استطاع مهرجان كان فى أيامه الـ
5
الأول تجاوز المشاكل التى ظهرت فى أفقه فى الأيام القليلة التى سبقت
انعقاده حيث
انخرط أغلب متابعى المهرجان خاصة الصحفيين بالأفلام المعروضة.
من حيث مستواها وما تطرحه من قضايا هامة، ورغم أن الأفلام الرائعة لم
تظهر حتي
الآن إلا أن ذكاء المهرجان تمثل في ان يضع في برنامج الأيام الأولي عدة
أفلام مثيرة
للجدل منها ثلاثة أفلام عن الأزمة الاقتصادية العالمية, اهمها علي
الأطلاق
فيلم( وول ستريت.. المال لا ينام) للمخرج الأمريكي الكبير اوليفر
ستون وبطولة
مايك دوجلاس وجوش بولين, وكان ستون قد اخرج عام1978 فيلما بعنوان(
وول
ستريت) وبطولة دوجلاس ايضا حكي فيه عن الحياة المتوحشة داخل شارع المال
الشهير
بنيويورك من خلال افساد مستثمر كبير هو دوجلاس لأحد صغار العاملين(
مارتين شين)
في الفيلم الجديد نري دوجلاس وهو يخرج من السجن في حالة مزرية عام2001
لينتقل
الفيلم سريعا بعدها لعام2008 حيث أصبح دوجلاس كاتبا يتحدث عن كواليس
وأسرار شارع
المال ومحاضرا يحذر من خطاياه وبشكل متواز نتابع شابا دون الثلاثين يعمل
كمحلل مالي
و(بروكر) بأحد بنوك الاستثمار المهمة بوول ستريت التي ينتحر مالكها
عندما يجبره
اباطرة شارع المال الآخرون علي إفلاس مؤسسته وبيعها بسعر بخس. ونكتشف ان
هذا
الشاب علي علاقة حب ثم خطوبة مع فتاة ناشطة انترنت تبحث عن تمويل لموقعها
الالكتروني وبالصدفة هي ابنة دوجلاس التي قطعت علاقتها معه لأنها تراه
مسئولا عن
انتحار شقيقها بسبب المخدرات وانهيار أسرتها بأكملها. ويحاول الخطيب أن
يتقرب من
حماه المنتظر لانبهاره بشخصيته ويقايضه دوجلاس علي ان يجعل ابنته تتصالح
معه مقابل
أن يكشف له أسرار وول ستريت وترفض الابنة والدها في كل اللقاءات وتحذر
خطيبها من أن
والدها سيسبب لهما الأ لم الكثير لأنه ليس إنسانا جيدا, تنكشف الأمور أن
دوجلاس
الذي يظهر في صورة الحمل الوديع أودع مائة مليون دولار باسم ابنته وهي قاصر
قبل
دخوله السجن ويطلب من الخطيب أن يساعده في اقناع الفتاة باقتسام الأموال مع
الأب
وهي التي كانت ترفض تلك الاموال تماما لأنها أموال غير شرعية وموجودة بحساب
سري
بسويسرا في الوقت نفسه يحارب الخطيب أحد اباطرة المال بوول ستريت والذي
تسبب في
انتحار صاحب بنكه. ثم يقبل العمل لدي هذا الامبراطور بغرض الايقاع به
وينجح لكن
دوجلاس يخون الجميع بمن فيهم ابنته, فما ان يحصل علي توقيعها يأخذ المائة
مليون
دولار كلها له ويرحل للندن يلعب من جديد في عالم البورصات والاعمال.
ويحاول
الخطيب إقناعه بإرجاع الأموال ويستميله بأن ابنته حامل فيرفض دوجلاس ويطرده
ويلجأ
اوليفر ستون لحل النهاية السعيدة بأن يعود دوجلاس لنيويورك ويمنح ابنته
وخطيبها
المائة مليون دولار كاستثمار في مجال الطاقة الشمسية اللذين يحاربون من
أجله منذ
بداية الفيلم. اهم ما يقوله( وول ستريت) علي لسان ابطاله أن المال
عاهرة لا
تنام( دوجلاس) وان شارع المال يخلق شخصيات متوحشة قاسية لا تعرف سوي
الطمع
والانانية علي حساب اي أنسان أو آية قيم. لكن لا يمكن فهم هذا الفيلم
بعمق أو
إدراك تفاصيله الاقتصادية إلا بعد المشاهدة المتأنية للفيلم التسجيلي(
بداخل
الوظيفة) والمعروض بالقسم الرسمي خارج المسابقة بكان ايضا إنه وثيقة
بالغة
الأهمية تحلل اسباب الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل مبسط شديد القوة
والجرأة معا
ففي خمسة فصول( علي طريقة الكتب) يقدم لنا المخرج تشارلز فرجسون خطوة
بخطوة ما
معني النظام المالي العالمي ومدي ارتباطه بشارع المال وول ستريت ولماذا
تسبب في
انهيار النظام الاقتصادي الأمريكي ووراءه العالمي في أزمة2008 الأخيرة,
حيث
يبدأ الفيلم بالقول أن الملايين من البشر في الارض فقدوا مدخراتهم ومنازلهم
بسبب
الازمة.
ما هي الأسباب
الاجابة تأتي علي لسان نحو ثلاثين شخصية أمريكية
وعالمية ممن صنعوا الأزمة او ممن كشفوا اسرارها بالاضافة لعدد مماثل من
المسـئولين
الامريكيين الذي وضع المخرج علي الشاشة رفضهم لعمل حوارات بالفيلم.
يقول
المخرج إنه بعد أزمة الكساد الكبري عام1929 أخذت امريكا احتياطها ووضعت
نظاما
ماليا قويا حماها من الكوارث لكن جاء عصر ريجان في بداية الثمانينيات وبدء
سيطرة
ثقافة وول ستريت وبدء عالم البورصات والمضاربات وفي التسعينيات انفجرت
فقاعة
الانترنت كما يسمونها وثورة الاتصالات واستخدام النت والتليفون في المضاربة
وبدأت
الفضائح المالية في الظهور خلال فترة كلينتون الواحدة تلو الأخري وبلغت
أشدها في
فترة بوش. السبب كما يقول تحليل المخرج أن وول ستريت والبورصات تسيطر
عليها
مؤسسات مالية خاصة اسمها بنوك استثمار يسيطر عليها مجموعة من أغني أغنياء
العالم
ووظيفتها هي المضاربة وبيع الأسهم بأعلي سعر واقناع المشترين بذلك بغض
النظر عن
القيمة الحقيقية للسهم أو عن كونه غير مأمون أو عن احتمال انهيار سعره
تماما.
وكانت تلك المؤسسات في البداية مغلقة علي المستثمرين فيها هم الذين يتحملون
المخاطرة المالية حتي فتحت جميعا أبوابها لشراء اسهمها المتاحة للملايين
الذين لا
يعرفون أو يفقهون الكثير في اعماله, اخطر ما قامت به تلك المؤسسات ان
اشترت من
البنوك الأمريكية والعالمية ديون التقسيط وباعتها للآخرين وهي أكثر بضاعة
مالية غير
مأمونة وخطيرة. وديون التقسيط هي الديون علي أي مواطن أمريكي أو بأي مكان
بالعالم
اشتري منزلا أو سيارة أو غيرها وعليه اقساط كثيرة طويلة المدي, انهار
النظام
المالي العالمي عندما عجزت بنوك الاستثمار تلك عن الوفاء بديونها نتيجة عدم
دفع
المواطنين لأقساطهم بالتالي كل من كان يستثمر أمواله في تلك الاسهم خسرها
بل أن من
كان يضع اموالا بالكثير من البنوك التجارية العادية خسرها ايضا وعلي رأس
تلك
المؤسسات جولدمان ساكس وليمان برازرز وميريل لينش ومورجان ستانلي وتأتي
مصداقية
الفيلم من مخرجه لكونه من أهم اساتذة العلوم السياسية والاقتصاد بأمريكا
قبل عمله
بالسينما وحاصل علي الدكتوراة من معهد ماساشوتيس الشهير. لذا فقد واجه كل
المسئولين عن الاقتصاد الامريكي بالفيلم انهم عملوا مستشارين ماليين لتلك
البنوك
وانهم يرفضون منذ التسعينيات عمل أي تشريع ينظم عمل تلك البنوك, بل ان
المخرج جاء
بمقاطع من حملة اوباما الانتخابية يقول فيها بشكل مباشر إن هدفه اصلاح
النظام
المالي الامريكي والعالمي من خلال تغيير ثقافة وول ستريت واصلاح تشريعاته
لكن بعد
مرور عام علي توليه يقول المخرج ان اوباما لم يغير شيئا لأنه ببساطة عين كل
الوظائف
الاقتصادية المهمة لمسئولين سابقين بتلك البنوك والسبب في رأي المخرج ان
اغلبهم
تبرع بمبالغ ضخمة في الحملة الانتخابية الرئاسية, اي ان وول ستريت كما
قال المخرج
هي الحكومة ذاتها واهم ما جاء به فيرجسون بالفيلم لقاءات مع عمال صينيين
وحتي تحليل
للاقتصاد الفنلندي وحوارات مع وزيرة الاقتصاد الفرنسية ورئيس الوزراء
بسنغافورة
كلهم يؤكدون أن ما يحدث بوول ستريت هو الذي دمر النظم الاقتصادي العالمية
بل يجئ
بوثيقة قدمها وزراء الاقتصاد في الدول الصناعية الكبري لإقناع امريكا
بإصدار
تشريعات تنظم عمل وول ستريت خاصة أن الحكومة والقضاء الأمريكي أدان في
الكثير من
القضايا بنوك الاستثمار تلك. الفيلم الثالث بنفس المعني هو فيلم تسجيلي
سويسري
يعنوان( كليفلاند ضد وول ستريت) وهو عن مجموعة من المحامين بالمدينة
الأمريكية
الشهيرة رفعوا قضية ضد21 بنك استثمار تسببوا في الرواج الكاذب والانهيار
لسوق
العقارات والمدخرات المواطنين, أما أهم أفلام كان في الايام الأولي فكان
بلا
منازع الفيلم الانجليزي( عام آخر) لمايك لي وهو من المرشحين بقوة
للسعفة
الذهبية بينما جاء فيلم ودي آلان الجديد( ستقابليين رجلا أسمر وغريبا
وطويلا)
بمستوي دون المتوسط وكذلك فيلم( الرجل الذي يصرخ) لمحمد صالح هارون وهو
الفيلم
الإفريقي الوحيد بالمسابقة
الأهرام اليومي في
19/05/2010
"كان" يحتفل بالتعاون السينمائي المصري الفرنسي
عصام عمران
احتفلت الدورة ال63 لمهرجان كان السينمائي بتوقيع أكبر اتفاقية للتعاون بين
مصر وفرنسا ممثلين في المركز القومي للسينما ونظيره الفرنسي.
وقال الدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز ان الاتفاقية تتضمن كافة أوجه
الانتاج المشترك والتمويل وتسهيلات التصوير في كلا البلدين وتبادل الخبرات
المهنية والأكاديمية وعقد لقاءات دورية مشتركة لصناع السينما في البلدين.
وامداد الأرشيف القومي للسينما المصرية بالخبراء الفرنسيين لبدء الخطوات
الخاصة بالحفاظ علي تاريخ وتراث السينما المصرية. أضاف ان حفل التوقيع حضره
كبار رموز صناع السينما المصرية. ومن بينهم. منيب شافعي رئيس غرفة صناعة
السينما المصرية. واسعاد يونس. وهشام عبد الخالق. والفنانون لبلبة ومحمود
عبد العزيز اضافة لسهير عبد القادر نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي
وعدد آخر من السينمائيين من العديد من الدول. أشار الي ان الاتفاقية جاءت
بناء علي توجيهات فاروق حسني وزير الثقافة. تفعيلاً لبروتوكول التعاون
السينمائي المشترك بين مصر وفرنسا الذي تم توقيعه بين الجانبين عام 1998..
موضحاً أنه تم اضافة العديد من البنود الجديدة للتعاون المشترك مثل تحديد
مواعيد دورية للقاءات المهنية بين كبار الشركات المنتجة في مصر وفرنسا التي
تعمل بمجال التوزيع واعضاء غرفة صناعة السينما. وبحث كافة الطروحات الخاصة
بتصوير الأفلام المصرية. والفرنسية والانتاج المشترك بكلا البلدين
والتسهيلات الممكنة التي يمكن منحها فيما يتعلق بتصوير الافلام في كلا
البلدين.
ان الاتفاقية ضمت بحث اتخاذ كافة الاجراءات التي تضمن معاملة الفيلم المصري
في فرنسا كالفيلم الفرنسي والعكس والتعاون الكامل في كل الخطوات الاجرائية
والتنفيذية المتعلقة بانشاء الأرشيف القومي للسينما المصرية.
أشار الي الدعوة التي وجهها الوزير فاروق حسني للسينمائيين المشاركين في
مهرجان "كان" لتصوير أفلامهم في مصر كون مصر تعتبر مصدراً للسحر والإلهام
بالنسبة لصناع السينما في العالم. وان التاريخ المصري يضم موضوعات مثيرة
تصلح للشاشة الفضية. موضحاً ان كليوبترا ورمسيس وتوت عنخ آمون ليسوا سوي
عدد قليل من الموضوعات والقصص التي قدمتها السينما الأمريكية والأوروبية
واصبحت من كلاسيكيات السينما العالمية وأثرت الانتاج السينمائي علي مدي قرن
كامل. وصفت فيرونيك مديرة المركز القومي للسينما بفرنسا الاتفاقية بأنها
الأكبر في المجال السينمائي والتي تم توقيعها بين مصر وفرنسا.. موضحة ان
الجانب الفرنسي فضل التعاون مع الجهات الرسمية المصرية لضمان جدية التعاون
ال قترح. قالت ان بنود الاتفاقية تتضمن حضور خبراء فرنسيين من المركز
الوطني للسينما خلال شهر يونيو المقبل. للاطلاع علي التصميمات والرسومات
الخاصة بانشاء أرشيف السينما المصرية. وكذلك الأماكن المقترحة له ووجهات
النظر الفنية لاقامته. اضافة لاقامة مشروع "السينماتيك" واقامة أول متحف
للسينما.
الجمهورية المصرية في
19/05/2010 |