عام كامل من الانتظار ليس بحثاً عن دور، بل لحصاد نجاح سابق حققه فى رمضان
قبل الماضى، ليعود شريف منير مرة أخرى إلى سباق الدراما التليفزيونية
بمسلسل «بره الدنيا».
شريف يتحدث فى هذا الحوار عن شخصية « بركات» الذى لم يبحث عنه فى مستشفيات
الصحة النفسية لأنه موجود وبكثرة فى الشارع المصرى، ويتحدث أيضاً عن
التغيير الذى حدث فى سوق الدراما بعد اتجاه السينمائيين إليها.
■ ما الذى شجعك لتجسيد دور «بركات» فى مسلسل «برة
الدنيا»؟
- بعد انتهائى من مسلسل «قلب ميت» العام قبل الماضى، طلبت منى الشركة
المنتجة تقديم مسلسل ثان، ووافقت بشرط أن يكون العمل فى ٢٠١٠ فوافقت،
وبصراحة ارتحت فى التعامل معها.
■ لماذا اشترطت أن يكون المسلسل الجديد فى ٢٠١٠؟
- لأنى واجهت مشكلتين: الأولى أنى حريص جداً فى الأعمال التى أقدمها، وكنت
أريد أن أعرف رد فعل الجمهور على «قلب ميت»، لذا فضلت الانتظار عام كامل،
والثانية أن نجاح «قلب ميت» جعل عدداً كبيراً من القنوات تعرضه إما فى وقت
واحد أو بشكل متعاقب أى أنه يعرض طوال السنة، وشعرت أن الجمهور لم يفتقدنى،
فحرصت على الابتعاد عاماً كاملاً حتى يشعر الجمهور بأنى وحشته.
■ هذا يعنى أن «برة الدنيا» كان جاهزاً قبل عامين؟
- عندما عرضت الشركة المنتجة تقديم مسلسل، قلت: «نفسى أقدم عمل لايت
كوميدى»، وبعد فترة طويلة عرضت على الشركة معالجة لمسلسل «برة الدنيا»،
وعندما قرأتها وجدتها نصاً دسماً وشخصياته تمر بمراحل مختلفة، وبه مفاجآت
كثيرة غير متوقعة.
■ هل تحمست للمسلسل لوجود هذه المفاجآت؟
- فكرة المسلسل نفسها جديدة ومختلفة، فهو يتحدث عن عالم المهمشين وتحديداً
المجاذيب، الذين نصطدم بهم فى الشوارع، وأعجبتنى شخصية «بركات» التى
أجسدها، وبدأت الحلقات تكتب على هذا الأساس، والشخصية أجهدتنى على المستوى
النفسى والعصبى وشاهدت العذاب ألواناً بسببها.
■ معروف عنك أنك تملى شروطك على أى شركة إنتاج
تتعامل معها، ما شروطك هذه المرة؟
- لم أمل أى شروط على أى جهة إنتاج تعاملت معها، هى فقط بعض الملاحظات، ولا
أعلم لماذا يعتبرها البعض شروطاً، وأذكر أننى طلبت ألا يشاركنى فى المسلسل
الجديد أى من فريق عمل «قلب ميت»، وطلبى لا علاقة له بأداء النجوم الذين
شاركونى المسلسل، وليس قصوراً منهم، لكن حتى يكون هناك دم جديد فى المسلسل،
وتمنيت أن يكون محمد الشقنقيرى معى، لأن بينى وبينه كيمياء خاصة أمام
الكاميرا.
■ لكن نسرين إمام هى البطلة أمامك وشاركت معك فى
«قلب ميت».
- رغم نجاحى مع غادة عادل فى «قلب ميت»، طلبت منها ألا تشاركنى البطولة
المسلسل الجديد، حتى لا يمل منا المشاهد، وبدأت أفكر فى البطلة التى
تشاركنى العمل، وواجهتنى مشكلة أن أغلب النجمات ارتبطن بأعمال أخرى، واقترح
علىّ المخرج مجدى أبوعميرة والمؤلف أحمد عبدالفتاح والمنتجان حسام شوقى
وتامر مرسى أن تلعب دور البطولة ممثلة من الممكن أن تصبح نجمة كبيرة لحل
أزمة النجمات فى مصر، ورشحوا لى نسرين إمام، وقالوا لى إنها قدمت أعمالاً
مشرفة مع نجوم كبار مثل عمر الشريف وسميرة أحمد، وقالوا إن الوقت مناسب
لتصعد نسرين إلى الصف الأول، فطلبت منهم مهلة للتفكير لأشعر هل يوجد بيننا
كيمياء فى التعامل أم لا، وهذا من حقى، وأجريت استفتاء بين عائلتى وأصدقائى
وتباينت الآراء، وفى النهاية وجدت كثيرين يؤيدون ترشيحها، وقد كان.
■ قيل إنك كنت رافضاً تقديم دراما هذا العام، لكن
ضغط المنتج تامر مرسى عليك دفعك للموافقة بشرط رفع أجرك، ما حقيقة هذا
الكلام؟
- غير صحيح بالمرة، واتفاقى على المسلسل جاء بعد «قلب ميت» مباشرة، وقد
احترموا رغبتى فى تأجيله إلى العام الحالى، والاتفاق على الأجر تم فى ٣
دقائق فقط، ولا يوجد ضغط من أحد علىّ، كما أن أسلوب الضغط لرفع الأجر ليس
منهجى، وعمرى ما اتبعته، وللعلم فقط المنتج تاماً مرسى لاحقنى كثيراً لأحصل
على بقية مستحقاتى عن «قلب ميت»، وأؤكد أن نجاح العمل بالنسبة لى أهم من
المقابل المادى، وأعتقد أنه شىء منطقى بعد نجاح «قلب ميت» أن أرفع أجرى.
■ موقفك يبدو غريباً، تقول إن الأجر ليس فى
حساباتك، رغم أن النجومية تقاس حالياً بما يتقاضاه النجم؟
- هذا أكيد، ولم أقل إننى تنازلت عن أجرى، فقد حصلت عليه كاملاً، وفى الوقت
نفسه تامر مرسى لم يرفع أجرى لكى أوافق على المسلسل، فلولا أن العمل جيد
لما وافقت عليه، والمنتج لن يدفع «فلوس» لأى نجم إلا إذا كان متأكداً أنها
فى مصلحة العمل.
■ هل قابلت شخصاً بنفس مواصفات «بركات» ساعدك على
تقديم الشخصية؟
- بنيت الشخصية بالتشاور مع المؤلف أحمد عبدالفتاح، كما أن شخصية بركات
حقيقية، فأحد أصدقاء أحمد عبدالفتاح كان قد حكى له عنها، كما أن الشخصية
موجودة بكثرة فى المجتمع، وحولنا كثير من المجانين الذين سرحتهم وزارة
الصحة إما لعدم وجود أماكن فى المستشفيات أو لأنها لا تجد خطراً فى خروجهم.
■ ألا تخشى من هجوم مسؤولى وزارة الصحة عليك؟
- ليه هو أنا «باتبلى عليهم»، بصراحة أزمة المجانين فى مصر مسؤول عنها أكثر
من وزارة منها التضامن.
■ هل ترى أن «قلب ميت» شجع نجوم السينما على دخول
الدراما؟
- هذا صحيح، لأن أحوال السينما الآن سيئة، وأعتقد أننى من خلال «قلب ميت»
و«برة الدنيا» أيضاً، شجعت نجوم سينما على خوض الدراما، وكنت نموذجاً
جيداً، لأنى أقدم أعمالاً سينمائية ناجحة، ودراما ناجحة أيضاً.
■ استمرار أزمة السينما هل ستشجعك على تقديم مسلسل
العام المقبل؟
- نعم سأقدم «مسلسل لايت كوميدى» وهذه نصيحة شريف عرفة، أثناء تصوير فيلم
«ولاد العم»، قال لى: «ابتعد قليلاً عن الأدوار المركبة وركز فى أعمال
«لايت كوميدى»، خصوصاً بعد تقديم «قلب ميت» و«برة الدنيا».
■ هل تم الاتفاق على مسلسل بعينه لتقديمه العام
المقبل؟
- نعم اتفقت مع شركة إنتاج على مسلسل يكتبه وائل حمدى، وبعد العيد بشهر
سنبدأ فى عقد جلسات عمل على النص.
■ النقلة التى مررت بها بعد «قلب ميت» و«ولاد
العم»، هل غيرت نظرة المخرجين لك؟
- لا.. المنتجون والمخرجون يعرفون إمكانياتى جيداً وهذا ليس غروراً منى،
وأقول هذا بعدما قدمت دراما وأكشن واستعراضاً، وكلها نجحت، ولم أشارك فى
فيلم لم ينجح، والفيلم الذى لم ينجح على الأقل ترك بصمة، لكن مسلسل «قلب
ميت» رفعنى كثيراً كممثل، وبصراحة هذا أدهشنى، فلم نعتد أن عملاً
تليفزيونياً يثقل وزن ممثل فى السينما سواء على مستوى الأجر أو عدد الأدوار
أو حجمها.
■ كيف ترى المنافسة هذا العام بين هذا العدد الكبير
من المسلسلات؟
- لا أستطيع الحكم على الأعمال الآن، والكل يحلم بأن ينجح عمله، والكل
يجتهد، والنجاح والفشل نصيب.
■ هل تعتقد أن الفضائيات أثرت إيجابياً فى صناعة
الدراما؟
- نعم، بل أحدثت حالة انتعاشة فى السوق، وخلقت فرصاً كثيرة بحيث تظهر
الدراما بشكل أفضل.
■ البطولة المطلقة.. هل ستمنع اشتراكك فى أعمال
لنجوم آخرين؟
- بالعكس، والدليل فيلم «ولاد العم»، فهو بطولة جماعية، ولدىّ أحلام كثيرة
فى العمل مع نجوم أعتقد أننى سأضيف لهم وسيضيفون لى، مثل أحمد مكى لأن
دماغه فيها فن، وغادة عبدالرازق لأنها ممثلة قوية، ونفسى فى عمل يجمعنى
بخالد صالح وخالد الصاوى لأنهما ممثلان قويان، وقد طلبت ذلك من المخرجة
هالة خليل، بأن نجتمع نحن الثلاثة فى عمل.
■ عرض ٣٥ مسلسلاً فى التليفزيون، هل يجعلك تلجأ إلى
أسامة الشيخ لعرضه فى توقيت مناسب؟
- لم ولن يحدث، وأعتقد أن التليفزيون شهد تطوراً كبيراً على يد المهندس
أسامة الشيخ، وكلما مررت بمبنى التليفزيون أشعر أنه عجوز وقعت أسنانه من
كثرة القنوات الفضائية حوله، ويجب أن نكون جنوداً خلف التليفزيون المصرى
وندعمه.
المصري اليوم في
15/08/2010
«رقابة
التليفزيون» تشيد بـ«الجماعة».. وتحذف مشهدين من
«زهرة»
و«العار»
كتب
حمدى دبش
قبل رمضان بخمسة أيام، بدأت رقابة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مشاهدة
المسلسلات والبرامج التى يعرضها التليفزيون على شاشته طوال شهر رمضان، وحتى
أمس الأول شاهدت الرقابة الحلقات الخمس الأولى من كل مسلسل وبرنامج، حيث
تعمل يومياً لأكثر من ١٥ ساعة حتى تتمكن من مشاهدة ٣٣ مسلسلا و٣٣ برنامجاً
هى إجمالى ما تعاقد عليه التليفزيون المصرى.
منى الصغير، رئيس رقابة التليفزيون، أكدت لـ«المصرى اليوم» أن الرقابة لم
تتهاون فى حذف الألفاظ الخادشة للحياء التى وردت فى الجمل الحوارية بين
الأبطال، وكل المشاهد الخارجة التى لا ينبغى عرضها فى التليفزيون الذى
يشاهده الأطفال والكبار من كل الفئات العمرية وأهمها المشاهد المتعلقة
بتدخين الشيشة والمخدرات والعرى.
جاء مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» فى مقدمة المسلسلات التى تعرضت للحذف،
وصنفته رقابة التليفزيون على أنه الأكثر اختراقاً للمحظور، لاحتوائه على
مشاهد كثيرة لتدخين الشيشة وجمل حوارية تؤكد المتعة فى تعاطى المخدرات،
وقالت منى: «هناك مشهد بالكامل تم حذفه فى الحلقة الثانية، ويظهر فيه حجاج
عبدالعظيم ومجموعة من أصدقائه يتعاطون المخدرات، فى الوقت الذى تصل فيه
الرائحة إلى الأم التى تجسد دورها كريمة مختار فتخرج من غرفتها وهى تشم
رائحة المخدر وتأخذ نفساً عميقاً وتضحك وهى تقول: (يا واد يا خليل يا واد
يا عسل إيه الريحة دى)، وتم الحذف لعدم وجود مبرر درامى لهذا المشهد، فهو
مستفز ويدعو الناس إلى تعاطى المخدرات.
أكدت منى أن الرقابة حذفت جزءاً كبيراً من أغنية «حجرين على الشيشة» للمطرب
الشعبى محمود الحسينى لأن كلماتها مبتذلة وبعيدة تماماً عن القضية التى
يطرحها المسلسل، وقالت: تدخين الشيشة منتشر بكثرة فى مسلسلى «العار» و«زهرة
وأزواجها الخمسة»، وتم حذف مشاهد الشيشة التى ليس لها مدلول درامى، أما
التدخين الذى له مدلول درامى ويتحتم وجوده فستتم كتابة عبارة «التدخين ضار
جداً بالصحة» أسفل الشاشة كشرط لعرضه، وتمت كتابة هذه العبارة بالخط الأسود
للتحذير من أضرار التدخين، وقد حذفنا مشهداً كاملاً من «العار» يقول فيه
أحمد رزق بأسلوب ساخر: «أنا عندى بنتين صينيتين واحدة فى شنطة العربية
والتانية فى الكومودينو»، كما حذفنا جميع المشاهد التى تسىء لدولة الصين فى
جميع الأعمال التى تعرض على التليفزيون والتى استخدمها المؤلفون هذا العام
فى الكوميديا، للسخرية من انتشار السلع الصينية داخل الأسواق، كما تم وضع
كاتم صوت على الشتائم والألفاظ غير اللائقة فى المسلسلات إذا تم تكرارها
أكثر من مرة فى الحلقة.
وأكدت منى أن الرقابة أشادت بمسلسل «الجماعة» بعد مشاهدة الحلقات الخمس
الأولى منه، وقالت: «لم نحذف منها شيئاً بل أشادت الرقابة فى تقريرها
بالمسلسل وبأسلوب المؤلف فى سرد الأحداث، فهناك موضوعية فى طرح قضية
الإخوان المسلمين».
حذفت الرقابة أجزاءً كبيرة من المشاهد الطويلة دون داع درامى لتفادى الملل
فى الأحداث، وأوضحت: ظهر ذلك بصورة واضحة فى مسلسلى «زهرة وأزواجها الخمسة»
و«العار»، كما يوجد تدنٍ فى مستوى حوار بعض المسلسلات، ونحن نتدخل بقدر
الإمكان لتعديل ما يمكن تعديله دون الإخلال بالنص لأننا نحذف بحرفية.
ورغم الخلاف الذى يدور حول الملكة نازلى، فإن الرقابة لم تحذف أى مشهد من
مسلسل «ملكة فى المنفى»، ورأى المراقبون أنه من حق المواطن أن يعرف تاريخ
بلده سواء كان سلبياً أو إيجابياً، وقالت منى: «ليس للرقابة دخل إن كانت
تلك الملكة تستحق تقديم مسلسل عنها من عدمه، وليست لها علاقة بالشبهات التى
تدور حولها، وبالتالى نحن لا نتدخل بل نقدم المسلسل حسب وجهة نظر مؤلفه».
وأوضحت منى أنه رغم الإسقاطات السياسية التى يحملها مسلسل «سقوط الخلافة»
على الوقت الحالى، فإن الرقابة لم تتدخل بحذف أى مشهد منه حتى الحلقة
الخامسة، وقالت: «ليس من دورى معرفة إن كان المسلسل يحمل إسقاطات من عدمها،
ومادام عملاً تاريخياً يستند مؤلفه إلى وقائع، فليست هناك مشكلة».
وأكدت منى أن مسلسل «بالشمع الأحمر» ليسرا ملىء بالعديد من مشاهد الدم التى
يقوم بها الدكتور الذى يجسده هشام سليم أثناء تشريحه للجثث، فتم تخفيفها
وحذف الكثير منها، لأنها رغم أنها نفذت بشكل جديد ستثير شعور الجمهور، خاصة
أن الرقابة تلقت اتصالات كثيرة من الجمهور بسبب مشاهد العنف والدم، وهناك
اعتراضات على عرض بروموهات مسلسل «العار» الذى استفز المشاهدين خلال عرضه
قبل رمضان، وقد فتحت الرقابة خطوطاً هاتفية لتلقى شكاوى الجمهور يومياً.
وأكدت منى صدور تعليمات من أنس الفقى، وزير الإعلام، بعدم حذف المشاهد
المتعلقة بالسياسة، فتم إطلاق الحرية بلا حدود وظهر ذلك فى برامج
التليفزيون التى تذاع فى رمضان مثل «أسعد الله مساءكم» و«دوام الحال» للميس
الحديدى وغيرهما من البرامج التى قدمت دون خطوط حمراء، ولم يحذف منها شىء
حتى يستعيد المشاهد الثقة مرة أخرى فى التليفزيون المصرى.
ورصدت الرقابة حجم التجاوزات التى يقع فيها صنَّاع الدراما من الناحية
الإعلانية، حيث يقومون أثناء التصوير بعمل «كلوز» على ماركات السيارات
والعلامات التجارية لعصائر ومنتجات أخرى، وقالت: «يتسبب ذلك فى ضياع ملايين
الجنيهات، لأن هذه الشركات تكتفى بالظهور ضمن الأحداث الدرامية، وسواء كان
هذا بحسن نية أو سوء نية فهو فى الحالتين مرفوض وينبغى الانتباه له، وحرصاً
منا على السياق الدرامى للمسلسلات لم نحذف المشاهد التى تضمنت العلامات
التجارية واكتفينا بإرسال تلك المشاهد إلى القطاع الاقتصادى فى التليفزيون
المصرى ليتخذ قراراً بشأنها».
المصري اليوم في
15/08/2010
«مش
ألف ليلة وليلة».. مصر ٢٠١٠ فى أجواء
أسطورية
كتب
ريهام جودة
«فيه ناس بيقعدوا ٣٠ سنة ومفيش انقلاب بيحصلهم ومبسوطين».. جملة مثيرة
حملها برومو مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» الذى يذاع طوال رمضان على القناة
الفضائية المصرية، وهى ليست سوى مفتاح لكثير من الإسقاطات التى يحملها
العمل على الواقع الذى نعيشه ورياح التغيير التى ينتظر الكثيرون أن تهب على
البلد، رغم تأكيدات مؤلفه وليد يوسف أن عمله «لا يمت للواقع بصلة»، وبرىء
تماماً من أى إسقاطات يحملها على أحوال مصر فى ٢٠١٠!
اختيار ذكى من المؤلف وليد يوسف لكتاب حواديت «ألف ليلة وليلة» وأجوائه
الأسطورية لتنطلق منه الأحداث التى حملت حلقاتها الأولى استعراضا عاماً
لشهريار ومملكته والوزراء التابعين له، بداية من رئيس الوزراء (الديوان) -
الذى يسعى للمثالية ويسمى «البركة» – بفتح الباء لا بكسرها - ويجسده يوسف
داوود.
وبدلا من لقب «وزير» أطلق المؤلف وليد يوسف مصطلح «مسؤول»، وباستثناء
«البركة» تأتى أسماء باقى الوزراء (المسؤولين) تحمل تقارباً كبيراً مع
أسماء الوزراء الحاليين فى حكومة الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، و«الحدق
يفهم» كما يقول المثل الشعبى الشائع، فمسؤول التعليم مثلاً – يجسد دوره
مظهر أبوالنجا – اسمه «حامد اتاخد غدر»، ومسؤول الطب – يجسده فاروق فلوكس -
اسمه خازن القللى، أما مسؤول المالية – أحمد راتب - الذى يطارد شعب المملكة
بالضرائب فاسمه يونس حمص هانى. تشتعل الأحداث حين تتنبأ «العرافة» شهرزاد
بأن شهريار سيتخلص منها خلال يومين كما فعل مع عدد من النساء من قبل، حيث
تلجأ إلى خطة هجومية لمحاولة التخلص من زوجها، حفاظاً على حياتها، ودفاعاً
عن إنجازاتها حيث كانت تفتتح المكتبات وتهتم بالمشروعات الثقافية وغيرها،
مما شكل لها أن تكون واجهة للمرأة الأولى فى المملكة، وتقود شهرزاد
انقلاباً بمعاونة الجوارى وزوجات المسؤولين اللائى يتدربن على فنون القتال
للإطاحة بشهريار قبل أن يتمكن هو ورجاله منهن.
يحفل العمل بمناقشة العديد من القضايا الرئيسية منها علاقة الحكومة بالشعب،
وقضايا الواقع المريرة التى نعانى منها مثل البطالة وطوابير العيش التى لا
تنتهى، ومشاكل التعليم والثانوية العامة، والعلاج على نفقة الدولة، وعلاقة
المواطن العادى بالسلطة ورجالها.
ولا يخلو العمل من الجمل الحوارية المليئة بالانتقادات للنظام وشديدة
الإسقاط على حالة الحراك التى يرغب الكثيرون فى حدوثها، وأيضاً تحديد فترة
تولى الرئيس الحكم، وعدم التمديد لمسؤولى الحكومة لفترات طويلة، خاصة الذين
أثبتوا فشلهم، فعلى لسان مسؤول الإعلام – لطفى لبيب – تأتى جملة «كل واحد
يحافظ على كرسيه بالطريقة اللى تعجبه»!
المصري اليوم في
15/08/2010 |