حينما يبادر الفنان
الكبير سعد الفرج الى تقديم عمل مسرحي، بعد غياب طويل، فاننا حتما امام فعل
مسرحي
يتميز بالخصوصية والتفرد.
فكيف اذا ما كان هذا العمل مع مخرج متميز استطاع
ان يرحل بالمسرح الكويتي الى فضاءات بعيدة، عبر اختياراته المسرحية التي
تؤكد على
المسرح النوعي. هذا الثنائي يجتمع في مسرحية «حيال بوطير» التي
يتحدث عنها الفنان
القدير سعد الفرج، بمناسبة سفره صباح اليوم الاحد الى بيروت ليقدم عروض
المسرحية في
العاصمة اللبنانية وعمل مسرح المدينة ببيروت اعتبارا من 8 يوليو
الحالي.
ويبادرنا الفنان الفرج قائلا:
المسرحية مقتبسة عن نص مسرحية
«طرطوف»
للاديب الفرنسي موليير، وهي تعتبر من اعماله الخالدة، التي ذهب من خلالها
للتعرض لموضوع في غاية الاهمية، وهو استغلال الدين لتحقيق مآرب شخصية، وقد
قام
باعداد النص الكاتب والفنان جعفر رجب ويقوم باخراج العمل
المخرج سليمان
البسام.
وهو من العناصر المتميزة، التي استطاعت ان تؤكد حضور المسرح النوعي،
المؤمن بقضايا الانسان والمجتمع، والذي يعتمد على نصوص تمتلك حضورها
التاريخي
والثقافي، ليمارس من خلالها الاسقاط على المعاصرة.
ويستطرد الفنان
الفرج:
في مسرحية «حيال بوطير» اجسد شخيصة تاجر (يمتلك مصنعاً للبسكويت)
ويعاني من ازمات اقتصادية ولهذا فهو مستعد
للتحالف مع الشيطان من اجل ان يتجاوز
ازماته، ولهذا فان ذلك التاجر، يستغل الدين، من خلال استدعاء
احد النصابين، الذين
يرتدون رداء الدين، من اجل الربح والتجارة، ويصادف ان تتفق مصالح الطرفين..
ولكن!
على حساب من انها على حساب تلك الاسره والبيت والمجتمع، والبقية
اتركها للجمهور عند المشاهدة.
ويقول الفرج عن تقديم العروض في العاصمة
اللبنانية:
أود ان اشير الى اننا وبعد بيروت سنقوم بجولة فنية شاملة،
بالاضافة الى الكويت، وفيما يخص بيروت، فان الامر يتحرك في مستويين، الاول
المكانة
التي تحتلها مدينة بيروت، وهي عاصمة دائمة للثقافة، حيث المسرح
واهل المسرح هناك في
حالة من الحراك والابداع، وهي فرصة لتقديم جوانب من ابداعات المسرح في
الكويت، من
خلال هذه التجربة، التي تذهب بعيدا في التعاطي مع نقل مسرحي خالد، وقضية
مثيرة
للجدل، وايضا هذا الفريق المسرحي المتناسق، والذي يضم كوادر من
الكويت والعراق
والامارات والسعودية وغيرها من دول المنطقة.
اما الجانب الثاني، فهو فرصة
التواصل مع جمهورنا العزيز، الكويتي والخليجي بشكل عام، والذي
يتواجد هذه الايام
بكثافة في بيروت والمصايف اللبنانية، ولهذا جاء الحرص للذهاب اليهم،
والتأكيد بأن
المسرح الكويتي حاضر بنجومه وايضا بطروحاته الفنية والفكرية، وانا اجد في
هذا
العرض، الكثير من التطابق بين ما قدمته عبر مشواري.
وهو ما اعتبره استمرارية
للنهج الذي درجت على تقديمه، حيث المسرح ذي الطرح الاجتماعي
والسياسي الناقد
والمحلل للمجتمع وقضياه.
وايضا اشكالياته.
وحول فريق العمل يشير
الفنان الكبير سعد الفرج:
في العمل عدد بارز من الفنانين من بينهم
الاماراتية هدى الخطيب والفنان العراقي د. فاضل داوود وايضا
الفنان فيصل العميري
وأحمد ايراج وفاطمة الصفي وشوق وغيرهم من الكوادر
الفنية.
ويستطرد:
وخلف العمل فريق متميز من الحرفيين على صعيد
الاعداد والمساعدة في الاخراج وكل الحرفات الفنية، وانا اشدد
على حضور جيل الشباب،
ولهذا انا اشعر بحالة من المتعة الفنية من خلال تعاملي وتعاوني مع هذا
الجيل.
وايضا القيمة والمكانة التي يمثلها الفنان المخرج سليمان البسام الذي
يمتلك عشقا كبيرا للمسرح، يجعله يذهب الى فضاءات التجديد والاختيارات
الذكية
للموضوعات المسرحية التي يتصدى لها.
ماذا تريد ان تقول لجمهورك عن هذه
التجربة؟
قبل كل شيء، نحن امام موضوع في غاية الاهمية وهو محاولة استغلال
الدين، ولبس عبادة الدين، والدين منهم براء.. فالدين هو اكبر من تلك الشخوص
التي
تستغل الاخرين، وفي هذا العمل كم من الطروحات التي تذهب الى التحليل وايضا
النقد،
وهي فرصة للتواصل مع جمهورنا بعد غياب طويل، بالذات للمسرح
الجاد، والدعوة لجمهورنا
الحبيب في كل مكان،
سواء في بيروت او الكويت للتواصل ومشاهدة قضاياهم على خشبة
المسرح، حيث المسرح هو مرأة المجتمع والمعبر عن قضاياه.
كلمة
اخيرة؟
موعدنا في مسرح المدينة ببيروت يوم 8 يوليو، باذن الله.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
04/07/2010 |