة” .
الفنانة الأردنية صبا مبارك التي تجسد شخصية “سيرين” في المسلسل تحدثت
عن أهمية “أنا القدس” والتي تتركز في تطرقه إلى موضوع حاضر جدا الآن وهو
المحاولات المستمرة لتهويد المدينة العريقة التي بدأت منذ قدم التاريخ قبل
الاحتلال الإنجليزي و”الإسرائيلي” مروراً بكل هذا الزمن وحتى الآن .
وقالت: العمل وثيقة مهمة ليس فقط من أجل مفهوم “الأحقية” لكن عن
المفهوم الحقيقي للانتماء والمواطنة، وماذا تعني القضية الفلسطينية التي
تؤثر في كافة البلاد العربية .
وعن “سيرين” شخصيتها في العمل قالت: مشكلة “سيرين” هي كيف سرقت دارها
حيث نشاهد محاولات استرجاعها من خلال أحداث العمل “ أقوم بشخصية لها مراحل
عمرية كثيرة من 20 إلى 80 سنة وهذا على صعيد التمثيل له تأويلات وأسئلة
مختلفة بالنسبة لي كممثلة” .
وقالت “مبارك” عن تجربتها مع المخرج باسل الخطيب: “هو مخرج يعرف
“ممثليه” جيداً، ولا توجد عنده لحظة تضيع حيث يؤطر كل الأشياء الجميلة لدى
الممثل ويبرزها فتشعر معه بأمان، بالإضافة إلى أن جرأة الممثل تنطلق بأقصى
اتجاه لأنه مخرج مغامر ويحب أن يرى اللحظات إلى أقصاها” .
وأشادت مبارك بمثل هذه الأعمال قائلة “الناس على أرض فلسطين هم
كرامتنا ويدافعون عما تبقى من أمل وكرامة فدورنا على الأقل كفنانين أن نقول
لهم شكرا وأن نذكرهم وليس أن نشاهدهم فقط في الأخبار ونذرف الدموع ثم نذهب
للنوم” .
نضال نجم الذي يلعب دور يوسف، الشاب الفلسطيني البسيط، ويعمل في
“الصدف” وينتمي إلى عائلة بسيطة لديه قصة حب مؤلمة وفي الوقت نفسه مقاوم
ونموذج للمواطن الفلسطيني الذي يحمل صفات الشهامة والحب والبطولة ونشاهد من
خلال العمل كيف يؤثر الاحتلال “الإسرائيلي” على حياته تحدث عن دور الإعلام
وإحدى مهماته وهي بحسبه “شحن الشعب الذي ما زال يقاوم لأننا لا نستطيع
البحث عن تفاصيل تضعف هذا الشعب وهي في المقاومة” .
وأضاف “الشيء الجديد في “أنا القدس” أنه يتحدث عن حقيقة ما جرى في
فلسطين ويسلط الضوء عمن قاوم ومن هرب، من كان خائناً ومن صمد حتى هذه
اللحظة” مضيفاً “العمل فيه أمانة كبيرة وعالية ويضع يده على الجرح” .
ووجه “نجم” تحية إلى المخرج باسل الخطيب لجرأته في إنتاج عمل يتحدث عن
القضية الفلسطينية في حين أن أغلب المحطات الفضائية لا تهتم بمثل هذه
الأعمال القيمة .
ولحن الموسيقار العراقي نصير شمة الموسيقا التصويرية وشارة العمل
للمسلسل التي كتب كلماتها الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب وأنشدتها المطربة
السورية سوزان حداد، والمسلسل إنتاج شركة جوى للإنتاج السينمائي
والتلفزيوني، وشركة أفلام محمد فوزي المصرية .
ويشارك في بطولته: عابد فهد، وصباح الجزائري، وكاريس بشار، وفاروق
الفيشاوي، وصبا مبارك، ومنذر رياحنة، وقمر عمرايا تاج حيدر، ونضال نجم،
ومحمد رافع، ورنا العظم، ونزار أبو حجر، وتيسير إدريس، وأحمد رافع وضاح
حلوم، وطلحت حمدي، وأحمد ماهر، وعبير صبري، وسعيد صالح، وسمير الحسين،
وأحمد الزين، ومجيد الخطيب، وتليد الخطيب، وعماد نجار، وفوزا سرور، وبسام
دكاك، ونضير لكود، ولينا الأحمد، ونسيمة ضاهر، ووفاء عبد الله، ورامز أسود،
وعبدالرحمن أبو القاسم، ونوار بلبل، وفاروق جمعات.
المصرية في
17/08/2010
أين يسرا من فلسطين؟
بقلم :إبراهيم توتونجي
سواء أحببنا ام كرهنا، واتفقنا او اختلفنا معها على خياراتها التمثيلية،
فإن النجمة المصرية يسرا، باتت بمثابة الـ«ديفا»، وهو اللفظ الذي يطلق على
النجم الصارخ، لدى الجمهور العربي.
ومن يعترض، نحيله الى مئات المشاركات التي باتت تحجز لبطلة «الشمع الأحمر»،
على المنابر العربية والعالمية، الفنية والاجتماعية، بوصفها أحد الوجوه
الأبرز لـ«الثقافة» العربية المعاصرة. نتحدث هنا عن ثقافة «البوب»، أي
الشارع، لا ثقافة درويش والماغوط ومحمد شكري.
فهي بين منابر النوايا الحسنة، واستقبال روبرت دينيرو، وحتى الاعلانات
التجارية لقنوات التلفزيون المشفرة، أو بطاقات الاتصالات، لا تكاد تستكين
الا قليلا. ناهيك عن أجورها الخيالية لقاء دراما رمضان والظهور في البرامج
أو افتتاح المهرجانات والعضوية في لجان تحكيمها (اللهم لا حسد). لكن السؤال
الذي يلح عليّ دوما، وانا من المؤمنين بموهبة الفنانة (وقبلي يوسف شاهين
وعادل امام ويسري نصر الله وسمير سيف وملايين الجماهير)..
سؤال يقول: ما هو الدور الذي بوسع فنانين، أمثال يسرا، ممن هم في موقع
المحور أو القلب من الجو الفني الترفيهي الذي يحيط بملايين في الشارع
العربي، ان يلعبوه متجاوزين الفضاءات التقليدية؟.
وحين نتحدث عن هم جوهري للعرب خلال أكثر من نصف قرن بائن، لن يطل برأسه سوى
عنوان واحد هو «فلسطين». ولم يحدث أن شاهدنا يسرا، بعد، في عمل مؤثر يتخذ
من القضية الفلسطينية موضوعا له، على الرغم من أن ممثلي الشام والخليج،
ومصر قبلهم في السينما، قد أدلوا بدلوهم في هذا المجال.
فاروق الفيشاوي وعبير صبري وغيرهم من نجوم مصر أثروا مسلسل «أنا القدس»
الذي يعرض هذه الأيام بتوقيع السوري باسل الخطيب. لماذا يسرا الآن، مع
فلسطين؟ لأننا في حاجة الى كل الوجوه المؤثرة، التي يتعلق بها النشء
العربي، ويقلدها في كلامها وتصرفها وقصة شعرها (قالت لي يسرا في حوار قبل
سنوات جمعنا في دبي إنها لا تمانع ان يدخل الشابات الى الصالون ويطالبون
بتسريحة على غرار تسريحة شعر يسرا).
هذا الشباب الغارق في متاهات الثقافة المادية او التغريبية التي تمعن
التكنولوجيا يوميا في تكريسها، يحتاج الى وجه يطمئن اليه، بعيدا عن منظري
الإيديولوجيا الذين انصرف عنهم، ليوصل الفكرة ويدعم الرسالة، مثل يسرا.
وربما تقول نجمتنا انها لم تجد الفكرة بعد، وأكاد أستغرب هذا الأمر، فقضايا
فلسطين وحكايات اهلها والمرتبطين بها، ترشح يوميا وتفيض من الصحف والكتب،
كما ترشح ينابيع المياه من أعلى المحيطات والجبال بفعل الاحتباس الحراري
الذي يلهب ايامنا.
ماذا حل بمسلسل «الخرز الملون» الذي قرأنا وسمعنا منذ ثماني سنوات انه يدور
حول حياة المقدسيين وستلعب هي بطولته؟ ماذا عن تصريحاتها اثناء محرقة غزة
قبل عامين حين هاجمت بعض الأنظمة العربية واتهمتها بالتواطؤ مع اسرائيل، هل
ندمت عليها؟ هل تراجعت تحت وهج التكريم والمهرجانات وأثواب الفرو
والاعلانات التجارية؟
وما هي صحة تصريحاتها التي اطلقتها قبل سنوات عن أهمية «التطبيع» مع
اسرائيل، وذلك في احدى مشاركاتها في دورة لمنتدى الاقتصاد العالمي «دافوس».
هل تريد يسرا فعلا ان تدخل الى عمق وقلب ووجدان العالم العربي، حيث فلسطين
قابعة، أم تبقى مهمومة بقضايا أخرى، لا نتفهها، لكن لا نقول انها الأهم في
سير النجوم أو شخصيات الـ«ديفا»؟.
البيان الإماراتية في
17/08/2010
أسعد الله الوراق
بقلم :إبراهيم توتونجي
حين أقدم تلفزيون دبي على إعادة انتاج الدراما السورية التي قدمت في منتصف
سبعينيات القرن الماضي »أسعد الوراق«، وتقديمها في رمضان الحالي في نسخة
جديدة مفصلة و»ملونة«، مع طاقم عمل جديد، لم تنطو خطوته على كثير من التحدي
فحسب، بل على »مغامرة« حقيقية، يبدو أنها كللت بالنجاح، إن أجزنا لأنفسنا
تقييم العمل من الحلقات الأولى.
في الزمن الماضي، الذي لم يكن المشاهد الخليجي أو المغاربي يعرف الكثير عن
الحارة الشامية، كانت قصة صدقي اسماعيل، المأخوذة عن مجموعته القصصية »الله
والفقر«، حديث الناس في سوريا، ومن كان يتسنى لهم التقاط بث التلفزيون
السوري.
هال الجمهور والنقاد أداء هاني الروماني، ووصفوه بالشكسبيري، دلالة على
تعمقه في أداء شخصية أسعد »الدرويش«، الذي يعرفه أهالي الحارة طيبا، طفلا
بجثة كبيرة، ليكتشفوا أن بوسعه أن يلعب دور أقوى الرجال حين يتعلق الأمر
بمحاربة الطغيان.
وثق العمل في ذاكرة الدراما السورية، وشكل على مدى سنوات، وحتى منتصف
الثمانينيات »عقدة« لدى مبدعي الدراما الشامية، أو »مثلا« يريدون الاقتداء
به.
أصبح أسعد الوراق، الذي أخرجه علاء الدين كوكش وقامت بدور الخرساء فيه منى
واصف، الى جانب الروماني، أيقونة الدراما السورية التي انقضى وقت طويل قبل
ان تمس. قدم كوكش، آنذاك، تجربة اخراجية متطورة لما كانت عليه الدراما،
وكان النقاد يتحدثون عن لقطاته وكادراته وإدراته لممثليه، كمن صنع »فتحا«.
ثم مضت السنون ال53 سريعا. كبرت منى واصف، وهرم الروماني، قبل أن يتوفى،
وجاء جيل جديد يريد أن يعرف سيرة البطل الوراق، وتحمس تلفزيون دبي مع شركة
عاج لانتاج النسخة الحديثة، وجعلها في ثلاثين حلقة برؤية جديدة، تستند
بالطبع الى قصة صدقي اسماعيل الأصلية.
جاءت رشا شربتجي لتقول إنها خارج المنافسة. لا تعيش في عقدة المخرج الأول،
تقدم فكرها، زوايا كاميراتها، اضاءة الأزقة والمطحنة والمخزن، تشويق الفلاش
باك وحركة الشخصيات، وقبل ذلك كله إدارة الأداء التمثيلي.
فخلال عقود ثلاثة ونيف، نضجت التقنيات وأصبحت الامكانات الانتاجية أكثر
توافرا، وعلى شربتجي أن تستفيد من ذلك كله لتقديم مقاربة جديدة مختلفة،
وتطوع تلك الامكانات في خدمة الصورة والممثل. تيّم حسن هو الوراق الجديد.
لا حاجة للكتابة عن موهبة الرجل الماضي بابهار الجمهور العربي بأداء أصعب
التركيبات النفسية وتلبس أثواب أكثر الشخصيات اثارة للجدل والاعجاب (قبل
الوراق الملك فاروق ونزار قباني).
كتب الكثير عن موهبة تيّم، والاضافة تبدو ضربا من المزايدة على المادحين،
الصادقين بطبيعتهم (لديه موقع باسم عشاق تيم على الانترنت). لكن مراقبة
أولية لأدائه في الشخصية الجديدة، تضع المشاهد في السؤال التقليدي عما اذا
كان قادرا على الامتثال الى رؤية المخرج، أم ينفذ فقط »ما في رأسه«.
تيم حسن يمثل بعينيه، حين ينكسر الوراق الذي واجه عالما عصيا على فهمه،
بتعابير الوجه، حين تأخذه الشهامة لانقاذ مناضل جرحه رصاص الانتداب الفرنسي
في سوريا العشرينيات.
وبصوته الذي يختفي ومعه الحروف، كما هي لهجة المهمشين الضعفاء. »أسعد
الوراق«، مجددا، يستحق المشاهدة يوميا الحادية عشرة على تلفزيون دبي،
ويستحق، بالتأكيد، تحية لصناعه.
ibrahimt@albayan.ae
البيان الإماراتية في
14/08/2010 |